
محاكمة نتنياهو تتوقف على وقع أحداث السويداء وبدعم من سفير واشنطن
مايك هكَابي
، اليوم الأربعاء، إلى جلسة محاكمة رئيس حكومة الاحتلال،
بنيامين نتنياهو
، التي انعقدت في المحكمة المركزية بتل أبيب، للتعبير عن دعمه له.
ولدى توّجه الصحافيين بسؤال للسفير حول سبب حضوره في المحكمة، رد هكابي "ولماذا جئتم أنتم؟ أردت معرفة ما يحدث هنا. أتوقع أن هذه جلسة مفتوحة"؛ ولكن مع بدء الجلسة المغلقة، اضطر هَكابي إلى مغادرة القاعة.
وفي وقت سابق، صباح اليوم، حضر هَكابي مؤتمراً عقدته السلطة المحلية في
تل أبيب
. وخلال حديثه في المؤتمر وجّه السفير انتقادات لاذعة لانعقاد المحكمة في ظل الظروف الراهنة، مشيراً إلى أنّ "محاكمة نتنياهو في زمن الحرب وخلال المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين هي أمر خارج عن المألوف". وفي حين زعم هَكابي بأن حضوره الجلسة هو "قرار شخصي وليس بأمر من الرئيس،
دونالد ترامب
"، شدد على أن الأخير "يرى بنتنياهو صديقاً".
رصد
التحديثات الحية
دعوة ترامب إلى إلغاء محاكمة نتنياهو.. جزء من صفقة شاملة؟
دعوات ترامب لإلغاء المحاكمة
انضمام هَكابي لدعم نتنياهو سبقته مؤخراً دعوات وجهها الرئيس ترامب لإلغاء المحاكمة أو منح نتنياهو عفواً. وادعى ترامب أن المحكمة تنعقد "بدوافع سياسية وتنشغل في قضايا ثانوية كالسيجار (الذي تلقاه نتنياهو رشوة) ولعبة باكاغزباني". وتطرق ترامب في حينه أيضاً للحرب على إيران، مشيراً إلى أن ما يجري "حملة شعواء ضد شخص قدّم الكثير، ولم يكن هناك مقاتل مثله من أجل الأرض المقدسة؛ وأنه لا يستحق المحاكمة"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل والآن (في الحرب على إيران) ستنقذ نتنياهو".
ولفت ترامب إلى أنه "فوجئت بأن دولة إسرائيل، التي كانت لها لحظات كبيرة في تاريخها الآن (عقب الحرب على إيران)، والتي تدار بقيادة بيبي نتنياهو، تواصل حملتها الشعواء ضد رئيس حكومة الحرب الرائع. بيبي وأنا عايشنا جحيماً".
وقبل ذلك، أوقفت المحاكمة بعد ساعة على انطلاقها بعدما تلقى نتنياهو قصاصة ورق أوصلها السكرتير العسكري رومان غوفمان. حيث قال نتنياهو للقضاة عليّ رؤيته (غوفمان) حالاً، خرج عقبها لبضعة دقائق، ثم عاد إلى الجلسة، ليُعلن القضاة وقفها.
ونُقلت القصاصة إلى نتنياهو بعدما أعلنت شركة المساعدات الإنسانية الإسرائيلية الأميركية GHF عن استشهاد 19 فلسطينياً بالقرب من أحد مراكز التوزيع في منطقة خانيونس. وزعمت الشركة أن لديها "أسباباً للاعتقاد بأن ثمة أشخاصاً مسلحين في الحشود ينتمون إلى حماس"، متهمةً إياهم بـ"إشعال الفوضى بشكل متعمد".
أخبار
التحديثات الحية
تطورات السويداء | اشتباكات مستمرة في المدينة وشهداء بغارات إسرائيلية
وتزامن خروج نتنياهو من المحكمة مع سلسلة تطورات في الساحة السورية، تمثلت باستمرار القصف الإسرائيلي على قوى الأمن السوري بذريعة "حماية دروز السويداء". وصباح اليوم، عقب خروج نتنياهو من المحكمة، قال وزير الأمن يسرائيل كاتس إن "السلطة السورية عليها ترك الدروز في السويداء وسحب قواتها. كما أوضحنا وحذّرنا، إسرائيل لن تفرط بالدروز في سوريا... الجيش الإسرائيلي سيواصل مهاجمة قوات النظام حتى انسحابهم من السويداء، كما سيصعد قريباً عملياته في حال لم يفهم النظام في دمشق الرسالة".
إلى ذلك، يحاكم نتنياهو وزوجته سارة في قضية تلقي هدايا فاخرة من أثرياء، بينها مجوهرات وزجاجات شامبانيا وعلب سيجار تتجاوز قيمتها 260 ألف دولار مقابل تقديمهم خدمات وتسهيلات سياسية. كما يواجه نتنياهو تهماً أخرى بمحاولة التوصل إلى صفقات مع موقعي "والا" و"يديعوت أحرونوت" للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 36 دقائق
- العربي الجديد
من يتخيّل ترامب حائزاً جائزة نوبل للسلام؟
لطالما اشتكى الرئيس الأميركي ترامب من عدم نيله جائزة نوبل للسلام "لو كنت أوباما لنلتها بعشر ثوان"، أو "أوباما لا يستحقّها... ومن الظلم أن ينالها". وتكون شكواه في لحظات انقلاب مزاجه: "نوبل... آه لن أنالها... مهما فعلت". هذا في العلن. وفي الكواليس، فجيش المتملّقين حوله (ابنه طبعاً دونالد جونيور) الذين اختارهم على أساس "الوفاء" له، من نواب ووزراء ومستشارين ومبعوثين إعلاميين، يهتفون بالجائزة لترامب، ويعلنون رفضهم هذا "الظلم"، بعدم منحها له. اثنان رشّحاه من خارج الولايات المتحدة، من بين المعروفين على الأقلّ، الأول نائب أوكراني (أوليكساندر ميريجكو)، تراجع بعد سنة عن اقتراحه بعدما تبيّن له أن ترامب لا القوة عنده ولا النيّة لإرساء السلام في أوكرانيا. والثاني مكتب رئيس الوزراء الباكستاني بعد تدخّل ترامب في "حلّ" النزاع بين الهند وباكستان. ماذا فعل ترامب ليستحق "نوبل للسلام"؟... داخل الولايات المتحدة نفسها، أفلتَ الأمنَ ذا الأقنعة في الشوارع بذريعة محاربة المهاجرين، وأعاد فتح معسكر غوانتنامو سيئ السمعة، وفرض "ميزانيةً واحدةً كبيرةً وجميلةً" تدمّر خدمات الدولة الصحّية والتعليمية، وأفرغ إدارات الدولة من خبرائها وموظّفيها، وسحب كلّ تمويل رسمي خاصّ بأزمة المناخ والكوارث التي تتسبّب بها، وأغلق أبواب أميركا على اقتصاد العالم. أفقرها، أضعفها... لائحة "سلمية" ترامب مع شعبه تطول؛ كلّ يوم بند جديد يُضاف إلى بنود تحويل الولايات المتحدة جمهوريةَ موز، تهدر بها الحرب الأهلية. إليكَ أغرب هذه البنود، ذاك القاموس الذي باتَ مُعتمَداً في الوثائق والمواقع الحكومية وفي البرامج المدرسية، وقد حُذِف منه حوالي مائة كلمة. ومن بين هذه الكلمات: عنصرية، تنوّع، أقليات، نسوية، تلوّث، أزمة مناخ، تمييز، عدالة، اضطهاد، صحّة نفسية، مساواة... أي أن ترامب يمشي بهداية رواية جورج أورويل "1984"، التي تصف إلغاء الكلمات بصفتها فاتحةً طريقاً نحو التسلّط. أمّا خارج الولايات المتحدة، فـ"الإنجازات" أكبر. أطلق ترامب تهديدات باحتلال كندا المجاورة وجزيرة غرينلاند البعيدة، وفرض رسوماً جمركية ضيّقت الخناق على مواطني الكوكب الأرضي كلّه، وأطلق وعداً بحلّ حربَي أوكرانيا وغزّة. في الأولى خدعه "صديقه" فلاديمير بوتين، واشتدّت الحرب، وأخرجت أوروبا من استقرارها، وزادت من ميزانيّاتها العسكرية. وفي الثانية، غزّة، ما زال ترامب يدور حول نفسه. هذه ملامح أوّلية لشخصية عالمية تعاني عقدة نقص جائزة نوبل للسلام. الآن، هل يحقّ لنتنياهو أن يسمّي مرشّحاً لجائزة سلام، في عشاء تفاوضي علني، رسمي، وبشيء من البروتوكولية، مثل مغلّف ومصافحة وكلمة قصيرة وتشكّرات؟ أطلق ترامب تهديدات باحتلال كندا المجاورة وجزيرة غرينلاند البعيدة، وفرض رسوماً جمركية ضيّقت الخناق على مواطني الكوكب الأرضي كلّه قبل التسمية هذه، كان نتنياهو ينشط كثيراً في مجال المديح لترامب: "ملتزم بأمن الشرق الأوسط وسلامه". هو الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، ورفع العقوبات عن بعض المستوطنين، ومارس أقصى الضغط على إيران، فيستجيب ترامب للغزل، ومن علاماته أنه يدعو المحكمة الإسرائيلية المشرفة على محاكمة نتنياهو بتهم الفساد إلى إلغاء كلّ شيء، التهم والمحاكمة... إلخ. ويحضر نتنياهو إلى أميركا، وتحصل واقعة العشاء وترشيح نتنياهو ترامب لجائزة نوبل للسلام. صاحب "الحرب الخالدة" بالقتل والتجويع والترحيل، المطلوب بمذكّرة جلب دولية بسبب جرائمه، القائد الذي لن يبقى في منصبه لو أوقف الحرب، هذا الرجل الذي يبغض السلام، يرشّح ترامب لجائزة سلام. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟... أن يمنحه الأخير المزيد من الوقت للقتل، أي عكس السلام، فيوافق ترامب، ويضغط على نفسه، ويستمرّ القتل، فيعود نتنياهو إلى إسرائيل مزهواً بأنه ما زال مسموحاً قتل أهل غزّة، وأن يعده بحرب مقبلة على إيران، وقد يفعل أو لا يفعل. فتحت "سابقة" نتنياهو الطريق أمام جمهرة من المتكلّمين عن "نوبل" وترامب، وفي طليعتهم خمسة رؤساء بلاد أفريقية: الغابون والسنغال وموريتانيا وغينيا بيساو وليبيريا. يظهرون مع ترامب في مكتبه، بمؤتمر صحافي مشترك. في بدايته، تبرز صحافية أنغولية، هي هاريانا فيراس، تسأل رؤساء هذه الدول إن كانوا ينوون ترشيح ترامب لجائزة نوبل، فنسمع "نعم"، وأشعار مديح. ولكن "الصفقة" التي جاءوا من أجلها تستحقّ هذا كلّه. يقول ترامب عنها: "كانت اليو إس إيد بيننا، والآن ننتقل مباشرة الى التجارة. التجارة هي القاعدة التي اعتمدتُ عليها دائما لحلّ خلافات كثيرة"، أي تحقيق "السلام". ماذا يقصد؟ إن ربح ترامب "نوبل للسلام" تسقط الجائزة معنوياً، وإذا خسرها، تكون المرّة الرابعة، ولا ييأس الـ"يو إس إيد" برنامج مساعدات أميركية خارجية تحصل القارّة الأفريقية على نصفه تقريباً، تشمل مجالات الصحّة واللاجئين والكوارث الطبيعية والنزاعات المسلّحة والتنمية الاقتصادية والأمن الغذائي والمياه النظيفة والتعليم والبنى التحتية وحقوق الإنسان والفساد وحماية النساء، والوقف المفاجئ لهذه الأنشطة بمرسوم من ترامب يهدّد أوجه الحياة في بلدان هذه القارّة. أمّا "الصفقة" بين هؤلاء الرؤساء الأفارقة وترامب، فهي أن يحلّوا مشكلة حرمانهم المفاجئ من هذه البرامج الحيوية، بالأموال. بالملاليم التي سيقبضونها من شرائه موارد بلادهم بأبخس الأثمان، من أراضٍ ومعادنَ نادرةٍ واحتياطات النفط. ويسمّيها "تجارة". "أنشودة نوبل ترامب" أخذت طريقها إلى البروتوكول الرسمي الترامبي، كلّ من أراد حفظ رأسه عليه الانضمام إليها. وهذا البروتوكول دشّنه نتنياهو رسمياً ودولياً. والفكرة سوف تنتشر بين مؤيّد ومعارض لمنح الجائزة لترامب. وفي الخريف المقبل ستتجه الأنظار كلّها نحو ستوكهولم، فإمّا يربحها أو لا. إذا ربحها، تسقط الجائزة معنوياً، وتتسبّب بسجال عن معنى السلام والحرب والفقر والاستبداد والاحتلال والأخلاق والمعايير والقيم وبلاطات الملوك. وربّما يكون سجالاً إيجابياً، ينفض الغبار عن الكلمات، وإذا خسرها، تكون المرّة الرابعة، ولا ييأس. فكما أسّس موقعه الاجتماعي "سوشال تروث"، يمكنه أن يؤسّس جائزة سلام خاصّة به يمنحها لنفسه كلّ سنة، كلّ لحظة، تفجيراً لغروره.


العربي الجديد
منذ 36 دقائق
- العربي الجديد
تقييم أميركي: بإمكان إيران استئناف العمل في موقعين نووين خلال أشهر
أفاد خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين على تقييم أميركي حديث، شبكة "أن بي سي نيوز"، اليوم الخميس، بأنّ الضربات الأميركية على إيران أدّت إلى تدمير أحد مواقع التخصيب النووي الثلاثة الرئيسية في البلاد، لافتين إلى أن الموقعين الآخرين لم يتعرّضا لنفس الدمار. ومن المرجح، بحسب المسؤولين الأميركيين، أنّ الموقعين تضررا جزئياً فقط، بحيث يمكن لطهران استئناف عمليات التخصيب فيهما خلال الأشهر المقبلة إذا قررت ذلك. ويقدّم هذا التقييم الأميركي نظرة أولية على حجم الأضرار التي تسببت بها الضربات الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في إطار عملية استخباراتية لا تزال جارية ويتوقع مسؤولو الإدارة أن تستمر لأشهر. ووفقاً لمسؤولين أميركيين حاليين، فإنّ التقييمات الأولية قد تتغير مع توافر مزيد من المعلومات، إلا أنّ المؤشرات حتى الآن تُظهر أنّ حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، يفوق ما كشفت عنه التقديرات الأولى. وأضاف المسؤولون أنّ هذا التقييم لا يزال يُمثّل الرأي السائد داخل الدوائر الأمنية بشأن تأثير الضربات. وذكر مسؤولون أميركيون حاليون للشبكة أنّ الضربات الجوية الأميركية الأخيرة استهدفت ثلاثة مواقع لتخصيب اليورانيوم في إيران: فوردو، ونطنز، وأصفهان. ووفق التقييم الأميركي، فإنّ الضربة التي طاولت موقع فوردو، الذي يُعد من أبرز المراكز الحيوية في طموحات إيران النووية، نجحت في تعطيل قدرات التخصيب فيه لمدة قد تصل إلى عامين. وبحسب أربعة من هؤلاء المسؤولين، فإن هذا التقييم يأتي في إطار جهود إدارة دونالد ترامب المستمرة لمراجعة وضع البرنامج النووي الإيراني عقب الضربات، وقد تم إطلاع عدد من أعضاء الكونغرس ومسؤولي البنتاغون ودول حليفة على نتائجه خلال الأيام الماضية. أخبار التحديثات الحية ترامب: إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية قبل الضربات الأميركية ترامب رفض خطة موسعة لضرب إيران وفي السياق نفسه، علمت شبكة "أن بي سي نيوز" أنّ القيادة المركزية الأميركية كانت قد وضعت خطة أوسع نطاقاً لاستهداف إيران، تضمنت قصف ثلاثة مواقع إضافية، ضمن عملية كانت ستستمر لأسابيع، وليس مجرد ضربة واحدة في ليلة واحدة، كما جرى في الهجوم الأخير. وبحسب مسؤول أميركي حالي وآخر سابق، فقد اطّلع ترامب على الخطة الموسعة لضرب إيران، لكنه قرر رفضها، انسجاماً مع نهجه في السياسة الخارجية القائم على تقليص الانخراط العسكري الأميركي في الصراعات الخارجية، وليس التورط فيها بشكل أعمق. كما أثارت الخطة مخاوف من سقوط عدد كبير من الضحايا. وتحدث مصدر مطّلع على تفاصيل الخطة للشبكة بالقول: "كنا مستعدين للمضي قدماً في تنفيذ خياراتنا، لكن الرئيس لم يرغب في ذلك". ووفقاً لأحد المسؤولين الحاليين وأحد المسؤولين السابقين، دارت نقاشات داخل الحكومتين الأميركية والإسرائيلية حول مدى ضرورة شنّ ضربات إضافية على المنشأتين الأقل ضرراً إذا لم توافق إيران قريباً على استئناف المفاوضات مع إدارة ترامب بشأن اتفاق نووي، أو إذا ظهرت دلائل على سعي إيران لإعادة بناء تلك المواقع. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لشبكة "أن بي سي نيوز": "كما قال الرئيس، وأكد الخبراء، فإن عملية مطرقة منتصف الليل، قضت تماماً على القدرات النووية الإيرانية". وأضافت: "أميركا والعالم أكثر أماناً بفضل تحركه الحاسم". وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة "أن بي سي نيوز" إنّ الدفاعات الجوية الإيرانية قد دُمّرت إلى حدّ كبير، مما يجعل من شبه المستحيل على إيران الدفاع عن نفسها ضد المزيد من الضربات على المنشآت في المستقبل. وأضاف: "لقد أُوضح أن إيران لم تعد تمتلك أي دفاعات جوية، لذا فإن فكرة قدرتهم على إعادة بناء أي شيء بسهولة هي فكرة سخيفة".


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
مهاتير محمد مؤسس ماليزيا الحديثة في مئويته
في مئويته، تختلف أو تتفق حول الدور السياسي لمهاتير محمد خلال فترة حكمه، لكن يجب ألا تغمض عن حقيقة وهي أنّه مؤسس ماليزيا الحديثة وعراب نهضتها في كل القطاعات الخدمية والاقتصادية، وواضعها في مصاف الدول الأسرع في معدلات النمو الاقتصادي لسنوات طويلة، حيث نما اقتصادها بنسبة تزيد على 9% سنوياً حتى عام 1997، وأنّه تمكن خلال فترة حكمه التي امتدت لنحو 24 سنة من تحقيق إنجازات اقتصادية مذهلة وضعت ماليزيا ضمن أحد أبرز نمور آسيا الاقتصادية، وكادت أن تضعها ضمن قائمة مجموعة العشرين التي تضم أفضل 20 اقتصاد حول العالم. ودعنا نعترف أنّ مهاتير محمد نجح في انقاذ بلاده من الوقوع في شراك الدائنين الدوليين ومصيدة قروض صندوق النقد الدولي وروشتاته السامة التي وقعت بها كثير من دول العالم الثالث، وأنه لم يعتمد على القروض الخارجية والمساعدات والمنح في نهضة ماليزيا، وأنّه خلال توليه منصب رئيس وزراء ماليزيا في الفترة الأولى "1981 حتى 2003" نجح في تحويل ماليزيا من دولة زراعية بائسة فقيرة تعتمد كلية على الخارج، وتكتفي بتصدير المواد الخام، إلى إحدى أهم الدول الصناعية الصاعدة، وأنه خلال سنوات قليلة من حكمه ارتفع دخل الفرد من ألف دولار إلى 16 ألف دولار في السنة، وتراجعت نسبة الفقر إلى أقل من 4%، وانهارت نسب البطالة إلى أقل 3%، وارتفع حجم الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي الماليزي من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وقفز حجم الصادرات الخارجية من 15 ملياراً إلى 200 مليار دولار. مهاتير محمد أنقذ بلاده من الوقوع في شراك الدائنين الدوليين ومصيدة قروض صندوق النقد الدولي وروشتاته السامة التي وقعت بها كثير من دول العالم الثالث كما أنّ مهاتير، "كبير المنطقة" حسب تسمية أبناء بلده، قاد نهضة إنتاجية لعبت دوراً كبيراً في نفاذ السلع الماليزية إلى معظم أسواق العالم، وإحداث طفرة في موارد الدولة من النقد الأجنبي، وتلبية احتياجات السوق المحلية، وأن سياساته الاقتصادية بما فيها التوسع في سياسة الخصخصة ساهمت في توفير فرص عمل لملايين الشباب العاطل من العمل ولم تلقِ بهم في الشارع كما حدث في تجارب دول أخرى، وأنه خلال سنوات قليلة أسس أكثر من 15 ألف مشروع صناعي برأسمال 220 مليار دولار، وفّرت مليوني فرصة عمل. ولا يختلف أحد على أن مهاتير محمد، الذي يحتفل الماليزيون بعيد ميلاده المائة هذا الأسبوع، هو باني نهضة الدولة الآسيوية الحديثة حيث أحدث طفرة في مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا المتطورة خلال فترة رئاسته الأولى للحكومة والتي شهدت نموًا اقتصاديًا صاحبتها خصخصة واسعة النطاق للصناعات والشركات، وأنّ دولاً نامية كثيرة حاولت محاكاة تجربة الرجل الذي واجه حجم مؤامرات ضخمة خاصة من قبل صندوق النقد والدول الغربية التي أرادت أن تكون ماليزيا وغيرها من دول جنوب شرق آسيا مجرد حظيرة لها وسوق استهلاكي. موقف التحديثات الحية عثرات في تجربة ماليزيا الملهمة ورغم أن سياسات مهاتير الاقتصادية كانت أقرب إلى الرأسمالية إلا أنها لعب دوراً كبيراً في الحد من الأزمات المعيشية التي كانت تعيشها ماليزيا قبل قدومه، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وتخفيف الأعباء عن المواطن، وأهتم الرجل بشكل خاص بالتعليم والصحة البحث العلمي والتدريب المهني؛ وأعطاهم أولوية قصوى، وافتتح مئات الجامعات وآلاف المدارس، وأوفد البعثات التعليمية للجامعات الغربية، ووطد العلاقة بين المراكز البحثية والقطاع الخاص وربط بين سوق العمل ومؤسسات التعليم. كما ساهمت سياساته في تحويل ماليزيا إلى إحدى أبرز وجهات استقطاب الاستثمارات حول العالم عبر خفض الضرائب على الشركات، وإقرار تشريعات جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وتطوير القطاع المصرفي والمالي، ومكافحة الفساد والاحتكارات والحد من سيطرة المال على المشهد السياسي والبيروقراطية. لولا اندلاع الأزمة المالية العالمية في 1991 وبعدها الأزمة المالية الآسيوية وقضايا الفساد الضخمة التي حدثت في حكومات ما بعد مهاتير لأصبحت ماليزيا الآن في مصاف الدول المتقدمة ولولا اندلاع الأزمة المالية العالمية في العام 1991، وبعدها الأزمة المالية الآسيوية التي بدأت في تايلاند في منتصف عام 1997، وقضايا الفساد الضخمة التي حدثت في حكومات ما بعد مهاتير محمد، لأصبحت ماليزيا الآن في مصاف الدول المتقدمة ذات الدخل المرتفع والنهوض الاقتصادي والصناعي مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وألمانيا واليابان. نعم كانت هناك أخطاء ارتكبها مهاتير محمد، من أبرزها إقالة أنور إبراهيم من منصب وزير المالية ونائب رئيس الوزراء، والإساءة إليه في خضم أزمة 1998 الاقتصادية رغم الدور الكبير الذي لعبه أنور في تعافي الاقتصاد الماليزي بسرعة من أزمة النمور والإفلات من مصيدة صندوق النقد والبنك الدوليين، لكن يحسب للرجل أن وضع بلاده على خريطة الاقتصاد العالمي، وانقذها من مصيدة الديون الخارجية والتبعية للدائنين الدوليين.