
من السناتورة حتى ممداني.. نظرة إسرائيلية: هكذا ستصبح الولايات المتحدة كلها معادية للسامية
وفقاً لبعض التقارير في وسائل الإعلام، لن تأت اللقاءات المنعقدة بين الرئيسين الأمريكي والإسرائيلي أي نتائج ملموسة. ربما يكون هذا الانطباع مضللاً، فربما كانت الزيارة مهمة لأنها عكست المصالح المشتركة للدولتين وللقيادتين، ما وجد تعبيره قبل ذلك في تصريحات الدعم من الرئيس الأمريكي لنتنياهو.
فلئن كانت هذه التصريحات أثارت نقداً في إسرائيل بدعوى التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، فليس هناك وجه شبه بينها وبين حملة التشهير التي تدار في الولايات المتحدة ضد إسرائيل، بدعوى تأثير مزعوم لإسرائيل على قرارات الولايات المتحدة. هذه القرارات، حسب المدعين، لا تخدم مصالح الولايات المتحدة بل مصالح إسرائيل.
في اليمين المعادي للسامية والمناهض لإسرائيل في حزب ترامب الجمهوري تلميح بأن إسرائيل تقوده وتقود الولايات المتحدة من الأنف، وأن الاستخبارات الإسرائيلية تعرف بأن إيران لم تكن قريبة من سلاح نووي، وأن الهدف الحقيقي لإسرائيل كان إحباط المفاوضات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. يقف في خلفية هذه الحملة صراع أيديولوجي وعملي بين معسكر انعزال وقومجي يرى نفسه كحارس جمرة فكرة MAGA (لنجعل أمريكا عظيمة) وبين أولئك في الحزب الذين يتبنون الدور الدولي للولايات المتحدة. المهاجمون يعرفون على أي عناصر يشددون: كما يزعج ترامب تعرضه وسائل الإعلام بأنه خانع لإيلون ماسك، فإنه لا يحب أن يُرى بأنه يخضع لتأثير إسرائيل.
حتى الآن، لم يقع ترامب في هذا الفخ. ونأمل أنه سيكون على هذا النحو لاحقاً. أحد الناطقين الرئيسيين لهذا المعسكر، رجل إعلام يدعى ديف سميت، عبر عن ذلك متناولاً العملية العسكرية الأمريكية ضد إيران: 'هذه خيانة لكل ما وعد به ترامب'. عضو الكونغرس، مرجوري تايلور غرين، التي تعارض المساعدات الأمريكية لإسرائيل، أضافت: 'كل من يعيش في أمل انخراط الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران، ليس أمريكا أولا'.
كما هاجمت منظمات يهودية ومسيحية مؤيدة لإسرائيل بمؤامرات بروح بروتوكولات حكماء صهيون. شخصيات بارزة أخرى في معسكر MAGA هم: رجل التلفزيون تاكر كرلسون، الذي استضاف في برامجهمعادين للسامية معروفين وناكري محرقة، دعا الولايات المتحدة إلى 'هجر إسرائيل'، ثم ستيف بانون، مستشار سابق لترامب الذي قال في أحد خطاباته إن 'اليهود الذين لا يؤيدون MAGA هم أعداء من الداخل'.
أصوات وميول من هذا النوع وُجدت في الحزب الجمهور من قبل، لكن الشاذ والمقلق أن شباناً كثيرين يشاركون العناصر الانعزالية والمناهضة لإسرائيل في الحزب وفي الجمهور بشكل عام. هم ليسوا الأغلبية، وتقف أمامهم النواة الإفنجيلية المؤيدة لإسرائيل، لكن إذا كان هؤلاء الشبان ومعسكر MAGA بعامة يشيرون إلى مستقبل الحزب الجمهور، فلا يمكن التعاطي مع ذلك بعدم مبالاة.
صورة مرآة شبه كاملة للمواقف المناهضة لإسرائيل وأحياناً اللاسامية وإن كانت بدوافع أخرى، هي الآن موجودة في الحزب الديمقراطي. حيث صراع داخلي محتدم يجري بين الأغلبية القديمة بقيادة السناتورة أليسا سلوتكن من ميشيغان، واليسار التقدمي المتطرف الذي تلقى مؤخراً حقنة تشجيع من انتصاره في الانتخابات المحلية برئاسة بلدية نيويورك المرشح المناهض لإسرائيل والمؤيد لحماس، زهران ممداني. وما يقلق على نحو خاص هنا أيضاً، حتى أكثر مما في الحزب الجمهوري، هو تمثل نسبة عالية من الشبان مؤيدي الحزب الديمقراطي بمن فيهم اليهود، مع مواقف اليسار الراديكالي.
معاداة السامية ومناهضة إسرائيل اتحدتا لدى اليمين واليسار. معاداة السامية في اليسار ليست ظاهرة جديدة؛ ومثلما كتب المؤخر البريطاني – اليهودي سيمون شاما، فهي مغروسة في وعي اليسار، بالتأكيد الراديكالي، منذ الثورة الفرنسية. على مدى التاريخ، ألقت محافل سياسية من اليمين واليسار، متدينين وعلمانيين، على اليهود اتهامات عابثة بالمسؤولية عن هذه الكارثة أو تلك – من نشر 'الموت الأسود' وحتى نشوب الحرب العالمية الثانية. نستنتج من كل هذا أن إسرائيل يمكنها أو ينبغي لها أن تنقطع عن العالم، وبالتأكيد ليس عن الولايات المتحدة، بل عليها بذل جهود أكبر والامتناع عن كبوات أكثر؛ كي تساعد تلك المحافل في العالم التي لا تزال تقف في وجه أولئك الذين يعرضوننا ويعرضونهم للخطر.
معاريف 15/7/2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 6 ساعات
- القدس العربي
في دلالات مواجهة ألبانيز إعصار ترامب وتضليل نتنياهو
قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العوني، الجمعة 11 تموز الجاري، أن «الاتحاد الأوروبي يؤيد بقوة منظومة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ويبدي أسفه العميق لقرار فرض عقوبات على فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة». هذا وقالت كبيرة خبراء الأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، في مؤتمرها الصحافي، إن «قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات عليها ربما يكون له «تأثير مخيف» على من يتعاملون معها ويقيد تحركاتها، لكنها تعتزم مواصلة عملها». ولفت مكتب حقوق الإنسان إلى أن ألبانيز هي أول مقررة خاصة يتم فرض عقوبات عليها، ودعا إلى إلغاء القرار. أول حقوقية إنسانية يفرض عليها العقوبات، طبعًا فالأمر مرتبط بدفاعها عن حقوق الإنسان لاسيما في غزة التي تشهد منذ السابع من تشرين الأول عام 2023 على إبادة جماعية، أمام صمت دولي مريع. حيث تتعمد واشنطن إلى معاقبة كل من يقف إلى جانب الحق، ويدافع عن أناس يقتلون ويشرّدون لأنهم في دائرة أطماع رجل مجنون لا حدود لأطماع حكومته اليمينية المتطرفة، ولا لهواجسه السياسية التي تعمد في إطالة أمد حربه على القطاع لأجل إنقاذ نفسه. شهد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، إرباكا للسياسات الأمريكية الخارجية، لاسيما تلك المرتبطة بالاستبسال في الدفاع عن حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ألبانيز ليست الأولى من يفرض عليها عقوبات ترامب الإجحافية، فقد سبقها كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، حيث نال نصيبه من العقوبات في 6 شباط الماضي على خلفية ادعائه على نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بعد إصداره مذكرة اعتقال بحقهما بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. لا يتوقف الأمر عند إلحاح نتنياهو لقطع الطريق عليها لمنعها عن الاستمرار في دفاعها عن الحق وكشف جرائم العدو بحق فلسطينيي غزة، رغم إصرار ألبانيز على مواصلة النضال في هذا الخيار الإنساني. لكنّ العدو أخذ خيارًا جديدًا في تشويه سمعتها بهدف التشهير بها وتحويلها من ضحية إلى مدان. إذ حسب التحقيق الذي نشره موقع «فان بيدج» الإيطالي، تحت عنوان «الحكومة الإسرائيلية تشتري مواد إعلانية على محرك البحث غوغل لتشويه سمعة ألبانيز» فإن الحكومة الإسرائيلية تسعى منذ عدة أشهر لفرض روايتها عن الحرب في عزة، من غزة من خلال حملة إعلانية مدفوعة على محرك البحث. ألبانيز تلك الأكاديمية والمحامية الإيطالية، أوجعت العدو، على ما يبدو، حيث استطاعت كشف «زيف» النوايا في الدفاع عن حقوق الإنسان يتضمن النص المعروض اتهامات مباشرة ضد ألبانيز بأنها «انتهكت» مرارًا، خلال فترة عملها، مبادئ الحياد والنزاهة المهنية التي تشكل جوهر ولايتها في الأمم المتحدة». كذلك تشير الوثيقة إلى سلسلة من الانتهاكات المزعومة والمعايير الأخلاقية الأممية، وتتهمها بتكرار التواصل مع «الجماعات الإرهابية إرهابية» من بينها حركة حماس. ألبانيز تلك الأكاديمية والمحامية الإيطالية، أوجعت العدو، على ما يبدو، حيث استطاعت كشف «زيف» النوايا في الدفاع عن حقوق الإنسان. وإن هجوم ترامب وتضليل نتنياهو يهدفان إلى ترويع كل من يعمل على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحق بالحياة، وبإقامة دولتهم. لهذا فرضت العقوبات وسرقت البيانات لتشويه سمعتها، علّ في ذلك يثني كل من يريد السير على ذات الخطى. ليس الإجرام فقط من يُرتكب عبر آلة الحرب، ولكنه يظهر من خلال الممارسات لدول تدعي الديمقراطية ونشر العدالة وتعمل من أجل ضمان حقوق الإنسان. فالحرب على غزة تحمل أهدافًا خاصة تقاطعت بين مصالح نتنياهو الخاصة وأهداف ترامب العامة الذي يريد إرساء «صفقة القرن» لتكريس النفوذ الأمريكي وتحقيق المكاسب الكبرى للشركات المتعددة الجنسيات. لكنّ أخطر ما كشفه صمود ألبانيز، هو نوايا تسييس الغرب (الأمريكي) للمؤسسات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية لحماية مصالحه. فكما عمل مؤتمر بريتون وودز عام 1944 على تكريس هيمنة الدولار على التبادل المالي والتجاري الدولي، كذلك أتت المنظمات الدولية لتفرض واقعًا مفاده أن تلك المنظمات صممت من أجل محاسبة ومعاقبة كل من يعارض السياسات الغربية، حتى ولو كان غربية الانتماء، وألبانيز نموذجًا. لا تقل أهمية مواجهة كريم خان للخبث الإسرائيلي والعنجهية الأمريكية، عن تلك المواجهة التي تقودها ألبانيز اليوم. إلا أنّ كريم خان المولود في مدينة إدنبرة في اسكتلندا، هو من أصول باكستانية، ما يعزز فرضية إسرائيل بأن الرجل يحكم من خلفيات قومية دينية على القضية الفلسطينية. ولكن ألبانيز الإيطالية ذات الأصول الغربية، معارضتها معارضتها للسياسات الإبادة تعزز كسر الصورة النمطية التي فرضها «الرجل الأبيض» بأن مهما فعل في الشعوب الأخرى هو مبرر. حرب ألبانيز لا تحمل عنوان «معاداة السامية» بل معاداة كل من يعادي الإنسانية. هنا تكمن المعضلة التي تتمسك بها ألبانيز ومن تمثله في هذه الحرب التي تعمل فيها على إعادة تصويب عمل المؤسسات الدولية نحو حماية حقوق الإنسان. فإن استمرار المؤسسات الدولية يتعلق بعدم التمييز العنصري ولا الديني ولا العرقي، بل في الحفاظ على روحية قوانينها وعدم الصمت الدولي تجاه كل من يعمل على تدميرها، فهل ستكون عقوبات ألبانيز لعنة لدحر إعصار ترامب، وكشف تضليل نتنياهو أمام الرأي العام العالمي؟ كاتب لبناني


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
محاكمة نتنياهو تتوقف على وقع أحداث السويداء وبدعم من سفير واشنطن
وصل سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هكَابي ، اليوم الأربعاء، إلى جلسة محاكمة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ، التي انعقدت في المحكمة المركزية بتل أبيب، للتعبير عن دعمه له. ولدى توّجه الصحافيين بسؤال للسفير حول سبب حضوره في المحكمة، رد هكابي "ولماذا جئتم أنتم؟ أردت معرفة ما يحدث هنا. أتوقع أن هذه جلسة مفتوحة"؛ ولكن مع بدء الجلسة المغلقة، اضطر هَكابي إلى مغادرة القاعة. وفي وقت سابق، صباح اليوم، حضر هَكابي مؤتمراً عقدته السلطة المحلية في تل أبيب . وخلال حديثه في المؤتمر وجّه السفير انتقادات لاذعة لانعقاد المحكمة في ظل الظروف الراهنة، مشيراً إلى أنّ "محاكمة نتنياهو في زمن الحرب وخلال المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين هي أمر خارج عن المألوف". وفي حين زعم هَكابي بأن حضوره الجلسة هو "قرار شخصي وليس بأمر من الرئيس، دونالد ترامب "، شدد على أن الأخير "يرى بنتنياهو صديقاً". رصد التحديثات الحية دعوة ترامب إلى إلغاء محاكمة نتنياهو.. جزء من صفقة شاملة؟ دعوات ترامب لإلغاء المحاكمة انضمام هَكابي لدعم نتنياهو سبقته مؤخراً دعوات وجهها الرئيس ترامب لإلغاء المحاكمة أو منح نتنياهو عفواً. وادعى ترامب أن المحكمة تنعقد "بدوافع سياسية وتنشغل في قضايا ثانوية كالسيجار (الذي تلقاه نتنياهو رشوة) ولعبة باكاغزباني". وتطرق ترامب في حينه أيضاً للحرب على إيران، مشيراً إلى أن ما يجري "حملة شعواء ضد شخص قدّم الكثير، ولم يكن هناك مقاتل مثله من أجل الأرض المقدسة؛ وأنه لا يستحق المحاكمة"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل والآن (في الحرب على إيران) ستنقذ نتنياهو". ولفت ترامب إلى أنه "فوجئت بأن دولة إسرائيل، التي كانت لها لحظات كبيرة في تاريخها الآن (عقب الحرب على إيران)، والتي تدار بقيادة بيبي نتنياهو، تواصل حملتها الشعواء ضد رئيس حكومة الحرب الرائع. بيبي وأنا عايشنا جحيماً". وقبل ذلك، أوقفت المحاكمة بعد ساعة على انطلاقها بعدما تلقى نتنياهو قصاصة ورق أوصلها السكرتير العسكري رومان غوفمان. حيث قال نتنياهو للقضاة عليّ رؤيته (غوفمان) حالاً، خرج عقبها لبضعة دقائق، ثم عاد إلى الجلسة، ليُعلن القضاة وقفها. ونُقلت القصاصة إلى نتنياهو بعدما أعلنت شركة المساعدات الإنسانية الإسرائيلية الأميركية GHF عن استشهاد 19 فلسطينياً بالقرب من أحد مراكز التوزيع في منطقة خانيونس. وزعمت الشركة أن لديها "أسباباً للاعتقاد بأن ثمة أشخاصاً مسلحين في الحشود ينتمون إلى حماس"، متهمةً إياهم بـ"إشعال الفوضى بشكل متعمد". أخبار التحديثات الحية تطورات السويداء | اشتباكات مستمرة في المدينة وشهداء بغارات إسرائيلية وتزامن خروج نتنياهو من المحكمة مع سلسلة تطورات في الساحة السورية، تمثلت باستمرار القصف الإسرائيلي على قوى الأمن السوري بذريعة "حماية دروز السويداء". وصباح اليوم، عقب خروج نتنياهو من المحكمة، قال وزير الأمن يسرائيل كاتس إن "السلطة السورية عليها ترك الدروز في السويداء وسحب قواتها. كما أوضحنا وحذّرنا، إسرائيل لن تفرط بالدروز في سوريا... الجيش الإسرائيلي سيواصل مهاجمة قوات النظام حتى انسحابهم من السويداء، كما سيصعد قريباً عملياته في حال لم يفهم النظام في دمشق الرسالة". إلى ذلك، يحاكم نتنياهو وزوجته سارة في قضية تلقي هدايا فاخرة من أثرياء، بينها مجوهرات وزجاجات شامبانيا وعلب سيجار تتجاوز قيمتها 260 ألف دولار مقابل تقديمهم خدمات وتسهيلات سياسية. كما يواجه نتنياهو تهماً أخرى بمحاولة التوصل إلى صفقات مع موقعي "والا" و"يديعوت أحرونوت" للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.


القدس العربي
منذ 10 ساعات
- القدس العربي
خبراء: تصريحات ترامب عن سدّ النهضة محاولة للضغط على مصر في ملف تهجير الفلسطينيين
القاهرة ـ «القدس العربي»: قلل خبراء مصريون من أهمية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل لحل في أزمة سد النهضة الإثيوبي، ورجحوا أن تكون محاولة للضغط على مصر في ملف تهجير أهالي غزة الذي تعتبره القاهرة «خطا أحمر». «سنتوصل إلى حل» وكان ترامب، قال خلال لقائه الإثنين مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته في المكتب البيضاوي، إن بلاده تحاول التوصل لحل أزمة سد النهضة ونهر النيل بين مصر وإثيوبيا، مضيفا: «اعتقد أننا سنتوصل لحل بشأن مسألة سد النهضة ونهر النيل». وتابع: «السد يعيق تدفّق مياه النيل إلى مصر» مشيرًا إلى رغبته في «حل الأزمة بسرعة». وتابع في سياق حديثه عن عدد من المناطق الساخنة حول العالم التي يسعى إلى احتواء أزماتها، حسب تعبيره: «نحن وإثيوبيا أصدقاء لكنهم بنوا سدا منع وصول المياه إلى نهر النيل» مشيرًا إلى أن النيل منبع حياة ومورد دخل مهم للغاية بقوله «إنه حياة مصر». وأضاف: «أعتقد أن الولايات المتحدة موّلت السد، لا أعلم لماذا لم تُحل المشكلة قبل البناء. لكن من الجيد أن يكون النيل مليئًا بالمياه». وبعد ساعات من هذه التصريحات، رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بما ورد على لسان ترامب، معربًا عن تقديره لما وصفها بـ «جدية الإدارة الأمريكية تحت قيادته في حل النزاعات» ومؤكدًا أن «مصر تثق في قدرة ترامب على إنهاء هذا الملف». وقال في تدوينة عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي: «نُثمّن حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة». وأضاف أن مصر تدعم رؤية ترامب في إرساء السلام والاستقرار في مناطق النزاع، سواء في أفريقيا أو أوكرانيا أو الأراضي الفلسطينية. وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري والموارد المائية الأسبق، إن مصر تُعد دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، وتواجه تحديات معقدة تحيط بها من كافة الجهات، سواء في البحر الأحمر أو ليبيا أو السودان أو إثيوبيا، مشيرًا إلى أن هناك محاولات دائمة لإلهاء مصر وإضعاف دورها الإقليمي. ولفت خلال تصريحات تلفزيونية الى برنامج «يحدث في مصر» المذاع عبر قناة «أم بي سي مصر» إلى أن قضية مياه النيل تمثل إحدى أبرز الأزمات التي تُستخدم للضغط على الدولة المصرية، مشددا على أن المخطط الأمريكي حول سدود إثيوبيا بدأ منذ عام 1964، كجزء من مشروع أكبر يستهدف التأثير على الأمن المائي المصري، في ظل تحركات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر نحو دعم الوحدة العربية. وأكد أن مشكلة سد النهضة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تخطيط أمريكي وتنفيذ إثيوبي، مبينا أن مصر كانت قد وقعت إعلان مبادئ مع السودان وإثيوبيا، وهو ينص على ضرورة الاتفاق حول قواعد الملء والتشغيل بناء على دراسة استشارية دولية. كذلك، علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، على تصريحات الرئيس الأمريكي، مؤكدا أن ترامب يغازل نوبل عن طريق سد النهضة. قالوا إنه يغازل جائرة نوبل ويسعى للظهور أمام العالم كصانع معجزات وأضاف: للمرة الثانية منذ أن تولى الفترة الثانية يذكر الرئيس الأمريكي ترامب أزمة سد النهضة خلال 3 أسابيع، فقد كتب في تغريدة له في 21 يونيو/ حزيران الماضي مستنكرا أنه لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لحفظ السلام بين مصر وإثيوبيا (السد الضخم الذي بنته إثيوبيا، بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل» ثم يصرح ويقول «لقد عملنا على ملف مصر مع جارتها المجاورة، وهي دولة كانت جارة جيدة وصديقة لنا، لكنها قامت ببناء سد منع تدفق المياه إلى ما يُعرف بنهر النيل». تمويل السد وزاد: كما ذكر من قبل أن الولايات المتحدة هي من موّلت السد، قائلا: «لا أعلم لماذا لم يحلّوا المشكلة قبل أن يبنوا السد، لكن من الجميل أن تكون هناك مياه في نهر النيل، فهو مصدر هام للغاية للدخل والحياة، إنه شريان الحياة بالنسبة لمصر» وأضاف قائلا «أن بلاده سوف تحل هذه المشكلة بسرعة كبيرة، نحن نبرم صفقات جيدة» وتابع: ترامب كان راعيا للمفاوضات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 ـ فبراير/ شباط 2020، ولكنها فشلت في الوصول إلى اتفاق بعد تغيب إثيوبيا يوم التوقيع، ولكن وقعت مصر بالأحرف الأولى، وغضب للموقف الإثيوبي ومنع جزءا من المساعدات أيامها قبل أن يعيدها الرئيس بايدن فيما بعد، وظروف كورونا وانشغاله بالانتخابات لم تجعله يتابع ملف سد النهضة في ذلك الوقت. وشدد على أن ترامب يبين أنه يمنع التصعيد بين مصر وإثيوبيا، ونتيجة لذلك حدث الهدوء الحالي، رغم أنه لم يحدث صراع حاد بيننا، وذكر أن أمريكا مولت السد بغباء، رغم أنه لم يُعرف من قبل أن هناك تمويلا أمريكيا مباشرا للسد بل مساعدات أمريكية في مجالات مختلفة وصلت إلى مليار دولار سنويا، يمكن للإدارة الإثيوبية توجيهها للسد، وكان يحدث ذلك في فترته الأولى (2017 ـ 2021) وأعتقد أن المقصود بالتمويل بغباء، أن يوجه اللوم للإدارة السابقة على اعتبار أنها هي التي فعلت ذلك، كما اتهمها بإنفاق الأموال الأمريكية في دعم أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط، وأنه سوف يسترد هذه الأموال بعقد الصفقات الخليجية، واتفاق المعادن مع أوكرانيا. وواصل: يحاول ترامب مغازلة جائزة نوبل، حيث يصور أن أزمة سد النهضة وصلت إلى ذروتها، وأنه سوف يسعى لحلها سريعاً، ليضيفها كإنجاز. كما يذكر كثيرا أنه أوقف الحرب بين الهند وباكستان، وبين صربيا وكوسوفو، والكونغو ورواندا، وأنه أوقف الحرب مع إيران، وقد يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. مساومة وختم سراقب: سد النهضة ليس مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر حتى لا يعتبره البعض مساومة كبيرة لتحقيق مطلب ترفضه مصر بشدة خاص بتهجير أهل غزة الى سيناء. السنوات الخمس الماضية كانت الأكثر ضررًا على مصر من سد النهضة لأنها هي التي كان يتم فيها الملء الأول لبحيرة سد النهضة بتخزين جزء وإمرار جزء آخر، ولولا السد العالي والتدابير المصرية لحدثت كارثة محققة، هذا العام أفضل من السنوات السابقة لأنه سوف يأتي إيرادنا السنوي كاملاإن شاء الله سواء اشتغلت التوربينات أو لم تشتغل. وتابع: يستطيع ترامب دعوة الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق في أقل من أسبوع، حيث إن الظروف حاليا أفضل مما سبق نتيجة انتهاء الملء الأول الذي كان نقطة خلاف اساسية في المفاوضات السابقة على عدد سنوات الملء، ويمكن أن نشجع هذا الاتجاه للوصول إلى اتفاق ينظم الملء المتكرر والتشغيل فيما بعد وإن أمكن تقليل السعة التخزينية التي تشكل خطرًا كبيرًا على أمن السودان ومصر، كما ان الوصول إلى اتفاق يضمن التشاور والتنسيق وعقد اتفاق في حالة أي مشروعات مائية مستقبلية. وعلق الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ترامب بشأن أزمة سد النهضة، معتبرا أن لها عدة دوافع، أولها «بحث ترامب عن إنجاز». وقال خلال تصريحات تلفزيونية إن ترامب يريد أن يظهره أمام العالم كصانع معجزات خلال فترات قصيرة يعوض فيها إخفاقاته وتوهماته السابقة في ملفات دولية أخرى مثل الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، والشرق الأوسط. واعتبر أن تصريحات ترامب الإيجابية تجاه مصر والسودان في ملف السد تحتمل نظريتين، لافتا إلى» أن الأولى ترى أنه يدغدغ مشاعر السودانيين، ومصر تحديدا، في مقابل بعض الطلبات التي يلح عليها، مثل معسكرات التهجير التي يريدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والأفكار الشاذة الكثيرة حول إمكانية إيواء الفلسطينيين، التي ترفضها مصر بشكل قاطع وتعتبرها خطا أحمر». ورأى أن تصريحات ترامب تحمل على الأقل رسالة طمأنة لمصر، وتذكر بجهود إدارته السابقة التي كادت أن تتوج باتفاق في واشنطن لولا امتناع الوفد الإثيوبي عن الحضور في اللحظة الأخيرة، «وكان وراءه بعض الشخصيات من دول في المنطقة» على حد قوله. رسالة طمأنة واعتبر أن بيان الرئاسة المصرية الذي رحب بجهود ترامب، يمثل رسالة تشجيع لترامب، مشددا على أن ما يمكن البناء عليه هو الإعلان المشترك بين الجانبين عن استئناف المفاوضات، مضيفا: يجب أن نبني على ما تم الاتفاق عليه سابقا ولم ينفذه الطرف الإثيوبي، أما ما لم يتم الاتفاق عليه فلا يلزمنا. يذكر أن رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد، أعلن إنجاز العمل في مشروع سد النهضة على نهر النيل، لافتا إلى أن تدشين المشروع سيكون في سبتمبر/ أيلول المقبل، داعيا مصر والسودان وشعوب حوض النيل للمشاركة في احتفال تدشين السد، مؤكدا أن بناء سد النهضة لم يؤثر على تدفقات المياه إلى السد العالي في مصر. وأكد انفتاح بلاده على الحوار واستعدادها الكامل للدخول في مفاوضات مع مصر والسودان في أي وقت، بهدف تحقيق التنمية المشتركة وضمان مصالح جميع الأطراف. في الموازاة، قال وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، إن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولات لأن تكون التنمية في إثيوبيا تأتي على حساب حقوق دولتي المصب. واتهم إثيوبيا بمحاولة فرض سياسة الأمر الواقع واعتماد 'المراوغة والتراجع بدلا من الانخراط في مفاوضات حقيقية'. وتتهم المعارضة المصرية نظام السيسي بالمسؤولية عن أزمة السد، بسبب توقيع اتفاق المبادئ وعدم اتخاذ مواقف حاسمة، والاكتفاء بالدخول في جولات مفاوضات راوغت فيها إثيوبيا لكسب الوقت. 4 مليارات دولار وأُطلق مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير في 2011 بميزانية بلغت4 مليارات دولار، ويعد أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا إذ يبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا. وتعتبر أديس أبابا أن السد ضروري لبرنامج إمدادها بالكهرباء لكنه لطالما شكّل مصدر توتر مع مصر والسودان المجاورتين، إذ يشعر البلدان بالقلق من تأثيره المحتمل على إمدادات المياه خاصة في سنوات الجفاف. وفشلت جولات المفاوضات على مدار سنوات بين الدول الثلاث، وتمسكت مصر والسودان بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم يتعلق بتشغيل السد.