logo
السبت 08 صفر 1447 هـ 02 أغسطس 2025

السبت 08 صفر 1447 هـ 02 أغسطس 2025

الوطنمنذ يوم واحد
تشهد المملكة تحولًا عميقًا في موقع القطاع الزراعي من هامش الاقتصاد إلى أحد أعمدته الرئيسة، في ظل ما تشهده من استثمارات واسعة النطاق، ودعم حكومي مباشر، وتوجه إستراتيجي لتحقيق الأمن الغذائي الوطني. وقد تخطت القيمة الإجمالية للقطاع الزراعي السعودي حاجز 100 مليار ريال خلال عام 2024، بحسب تقديرات اقتصادية حديثة، وبروز العديد من المناطق والمحافظات السعودية كمناطق إنتاج زراعي لمجموعة من المنتجات المحلية التي تحولت إلى العالمية بنشاط لافت للتصدير.
ورغم التحديات المناخية ومحدودية الموارد الطبيعية، فإن القطاع يحقق تقدمًا واضحًا مدعومًا بحزمة من المبادرات النوعية التي أطلقتها وزارة البيئة والمياه والزراعة، من بينها تمويل التقنيات الزراعية الحديثة، وتوسيع رقعة الإنتاج، وتطوير سلسلة الإمداد الغذائي في مختلف مناطق المملكة.
ضمن هذا المشهد، تبرز محافظة الأحساء كنموذج رائد في الزراعة المستدامة، ليس فقط بفضل ما تتمتع به من بيئة زراعية طبيعية تجمع بين التربة الخصبة والمياه الجوفية الوفيرة، بل لما أظهرته الأرقام مؤخرًا من إمكانيات تصاعدية واضحة في حجم السوق الزراعي المحلية. فقد كشف تحليل اقتصادي شامل أن سوق الزراعة في الأحساء مرشح لتجاوز 44.18 مليار ريال خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بين 2025 و2029، ما يمثل قفزة نوعية في الأداء والإنتاج والعائد الاقتصادي.
وتوزعت التقديرات السنوية لحجم السوق الزراعي في الأحساء بدءًا من 7.99 مليارات ريال في عام 2025، وصولًا إلى 9.79 مليارات ريال في عام 2029، مدفوعة بارتفاع الطلب المحلي على منتجات الأحساء الزراعية، وتزايد كفاءة الإنتاج نتيجة لاستخدام تقنيات الري الحديثة والزراعة الذكية.
ويستند هذا النمو المتوقع إلى أربعة قطاعات رئيسية تقود الزراعة في المنطقة، تتصدرها التمور باعتبارها المنتج الأبرز في واحة الأحساء، يليها قطاع الفواكه والخضروات الذي يشهد توسعًا ملحوظًا في حجم الإنتاج. كما يشمل التحليل قطاع الحبوب الذي عاد مؤخرًا إلى الواجهة، إضافة إلى قطاعات زراعية أخرى تشمل الأعلاف والنباتات العطرية والمنتجات الثانوية.
ويُتوقع أن تنمو قيمة قطاع التمور في الأحساء من 3.2 مليارات ريال في 2025 إلى 3.9 مليارات ريال في 2029، بينما تتصاعد قيمة قطاع الفواكه والخضروات من 3.4 مليارات إلى 3.9 مليارات ريال خلال نفس الفترة، ما يعكس الطلب المتزايد على المنتجات الطازجة المحلية التي تتميز بالجودة والتنوع. أما قطاع الحبوب، فرغم حجمه الأصغر نسبيًا، إلا أنه يشهد نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت قيمته من 1.1 مليار إلى 1.5 مليار ريال خلال السنوات الخمس المتوقعة، في حين تسجل القطاعات الزراعية الأخرى نموًا تدريجيًا حتى نصف مليار ريال في 2029.
إنتاج القمح
ويبدو أن عودة القمح إلى الصدارة ليست بعيدة عن المشهد، إذ أظهرت بيانات منصة «محصولي» الرسمية أن الأحساء أنتجت 4.632 أطنان من القمح في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة قدرها 245 % مقارنة بإنتاج عام 2022، الأمر الذي يعكس الكفاءة الزراعية المتنامية للمزارعين، وتحول السياسات الزراعية في المنطقة نحو دعم المحاصيل الأساسية والإستراتيجية.
وتعكس هذه الأرقام واقعًا جديدًا يتشكل في الأحساء، حيث يتقاطع التاريخ الزراعي العريق للمنطقة مع التحديث التقني والتمويل الذكي، ما يجعلها مرشحة للعب دور محوري في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة، خاصة مع تزايد اهتمام المستهلك المحلي بجودة المنتجات ونكهتها الفريدة، والتي باتت تتفوق على بعض المنتجات المستوردة في الأسواق المحلية.
وراء هذا النمو المتسارع تقف مجموعة من المبادرات الوطنية التي تقودها الدولة، في مقدمتها الإستراتيجية الوطنية للزراعة، وبرنامج التنمية الريفية المستدامة «ريف»، إلى جانب توسعة نطاق الدعم التمويلي عبر صندوق التنمية الزراعية، وتوفير تسهيلات تمويلية تصل إلى 70 % لمشروعات التقنيات الحديثة، فضلًا عن مبادرات تسويقية مثل العلامة التجارية المجانية «التمور السعودية»، والدراسات المتقدمة في استخدام مياه الاستزراع السمكي لري أشجار النخيل، ما يعزز من استدامة المورد المائي، ويدعم الزراعة منخفضة التكاليف.
في ظل هذه المعطيات، تبرز الأحساء اليوم ليس فقط كمورد زراعي غني، بل كنموذج وطني يُحتذى به في تحويل الإمكانيات الطبيعية إلى قيمة اقتصادية مستدامة. ومع استمرار الدعم المؤسسي، وتطور أدوات الإنتاج والتوزيع، فإن السنوات المقبلة قد تحمل المزيد من التحول النوعي في أداء القطاع الزراعي بالمملكة، ليصبح أكثر قدرة على الاستجابة للتحديات، وأكثر مساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني.
السوق الزراعي في المملكة القيمة في 2024:
+100 مليار ريال
الهدف الوطني:
الأمن الغذائي
تقليل الواردات
تعزيز الإنتاج المحلي
نمو سنوي في القطاع بفضل:
التقنيات الذكية
التمويل الزراعي
برامج الدعم الحكومية الزراعة في الأحساء
2025 7.99 مليارات
2026 8.36 مليارات
2027 8.78 مليارات
2028 9.26 مليارات
2029 9.79 مليارات مؤشرات الأداء
إنتاج القمح 2023:
4.632 أطنان (+245 %)
أكبر المنتجات في السوق: التمور - الفواكه - الحبوب
الفرص:
الاستزراع الذكي
تقنيات الري
تسويق المنتجات محليًا ودوليًا
برامج الدعم الحكومية
الإستراتيجية الوطنية
برنامج «ريف»
دعم التقنيات
قروض تنموية
تسويق التمور
دعم أسعار القمح
تطوير القدرات البشرية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل إلزام ملاك الوحدات العقارية "شقق" بدفع رسوم سنوية لصيانة الخدمات والمرافق العامة
تفاصيل إلزام ملاك الوحدات العقارية "شقق" بدفع رسوم سنوية لصيانة الخدمات والمرافق العامة

المرصد

timeمنذ ساعة واحدة

  • المرصد

تفاصيل إلزام ملاك الوحدات العقارية "شقق" بدفع رسوم سنوية لصيانة الخدمات والمرافق العامة

تفاصيل إلزام ملاك الوحدات العقارية "شقق" بدفع رسوم سنوية لصيانة الخدمات والمرافق العامة صحيفة المرصد: أوضحت الهيئة العامة للعقار أن تنظيمات ملكية الوحدات العقارية المشتركة تُلزم كل مالك بسداد اشتراك سنوي مقابل إدارة وصيانة الأجزاء المشتركة للعقار، وذلك بهدف ضمان استدامة جودة الخدمات والمرافق. قيمة الاشتراك وأكدت الهيئة أن قيمة الاشتراك السنوي تُحدد من قبل الجمعية العامة للملاك، بشرط ألا تتجاوز 3% من قيمة الوحدة السوقية أو قيمة شرائها – أيهما أعلى، مع السماح برفع النسبة إلى 7% كحد أقصى في حال تجاوزت تكلفة الوحدة 300 ألف ريال. مصاريف ويُستخدم مبلغ الاشتراك لتغطية المصاريف التالية: • رواتب مدير العقار. • أعمال الصيانة الدورية. • فواتير المياه والكهرباء للمرافق العامة. • النظافة والأمن والخدمات المشتركة. التأخر عن السداد وشددت الهيئة على أن دفع الاشتراك إلزامي حتى في حال عدم شغل الوحدة أو تأجيرها، موضحةً أن التأخر عن السداد يُفقد المالك حق التصويت واستخدام الخدمات المشتركة حتى التسوية. جمعية الملاك كما بيّنت الهيئة أن الاشتراكات تُودع في حساب جمعية الملاك، ويُشرف على صرفها وفق ميزانية معتمدة لضمان الشفافية وحسن الإدارة. بيئة سكنية منظمة وتدعو الهيئة العامة للعقار جميع الملاك إلى الالتزام بما ورد في الأنظمة لضمان بيئة سكنية منظمة ومستدامة.

انفراجة سارة بشأن كبار التجار والمستوردين الذين رفضوا خفض الأسعار بعد انفخاض الصرف باليمن
انفراجة سارة بشأن كبار التجار والمستوردين الذين رفضوا خفض الأسعار بعد انفخاض الصرف باليمن

حضرموت نت

timeمنذ ساعة واحدة

  • حضرموت نت

انفراجة سارة بشأن كبار التجار والمستوردين الذين رفضوا خفض الأسعار بعد انفخاض الصرف باليمن

في ظل الغضب الشعبي من تمسك التجار بأسعار مرتفعة رغم الانخفاض المفاجئ في أسعار الصرف، كشف وزير الصناعة والتجارة محمد الأشول عن خطوات مرتقبة لمواجهة هذا التعنت، متوعدًا بإجراءات صارمة ضد المستوردين الذين يرفضون خفض أسعار المواد الغذائية. الوزير الأشول أوضح، في تصريح صحفي، أنه سيعقد اجتماعًا هامًا مع كبار المستوردين خلال الساعات المقبلة، لبحث مدى التزامهم بالتوجيهات الحكومية، وتنفيذ حزمة إجراءات رادعة بحق كل من يثبت تلاعبه بالأسعار أو يرفض مواءمتها مع سعر العملة الجديد. يأتي ذلك مع تراجع الدولار من قرابة 3000 ريال إلى 1788 ريالًا للشراء، والريال السعودي من 790 إلى 470 ريالًا، مطالبًا باتخاذ إجراءات عملية يشعر بها المواطن في الأسواق. في السياق ذاته، تتواصل لليوم الثاني على التوالي حملات تفتيش ورقابة موسعة تنفذها وزارة الصناعة والتجارة في عدد من المحافظات، أبرزها عدن وتعز ومأرب وحضرموت والمهرة والحديدة، بالتعاون مع السلطات المحلية، لإجبار التجار على خفض الأسعار وفقًا للتغيرات في سعر الصرف. وقد لوّحت السلطات بإجراءات قانونية ضد من يثبت تلاعبه أو امتناعه عن الالتزام بالتسعيرات الجديدة.

هل تصمد جاهز أمام كيتا
هل تصمد جاهز أمام كيتا

الوطن

timeمنذ 2 ساعات

  • الوطن

هل تصمد جاهز أمام كيتا

منافسة تطبيق «كيتا» الصيني لتطبيق «جاهز» في السوق السعودي عاد بذاكرتي للمعركة الطاحنة التي عايشتها في الصين ما بين تطبيق «أوبر» وتطبيق «ديدي»، عند وصولي للصين في 2014. كانت شركة «أوبر» الأمريكية للتو تدخل السوق الصينية، تحمل معها آمالًا كبيرة بالنجاح والتوسع في سوق مغرية، لكنها اضطرت إلى الانسحاب بعد عامين فقط، إثر خسائر تجاوزت مليار دولار سنويًا نتيجة منافسة شرسة مع تطبيق «ديدي» المحلي، الذي قدم خدمات أرخص وأكثر تكيفًا مع المستخدم الصيني. في النهاية، باعت أوبر عملياتها إلى ديدي مقابل حصة غير مسيطرة، وأعلنت خروجها رسميًا من السوق، مكتفية بالتوسع في أسواق لا تواجه فيها القيود ذاتها. وقبل «أوبر»، واجهت «أبل» الأمريكية تحديات مماثلة جعلت حصتها تتراجع تدريجيًا أمام منافسين صينيين مثل هواوي وشاومي، رغم استثمارات ضخمة وبنية توزيع متطورة. لكن المتغير الأهم في المشهد هو أن الشركات الصينية، التي كانت تاريخيًا تقاتل داخل حدودها لحماية أسواقها، بدأت الآن تخوض معارك توسعية خارجية، وتنافس شركات محلية في أسواقها الوطنية، في مشهد يعد سابقة في تاريخ الشركات الصينية. المثال الأحدث والأقرب هو دخول تطبيق كيتا الصيني إلى السوق السعودية في سبتمبر 2024، حيث استحوذ خلال أشهر قليلة فقط على 40% من إجمالي عدد طلبات التوصيل في المملكة بحسب تحليلات المهتمين في مواقع التواصل الاجتماعي، في مواجهة مباشرة مع شركة جاهز السعودية، التي كانت تسيطر على 32% من الطلبات، أي نحو 91 مليون طلب من أصل 290 مليون طلب نفذتها المنصات خلال عام 2024. كيتا، المدعومة من شركة Meituan الصينية، تبنت أسلوب توسع سريع قائم على تخفيضات حادة، شحن مجاني، ودعم مالي يتجاوز مليار ريال سعودي، مع توظيف خوارزميات ذكية لتحليل السلوك الاستهلاكي، وتقنيات التنبؤ بالطلب وخدمة العملاء. الرئيس التنفيذي لجاهزصرح قبل عدة أشهر تصريحًا فيه ثقة بأنه لا يخشى منافسة وأنه مستعد لكل التحديات، ولكن التحدي الحقيقي هل سيصمد طويلًا؟ بخاصة أن التجارب التي خرجت فيها الشركات الصينية من نطاقها الجغرافي ونافست شركات محلية تثبت أنه سيكون حدثًا استثنائيًا لو صمدت جاهزًا في وجه شركة صينية وسأكون شخصيًا فخورًا به. ففي الهند، استطاعت شركة شاومي الصينية التفوق على سامسونغ واحتلال المرتبة الأولى في سوق الهواتف الذكية. وفي أمريكا وأوروبا، تقدمت شركة مثل Temu بسرعة مذهلة لتنافس أمازون، بل وتصدرت تطبيقات التسوق من حيث عدد التنزيلات. أما TikTok، التطبيق الأشهر عالميًا، فقد تمكن من تحدي هيمنة تطبيقات أمريكية مثل YouTube وInstagram، بل وتفوق عليها بنسب الاستخدام والتفاعل في عدة دول. وحتى في قطاع السيارات، تشهد الأسواق الخليجية وأمريكا اللاتينية توسعًا ملحوظًا لشركات صينية مثل BYD وMG، التي بدأت تأخذ حصصًا سوقية من علامات راسخة مثل هيونداي وتويوتا، بخاصة في مجال السيارات الكهربائية. هذا التحول في مسار الشركات الصينية من المحلية داخل السوق الصينية إلى المنافسة خارج أسواقها، التي نشاهدها الآن داخل السوق السعودية يعكس مرحلة جديدة من النضج الاقتصادي والتقني الصيني، مدعومة بتسهيلات حكومية قوية، ونموذج أعمال يعتمد على الابتكار والاستهداف الذكي. ما تواجهه جاهز اليوم في السعودية من منافسة كيتا ليس معركة استثنائية، بل جزء من نمط توسعي واسع تمارسه الشركات الصينية للتمدد في العالم. أتمنى من شركة جاهز أن تسعى للأندماج مع شركة كيتا لتوحيد أهدافها في السوق السعودية. إذا كان هذا الخيار غير متاح فإني مؤمن بأن المنافسة لن تكون لصالحها وستواجه تحديات كبيرة لو استطاعات اجتيازها فستكون حققت نجاحًا استثنائيًا، حاولت عديد من الشركات في دول مختلفة أن تحققه، ولكن كان مصيرها الفشل. نافذة: التحول في مسار الشركات الصينية للمنافسة خارج أسواقها، التي نشاهدها داخل السوق السعودية يعكس مرحلة من النضج الاقتصادي والتقني، مدعومة بتسهيلات حكومية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store