
الاستاذ الدكتور عمر الخشمان : رسالة الأردن الإنسانية الخالدة
رسالة الأردن الإنسانية الخالدة تُعبر عن الدور التاريخي والإنساني الذي يضطلع به الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، والقادة الهاشميين منذ تأسيس الدولة الأردنية في الدفاع عن القيم الإنسانية، والعدالة، ورفع الظلم عن المظلومين، والتسامح، والعيش المشترك، ونبذ العنف والتطرف. وهي ليست شعارات، بل مواقف ومبادرات إنسانية قام بها الأردن على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومن أبرز ملامحها الدور الأردني في الدفاع عن القدس والمقدسات، وأن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة هو صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مما يعزز دوره الإنساني والديني في حماية المقدسات والتراث الإنساني والديني العالمي.
القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن هي القضية المركزية الأولى، وعلى مدى عقود كان الأردن، بقيادة الهاشميين الغرّ الميامين، من أشد المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، ورفع أشكال العدوان والظلم والقهر عنهم. حيث إنّ الأردن، وما زال، وبحكمة وشجاعة قيادته الهاشمية، أصبح منطلقًا ومحطةً لإرسال المساعدات الدولية لأهلنا في غزة، من خلال الهيئة الهاشمية، لتعزيز صمودهم على أرضهم، وبما يؤكد الدعم الدولي لجهود الأردن في المجال الإنساني لمساعدة الأشقاء، بالإضافة إلى دوره المحوري في توحيد الجهود الدولية لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني المحاصر بشكل مستمر.
ولقد استضاف الأردن، برغم محدودية موارده وظروفه الاقتصادية الصعبة، ملايين اللاجئين من دول الجوار، وقدم لهم الأمن والرعاية الصحية، مما يُجسد حقيقة رسالته الإنسانية الخالدة في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج. وهذا ليس غريبًا على الأردن وشعبه وقيادته. كما أن الأردن يُعد نموذجًا رائعًا وفريدًا في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وعلى أرضه تُقام المؤتمرات والمبادرات الدولية للحوار بين الأديان، مثل «رسالة عمّان»، و»كلمة سواء»، و»أسبوع الوئام بين الأديان» الذي أقرّته الأمم المتحدة بمبادرة أردنية.
ولقد تمكن الأردن، من خلال مؤسسات الدولة الأردنية والدبلوماسية الأردنية، من مواجهة الإرهاب والتطرف، عبر تبني إصلاح شامل في المجالات الدينية والتعليمية والفكرية، مستندًا إلى نهج وسطي معتدل يُرسخ فيه قيم الاعتدال والتسامح والإنسانية.
الدبلوماسية الأردنية، التي يقودها جلالة الملك عبدالله، والذي يمثل صوت الحق والعقل والحكمة، تُشكل سياسة متزنة تسعى دومًا للحوار لحل النزاعات والأزمات، وتعزيز العدالة الدولية، والسعي لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
رسالة الأردن الإنسانية تعكس هوية الدولة الأردنية كدولة تسعى لتعزيز القيم الإنسانية، وترسيخ مبادئ العدل والكرامة، والريادة الإنسانية، وما تقوم به من دور محوري في الدفاع عن القيم المشتركة بين الشعوب، وستظل منارة تهتدي بها الشعوب الساعية إلى الأمن والسلام.
حمى الله الوطن الغالي، وقيادته الهاشمية المظفرة، وجيشه العربي الباسل، وأجهزته الأمنية، وشعبه، وعاش الأردن حرًا عزيزًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
'لماذا يكرهوننا؟ … بل لماذا تكرهوننا أنتم؟'
'لماذا يكرهوننا؟ … بل لماذا تكرهوننا أنتم؟' د. #عبدالله_البركات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، طُرح في الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان الرئيس جورج بوش أو من حوله، سؤالٌ بدا ظاهره بريئًا: 'لماذا يكرهوننا؟' سؤالٌ يحمل في طيّاته ادعاءً بالبراءة من كل ما قد يبرر ذلك الغضب أو الكراهية. وكأن الولايات المتحدة لم تفعل شيئًا يُبرر هذه المشاعر، وكأنها تتلقى عداءً مجّانيًا لا سبب له سوى الحسد أو الحقد على الحرية! لا حاجة هنا لسرد أسباب الكراهية، فالأمريكيون – أو على الأقل عقلاؤهم – أدرى بها: من دعمٍ طويل للأنظمة الاستبدادية، إلى حروب مدمّرة، وتدخلات عسكرية، واحتلال مباشر وغير مباشر، وفرض واقع سياسي واقتصادي مهين على شعوب بأكملها. ومع ذلك، من المهم أن نؤكد أن ما حدث في 11 سبتمبر لا يمثّل العرب ولا المسلمين، وأن الكراهية – حين توجد – لا تُوجَّه للإنسان الغربي لذاته، لا كمسيحي، ولا كأمريكي، بل لممارسات سياسية استعمارية وهيمنية ظالمة. في الإسلام، منظومة العلاقات الدولية تُضبط بعدد من المبادئ القرآنية الأخلاقية الراسخة، منها: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} – لا يُؤخذ بريء بجريرة مجرم. {ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين} – العدل ميزان حتى في الرد. {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} – لا أكثر. {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} – أساس في التعايش. {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا} – العدل فوق الكراهية. {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} – السلم أولًا. {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} – الوفاء أساس الأخلاق. {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} – لا غدر. بهذا الميزان القرآني، نعيد طرح السؤال بصيغته المعكوسة: لماذا تكرهوننا أنتم؟ لماذا تقتلون أبناءنا، وتدمرون مدننا، وتنهبون ثرواتنا، وتفرضون علينا من يحكمنا، ثم تسألون: لماذا أنتم غاضبون؟ نحن لا نحمل كراهية مجانية للناس ، بل هي لبعض الناس بسبب الظلم والعدوان ، وحين يرتفع الظلم، تزول الكراهية. يا من تملكون القوة، متى تدركون أن الكرامة لا تُشترى، وأن الشعوب لا تُقهر إلى الأبد، وأن من واجبكم أن تنظروا في المرآة قبل أن تتساءلوا: لماذا يكرهوننا؟


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
في الذكرى الخامسة للتفجير: رئيس لبنان سنواصل الضغط لتحقيق العدالة لمجزرة مرفأ بيروت
الرئيس اللبناني في الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت: سنواصل الضغط على الجهات المختصة لتحقيق العدالة في الذكرى الخامسة لجريمة تفجير مرفأ بيروت، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن الدولة اللبنانية ستواصل الضغط على جميع الجهات المختصة لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، مهما كانت المناصب أو الانتماءات. وقال عون في كلمته: "إن الدولة اللبنانية، بكل مؤسساتها، ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة، مهما كانت المعوقات ومهما علت المناصب، فالعدالة لا تعرف الاستثناءات، والقانون يطال الجميع من دون تمييز." اقرأ أيضاً: الرئيس اللبناني: حريصون على علاقة ممتازة مع سوريا وندعو للرهان على الدولة وحدها وأضاف: "في هذا اليوم الأليم، الرابع من آب، نستذكر معاً الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، تلك الجريمة الكبرى التي هزت ضمير الأمة والعالم، وأودت بحياة أكثر من مئتي شهيد، وجرحت آلاف الأبرياء، ودمرت أحياءً كاملة من عاصمتنا الحبيبة." وأكد عون التزامه بمحاكمة المسؤولين عن الفاجعة، مشيرًا إلى أن العدالة ستظل أولوية قصوى، وأنه لن يُسمح لأي شخص بالهرب من المسؤولية، سواء كان مسؤولًا عن الإهمال أو الفساد الذي أدى إلى هذه الكارثة. وأشار إلى أن لبنان يعمل بكل الوسائل المتاحة لضمان استكمال التحقيقات بشفافية ونزاهة، مؤكدًا استمرار الضغط على الجهات المختصة لتقديم جميع المسؤولين إلى العدالة. واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالقول: "إن دماء الشهداء وآلام الجرحى لن تذهب سدى، والحساب آت، وهذا وعد قطعته على نفسي أمام الله والوطن. وبالرغم من الفاجعة، سيظل الشعب اللبناني متحدًا، والروح الوطنية التي ظهرت بعد الكارثة ستقودنا نحو تحقيق العدالة وإعادة بناء وطننا على أسس


Amman Xchange
منذ 2 ساعات
- Amman Xchange
منذ متى أصبح هذا اختصاص دائرة الجمارك؟!*ابراهيم عبدالمجيد القيسي
الدستور موقف «غير مفهوم»، فيه جانب من جهلي بالقانون، هو ما دفعني لكتابة هذه المقالة متسائلا: هل أصبح أيضا من اختصاص موظفي الجمارك، ان يقوموا بإيقاف المتنزهين والمتسوحين والمواطنين في الشارع العام؟!.. هاتفني أحد الناس، بل قل الموظفين المحترمين، يشكو لي موقفا حدث معه على طريق البحر الميت، حيث كان برفقته ضيوف للبلد، قرر ان «يسوّحهم» في ربوع الوطن، الجميل... ويا سائح إلك الله، فهذا موظف جمارك، يقوم بإيقاف صاحبنا، أمام مطعم معروف في منطقة الفنادق بالبحر الميت، ويقول للموظف المحترم: أشوف انزل إلي من السيارة، وأمام استهجان الرجل وصدمته من هذه اللغة، ومن الموقف كله، أجابه: ليش بتحكي معي بهالطريقة!!.. فأجابه بلغة حازمة حاسمة: أشوف افتحلي صندوق السيارة !!، طبعا صاحبنا «ذاب في هدومه قدام الضيوف، وهمّه أصبح أن يبذل المزيد ليزيّن صورة البلد في عيون الضيوف، ويبدد الدهشة وربما الشكوك التي ساورتهم، وكأنهم يركبون في سيارة مجرم او زعيم عصابة!!. وانتهى الموقف بعد أن «بلعه صاحبنا»، لكن الموقف لم ينته فعلا، بل بدأ في اليوم التالي!!. حيث فوجىء الرجل ثانية، باتصال جهة أمنية او تابعة لمدعي عام الشونة، حيث تقدم موظف الجمارك بشكوى شخصية!!.. قدمها موظف الجمارك يتهم المواطن المتسوّح بأنه ربما أهانه وهدده، وبما انه لا يعرف اسمه، قامت الشرطة بالتعميم على سيارته المسجلة باسمه، وصاحبنا اليوم يرغي ويزبد، وهذا حقه، فهو بالكاد «ابتلع» الموقف المحرج الذي جرى معه أمس، فأصبح اليوم يتعامل مع شكوى ومدعٍ عام، وسفر مشاوير بين عمان والأغوار الشمالية، وربما سيزور محاكم أيضا، وبعدها «يبلش» بقيد أمني وشروحات حول القيد... الخ الدوامة الإجرائية.. أولاً أنا الذي يشعر بالجهل ويريد ان يفهم: ما هو القانون الذي يتيح لموظف جمارك أن يوقف مواطنا في الشارع العام، ويقوم بتفتيش سيارته على رؤوس الأشهاد؟ وان ثمة قانون يتيح ذلك، فهل يمارسه موظف جمارك دون وجود أمن عام «شرطة يعني»؟، لأننا نعلم ونفهم أن جهاز الأمن العام، لديه مجموعة من القوانين والاختصاصات، تتيح له التعامل مع المواطن الاردني، بشكل قانوني متحضر، فرجل السير يمكنه إيقاف سيارة ما، والتعرف على رخصتها ورخصة سائقها، وبإمكانه تحرير مخالفة بحقة، او استدعاء جهاز مختص آخر، في حال وجود مشكلة أخرى لا علاقة لها بتعليمات وقوانين السير.. وثمة ثقافة قانونية يعرفها المواطن الأردني، حول واجبات ودور «الأمن العام» والجهات الأمنية الأخرى.. لكن من وين طلع النا موظف الجمرك بهذه الصلاحيات والاختصاص؟ في الواقع، نحن نهرب من ونتحاشى الواقع، لأننا نستعيذ بالله من شر الناس أيضا، ويدفع ثمنا كبيرا من أعصابه، ووقته، وماله، وسمعته أيضا. بعض النزاعات تنتهي فعلا بين الناس، فيتصالحون ويتفتهمون بطريقة متحضرة، ويختصرون، لكن بعض التعليمات تنزع لإرهاق الناس، ولتحميلهم خسائر معنوية، فرغم مصالحتهم وحلهم للنزاعات، الا ان القانون، يصرّ على ارسالهم لمدع عام، ثم إلى محاكم. ما هي الحقيقة القانونية لموقف موظف الجمارك؟ حلّوها يا ناس ووضحوا القانون وثقافته فكلنا نحتاج أن نفهم.