
عملية غولان: ضربة استباقية جديدة في معركة تحرير شبيلي الوسطى
تقاتل حركة الشباب منذ عقدين لاستعادة البلاد، لكن المقاومة الشديدة من القوات المحلية وقوات بعثة حفظ السلام جعلت من المستحيل عمليا على المسلحين تحقيق تقدم.
ووفقا للتقارير، قتل المسلحون خلال عملية شنتها ميليشيا محلية بمساعدة الجيش الوطني الصومالي في غولان بإقليم شبيلي الوسطى. تعد المنطقة بؤرة لتحدي حركة الشباب على مدى الأشهر السبعة الماضية.
تم تحديد هوية القتيلين وهما علي زباد ومحمد عدو، ويقال إنهما من الشخصيات رفيعة المستوى المتورطة في تنسيق الهجمات وأنشطة المتمردين في المنطقة. كما قتل عدد من المقاتلين الآخرين خلال الهجوم.
يقال إنهما كانا المنظمين الرئيسيين للهجمات ضد القوات الحكومية والقوات الإقليمية والمقاتلين المحليين والشركاء الدوليين والمدنيين الأبرياء. وكانت قوات الأمن تراقبهم قبل القضاء عليهم.
خلال الشهرين الماضيين، حقق المسلحون تقدما ملحوظا على الخطوط الأمامية، مما أجبر الجيش على الانسحاب من خطوط المواجهة الحيوية مثل عدن يابال. ومع ذلك، تصر الحكومة على أنها تسيطر بحزم على المدن الاستراتيجية.
ووفقا للمسؤولين، كانت غولان، الواقعة في ممر استراتيجي في شبيلي الوسطى، مسرحا لاشتباكات متعددة في الأشهر الأخيرة مع تكثيف الصومال للضغط على معاقل حركة الشباب. ويعد تحرير شبيلي الوسطى الشغل الشاغل للحكومة.
في ظل تصاعد أنشطة الجماعة، نشرت الحكومة المزيد من القوات على مختلف الجبهات بمساعدة أعضاء المجتمع الدولي. كما أن القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) مشاركة رئيسية في مهمة تحقيق الاستقرار في الصومال.
قضى الجيش الصومالي على قائدين من حركة الشباب في المناطق الوسطى: تحليل للتطورات الأمنية والعسكرية نجح في قتل شخصيتين محوريتين في التنظيم المسلح
قضت القوات المسلحة الصومالية، بالتعاون مع الميليشيات المحلية، على اثنين من كبار قادة حركة الشباب في عملية عسكرية نفذت في منطقة غولان بإقليم شبيلي الوسطى. تم تحديد هوية القتيلين بعلي زباد ومحمد عدو، وهما من الشخصيات رفيعة المستوى المتورطة في تنسيق الهجمات وأنشطة المتمردين في المنطقة.
تأتي هذه العملية ضمن حملة عسكرية أوسع تشهدها المناطق الوسطى والجنوبية من الصومال، حيث تعمل القوات الحكومية بدعم من الشركاء الدوليين على تقويض البنية التنظيمية لحركة الشباب وحرمانها من معاقلها الاستراتيجية.
موجة العمليات العسكرية الأخيرة
شهدت الأيام القليلة الماضية تكثيفا ملحوظا في العمليات العسكرية ضد حركة الشباب في المناطق الوسطى. ففي نفس اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية عن مقتل أكثر من 10 مسلحين في منطقة "غماري" بإقليم هيران، إضافة إلى مقتل قائدين بارزين آخرين في منطقة "غولني" بإقليم شبيلي الوسطى.
دور الميليشيات العشائرية "معويسلي"
تلعب الميليشيات العشائرية المعروفة باسم "معويسلي" دورا محوريا في الحرب ضد حركة الشباب. هذه القوات المحلية، التي يقدر عددها بحوالي 3000 مقاتل في إقليم هرشبيلي وحده.
وقد بدأت الحكومة الصومالية عملية دمج هذه الميليشيات رسميا في المؤسسة العسكرية، وذلك لتنظيم جهودها وضمان التنسيق الأمثل مع القوات النظامية.
ورغم الضربات المتتالية، تظهر حركة الشباب قدرة ملحوظة على الصمود والتكيف. فالحركة التي تأسست في 2004 كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية، تطورت لتصبح من أخطر فروع تنظيم القاعدة في القارة الأفريقية[11
تمثل عملية القضاء على القائدين علي زباد ومحمد عدو في منطقة غولان بشبيلي الوسطى خطوة مهمة في الحرب المستمرة ضد حركة الشباب. هذه العملية، التي جاءت ضمن سلسلة من النجاحات العسكرية الأخيرة، تعكس تطورا ملحوظا في قدرات القوات الصومالية والتنسيق بين الجيش والميليشيات المحلية والشركاء الدوليين.
ومع ذلك، تظهر الأحداث الأخيرة أن حركة الشباب لا تزال تحتفظ بقدرة كبيرة على المناورة والهجوم المضاد، كما يتضح من سيطرتها على عدة مناطق استراتيجية خلال الأشهر الماضية. هذا الواقع يؤكد أن الحرب ضد الإرهاب في الصومال تتطلب استراتيجية شاملة طويلة المدى تتجاوز العمليات العسكرية لتشمل التنمية الاقتصادية وبناء المؤسسات وتعزيز الحوكمة.
النجاح في قتل قيادات بارزة مثل علي زباد ومحمد عدو يضعف البنية التنظيمية للحركة مؤقتا، لكن الانتصار الحقيقي يتطلب جهودا مستدامة لحرمان الحركة من البيئة الحاضنة وتوفير بدائل حقيقية للشباب الصومالي. في هذا السياق، يعتبر دمج الميليشيات العشائرية في الجيش النظامي خطوة إيجابية نحو بناء قوة أمنية وطنية قادرة على حماية البلاد دون الاعتماد الكامل على القوات الأجنبية.
إن التطورات الأخيرة في الصومال تشير إلى أن المعركة ضد حركة الشباب دخلت مرحلة جديدة تتسم بالتعقيد المتزايد، حيث تتطلب موازنة دقيقة بين الضغط العسكري المستمر والعمل على بناء السلام والاستقرار طويل المدى. والمؤكد أن نجاح هذه الجهود يتوقف على استمرار الدعم الدولي والإقليمي، وقدرة الحكومة الصومالية على تطوير استراتيجية شاملة تعالج جذور المشكلة وليس أعراضها فقط.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 13 دقائق
- وكالة الصحافة المستقلة
ترامب يبحث مع نتنياهو إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم مع إيران
المستقلة/- في خطوة مفاجئة وسط التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أنه سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم مع إيران، وذلك خلال لقائهما المرتقب في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن. وقال ترامب في تصريحات أدلى بها للصحفيين من مطار نيوجيرسي قبيل توجهه إلى واشنطن: 'سأناقش مع نتنياهو العمل على اتفاق دائم مع إيران.' وتأتي هذه التصريحات في ظل تحولات إقليمية حساسة، حيث وصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة قبل ساعات قليلة، استعدادًا لاجتماعات مع الإدارة الأمريكية، تتناول عدة ملفات، أبرزها الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً بين إسرائيل وحركة 'حماس' في قطاع غزة، إضافة إلى بحث سبل تهدئة التوترات مع إيران. وقف إطلاق النار بعد تصعيد خطير وتتزامن الزيارة مع اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه مؤخرًا بين إسرائيل وإيران، بعد حرب استمرت 12 يومًا، شهدت خلالها المنطقة تصعيدًا خطيرًا، بلغ ذروته بتنفيذ ضربة جوية أمريكية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، في تحرك وصفه مراقبون بأنه يهدف إلى كبح قدرات طهران النووية دون الانجرار إلى حرب شاملة. تحركات أمريكية لتهدئة الجبهة الإقليمية وتشير التصريحات الأخيرة إلى أن الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، تسعى لإعادة ضبط العلاقة مع إيران ضمن إطار تفاوضي طويل الأمد، ربما يُمهّد لصيغة اتفاق بديلة عن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018. وتحمل المباحثات بين ترامب ونتنياهو أبعادًا سياسية وأمنية بالغة الحساسية، خصوصًا أن إسرائيل طالما عارضت أي اتفاق مع إيران ما لم يتضمن قيودًا صارمة على برنامجها النووي وتدخلاتها الإقليمية. ملف غزة على طاولة البحث ومن المتوقع أن يتناول اللقاء أيضًا سبل إنهاء الحرب في قطاع غزة، التي خلّفت أزمات إنسانية كبيرة وتوترًا دائمًا في المشهد الإقليمي، وسط ضغوط أمريكية متزايدة على الطرفين لاحتواء الصراع ومنع تفجّره مجددًا.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 13 دقائق
- وكالة الصحافة المستقلة
تفكك حماس في غزة.. والعشائر تملأ الفراغ الأمني
وأوضح الضابط، الذي أصيب خلال الأسبوع الأول من الحرب واستقال لاحقًا لأسباب صحية، أن الغارات الإسرائيلية التي تواصلت لأشهر طويلة أدت إلى 'انهيار نظام القيادة والسيطرة في الحركة'، مشيرًا إلى مقتل نحو 95% من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية. وبحسب الضابط، فإن الوضع في غزة يشهد حالة 'تفكك داخلي غير مسبوقة'، وسط فراغ أمني واسع النطاق، حيث تعرضت مقار حماس ومؤسساتها الرسمية لعمليات نهب شاملة دون أي تدخل من أجهزة الشرطة أو الأمن، ما يعكس فقدان الحركة لسيطرتها التنظيمية. حرب بلا نهاية؟ وتساءل الضابط في رسائله الصوتية التي وجهها للوكالة البريطانية قائلاً: 'ما الذي يمنع إسرائيل من مواصلة هذه الحرب؟'، مضيفًا أن 'الظروف كلها مهيأة لاستمرار العمليات العسكرية؛ فإسرائيل لها اليد العليا، والعالم صامت، والأنظمة العربية صامتة، والمجتمع ينهار'. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق قد أعلن في سبتمبر الماضي أن 'حماس كتشكيل عسكري لم تعد موجودة'، مؤكداً أن ما تبقى من المواجهة تحول إلى 'حرب عصابات'. ورغم محاولات حماس لإعادة تنظيم صفوفها خلال وقف إطلاق النار الذي دام 57 يومًا، فإن الضابط يؤكد أن الضربات الإسرائيلية بعد استئناف العمليات العسكرية في مارس الماضي شتّتت ما تبقى من الهياكل القيادية، ما أدى إلى انهيار أمني تام. العشائر تتصدر المشهد ومخاوف من زعامات بديلة وفي ظل هذا الانهيار، قال الضابط إن 'ست جماعات مسلحة عشائرية برزت كمنافس رئيسي لملء الفراغ الأمني'، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات تملك المال والسلاح والرجال، وتنتشر بشكل خاص في جنوب القطاع. ولفت إلى أن من بين هذه الجماعات، يقود ياسر أبو شباب واحدة من أكثرها نفوذًا، وهو شخص بات محط أنظار السلطة الفلسطينية والجهات الإقليمية، خصوصًا بعد تقارير إسرائيلية أشارت إلى تزويده بالسلاح. وتخشى حماس من تصاعد نفوذ أبو شباب، حيث رُصدت مكافأة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله، خوفًا من تحوله إلى زعيم بديل قد يوحد معارضيها. الانهيار الكامل يلوح بالأفق وتشير المعطيات الميدانية إلى أن غزة باتت أمام مشهد أمني متفكك، في وقت لا تلوح فيه في الأفق أية مؤشرات على عودة السلطة أو إعادة النظام، بينما يستمر تصاعد النفوذ العشائري والمجموعات المسلحة غير المنظمة. وتبقى الأسئلة مفتوحة حول مصير القطاع: هل ستنتهي الحرب قريبًا؟ ومن سيملأ الفراغ في حال اختفاء حماس كليًا؟ وهل نشهد ولادة نظام جديد قائم على الزعامات العشائرية بدلًا من الحركات الأيديولوجية؟ في ظل هذا الغموض، يبقى المدنيون في غزة هم الضحية الأولى لانهيار الأمن وتفكك البنية السياسية والعسكرية، في انتظار تسوية ما قد تأتي – أو لا تأتي – في المدى المنظور.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 13 دقائق
- وكالة الصحافة المستقلة
مطالب نيابية بتسريع إقرار جداول الموازنة قبل نهاية الدورة التشريعية
المستقلة/- مع اقتراب انتهاء العطلة التشريعية، تصاعدت الأصوات النيابية المطالبة بضرورة إقرار جداول الموازنة العامة قبل اختتام الدورة البرلمانية الحالية، في ظل التحديات الاقتصادية والمالية التي تمر بها البلاد، وتأثير التأخير على المشاريع الخدمية والمستحقات المالية. وأكد عضو مجلس النواب طعمة اللهيبي في تصريح لصحيفة 'الصباح' تابعته المستقلة، أن جداول الموازنة تمثل أولوية قصوى في المرحلة الحالية، ولا يمكن ترحيلها إلى الدورة التشريعية المقبلة، لأنها 'تشكل العمود الفقري لعمل الوزارات والمؤسسات الحكومية'، على حد قوله. تحذيرات من شلل خدمي وتأزم مالي وحذّر اللهيبي من أن تأخير إقرار الجداول المالية سيؤدي إلى تعطيل المشاريع الخدمية وتفاقم الأزمات المالية في المحافظات، مشيرًا إلى أن ذلك سينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، خصوصًا مع تزايد الاحتياجات الخدمية وتراكم التزامات الدولة تجاه شرائح واسعة من المجتمع. وأضاف أن هناك قوانين أخرى يمكن تأجيل مناقشتها، لكن الجداول المالية لا تحتمل التأخير، مؤكدًا أن الاستمرار في الجمود التشريعي بهذا الملف سيؤثر على صرف التخصيصات والمستحقات، ويُضعف أداء المؤسسات الحكومية. دعوة لتحمّل المسؤولية السياسية ودعا النائب رئاسة مجلس النواب والكتل السياسية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية، وعدم التهاون في تمرير الجداول، مشددًا على أن هذه الخطوة تمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر، وتؤثر على أداء مختلف قطاعات الدولة، من الصحة والتعليم إلى البنى التحتية والخدمات البلدية. الوقت ينفد والدورة على وشك الانتهاء وأشار اللهيبي إلى أن الدورة التشريعية الحالية شارفت على الانتهاء، ما يتطلب من جميع الأطراف السياسية تكثيف جهودها لإنهاء الملفات العالقة، وفي مقدمتها جداول الموازنة العامة، لضمان انطلاقة قوية للدورة المقبلة وتفادي المزيد من التأخير الذي يكلف الدولة والمواطنين على حد سواء.