
منذ عشر سنوات.. الأمم المتحدة تعلن اتفاقًا مشتركًا بين تعز والحوثيين لحل أزمة المياه
وقال فريق الأمم المتحدة في اليمن، في بيان رسمي، إن الاتفاق تم بين المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في مدينة تعز ومثيلتها في منطقة الحوبان، بما يفتح المجال لإعادة ربط شبكات المياه والصرف الصحي التي تعطلت منذ سنوات بسبب النزاع والانقسام المؤسسي.
ورحّب البيان بالاتفاق، معتبرًا أنه خطوة حاسمة نحو استعادة الخدمات الأساسية في محافظة تُعد من أكثر المحافظات اليمنية تضررًا من شح المياه، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيساهم في تخفيف المعاناة عن مئات الآلاف من السكان في مناطق متفرقة من تعز.
ويعتمد الاتفاق الجديد على جهود حوار وتنسيق فني ومالي امتدت لعدة سنوات، وشاركت فيها جهات مانحة ومنظمات دولية، بهدف تذليل العقبات أمام التعاون بين الجهات المحلية في تعز والحوبان رغم استمرار التوتر السياسي والعسكري.
وكشف البيان أن صندوق اليمن الإنساني سيستثمر نحو مليوني دولار لتوسيع شبكات المياه وربط نحو 90,000 شخص بها، بينهم عدد كبير من النازحين داخليًا، وذلك في إطار خطط الانتقال من الاستجابة الإنسانية إلى التنمية المستدامة.
ودعا فريق الأمم المتحدة المانحين والشركاء الدوليين إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية للمياه، من أجل ضمان وصول أكثر من 600,000 شخص إلى مياه نظيفة وخدمات صرف صحي آمنة وموثوقة، خصوصًا في ظل تدهور الواقع الإنساني جراء الحرب.
ويُعد هذا الاتفاق الأول من نوعه منذ تفجر الصراع في اليمن عام 2015، ويشكّل نموذجًا نادرًا للتعاون المشترك بين طرفين متخاصمين على ملف خدماتي يمس حياة المواطنين بشكل مباشر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 27 دقائق
- اليمن الآن
شركة تأمين ترفض تعويض مالكي السفينة البريطانية (روبيمار) التي أغرقتها قوات صنعاء
يمن إيكو|أخبار: ذكر موقع 'تريد ويندز' المتخصص في شؤون الملاحة البحرية، أمس الجمعة، أن معركة قضائية تدور بين مالكي السفينة البريطانية (روبيمار) والتي أغرقتها قوات صنعاء في مارس 2024، وبين شركة التأمين المعنية بتغطيتها، بسبب الخلاف على التعويضات. ووفقاً للموقع فإن شركة 'بيريتوس' للتأمين ومقرها بيروت طالبت القضاء البريطاني بأن يحكم بعدم مسؤوليتها عن الخسارة البالغة 5 ملايين دولار، والناتجة عن غرق السفينة بسبب تعرضها لهجوم من قبل قوات صنعاء في مارس 2024. وفي يونيو الفائت كانت شركة 'هيل ديكينسون' البريطانية للمحاماة قد ذكرت، في تقرير، أن شركة 'بيريتوس' للتأمين رفعت دعوى على مالك السفينة (روبيمار) وهي شركة (جولدن أدفنشر شيبينغ) ومقرها بريطانيا، مشيرة إلى أن شركة التأمين سعت إلى الحصول على 'إعلان عدم مسؤولية' لأن الخسارة الكلية للسفينة 'ناجمة عن حدث مستثنى صراحة في وثيقة التأمين'. وكانت (روبيمار) أول سفينة تقوم قوات صنعاء بإغراقها بشكل كامل، وقد جاء استهدافها رداً على الغارات التي شنتها بريطانيا على اليمن في إطار الحملة الأمريكية التي قادتها إدارة بايدن.


اليمن الآن
منذ 27 دقائق
- اليمن الآن
الصين والحوثيون.. بين خطاب السلام والدعم الخفي عبر إيران
تتبنى الصين رسمياً خطاباً دبلوماسياً يؤكد على مبادئ عدم التدخل واحترام السيادة ودعم وحدة اليمن. وقد أكدت وزارة الخارجية الصينية مراراً على "ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي اليمن" و"أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية". "الصين تدعم بثبات سيادة واستقلال ووحدة أراضي اليمن، وتدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للقضية اليمنية من خلال الحوار والمشاورات" - وزارة الخارجية الصينية. هذا الخطاب يتماشى مع سياسة الصين العامة في الشرق الأوسط، والتي تركز على تعزيز مبادرة "الحزام والطريق" وبناء علاقات متوازنة ظاهرياً مع جميع دول المنطقة. وتحرص بكين على تقديم نفسها كقوة مسؤولة تسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. سيف عبدالملك، مدير معهد واشنطن للدراسات يشرح أن العلاقات الصينية-اليمنية تعود إلى عام 1958، عندما وقّعت الصين معاهدة صداقة مع اليمن الشمالي، وهي أول معاهدة مع دولة عربية، تضمنت قرضًا بدون فوائد بقيمة 16 مليون دولار لدعم مشاريع تنموية مثل مصانع النسيج والطرق. ويضيف عبدالملك: "كانت الصين من بين الدول العشر الأولى الراعية لعملية الانتقال السياسي في اليمن، وخاصة أن هذا البلد واعد يعج بالموارد الطبيعية التي تحتاجها بكين. فاليمن يمثل بوابة مهمة للخليج العربي وممراً مائياً حيوياً للعالم، وخاصة أنه البوابة الرئيسة لأفريقيا، حيث الاستثمارات الصينية العملاقة". المكونات الصينية في ترسانة الحوثيين: وقائع موثقة ويؤكد محمد الأحمدي، صحفي وباحث يمني، أن "حتى اللحظة لا تزال الأدلة شحيحة حول دور الصين في دعم الحوثيين عسكريًا أو تقنيًا، لكن المعلومات المتوفرة تتحدث عن أدوات دعم تقدمها الصين للجماعة المتمردة في اليمن تتمثل في عملية بيع وتسهيل تصدير شركات صينية محركات لطائرات مسيرة، وأدوات توجيه، ومعدات تصنيع دقيقة لصالح الحوثيين، بالإضافة إلى دعم استخباراتي عبر الأقمار الصناعية بتوفير صور استخباراتية للسفن الأمريكية والدولية في البحر الأحمر". ويضيف الأحمدي : "تتعمد الشركات الصينية إخفاء هوية المعدات بطبيعة الحال، كما يعتمد الحوثيون على شبكات تهريب معقدة، لكن رغم ذلك تمكنت السلطات اليمنية على سبيل المثال في مارس 2025، من ضبط شحنات مهربة عبارة عن 800 مروحة لطائرات مسيّرة صينية الصنع، كانت في طريقها إلى الحوثيين عبر منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان. كما تم ضبط مكونات خلايا وقود هيدروجينية صينية الصنع، تُستخدم في تعزيز مدى الطائرات المسيّرة، وفق ما أعلن حينذاك". "هذه الشركات الصينية زودت الحوثيين بمكونات حاسمة لتطوير قدراتهم في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما يشكل تهديداً مباشراً للملاحة الدولية والاستقرار الإقليمي" - مسؤول أمريكي. تحليل استراتيجي: الدوافع الصينية وراء دعم الحوثيين يرى الباحث المتخصص فؤاد مسعد أن أحد مظاهر التحول الذي تشهده السياسة الخارجية للصين في السنوات الأخيرة يتمثل في زيادة دعم التوسع الإيراني في المنطقة بما يشمل الأذرع المسلحة التابعة لها التي ترى فيها بكين أوراق ضغط يمكن من خلالها مواجهة الضغوطات الأمريكية وخلق توازنات إقليمية تخفف من وطأة النفوذ الأمريكي، الذي يعيق المضي في مشروعها الطموح طريق الحرير أو ما يعرف بمشروع الحزام والطريق". هذا التحليل يكشف عن البعد الاستراتيجي للدعم الصيني للحوثيين، حيث تسعى بكين إلى استخدام الجماعات المسلحة كأوراق ضغط في لعبة التوازنات الإقليمية والدولية. وبدلاً من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، تفضل الصين العمل من خلال وكلاء مثل إيران والجماعات التابعة لها، مما يمنحها نفوذاً متزايداً في المنطقة مع الحفاظ على إنكار معقول. وفقاً لتقارير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS), فإن هذه الاستراتيجية تمكن الصين من تحقيق أهدافها الجيوسياسية دون تحمل تكاليف المواجهة المباشرة، وتعزز موقفها التفاوضي في العلاقات مع الولايات المتحدة والقوى الإقليمية الأخرى. وكشفت دراسة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) أن "الحوثيين قد جمعوا مجموعة متنوعة بشكل ملحوظ من الأسلحة المضادة للسفن، تشمل صواريخ كروز وصواريخ باليستية، والتي استخدموها مؤخراً لتهديد الشحن في البحر الأحمر بشكل متزايد ويشير التقرير أن استخدام الحوثيين للتكنولوجيا المتطورة بعضها صيني المنشأ، أدى إلى تزايد خطورة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وأشار التقرير إلى أن "الحوثيين يواجهون تحديات في نقص أدوات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المتقدمة، مثل طائرات الدوريات البحرية والأقمار الصناعية، والتي ترتبط عادة بتوفير معلومات الاستهداف لأنظمة مضادة للسفن بعيدة المدى. ومع ذلك، فإنهم يمتلكون أصولاً أخرى للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، والسفن المدنية. يناير 2024. إيران: طريق الصين الخلفي لدعم الحوثيين تلعب إيران دور الوسيط في نقل التكنولوجيا العسكرية الصينية إلى الحوثيين. وفقاً لتقرير من مجلس الأطلسي (Atlantic Council), فرضت الولايات المتحدة في أبريل 2025 عقوبات على شركة Chang Guang Satellite Technology Co. Ltd (CGSTL) لتوفيرها صور الأقمار الصناعية للحوثيين، مما مكّنهم من شن ضربات دقيقة على الأصول البحرية الأمريكية في البحر الأحمر. "CGSTL ليست شركة عادية، فهي مدمجة داخل الأكاديمية الصينية للعلوم وتدعمها حكومة مقاطعة جيلين، وهي تجسد سياسة الاندماج العسكري-المدني الصينية" - تقرير مجلس الأطلسي. في يناير 2025، حملت سفينتان إيرانيتان أكثر من ألف طن من بيركلورات الصوديوم من الصين إلى ميناء بندر عباس الإيراني، وهو مكون أساسي لوقود الصواريخ الصلب. هذه الكمية كافية لتصنيع حوالي 260 صاروخاً متوسط المدى،وفقاً لتقرير معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية (IISS). "مع نمو برنامج الصواريخ الإيراني، تزداد قدرتها على تسليح ودعم الجماعات الوكيلة مثل الحوثيين في اليمن. هذه المجموعات لا تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى؛ بل تحتاج إلى طائرات بدون طيار محسنة، وأنظمة استهداف أفضل، وسلاسل إمداد موثوقة" - خبير عسكري. الخطر يتصاعد: من المضائق إلى ممرات الملاحة الدولية تلعب الأقمار الصناعية الصينية دوراً محورياً في تمكين الحوثيين من استهداف السفن الأمريكية والتجارية في البحر الأحمر. أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكيةتامي بروس هذه التقارير، قائلة: "يمكننا تأكيد التقارير التي تفيد بأن شركة Chang Guang Satellite Technology تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران على المصالح الأمريكية" - تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية. منذ نوفمبر 2023، شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية، مما أدى إلى إغراق سفينتين، والاستيلاء على واحدة، ومقتل أربعة بحارة على الأقل، وفقاً لتقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية. ويؤكد سيف عبدالملك أن "اليمن يمثل بوابة مهمة للخليج العربي وممراً مائياً حيوياً للعالم، وخاصة أنه البوابة الرئيسة لأفريقيا، حيث الاستثمارات الصينية العملاقة. وستسعى الصين دون أدنى شك للاستفادة من إخفاقات اللاعبين الآخرين في الصراع اليمني، وستلعب دوراً رئيساً تجاه الوضع في اليمن". الغموض الصيني والصمت المريب في مواجهة الاتهامات الأمريكية والغربية، اتخذت الصين موقفاً دفاعياً يتسم بالغموض والنفي المطلق. فقد رفضت شركة Chang Guang Satellite Technology الصينية الاتهامات الأمريكية، واصفة هذه الادعاءات بأنها "مفبركة تماماً وافتراء خبيث"، وفقاً لتقرير TRT Global. "في عملياتنا العالمية، نلتزم بصرامة بالقوانين واللوائح والمعايير الصناعية ذات الصلة في الصين ودولياً" - بيان شركة Chang Guang Satellite Technology. في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن "الصين لعبت دوراً إيجابياً في تخفيف التوترات" في البحر الأحمر، رداً على الاتهام الأمريكي. هذا التصريح يعكس النمط المعتاد للدبلوماسية الصينية في التعامل مع الاتهامات: تجنب الإجابة المباشرة والتركيز على رسائل إيجابية عامة. "تختلف المواقف الصينية بشكل كبير عن نظيراتها الغربية في التعامل مع أزمة البحر الأحمر. فبينما تتخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها موقفاً واضحاً وصريحاً في إدانة هجمات الحوثيين وتحميل داعميهم المسؤولية، تفضل الصين اتباع نهج أكثر غموضاً وحذراً" - محلل سياسي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. ويشير سيف عبدالملك إلى أن "الصين تعتبر حليفاً قوياً لإيران، وفي الوقت نفسه هي صديق مهم لدول الخليج العربية، ويبدو أن الصين تعمل مع جميع الأطراف بشعار "الصين أولاً" من أجل تحقيق السلام وإطلاق الاستثمارات الصينية في اليمن". وفي مواجهة الاتهامات المتزايدة، تلتزم الصين بخطاب دبلوماسي غامض وتتهرب من الإجابات المباشرة حيث أشار معهد تشاتام هاوس في تقريره المنشور في فبراير 2025 أن الصين ضغطت على إيران بشأن هجمات البحر الأحمر - ولكن فقط لحماية سفنها الخاصة, ويضيف التقرير: "التقارير التي تفيد بأن الصين دفعت من أجل إنهاء كامل لهجمات الحوثيين غير دقيقة: بكين لن تستخدم نفوذها المحدود لدعم أجندة الولايات المتحدة. وأكد التقرير أن الصين كانت تركز حصرياً على استخراج ضمانات لحماية مصالح الصين المباشرة. لا يوجد دليل يشير إلى أن بكين كانت مهتمة بأي شكل من الأشكال بوضع مصداقيتها على المحك للدفع من أجل خفض تصعيد كامل في البحر الأحمر. تكشف كل تلك التقارير والدارسات أن العلاقة بين الصين والحوثيين تكشف عن تناقض بين الخطاب الرسمي الصيني الداعي للسلام وعدم التدخل، والدعم الخفي الذي تقدمه بكين للجماعات المسلحة عبر وسطاء مثل إيران وهذا النمط من السلوك يعكس استراتيجية صينية أوسع تهدف إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة، مع تجنب المسؤولية المباشرة عن زعزعة الاستقرار. كما يلاحظ سيف عبدالملك: "مبادرة الحزام والطريق تُمثل فرصة كبيرة لليمن لإعادة بناء اقتصاده وتحسين بنيته التحتية، خاصة من خلال تطوير ميناء عدن وتعزيز التجارة. ومع ذلك، فإن الصراع المستمر، الفساد، والهشاشة الاقتصادية تجعل اليمن أقل أولوية بالنسبة للصين مقارنة بدول الخليج المستقرة". مع استمرار هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتزايد الأدلة على الدور الصيني في دعم هذه الهجمات، يواجه المجتمع الدولي تحدياً متزايداً في التعامل مع هذا التهديد المزدوج. ويبقى السؤال: هل ستستمر الصين في لعب دور مزدوج في المنطقة، أم ستضطر للاختيار بين مصالحها الاقتصادية والتزامها المعلن بالسلام والاستقرار العالمي؟.


المشهد اليمني الأول
منذ 27 دقائق
- المشهد اليمني الأول
ماذا أصاب الأمة الإسلامية من فتور وهزال وغياب وعي تجاه ما يحدث من جرائم وحشية في قطاع غزة؟
يتعرض أهلنا الفلسطينيون في قطاع غزة لمذبحة وحشية مدمرة من قبل النازيين الجدد لكيان العدو الإسرائيلي الصهيوني قل أن يحدث نظيرها بهذا الوضوح الفاضح والعلانية الممجوجة في أي بقعة من هذا العالم الفسيح.. ما يحدث من قتل وتشريد وتجويع للأطفال والنساء والرجال المسنّين، والمستمرة لقرابة 650 يوما وليلة ، وبدم بارد، وبأحدث آلة عسكرية، وتقنية صهيو أمريكية، لهو شيء مروع ومزر ومرعب ومخيف، يترك ندوبا غائرة في وجه الحكام العرب والمسلمين، ووجه منظومة الأمم المتحدة المتماهية مع كل جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية. كنت أتبادل أطراف الحديث مع عدد من الأصدقاء في أحد المتنزهات العامرة بالعاصمة صنعاء، وكان محور حديثنا هو: ما يحدث في هذه اللحظة من جرائم تجويع، وقتل، وإبادة، وتدمير لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، وكم من الوقت يحتاج ضمير ووعي الإنسان العربي والمسلم لكي يستيقظ ويثور، ويغضب، ويحتج، ويقاوم بأية وسيلة كانت، وبأي طريقة مناسبة على يشاهده يوميا صباح مساء عبر وسائل الإعلام الجماهيري المحلية والعربية، والأجنبية المختلفة، والمتنوعة، كم لدى ذلك الإنسان المغيب وعيه وإنسانيته من عمر؛ لينشغل ويتغافل عما يحدث من سيل الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء من الأسر الفلسطينية، ليس في قطاع غزة وحدها، بل في مدن، وقرى الضفة الغربية الفلسطينية، ومدينة القدس الشريف. تقول الإحصاءات الرسمية المعلنة إن عدد المسلمين، والمسلمات قد تجاوز المليار والنصف من إندونيسيا شرقا حتى المغرب العربي غربا، كما تشير الإحصاءات إلى أن عدد العرب، ومعظمهم مسلمون من الطائفة السنية الكريمة يسكنون من سلطنة عمان العربية شرقا حتى مدينة كازابلانكا بالمغرب العربي يقتربون من أربعمائة مليون عربي مسلم. هذه الأرتال البشرية تشاهد قنوات التليفزيون بمعدل نصف ساعة يوميا، وتتابع تطبيق الفيسبوك الخاص بمعدل ساعة إن لم يكن أكثر يوميا، وآخرون يشاهدون تطبيقي الواتساب، والڤايبر وغيرهما. المؤكد أن أخبار تجويع، وقتل وتعذيب أشقائهم الفلسطينيين العرب من طائفة السنة الكريمة وكذلك من منتسبي الديانة المسيحية يشاهدونها عبر شريط، ونشرات الأخبار، والمواقع الإلكترونية العديدة في كل لحظة، فكيف يمكن لنا تطبيق التعاليم الإسلامية السمحة على تلك الأكوام من المسلمين والعرب؟ أليس غريبا وداميا ما يحدث أمام ناظرنا من ملهاة مرعبة تنذر بأننا أمام ظاهرة فريدة، وخاصة واستثنائية في هذا العالم الظالم وفي هذه الحياة. أيعقل أن هذه الأمم سالفة الذكر جميعها بلا عقول، وبلا وعي، وبلا ضمير، وبلا أخلاق، وبلا رجولة، وبلا شرف؟ أين التأثير الديني الإسلامي لآلاف، بل قولوا لملايين المساجد، والجوامع والمصليات المنتشرة في جميع قارات العالم؟ أين الخطباء الجهابذة، والواعظون المنتشرون في كل مدينة، وحي، وشارع وقرية إسلامية وعربية؟ أين أثر وتأثير الحرمين الشريفين (مكة المكرمة، والمدينة المنورة) وهجرة مئات الملايين من المسلمين من الحجاج والمعتمرين من المسلمين إليهما في كل عام، ومنذ أزيد من 1447 سنة هجرية. أين تأثير وأثر الأحاديث النبوية الشريفة لرسولنا الأعظم محمد بن عبد الله 'صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه أجمعين، والتي أغدق بها العلماء المسلمون، أمثال البخاري، ومسلم رحمهما الله، والذي بشرنا بها – ذات يوم – جهابذة قضاة السنة وأئمتهم بأن كتاب البخاري ومسلم، هو أصدق كتاب بعد القرآن الكريم.. الله أكبر على مثل تلك الفتاوى والاجتهادات المبالغ فيها والتي أنتجت لنا ذلك الوعي المشوه للأمة كلها، وهي أمة المليار والنصف؟ السؤال، هل هذه الأمة الإسلامية والعربية مغيبة في وعيها، وفي حالة غيبوبة سريرية كلية أمام ما يحدث من جرائم يومية فظيعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، والضفة الغربية الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023م، أي منذ بدء معركة طوفان الأقصى المباركة، وحتى لحظة كتابة مقالتنا هذه بتاريخ 4 يوليو2025م. عصابات الكيان الإسرائيلي الصهيوني – وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، والبلدان الغربية المكونة من كل من (فرنسا، بريطانيا – ألمانيا، إيطاليا، وكندا، ومعظم الأنظمة العربية، والخليجية، تحديدا.. جميع تلك الدول دعمت كيان إسرائيل عسكريا وأمنيا، وماليا، واقتصاديا، ولوجستيا؛ مما مكنها من شن عدوان متوحش على قطاع غزة، والضفة الغربية، وعلى الشعب اللبناني البطل، وعلى أراضي الجمهورية العربية السورية بعد إسقاط نظام الأسد العروبي، وعلى الشعب اليمني في الجمهورية اليمنية، وعاصمتها صنعاء، وعلى العراق، وأخيرا شنت عدوانا غادرا خسيسا على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ بهدف إسقاط النظام الإسلامي الحر، أو على الأقل تدمير قوته النووية، والصاروخية والعسكرية الأخرى، لكنها فشلت فشلا ذريعا في تآمرها، ووقعت في شر أعمالها، وشاهد العالم كل العالم – ولأول مرة – تدمير المدن الإسرائيلية، وقواعدها العسكرية، ومراكز التجسس لديها، بالإضافة إلى هروب آلاف المواطنين الصهاينة الإسرائيليين عبر الحدود المصرية والأردنية، وعبر الشواطئ الفلسطينية وصولا إلى موانئ قبرص. دعونا نبحث في الأسباب الموضوعية، والذاتية التي أوصلت معظم الرأي العام الإسلامي والعربي إلى هذا المستوى من فقدان التفاعل الإخوي والديني مع القضايا المصيرية للأمة: أولا: لم تعد قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية، وتم محاربة فكر وثقافة الجهاد الحقيقي في سبيل الله وفلسطين، وتم استبدالها بثقافة جهاد تنظيم القاعدة، وجهاد مقاتلي تنظيم داعش، وجهاد النكاح، وغيرها من أنواع الفتاوى التي تبعد الأمة عن أداء واجبها تجاه فلسطين، وشعبها الصابر المقاوم. ثانيا: خيانة الحكام العرب للقضية الفلسطينية، وبدأوا يتنكرون لحق الفلسطينيين في أرض فلسطين، وفي عودة اللاجئين، والمهجرين قسرا، وتعويضهم التعويض العادل عما جرى لهم من تهجير، وطرد من مدنهم، وقراهم، وبيوتهم، وتم التنكر لأرواح، ودماء الشهداء الأبرار. ثالثا: خيانة معظم الحكام العرب للقضية الفلسطينية، بدءا بخيانة محمد أنور السادات، باعترافه بالكيان الصهيوني، وزيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1977م، وكذلك خيانة ملك الأردن الملك حسين الهاشمي، وخيانة المدعو محمود عباس – رئيس السلطة اللاوطنية الفلسطينية لأرضه، ووطنه، وبعدها تناثر العربان الخونة، وصولا إلى خيانة حكام المملكة السعودية، وبقية العصابة التي خانت أرض فلسطين، وشعبها العظيم. رابعا: قبول الحكام العرب الخونة بشروط الحركة الصهيونية بتغيير وتطبيع المناهج التربوية، والتعليمية للتلاميذ، والطلاب في المدارس الأساسية، والثانوية في جميع عالمنا العربي، وربما الإسلامي، وبالتالي رأينا ذلك المنهج التربوي المتصهين كيف أفسد عقول ووعي، وثقافة الأجيال العربية المتعاقبة. خامسا: نشر ثقافة الاستسلام الجمعي بين فئات المجتمع العربي لمقولة بأن كيان إسرائيل قوة عسكرية، وأمنية، وعلمية لا تقهر، وأن مفتاح الحل للقضية الفلسطينية هو بيد أميركا بنسبة 99%، وهكذا تم نشر سياسة، وثقافة الاستسلام، والانبطاح للمشروع الصهيوني الأمريكي الأطلسي. سادسا: نشر وتعميم الثقافة الاستهلاكية للبضائع الرأسمالية المستوردة من الأسواق الغربية، وتعميمها في الأسواق المحلية في المجتمعات العربية الإسلامية، وجعلها ثقافة يومية استهلاكية مع نشر الأفلام الغربية المدمرة للروح الثقافية الوطنية، والهوية الايمانية البعيدة عن الالتزام الروحي والديني الإسلامي الحنيف. سابعا: خلقت الحركة الصهيونية الأمريكية والأوروبية مع الحكام العرب المتصهينين بؤرا للتوتر عالية المستوى، وخلقت مشاكل سياسية، وعسكرية، واقتصادية داخلية في البلدان العربية كلها تقريبا، وجعلت تلك المجتمعات العربية، والشعوب بطبقاتها، وقواها الاجتماعية ومؤسساتها الوطنية تدور وتلف حول ذاتها، وتستهلك ذاتها وقدراتها، وبالتالي لم يعد لدى المواطن العربي وقت حتى في مجرد التفكير في القضايا العربية العامة وخلافها. الخلاصة: لا يمكن التخلص من هذا الواقع العربي الرديء، والمزري سوى بإعلان الثورة، والتمرد على كل تلك النظم العربية الإسلامية المتصهينة، وخلق مقدمات لحالة إنسانية اجتماعية شعبية ثائرة تجتاح، وتقضى على تلك الأنظمة والحكومات، والممالك، والمشيخات العميلة، والخانعة للولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني التي كبلت الشعوب العربية والإسلامية بمجملها، ومن هنا سيتم تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر بإذن الله تعالى وحوله. 'وفوق كل ذي علم عليم'. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. عبد العزيز صالح بن حبتور