
استدراك واجب على مُلحق بصحيفة
كان ذلك التاريخ يوافق ذكرى مرور خمسين سنة على قيام إسرائيل، وكانت الصحيفة قد فكرت في أن تقوم بما يشبه الاستطلاع بين الرؤساء الأميركيين الذين تعاقبوا على البيت الأبيض طوال نصف القرن المحُتفى به. وكان من الطبيعي أن يمتد استطلاع الرأي ليبدأ من الرئيس هاري ترومان، الذي كان في البيت الأبيض يوم الإعلان عن قيام إسرائيل، ثم ينتهي عند الرئيس بيل كلينتون الذي كان في البيت الأبيض نفسه يوم تمام نصف القرن.
وكان الاستطلاع سيمتد طبعاً ليشمل كل الرؤساء الذين حكموا من بعد ترومان وصولاً إلى كلينتون، وسواء كانوا أحياءً أو من بين الموتى، فلقد كانت كلمات وخطابات الذين رحلوا منهم كفيلة بأداء المهمة التي قرر الاستطلاع أن ينهض بها.
كان ملحق الجريدة يطرح سؤالاً واحداً، وكان يسعى إلى الحصول على إجابة له من الرؤساء الأحياء، أو يبحث فيما ترك الراحلون وراءهم من خطابات سياسية ليحصل منها على الإجابة نفسها، وكان السؤال كالآتي: ماذا تعني إسرائيل بالنسبة إليك؟
ومن العجيب أن الإجابات كانت واحدة، وأن إجابة الرؤساء الأحياء لم تختلف في شيء عن إجابة الرؤساء الذين غادروا دنيانا، فجميعهم كانوا متفقين على أن أمن إسرائيل يمثل التزاماً بالنسبة إلى إدارة كل واحد فيهم، وكان اتفاقهم غير مكتوب طبعاً، فلم يحدث أن التقوا جميعاً على طاولة واحدة بحيث يتفقون على ما أظهره الاستطلاع.
بدا أولهم وكأنه قد ترك وصية من ورائه وفي مكتبه بالالتزام إياه، وبدت الوصية وكأنها راحت تنتقل من رئيس إلى رئيس فلم تتخلف عن الانتقال أبداً، ولم يتخاذل واحد منهم في الالتزام بها، وكأنها وصية مقدسة من السماء.
ولأنها عاشت كذلك من أيام ترومان، فهي قد وصلت مكتب ترمب بالضرورة، لأنه في النهاية واحد في الصف الممتد الطويل. ولكن الواضح مما نتابعه أنها كانت تنتقل بنصها من رئيس سابق إلى رئيس لاحق، بغير تعديل في صيغتها المتفق عليها، وهي صيغة تقول كما يتبين مما أظهره الملحق وقت صدوره، أن الالتزام هو لإسرائيل في العموم، لا لأحد فيها على وجه الخصوص.
إلا ترمب الذي طاب له أن يتحول بالالتزام من إسرائيل، إلى الالتزام لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، وأن يقول ذلك ويعلنه فلا يجد فيه أي حرج!
لقد أدهشنا أن نتابع زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل في بدء الحرب على قطاع غزة، وقد استهول بعضنا يومها أن يطير سيد البيت الأبيض فوق المحيط من شاطئ إلى شاطئ، لا ليزور دولاً عدة في المنطقة مثلاً، ولا ليقوم بجولة في أنحاء الإقليم، ولكن ليهبط في مطار بن غوريون وحده، وليلتقي نتنياهو فقط، ثم يغادر عائداً من بعد ذلك.
عاش بعضنا من بعدها يستهول أن يتم هذا على الملأ، وعشنا نرى أن الولايات المتحدة أكبر من أن ترتكب سلوكاً سياسياً مثل هذا لا يليق بها ولا بمكانتها، ولكننا جئنا إلى زمن أعلن فيه ترمب ويعلن أن رئيس الحكومة في تل أبيب بطل حرب، وأنه يجب أن يتخلص من المحاكمات التي تنتظره في قضايا جنائية لا سياسية في بلاده!
ورغم أن جانباً واسعاً من الرأي العام في داخل إسرائيل قد ضج مما أعلنه ترمب، ودعاه إلى الكف عن التدخل في شأن إسرائيلي داخلي، فإن هذا لم يجعل الرئيس الأميركي يكف عما يقوله، بل ذهب إلى حد دعوة رئيس الحكومة لزيارة واشنطن، لتكون هذه هي الزيارة الثالثة له منذ دخول ترمب مكتبه في العشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي. إن عدد زياراته في هذه الفترة الوجيزة سابقة لا نظير لها، لا على مستوى رؤساء حكومات إسرائيل في السابق وحدهم، وإنما على مستوى مختلف الساسة الذين يزورون واشنطن من أرجاء العالم منذ أن أصبح ترمب صاحب القرار فيها!
وعندما وجد رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه في هذه الوضعية غير المسبوقة، فإنه تمادى من جانبه وراح يربط التوصل إلى وقف للحرب في غزة، بالتوقف عن ملاحقته قضائياً في قضايا جنائية داخلية لا علاقة للحرب بها!
من أجل ذلك كله سوف يكون على صحيفة «نيويورك تايمز» أن تعود إلى ملحقها، وأن تتدخل فيه ببعض التعديل، وأن يكون التعديل في عنوانه، وأن يصبح العنوان بعد تعديله هكذا: ماذا يعني رئيس وزراء إسرائيل بالنسبة إليك؟
ما أصعب أن يصل العالم إلى حال تُصبح فيه الحقيقة عارية لهذا الحد، وما أقسى أن يكتشف الذين فقدوا عشرات الألوف من أحبابهم في الحرب، أن الذي أفقدهم هذا العدد من ذويهم يوصف بأنه بطل حرب. ما أصعب هذا وما أقساه عليهم وعلى كل صاحب ضمير حي، ولكن ما أصدق شاعرنا وهو يقول: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 35 دقائق
- أرقام
وزير الخزانة الأمريكي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية
قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت اليوم الأحد إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى عدد من الاتفاقات التجارية قبل موعد التاسع من يوليو تموز الجاري الذي يبدأ فيه سريان رسوم جمركية مرتفعة، متوقعا صدور عدة إعلانات كبيرة في الأيام المقبلة. وأضاف بيسنت لشبكة (سي.إن.إن) أن إدارة ترامب ستبعث أيضا برسائل إلى 100 دولة لا تجمعها تعاملات تجارية كبيرة بالولايات المتحدة لإخطارها بأنها ستواجه رسوما جمركية أعلى تحددت في بادئ الأمر في الثاني من أبريل نيسان قبل تعليقها حتى التاسع من يوليو تموز. وقال "سيوجه الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب رسائل إلى بعض شركائنا التجاريين يقول فيها 'إذا لم تحركوا الأمور، فسنعود في أول أغسطس إلى مستوى الرسوم الجمركية التي تحددت لكم في الثاني من أبريل. لذا أعتقد أننا سنشهد سريعا جدا (إبرام) الكثير من الاتفاقات".


الشرق الأوسط
منذ 37 دقائق
- الشرق الأوسط
وزير الخزانة الأميركي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية
قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأحد، إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى عدد من الاتفاقات التجارية قبل موعد التاسع من يوليو (تموز) الحالي الذي يبدأ فيه سريان رسوم جمركية مرتفعة، متوقعاً صدور عدة إعلانات كبيرة خلال الأيام المقبلة. وأضاف بيسنت لشبكة «سي إن إن» أن إدارة ترمب ستبعث أيضاً برسائل إلى 100 دولة لا تجمعها تعاملات تجارية كبيرة بالولايات المتحدة لإخطارها بأنها ستواجه رسوماً جمركية أعلى تحددت في بادئ الأمر في الثاني من أبريل (نيسان) قبل تعليقها حتى التاسع من يوليو. وقال الوزير: «سيوجه الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب رسائل إلى بعض شركائنا التجاريين يقول فيها إذا لم تحركوا الأمور، فسنعود في أول أغسطس (آب) إلى مستوى الرسوم الجمركية التي تحددت لكم في الثاني من أبريل؛ لذا، أعتقد أننا سنشهد سريعاً جداً (إبرام) الكثير من الاتفاقات». ونفى بيسنت أن يكون الأول من أغسطس موعداً نهائياً جديداً للمفاوضات. وقال: «هذا هو موعد حدوث ذلك. إذا كنتم ترغبون في تسريع الأمور، فافعلوا ذلك. أما إذا كنتم ترغبون في العودة إلى الرسوم القديمة، فهذا خياركم». وقال وزير الخزانة الأميركي إن إدارة ترمب تُركز على 18 شريكاً تجارياً مهماً يُمثلون 95 في المائة من العجز التجاري الأميركي. لكنه قال إن هناك «تلكؤاً كبيراً» بين الدول في التوصل إلى اتفاق تجاري. وامتنع عن ذكر أسماء الدول التي كانت قريبة من إبرام اتفاق تجاري، مضيفاً: «لأنني لا أريد أن أتركها تفلت من العقاب». وصرح ترمب مراراً وتكراراً بأن الهند على وشك توقيع اتفاق، وأعرب عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، بينما شكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع اليابان. ومنذ توليه منصبه، أشعل الرئيس الأميركي حرباً تجارية عالمية قلبت الأسواق المالية رأساً على عقب، ودفعت صانعي السياسات إلى التسرع لحماية اقتصاداتهم، بما في ذلك من خلال إبرام صفقات مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وفي 2 أبريل، أعلن ترمب عن فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10 في المائة ومبالغ إضافية على معظم الدول، بعضها يصل إلى 50 في المائة. وأثار هذا اضطراباً في الأسواق المالية؛ ما دفع ترمب إلى تعليق جميع الرسوم باستثناء 10 في المائة لمدة 90 يوماً لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات لإبرام الصفقات، لكن العملية أثبتت أنها أكثر صعوبة مما كان متوقعاً. وتنتهي هذه الفترة في 9 يوليو أي يوم الأربعاء، على الرغم من أن ترمب صرّح، صباح الجمعة، بأن الرسوم الجمركية قد تكون أعلى من ذلك – وقد تصل إلى 70 في المائة - ومن المقرر أن يدخل معظمها حيز التنفيذ في 1 أغسطس. وعندما سُئل بيسنت عن نسبة الـ70 في المائة، أشار إلى قائمة 2 أبريل، لكنها لم تتضمن هذه المعدلات المرتفعة. وأوضح أن «الخطة المتبعة في محادثات التجارة تقوم على ممارسة أقصى قدر من الضغط... الولايات المتحدة لديها قوة تفاوضية في محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي»، موضحاً في تصريحات لقناة «فوكس نيوز»: «المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي تمضي قدماً». إضافة إلى ذلك، نقلت قناة «سي إن بي سي تي في 18» الإخبارية الهندية، الأحد، عن مصادر قولها، إن من المحتمل أن تتخذ الهند والولايات المتحدة قراراً نهائياً بشأن اتفاق تجاري مصغر في غضون 48 ساعة. وأضافت القناة عبر منصة «إكس» أن المحادثات بشأن الاتفاق التجاري المصغر اكتملت، وأن الجانبين سيشرعان في مفاوضات بشأن اتفاق أوسع نطاقاً بعد التاسع من يوليو الحالي. ونقلت القناة عن مصادر لم تذكرها بالاسم قولها، إن من المتوقع أن يبلغ متوسط الرسوم الجمركية بموجب الاتفاق التجاري المصغر 10 في المائة.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مقاتلة «إف - 16» ترافق طائرة خرجت عن مسارها قرب نادي ترمب للغولف
ذكر الجيش الأميركي، في بيان، أن مقاتلة أميركية من طراز «إف - 16» اعترضت، أمس (السبت)، طائرةً انتهكت حظر طيران مؤقتاً فوق نادي الغولف، التابع للرئيس دونالد ترمب في بيدمينستر بولاية نيوجيرزي. وأوضحت قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية (نوراد) أن الواقعة، الذي حدثت نحو الساعة 2:39 مساءً (18:39 بتوقيت غرينتش)، كانت خامس توغل غير مصرَّح به في المجال الجوي المحظور، أمس (السبت). وأكد متحدث أن المقاتلة كانت من طراز «إف - 16»، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وأضافت القيادة، في بيان لها، أن طائرةً تابعة لها أجرت مناورة تُعرَف باسم «الاقتراب التحذيري»؛ لجذب انتباه الطيار المدني، وتمت مرافقة الطائرة بأمان إلى خارج المنطقة. ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق حتى الآن على الواقعة. وكانت القيادة أبلغت عن كثير من الوقائع المماثلة في الأسابيع القليلة الماضية، وحثت طياري الطيران العام على التحقق من جميع الإخطارات قبل الإقلاع في تلك المنطقة.