logo
القيادة تهنئ الرئيس الأميركي وتشيد بالعلاقات الثنائية

القيادة تهنئ الرئيس الأميركي وتشيد بالعلاقات الثنائية

الرياضمنذ يوم واحد
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس دونالد جي ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.
وأعرب الملك المفدى، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب الولايات المتحدة الأميركية الصديق اطراد التقدم والازدهار.
وأشاد -أيده الله- بهذه المناسبة بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وما تشهده من تطور في المجالات كافة.
وبعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس دونالد جي ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.
وعبر سمو ولي العهد، عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب الولايات المتحدة الأميركية الصديق المزيد من التقدم والازدهار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤولان: جلسة المحادثات الأولى بين "حماس" وإسرائيل انتهت من دون نتيجة حاسمة
مسؤولان: جلسة المحادثات الأولى بين "حماس" وإسرائيل انتهت من دون نتيجة حاسمة

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

مسؤولان: جلسة المحادثات الأولى بين "حماس" وإسرائيل انتهت من دون نتيجة حاسمة

بدأت في قطر مساء الأحد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح رهائن في غزة، وفق ما أفاد مصدر فلسطيني مطلع وكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر إن "المفاوضات تدور حول آليات التنفيذ" للاتفاق المحتمل و"تبادل الأسرى"، موضحاً أنها بدأت على الساعة 18:30 بتوقيت غرينيتش ويتم خلالها "تبادل المواقف والإجابات عبر الوسطاء". ولاحقاً، قال مسؤولان فلسطينيان مطلعان لـ "رويترز" إن الجلسة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" انتهت من دون نتيجة حاسمة. وأضافا أن الوفد الإسرائيلي غير مفوض بشكل كاف للتوصل إلى اتفاق مع الحركة لأنه "لا يملك صلاحيات حقيقية". من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد إن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة "خلال هذا الأسبوع"، وذلك قبل اجتماعه المرتقب في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وصرح ترمب للصحافيين "أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع (حماس) خلال هذا الأسبوع، الأسبوع المقبل"، مع تزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لإنهاء الحرب في غزة. وتابع "لقد نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع". وخلال اللقاء في البيت الأبيض، سيناقش الزعيمان خصوصاً المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في قطاع غزة الذي مزقته حرب مستمرة منذ 21 شهراً بين إسرائيل و"حماس". اللقاء الثالث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي اعتبر أن اجتماعه مع الرئيس الأميركي اليوم الإثنين قد "يساهم" في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وقال نتنياهو في إحاطة للصحافيين من أمام الطائرة في مطار بن غوريون "أعتقد أن المحادثة مع الرئيس ترمب يمكن أن تُسهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعاً". وسيكون هذا اللقاء الثالث لنتنياهو مع ترمب خلال أقل من ستة أشهر. وغادر وفد من المفاوضين الإسرائيليين الأحد متوجهاً إلى الدوحة، حسبما أفادت محطة "كان" العامة. وأكد نتنياهو "أرسلتُ فريقاً للتفاوض مع تعليمات واضحة... إنجاز الاتفاق الذي تم الحديث عنه، وفق الشروط التي وافقنا عليها". تصاعد الدخان من مبنى تعرض لقصف إسرائيلي في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ ف ب) وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اعتبر السبت أن "التغييرات التي تسعى (حماس) إلى إدخالها على الاقتراح الأولي غير مقبولة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لـ يوماً، وإفراج (حماس) عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين". والتغييرات التي تطالب بها "حماس"، بحسب هذه المصادر، تتعلق بشروط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والضمانات التي تسعى إليها لوقف الأعمال القتالية بعد 60 يوماً، واستعادة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية. من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بعد لقائه نتنياهو الأحد، إن رئيس الحكومة لديه "مهمة ذات أهمية" في واشنطن، تتمثل في "التوصل إلى اتفاق لإعادة جميع رهائننا إلى ديارهم". فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في مدينة غزة (رويترز) بيان مجموعة "بريكس" في ريو دي جانيرو، أصدر قادة دول مجموعة "بريكس" إعلاناً مشتركاً الأحد قالوا فيه "نحث كل الأطراف إلى الانخراط بحسن نية في مفاوضات إضافية لتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط" في غزة. كذلك، دعوا إلى "الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة". في مستهل القمة، قال مستضيفها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في كلمته الافتتاحية "لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والمجازر بحق مدنيين أبرياء، واستخدام الجوع كسلاح حرب". في الأثناء، قتل 26 شخصاً في ضربات إسرائيلية على قطاع غزة الذي يعد أكثر من مليوني نسمة نزحوا بصورة متكررة وفي ظروف صعبة، وفق ما ذكر الدفاع المدني الأحد. "حماس" ترفض الاتهامات الأميركية نفى المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة "حماس" الأحد اتهامات وزارة الخارجية الأميركية للحركة بالاشتراك في هجوم وقع السبت وأدى إلى إصابة عاملي إغاثة أميركيين من "مؤسسة غزة الإنسانية" في موقع لتوزيع المواد الغذائية في القطاع. وذكرت المؤسسة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل السبت أن عاملي الإغاثة يتلقيان العلاج الطبي بعد إصابتهما بجروح غير مهددة للحياة في هجوم بقنبلة. وقال ممثل شركة "يو.جي سولوشنز"، التي تتخذ من ولاية نورث كارولاينا الأميركية مقراً وتوفر الأمن في مواقع المؤسسة لتوزيع المساعدات في غزة، لـ "رويترز" الأحد إن الأميركيين المصابين يعملان بصفتهما متعاقدين أمنيين من القطاع الخاص. وأضاف أن المتعاقدين كانا من القوات الخاصة الأميركية، ولم يطلقا النار بعد إصابتهما لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين الذين كانوا بالقرب منهما. وقال المكتب في بيان "نرفض بشكل قاطع ومطلق الادعاءات الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية والتي تزعم أن (المقاومة الفلسطينية) ألقت قنابل على عاملين أميركيين في مراكز ما تُسمى (مؤسسة غزة الإنسانية) المشرفة على مصائد الموت في قطاع غزة". وأضاف البيان "هذه الادعاءات المضللة ما هي إلا محاولة فجة لتبرير استمرار قتل وتجويع المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتمثل تماهياً خطيراً مع الرواية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي التي تسعى منذ بدء الحرب إلى شرعنة الجرائم المرتكبة ضد سكان غزة المدنيين، من خلال فبركة سرديات أمنية لتبرير استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين".

الصَّفقة... وما بعدَها
الصَّفقة... وما بعدَها

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

الصَّفقة... وما بعدَها

إنْ لم تحدث مفاجأة، فإنَّ صفقةَ وقف النار لمدة ستين يوماً تتخللها نبضاتُ تبادلٍ للمعتقلين والمحتجزين، تسير في اتجاهٍ مبشّر بتنفيذها. الصفقة -وفق ما تسرّب عنها- تحمل مزايا مهمةً لجميع أطرافها، فالرئيس ترمب يحقّق من خلالها صورةَ نجاحٍ يحتاجها؛ خصوصاً بعد النتائج الملتبسة للحرب مع إيران. ونتنياهو الذي يحاول ألا يظهرَ بمظهر المغلوب على أمره والمذعن لأوامر ترمب، بوسعِه تسويق تحرير نصفِ الأحياء من المحتجزين، مع نصف جثامين الأموات على أنَّه ثمرة ضغطه العسكري، وأنَّه محطة على طريق تحقيق كامل أهداف الحرب التي يصفها بـ«النصر المطلق». والوسطاء -خصوصاً القطريين والمصريين- قد كانَ لصبرهم ومثابرتهم ومقترحاتهم التوفيقية وضغوطِهم، دورٌ مهمٌّ في إبرام الصفقة والبناء عليها لمواصلة الجهد، باستثمار ستين يوماً من الهدوء، لمواصلة العمل على هدف إنهاء الحرب. و«حماس» التي لا بدَّ من أن تكونَ قد قرأت المتغيرات على نحوٍ جرّدها من الحلفاء وألقى في وجهها مجاعة غزة ومسلسل الموت اليومي فيها، سوف تكسب ستين يوماً ثمينة من الهدوء، لعلَّها تنتج فرصاً لإنهاء الحرب وبقائها في غزة؛ إن لم يكن في سدة الحكم المباشر كما كان الأمر عليه قبل الحرب، فمن خلال نفوذٍ توفره الشراكة في ترتيبات اليوم التالي. أمَّا أهلُ غزةَ وفي حال تنفيذ بنود الصفقة، فإن ستين يوماً من توقف الموت والتدمير وزيادة دخول المساعدات الإنسانية، هو أقصى ما يطمحون إليه، وهم في عمق حالة كارثية لولا الصفقة لتضاعفت تحت النار، وتحت التهديد بامتدادها، ليشمل الاحتلال العسكري المباشر لغزة كلها. هذه هي المزايا المستخلصة من الصفقة الوشيكة، ولعلَّها الدافع الرئيسي لإجماع كل أطرافها على المضي قدماً في إبرامها وجدية تنفيذها. إذا سارتِ الأمور وفق السيناريو التفصيلي الذي أُعلن -أو تسرّب- فإنَّ الاختبار الذي يبدو محفوفاً بالمحاذير والتعقيدات، هو الجزء المتبقي من الصفقة الذي سيخضع لمفاوضاتٍ يديرها الوسطاء. والأمر هنا لا يتصل بالنبضة الأخيرة من التبادل وفرص تمديد الهدنة، وإنما في الترتيبات التي سيجري التفاوض حولها، والتي اصطلح على تسميتها باليوم التالي، هذا اليوم تسبق رحلة الوصول إليه أسئلة لم تتم الإجابة عنها، ومنها -مثلاً- هل ستنسحب إسرائيل كليّاً من القطاع؟ أم ستستنسخ التجربة الراهنة في لبنان، بالبقاء في مواقع محددة تسهّل عليها التدخل العسكري وقت الحاجة؟ وفي إسرائيل يدور جدلٌ حادٌ حول الخيار بين الحالتين. كذلك: كيف ستسير عملية إعادة الإعمار «الضخمة»؟ وكيف ستكون صلة إسرائيل بها؟ ومن هي الجهة -أو الجهات- التي ستدير غزة في اليوم التالي، واضعين في الاعتبار استحالة وجود جهة فلسطينية وعربية وحتى دولية في غزة، مع بقاء جندي إسرائيلي واحد على أرضها؟ ثم: ما الأجندات الإسرائيلية المضمرة لضمان سيطرة أمنية تريدها مطلقة على غزة، إن لم يكن من داخلها فمِن حولها؟ ومَن الجهة أو الجهات التي تضمن ذلك كي لا تعود الحرب ثانية، وربما بصورة أفظع من كل ما سبق؟ هذه أسئلةٌ ما بعد الصفقة بجزأيها: الذي يقترب من الحل والمتبقي منها، وكذلك حول اليوم التالي الذي لا تزال كل ترتيباته غامضة وغير محددة؛ خصوصاً أنَّها جميعاً تتصل بالموقف الإسرائيلي الذي لا يعرف أحدٌ كيف سيتبلور مع بقاء الائتلاف الحالي. وما زالت احتمالات تغييره أو بقائه رهناً لسنة طويلة، كل يوم فيها يحتمل مفاجأة وانتكاسة. في الحرب التي تقترب من تجاوز عامين قبل حسم نتائجها السياسية، تعودنا أنَّ معالجاتها منذ بدايتها وعبر كل فصولها تتم بالقطعة، وكل تقدمٍ جزئي عبر هدنة أو نبضة تبادل، نجد أنفسَنا أمام تصعيدٍ يتجاوز في حدته كل ما سبقه، لهذا يبدو منطقياً أن نحتفل بصفقة ويتكوف المعدّلة قَطَرياً، والموافق عليها إسرائيلياً وحمساوياً؛ ليس لكونها محطة مضمونة لإنهاء الحرب؛ بل لأنَّها توقِف الموت والتدمير والمجاعة. وستون يوماً تكون كلمح البصر في حركة التاريخ، إلا أنَّها بشأن غزة ومأساتها هي أثمن الأيام، وأنَّ كل يومٍ منها ينقذ حياة آدميين مرشحين للقتل، إما وهُم فيما تبقَّى من بيوتهم أو خيامهم، وإما في أثناء تزاحمهم على مراكز توزيع الطعام التي هي في الواقع مصائد موتٍ ومعارض إهانة. الصفقة -بمزاياها والاحتياج الملح لها- تحجب الرؤية عن تحديات ما بعدها، ومهما يكن من أمر فإنَّ ستين يوماً من وقف الموت وتخفيف وطأة المجاعة، تستحق الاحتفال، وخصوصاً ممن بقوا على قيد الحياة في غزة.

نتنياهو في ضيافةِ موزِّع الضَّمانات
نتنياهو في ضيافةِ موزِّع الضَّمانات

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

نتنياهو في ضيافةِ موزِّع الضَّمانات

حين تدخل مكتب السيد الرئيس يستحسن أن يكونَ العناق حاراً. وأنْ تتقدّمَك ابتسامةُ ودٍّ وعرفان. وأنْ تجاهرَ بالشّكر. وتجدّدَ الولاء. وأنَّك متعطشٌ لسماع النصائح والتوجيهات. وأنَّك تحمل رسائلَ امتنانٍ من شعبك. وأنَّ الكبارَ يتقاسمون مع الصغار مشاعرَ الاعتراف بالجميل. ولا ضير أن تذهبَ أبعدَ. كأنْ تقول إنَّك محظوظٌ لأنَّك وُلدت في أيامه. وأنَّك تبحرُ في القارب نفسِه معه. لأنَّه القبطانُ المتمرّسُ بملاعبةِ الرياح ومفاجآتها. ولأنَّ النجاحَ جزءٌ من يومياته. ولأنَّ الصَّفقات الكبرى ممهورة دائماً ببصماته. ولا غرابة أن تقولَ إنَّه لا يشبه إلا نفسه. وإنه شديد الافتراق عن أسلافه. وإنَّ بلادَك لم تفُزْ سابقاً بصديق من هذه القماشة. وإنَّها لن تنسى بالتأكيد أنَّه الصخرةُ التي يمكن الاتكاءُ عليها حين تتعاظم الأخطار. ولا مبالغة في الأمر إن أبديتَ إعجابَك بربطات عنقِه ورقصتِه من دون أن تنسى تغريداته. ويفضل أن تفتتحَ الحوارَ بتهنئة صريحةٍ على تزامن انتصارات الخارج مع انتصارات الداخل. في الطائرة التي تقله إلى موعدِه الأميركي، يشعر بنيامين نتنياهو بارتياحٍ كبير من دون أن ينسى التَّحسبَ للمفاجآت. يسجل لنفسِه أنَّه نجحَ في التَّسلل إلى عقل دونالد ترمب، وربَّما إلى قلبه. وترمب رجلٌ صعب. وعنيدٌ. ومدمنُ نجاحات وصفقات ومفاجآت. لا يقبل الفشلَ ولا يعترف به. ولا يطيق الخيباتِ. ولا يتراجع. لا يهدأ على الحلبة. يمد يدَه إلى أعدائه ثم لا يتردَّد في توجيه اللكمات. يقرأ العالمَ بنظارتيه لا بعيون الخبراءِ والمحللين. قدرةٌ استثنائية على الذهاب إلى الآخر. وقدرة استثنائية على الانعطاف. قدرة على الطمأنة وقدرة على الإقلاق. كثرة المعارك تضاعف شعوره بأنَّه على حق، وأنَّ القدرَ كلفه بإنقاذ بلاده ومعها العالم. يمكن أن يستهلَّ اللقاء بحكاية صغيرة. كأن يقول إنَّ دعم السيد الرئيس سهل إجراء جراحة كبرى لقسم من الشرق الأوسط. وإنَّ الجراحة كانت صعبة وحساسة ومكلفة لكنَّها انتهت بتغيير ملامح المنطقة. وقد يروي أنَّه قبل سنتين كانَ باستطاعة صاروخ أن يسافرَ من طهران إلى بيروت ماراً بالعراق وسوريا، وحتى من دون استئذان سلطات البلدان الثلاثة. وكان باستطاعة «مستشار» من «الحرس الثوري» أن يسافرَ مع الصاروخ حاملاً إلى الأذرع ما يرسخ إقامتها في المحور ويعزز ترساناتها. وكان باستطاعة زائر سوريا أن يلتقي بشار الأسد في دمشق، وأن يذهبَ براً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء حسن نصر الله. ويمكن أن يلتقيَ ليلاً هناك زعماء «حماس» و«الجهاد» الذين يقيمون في لبنان من دون موافقة سلطاته. الدعم الأميركي ضمن التفوقَ العسكري والتكنولوجي وسهّل إجراء الجراحة. اليوم لم يعُد باستطاعة الصاروخ أن يسافر ويصل، والأمر نفسه بالنسبة إلى «المستشار» الذي كان يرافقه. سوريا التي كانت الجسر والممر والحاضنة تغرف الآن من قاموس آخر، ولا تطلب أكثر من العودة إلى اتفاق «فك الاشتباك» في مقابل الخروج من الشق العسكري في النزاع مع إسرائيل. لبنان الذي كان منطلقاً لـ«جبهة الإسناد» دفع باهظاً ثمن ما فعل. أوقفت إسرائيل إطلاق النار، لكنَّها احتفظت لنفسها بحق مواصلة القتل اليومي على أرضه. من دون العمق السوري لا يستطيع «حزب الله» شنَّ حرب على إسرائيل، فضلاً عن أن تمسك الحزب بترسانته سيحرم لبنان من الاستقرار وإعادة الإعمار، ويعرضه لما هو أدهى. انكسرتِ التوازنات السابقة والجيش الإسرائيلي يسيطر على أجواء معظم جيرانه، ويتحرك على أراضيهم. تغير المشهد. سوريا تطالب بضمانة أميركية. و«حماس» مثلها. ولبنان أيضاً. إيران نفسها تأمل في ضمانة أميركية. ترمب موزّع الضمانات. يغمض نتنياهو عينيه ويتابع. يشعر فعلاً بالرغبة في شكر السيد الرئيس. تغيَّر المشهد تماماً. إطاحة نظامِ بشار الأسد قلبت المعادلات. ما يجري حالياً هو إعادة الفصائل إلى خرائطها بعدما حرمت من امتداداتها الإقليمية. إعادة الفصائل تتواكب مع إخراج الخرائط من النزاع، على الأقل في شقه العسكري. إزالة الركام في غزة ستستغرق سنواتٍ، ومثلها إعادة الإعمار. وفي غضون ذلك، ستكون «حماس» خارجَ المعادلة، أو محرومة على الأقل من مجرد التفكير في «طوفان» جديد. لبنان أيضاً لن يكونَ قادراً على تشكيل مصدر خطر في السنوات القليلة المقبلة. أقصى ما يتمنَّاه هو تطبيق القرار 1701، وانسحاب إسرائيلَ من أراضيه، وتطبيق شعار «حصرية السلاح» بيد الدولة. الملف الكبير هو إيران. تعهد ترمب بمنعِها من امتلاك قنبلة نووية قاطع. والجولة الأخيرة جعلتها طرفاً مباشراً في الحرب وحرمتها القدرة على خوض الحروب بالواسطة. الغاراتُ على طهران خرقت ما كانت تعدّه حصانتها. نجاح ترسانتها الصاروخية في إحداث دمار في شوارع تل أبيب، لا يعادل خسائرَها على مستوى المحور والأذرع. والسؤال: هل تختار طهران التعايشَ مع ترمب بانتظار انتهاء ولايته؟ وهل تستطيع العثور على خطوط دفاعية إقليمية تشبه ما كان يلعبه «حزب الله»؟ يعرف نتنياهو أن ترمب يحتاج إلى نجاح في غزة بعدما اكتشف صعوبة النجاح في أوكرانيا. فلاديمير بوتين يريد تركيع أوكرانيا قبل وقفِ النار معها، ولا يريد شريكاً أو مساعداً في الانتصار الكاسح عليها. لن يغضبَ نتنياهو موزّع الضمانات. صانع الحرب يمكن أن يساعدَ «صانع السلام». يمكنه القبول بوقف النار ثم البحث عن أساليب الالتفاف عليه. يمكن إبداء قدرٍ من المرونة في غزة بعد الفظاعات التي ارتكبت على أرضها. لم يبقَ شيء من غزة لتكون مصدر أخطار. ينتظر خصومُ إسرائيلَ ضماناتِ «الشيطان الأكبر». وينتظر نتنياهو تفويضاً جديداً من سيّد البيت الأبيض يساعده في الذهاب إلى انتخابات. وثمة من يأمل في أن يستنتجَ ترمب أنَّ أفضلَ ضمانةٍ يمكن أن يوفرَها للمنطقة هي إبقاء «حل الدولتين» حياً ولو مؤجلاً. موزّع الضماناتِ هو أيضاً موزّع المفاجآت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store