logo
اجتماع رئاسي طائر..!

اجتماع رئاسي طائر..!

ألتبريسمنذ يوم واحد

عبد اللطيف مجدوب
كانت هناك ملفات شائكة ذات حساسية سياسية بالغة الخطورة ؛ أصدر الرئيس تعليماته بأن تصحبه في رحلته الشرق الأوسطية ، إلى جانب مستشاريه ، وثلة من رجال المال والأعمال، 'رحلة صيد' كما وصفها مقربون من الرئيس ، أو لا تعدو مجرد رحلة استطلاع ، كما ألفها الرئيس ، سيما إذا عنّت له فكرة تمديد الخارطة السياسية ، أو ضم منطقة جغرافية معينة.
ولج أحد المستشارين مكتبه البيضاوي ، ودون ما استئذان ، خاطب الرئيس بنبرة هادئة ، كما توصي به البروتوكولات الحديثة: 'سيدي الرئيس ، سيتأخر موعد إقلاع الطائرة بستين دقيقة، نظرا لكثافة الإجراءات الأمنية، والتحقق من الصيانة العامة ، لطائرة ستدخل الاستعمال أول مرة..'
الرئيس ، يتململ في كرسيه ، مقطبا جبينه، ومطقطقا أصابعه في توتر باد: '… لا تنسوا أن تصحبوا كبير الطهاة.. والتخلي عن المشروبات الغازية..'
على متن الطائرة
أخذ الرئيس وبعض مرافقيه جولة حول مرافق الطائرة ، قادته إلى صالة اجتماعات فسيحة ، بخمسين مقعدا ، تتوسطها على الجدار شاشة تفاعلية باتصالات ذكية، تربطه بأجهزة البيت الأبيض ومقر المخابرات المركزية، تمكن المتكلم داخلها بالحديث بعفوية تامة دون ما حاجة لاستعمال أزرار أو ميكروفونات، بها بوابة تفضي مباشرة إلى قاعة لعب الغولف، وغير بعيد عنها وبغطاء بلوري، كان هناك مسبح يسع لخمسة أشخاص، فضلاً عن مطبخ بأشعة مكيفة إلى جوار مخادع للنوم والاستحمام. وفي طابقها العلوي يكاد يختص بخمس طائرات الدرون ، وطائرة خفيفة للطوارئ ، إلى جانب ركن خاص بمخازين المؤونة والوقود النووي.
كان الرئيس ؛ خلال تجواله ؛ لا يفتر لسانه عن إطلاق كلمة ' Good' ، كلما حملق في جدرانها المطلاة بالذهب ، أو حانت منه إطلالة عبر فتحات نوافذها.
داخل الصالة
داخل صالة الاجتماعات ، حيث سينتهي به التجوال ، جلس حول الطاولة الأسطوانية ، وأومأ إلى المظيفة بأن تستدعي مرافقيه ، ويستقلوا مقاعدهم من حوله، كما هو مؤشر عليها.
توجه بأنظاره ، وكأنه يتفرس وجوها لأول مرة : 'أيها السادة ؛ تعلمون أن المناخ العالمي ، حالياً لا يجري لصالحنا ، والحروب ستكلفنا أثمانا لا طاقة لنا بها ، لكن وبدلا من العيش تحت رحمة نيرانها ، ابتدعنا وسيلة ، ليس لأحد الاعتراض على نجاعتها ، إنها المال ؛ في صوره الراقية ؛ كالتجارة والاقتصاد والاستثمار ، والتحكم في الأسواق ، ولهذه الغاية أضحت خريطتنا السياسية ممتدة إلى ما وراء البحار ، لتشمل بلدانا شرق آسيا والمحيط الهندي وجنوب أمريكا…'
توقف الرئيس قبل أن يستطرد ، موجها سؤاله إلى كبير مستشاريه: 'المستر ويليامس كراك ، عهدي بك أنك ضليع في فلسفة المال ، ما رأيك ، إذا نحن طالبنا جهارا بانضمام هذه الدول إلى حضيرتنا..؟'
دنت منه السكرتيرة Marom، وهي الروبوت المفضلة ، كان يصطحبها في رحلاته الملاحية ، فهمست في أذنه : 'لقد حان أوان قيلولتك ، هل سأعدً لك..'
أشاح عنها بوجهه : ' دائماً أوصيك.. بالتخلي عن استعمال هذا العطر.. ألا تعلمين أنه يدغدغ أعصابي ، وأنا في اجتماع حاسم..؟! '
'عفواً سيدي الرئيس ، سأرجئه إلى حين الولوج إلى مخدعك.. فهلا صببت لك قدحا من شرابك 'صامويل' ؟ '
'لا .. قومي برصد جزيرة 'سيبروس' لأعاين مقر تواجد مخزوننا النووي الآسيوي..'
كبير مستشاريه مستدركا : 'عفواً سيدي الرئيس ؛ فالجزيرة تعتبر أكبر مخزون لمعدن (الكاليفيرنيوم) ، توجد به كميات خام ضخمة ؛ كافية لإنتاج ملايين الرؤوس النووية..'
أوان الاتصالات
حان موعد الاتصالات الرئاسية ، كما كان مقررا لها ؛ الأولى مع شين بي ، والثانية مع فلاديمير بوتين ، بينما الثالثة كانت مخصصة للفريق USAPEACE على سطح القمر. وللتو تحولت الشاشة إلى مشهد منتزه افتراضي ، ظهر على ضفافه الرئيسان يخطوان الهوينا ؛ دونالد ترامب مازحا: ' قيل بأنك تعشق النسرين وتهيم به ، لذا وقع اختيارنا على هذا المرج..'
شين بي ، يصدر قهقهة شبيهة بطائر الصقصاق ، سرعان ما كظمها : 'آه.. هذا لطف كبير من سيادتكم ، فكرت في أن أستثمر في النسرين ، طالما أنه بدأ ينقرض'
ترامب ، معقبا : 'كل شيء يتحول لديكم إلى استثمار.. أخشى أن تستثمروا غدا في نعيق البوم! '
شين بي مقهقها: ' وما بالكم أنتم تستثمرون في النيران ، فتعالوا نعقد صفقة هدنة..'
ترامب ؛ هدنة ! طيب سننظر في هذا الأمر متى تبين لنا حقيقة ما تعنونه بهذه الكلمة ! إلى اللقاء السيد الرئيس'
إلى اللقاء السيد الرئيس.
وفي لحظة موالية ، تغيرت الشاشة لتتحول إلى مشهد الرئيس بوتين و ترامب ، يخطوان بممشى داخل دغل كثيف مكسو بالثلوج، ترامب ، محاولا نفض معطفه من ندف ثلوج عالقة : '.. ما زلت أحاول فك لغز'الدب الروسي ' ومقارنته بالدب الأمريكي ، ولماذا ينعتوننا بوحوش ضارية ، على هذه الشكيلة ؟! '
بوتين ، يهز كتفيه في خيلاء: '.. لا.. الدب الروسي مازال حيا يرزق ، بينما الدب الأمريكي فلعله انقرض أو في طريقه إلى الانقراض.'
ترامب ، حانقا : '.. كنت لا أصدق زيلينسكي ، كلما حاولتوصيفك .. ربما تخليك عن العناد سيكون مفتاحا لإيقاف هذه الحرب المستعرة بينكما..'
بوتين ، يتوقف ويلتفت إلى ترامب وجها لوجه : 'السيد الرئيس ، ربما غاب عن أنظاركم أن مفتاح إيقاف دوامة الحرب هذه ، أساسا يكمن في الودائع الروسية المجمدة لديكم ، إلى جانب العقوبات المفروضة علينا غصبا..'
ترامب ، مستدركا: 'الودائع.. الودائع. نعم سأتحدث إلى الاتحاد الأوروبي بشأنها.. لكن ربما ستتعرض إلى القضم ، إذا بقيت مصرا على ركوب ماكينة الحرب..! '
بوتين ، متهللا وجهه: ' شكرا السيد الرئيس.. سننظر في الأمر لاحقاً. '
اتصال مفاجئ
اقتربت منه Marom ، وهو يهم بالولوج إلى مخدعه : ' سيدي الرئيس.. مهلا…مهلا.. فهناك كيم جونغ ، رئيس كوريا الشمالية ، على الخط .' ترامب ، كوريا الشمالية ! طيب .. أفسحي له الخط.
كيم جونغ ، على الموبايل: 'هذا رئيس كوريا الشمالية ، فهل تسمعني ؟ '
ترامب ، منفعلا: 'أهلا بالرئيس.. نعم أسمعك جيداً'
كيم جونغ: 'أنا لا أحذر ، ولكن أُشْعر أن أي اعتداء عسكري على روسيا يعتبر اعتداء على كوريا الشمالية ، لكن نأمل معا ألا تزيغ مواقفنا.. أو تغذيها أطراف معادية..'
ترامب ، وقد احمرت أوداجه: ' لا أسمح لأحد التحدث إلي بهذه اللهجة ، حتى ولو كان في منزلة الرئيس. ! يقفل الخط فجأة '
لكن قبل أن يهم بإفراغ كوب البولصا في جوفه ، عاودته المضيفة : 'لديك مكالمة من إحدى دول الشرق الأوسط ، فهل سأؤجلها ؟ ' ترامب ، في حيرة: ' إني لأعلم هذه المكالمة وكنهها ، فكم أرقتني ، وما زالت! … عملية قصف المفاعلات النووية الإيرانية ، باتت تشكل لدي ورما.. كيف سأتخلص منه… والتقارير الإستخباراتية الواردة علي ، سواء من البنتاغون أو المخابرات المركزية CIA تؤكد أن محاولة من هذا القبيل تعد ضربا من الجنون ، لها تبعات ايكولوجية وعسكرية لامحدودة ، وتعد بمعنى من المعاني مقدمة لحرب عالمية ، وهي لا تعدو ؛ إن نشبت ؛ محاولة لإنقاذ مستقبل سياسي لرجل متطرف لأقصى الحدود… هلاك مئات الآلاف.. لحماية شخص واحد… ياللهول ! '
عين الرئيس على القمر!
آن موعد الرئيس لولوجه قاعة لعبة الغولف ، كانت هناك مشروبات تؤثث جنبات القاعة ، إلى جانب عصي بشتى الأشكال ، موضوعة على حافة البساط الأخضر ؛ تقدم الرئيس وأمسك بإحداها محاولا قذف كرة في اتجاه إحدى الحفر ، حرص على التركيز ، لكن سرعان ما قذف بها جانبا متأففا: ' لم تدع لي السياسة سوى التوتر… جهزوا لي المسبح ، علني أتخلص من هذا الضغط الرهيب '
وما زال كذلك ، إذا بالمضيفة تلتحق به لاهثة : 'سيدي الرئيس..! هناك اتصال من القاعدة العسكرية ، على سطح القمر '
الرئيس ، يدير الزر للمكالة المصورة: 'أهلا.. الكابتن مارلوكس ، ومرحبا ، كيف هي ظروف الإقامة هناك ؟'
الكابتن مارلوكس ، في صوت عميق : 'جيد .. جيد.. سيدي الرئيس ، لقد قمنا بتأمين منطقة بمساحة عشرات الأميال ، وجهزناها بكل ما يلزم للإقامة السياحية..' .
الرئيس ، مقاطعا ، وقد تهلل وجهه ، ونسي أنه دخل المسبح بثيابه : 'عظيم… عظيم.. أجمل خبر أتلقاه في حياتي ؛ نادوا مستشاري فورا ، وليعملوا من الآن على تحضير سفريات إلى القمر ، وفتحها في وجه العموم.. مقابل سبعمائة مليار دولار ، للإقامة الفردية مدة يومين…'
يسدل ستار الأقصوصة على :
الطائرة الرئاسية ، تحاول الرسو بمطار رونالد ريغان ، والرئيس؛ من خلال كوة ؛ يستعرض أمام ناظريه مدرج المطار ، و الإجراءات البروتوكولية الجارية لاستقبال عودته إلى أرض الوطن .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إريك ترامب يلمح لإمكانية ترشحه للرئاسة الأمريكية بعد ولاية والده الثانية
إريك ترامب يلمح لإمكانية ترشحه للرئاسة الأمريكية بعد ولاية والده الثانية

برلمان

timeمنذ 3 ساعات

  • برلمان

إريك ترامب يلمح لإمكانية ترشحه للرئاسة الأمريكية بعد ولاية والده الثانية

الخط : A- A+ إستمع للمقال أشار إريك ترامب، نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إمكانية ترشحه أو ترشح أحد أفراد عائلته لرئاسة الولايات المتحدة بعد انتهاء الولاية الثانية لوالده في البيت الأبيض. وصرح لصحيفة 'فاينانشال تايمز' بأن الطريق إلى الرئاسة سيكون 'سهلاً' بالنسبة له إذا قرر السير على خطى والده. وتساءل إريك ترامب عن مدى رغبته في إقحام عائلته في معترك السياسة، قائلا: 'هل أرغب في أن يعيش أطفالي التجربة نفسها التي مررت بها خلال العقد الماضي؟ إن كانت الإجابة نعم، فأعتقد أن الطريق السياسي سيكون سهلًا، بمعنى أنني أعتقد أنني قادر على تحقيق ذلك'. وأضاف نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ترامب أن أفرادا آخرين من عائلته يمكنهم الترشح للرئاسة الأمريكية أيضا. وأعرب عن عدم إعجابه بالكثير من السياسيين الحاليين، مؤكدًا أنه يمتلك الكفاءة لأداء مهمة الرئاسة 'بكفاءة عالية'. لكن عندما سُئل عما إذا كانت انتخابات 2024 ستكون آخر انتخابات يُرشح فيها ترامب، قال إريك ترامب: 'لا أعرف.. سيُظهر الوقت ذلك. لكن هناك أشخاص آخرون غيري'. ومن المتوقع أن يكون نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، أبرز المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري.

خمسة اسباب تكشف لماذا فشلت اسرائيل في انهاء الحرب في غزة
خمسة اسباب تكشف لماذا فشلت اسرائيل في انهاء الحرب في غزة

المغرب اليوم

timeمنذ 12 ساعات

  • المغرب اليوم

خمسة اسباب تكشف لماذا فشلت اسرائيل في انهاء الحرب في غزة

وليس هذا فحسب، بل إن الجيش لا يزال يواجه «مقاومة» أسفرت عن سقوط مئات القتلى والمصابين، بينما لا تزال « حماس » تحتفظ برهائن، قتلى وأحياء، وأصبحت تلك أطول حرب في تاريخ إسرائيل.وتحت مسمى «الفشل»، كتب المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، آفي أشكنازي، قبل أيام: «في غزة، إسرائيل لا تنتصر، هي تغرق في الوحل. ففي إيران وسوريا ولبنان، سجلت إسرائيل إنجازات عسكرية، انتصرت بشكل واضح قاطع وجلي، لكن ليس هكذا في غزة». وأضاف: «منذ أكثر من 600 يوم، والجيش الإسرائيلي يقود الحرب في غزة، 1905 جنود ومدنيين قُتلوا (بينهم 408 جنود خلال الاجتياح لغزة). 50 مدنياً وجندياً يُحتَجزون مخطوفين في أيدي (حماس)، حان الوقت لتوجيه نظرة مباشرة والقول بصوت عالٍ: إدارة الحرب في غزة هي فشل مدوٍ لحكومة إسرائيل، ورئيسها بنيامين نتنياهو». فما أسباب الفشل؟ الأول: إخفاء الهدف الحقيقي لهذه الحرب؛ فالحكومة حدَّدت لها أهدافاً وهميةً غير واقعية، من البداية «تدمير (حماس)، وتحطيم حكمها في قطاع غزة، وممارسة الضغط العسكري لإعادة المخطوفين». ومن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أُضيفت أهداف وهمية أخرى مثل: ترحيل أهل غزة إلى دول أخرى، مثل هذه الأهداف يمكن لها أن تحارب سنين أخرى وعقوداً، ولا تحقق نتيجة. ثانياً: الجيش الإسرائيلي لم يصل جاهزاً إلى المعركة في غزة، وبالتأكيد لم يكن جاهزاً لحرب طويلة مثل هذه. وكما يقول الخبير العسكري أشكنازي: «لم يكن جاهزاً لقدرات (العدو الحماسي) لنطاق الأنفاق والتحصينات تحت الأرضية، ولقدرة صمود (حماس) والسكان المؤيدين لها في غزة. لقد احتلَّ الجيش الإسرائيلي أجزاء من غزة مرات عدة حتى الآن. في جباليا نقاتل للمرة الرابعة. خان يونس نحتلها للمرة الثانية. رفح نطهرها للمرة الثالثة حتى الآن».ويواصل أشكنازي: «لقد استخدم الجيش الإسرائيلي في غزة 5 فرق. وبسبب الحرب مع إيران تقلصت القوة إلى 4 فرق، ويوجد مقاتلون نظاميون ما أن ينهوا تأهيلهم بصفتهم مقاتلين، حتى يجدوا أنفسهم في قتال متواصل لأشهر على أشهر، فقط في غزة. دون تدريبات، دون نشاط عملياتي آخر في خطوط عملياتية أقل. وإلى هذا ينبغي أن نضيف تآكل العتاد في الجيش الإسرائيلي. إضافة إلى ذلك، يوجد نقص خطير في الوحدات، وفي الجنود». ويشرح الخبير العسكري الإسرائيلي سبباً عسكرياً ثالثاً، بالقول: «على مدى سنوات، اعتقدت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أنه لا حاجة لوحدات مدرعات وهندسة في ميدان القتال المستقبلي، وأنه من الباهظ جداً إنتاج دبابة مركبات أو مجنزرة نمر. أما الآن فيكتشفون العكس تماماً، مَن يقومون بالعمل الأساسي في غزة في هذه الحرب هم مقاتلو الهندسة القتالية والمدرعات. لقد كانوا عمياناً قبل (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، وهم يواصلون المعاناة من نقص الرؤية لواقع القتال في غزة بعد ذلك أيضاً».ويضاف إلى ذلك استمرار قدرة الأذرع العسكرية لحركتَي «حماس» و«الجهاد»، وغيرهما على تنفيذ عمليات توقع قتلى عسكريين، في مواقع مختلفة من القطاع، رغم الخسائر البشرية والعسكرية الكبيرة التي تلقتها. موقف البيت الأبيض ويتمثل السبب الرابع في موقف البيت الأبيض، وفق ما يذهب المقال الافتتاحي لصحيفة «هآرتس» يوم الخميس الماضي، الذي قال إنه «كانت تكفي تغريدة من ترمب لوقف إطلاق النار في الحرب في إيران. كلمة واحدة من ترمب يمكنها أن توقف أيضاً الحرب في قطاع غزة. حان الوقت لوقف سفك الدماء. نحن ملزمون بوقف الحرب، وإعادة المخطوفين وسحب الجيش الإسرائيلي من غزة فوراً». وتأكيداً على زيادة التساؤلات في ذلك الجانب، قال رئيس لجنة المالية في الكنيست، موشيه غفني، أحد أبرز قادة الائتلاف الحكومي، تعقيباً على قتل 7 جنود إسرائيليين في غزة نهاية الأسبوع الماضي: «أنا لا أفهم حتى هذه اللحظة على ماذا نقاتل ولأي حاجة، ما الذي نفعله هناك حين يُقتَل جنودٌ كل الوقت». ثم صاح: «هناك حاجة لترمب ما عندنا، ليقول نعيد المخطوفين، ونعود إلى الوضع الطبيعي، لكن على ما يبدو لم نحظَ به بعد». أما آخر الأسباب المحتملة لغياب الحسم في غزة، فيكرسه عدم وجود هدف سياسي واضح للمستقبل، وفي تقديرات الإسرائيليين فإنه «حتى لو حُقِّقت معظم هذه الأهداف، فلا يوجد أحد يعرف ماذا تريد الحكومة لمستقبل القطاع: هل إعادة الاحتلال، أو إقامة حكم عميل موالٍ، أو إجراء انتخابات يقرِّر فيها الشعب قادته. لا أحد يعرف. إسرائيل تقول إنها لا تريد (حماس/تان) ولا (فتح/ستان)»... إذن ما الذي تريده؟ لا أحد يعرف. لا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ولا المتطرفون أمثال الوزراء إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموترتش، ويسرائيل كاتس، ولا قادة الجيش الذين بدأوا الحرب والذين تمت الإطاحة بهم، ولا القادة الجدد برئاسة إيال زامير ولا المخابرات. حرب للحرب ويبدو أن الحرب الإسرائيلية على غزة باتت حرباً لمجرد الحرب؛ وهذا ليس لغزاً، بل خطة، هدفها لا يتعلق بالقطاع ولا الفلسطينيين. الهدف الحقيقي، على ما يتأكد بمرور الوقت، هو بقاء نتنياهو وحكومته، فهو ورفاقه يخشون من موقف الرأي العام. استطلاعات الرأي كلها التي نُشرت خلال الحرب، منذ أكتوبر 2023، تشير إلى أنه في حال إجراء الانتخابات ستخسر أحزاب الائتلاف الحكومي ثلث قوتها وتسقط.وهم لا يخشون فقط من السقوط، بل من تبعاته الخطيرة على مصالحهم الحزبية والشخصية. نتنياهو يخاف من أن تهبط مكانته أمام القضاء، إذا لم يعد رئيساً للحكومة. فهو اليوم يشنُّ حرباً على الجهاز القضائي لكي يخيفه ويضعفه. ويسنُّ القوانين التي تكبله، ويقيل المستشارة القضائية للحكومة، التي تعدُّ جزءاً من هذا الجهاز. أما رفاق نتنياهو في اليمين، مثل سموترتش وبن غفير، فإنهم يستغلون وجودهم في الحكم لتصفية القضية الفلسطينية. يوسّعون الاستيطان ويمهّدون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ويحاولون خلق ظروف لا تصلح فيها الحياة للفلسطينيين. و«الحريديم» يستغلون وجودهم لسنِّ قانون يضمن لشبابهم الإعفاء من الخدمة العسكرية. هذه الحكومة هي فرصة العمر لهم، خصوصاً مع وجود رئيس أميركي مثل دونالد ترمب، محاط بأنصار اليمين الاستيطاني الإسرائيلي في الولايات المتحدة.صحيح أن مثل هذا الأمر لا يُصدَّق. ولكن غالبية الإسرائيليين يعتقدون ذلك، ويقولون في استطلاعات عدة إن سبب امتناع نتنياهو عن إنهاء الحرب في غزة، هو سياسي حزبي، وشخصي. قد يهمك أيضــــــــــــــا

ترامب يدعو إلى التوصل لاتفاق بشأن إنهاء حرب الإبادة بغزة
ترامب يدعو إلى التوصل لاتفاق بشأن إنهاء حرب الإبادة بغزة

لكم

timeمنذ 14 ساعات

  • لكم

ترامب يدعو إلى التوصل لاتفاق بشأن إنهاء حرب الإبادة بغزة

دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إلى التوصل لاتفاق بشأن إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وقال ترامب في منشور مقتضب عبر منصة 'تروث سوشيال': 'أبرموا الصفقة، وأعيدوا الرهائن'، في رسالة خاطب بها كل من إسرائيل وحركة 'حماس'. وتعد تصريحات ترامب المطالبة بالتوصل لاتفاق بشأن قطاع غزة الأولى التي يوجهها بشكل مباشر عبر منصة 'تروث سوشيال' للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بينما تعد الولايات لمتحدة أحد أذرع هذه الحرب لما توفره من دعم لتل أبيب. كما أن واشنطن كانت أحد الوسطاء الثلاثة بجانب مصر وقطر طوال مسار حرب الإبادة في قطاع غزة. وتمكنت واشنطن برفقة القاهرة والدوحة من رعاية اتفاق يضمن إنهاء الحرب علي مراحل، في يناير 2025 إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل منه مطلع مارس الماضي، استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري. والسبت، نقلت صحيفة عبرية عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن واشنطن ستبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أثناء زيارته المرتقبة الاثنين للولايات المتحدة بضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة وتأجيل مهمة 'تفكيك حركة حماس'. وسبق أن تحدث ترامب، الجمعة، عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل. فيما أبدى مسؤولون إسرائيليون، السبت، استغرابهم من تصريحات ترامب، مؤكدين أنه 'لا مؤشرات على تغير بمواقف نتنياهو'، وفق ما نقلت عنهم صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية. وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين 'دفعة واحدة'، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 189 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store