
أين يقف جنبلاط وأرسلان ووهاب من أحداث السويداء؟
وقد تكون هذه هي المرة الوحيدة منذ عقود في لبنان التي تشهد تأجيجاً للمشاعر وخطابات تحريضية بين دروز وسنّة. فأبناء الطائفتين وقفوا معاً خلف القضية الفلسطينية وإلى جانب ثورة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وحملوا معاً نعش الرئيس رفيق الحريري، وتظاهروا معاً ضد نظام بشار الأسد في 14 آذار. والدروز الذين قاطعوا التجنيد الإجباري في السويداء وغيرها لجأ قسم كبير منهم إلى لبنان رفضاً للانخراط في القتال ضد إخوانهم السنّة السوريين.
وقد كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أول من زار الرئيس السوري أحمد الشرع على رأس وفد كبير ضم أيضاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى للتهنئة بسقوط نظام الأسد وتوليه مقاليد السلطة. وعلى الرغم من وقوع أحداث جرمانا ثم أحداث السويداء بقي وليد جنبلاط يغلّب العقل والحكمة على الغريزة على الرغم من كثرة التساؤلات في البيئة الدرزية ومشاعر الاحتقان مما يجري ضد إخوانهم الدروز في السويداء.
ويدرك وليد جنبلاط أن المواقف التي يتبناها والاتصالات التي أجراها مع الشرع لا تحظى بشعبية لدى القاعدة الدرزية التي يشكك بعض أبنائها بنجاح هذه الاتصالات ويدعون لملاقاة ودعم أقربائهم في السويداء. لكنه فضّل عدم الاستثمار السياسي والشعبي في هذه الأحداث، هو الذي كانت له تجربة في حرب الجبل ويعرف كما البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الذي عقد معه مصالحة حقيقية وراسخة بين المسيحيين والدروز أن تكلفة تحقيق السلام، مهما بدت باهظة، تبقى أقل بكثير من التكاليف الهائلة التي تتكبدها المجتمعات جراء الحروب، إضافة إلى قول مأثور لجنبلاط يعتبر فيه أن «بدء الحرب أمر سهل، ولكن إنهاؤها أمر لا يمكن التنبؤ به تقريباً».
من هذا المنطلق، يرسم الزعيم الدرزي رؤيته لمستقبل الطائفة الدرزية التي يريدها أن تحافظ على أفضل العلاقات مع كل المكونات اللبنانية على اختلاف انتماءاتها الطائفية والمذهبية وأن تبقى على نهجها العروبي وتواصلها مع الدول العربية وخصوصاً الخليجية، إدراكاً منه للتكلفة العالية لأي موقف شعبوي يتخذه شخصياً وتأثيره على البيئة الدرزية خلافاً لتأثير المواقف التي يتخذها رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب وإن كانت تدغدع مشاعر درزية في مكان ما، وإنما تعود في اعتقاد البعض بالسوء على سُمعة الدروز. إذ بدا وهّاب وكأنه بتوجيه التحية للشيخ موفق طريف يستنجد بإسرائيل لحماية الدروز، وهو ما رفضه وليد جنبلاط الذي لم يرَ في قصف مبنى هيئة الأركان ووزارة الدفاع السورية حماية للدروز، بل يرى استخداماً من قبل إسرائيل للدروز لتحقيق مشروعها التفتيتي لمنطقة الشرق الأوسط ورسم خرائط جديدة وإقامة دويلات طائفية.
وفي هذا الإطار، يندرج الكلام التهويلي للموفد الأميركي توم برّاك الذي كان حذّر من إعادة لبنان إلى بلاد الشام، مثيراً بهذا التصريح جدلاً تاريخياً حول وجود الأقضية الأربعة التي ضُمت إلى جبل لبنان عام 1920 ليُعلَن بعدها «لبنان الكبير» في الأول من ايلول 1920، في وقت صدر أكثر من صوت طرابلسي يتمسك بلبنان وطناً نهائياً في مقابل فئة قليلة لا تمانع الآن انضمام «طرابلس الشام» إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد الذي حاصر وقصف طرابلس ومجيء نظام جديد بقيادة أحمد الشرع.
ويمكن القول إن وليد جنبلاط لو أراد السير بمشروع تغيير الخرائط والعودة إلى جبل لبنان كما كان في زمن المتصرفية لوجد مَن يلاقيه في الشارع المسيحي، حيث بدأت الهواجس تظهر بعد 100 عام من الممارسات الشائنة والولاءات للخارج ومن التهديد بسيطرة العدد على التعددية وعدم احترام الميثاق والتنوع وخصوصية لبنان، ومن محاولة فرض قوانين انتخابية على مستوى لبنان دائرة واحدة، إضافة إلى رفض «حزب الله» تسليم السلاح. وهذه الهواجس يشعر بها أيضاً الدروز كأقلية، وهذا ما لفت إليه صراحة شيخ العقل الذي قال «إن قلق الأقلية يحتاج إلى عدالة الأكثرية».
لكن جنبلاط أبى حالياً دغدغة مشاعر الدروز واللعب على الوتر الطائفي وادخال المنطقة في مشروع التفتيت، بل ذهب في الاتجاه المعاكس وتعزيز هوية الأوطان العربية على تنوعها. ومن هنا، جاءت دعواته لوأد الفتنة بدون تأخير، وعدم توسع الأحداث وتجنيب لبنان أي تأجيج للفتنة والاقتتال، مبدياً خشيته من الفرز الطائفي، وداعياً إلى وقف النار وانطلاق حوار بين الدولة السورية وفاعليات السويداء.
وقد لقيت مواقف جنبلاط ترحيباً في الشارع السني وتفهماً لرؤيته السياسية على اعتبار أن أي انتصار بالآلة الإسرائيلية اليوم سيعمّق الافتراق ولن يحمي الدروز مستقبلاً من الاحتقان السياسي والشعبي المتصاعد.
أما في الشارع الشيعي، فثمة من ينتقد جنبلاط الذي اعتقد في رأيهم أنه بعد سقوط بشار الأسد سيقف على ضفاف النهر متفرجاً على «حزب الله» وبيئته، ليتبيّن له بعد وقت غير طويل أن سقوط النظام يتهدد الجميع، وأن الخطر بات على أبواب الجبل.
وعلى خط الزعامة الأرسلانية، لا يخفي رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» الأمير طلال أرسلان عتبه وألمه من صمت العديد من القادة العرب واللبنانيين تجاه ما تتعرّض له طائفة الموحدين الدروز التي كما يقول «يعرف القاصي والداني عمقها العروبي والإسلامي والقومي والوطني، ويتغنّى الجميع بتاريخها ومواقفها وبطولة أبنائها». ويضيف أرسلان الذي لم يزر الرئيس أحمد الشرع كما فعل جنبلاط «نحن أصحاب الأرض والتاريخ، وكما وُلدنا وتربينا، سنبقى. إما أن نعيش بكرامة فوق الأرض، أو نموت بكرامة تحتها… ومن تخلّى عنا اليوم، سيتخلى عنه التاريخ… وفي المستقبل القريب!»، رافضاً «تصوير الإشكال وكأنه بين الدروز والسنّة، فمن قام بهذه الأعمال في السويداء، ومن يقبل بالتعرّض لرجال دينٍ ونساءٍ وأطفالٍ، هو إرهابي، بريء من كل دين، ومن كل خلق».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
من استهدفت إسرائيل في بلدة الطيري؟
كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة 'إكس': ]]> 'هاجم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم في منطقة الطيري في جنوب لبنان وقضى على أحد عناصر حزب الله الذي عمل في محاولة لترميم بنى تحتية في منطقة بنت جبيل'.


بيروت نيوز
منذ 3 ساعات
- بيروت نيوز
كواليس جولة برّاك الحالية في لبنان.. هذه آخر المعلومات
ذكرت قناة 'الجديد'، اليوم الإثنين، أن الموفد الأميركيّ توماس براك أكد خلال جولته على القادة السياسيين اللبنانيين أنَّ المطلوب من لبنان آلية تنفيذية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه في شهر تشرين الثاني 2024 مع الالتزام بالمُهل الزمنية. وذكرت القناة أيضاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيستقبل براك يوم غدٍ الثلاثاء، سيحاول وإلى جانب الرّد الرسمي اللبناني، طرح التزام اسرائيل بوقف اطلاق النار التام لمدة 15 يوماً وعدم القيام بأي خروقات او اغتيالات مقابل مبادرة 'حزب الله' بالقيام بالخطوة الأولى. وذكر التقرير أن برّاك استبق طرح بري بعدما كانت تسرب في الاعلام بحيث أنه لا يملك ضمانات من اسرائيل ولا يمكن إجبار اسرائيل على الالتزام بوقف إطلاق النار. وكان براك قال في حديث عبر 'تلفزيون لبنان'، اليوم، إنه 'ليس لدى أميركا أي مطالب'، مشيراً إلى أن نية واشنطن إزاء لبنان هي كـ'صديق'، وأضاف: 'جئنا تلبية لطلب المساعدة وإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل المكوّنات التي فشلت في التوصل إليه'. وتابع: 'كانت هنالك اتفاقيات عديدة في السابق بعضها شمل إسرائيل وبعضها شمل أقليات أخرى وأيضاً شمل حزب الله، وهناك اتفاقية لوقف الاعمال العدائية موضوعة قيد التنفيذ'. وأكمل: 'تم التواصل معنا وكأننا طبيب وأن هناك حاجة لعملية جراحية لمريض على الطاولة وطلب منا المساعدة. ليست هناك أي مطالب ولم نعلن عن أي مطالب وما فعلناه هو اننا جئنا وقلنا دعونا نساعدكم ونساعد الجميع'. وقال: 'من الواضح انني لم أجرِ أي محادثات مع 'حزب الله' شخصياً والتصاريح التي يُدلي بها الحزب هي تصاريح خاصة به'. وذكر براك أن 'هنالك معضلة مع حزب الله'، مشيراً إلى أن اسرائيل كانت واضحة وصارمة للغاية حول توقعاتها بشأن علاقتها مع 'الحزب'. وأكمل: 'يسرنا أن نفاوض بالنيابة عن لبنان وليس بالنيابة عن اسرائيل. على حزب الله كونه جزءاً من لبنان أن يصل إلى نتيجة خاص به، وباستطاعة كل قادة حزب الله القول في وسائل الإعلام أنهم يتواصلون معي، ولكن هذا لا يعني أي شيء وليس لدي أي علاقة بهم، ولم أجرِ معهم أي حوار.. ليباركهم الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية'.


النهار
منذ 6 ساعات
- النهار
"لقاءاتي مع عون وسلام بناءة"... براك: واشنطن لا تفرض مطالب على لبنان بل تقدّم مقترحات لدعم الأمن والازدهار
أكد المبعوث الأميركي إلى لبنان وسوريا توم براك، مساء اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة لا تفرض مطالب على لبنان، بل تقدّم مقترحات لدعم الأمن والازدهار، مشدداً على ضرورة التفاهم الداخلي، ودعم الجيش اللبناني، مع حرصه على تجديد مهمة اليونيفل واستمرار الإصلاحات. وأشار برّاك إلى أنّ الزيارة التي يقوم بها حالياً "ليست زيارتي الثالثة للبنان، بل هي الثالثة خلال الأسابيع الأخيرة، وبالنسبة لي يمثل ذلك عودتي إلى دياري، والنقاشات التي أجريها مع الجميع هي في إطار ما بحثناه في السابق، وتركز حول استطاعة الولايات المتحدة الأميركية في أوقات دقيقة في المنطقة، ووقت أكثر دقة في لبنان، التوصل إلى اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي تسمح لنا بمضمونها ومعايير تنفيذها بالانتقال إلى الخطوة التالية التي يحتاج أن يحققها لبنان. ولقاءاتي مع رئيس الجمورية ورئيس مجلس الوزراء كانت بناءة ومدروسة ومفعمة بالأمل، ونحن نتقدم ونحرز تقدماً"، لافتاً إلى أنّه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه برّي الثلثاء صباحاً. وفي ما يأتي تفاصيل مقابلة براك مع "تلفزيون لبنان"، بالأسئلة والأجوبة: - الصحافة أشارت إلى أن أميركا تطلب تفكيك الصواريخ البالستية والمسيرات لـ"حزب الله" وأنتم في إحدى مقابلاتكم قلتم إن نزع سلاح "حزب الله" يتطلب سياسة الجزرة والعصا، علماً أن الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً بأن لا تسليم للسلاح حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية، هل يمكن التأكيد أن هذه هي مطالب أميركا؟ وماذا تقصدون بسياسة الجزرة والعصا؟ وهل الولايات المتحدة مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها من النقاط الخمس؟ هذه كانت 9 أسئلة... دعيني آخذ كل سؤال على حدة، أولاً دعيني أكن واضحاً، ليس لأميركا أي مطالب. نية أميركا إزاء لبنان هي كصديق، لإرشاده إلى المستوى التالي من الملاءمة التي يستحقها. إذاً، ليس لدينا أي مطالب. جئنا تلبية لطلب المساعدة، وهذه هي اقتراحاتنا. اقتراحات فقط سعياً لإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل هذه المكوّنات التي فشلت في التوصل إليه. وقد كانت هنالك اتفاقيات عديدة في السابق، بعضها شمل إسرائيل، وبعضها شمل أقليات أخرى، ومنها شمل "حزب الله"، وهناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية موضوعة قيد التنفيذ وتم التواصل معنا، وكأننا طبيب وأن هناك حاجة لعملية جراحية لمريض على الطاولة. وطُلب منا المساعدة. ليست هناك أي مطالب ولم نعلن عن أي مطالب. ما فعلناه هو أننا جئنا وقلنا دعونا نساعدكم ونساعد الجميع. من الواضح أنني لم أجرِ أي محادثات مع "حزب الله" شخصياً، وأن التصاريح التي يُدلي بها "حزب الله" هي تصاريح خاصة به. وليس لدينا أي مصلحة في هذا الموضوع ولكن الحل واضح، هنالك معضلة مع ميليشيا "حزب الله"، ولديكم إسرائيل التي كانت واضحة وصارمة للغاية حول توقعاتها بشأن علاقتها مع "حزب الله" والذي برأي إسرائيل ليس هناك أي فارق بين ميليشيا أو حزب سياسي لـ"حزب الله". ولبنان وباقي المنطقة. قلنا لدينا اقتراح عن كيفية احتمال انضمام لبنان إلى ذلك لأن "حزب الله" يجب أن يكون مشاركاً بإرادته. ويسرنا أن نفاوض بالنيابة عن لبنان وليس بالنيابة عن إسرائيل.. وعلى "حزب الله" كونه جزءاً من لبنان أن يصل إلى نتيجة خاصة به. وإذا حصل ذلك يمكنكم الاعتماد علينا لمساندتكم وأخذكم إلى المستوى التالي ومنحكم كل الموارد المتوفرة لدينا لكي يصبح ذلك ممكناً، ولكن هذا قراركم أنتم وقرار لبنان، "حزب الله" جزء من لبنان. وباستطاعة كل قادة "حزب الله" القول في وسائل الإعلام إنهم يتواصلون معي، ولكن هذا لا يعني أي شيء وليس لدي أي علاقة بهم. ولم أجرِ معهم أي حوار، ليباركهم الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية. إن هذه الاستراتيجية منطقية في أي عملية تفاوض ونحن ننظر إلى المسألة بأن هناك غياب الثقة من جهة الحكومة اللبنانية، وغياب الثقة من قبل "حزب الله" وأيضاً غياب الثقة من قبل إسرائيل. إذا كانت هذه الاتفاقية موضوعة قيد التنفيذ فلماذا لم تنجح؟ هذا سؤالي الأول للجميع، لو أتيت كطبيب لأقوم بتشخيص المرض، فما الذي قد حصل؟ ما حصل هو أن أياً من الأفرقاء لم يثق بالآخر. كانت هنالك مجموعة من المطالب والشروط موضوعة من إسرائيل ومجموعة أخرى من الحكومة، وكانت هناك توقعات لما سيحصل ولم تحصل أي من هذه المسائل. نتيجةً لذلك ما زالت النزاعات مستمرة في الجنوب وهذا جزء من المشكلة، وهذه المشكلة تفاقم كل الأمور العظيمة التي هنالك محاولة لإنجازها في موضوع الإصلاحات من قبل الحكومة. يجب أن يكون لبنان قلب المنطقة الاقتصادي والسياحي، ونقطة على السطر. اللبناني هو الأذكى والألمع والأكثر علماً، والثقافة الموجهة للخدمات دائماً. وعلى مدار خمسين عاماً حصة لبنان لم تتجاوز سوى 5 سنتات من كل دولار تحققه المنطقة. ليس لأن الشعب اللبناني غير قادر أو لأنه ليس الألمع، وليس لأن المكان ليس الأكثر جاذبية، بل لأن الأمن غير متوفر وليس هناك بيئة آمنة للسياحة والاقتصاد والصناعة والاستثمار. لديكم الشعب الأكثر علماً، وهو بحاجة للأمن، والأمن كان هدف هذه الاتفاقية التي لم تنجح. ما نقوم به هو أننا نحاول القول إن هذه الاتفاقية لم تنجح، ودعوني كميكانيكي نساعدكم لتصحيح المسائل التي نقترحها ومن ثم سنستخدم نفوذنا على كل الأفرقاء. أي الكيانات الحكومية وإسرائيل. وعلى إسرائيل أن تأخذ قرارها حول مصيرها في ما يتعلق بلبنان. كما تعلمون في الولايات المتحدة الأميركية يُنظر إلى "حزب الله" كمنظمة إرهابية أجنبية، ولكن ليست هذه هي الحال داخل لبنان، وهذا يجب أن يكون موضع بحث لبنان معهم، ونفوذنا من الخارج هو في مرحلة ما أن نقنع الإسرائيليين بأن لدينا خطة أو بساطاً مزخرفاً ذا مغزى للجميع للوصول إلى السلام وفي نهاية المطاف إلى الازدهار، لأن ما يحتاج إليه الشعب اللبناني هو السلام والازدهار وقد حان الوقت لذلك. - هل أنتم راضون عن الإصلاحات التي أنجزتها حكومة الرئيس نواف سلام؟ نعم ما يعتزمون القيام به هو هائل، والقرارات إن كانت في ما يتعلق بالمسائل المصرفية أو في ما يتعلق بالفجوة المالية جميعها تصل إلى نتيجة، وهنالك حاكم مصرف لبنان حائز الاحترام من كل الجوانب، ومشروع ستارلينك المحتمل. وعندما نقول إننا نريد إعادة الأشخاص إلى لبنان فأنتم بحاجة إلى نظام مصرفي وأنتم بحاجة إلى مصرف مركزي، ويجب أن تكون هناك مصارف مراسلة، وهي بحاجة إلى الكهرباء والماء والإنترنت والطاقة. إذاً كيف يُمكن تأمين هذه الاحتياجات الأساسية للأشخاص الذين بدورهم سيتمكنون من تأمين هذه المسائل، وأعتقد أن الحكومة وكل الهيئات التشريعية تقوم بعمل جيد للغاية لمعالجة هذه المسائل بطريقة منهجية، وما يحتاجون إليه لتوفير كل ذلك هو الأمن، لأنه لن تأتي أي مؤسسة خارجية أو أي مستثمر أجنبي إلى هنا قبل أن نتمكن من تأمين ذلك لهم. - هل ستستمر الولايات المتحدة في موقفها الحازم بدعم لبنان، خصوصاً دعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وما هي الشروط لذلك؟ ليس هناك أي شروط، وتُولي احتراماً كبيراً لمؤسسة الجيش اللبناني، وقد جمعنا بين التدريب والإشراف والمال للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية، وقد قلت في وقت سابق إن إحدى المسائل التي علينا جميعاً القيام بها هي هندسة منهجية لتقديم المزيد من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لكي تكون لديهم الموارد لتقديم الدعم العسكري من الطراز الأول لعناصره، وأن تُدفع لهم الرواتب ليكون لديه العدد الضروري من العناصر، رجالاً ونساءً، وأن يكونوا بشكل مناسب ومدربين تدريباً صحيحاً كقوات لحفظ السلام، وليس كقوات عسكرية هجومية، وضمن ذلك يُمكن أن يبدأ الجميع بالشعور بالارتياح. الشيعة، "حزب الله" يُمكن أن يقول لدينا قوة كافية لحمايتنا من القوات التي نشعر بالقلق إزاءها، وأنا لست بحاجة إلى قوة عسكرية خاصة بي. لدينا التزام ونية لمساعدة الجيش اللبناني، وقوات اليونيفيل موجودة هنا منذ وقت طويل وتؤمن الدعم. - التجديد لولاية جديدة لليونيفيل في آب... ماذا سيكون الموقف الأميركي من هذه المسألة؟ هو ما زال قيد التنفيذ من أوجه عديدة، ونحاول العبور لما هو التوصية الصحيحة لما يجب القيام به بشأن قوات اليونيفيل. أولاً نحن ممتنون لمشاركتهم ونُكنّ لهم احتراماً كبيراً وللأمم المتحدة لهذا العمل الصعب الموكل إليهم. ووصلنا إلى نقطة نحتاج فيها التركيز الدقيق على ما هي المسائل وكيف نوفر الثقة للفريقين. إذاً، هذا القرار ما زال قيد البحث ولم يُتخذ بعد القرار بشأنه. وقبل نهاية شهر آب نقرر ما ستكون توصيتنا التي بالتأكيد ستُحوّل إلى هيئة أكبر. إذاً وقبل أيلول سيتضح موقفنا أو إلى أين وصلنا في ما يتعلق باليونيفيل. - هل بحثتم مع المسؤولين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا؟ نعم، إنه بحث مستمر منذ 40 عاماً ولن نحله في أسبوع، شعوري تجاه ذلك بسيط، علينا جميعنا أن نُمضي قُدماً لمناقشات عن كيفية توفير الأمل بالمستقبل لأولادكم وأحفادي وإلى الأجيال القادمة، وهي لا تتمحور حول خطوط رسمها رجال ونساء في الماضي لأهداف مختلفة وقد أصبحت دون معنى اليوم، وحتى نتوقف عن التركيز على هذه المسائل والتي أصبحت تافهة، إن كان الخط الأحمر أو الأزرق أو الأخضر. لبنان يستحق العودة إلى الإرث الذي كان لديه، إرث اللؤلؤة على رأس هذا العقد في منطقة كانت دائماً تعتبره في القيادة وبيئة رحبت دائماً بالمسيحيين والسنة والشيعة والدروز واليهود. في مكان، وفي منطقة، في السنتين أو الثلاث المقبلة ومع القليل من الحظ يمكن أن تبدأوا برؤية قوة إقليمية مع لبنان في وسط وقلب هذه العلاقة الدورية الجديدة، وهذا أملي وسبب وجودنا هنا. وأعتقد أن الهيئات الحكومية تقوم بعمل عظيم في معالجة هذه المسائل، والجميع فقد صبره وهذه هي اللحظة لنضع وراءنا مشاعر الندم من الماضي، الانتقام القبلي، الأعمال العدائية التي كانت لدينا ونقول دعونا نأخذ أفضل ما لدى لبنان وهو شعبه ونُعيد التعريف بالأشخاص الموجودين في الجهة المقابلة للحدود وننسى ما هي الخطوط، فهي غير مهمة.