
دبلوماسية الإطراء لكسب ود صاحب البلاط
ومع ذلك فإن الوصف اعتبره بعض المتابعين إطراءً يهدف إلى استرضاء الرئيس الأميركي الذي اعتاد الهجوم على الحلفاء والخصوم وإرغامهم على تلبية مطالبه، وهو تملق يجعل قادة "الناتو" يبدون ضعفاء، لكن روته دافع عن كلماته معتبراً الأمر "مسألة ذوق شخصي" وقال "أراه صديقاً جيداً، ترمب يستحق الثناء".
"الأعظم على الإطلاق"
على رغم دفاع الأمين العام لـ"الناتو"، لكن يبدو أن قادة العالم أدركوا خلال الأشهر الستة الأولى من إدارة الرئيس الأميركي، كيف ينبغي التعامل مع شخصية ترمب الذي اعتاد استخدام صفات التفخيم والمبالغة في وصف قراراته وإنجازاته وخططه، فكثيراً ما أضاف عبارات مثل "أعظم" و"الأفضل على الإطلاق" و"نجاح هائل" و"رائع" و"ضخم" و"تاريخي"، في وصف قراراته، كما اعتاد مقارنة نفسه بأسلافه السابقين من الرؤساء الأميركيين، قائلاً "لم يفعل أي رئيس من قبل ما فعلته في مثل هذه الفترة القصيرة"، فضلاً عن اعتياده التقليل من شأن خصومه من خلال هذه المبالغات.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أحرج ترمب بأسلوبه الفج كثيراً من قادة العالم ممن زاروا المكتب البيضاوي، وليس أبرز مثال على ذلك إلا اللقاء العاصف الذي جمعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير (شباط) الماضي، والذي انتهى بمغادرة الأخير واشنطن بشكل مفاجئ من دون أن يعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً كما جرت العادة، وتم إلغاء مأدبة العشاء الرسمية التي كانت مقررة على شرفه. وقد بدأ اجتماع الزعيمين بسلسلة من العبارات الساخرة التي وجهها ترمب لزيلينسكي حول "مقدار الشكر الذي لم يُقدَّم بعد للولايات المتحدة"، على حد تعبيره، وتلميحات علنية بأن على أوكرانيا أن "تقوم بمزيد" قبل أن تستحق دعم واشنطن.
المديح والاستثمارات
وأصبح البيت الأبيض بعد هذا اللقاء مكاناً غير مفضل لقادة العالم، بعدما كان رمزاً للهيبة الدبلوماسية والاستقبال الرسمي الراقي، حيث باتت زياراته تُحسب بعناية وتُخطط بتوجس، خوفاً من التعرض للإهانة. ولكن سرعان ما أدرك قادة العالم أن ثمة نقطتي ضعف يمكن أن يستميلوا من خلالهما الرئيس الأميركي و"يتقوا شره"، الإغداق بالمديح أو الإغراء بالاستثمارات لا سيما إذا لاحت فكرة برج جديد باسمه.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتفاخر ترمب نفسه بأنه "ملك الصفقات"، وهو اللقب الذي تباهى به طويلاً، مستنداً إلى كتابه الشهير فن الصفقة (The Art of the Deal) الصادر عام 1987، الذي حقق مبيعات ضخمة. ولاحقاً قال توني شوارتز، الكاتب الفعلي للكتاب، إنه كان يجب أن يُسمى "السيكوباتي" بدلاً من "فن الصفقة".
ويقول مراقبون إنه مع كل اجتماع في المكتب البيضاوي وكل قمة دولية، يتوصّل قادة الدول الأخرى إلى تكتيكات وإستراتيجيات لبناء علاقة عمل مع الزعيم الأميركي الغريب الأطوار، الذي يدير أكبر اقتصاد في العالم ويتحكم بأقوى جيش على وجه الأرض.
عرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كيف يسترضي ترمب قبل زيارته للبيت الأبيض مطلع الأسبوع، مداعباً أحلامه في نيل جائزة نوبل للسلام. فخلال مأدبة عشاء، كشف نتنياهو عن نسخة من خطاب أرسله إلى لجنة نوبل، يرشح فيه الرئيس الأميركي للجائزة قائلاً إنها "مستحقة تماماً وينبغي أن يحصل عليها"، وهياللفتة التي وصفها ترمب بأنها "ذات مغزى كبير"، من دون أن يلتفت إلى أن مقدمها نفسه متهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في غزة.
لم تكن مبادرة نتنياهو هي الأولى من نوعها فلقد سبقته الحكومة الباكستانية، بعد تدخل ترمب دبلوماسياً للتهدئة بين الهند وباكستان عندما كادت حرب أن تندلع بين البلدين في مايو (أيار) الماضي. وعندما ذهب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للبيت الأبيض حمل معه دعوة ملكية رسمية للرئيس الأميركي لزيارة المملكة المتحدة. كما اضطر زيلينسكي إلى تقديم الشكر والثناء للولايات المتحدة ورئيسها حتى يتم العفو عنه وتستأنف واشنطن المساعدات العسكرية، كما وافق على توقيع عقد مربح مع الولايات المتحدة يسمح لها باستغلال المعادن الأوكرانية.
وتقول الدبلوماسية السابقة من جنوب أفريقيا ومديرة برنامج الدراسات الدبلوماسية بجامعة أوكسفورد يولاندا سبايز، إن زيلينسكي بات يُقدّر أهمية التملق أكثر من كثير من زعماء العالم الآخرين، قائلة إنه "تجنب الوقوع في مواقف تنتهي بجدال مع ترمب. وأصبح يفتتح كل تصريح له بالإعراب عن مدى امتنانه للولايات المتحدة، لقد تعلم الدرس".
إيران تلتقط الخيط
ربما التقطت إيران الخيط أخيراً، فبالنظر إلى موقفها الذي بات أضعف منذ حربها مع إسرائيل والخسارة الكبيرة التي تكبدها النظام من علماء وقادة عسكريين وخسائر الصواريخ، وجدت حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الطريقة المثلى في ظل المستجدات في المنطقة هي الحوار مع ترمب وليس استخدام لهجة التهديد والوعيد.
واللافت في شأن ما فهمته حكومة بزشكيان حول ترمب، هو ما جاء من عبارات في مقال رأي كتبه وزير الخارجية عباس عراقجي لصحيفة "فايننشيال تايمز"، الثلاثاء، عندما استهل مقاله بالمقارنة بين مفاوضي ترمب ومفاوضي جو بايدن، مرجحاً كفة الأول بالقول "في خمس جلسات فقط خلال تسعة أسابيع، حققت مع المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، أكثر مما أنجزته خلال أربعة أعوام من المفاوضات النووية مع إدارة بايدن الفاشلة، كنا على مشارف اختراق تاريخي. وللرد على المخاوف الأميركية من احتمال انحراف البرنامج النووي الإيراني السلمي، أجرينا نقاشات صريحة ومفصلة، بما في ذلك حول مستقبل تخصيب اليورانيوم في إيران. طُرحت أفكار عدة لحلول مربحة للطرفين، من كلا الجانبين، ومن سلطنة عُمان أيضاً".
المقارنة واستخدام وصف "الفاشلة" في إشارة إلى إدارة بايدن، تعزف على مقطوعة ترمب الذي اعتاد مقارنة نفسه بأسلافه والتقليل من إنجازاتهم مقارنة به، وكثيراً ما أشار إلى إدارة بايدن بالضعف والفشل بخاصة أن بايدن فاز على حسابه في انتخابات الرئاسة المثيرة للجدل عام 2020.
وإضافة إلى ذلك، تداعب إيران الأمر المفضل لدى ترمب كرجل أعمال قبل أن يكون رئيساً للولايات المتحدة، إذ قال بزشكيان، مطلع الأسبوع الجاري، إن المرشد الأعلى للبلاد على خامنئي، يعتقد أن المستثمرين الأميركيين يمكنهم القدوم إلى إيران. وهو تأكيد لتصريحات سابقة أدلى بها عراقجي، قائلاً إن بلاده لا تعارض عمل الشركات الأميركية في إيران، بما في ذلك في قطاع النفط والغاز، مضيفاً، "لم نمنع الوجود الاقتصادي للشركات الأميركية في إيران"، فيما أرجع غياب الأنشطة التجارية الأميركية إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران.
وفي اليوم التالي، صرح ترمب بأنه يود أن تتاح له الفرصة "في الوقت المناسب" لرفع العقوبات الأميركية الأحادية المفروضة على إيران.
ويقول الكاتب البريطاني آدام بولتون، إنه في عالم دونالد ترمب، الاتفاقات لا تُعقد على أساس القيم أو المبادئ، بل على أساس المنفعة الشخصية المباشرة، وغالباً ما تكون هذه المنفعة مزدوجة: مالية ومعنوية. المال وحده لا يكفي، والتملق وحده لا يكفي، لكن معاً يشكلان مفتاح الوصول إلى قلب الرئيس الأميركي.
ووفق "أسوشييتد برس" فإنه إذا كان زعماء العالم يدرّسون مادة حول كيفية التعامل مع الرئيس الأميركي منذ بداية ولايته الثانية، فقد يبدو مخططهم الدراسي على النحو التالي: أفرط في المديح. لا تركض خلف الإثارة السياسية التي يطلقها على المسرح العالمي. انتظر التهديدات حتى تتّضح مطالبه الحقيقية، وإذا أمكن، ابحث عن وسيلة لتلبيتها. فمن بين "الترامبيات" التي يمكن تعلمها: أنه يحتقر الدبلوماسية التقليدية. وبالنسبة إليه "أميركا أولاً"، كل شيء هو "الأعظم على الإطلاق"، و"لا مجال للمقارنة حتى".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 40 دقائق
- الرياض
النفط يرتفع مع ترقب العقوبات الروسية ومخاوف تأثر الإمدادات
ارتفعت أسعار النفط، أمس الاثنين، مُضيفةً مكاسب تجاوزت 2% مُسجلةً يوم الجمعة، مع ترقب المستثمرين لمزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا والتي قد تؤثر على الإمدادات العالمية، لكن زيادة الإنتاج السعودي واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية حدّت من المكاسب. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 70.57 دولارًا للبرميل، موسعة مكاسبها التي بلغت 2.51% يوم الجمعة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 20 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 68.65 دولارًا، بعد أن أغلقت على ارتفاع بنسبة 2.82% في الجلسة السابقة. صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الأحد بأنه سيرسل صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا. ومن المقرر أن يُدلي بتصريح هام بشأن روسيا يوم الاثنين. وأعرب ترمب عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدم إحراز تقدم في إنهاء الحرب في أوكرانيا وتكثيف روسيا قصفها للمدن الأوكرانية. وفي محاولة للضغط على موسكو للدخول في مفاوضات سلام بحسن نية مع أوكرانيا، اكتسب مشروع قانون أمريكي مشترك بين الحزبين، من شأنه فرض عقوبات على روسيا، زخمًا الأسبوع الماضي في الكونغرس، لكنه لا يزال ينتظر دعم ترمب. وأفادت مصادر أوروبية بعد اجتماع عُقد يوم الأحد أن مبعوثي الاتحاد الأوروبي على وشك الاتفاق على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، والتي ستشمل خفض سقف أسعار النفط الروسي. في الأسبوع الماضي، ارتفع خام برنت بنسبة 3%، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بلغت حوالي 2.2%، بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إن سوق النفط العالمية قد تكون أكثر تشددًا مما تبدو عليه، بدعم من الطلب الذي تدعمه ذروة تشغيل المصافي الصيفية لتلبية احتياجات السفر وتوليد الطاقة. مع ذلك، قال محللون في بنك إيه ان زد، إن مكاسب الأسعار كانت محدودة بسبب بيانات تُظهر أن المملكة العربية السعودية رفعت إنتاج النفط فوق حصتها بموجب اتفاقية الإمداد بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن المملكة العربية السعودية تجاوزت هدفها لإنتاج النفط لشهر يونيو بمقدار 430 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 9.8 ملايين برميل يوميًا، مقارنةً بهدف المملكة الضمني في اتفاق أوبك+ البالغ 9.37 ملايين برميل يوميًا. وأعلنت وزارة الطاقة السعودية يوم الجمعة أن المملكة ملتزمة تمامًا بهدفها الطوعي لإنتاج أوبك+، مضيفةً أن إمدادات النفط الخام التي تسوقها السعودية في يونيو بلغت 9.352 ملايين برميل يوميًا، بما يتماشى مع الحصة المتفق عليها. وفي سياق آخر، ذكر بنك إيه ان زد، في مذكرة أن إصدار بيانات تجارة السلع الأولية في الصين في وقت لاحق من يوم الاثنين من شأنه أن يُسلط الضوء على أي علامات مستمرة على ضعف الطلب. وارتفعت واردات الصين من النفط في يونيو بنسبة 7.4 % لتصل إلى 49.89 مليون طن مقارنة بالعام السابق، أي ما يعادل 12.14 مليون برميل يوميًا، مسجلةً أعلى معدل يومي منذ أغسطس 2023، وفقًا لبيانات الجمارك الصادرة يوم الاثنين. ومن المرجح أن تواصل الصين تخزين النفط، ولكن مع وصول مخزونها إلى 95% من ذروة تراكم المخزون في عام 2020، من المرجح أن تظهر هذه المخزونات في مواقع "مرئية" في الأسواق الغربية، والتي تُعدّ حاسمة في تشكيل الأسعار، مما يُمارس ضغطًا هبوطيًا عليها، وفقًا لفريق أبحاث جي بي مورغان في مذكرة للعملاء. استعادت صادرات الصين زخمها في يونيو، حيث سارعت الشركات إلى تقديم طلباتها للاستفادة من هدنة التعريفات الهشة بين بكين وواشنطن قبل الموعد النهائي الوشيك الشهر المقبل، مع ارتفاع ملحوظ في الشحنات المتجهة إلى مراكز النقل في جنوب شرق آسيا. وتنتظر الشركات على جانبي المحيط الهادئ لمعرفة ما إذا كان أكبر اقتصادين في العالم سيتفقان على صفقة أكثر ديمومة، أو ما إذا كانت سلاسل التوريد العالمية ستتأثر مرة أخرى بإعادة فرض رسوم تتجاوز 100%. يقوم المنتجون الصينيون، الذين يواجهون ضعف الطلب في الداخل وظروفًا أكثر قسوة في الولايات المتحدة، حيث يبيعون سلعًا تزيد قيمتها عن 400 مليار دولار سنويًا، بتحوط رهاناتهم ويتسابقون للحصول على حصة سوقية في الاقتصادات الأقرب إلى الوطن. وأظهرت بيانات الجمارك يوم الاثنين أن الشحنات الصادرة من الصين ارتفعت بنسبة 5.8% على أساس سنوي في يونيو، متجاوزة توقعات المحللين بزيادة قدرها 5.0% ونمو مايو بنسبة 4.8%. وقال تشيم لي، كبير المحللين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية: "هناك بعض الدلائل على أن الطلب على الشحنات المُسبقة بدأ يتضاءل تدريجيًا". وأضاف: "بينما من المرجح أن يستمر الطلب المُسبق قبل الموعد النهائي لتعليق الرسوم الجمركية في أغسطس، فقد بدأت أسعار شحن الشحنات المتجهة من الصين إلى الولايات المتحدة في الانخفاض". وأضاف: "يبدو أن تحويل مسار التجارة وإعادة توجيهها مستمر، مما سيجذب انتباه صانعي السياسات في الولايات المتحدة والأسواق الأخرى". انتعشت الواردات بنسبة 1.1%، بعد انخفاضها بنسبة 3.4% في مايو. وكان الاقتصاديون قد توقعوا ارتفاعًا بنسبة 1.3%. وساهمت البيانات الإيجابية في رفع معنويات السوق، حيث ارتفع المؤشر الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.2% عند استراحة منتصف النهار، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4%، مقتربًا من أعلى مستوى له منذ أكتوبر. ويترقب المحللون والمصدرون لمعرفة مدى صمود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يونيو بين المفاوضين الأمريكيين والصينيين، بعد أن تأثر اتفاق سابق تم التوصل إليه في مايو بسلسلة من ضوابط التصدير التي عطلت سلاسل التوريد العالمية للصناعات الرئيسة. ونمت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 32.4% على أساس شهري، وكان يونيو أول شهر كامل تستفيد فيه البضائع الصينية من تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية، على الرغم من أن النمو السنوي ظل سلبيًا. في الوقت نفسه، قفزت الشحنات الصادرة إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المكونة من 10 أعضاء بنسبة 16.8%. بلغ فائض الصين التجاري في يونيو 114.7 مليار دولار، مرتفعًا من 103.22 مليار دولار في مايو. وأظهرت بيانات الجمارك ارتفاع صادرات الصين من المعادن الأرضية النادرة بنسبة 32% في يونيو مقارنة بالشهر السابق، في إشارة إلى أن الاتفاقيات التي أُبرمت الشهر الماضي لتحرير تدفق المعادن قد تؤتي ثمارها. لكن المحللين يقولون إن المفاوضين الصينيين سيواجهون صعوبة في إقناع الولايات المتحدة بخفض الرسوم الجمركية إلى مستويات تُمكّن المنتجين من تحقيق أرباح، محذرين من أن الرسوم الإضافية التي تتجاوز 35% ستؤدي إلى تقليص هوامش الربح. وقالت زيتشون هوانغ، الخبيرة الاقتصادية الصينية في كابيتال إيكونوميكس: "من المرجح أن تظل الرسوم الجمركية مرتفعة، ويواجه المصنعون الصينيون قيودًا متزايدة على قدرتهم على توسيع حصتهم في السوق العالمية بسرعة من خلال خفض الأسعار". وأضافت: "لذلك نتوقع تباطؤ نمو الصادرات خلال الأرباع القادمة، مما سيؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي". تواجه بكين مهلة نهائية في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم مع البيت الأبيض. في غضون ذلك، يواصل ترمب توسيع نطاق هجومه التجاري العالمي بفرض تعريفات جمركية جديدة على شركاء آخرين. ويحذر المحللون من أن هذه الإجراءات قد تضر بكين بشكل غير مباشر من خلال الضغط على دول ثالثة تُستخدم بكثرة في إعادة شحن البضائع الصينية. وكشف ترمب مؤخرًا عن تعريفة جمركية بنسبة 40% على عمليات إعادة الشحن المتجهة إلى الولايات المتحدة عبر فيتنام، وهي خطوة قد تُقوّض جهود المصنعين الصينيين الذين يتطلعون إلى إعادة توجيه الشحنات وتجنب الرسوم الجمركية الأعلى. كما هدد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم بنسبة 10% على الواردات من دول البريكس، التي تُعد الصين عضوًا مؤسسًا فيها، مما يزيد من المخاطر على بكين. ودعمًا لزميلتها العضو في البريكس، وصلت واردات الصين من فول الصويا في يونيو إلى أعلى مستوى لها في الشهر نفسه، مدعومةً بارتفاع المشتريات من البرازيل، أكبر مورد، إلى 9.73 ملايين طن، والتي فرض عليها ترمب تعريفات جمركية بنسبة 50%. واردات فول الصويا الأمريكي ويترقب المستثمرون أيضًا نتائج محادثات الرسوم الجمركية الأمريكية مع شركاء تجاريين رئيسيين، والتي قد تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود. في تطورات أسواق الطاقة، وقعت عدة شركات سعودية، من بينها شركة أكوا باور، عملاق المرافق، وشركة تابعة لشركة أرامكو النفطية العملاقة، اتفاقيات شراء طاقة يوم الأحد لمشاريع طاقة نظيفة بسعة 15 جيجاوات وباستثمارات تبلغ قيمتها حوالي 8.3 مليارات دولار. وقّعت أكوا باور، بصفتها المطور الرئيس، سبع اتفاقيات بالشراكة مع شركة بديل القابضة للمياه والكهرباء، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة أرامكو للطاقة، التابعة لأرامكو، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية. تشمل المشاريع خمس محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية في عسير والمدينة المنورة ومكة المكرمة والرياض، ومشروعين لطاقة الرياح في الرياض. وصرحت المملكة العربية السعودية العام الماضي بأنها تهدف إلى بناء ما يصل إلى 130 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. في كوريا الجنوبية، تسعى شركة كوريا الجنوبية للطاقة (كوسبو) لتوريد شحنة غاز طبيعي مسال تتراوح بين 3 تريليونات و3.7 تريليون وحدة حرارية بريطانية، أو شحنة واحدة، للتسليم في النصف الأول من سبتمبر، وفقًا لمناقصة طرحتها الشركة. وتسعى الشركة للحصول على الشحنة على أساس مرتبط باتفاقية التجارة الحرة بين اليابان وكوريا الجنوبية، على أن يتم تسليمها في الفترة من 1 إلى 15 سبتمبر. سيتم تسليمها إلى إحدى محطات كوغاز في إنتشون، أو بيونغتايك، أو تونغيونغ، أو سامتشوك. يُعدّ مؤشر اليابان-كوريا، معيارًا لتقييم سعر الغاز الطبيعي المسال للشحنات المادية الفورية في آسيا. يُغلق باب تقديم العطاءات في 15 يوليو.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
زيلينسكي: أجريت "محادثة جيدة للغاية" مع ترمب
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إنه أجرى "محادثة جيدة للغاية" مع نظيره الأميركي دونالد ترمب. وفي منشور عبر تطبيق "تليجرام"، وجَّه زيلنيسكي الشكر إلى الرئيس الأميركي على استعداده لدعم أوكرانيا و"مواصلة العمل معها لوقف أعمال القتل وإرساء السلام الدائم والعادل". وأضاف: "ناقشنا السبل والحلول اللازمة لتوفير حماية أفضل للناس من الهجمات الروسية، وتعزيز مواقفنا. نحن مستعدون للعمل بأقصى قدر ممكن من الفاعلية لتحقيق السلام". ولفت إلى أنه أجرى محادثة جيدة جداً مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الذي التقى ترمب في البيت الأبيض. ترمب يلوح بورقة العقوبات وفي وقت سابق الاثنين، قال ترمب إن الولايات المتحدة ستبيع أسلحة متطورة بمليارات الدولارات، تشمل صواريخ باتريوت الدفاعية، إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي ستذهب إلى أوكرانيا. وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية قاسية على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا خلال 50 يوماً، فضلا عن فرض رسوم ثانوية بنسبة 100% على من يشترون النفط الروسي. وقال ترمب للصحافيين خلال لقائه مع روته بالبيت الأبيض، إنه أصيب بخيبة أمل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف: "أنا محبط من الرئيس بوتين لأنني اعتقدت أننا كنا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين، لكن لا يبدو أن ذلك سيحدث." وزاد: "لذلك، بناءً على ذلك، سنفرض تعريفات جمركية ثانوية إذا لم نتوصل إلى اتفاق خلال 50 يوماً". وأشار ترمب إلى أن الحديث مع بوتين "لا يعني شيئاً"، وأنه بعد كل محادثات يجريها مع الرئيس الروسي، تطلق موسكو صواريخ على أوكرانيا، مشيراً إلى أن نظيره الروسي يشن الهجمات على كييف "عندما يبدو أن هناك اتفاقاً وشيكاً". وذكر أن الرئيس الروسي "يعرف ما هي الصفقة العادلة" للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على أوكرانيا.


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
الشرق الأوسط إسرائيل تدخل على خط المواجهات في جنوب سوريا
دخلت إسرائيل مجدداً على خط المواجهات بين قبائل بدوية مسلحة ومسلحين دروز في جنوب سوريا، بدعوى عدم السماح بوجود تهديدات بالقرب منها، أو بما تسميه المساس بالدروز.وقد سبق لأبناء الطائفة الدرزية أن عبروا سابقاً بالتصريحات والتظاهرات عن رفضهم أية حماية مزعومة من جانب إسرائيل، وأن الأصوات التي أبدت تأييداً للتدخلات الإسرائيلية فردية ولا تعبر عن مواقف الطائفة.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الضربات التي نفذها الجيش في جنوب سوريا «تحذير واضح للنظام السوري» لعدم استهداف الدروز.وقال كاتس عبر حسابه على منصة إكس «الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيراً واضحاً للنظام السوري، لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا، إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي». وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن الدبابات التي تم استهدافها في جنوب سوريا تم رصدها وهي تتحرك باتجاه مدينة السويداء، وإن الهجوم تم تنفيذه لعرقلة وصول الدبابات إلى تلك المنطقة. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «وجود هذه الدبابات في جنوب سوريا يمكن أن يشكل تهديداً لإسرائيل»، مضيفاً «لن يسمح الجيش الإسرائيلي بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا وسيعمل على منعه»، وفقاً لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية. وسيطرت القوات الحكومية السورية معززة بدبابات وآليات ومئات المقاتلين، على قرية المزرعة الواقعة عند مشارف السويداء، في ضوء المعارك المتواصلة في المنطقة منذ الأحد بين مسلحين من الدروز وعشائر من البدو، وأسفرت عن مقتل العشرات. وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا للتلفزيون الرسمي إن «قوات الجيش والأمن الداخلي اقتربت من مركز محافظة السويداء». وقتل 89 شخصاً في الاشتباكات، بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن القتلى هم 46 مقاتلاً درزياً وأربعة مدنيين من السويداء، و18 مقاتلاً من البدو، و14 من قوات الأمن، وسبعة أشخاص مجهولي الهوية بلباس عسكري. دعوة للتهدئة ودعا مشايخ الطائفة الدرزية إلى التهدئة فيما طالب الشيخ حكمت الهجري أحد أبرز رؤساء الطائفة «بالحماية الدولية» بشكل عاجل، رافضاً «بشكل قاطع دخول» قوات الأمن العام الحكومية إلى السويداء. ودعت وزارة الخارجية السورية في بيان «كافة الأطراف المحلية إلى تحكيم العقل والتوقف الفوري عن أعمال العنف وتسليم السلاح غير المشروع» مُجددة دعوتها لجميع الدول والمنظمات إلى «احترام سيادة الجمهورية العربية السورية، والامتناع عن دعم أي حركات منفردة انفصالية». ودعا وزير الدفاع مرهف أبو قصرة في منشور له على منصة إكس، الجيش السوري إلى حماية المواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة مؤكداً أن «كل تقصير يسجل وكل تهاون يحاسب».