عبد الرحيم كمال: الموهبة وحدها لا تكفى والمقهى سببًا فى خوض تجربة الشعر
ويرى الدكتور هيثم أن "قهوة المحطة" رواية تليفزيونية كما كان الأستاذ أسامة أنور عكاشة يطلق على أعماله، فهو يصنع مجالاً جديدًا من الكتابة ليحاول إيصال رسالة للمشاهد بأن ما يراه على شاشة التلفاز ليس مجرد مسلسل للتسلية، بل هو عمل يناقش قضية مهمة كما يفعل الأدب، و"قهوة المحطة" من الأعمال القليلة التي يمكننا وصفه بأنه رواية تليفزيونية أو رواية درامية، فهو يدعو المتلقي لقراءة ما وراء السطور، فهو ليس مسلسلاً يحاول حل جريمة ما.وتحدث عبد الرحيم كمال عن كونه كان يفضل القصة القصيرة وكان يرى أن كتابة الرواية تحتاج إلى مجهود أكبر، وينسب الفضل للفنان الراحل نور الشريف، الذي ساعده على التفرقة بين كتابة السيناريو وكتابة الرواية وعلمه كيف يصنع دراما للجميع، مضيفا: استفدت من كتابتي في الأدب في إيصال رسالة أخرى خلف الحدوتة.. وفوجئت بأن ما أخاف من صعوبة وصوله للناس، يصل أسرع من توقعاتي.. لأن الجمهور يتمتع بذوق رفيع يدفعه للارتقاء إلى مستوى ذائقته.وتابع، تكمن صعوبة قهوة المحطة في كوني أكتب 15 حلقة لأول مرة، كما أنني لم أعتد على كتابة الإثارة وجرائم القتل في أعمالي، إذ اعتدت على الكتابة التاريخية والاجتماعية، لكني كنت ملتزمًا بنوع الكتابة التي اخترتها في هذا العمل، اخترت المقهى لأنه امتداد للحياة، ومقهى المحطة كان ملتقى المسافرين بكل فئاتهم، لذا فهناك نماذج متعددة اجتمعت في كافتيريا محطة القطار لا يجتمعون إلا في المقهى، وأنا لست أول مَن ابتدع الكتابة عن المقهى، لكني كنت أمتلك تجربة خاصة بي، إذ انبهرت بفكرة المقاهي الثقافية المنتشرة في القاهرة كوني لم أرَها في سوهاج أو المحافظات الأخرى، وما زادني انبهارًا كونهم يناقشون الأدب الحديث عربيًا وغربيًا، في حين لم أقرأ في مكتبة والدي سوى كتب التراث القديمة، كما أن المقهى كانت سببًا في خوض تجربة كتابة الشعر۔ويؤكد الدكتور هيثم أن تجربة قهوة المحطة تناولت الشخصيات المركبة، والشخصية الواقعية، فلا يوجد شر مطلق أو خير مطلق.. ثم يتحدث عن شخصية "خليفة" التي جسدها الفنان ضياء عبد الخالق، وهي من أكثر الشخصيات التي ظهر فيها الأبيض والأسود أو الخير والشر بوضوح، وعن حبه لزوجته الذي جعله مهووسًا بها، ووضع الأسوار حولها لإبعادها عن أعين الجميع، لكنها هربت ولم تحتمل حياتها معه، وعن صدمته وتغيير نظرته للحياة.يرى الفنان ضياء عبد الخالق، أن شخصية خليفة كانت من أصعب الشخصيات التي جسدها، إذ كان شخصًا غامضًا، فهو ينتقل بين الوعي واللاوعي، وتكمن صعوبته فى محاولة قراءة ما وراء السطور، وهو أصعب من شخصيتى في جزيرة غمام، ففكرة الشخصية في جزيرة غمام كانت دائمًا تحمل الأمل وترجو التوبة والغفران، كما يرى أن لغة وكتابة المؤلف تساعد على إيضاح الشخصية رغم صعوبتها وغموضها.. وهناك طرق لإيضاح الشخصيات أكثر كتصور المخرج وتصميم الأزياء والمكياج، من أكثر أسباب رسم الشخصية بشكل أوضح، ومشاعر الشخصية تساعد على رسم لغة الجسد للممثل.ويرى عبد الرحيم كمال أن ما يميز مؤمن بطل العمل نقاؤه والموهوب يكون متجردا من المصالح، ففي حوار لمؤمن يقول "أريد أن أكون محبوبًا لا مشهورًا"، والتشابه بيني وبين مؤمن هو أني سافرت لأكتب وهو سافر للتمثيل، فأبناء المحافظات والأقاليم يسعون لخلق مكان لهم في القاهرة، والقاهرة مبهرة وقاسية، والموهوب يحصل على قوة تساعده على تحقيق ذاته في القاهرة.. لكن مؤمن يشبه الكثيرين من الشباب، والقاهرة ساهمت في وصول الكثيرين لعالم النجومية فأم كلثوم صوت العرب، وطه حسين عميد الأدب العربي، وعبد الحليم العندليب الأسمر.لكنه يرى أن الموهبة وحدها لا تكفي، ومقتل مؤمن صنع منه بطلاً، خاصة أن المشاهد لم يخرج من المسلسل حزينًا، لكنه كان متعاطفًا مع مؤمن۔هناك 3 جمل حوارية رسمت شخصية مؤمن: جملة نجم السيناريست "كلنا قتلنا مؤمن"، جملة الملك "كان لازم يموت"، جملة الضابط "الناس هنا ما لهاش غير كرامتها"، وهذه الجمل رسمت شخصية مؤمن، فكرة أن يكون موهوبًا وبعيدًا عن القاهرة أمر صعب، أن يكون موهوبًا ويمتلك كرامة وعزة نفس فهي أصعب وأصعب، فالكاتب يحاول وصف الشخصية الموهوبة، فهو غني لكنه يملك كرامته وعزة نفسه ويقينه بموهبته، 3 صفات تدفعنا لتصديق الشخصية والتعاطف معها، وأحمد غزي كان موفقًا في أداء الشخصية، خاصة أن الجمهور لا يفضل مشاهدة سيرة الفنانين في أعمال درامية، لكنهم يميلون لمشاهدة الشخصيات الطبيعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 4 أيام
- مصرس
ندوة لصناع "قهوة المحطة" بمكتبة الإسكندرية ضمن معرض الكتاب
أُقيمت ندوة لصناع مسلسل قهوة المحطة، على هامش فعاليات معرض الكتاب الدولي والذي لاقي نجاحًا كبيرًا خلال عرضه في رمضان الماضي على الشاشات المصرية والعربية. وأدار اللقاء الدكتور هيثم الحاج علي أستاذ النقد الأدبي، والرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب، وحضر من صناع المسلسل كل من الكاتب عبد الرحيم كمال مؤلف المسلسل، والفنان ضياء عبد الخالق أحد أبطال العمل.وفي حديثه عن المسلس، أكد "الحاج" على المسلسل بوصفه رواية تلفزيونية حمَّست الجمهور لقراءة ما وراء النص الدرامي. وأضاف: أن المسلسل نجح في اجتذاب الجمهور لواقعية أحداثه، وارتباطها الشديد بالشارع المصري في صورة واقعية نقلها للمشاهد.فيما تحدث المؤلف عبد الرحيم كمال عن الصعوبات التي واجهته في كتابة سيناريو المسلسل حيث لم يعتاد من قبل كتابة أعمال الجريمة بالإضافة إلى كونه مسلسل 15 حلقة، وتحدث كذلك عن الفروق بين الكتابة الأدبية والدرامية، كما أثنى على ذائقة الجمهور المصري الذي وصفه بجمهور ذواق يعي ما وراء السطور.وكشف "كمال" عن سبب اختياره لفكرة القهوة وروادها كمجتمع صغير بنى عليه الأحداث وجاء ذلك لولعه الشديد بالمقاهي التي يراها لوكيشن فني يخدم السياق الدرامي وهو ما لاحظه منذ نشأته في جنوب مصر، حيث كانت المقاهي محطة لالتقاء الركاب والمسافرين من كل مكان.هذا وقد أكد الفنان ضياء عبد الخالق مصرحًا بصعوبة دوره حيث لعب شخصية الخليفة بالمسلسل مشيرًا إلى عدم وجود رابط بينه وبين الشخصية على المستوى الإنساني وهو ما جعله يبذل في تقمصها مجهودًا مضاعفًا.IMG-20250709-WA0088

مصرس
منذ 4 أيام
- مصرس
عبد الرحيم كمال: الموهبة وحدها لا تكفى والمقهى سببًا فى خوض تجربة الشعر
شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة مع صناع مسلسل "قهوة المحطة"، وذلك ضمن فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، بمشاركة الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، والفنان ضياء عبد الخالق، وأدار الندوة الدكتور الناقد هيثم الحاج علي. ويرى الدكتور هيثم أن "قهوة المحطة" رواية تليفزيونية كما كان الأستاذ أسامة أنور عكاشة يطلق على أعماله، فهو يصنع مجالاً جديدًا من الكتابة ليحاول إيصال رسالة للمشاهد بأن ما يراه على شاشة التلفاز ليس مجرد مسلسل للتسلية، بل هو عمل يناقش قضية مهمة كما يفعل الأدب، و"قهوة المحطة" من الأعمال القليلة التي يمكننا وصفه بأنه رواية تليفزيونية أو رواية درامية، فهو يدعو المتلقي لقراءة ما وراء السطور، فهو ليس مسلسلاً يحاول حل جريمة ما.وتحدث عبد الرحيم كمال عن كونه كان يفضل القصة القصيرة وكان يرى أن كتابة الرواية تحتاج إلى مجهود أكبر، وينسب الفضل للفنان الراحل نور الشريف، الذي ساعده على التفرقة بين كتابة السيناريو وكتابة الرواية وعلمه كيف يصنع دراما للجميع، مضيفا: استفدت من كتابتي في الأدب في إيصال رسالة أخرى خلف الحدوتة.. وفوجئت بأن ما أخاف من صعوبة وصوله للناس، يصل أسرع من توقعاتي.. لأن الجمهور يتمتع بذوق رفيع يدفعه للارتقاء إلى مستوى ذائقته.وتابع، تكمن صعوبة قهوة المحطة في كوني أكتب 15 حلقة لأول مرة، كما أنني لم أعتد على كتابة الإثارة وجرائم القتل في أعمالي، إذ اعتدت على الكتابة التاريخية والاجتماعية، لكني كنت ملتزمًا بنوع الكتابة التي اخترتها في هذا العمل، اخترت المقهى لأنه امتداد للحياة، ومقهى المحطة كان ملتقى المسافرين بكل فئاتهم، لذا فهناك نماذج متعددة اجتمعت في كافتيريا محطة القطار لا يجتمعون إلا في المقهى، وأنا لست أول مَن ابتدع الكتابة عن المقهى، لكني كنت أمتلك تجربة خاصة بي، إذ انبهرت بفكرة المقاهي الثقافية المنتشرة في القاهرة كوني لم أرَها في سوهاج أو المحافظات الأخرى، وما زادني انبهارًا كونهم يناقشون الأدب الحديث عربيًا وغربيًا، في حين لم أقرأ في مكتبة والدي سوى كتب التراث القديمة، كما أن المقهى كانت سببًا في خوض تجربة كتابة الشعر۔ويؤكد الدكتور هيثم أن تجربة قهوة المحطة تناولت الشخصيات المركبة، والشخصية الواقعية، فلا يوجد شر مطلق أو خير مطلق.. ثم يتحدث عن شخصية "خليفة" التي جسدها الفنان ضياء عبد الخالق، وهي من أكثر الشخصيات التي ظهر فيها الأبيض والأسود أو الخير والشر بوضوح، وعن حبه لزوجته الذي جعله مهووسًا بها، ووضع الأسوار حولها لإبعادها عن أعين الجميع، لكنها هربت ولم تحتمل حياتها معه، وعن صدمته وتغيير نظرته للحياة.يرى الفنان ضياء عبد الخالق، أن شخصية خليفة كانت من أصعب الشخصيات التي جسدها، إذ كان شخصًا غامضًا، فهو ينتقل بين الوعي واللاوعي، وتكمن صعوبته فى محاولة قراءة ما وراء السطور، وهو أصعب من شخصيتى في جزيرة غمام، ففكرة الشخصية في جزيرة غمام كانت دائمًا تحمل الأمل وترجو التوبة والغفران، كما يرى أن لغة وكتابة المؤلف تساعد على إيضاح الشخصية رغم صعوبتها وغموضها.. وهناك طرق لإيضاح الشخصيات أكثر كتصور المخرج وتصميم الأزياء والمكياج، من أكثر أسباب رسم الشخصية بشكل أوضح، ومشاعر الشخصية تساعد على رسم لغة الجسد للممثل.ويرى عبد الرحيم كمال أن ما يميز مؤمن بطل العمل نقاؤه والموهوب يكون متجردا من المصالح، ففي حوار لمؤمن يقول "أريد أن أكون محبوبًا لا مشهورًا"، والتشابه بيني وبين مؤمن هو أني سافرت لأكتب وهو سافر للتمثيل، فأبناء المحافظات والأقاليم يسعون لخلق مكان لهم في القاهرة، والقاهرة مبهرة وقاسية، والموهوب يحصل على قوة تساعده على تحقيق ذاته في القاهرة.. لكن مؤمن يشبه الكثيرين من الشباب، والقاهرة ساهمت في وصول الكثيرين لعالم النجومية فأم كلثوم صوت العرب، وطه حسين عميد الأدب العربي، وعبد الحليم العندليب الأسمر.لكنه يرى أن الموهبة وحدها لا تكفي، ومقتل مؤمن صنع منه بطلاً، خاصة أن المشاهد لم يخرج من المسلسل حزينًا، لكنه كان متعاطفًا مع مؤمن۔هناك 3 جمل حوارية رسمت شخصية مؤمن: جملة نجم السيناريست "كلنا قتلنا مؤمن"، جملة الملك "كان لازم يموت"، جملة الضابط "الناس هنا ما لهاش غير كرامتها"، وهذه الجمل رسمت شخصية مؤمن، فكرة أن يكون موهوبًا وبعيدًا عن القاهرة أمر صعب، أن يكون موهوبًا ويمتلك كرامة وعزة نفس فهي أصعب وأصعب، فالكاتب يحاول وصف الشخصية الموهوبة، فهو غني لكنه يملك كرامته وعزة نفسه ويقينه بموهبته، 3 صفات تدفعنا لتصديق الشخصية والتعاطف معها، وأحمد غزي كان موفقًا في أداء الشخصية، خاصة أن الجمهور لا يفضل مشاهدة سيرة الفنانين في أعمال درامية، لكنهم يميلون لمشاهدة الشخصيات الطبيعية.


بوابة الفجر
منذ 4 أيام
- بوابة الفجر
ندوة لصناع "قهوة المحطة" بمكتبة الإسكندرية ضمن معرض الكتاب
أُقيمت ندوة لصناع مسلسل قهوة المحطة، على هامش فعاليات معرض الكتاب الدولي والذي لاقي نجاحًا كبيرًا خلال عرضه في رمضان الماضي على الشاشات المصرية والعربية. وأدار اللقاء الدكتور هيثم الحاج علي أستاذ النقد الأدبي، والرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب، وحضر من صناع المسلسل كل من الكاتب عبد الرحيم كمال مؤلف المسلسل، والفنان ضياء عبد الخالق أحد أبطال العمل. وفي حديثه عن المسلس، أكد 'الحاج' على المسلسل بوصفه رواية تلفزيونية حمَّست الجمهور لقراءة ما وراء النص الدرامي. وأضاف: أن المسلسل نجح في اجتذاب الجمهور لواقعية أحداثه، وارتباطها الشديد بالشارع المصري في صورة واقعية نقلها للمشاهد. فيما تحدث المؤلف عبد الرحيم كمال عن الصعوبات التي واجهته في كتابة سيناريو المسلسل حيث لم يعتاد من قبل كتابة أعمال الجريمة بالإضافة إلى كونه مسلسل 15 حلقة، وتحدث كذلك عن الفروق بين الكتابة الأدبية والدرامية، كما أثنى على ذائقة الجمهور المصري الذي وصفه بجمهور ذواق يعي ما وراء السطور. وكشف "كمال" عن سبب اختياره لفكرة القهوة وروادها كمجتمع صغير بنى عليه الأحداث وجاء ذلك لولعه الشديد بالمقاهي التي يراها لوكيشن فني يخدم السياق الدرامي وهو ما لاحظه منذ نشأته في جنوب مصر، حيث كانت المقاهي محطة لالتقاء الركاب والمسافرين من كل مكان. هذا وقد أكد الفنان ضياء عبد الخالق مصرحًا بصعوبة دوره حيث لعب شخصية الخليفة بالمسلسل مشيرًا إلى عدم وجود رابط بينه وبين الشخصية على المستوى الإنساني وهو ما جعله يبذل في تقمصها مجهودًا مضاعفًا. IMG-20250709-WA0088