logo
"الحزب الثالث" صوت جيل الألفية الأمريكي الغاضب أم مغامرة خاسرة؟

"الحزب الثالث" صوت جيل الألفية الأمريكي الغاضب أم مغامرة خاسرة؟

البوابةمنذ 6 أيام
إعلان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك منذ أيام عن تأسيس حزب جديد سماه "أمريكا" أثار أسئلة حول جدوى هذه المحاولة في ضوء التجارب الفاشلة للحزب الثالث في التاريخ الأمريكي المعاصر، واعتبرها البعض مغامرة خاسرة حتى من قبل أن تبدأ، في حين أظهر العديدون حماسهم للفكرة وقدرتها على اختراق السيطرة المفروضة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وانشغال أعضائهما بمصالح ضيقة بعيداً عن هموم الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي.
رغم امتلاك إيلون ماسك التمويل الكافي، فقد يرى كثير من السياسيين أن تأسيس حزب سياسي فاعل يتطلب أكثر من المال، إذ أن غياب خطة واضحة، وتراجع الثقة الشعبية في العمل السياسي والحزبي، فضلاً عن غموض الأهداف، تمثل جميعها عقبات حقيقية في وجه مشروعه السياسي، خاصةً وسط مقاومة الحزبين التقليديين، الديمقراطي والجمهوري، لأي قوة ثالثة محتملة.
تأييد فكرة الحزب الثالث
وعلى النقيض من هذا الرأي يذهب غالبية الأمريكيين إلى تأييد فكرة دخول حزب ثالث في المنافسة للخروج من دائرة سيطرة الحزبين على الحياة السياسية، لكنهم يحتاجون لحزب يطرح برنامج إصلاح شامل، خاصةً في ضوء أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية المتراجعة. وقد أمكن التعرف على وزن الأطراف المؤيدة لتأسيس الحزب الجديد من خلال نشر ماسك استطلاع للرأي عبر منصته للتواصل الاجتماعي وسأل فيه متابعيه عما إذا كانوا مع إطلاق حزب جديد يُطلق عليه اسم "حزب أميركا". وقد أشار في منشور لاحق إلى أن 65.4% من المشاركين في الاستطلاع أيدوا الفكرة، ليُعلن بعد ذلك تأسيس الحزب. وليس الحزب الثالث بالفكرة الجديدة فقد جاء في استطلاع سابق لمؤسسة جالوب (أكتوبر 2024) أن 58% من الناخبين يؤيدون إنشاء حزب ثالث قادر على منافسة الحزبين الرئيسيين.
حسابات إيلون ماسك وحماسه
وقد تكون حسابات ماسك وحماسه للحزب الجديد اقتصرت على الجانب المالي فقط. لقد أنفق ماسك مبلغاً ضخماً يصل لحوالي 300 مليون دولار كدعم لحملة دولاند ترامب في 2024 وحتى يضمن حصول الجمهوريين على الأغلبية في الكونجرس، لكنه فوجئ بأنه لن يستطيع التأثير في قرارات جوهرية مثل تخفيض الدين العام الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية والذي وصل إلى 37 تريليون دولار. لكن أموال دعم ترامب ذهبت في مهبّ الريح لأن الرئيس الأمريكي وحزبه تمكنا من تمرير مشروع القانون الموحد الكبير الخاص بالميزانية الفيدرالية والذي يرفع الدين من جديد بنحو 5 تريليونات دولار خلال عشر سنوات. وخاب رجاء ماسك في الرئيس وما زاد من حنقه، لدرجة توجيه انتقادات شديدة لترامب والجمهوريين ووصفه عدم تقليص الإنفاق بالفشل، أنهم أصدروا قانوناً بإلغاء حوافز ضريبية بأكثر من 7 آلاف دولار لمشتري السيارات الكهربائية واعتبر ذلك إضراراً شديداً بصناعات المستقبل التي يمتلك ماسك ناصيتها من خلال عدة مشروعات في قطاع التكنولوجيا الخضراء، وأهمها شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية وأنظمة الطاقة الشمسية والبطاريات المنزلية. وهكذا وصل ماسك للقطيعة مع ترامب والحزب الجمهوري بأسرع مما كان يتصور حيث غادر منصبه كوزير لوزارة كفاءة الحكومة. وقد تصور أنه لو كان قد دفع نفس مبلغ الدعم، الذي سدده كتبرعات لحملة ترامب، في تأسيس حزب جديد، أو حتى مبلغ أكبر منه، لكان سيصل إلى طموحه في التأثير على السياسات والقرارات التي تخرج من الرئاسة والكونجرس.
خوض انتخابات التجديد النصفي
تأسيس "حزب أميركا" يسير الآن بخطوات سريعة حيث أعلن ماسك أنه سيعقد مؤتمره في أغسطس المقبل بمدينة أوستن بولاية تكساس، وأنه سيخوض انتخابات التجديد النصفي في 2026، ويخطط للفوز بمقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ ومن 8 إلى 10 مقاعد في دوائر انتخابات مجلس النواب. ويجاهر بأن هدفه حرمان أي من الحزبين من تحقيق أغلبية في الكونجرس. ولكن السؤال الآن يدور في الداخل الأمريكي حول ما يمكن أن يلعبه حزب ماسك لتعظيم فرص النجاح فيما فشلت فيه أحزاب أخرى في تاريخ السياسة الأمريكية المعاصر. على سبيل المثال حاول حزب الخضر من قبل كسر حاجز السيطرة للحزبين الديمقراطي والجمهوري على الحياة السياسية، ورغم كون رالف نادر وجيل ستاين مرشحا الخضر، في 2000 للأول و2016 للثانية، حققا نجاحاً ملفتاً إلا أنهما اعتبرا أن دورهما كان فقط تقليص أصوات جورج بوش وسحب أصوات من هيلاري كلينتون، حتى أن مراقبين أطلقوا على حزب الخضر لقب "مفسد" الانتخابات.
ولم تكن تجربة حزب الإصلاح السابقة على تجربة الخضر بأفضل منه ولم ينجح في لعب دور الحزب الثالث المنافس رغم كون مؤسسه رجل الأعمال روس بيرو نظم حملة انتخابية، كمرشح للرئاسة في 1996، وصفت بأنها من أنجح محاولات الحزب الثالث في التاريخ الأمريكي. لكن انحسرت كل هذه التجارب بخفوت حماس المرشحين أو الممولين.
وهناك من يرد الآن على هذه السوابق ويعتبر أن شخصية إيلون ماسك وأفكاره والظروف الراهنة شديدة السوء كفيلة بأن تجلب له عناصر النجاح. وقد التف حوله الشباب الغاضب تجاه السياسات الأمريكية التقليدية التي وضعت البلاد في الأزمات الاقتصادية الدورية والمتكررة ونشرت الظلم الاجتماعي، حيث التفاوت الطبقي الصارخ والغالبية المهمشة، ناهيك عن دور العصى الذي تلعبه في العالم حتى أنها انقلبت على أفكار وقيم الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي نادي بها الأولون مؤسسو الدولة الحديثة وكأنها عادت لتلعب دور الامبراطوريات الاستعمارية الآفلة في القرون الماضية. واتضح ذلك فيما يسمى "العقيدة الترامبية" الجديدة في السياسات العالمية وهي تعادي النهج الذي ساد في العقود الأخيرة من أجل حلول مبتكرة لتحديات التنمية ومن أجل كوكب صالح ونظيف. ويظهر من بين المتحمسين لفكرة ماسك لإنشاء الحزب الثالث مجموعات من الشباب من نخب خريجي الجامعات وجيل الألفية والنساء والأقليات العرقية والدينية ومجموعات الدفاع عن البيئة والحريات الأكاديمية وغيرهم من السياسيين المستقلين أنصار الشعوب المقهورة والرافضين للاستعمار الجديد. يبقى الآن هل تتحول تجربة الحزب الثالث إلى قوة حقيقية مع مزيد من الجدوى والتنظيم والمؤيدين أم تموت كما ماتت تجارب محدودة للخضر والإصلاح. هذا ما ستكشف عنه الشهور المقبلة!.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النفط يرتفع بدعم «انفراجة» تجارية بين واشنطن وبروكسل
النفط يرتفع بدعم «انفراجة» تجارية بين واشنطن وبروكسل

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

النفط يرتفع بدعم «انفراجة» تجارية بين واشنطن وبروكسل

تم تحديثه الإثنين 2025/7/28 06:18 ص بتوقيت أبوظبي ارتفعت أسعار النفط، الإثنين، بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي وسط أنباء عن احتمال تمديد تعليق الرسوم الجمركية مع الصين. وهدأت هذه العوامل المخاوف من أن تؤدي الرسوم المرتفعة المحتملة إلى تقييد النشاط الاقتصادي والتأثير على الطلب على الوقود. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو ما يعادل 0.32 بالمئة لتصل إلى 68.66 دولار للبرميل بحلول الساعة 0035 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 22 سنتا أو 0.34 بالمئة إلى 65.38 دولار للبرميل. وقال توني سيكامور المحلل لدى آي جي ماركتس إن الاتفاق التجاري المبدئي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واحتمال تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين يدعمان الأسواق المالية العالمية وأسعار النفط. وأبرمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقا تجاريا إطاريا أمس الأحد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي وهي نصف النسبة التي كانت الولايات المتحدة هددت بفرضها. وأدى الاتفاق إلى تفادي حرب تجارية أكبر بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وهو ما كان من شأنه أن يضعف الطلب على الوقود. وفي سياق متصل، من المقرر أن يلتقي مفاوضون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم اليوم في مسعى لتمديد الهدنة التي حالت دون فرض رسوم جمركية مرتفعة وذلك قبل الموعد النهائي المقرر في 12 أغسطس/آب. في الأسبوع الماضي، استقرت أسعار النفط يوم الجمعة عند أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع وسط تصاعد المخاوف بشأن التجارة العالمية وتوقعات بزيادة الإمدادات من فنزويلا. وقالت مصادر في شركة النفط الوطنية الفنزويلية إن الشركة تستعد لاستئناف عملياتها في مشاريعها المشتركة بموجب شروط مشابهة للتراخيص التي صدرت خلال عهد الرئيس جو بايدن وذلك بمجرد أن يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل التصاريح التي تسمح لشركائها بالعمل وتصدير النفط ضمن اتفاقات مبادلة. ورغم الارتفاع الطفيف في الأسعار اليوم إلا أن احتمال قيام تحالف أوبك+ بتخفيف قيود الإنتاج حد من المكاسب. ومن المقرر أن تعقد لجنة المراقبة التابعة لتحالف أوبك+ اجتماعا في تمام الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش اليوم الإثنين. وقال أربعة مندوبين من التحالف الأسبوع الماضي إنه من غير المرجح أن توصي اللجنة بإجراء أي تغييرات على الخطط الحالية التي تدعو ثمانية أعضاء إلى زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب. وقال مصدر آخر إنه من السابق لأوانه الجزم بذلك. ويحرص تحالف أوبك+ على استعادة حصته في السوق في وقت يساعد فيه ارتفاع الطلب الموسمي في الصيف على استيعاب الكميات الإضافية من الخام. وقال محللو جي بي مورغان إن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 600 ألف برميل يوميا في يوليو/تموز مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مخزونات النفط العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا. aXA6IDM4LjEzLjE4Ni4xMCA= جزيرة ام اند امز US

ترامب يعلن عن "أكبر اتفاق على الإطلاق" مع الاتحاد الأوروبي يشمل الطاقة والدفاع والاستثمار
ترامب يعلن عن "أكبر اتفاق على الإطلاق" مع الاتحاد الأوروبي يشمل الطاقة والدفاع والاستثمار

البوابة

timeمنذ 6 ساعات

  • البوابة

ترامب يعلن عن "أكبر اتفاق على الإطلاق" مع الاتحاد الأوروبي يشمل الطاقة والدفاع والاستثمار

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق اقتصادي جديد مع الاتحاد الأوروبي، واصفًا إياه بأنه "الاتفاق الأكبر على الإطلاق بين الجانبين، ويمثل تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في العلاقات التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي". وقال ترامب، في تصريحات صحفية، إن الاتفاق يتضمن التزام دول التكتل الأوروبي بشراء طاقة أمريكية بقيمة 150 مليار دولار، إلى جانب صفقات لشراء عتاد عسكري أمريكي لم يُعلن عن تفاصيلها بعد، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكة الدفاعية. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي سيتلقى استثمارات أمريكية مباشرة بقيمة 600 مليار دولار خلال السنوات القادمة، وهو ما اعتبره "دفعة هائلة للنمو الأوروبي والأمن الاقتصادي المشترك"، على حد تعبيره. وفي أبرز بنود الاتفاق، أعلن ترامب عن فتح أسواق جميع دول الاتحاد الأوروبي أمام المنتجات الأمريكية، ما سيساهم، بحسب قوله، في تحقيق التوازن التجاري وتوسيع فرص التصدير للصناعات الأمريكية، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والزراعة والطاقة. يأتي الإعلان عن هذا الاتفاق في وقت يشهد العالم توترات اقتصادية وتجارية متصاعدة، ما يعطي الاتفاق الجديد بعدًا سياسيًا واقتصاديًا واسع النطاق.

اليمن: العملة الحوثية المزورة «جريمة» تهدد الاقتصاد
اليمن: العملة الحوثية المزورة «جريمة» تهدد الاقتصاد

الاتحاد

timeمنذ 7 ساعات

  • الاتحاد

اليمن: العملة الحوثية المزورة «جريمة» تهدد الاقتصاد

أحمد عاطف (عدن، القاهرة) اعتبرت الحكومة اليمنية أن العملة الحوثية المزورة تمثل جريمة اقتصادية تهدد الاقتصاد اليمني وتتطلب تحركاً داخلياً ودولياً، جاء ذلك فيما اعتبر خبراء ومحللون في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الميليشيات تتجه إلى تنويع مصادر تمويلها بطرق غير مشروعة. وحذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من تداعيات ضخ ميليشيات الحوثي، كميات من العملة المزورة في الأسواق، مؤكداً أن هذه الخطوة تشكل جريمة اقتصادية تهدف إلى نهب مدخرات اليمنيين وتقويض الثقة بالعملة الوطنية، وتمثل تهديداً مباشراً للاقتصاد اليمني. وأوضح الإرياني في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن ما كشفه السكان في مناطق سيطرة الميليشيات من رداءة هذه العملة، وسهولة إزالة ما يروج له كـ«شريط أمان» بمجرد المسح باليد، يؤكد أن ما يتم تداوله في السوق ليس سوى «أوراق ملونة» مطبوعة بطريقة بدائية، لا تساوي قيمة الحبر الذي طبعت به. وأضاف الإرياني «أن تزوير ميليشيات الحوثي للعملة يمثل جزءاً من عملية نهب منظم تستهدف مدخرات اليمنيين، ومئات الملايين من الدولارات التي يتم تحويلها من المغتربين في الخارج، الذين بلغت تحويلاتهم خلال العام الماضي نحو 3.2 مليار دولار، فضلاً عن التحويلات القادمة من المحافظات المحررة إلى مناطق سيطرة الميليشيات». وأشار الإرياني إلى أن «ميليشيات الحوثي لا تكتفي بمصادرة فوارق صرف هذه التحويلات، بل تقوم بمبادلتها لأسر المغتربين داخل اليمن بأوراق مزيفة، مطبوعة في أقبية مظلمة، لا تستند إلى أي غطاء نقدي أو اعتراف قانوني، ولا تحمل أي قيمة شرائية حقيقية، في واحدة من أخطر صور التزوير والانتهاك للاقتصاد الوطني». وأكد الوزير اليمني أن «استمرار ضخ هذه الأوراق في الأسواق يهدد بمخاطر كارثية على الاقتصاد الوطني والعملة المحلية، ويدفع نحو سحب العملة الصعبة من السوق، ويعمق أزمة السيولة النقدية، ويزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين، كما يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية». ودان محللون وخبراء يمنيون محاولات ميليشيات الحوثي إلى تنويع مصادر تمويلها بطرق غير مشروعة، ومنها استغلال المساجد عبر تأجيرها لشركات تجارية تقدم خدمات الإنترنت، بهدف توفير مصادر لتمويل العمليات العسكرية، مما يمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة دور العبادة، يتنافى مع القيم الدينية والأخلاقية. وأكد هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ما يحدث يمثل تصعيداً خطيراً يُفاقم حالة الاحتقان المجتمعي، ويزيد من عزلة الميليشيات الانقلابية عن المجتمع اليمني. واعتبر الخبير الأمني، ياسر أبو عمار، أن محاولات ميليشيات الحوثي استغلال المساجد تعكس تطوراً جديداً في آليات تمويل الجماعة، والتي تتجه إلى تنويع مصادر تمويلها بطرق غير قانونية، موضحاً أن المساجد التي يُفترض أن تكون مراكز للعبادة والخشوع أصبحت اليوم تحت سيطرة ميليشيات مسلحة توظفها لأغراض تجارية واستخباراتية، وهو تطور يبعث على القلق. وشدد أبو عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الخطورة لا تتوقف عند حدود استغلال الممتلكات الوقفية، وإنما في استخدام هذه المواقع في شبكات اتصالات غير خاضعة للرقابة، مما يفتح الباب أمام استخدامها في أعمال تجسسية أو في التنسيق الميداني لعمليات عسكرية، خاصة في ظل اعتماد الحوثيين على شبكات داخلية يصعب تتبعها. وأوضح أن الحوثيين يعملون على خلق بنية تحتية خاصة بهم في قطاع الاتصالات، بمعزل عن الدولة اليمنية أو أي إشراف دولي، مما يعزز من قبضتهم الأمنية والاستخباراتية داخل المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لافتاً إلى أن وجود هذه الأجهزة في مآذن وأسطح المساجد يمنحها تغطية واسعة، ويجعل تعقب مصادر البث أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة. أزمة مالية أوضح المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن الممارسات المشبوهة تكشف عن حجم الأزمة المالية التي تعانيها الجماعة الانقلابية، والتي دفعتها إلى استغلال كل ما هو متاح لتأمين مصادر دخل جديدة، لافتاً إلى أن الجماعة تدير العاصمة اليمنية بعقلية غير سوية، ولا تتورع عن تحويل المساجد إلى مشاريع ربحية، من دون النظر إلى التبعات الاجتماعية والدينية لهذه الممارسات الخطيرة. وشدد الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن هناك حالة من الغضب تسود مختلف الأوساط في صنعاء بسبب الممارسات الحوثية، لكن القبضة الأمنية التي تفرضها الجماعة تحول دون أي اعتراض فعلي، خاصة بعد أن أزاحت خطباء وأئمة المساجد المستقلين، وعينت بدلاً منهم عناصر موالية لها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store