
بدأت في بلد عربي.. ما هي أول حروف أبجدية في العالم؟
مع كثرة النصوص القديمة حول العالم، قد تتساءل أي أبجدية كانت أول أبجدية تم تطويرها. بعبارة أخرى، ما هي أقدم أبجدية مؤكدة في العالم؟
صرّح خبراء لموقع "لايف ساينس" بأنه من المحتمل أن يكون هذا هو الخط السينائي البدائي ، الذي ابتكره عمال كنعانيون قبل حوالي 4000 عام في منجم فيروز مصري بمنطقة سيناء. تطور الخط السينائي البدائي إلى الأبجدية الفينيقية، التي ألهمت بدورها الأبجدية العبرية واليونانية والرومانية المبكرة.
ومع ذلك، أشار اكتشافٌ أجراه باحثون في جامعة جونز هوبكنز في تشرين الثاني 2024 إلى استخدام خط أبجدي قبل مئات السنين، فيما يُعرف الآن بشمال سوريا. ويمثل دليلهم أربع أسطوانات طينية، كل منها بطول إصبع تقريبًا، من مقبرة من العصر البرونزي في أمّ المرّة، قرب حلب.
تشير تقنية تأريخ الكربون المشع إلى أن الرموز كانت منقوشة على الأسطوانات حوالي عام 2400 قبل الميلاد، أي قبل حوالي 500 عام من تطوير النص السينائي البدائي.
لكن ليس الجميع مقتنعًا بهذا الاكتشاف، إذ يُصرّون على أن الكتابة السينائية البدائية هي أقدم أبجدية معروفة، وهي نظام كتابة محدد. وفي رسالة بريد إلكتروني، قالت فيليبا ستيل ، عالمة فقه اللغة بجامعة كامبريدج، لموقع لايف ساينس: "أعتقد أن نقوش أم المرة تُمثّل بوضوح نوعًا من أنظمة الكتابة". وأضافت: "لكن الأصعب هو التأكد من ارتباطها بالنظام الأبجدي".
يعتقد علماء الآثار أن الكتابة تطورت في عدة أماكن في العالم القديم بشكل مستقل عن أنظمة الكتابة الأخرى. فعلى سبيل المثال، نشأت الهيروغليفية المصرية حوالي عام 3200 قبل الميلاد، بينما يبدو أن الكتابة المسمارية السومرية تعود إلى نفس الفترة تقريبًا.
تطورت الكتابة الصينية القديمة في وقت مبكر من الألفية الثانية قبل الميلاد، في حين أن أقدم نظام كتابة معروف في الأميركتين هو نص الأولمك ، من حوالي 600 قبل الميلاد.
لكن لا يُصنّف أيٌّ من أنظمة الكتابة المبكرة هذه كأبجديات. بل هي إما أنظمة كتابة لوغوغرافية - حيث يُمثّل كل رمز كلمةً أو مفهومًا، مثل "جبل" - أو مزيج من اللوغوغرافيات والمقاطع الصوتية (حيث تُمثّل الحروف مقاطع لفظية) أُضيفت إليها بعض الأحرف لتمثيل الأصوات المنطوقة.
وفي المقابل، تمثل الحروف في الأبجدية أصواتًا مميزة، أو "فونيمات"، تُستخدم لتكوين أصوات الكلمة المنطوقة، كما قال ستيل في رسالة بالبريد الإلكتروني.
ويبدو أن النص السينائي البدائي قد تأثر بالهيروغليفية المصرية القديمة، ولكن "الأبجدية السينائية البدائية هي بوضوح إبداع مبتكر للغاية"، كما كتبت؛ ربما جاء المبدأ العام للكتابة من الهيروغليفية، ولكن مفهوم الأبجدية وقيم الحروف نفسها كانت أفكارًا جديدة.
تهتم ستيل بشكل خاص بنصوص العصر البرونزي من كريت وأجزاء أخرى من اليونان وقبرص - بعضها لم يُفكّ رموزه قط . وقالت: "احتفظت قبرص بنظام الكتابة القديم للعصر البرونزي لأكثر من ألف عام، واستخدمته في اللغة اليونانية". وأضافت: "لذا، بينما كانت اليونانية تُكتب بالأبجدية في كل مكان آخر... كان لدى قبرص نظام كتابة مقطعي مميز أصبح رمزًا للهوية الثقافية".
قالت سيلفيا فيرارا ، عالمة فقه اللغة في جامعة بولونيا في إيطاليا والتي لم تشارك في الاكتشاف في سوريا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إن أنظمة الكتابة القديمة المفضلة لديها هي تلك التي لم يتم فك رموزها بعد، بما في ذلك النص العيلامي البدائي من ما يعرف الآن بجنوب غرب إيران ، والذي ربما أثر على الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين.
وقال ستيل إن الاعتقاد السائد على نطاق واسع هو أن النص السينائي البدائي هو أقدم أبجدية، لكن الاكتشاف الجديد في أم المرة يتحدى هذه الفكرة.
قال غلين شوارتز ، عالم الآثار في جامعة جونز هوبكنز الذي اكتشف الأسطوانات الطينية وقدّم بحثه في مؤتمر أثري عام ٢٠٢٤، في بيان إن هذه القطع الأثرية أقدم من أي نقوش سينائية بدائية معروفة، وقد عُثر عليها في شمال سوريا. وأضاف أن هذا يشير إلى أن "الأبجدية قد يكون لها قصة أصل مختلفة تمامًا عما كنا نعتقد".
قالت فيرارا إنها لم تُفاجأ باكتشاف أن الأبجديات كانت مستخدمة قبل 500 عام مما كان يُعتقد، مع أن موقع الاكتشاف يُعدّ اكتشافًا جديدًا. وصرحت لموقع لايف ساينس: "من المُدهش العثور على هذه الأبجديات في سوريا، لكن الأفكار والمفاهيم انتشرت عبر التاريخ أكثر بكثير مما تُظهره الأدلة الأثرية".
وحذرت ستيل من أن أسطوانات أم المرة تحتوي على علامات قليلة جدًا لإثبات أنها شكلت نظامًا أبجديًا. وقالت: "أود الحصول على مزيد من الأدلة قبل تصنيف النظام على أنه أبجدي، لأننا لا نملك أدلة كافية لتحليل بنيته".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- ليبانون 24
لن يتكرر قبل عام 2040.. مشهد فلكي نادر يستمر لأشهر (صور)
أعلن موقع "لايف ساينس" ان الأرض ستشهد ظاهرة فلكية نادرة لن تتكرر قبل عام 2040، حيث سيتمكن سكان الكوكب خلال الأشهر القادمة من رؤية مشهد خلاب يشبه "ثقبا" عملاقا يتحرك ببطء عبر سطح زحل. وينتج هذا المشهد الاستثنائي عن ظل " تيتان"، أكبر أقمار زحل، الذي سيعبر وجه الكوكب العملاق أثناء دورانه حوله، في ظاهرة تشبه إلى حد كبير كشوف الشمس وتحدث هذه الظاهرة الفريدة نتيجة اصطفاف نادر بين زحل والأرض، وهو يحدث كل 15 عاما، حيث تصبح حلقات زحل مواجهة لكوكبنا بالكامل. There will be several chances to see the shadow of Saturn's largest moon, Titan, pass across the ringed planet's Earth-facing surface over the next few months. The rare spectacle is only visible every 15 years. — Live Science (@LiveScience) June 26, 2025 وهذا الاصطفاف الفلكي الدقيق لا يسمح فقط برؤية الحلقات بوضوح، بل يتيح أيضا مشاهدة ظل القمر تيتان وهو يمر عبر سطح الكوكب الغازي العملاق. وقد بدأت الظاهرة بالفعل في شهر حزيران الحالي، وما تزال هناك 7 فرص متبقية لمشاهدتها حتى السادس من تشرين الأول المقبل، مع تزايد صعوبة الرؤية تدريجيا مع اقتراب نهاية هذه الفترة. وأشار الموقع إلى أن فرصة مشاهدة هذه الظاهرة ستكون في كل من 2 و18 تموز ، و3 و19 آب ، و4 و20 أيلول، و6 تشرين الأول. ويتطلب رصد هذه الظاهرة المدهشة تلسكوبا بقوة تكبير لا تقل عن 200 مرة. ومع اقتراب موعد كل عبور، يصبح ظل تيتان مرئيا لفترة أقصر، حيث سيستمر العبور الأخير في السادس من تشرين الأول لبضع دقائق فقط عند منتصف المسافة.(إرم نيوز)


النهار
منذ 4 أيام
- النهار
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقطاع الطاقة تسجل مستوى قياسياً مرتفعاً في 2024
أظهرت المراجعة الإحصائية السنوية لمعهد الطاقة اليوم الخميس أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من قطاع الطاقة سجلت مستوى قياسياً مرتفعاً للعام الرابع على التوالي في 2024 مع استمرار زيادة استخدام الوقود الأحفوري، حتى مع بلوغ الطاقة المتجددة مستوى قياسياً. ويسلط التقرير الضوء على التحدي المتمثل في محاولة إنهاء اعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الأحفوري. وكان العام الماضي هو الأعلى حرارة على الإطلاق، إذ تجاوزت درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية للمرة الأولى. وأشار التقرير إلى أن العالم شهد ارتفاعاً سنوياً بلغ اثنين بالمئة في إجمالي إمدادات الطاقة في عام 2024، وسجلت جميع مصادر الطاقة مثل النفط والغاز والفحم والطاقة النووية والكهرومائية والطاقة المتجددة زيادات، وهو ما حدث آخر مرة في عام 2006. وأدى ذلك إلى زيادة انبعاثات الكربون بنحو واحد بالمئة في 2024 وتجاوز المستوى القياسي المسجل في العام السابق عند 40.8 جيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. ومن بين جميع أنواع الوقود الأحفوري العالمي، شهد الغاز الطبيعي أكبر زيادة في توليد الطاقة بلغت 2.5 في المئة. كما نما الفحم 1.2 في المئة ليظل أكبر مصدر لتوليد الطاقة على مستوى العالم، في حين كان نمو النفط أقل من واحد في المئة. وأظهر التقرير أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية شهدتا نموا بلغ 16 في المئة في 2024، أي أسرع تسع مرات من إجمالي الطلب على الطاقة. وتولى معهد الطاقة، الذي يضم متخصصين في مجال الطاقة من مختلف المستويات، بالتعاون مع شركتي الاستشارات "كيه.بي.إم.جي" و"كيرني"، العام الماضي إعداد التقرير بدلا من شركة "بي.بي". ويقول محللون إنَّ العالم ليس في طريقه لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في زيادة قدرة إنتاج الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2030 على الرغم من إضافة كميات قياسية. وقال رومان دوبار من شركة "كيرني" للاستشارات، وهو أحد معدي التقرير :"كان العام الماضي نقطة تحول أخرى في مجال الطاقة العالمية، مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية المتزايدة". وعُقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) في دبي في عام 2023، ووقعت الدول خلاله على اتفاق للتحول عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.


صدى البلد
منذ 6 أيام
- صدى البلد
محمد مندور يكتب: الشتاء النووي .. ماذا لو اندلعت الحرب الكبرى؟
ماذا لو حدثت حرب نووية؟ لطالما كان مفهوم الحرب النووية مرادفًا للدمار الشامل والموت الفوري. لكن وراء وميض الانفجار الهائل وموجة الحرارة المدمرة والإشعاع القاتل، يكمن تهديدٌ أعمق وأكثر شمولاً، هذا التهديد قادر على تحويل كوكبنا المزدهر، الذي نبني ونعمر فيه لقرون ونتصارع من أجل حصد خيراته، إلى صحراء قاحلة ومُتجمدة، وهو ما يعرف اصطلاحا بالشتاء النووي. هذا السيناريو الكابوسي ليس مجرد خيال علمي، بل هو نتيجة محتملة علميًا لأي تبادل نووي واسع النطاق. يمكن أن نسميه ولادة الظلام على الأرض. يبدأ الشتاء النووي بسلسلة من الأحداث المروعة المرعبة. ولك أن تتخيل أنه عند انفجار الأسلحة النووية، خاصة فوق المدن والمناطق الصناعية المكتظة، لا تقتصر الأضرار على تدمير المباني والمنشآت، فالحرارة الشديدة الناتجة عن الانفجارات ستؤدي إلى اشتعال حرائق هائلة، تعرف بـ "عواصف النار". هذه الحرائق ستنتج كميات هائلة من الدخان والسخام والرماد، الذي سيصعد إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وتحديداً إلى طبقة الستراتوسفير. تهديد هذه الطبقة من الغلاف الجوي يهدد بدمار كبير، فبخلاف الغبار البركاني الذي يميل إلى السقوط بعد فترة، فإن جسيمات السخام الدقيقة الناتجة عن الحرائق النووية، خاصة الكربون الأسود، خفيفة بما يكفي لتبقى عالقة في الستراتوسفير لسنوات. وبالتالي ستعمل هذه الجسيمات كغطاء أسود عملاق، يحجب أشعة الشمس بشكل فعال عن الوصول إلى سطح الأرض. وهنا لك أن تتخيل ماذا سيحدث حال غياب الشمس عن الأرض! يمكن أن نسمي ما سيحدث بالموت البطيء، وهو ما ينتج عنه تداعيات كارثية. مع حجب ضوء الشمس ستشهد درجات الحرارة العالمية انخفاضًا كارثيًا ومفاجئًا. تُشير النماذج المناخية للتوقعات بتلك الكوارث، أنه حال قيام هذه الحرب النووية واسعة النطاق، يمكن أن تخفض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار يتراوح بين 10 إلى 20 درجة مئوية، وفي بعض المناطق، قد يصل الانخفاض إلى أكثر من ذلك بكثير. هذا التحول الجذري سيؤدي إلى موت النباتات والمحاصيل، مما يؤدي إلى مجاعة عالمية غير مسبوقة. ليس هذا فقط، فالمسطحات المائية ستتجمد، مما يدمر النظم البيئية المائية ويقطع مصادر المياه العذبة. يتوقع علماء البيئة أيضا انهيار النظم البيئية، ستموت أعداد هائلة من الحيوانات والنباتات التي لا تستطيع التكيف مع الظروف القاسية الجديدة. والكارثة الأكبر ستكون تدمير طبقة الأوزون الواقية. هذا يعني أن أي قدر ضئيل من ضوء الشمس الذي يتمكن من اختراق الدخان سيحمل معه مستويات مميتة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى، ويضر بالكائنات الحية حال نجاتها من البرد والجوع. لكن ماذا بعد الشتاء النووي، إذا قدر لكائن أن نيجو من الموت؟ فحتى لو انتهى "الشتاء النووي" ببطء بعد سنوات، فإن الكوكب الذي سيكشف عنه ستار الدخان الأسود سيكون مختلفًا جذريًا عن كوكبنا الحالي. ستكون البيئة قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه، مع تدهور التربة، وتلوث المياه، واضطراب كبير في أنماط الطقس. قد يؤدي ذلك إلى موجات جفاف طويلة، وفيضانات غير متوقعة، وعواصف شديدة، مما يجعل إعادة بناء الحضارة أمرًا شبه مستحيل. هذا ليس قدر من الخيال، بل حقائق علمية. فالقوة العسكرية النووية ليست مجرد تهديد بالدمار المباشر، بل هي وعد بكارثة بيئية عالمية تدمر أسس الحياة على الأرض. إنها لعنة من السخام والدخان الأسود قادرة على تحويل كوكبنا الأزرق والأخضر إلى صحراء جليدية سوداء بدون ماء للعيش والحياة. سيناريو الشتاء النووي يجب أن يكن بمثابة تذكير صارخ بالمسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق البشر لتجنب استخدام هذه الأسلحة المدمرة بأي ثمن. فهذه حرب نهاية لا رجعة فيها! في الحرب النووية لن يكون هناك منتصرون، بل منتحرون!