قوى التحوّل: التعريفات الجمركية، مهارات الذكاء الاصطناعي، وأزمة التصنيف تؤثر على الأسواق العالمية
ترامب يثير مجدداً نزاعات التجارة
في خطوة أعادت إلى الأذهان مرحلة الصدمات التجارية، أعلن الرئيس ترامب عن تطبيق رسوم جمركية بنسبة 30% على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك والاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الأول من آب\أغسطس. هذا القرار الذي تم توجيهه برسائل رسمية إلى القادة الأوروبيين والمكسيكيين، ونُشر علناً على منصة "تروث سوشيال"، يتضمن تحذيراً مبكراً: إما الإنتاج داخل أميركا، زإما التصدي بالعقوبات الجمركية.
الرسالة لم تكن موجهة فقط إلى بروكسل ومكسيكو، بل إلى جميع أنحاء العالم: الحمائية الأميركية تعود بقوة، وقد تُحدث موجة جديدة من التصعيد التجاري. يمثل الاتحاد الأوروبي والمكسيك معاً نحو ثلث واردات الولايات المتحدة، بقيمة تجاوزت تريليون دولار في عام 2022.
يمكن أن تكون النتائج المباشرة قاسية: زيادة في أكلاف المستهلكين، اضطراب في سلاسل الإمداد، وضغوط تضخمية قد تضع تحديات إضافية أمام صانعي السياسات النقدية. يمكن للأسواق المالية أن تترجم هذه التغيرات إلى تقلبات شديدة، خصوصاً في القطاعات التي تعتمد على الاستيراد والإنتاج العالمي.
زيادة في خفوضات التصنيف الائتماني
من ناحية أخرى، شهدت الأسواق الائتمانية الأميركية تغييراً مقلقاً في اتجاهات التصنيف. للمرة الأولى منذ عام 2021، تخطت قيمة خفوضات تصنيف الديون الاستثمارية قيمة الترقيات، حسب تقديرات JPMorgan في الربع الثاني وحده، تم تقليص حوالى 94 مليار دولار من ديون الشركات، في حين كانت الترقيات تبلغ 78 مليار دولار فقط.
على رغم تلك المؤشرات، تظل فروقات العائدات (spreads) على السندات الاستثمارية ضيقة بشكل ملحوظ، بحيث تصل إلى 0.8 نقطة مئوية، مقارنة بالمتوسط التاريخي الذي يبلغ 1.5. هذه الفجوة بين المخاطر الفعلية والتسعير السعري تدل على أن الأسواق قد تكون مبتهجة بشكل مفرط.
الأكثر خطورة هو عودة أدوات التمويل ذات المخاطر العالية مثل "الدفع العيني " (PIK)، التي زادت إلى 9% من إجمال التمويل العالمي، مقارنة بـ4% في 2020، مما يبرز وجود ضغوط سيولة غير ظاهرة داخل الشركات، خصوصاً في مجالات مثل التجزئة، السيارات، التعدين، والبناء السكني.
التحدي المزدوج: نفقات الدين والتقلبات التجارية
ما نشهده اليوم هو تقاطع اتجاهين خطرين:
- ىانكماش نوعي في الملاءة المالية للشركات، مع زيادة فرص فقدان التصنيف الاستثماري وارتفاع نفقات الاقتراض.
- تزايد التوترات التجارية العالمية، مما يخلق مزيداً من الغموض حول قرارات الاستثمار والإنتاج.
إذا واصلت موجة خفض التصنيفات، فقد نرى خروج رؤوس الأموال من أسواق السندات، وتطبيق آليات البيع الإجباري من الصناديق المؤسسية، خصوصاً مع تزايد ما يُعرف بـ"الملائكة الساقطة". وفي هذه اللحظة، يصبح احتمال الإصابة بالتدهور المالي قائماً.
السوق تتشكل من جديد تحت الضغوط
بين حمائية تجارية متجددة، وبيئة ائتمانية تتقلص تدريجاً، واستثمارات تكنولوجية تعيد تشكيل قواعد المنافسة، تدخل الأسواق مرحلة جديدة لإعادة التوازن الإجباري. الشركات التي لا تتكيف بشكل سريع ستواجه خطر التهميش أو الانهيار. على المستثمرين إعادة تقييم علاقاتهم بالمخاطر، بعيداً من وهم الاستقرار السطحي.
الاقتصاد العالمي بعيد عن أزمة... لكنه بلا شك على حافة تغيير جذري.
هاشتاغز
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
لبنان اليوم
منذ 12 دقائق
- لبنان اليوم
أسعار النفط ترتفع بدعم من تراجع المخزونات الأميركية وتحسّن البيانات الاقتصادية
سجّلت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً في تعاملات اليوم الخميس، 17 يوليو/تموز، مدفوعة ببيانات اقتصادية إيجابية وانحسار نسبي للتوترات التجارية على الساحة الدولية، مما عزز الآمال بزيادة الطلب العالمي على الخام. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4% لتصل إلى 68.77 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود الخام الأميركي بنسبة 0.5% مسجلة 66.73 دولار للبرميل. وكان كلا الخامين قد تراجعا بأكثر من 0.2% في جلسة التداول السابقة. وجاء هذا الارتفاع في الأسعار عقب إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، عن انخفاض مخزونات الخام الأميركية بمقدار 3.9 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، لتستقر عند 422.2 مليون برميل، في تراجع فاق بكثير التوقعات التي رجّحت انخفاضاً بحدود 552 ألف برميل. ويدل ذلك على ارتفاع نشاط المصافي، وتراجع المعروض، وزيادة ملحوظة في الطلب. وفي السياق ذاته، أظهر تقرير صادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تحسناً في النشاط الاقتصادي خلال الأسابيع الماضية، لكنه أشار في المقابل إلى أن التوقعات المستقبلية تبقى 'محايدة إلى متشائمة بعض الشيء'، نظراً للضغوط الناجمة عن ارتفاع الرسوم الجمركية على الواردات. من جهة أخرى، سجل الاقتصاد الصيني نمواً بنسبة 5.2% في الربع الثاني من العام 2025، متجاوزاً التوقعات، رغم استمرار التوترات التجارية مع واشنطن. ويُعزى هذا الأداء إلى تسريع بعض الأنشطة الاقتصادية بهدف استباق الرسوم الجمركية الأميركية، ما ساهم في تخفيف المخاوف المتعلقة بأداء ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط الخام. وفي تطور لافت على صعيد العلاقات التجارية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده 'قريبة جداً' من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند، مع احتمال التوصل إلى تفاهمات مماثلة مع أوروبا، ما يبعث بإشارات إيجابية للأسواق العالمية.
لبنان اليوم
منذ 12 دقائق
- لبنان اليوم
سعر صرف الدولار في سوريا اليوم.. وطرح مشروع نظام ضريبي جديد
تنويه مهم: الأسعار المعروضة لسعر صرف الدولار في الجدول يتم تحديثها بشكل لحظي بناءً على أحدث البيانات المتوفرة. أسعار العملات في سوريا آخر تحديث 16/07/2025 6:00 PM الدولار شراء مبيع 10200 10300 اليورو الليرة التركية 11798 11919 251 256 نشرة الصرف / المركزي السوري الدولار السعر الوسطي 11000 11110 11055 اليورو الليرة التركية 12556.50 12682.06 280.74 283.55 مشاهدة جميع العملات » جميع العملات لمعرفة أحدث أسعار صرف العملات الأجنبية والعربية مقابل الليرة السورية إضغط هنا سوريا تطرح مشروع نظام ضريبي جديد: إعفاءات لذوي الدخل المحدود وتشاور عام قبل الإقرار أعلنت وزارة المالية السورية، مساء الثلاثاء، عن طرح مشروع نظام ضريبي جديد على الدخل، يتّسم بالتبسيط والشفافية، ويهدف إلى مواكبة متطلبات الاقتصاد المعاصر، ضمن خطة الحكومة الجديدة للإصلاح المالي والاقتصادي. ويُعدّ المشروع خطوة مفصلية باتجاه تخفيف الأعباء الضريبية، خصوصاً عن أصحاب الدخل المحدود، إذ يقترح إعفاء الأفراد الذين يقل دخلهم السنوي عن 12 ألف دولار من ضريبة الدخل نهائياً. كما تضمن المشروع إلغاء لجان الدخل المقطوع، التي كانت محطّ انتقادات واسعة في السنوات الماضية، لصالح آليات أكثر عدالة وشفافية، ترتكز إلى معايير رقمية موحدة لضمان تكليف ضريبي أكثر دقة ووضوحاً. ووفق بيان الوزارة، يهدف النظام الجديد إلى تبسيط الإجراءات وتحقيق العدالة الضريبية وتعزيز الثقة بين الدولة والمكلّفين، مع التحول التدريجي نحو الرقمنة الكاملة في الإجراءات الضريبية. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق النظام الجديد اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني 2026، بعد الانتهاء من الصياغة النهائية وإصدار القانون الرسمي. وفي خطوة لافتة، فتحت الوزارة باب التشاور العام حتى 30 يوليو/تموز 2025، داعية رجال الأعمال والمستثمرين والاتحادات المهنية، إلى جانب غرف الصناعة والتجارة وممثلي المجتمع المدني والخبراء الضريبيين، إلى تقديم اقتراحاتهم وملاحظاتهم قبل اعتماد الصيغة النهائية. ويأتي هذا التوجّه في وقت أعلن فيه البنك الدولي عن تسوية المتأخرات المالية المستحقة على سوريا، ما يُمهّد الطريق أمام دمشق للحصول على قروض جديدة لدعم مشاريع إعادة الإعمار والتنمية.
لبنان اليوم
منذ 12 دقائق
- لبنان اليوم
الذهب يتراجع مع صعود الدولار وهدوء الأسواق بعد تصريحات ترامب حول باول
تراجعت أسعار الذهب في تداولات الخميس متأثرة بصعود الدولار وتراجع حدة التوتر في الأسواق، وذلك عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد فيها أنه من غير المرجح أن يقيل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. تنويه مهم: الأسعار المعروضة في الجدول يتم تحديثها بشكل لحظي بناءً على أحدث البيانات المتوفرة في الأسواق العالمية. وسجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية انخفاضاً بنسبة 0.2% إلى 3340.79 دولار للأونصة بحلول الساعة 04:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، فيما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 3347.10 دولار. وجاء هذا التراجع في ظل ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% مقابل سلة من العملات الرئيسية، ما جعل الذهب المُسعّر بالدولار أكثر كلفة على حاملي العملات الأخرى، بحسب ما نقلته وكالة 'رويترز'. وأوضح جيجار تريفيدي، كبير محللي السلع لدى 'ريلاينس سكيوريتيز'، أن 'انخفاض الذهب يعود إلى استعادة الدولار زخمه، بالتزامن مع انحسار الغموض حول مستقبل رئاسة الاحتياطي الفيدرالي'. وكانت 'رويترز' قد نقلت عن مصدر مطّلع، الأربعاء، أن ترامب لا يستبعد فكرة إقالة باول، قبل أن يصرّح لاحقاً بأنه لا ينوي اتخاذ هذا القرار حالياً، رغم إبقائه الباب مفتوحاً أمام إمكانية ذلك، مع تجديد انتقاده لسياسة الفائدة التي يتبعها البنك المركزي. أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 37.98 دولار للأونصة، وصعد البلاتين 0.2% إلى 1419.67 دولار، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.1% مسجلاً 1230.14 دولار للأونصة.
