logo
هوية في مرآة الآلة: كيف يؤثر «AI» في تشكيل ثقافتنا؟

هوية في مرآة الآلة: كيف يؤثر «AI» في تشكيل ثقافتنا؟

الوطنمنذ 8 ساعات

في زمنٍ لم نعد نفرّق فيه بين قصيدة كتبها إنسان، ولوحة رسمها روبوت، وتغريدة خرجت من قلب حقيقي أو خوارزمية تعلمت كيف تُثير الإعجاب..نقف أمام سؤال جوهري: من نحن، ومن يُشكّلنا؟
هل ما زلنا نحمل هويتنا في ضلوعنا؟ أم أنها باتت تُصاغ في معامل الذكاء الاصطناعي؟
لم تعد الهوية شيئاً نرثه من آبائنا وتاريخنا وثقافتنا فقط، بل باتت تُصاغ اليوم بخوارزميات دقيقة تعرف عنا أكثر مما نُعلن، وتُرشدنا إلى ما «نحب أن نكون». فأصبحت اختياراتنا في الملابس، والموسيقى، والطعام، وحتى الفيديوهات التي نشاهدها، مُوجَّهة بالذكاء الاصطناعي، الذي «يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا».ولم نعد أحراراً بالكامل في تشكيل ذواتنا، بل أصبحنا مرآة لصدى خفيّ يصنعه الذكاء الاصطناعي من خلف الشاشات.
لم تعد الثقافة محصورة في كتاب يُقرأ أو مسرحية تُعرض؛ اليوم، تُملى الثقافة على الجماهير من ترندات «TikTok»، ويُعاد كتابة تاريخ الشعوب والأمم بلمسة ذكاء صناعي يعيد تركيب الواقع حسب «الاهتمام الجماهيري».
لقد غيّر الذكاء الاصطناعي معايير الفن، وسرّع وتيرة الإبداع، حتى بات الإنسان يُطارد ذاته ليُلحق بإنتاج الآلة، أصبح المُبدع يُقارن بلوحة صُمّمت في ثوانٍ، أو نصٍّ كُتب بلا جهد ولا قلق.
لم يعد الرأي العام صوت الشعوب فحسب، بل صار صوتًا تصنعه الجيوش الرقمية، والمحتوى الموجّه، والترندات المصطنعة. وبضغطة زر، يمكن لمئات الآلاف من الحسابات المدارة بالذكاء الاصطناعي أن تغيّر اتجاه نقاش عالمي، أو تُحاصر رأياً قبل أن يُولد، أو تسوّق لمصالح قوى دولية في مكان ما من العالم.
باتت المنصات ساحة معركة للرأي، وأصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من السلاح المستخدم فيها.
أسئلة كثيرة تُطرح، من يقود الرأي العام العالمي؟ وهل ما يعتقده الناس هو نابع منهم؟ أم مجرد صدى لتوجيه خوارزميات غير مرئية؟
إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية؛ إنه مرآة مكبرة لإنسانيتنا، ولرغباتنا في الفهم والسيطرة، ولتشكيل صورة مثالية للذات، لكن الخطر يكمن حين تُصبح هذه المرآة مصدراً لتزوير الذات، وتفتيت الهوية، وتزييف الإجماع.
إننا بحاجة إلى ذكاء إنساني يُرشد الذكاء الاصطناعي.. لا العكس.، حيث يجب أن تظل الثقافة، والهوية، والرأي العام أصواتاً نابضة تعبّر عن الانتماء والذاتية الثقافية والولاء للوطن، لا مجرد محتوى يشكّله من يملك التقنية على المستوى الكوني.
* أستاذ الإعلام الرقمي المساعد

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هوية في مرآة الآلة: كيف يؤثر «AI» في تشكيل ثقافتنا؟
هوية في مرآة الآلة: كيف يؤثر «AI» في تشكيل ثقافتنا؟

الوطن

timeمنذ 8 ساعات

  • الوطن

هوية في مرآة الآلة: كيف يؤثر «AI» في تشكيل ثقافتنا؟

في زمنٍ لم نعد نفرّق فيه بين قصيدة كتبها إنسان، ولوحة رسمها روبوت، وتغريدة خرجت من قلب حقيقي أو خوارزمية تعلمت كيف تُثير الإعجاب..نقف أمام سؤال جوهري: من نحن، ومن يُشكّلنا؟ هل ما زلنا نحمل هويتنا في ضلوعنا؟ أم أنها باتت تُصاغ في معامل الذكاء الاصطناعي؟ لم تعد الهوية شيئاً نرثه من آبائنا وتاريخنا وثقافتنا فقط، بل باتت تُصاغ اليوم بخوارزميات دقيقة تعرف عنا أكثر مما نُعلن، وتُرشدنا إلى ما «نحب أن نكون». فأصبحت اختياراتنا في الملابس، والموسيقى، والطعام، وحتى الفيديوهات التي نشاهدها، مُوجَّهة بالذكاء الاصطناعي، الذي «يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا».ولم نعد أحراراً بالكامل في تشكيل ذواتنا، بل أصبحنا مرآة لصدى خفيّ يصنعه الذكاء الاصطناعي من خلف الشاشات. لم تعد الثقافة محصورة في كتاب يُقرأ أو مسرحية تُعرض؛ اليوم، تُملى الثقافة على الجماهير من ترندات «TikTok»، ويُعاد كتابة تاريخ الشعوب والأمم بلمسة ذكاء صناعي يعيد تركيب الواقع حسب «الاهتمام الجماهيري». لقد غيّر الذكاء الاصطناعي معايير الفن، وسرّع وتيرة الإبداع، حتى بات الإنسان يُطارد ذاته ليُلحق بإنتاج الآلة، أصبح المُبدع يُقارن بلوحة صُمّمت في ثوانٍ، أو نصٍّ كُتب بلا جهد ولا قلق. لم يعد الرأي العام صوت الشعوب فحسب، بل صار صوتًا تصنعه الجيوش الرقمية، والمحتوى الموجّه، والترندات المصطنعة. وبضغطة زر، يمكن لمئات الآلاف من الحسابات المدارة بالذكاء الاصطناعي أن تغيّر اتجاه نقاش عالمي، أو تُحاصر رأياً قبل أن يُولد، أو تسوّق لمصالح قوى دولية في مكان ما من العالم. باتت المنصات ساحة معركة للرأي، وأصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من السلاح المستخدم فيها. أسئلة كثيرة تُطرح، من يقود الرأي العام العالمي؟ وهل ما يعتقده الناس هو نابع منهم؟ أم مجرد صدى لتوجيه خوارزميات غير مرئية؟ إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية؛ إنه مرآة مكبرة لإنسانيتنا، ولرغباتنا في الفهم والسيطرة، ولتشكيل صورة مثالية للذات، لكن الخطر يكمن حين تُصبح هذه المرآة مصدراً لتزوير الذات، وتفتيت الهوية، وتزييف الإجماع. إننا بحاجة إلى ذكاء إنساني يُرشد الذكاء الاصطناعي.. لا العكس.، حيث يجب أن تظل الثقافة، والهوية، والرأي العام أصواتاً نابضة تعبّر عن الانتماء والذاتية الثقافية والولاء للوطن، لا مجرد محتوى يشكّله من يملك التقنية على المستوى الكوني. * أستاذ الإعلام الرقمي المساعد

رسمياً.. إنستجرام يفعل ميزة الريبوست داخل مصر
رسمياً.. إنستجرام يفعل ميزة الريبوست داخل مصر

أخبارك

timeمنذ 2 أيام

  • أخبارك

رسمياً.. إنستجرام يفعل ميزة الريبوست داخل مصر

فعلت منصة انستجرام، اليوم الخميس، ميزة إعادة نشر المنشورات "الريبوست"، التي رُصدت منذ عام 2022، وبالفعل وصلت تلك الميزة إلى حسابات المستخدمين داخل مصر ليتمكنون من إعادة نشر محتواهم الخاص بالإضافة إلى منشورات الآخرين. وقد خصصت "إنستجرام"، تنسيق جديد على صفحات المستخدمين بعلامة تبويب جديدة تضم كل فيديوهات والمنشورات التي تم إعادة نشرها، حتى لا تمتلىء صفحات المستخدمين بالمنشورات والقصص ومقاطع الفيديو القصيرة والملاحظات والرسائل المباشرة والإعلانات وغيرها. وتتيح هذه الميزة لك مشاركة المحتوى الشيق وتعزيزه كما يفعلون بالفعل على منصات أخرى. على الرغم من أنه يمكنك حاليًا مشاركة منشور شخص ما في قصتك، إلا أن ميزة إعادة النشر القادمة ستتيح لك إعادة نشر المنشور في موجز إنستجرام، بالإضافة إلى ذلك، يستخدم بعض الأشخاص حاليًا حلولًا بديلة وتطبيقات خارجية لإعادة نشر المحتوى، لذا فإن ميزة إعادة المشاركة الرسمية ستغني عن البحث عن بدائل. بالنسبة للمبدعين، قد تُمكّنهم ميزة إعادة النشر من تعزيز وصولهم واكتشافهم، إضافةً إلى ذلك، يمتلئ إنستجرام بصور وميمات مُعاد نشرها، والتي غالبًا ما لا تُشير إلى أصحابها الأصليين، لذا فإن إضافة ميزة إعادة النشر قد تُساعد في ضمان حصول المبدعين على الفضل عند مشاركة محتواهم على نطاق واسع. من المنطقي أن يُقدّم إنستجرام ميزة إعادة النشر، لا سيما وأن هذه الميزة قد تبناها منصات تواصل اجتماعي أخرى مثل Threads وTikTok. تجدر الإشارة إلى أن إعادة النشر اكتسبت شعبيةً واسعةً مع إطلاق تويتر ميزة "إعادة التغريد" عام 2009.

أخبار التكنولوجيا : رسمياً.. إنستجرام يفعل ميزة الريبوست داخل مصر
أخبار التكنولوجيا : رسمياً.. إنستجرام يفعل ميزة الريبوست داخل مصر

نافذة على العالم

timeمنذ 2 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار التكنولوجيا : رسمياً.. إنستجرام يفعل ميزة الريبوست داخل مصر

الخميس 26 يونيو 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - فعلت منصة انستجرام، اليوم الخميس، ميزة إعادة نشر المنشورات "الريبوست"، التي رُصدت منذ عام 2022، وبالفعل وصلت تلك الميزة إلى حسابات المستخدمين داخل مصر ليتمكنون من إعادة نشر محتواهم الخاص بالإضافة إلى منشورات الآخرين. وقد خصصت "إنستجرام"، تنسيق جديد على صفحات المستخدمين بعلامة تبويب جديدة تضم كل فيديوهات والمنشورات التي تم إعادة نشرها، حتى لا تمتلىء صفحات المستخدمين بالمنشورات والقصص ومقاطع الفيديو القصيرة والملاحظات والرسائل المباشرة والإعلانات وغيرها. ميزة الريبوست وتتيح هذه الميزة لك مشاركة المحتوى الشيق وتعزيزه كما يفعلون بالفعل على منصات أخرى. على الرغم من أنه يمكنك حاليًا مشاركة منشور شخص ما في قصتك، إلا أن ميزة إعادة النشر القادمة ستتيح لك إعادة نشر المنشور في موجز إنستجرام، بالإضافة إلى ذلك، يستخدم بعض الأشخاص حاليًا حلولًا بديلة وتطبيقات خارجية لإعادة نشر المحتوى، لذا فإن ميزة إعادة المشاركة الرسمية ستغني عن البحث عن بدائل. بالنسبة للمبدعين، قد تُمكّنهم ميزة إعادة النشر من تعزيز وصولهم واكتشافهم، إضافةً إلى ذلك، يمتلئ إنستجرام بصور وميمات مُعاد نشرها، والتي غالبًا ما لا تُشير إلى أصحابها الأصليين، لذا فإن إضافة ميزة إعادة النشر قد تُساعد في ضمان حصول المبدعين على الفضل عند مشاركة محتواهم على نطاق واسع. من المنطقي أن يُقدّم إنستجرام ميزة إعادة النشر، لا سيما وأن هذه الميزة قد تبناها منصات تواصل اجتماعي أخرى مثل Threads وTikTok. تجدر الإشارة إلى أن إعادة النشر اكتسبت شعبيةً واسعةً مع إطلاق تويتر ميزة "إعادة التغريد" عام 2009.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store