
تصفية داعية يمني.. حين يتحوّل تعليم القرآن إلى تهمة في قاموس الحوثيين
هذه الجريمة الوحشية التي تم تنفيذها بدم بارد، تمثل انتهاكاً صارخاً لكل القيم الدينية والإنسانية، وتسلط الضوء على طبيعة المشروع الحوثي القائم على العنف والإرهاب وتصفية الخصوم وكمّ الأفواه، لا سيما من الشخصيات الدينية والاجتماعية التي تمثل صوتاً للمجتمع اليمني الحرّ.
وبحسب المعلومات الرسمية فقد شنت مليشيا الحوثي هجوماً عسكرياً مكثفاً على منزل الشيخ حنتوس، البالغ من العمر 75 عاماً، مستخدمة أكثر من 20 طقماً عسكرياً، بالإضافة إلى قذائف الـ"آر بي جي" وأسلحة ثقيلة أخرى، في مشهد يفتقر لأي مبرر قانوني أو أخلاقي، وقد أسفر الهجوم عن إصابة الشيخ حنتوس وزوجته بجروح خطيرة، وتدمير الجزء العلوي من المنزل، إضافة إلى إحراق منازل مجاورة، قبل أن تقوم الجماعة لاحقاً بتصفية الشيخ مع حفيده حمزة، في مشهد يثير الاشمئزاز ويؤكد مضي الجماعة في سياسة التصفيات الجسدية.
وقد أثارت هذه الجريمة ردود فعل غاضبة من الأوساط الدينية والعلمية، أبرزها الإدانة الشديدة التي صدرت عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي وصف اغتيال الشيخ حنتوس بـ"الجريمة الكبرى والانتهاك الصارخ لحرمة النفس والدين"، وفي بيان ناري أكد الاتحاد أن قتل العلماء وحفظة القرآن الكريم يمثل "مظهراً من مظاهر الظلم والفوضى" التي تضرب اليمن منذ استيلاء المليشيا الحوثية على العاصمة صنعاء وانقلابها على الدولة.
البيان لم يكتفِ بالإدانة، بل حمّل المليشيا المسؤولية الأخلاقية والشرعية عن هذه الجرائم، وأكد أنها "مدانة بكل المقاييس الشرعية والإنسانية"، وأنها لن تزيد أهل القرآن إلا ثباتًا على دربهم، كما دعا الاتحاد الشعب اليمني إلى الحفاظ على وحدته في مواجهة المشروع الحوثي "الهدام"، ووجّه رسالة تحدٍ إلى العلماء وطلاب القرآن لمواصلة تعليم كتاب الله، والتمسك بثقافة الخير والسلام في وجه آلة القتل الحوثية.
وفي السياق ذاته، أصدرت هيئة علماء اليمن بياناً شديد اللهجة، اعتبرت فيه ما جرى "جزءًا من مخطط ممنهج لاستهداف هوية اليمنيين وعقيدتهم الصحيحة"، محملةً المليشيا الحوثية كامل المسؤولية القانونية والشرعية عن الجريمة، ومؤكدة أن "السكوت على هذه الجرائم تواطؤ مع الباطل الدموي الذي لا يعرف حرمة لعلم ولا قرآن".
وعلى صعيد متصل، أدانت واستنكرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها المليشيا بحق الشيخ صالح حنتوس.
وقالت في بيان لها "لقد صعّدت مليشيا الحوثي جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين من قتل وتهجير وتفجير للمنازل، واعتدت على القرى والعزل في مختلف المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، امتداداً لمسلسل الإرهاب المتجذر الذي تمارسه منذ الانقلاب، ضمن محاولاتها كسر إرادة اليمنيين وإخضاعهم لمشروعها الانقلابي وأفكارها المتطرفة المستوردة من إيران".
ودعت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثه الخاص ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة صريحة لهذه الجرائم النكراء، كما طالبت الشبكة بتحرٍّ جاد لحماية المدنيين ودور العبادة والمؤسسات التعليمية من الاستهدافات الحوثية الممنهجة.
وأكدت الشبكة الحقوقية أن هذه الجريمة الوحشية تجسد الوجه الحقيقي للمليشيا الحوثية التي دأبت على ارتكاب جرائم التصفية والقتل خارج نطاق القانون بحق الأبرياء، في تحدٍ سافر لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية
من ناحية أخرى حمّل المراقبون صمت المجتمع الدولي جزءاً كبيراً من المسؤولية عن تمادي المليشيا في جرائمها، فقد أدّت ردود الفعل الدولية الباهتة وضعف آليات المساءلة، إلى تمكين الجماعة من تنفيذ انتهاكاتها دون رادع، كما أن استمرار التغاضي عن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، رغم وضوح سلوكها الإجرامي وطابعها المليشياوي الطائفي، يعكس تواطؤاً ضمنياً يسمح للجماعة بالتمدد، ويفاقم من معاناة المدنيين.
ويرى المراقبون أن حادثة مقتل الشيخ حنتوس وحفيده يجب أن تشكل نقطة تحول في التعامل مع الجماعة، ليس فقط من حيث الإدانة الإعلامية والحقوقية، بل من خلال تحركات سياسية وقانونية دولية جادة، تبدأ بتصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وفرض عقوبات فردية على قادتها ومموليها، وتفعيل آليات المساءلة في المحافل الدولية، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية.
ولا يقتصر الأمر على المساءلة، بل يجب أن يشمل دعماً حقيقياً للحكومة اليمنية والمجتمع اليمني في معركتهما لاستعادة الدولة، وحماية النسيج الاجتماعي والفكري من محاولات الطمس والاختطاف التي تنفذها المليشيا بغطاء أيديولوجي وأدوات عسكرية، فاستقرار اليمن لم يعد مطلباً محلياً فحسب، بل ضرورة إقليمية لضمان أمن المنطقة ومنع تمدد النفوذ الإيراني عبر وكلائه المسلحين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 3 ساعات
- حزب الإتحاد الديمقراطي
القائد عبد الله أوجلان: العملية تدخل مرحلة جديدة وعلى الجميع القيام بمسؤولياته وفقاً لمتطلبات المرحلة
صرح وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب عبر بيان أصدره عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه مع القائد عبد الله أوجلان، مؤكداً عن القائد أن العملية تدخل في مرحلة جديدة وأنها ستكون مفيدة بشكل عام لعملية التحول الديمقراطي في تركيا. وجاء نص البيان على النحو التالي: 'إلى الصحافة والرأي العام اليوم عقدنا كوفد لقاءً مثمراً مع السيد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي لمدة ساعتين ونصف تقريباً، كانت صحة السيد عبدالله أوجلان ممتازة ومعنوياته عالية، وصرح خلال اللقاء بأنَّ العملية تدخل مرحلة جديدة، وأضاف بأنَّ مع اتخاذ الخطوات الجديدة سيتم وضع المسؤولية على الجميع في تنفيذ متطلبات العملية. وأكد بأنَّه يولي أهمية كبيرة للقاء الذي سيعقده أعضاء وفدنا مع السيد رئيس الجمهورية، واصفاً إياه بأنَّه لقاءٌ تاريخي، وفي الوقت نفسه ذكر بأنَّ اللجنة التي ستُشكّل في البرلمان ستلعب دوراً هاماً في تحقيق السلام والحل. وأشار السيد عبدالله أوجلان بأنَّ هذه العملية ستكون مفيدة بشكل عام لعملية التحول الديمقراطي في تركيا، وقد رأينا أنَّ أمله وإيمانه وثقته في هذه القضية عالية جداً. وخلال اللقاء، علمنا بفقدان عدد من جنود حكومة إقليم كردستان لحياتهم نتيجة استنشاق غاز الميثان، وقد أثار هذا الحادث حزناً لدى السيد عبدالله أوجلان ولدينا كثيراً، ندعو الله أن يرحمهم ونتقدم بأحر التعازي لأسرهم ومحبيهم'.


موقع كتابات
منذ 3 ساعات
- موقع كتابات
عراق منهوب وفساد بلا حدود 'نور زهير وحمدية وخور عبدالله نموذجا !
يقولون ان ذاكرة الاسماك لا تتعدى الثوانيّ لذلك تسقط كُل مرة بذات الشباك رغم ان لا اساس علمي لذلك لكن الظاهرة السمكيّة الذهنية اجدها واضحة في ذاكرة العراقيّ الذي أصبح ينسى بسرعة أو بالأحرى يُجبر على النسيان. مما لا شك فيه ان الحكومات حينما تلتهم الاخضر واليابس تتقن بخلق الأزمات واحدة تلو الأخرى حتى ننسى مصائبنا وفضائحهم الكبرى وننشغل بكوارث ثانية. مثلاً؛ كلما انشغلنا بارتفاع الدولار وملاعيبه نسينا المليارات المسروقة. وكلما غرِقنا في أخبار عاشوراء ضاعت منا ملفات وطن يباع بالتقسيط المريح علناً. اسكوبار القرن طيب تساءلوا اليوم: أين وصلت محاكمة الاسكوبار نور زهير؟ هل سمع احدكم عن مدة حكمه هل خرج بالعفو العام كما تتداول التسريبات؟ الكل يعلم من هو نور زهير بطل 'صفقة القرن' الذي سرق مليارات الدولارات في أكبر فضيحة بتاريخ العراق الحديث وشركاؤه كانوا برلمانيين ووزراء ومسؤولين كبار وإعلاميين باعوا ضمائرهم وباعوا البلد بأكمله باريحية مطلقة والآن سكت الجميع ولم يعد الإعلام يتحدث ولم تعد التحقيقات تُعرض ولم تعد الأصوات ترتفع حتى يقال إنه خرج بالعفو العام وكأن شيئًا لم يكن. أما المليارات؟ فقد استعادوا منها 10% فقط والباقي موزع بأمان في بنوك عربية وأجنبية بحسابات وهمية أو شراكات سرية. حمدية بحمد الله! ثم نأتي إلى حمدية الجاف غولة المليارات المختلسة حيث انتشرت الأخبار عن القبض عليها وكأنها نهاية الفساد في الكوكب. لكن المهم أين المليارات التي سرقتها، أين التحقيقات، ماذا بشأن اموال مصرف الرافدين اموال الشعب ؟. الجواب: لا أحد يعلم. والمُضحك المُبكيّ أيضاً إن العفو العام قد يشملها وتحمدُ الله و'الصماخات'، بل اساساً هي ظهرت لتستثمر العفو وتخرج بغنائمها هذا العفو الذي شمل كل فاسد سرق قوت هذا الشعب. تفاهات سريّة للغاية! كارثة فضيحة خور عبدالله فضيحة أخرى تُضاف لسلسلة فضائح هذا البلد المنهوب حين انكشف تورط وزراء وبرلمانيين بالحصول على رشاوى كبيرة من الجانب الكويتي لتمرير الاتفاقية المخزية. انكشفت الأسماء والوثائق والتسجيلات لكن ماذا بعد؟ لا محاكم ولا نزاهة تستطيع محاسبتهم فقط ملفات تُغلق ويُكتب عليها 'سري للغاية' كي لا يثور الشعب. لحين ابتكار فذلكة سوشل ميدياوية لالهائه. الغريب أننا وسط كل هذه الكوارث نرى العراقيين منشغلين بأخبار لا تقدم ولا تؤخر فتراهم يتداولون خبر توقف المذيعة منى سامي من قناة الرابعة أو سيارة سحر عباس الجديدة أو صور شهد الشمري أكثر من تداولهم أخبار مصير أموالهم المنهوبة. إلى هذا الحد وصلت بنا التفاهات فلا أحد يسأل عن نور زهير ولا أحد يهتم بمصير ملياراتنا التي تشتري بها حمدية الجاف قصورها ولا أحد يكترث لاتفاقية خور عبدالله التي بترت حدود العراق البحرية. لقد تعمدوا إلهاءنا بهذه الأخبار التافهة حتى لا نفكر بمصير وطننا المنهوب وصرنا ننسى أن أبناءنا ينامون بلا دواء وأن شوارعنا بلا إعمار وأن شبابنا بلا وظائف بينما حفنة لصوص يتنعمون بأموالنا في دبي وعمان ولندن. هذه المليارات ليست مال نور زهير ولا حمدية الجاف ولا الوزراء ولا البرلمانيين هذه أموالنا أموال العراق قوت فقراءه وجياعه وأطفاله المشردين. لكن في بلاد تحكمها عصابات الفساد لا قيمة للشعب. وفي بلاد يُدافع بعض الناس عن هؤلاء الفاسدين باسم الحزب أو المذهب أو العشيرة لن تقوم قائمة للعدل أبداً. وبما أن لا المحاكم ولا النزاهة تستطيع محاكمتهم سألتُ الذكاء الاصطناعي ما هو الحل مع هؤلاء كان جوابه بسيطاً وغير مكلف سوى ذرات من كرامة الحسين (ع):


موقع كتابات
منذ 3 ساعات
- موقع كتابات
عاشوراء بين التضحية والإيمان
يحلّ علينا يوم عاشوراء، بكل مسمياته ومعانيه، حاملاً في طياته أعظم دروس الفداء والصبر والإيمان، حاملاً كل معاني التضحية الحقيقية لنصرة الدين الإسلامي. ذلك اليوم الذي ارتبط فيه ضمير العالم الحر مع الوجدان الإسلامي بملحمة تاريخية لا يمكن وصفها بكلمات، لأنها بقيت خالدة على مر العصور. إنها ملحمة كربلاء، عندما وقف الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) بوجه الظلم والفساد، رافعًا راية الحق ضد الباطل، مضحيًا بنفسه وأهله وأصحابه في سبيل المبادئ التي آمن بها. نعم، إنهم آل بيت رسول الله، ومن منهجه الطاهر الشريف يستلهمون العبر… لم تكن واقعة كربلاء مجرد معركة عادية عابرة التقت فيها السيوف مع صهيل الخيول، بل كانت اختبارًا للإرادة الإنسانية، ومعنىً حقيقيًا للتضحية في أسمى صورها. فالإمام الحسين لم يخرج طلبًا للسلطة أو رغبة في الدنيا، بل خرج ليُصلح في أمة جده، ويُعيد روح الإسلام إلى مسارها الحقيقي، بعد أن عبث بها الطغاة. لم يكن يطلب كرسي السلطة لأنه من الأشخاص الذين طهرهم الله وأبعدهم عن كل منافع الدنيا ومغرياتها، وها نحن اليوم نستفيد الدروس الكثيرة ونتعلمها من يوم عاشوراء، وخاصة عندما نرى الإيمان وقد تجلّى في أبهى صوره، حين اختار الامام الحسين أن يواجه الموت على أن يبايع الظالم، حين حمل السيف وهو يعلم أنه ذاهب إلى الشهادة، لا النصر، لكنه نصرٌ من نوع آخر.… نصر المبادئ على المصالح، ونصر الكرامة على الذل. نصر المظلوم على الظالم ونصر الفقراء على الجبابرة. في هذا اليوم، لا نبكي الحسين فقط دون أن نستفيد من ذلك الدرس العظيم الذي تركه لنا لتتعلمه كل الأجيال، ونستلهم من موقفه الشجاعة في قول الحق، والثبات على المبدأ، والتضحية لأجل القيم التي نؤمن بها. فهو لم يُقتل ليُحزننا، بل ليستنهض فينا الضمائر، ويُذكّرنا أن الإيمان الحق لا يكتمل إلا حين يُختبر في ميدان الفعل، ليعطينا درسًا في القيم الأخلاقية ويجدد فينا مبادئ الإسلام الحنيف. إن يوم عاشوراء هو درسٌ خالد في الإباء، ونداءٌ مستمر لكل الأحرار في العالم. نداء نسمع كلماته وصيحاته وهو ينادي جميع المسلمين بمشارق الأرض ومغاربها، ينادي شجعان العالم بحكمته وهو يقول للطواغيت كافة وعلى مر العصور الزمنية: 'هيهات منا الذلة'.