أخبارنا : أ.د. زياد ارميلي ... الإنجاز الأكاديمي لا يُقابل بالتجريح... بل بالدعم والتقدير.
في خضم النقاش الدائر حول التعليم العالي في الأردن، جاء تصريح وزير التعليم العالي الأخير بشأن "الإنفاق غير المبرر" من قبل الجامعات على التصنيفات العالمية، مقابل تراجعها في مؤشر النزاهة البحثية، كصدمة غير مبررة للعديد من الأكاديميين والمهتمين. ففي الوقت الذي تُسجل فيه مؤسساتنا الأكاديمية، وفي مقدمتها الجامعة الأردنية، تقدمًا ملموساً في المؤشرات الدولية وهو ما توج مؤخرًا بوصولها إلى المرتبة 368 عالميًا في تصنيف QS – يفاجأ الشارع الأكاديمي بتصريح يقلل من هذا الإنجاز، ويوحي ضمنًا بسوء تقدير أو أولويات خاطئة. لكن الحقيقة أن ما تحقق، خصوصًا في مجال البحث العلمي والتطوير الأكاديمي، لم يكن صدفة، ولا نتيجة إسراف غير مبرر، بل هو ثمرة جهود ممنهجة بذلتها الجامعة الأردنية ممثلة برئيسها والكادر الإداري ومثيلاتها، في ظل موارد محدودة، وضغوط مالية وإدارية لا تخفى على أحد. لقد عملت هذه الجامعات ضمن بيئة تحفها التحديات، واستجابت بمرونة ومسؤولية لتوجهات الدولة التي طالما شددت على أهمية تحسين مواقع الجامعات الأردنية في التصنيفات العالمية. وإذا كانت الحكومة، ممثلة بوزارة التعليم العالي، قد جعلت من "تحسين التصنيف" هدفًا معلناً خلال السنوات الماضية، وضمنته في خططها واستراتيجياتها، فكيف يمكن الآن، عند أول اختبار نقدي، أن توجًه أصابع اللوم إلى الجامعات وحدها؟ وأين كانت الوزارة – بوصفها الجهة الرقابية والتشريعية العليا – من سياسات الإنفاق الأكاديمي والبحثي؟ وكيف غاب عنها مؤشر النزاهة حين بدأ بالتراجع، إن صح ذلك؟ الوزير، بصفته "الرجل الأول" في قطاع التعليم العالي، يتحمل كامل المسؤولية عن اختلال السياسات إن وجدت. فدوره لا ينحصر في إدارة الوزارة، بل في وضع السياسات العامة للتعليم، ومراقبة الأداء، وتوجيه الجامعات نحو مسارات تنموية واضحة ومستقرة. وإن كان هناك قصور في جانب النزاهة، فإن أول من يجب أن يُسأل هو من صاغ السياسات، لا من اجتهد ضمنها. الجامعات الأردنية، وفي مقدمتها الجامعة الأردنية، لم تكن تتصرف في فراغ. إن كل دينار أُنفق لتحسين الترتيب الأكاديمي كان في إطار استجابة لمطالب رسمية، وكان يسوّق لاحقاً على أنه "نجاح وطني" في المؤتمرات والتقارير. فكيف يتحول هذا "النجاح" إلى موضع إدانة بمجرد تغير اللهجة أو تبدل الأولويات؟ إن الحديث عن النزاهة الأكاديمية لا يجب أن يكون رد فعل مؤقتًا، ولا شماعة تعلق عليها إخفاقات متراكمة. بل هو مسؤولية مشتركة تتطلب إصلاحاً حقيقياً في البنية، وتحفيزًا لأخلاقيات البحث العلمي، وتطويراً في أنظمة التقييم والترقية. لكن هذا لن يتحقق إذا ظل الخطاب الرسمي متناقضاً، تارة يشيد، وتارة يحمّل اللوم. إن الدفاع عن الجامعات الأردنية اليوم، ليس تعصباً لها، بل إنصاف لجهودها في مواجهة ظروف صعبة، وموقف وطني من أجل استمرارية مشروع التعليم والبحث في بلد لا يملك ترف التراجع. فهذه الجامعات ما زالت تخرج الكفاءات، وتنتج البحوث، وتحافظ على حضور إقليمي محترم، رغم ما تعانيه من نقص الموارد وتعدد التدخلات. لذلك، فإن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح اليوم هو: هل فشل التعليم العالي سببه الجامعات التي التزمت بتوجهات الدولة؟ أم السياسات المتضاربة التي أُدير بها هذا القطاع؟ وهل نحتاج إلى مزيد من النقد، أم إلى شراكة حقيقية في الإصلاح، تبدأ من أعلى الهرم؟ إننا لا نرفض النقد الموضوعي، لكننا نرفض أن تحمّل الجامعات وحدها نتائج نموذج كانت تنفذ فيه التوجيهات، لا تصنعها. فالإصلاح الحقيقي يبدأ من الاعتراف بالمسؤولية المشتركة، لا من توزيع اللوم.
أ.د. زياد ارميلي / أستاذ جامعي/كلية علوم الرياضه/الجامعه الاردنيه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 5 ساعات
- وطنا نيوز
رئيس جامعة البترا يهنئ أسرة الجامعة بمناسبة دخول الجامعة تصنيف QS العالمي للجامعات لعام 2026
وطنا اليوم: هنئ رئيس جامعة البترا أسرة الجامعة بمناسبة دخول الجامعة تصنيف QS العالمي للجامعات لعام 2026، ضمن الفئة (1201–1400) على مستوى جامعات العالم، في إنجاز يعكس الجهود المتميزة لكوادرها الأكاديمية والإدارية.


سواليف احمد الزعبي
منذ يوم واحد
- سواليف احمد الزعبي
أ.د. حمدان بالمؤتمرالعربي في 'الاردنية ' : الأمن السيبراني ضرورة استراتيجية للعملية التعليمية ولمجتمع رقمي آمن
#سواليف قال الاستاذ الدكتور ساري حمدان رئيس #جامعة_عمان_الاهلية: أن الجامعة من أوائل الجامعات الأردنية التي أطلقت برامج أكاديمية متخصصة في الشبكات والأمن السيبراني على مستوى البكالوريوس والماجستير، وان الأمن السيبراني لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان استمرارية العملية التعليمية، وحماية الطلبة، وتأمين البيانات، وبناء مجتمع رقمي آمن . جاء ذلك خلال مشاركته بالنيابة عن سعادة الدكتور ماهر الحوراني، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة عمان الأهلية، ورئيس هيئه المديرين للشركة الأردنية المتحدة للاستثمار (مالكة جامعة عمان الأهلية ومجموعة مدارس الجامعة)، في حفل افتتاح المؤتمر العربي للموهبة والتفوق الذي تنظمه الدولية للشباب والتنمية بالتعاون مع الجامعة الاردنية وجامعة عمان الاهلية تحت عنوان ' الأمن السيبراني والتربية والتعليم في المجتمع المعرفي ' ، والذي رعى افتتاحه معالي الاستاذ الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية يوم الثلاثاء 15-7-2025 في الجامعة الاردنية ، وتستمر أعماله على مدار يومين بمشاركة من الأردن والدول العربية والمانيا ، الى جانب مشاركة واسعة من عدد من اصحاب المعالي والاعيان وأصحاب العطوفة والسعادة من الأكاديميين والخبراء . وأضاف أ.د.ساري حمدان بالقول : نبارك للجامعة الأردنية هذا الإنجاز الكبير بحصولها على المركز (324) عالميًا في تصنيف QS، كما أهنئ الجامعات الأردنية الأخرى، الحكومية والخاصة، على حصولها على مراكز مشرفة في هذا التصنيف العالمي المرموق. إن هذه الإنجازات تمثل دليلًا واضحًا على جودة التعليم العالي الأردني، وتعزز من مكانته وسمعته على المستويين الإقليمي والعالمي. كما ثمّن انعقاد هذا المؤتمر الهام الذي يُسلّط الضوء على أحد أبرز التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية والمجتمعات الحديثة، ألا وهو الأمن السيبراني. ثم قال : حرصت جامعة عمان الاهلية على تطوير البرامج الأكاديمية المتخصصة في الشبكات والأمن السيبراني بما يتماشى مع أحدث المستجدات التقنية والمعايير العالمية، وذلك من خلال تحديث الخطط الدراسية، والاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، واستقطاب كفاءات أكاديمية متخصصة ، كما تؤمن الجامعة بأهمية التكامل بين التعليم النظري والتطبيقي، لذا وفرت لطلبتها مختبرات حديثة ومحاكاة عملية تُمكّنهم من التفاعل المباشر مع السيناريوهات الحقيقية في مجال الحماية الرقمية، كما تسعى الجامعة إلى بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات محلية ودولية متخصصة في الأمن السيبراني، بما يسهم في تعزيز قدرات الطلبة وتمكينهم من المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي. وأوضح : إن مشاركتنا في هذا المؤتمر تأتي تجسيدًا لالتزام جامعة عمان الأهلية بدورها الوطني والبحثي في معالجة القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية، وفي مقدمتها الأمن السيبراني، الذي بات يُشكّل حجر الأساس في حماية المؤسسات والأفراد، وضمان استدامة التنمية والتحول الرقمي في مختلف القطاعات ، ومن هذا المنطلق، أدركت جامعة عمان الأهلية ومدارس الجامعة مبكرًا أهمية الأمن السيبراني، وتحرص بشكل مستمر على تطوير برامج ومبادرات نوعية في هذا المجال، من أبرزها: برنامج البكالوريوس في الشبكات والأمن السيبراني الحاصل على اعتماد الجودة الأمريكي و (ABET)شهادة ضمان الجودة الأردنية، وبرنامج الماجستير في الأمن السيبراني لإعداد كوادر قيادية متخصصة في تحليل التهديدات السيبرانية واختبار الاختراق ، وفي أمن الشبكات ونظم المعلومات والبنى التحتية الحساسة ، وإدارة مخاطر الأمن السيبراني والاستجابة للحوادث. كما أنتجت جامعة عمان الأهلية 93 بحثًا علميًا محكّمًا في مجالي الأمن السيبراني والشبكات خلال عامي 2024 و2025 فقط، وجميعها مدرجه في قاعدة البيانات العالمية Scopus. واعتمدت الجامعة كمركز استضافة لمركز الأمن السيبراني التابع لاتحاد الجامعات العربية كمنصة عربية للتميز والتعاون ، ذلك الى جانب إدراج الجامعة لمادة 'الثقافة الرقمية' كمادة اختيارية ضمن متطلبات الجامعة، وتأمين بيئة التعليم الإلكتروني و تمكين المعلمين من مواجهة التهديدات الرقمية من خلال المركز والبرامج التدريبية لتأهيل المعلمين وأعضاء هيئة التدريس في مدارس الجامعة. وختم بالقول : نأمل من جامعاتنا الأردنية كافة أن تسهم بفاعلية في تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله، في بناء منظومة تعليمية ريادية تدعم التميز وتعزز الابتكار، بما يُسهم في وضع الأردن في مصاف الدول الرائدة في التعليم إقليميًا وعالميًا، ويخدم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في وطننا العزيز. • وكان راعي المؤتمر معالي الاستاذ نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية قد رحب بالحضور ، وقال : نُرحبُ بكم في أرضِ الجامعة، وفي حَرَمها الفريد، ونعدكم بأنّ هذه الجامعة ستكون درعًا واقيًا لهذا الوطن، فهؤلاء خريجوها يطوفونَ العالم بأفكارِهم ومهاراتهم، وقد ضربوا المثل في تفوّق خرّيجي تكنولوجيا المعلومات من هذه الجامعة. وشدد عبيدات انه لا بدَّ من التأكيدِ على أهمية تدوير المعرفة والرؤى المكتسبة، وتبادلها بين المؤسساتِ، والجمعيات، والأفراد، في هذا الوطن الشامخ، بقيادته، وأبنائه، ومؤسساته. وقال : لقد ضربتِ الجامعة الأردنيّة أجملَ الأمثلة حين تعاونت مع مركز 'جودبي' لبناءِ واحدٍ من أهمّ مراكز الأمن السيبراني داخل أسوار الجامعة، وفيه يتدرّب الطلبةُ من كلِّ الكليات، ومن خارجِ أسوار الجامعة أيضًا، كما ضربتِ الجامعةُ مثالًا جميلًا آخر، بشراكتها مع البنك العربي، حين تأسّس مركزٌ خاصٌّ لطلبة كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، وهناك مشاريعُ قادمةٌ لشراكاتٍ من شأنها أن تُدرّبَ شبابَنا وطلابَنا على أحدثِ الممارسات، والوقوف في وجهِ لصوص هذا القرن. وبين عبيدات ان لدينا كلّ أسباب النجاح قيادةٌ مُلهِمة، وعقولٌ نيّرة، وموروثٌ حضاريٌّ رائع، والأهم أن تسودَ الثقة، والمحبّة، والتضامن بين أبناءِ الوطن، وكلي ثقة بأنّ مؤتمركم هذا سيساهم في بناء وطنٍ يتمتّع بمستقبلٍ رقميّ أكثر أمانًا، وأكثر متانة، وأبناء أكثر محبةً وجمالًا، كلّنا ثقة بأنّ مؤسّساتِنا، كما تميّزت بالأمس، قادرةٌ على رسم طريق التميّز اليوم، وفي كلِّ الأوقات. لكن علينا أن نَعي أننا بحاجة إلى أدواتٍ جديدة، ورؤى مختلفة، ومناهج قادرة على صُنعِ المستقبل، وكلّي ثقةٌ بمؤسساتنا، ووطننا، وقدراتنا، وعقول أبناء هذا الأردنّ الرائع، لكنّ أعيننا يجبُ أن تكون مفتوحة، وعقولنا لا بدَّ أن تبحثَ وتُمَحّص، وتفتّش عن أدواتٍ جديدة لهذا المستقبل. • كما قال الدكتورعدنان محمود الطوباسي الرئيس العام للمؤسسة الدولية للشباب والتنمية ان سعادتنا كبيرة هذا العام ونحن نرى الجامعة الاردنية تتفوق وتنطلق نحو العالمية بقيادة رئيسها المتألق والطبيب الهادىء معالي الاستاذ الدكتور نذير عبيدات الذي يولي الجامعة والبحث العلمي اهمية كبيرة حيث ازدهرت الجامعة وتطورت وانجزت وحققت النتائج الرائعة على سلم المعايير الدولية. وقال إن المؤتمر يحظى برعاية الاستاذ الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية الذي يرى في هذه المؤتمرات نوافذ ومحطات امل للباحثين والمفكرين وهو داعم مستمر لمؤسسات المجتمع المدني وحريص على التعاون معها باستمرار. واضاف اننا سعداء ايضا ومؤسستنا تتعاون مع جامعة عمان الاهلية أولى الجامعات الخاصة وهي التي يحرص رئيس هيئة المديرين فيها الدكتور ماهر الحوراني على أن تبقى الجامعة تتطور وتتقدم بالبحث العلمي والانجاز والعطاء وهي تحقق نتائج طيبة وعالية المستوى على المعايير الدولية. وأشار الطوباسي الى ان المؤتمر يشارك فيه مفكرين واساتذة جامعات والمعلمين من المدارس الحكومية والخاصة. • وقد عقدت في اليوم الاول 15-7-2025 الجلسة الاولى برئاسة معالي الدكتور جواد العناني- نائب رئيس الوزراء الأسبق وتحدث فيها : معالي المهندس: احمد الهنانده – وزير الاقتصاد الرقمي والرياده الاسبق حول الامن السيبراني في الأردن : الواقع والمستقبل، ثم معالي الدكتور محمود الخرابشة وزيرالدولة الاسبق حول الامن السيبراني …والامن الوطني، ومعالي الدكتورهايل داود وزير الأوقاف الاسبق حول الامن السيبراني من وجهة نظر شرعية. كما عقدت الجلسة الثانية بذات اليوم برئاسة معالي الاستاذ فيصل الشبول – وزير الاعلام الاسبق – ورئيس مجلس ادارة جريدة الدستور، وتحدث فيها معالي الأستاذ الدكتور فايز السعودي وزير التربية والتعليم الاسبق حول الامن السيبراني والامن الاسري، ثم النائب دينا البشيرعضو مجلس النواب حول الامن السبيراني والامن القانوني، ومعالي المهندس صخر دودين وزير الاعلام الاسبق حول الامن السيبراني والامن الاعلامي. • وتعقد يوم غد الاربعاء 16-5-2025 الجلسة الاولى برئاسة الدكتور محمد الحاج – رئيس هيئة المديرين – مدارس الفرقان ، ويتحدث فيها الدكتورتيسير صبحي مدير المركز الدولي للتربية الابتكارية –المانيا حول الأمن السيبراني واخلاقيات البحث العلمي ، ثم الأستاذ الدكتورصالح الشرايعه المدير التنفيذي لشركة شبكة الجامعات الاردنية حول دور الشبكة بإنشاء وإدارة مركز القطاعات الأمنية لمؤسسات التعليم العالي. فيما تعقد الجلسة الثانية بذات اليوم برئاسة سعادة العين: الأستاذ الدكتورة : محاسن الجاغوب ويتحدث فيها معالي الدكتورإبراهيم بدران وزير التربية والتعليم الاسبق حول الأمن السيبراني مقارنات دولية، ثم الأستاذ الدكتورمحمد الزبون من الجامعة الاردنية، ثم الدكتورنضال الفيومي من جامعة قطرحول المهارات الأساسية المطلوبة خلال عام 2030 ما بعد البرمجة والمهارات التكنولوجية . بينما تعقد الجلسة الختامية برئاسة معالي الدكتورعزت جرادات للخروج بتوصيات المؤتمر.

الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
حمدان بالمؤتمرالعربي في "الأردنية": الأمن السيبراني ضرورة استراتيجية للعملية التعليمية ولمجتمع رقمي آمن
عمان - الدستور قال الاستاذ الدكتور ساري حمدان رئيس جامعة عمان الاهلية، إن الجامعة من أوائل الجامعات الأردنية التي أطلقت برامج أكاديمية متخصصة في الشبكات والأمن السيبراني على مستوى البكالوريوس والماجستير، وان الأمن السيبراني لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان استمرارية العملية التعليمية، وحماية الطلبة، وتأمين البيانات، وبناء مجتمع رقمي آمن . جاء ذلك خلال مشاركته بالنيابة عن الدكتور ماهر الحوراني، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة عمان الأهلية، ورئيس هيئة المديرين للشركة الأردنية المتحدة للاستثمار (مالكة جامعة عمان الأهلية ومجموعة مدارس الجامعة)، في حفل افتتاح المؤتمر العربي للموهبة والتفوق الذي تنظمه الدولية للشباب والتنمية بالتعاون مع الجامعة الاردنية وجامعة عمان الاهلية تحت عنوان "الأمن السيبراني والتربية والتعليم في المجتمع المعرفي" ، والذي رعى افتتاحه الاستاذ الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية اليوم الثلاثاء في الجامعة الاردنية، وتستمر أعماله على مدار يومين بمشاركة من الأردن والدول العربية والمانيا، الى جانب مشاركة واسعة من عدد من اصحاب المعالي والاعيان وأصحاب العطوفة والسعادة من الأكاديميين والخبراء. وأضاف أ.د.ساري حمدان بالقول : نبارك للجامعة الأردنية هذا الإنجاز الكبير بحصولها على المركز (324) عالميًا في تصنيف QS، كما أهنئ الجامعات الأردنية الأخرى، الحكومية والخاصة، على حصولها على مراكز مشرفة في هذا التصنيف العالمي المرموق. إن هذه الإنجازات تمثل دليلًا واضحًا على جودة التعليم العالي الأردني، وتعزز من مكانته وسمعته على المستويين الإقليمي والعالمي. كما ثمّن انعقاد هذا المؤتمر الهام الذي يُسلّط الضوء على أحد أبرز التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية والمجتمعات الحديثة، ألا وهو الأمن السيبراني. ثم قال : حرصت جامعة عمان الاهلية على تطوير البرامج الأكاديمية المتخصصة في الشبكات والأمن السيبراني بما يتماشى مع أحدث المستجدات التقنية والمعايير العالمية، وذلك من خلال تحديث الخطط الدراسية، والاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، واستقطاب كفاءات أكاديمية متخصصة ، كما تؤمن الجامعة بأهمية التكامل بين التعليم النظري والتطبيقي، لذا وفرت لطلبتها مختبرات حديثة ومحاكاة عملية تُمكّنهم من التفاعل المباشر مع السيناريوهات الحقيقية في مجال الحماية الرقمية، كما تسعى الجامعة إلى بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات محلية ودولية متخصصة في الأمن السيبراني، بما يسهم في تعزيز قدرات الطلبة وتمكينهم من المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي. وأوضح : إن مشاركتنا في هذا المؤتمر تأتي تجسيدًا لالتزام جامعة عمان الأهلية بدورها الوطني والبحثي في معالجة القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية، وفي مقدمتها الأمن السيبراني، الذي بات يُشكّل حجر الأساس في حماية المؤسسات والأفراد، وضمان استدامة التنمية والتحول الرقمي في مختلف القطاعات ، ومن هذا المنطلق، أدركت جامعة عمان الأهلية ومدارس الجامعة مبكرًا أهمية الأمن السيبراني، وتحرص بشكل مستمر على تطوير برامج ومبادرات نوعية في هذا المجال، من أبرزها: برنامج البكالوريوس في الشبكات والأمن السيبراني الحاصل على اعتماد الجودة الأمريكي و (ABET)شهادة ضمان الجودة الأردنية، وبرنامج الماجستير في الأمن السيبراني لإعداد كوادر قيادية متخصصة في تحليل التهديدات السيبرانية واختبار الاختراق ، وفي أمن الشبكات ونظم المعلومات والبنى التحتية الحساسة ، وإدارة مخاطر الأمن السيبراني والاستجابة للحوادث. كما أنتجت جامعة عمان الأهلية 93 بحثًا علميًا محكّمًا في مجالي الأمن السيبراني والشبكات خلال عامي 2024 و2025 فقط، وجميعها مدرجه في قاعدة البيانات العالمية Scopus. واعتمدت الجامعة كمركز استضافة لمركز الأمن السيبراني التابع لاتحاد الجامعات العربية كمنصة عربية للتميز والتعاون ، ذلك الى جانب إدراج الجامعة لمادة "الثقافة الرقمية" كمادة اختيارية ضمن متطلبات الجامعة، وتأمين بيئة التعليم الإلكتروني و تمكين المعلمين من مواجهة التهديدات الرقمية من خلال المركز والبرامج التدريبية لتأهيل المعلمين وأعضاء هيئة التدريس في مدارس الجامعة. وختم بالقول : نأمل من جامعاتنا الأردنية كافة أن تسهم بفاعلية في تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله، في بناء منظومة تعليمية ريادية تدعم التميز وتعزز الابتكار، بما يُسهم في وضع الأردن في مصاف الدول الرائدة في التعليم إقليميًا وعالميًا، ويخدم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في وطننا العزيز. وكان راعي المؤتمر الاستاذ نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية قد رحب بالحضور، وقال : نُرحبُ بكم في أرضِ الجامعة، وفي حَرَمها الفريد، ونعدكم بأنّ هذه الجامعة ستكون درعًا واقيًا لهذا الوطن، فهؤلاء خريجوها يطوفونَ العالم بأفكارِهم ومهاراتهم، وقد ضربوا المثل في تفوّق خرّيجي تكنولوجيا المعلومات من هذه الجامعة. وشدد عبيدات انه لا بدَّ من التأكيدِ على أهمية تدوير المعرفة والرؤى المكتسبة، وتبادلها بين المؤسساتِ، والجمعيات، والأفراد، في هذا الوطن الشامخ، بقيادته، وأبنائه، ومؤسساته. وقال : لقد ضربتِ الجامعة الأردنيّة أجملَ الأمثلة حين تعاونت مع مركز "جودبي" لبناءِ واحدٍ من أهمّ مراكز الأمن السيبراني داخل أسوار الجامعة، وفيه يتدرّب الطلبةُ من كلِّ الكليات، ومن خارجِ أسوار الجامعة أيضًا، كما ضربتِ الجامعةُ مثالًا جميلًا آخر، بشراكتها مع البنك العربي، حين تأسّس مركزٌ خاصٌّ لطلبة كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، وهناك مشاريعُ قادمةٌ لشراكاتٍ من شأنها أن تُدرّبَ شبابَنا وطلابَنا على أحدثِ الممارسات، والوقوف في وجهِ لصوص هذا القرن. وبين عبيدات ان لدينا كلّ أسباب النجاح قيادةٌ مُلهِمة، وعقولٌ نيّرة، وموروثٌ حضاريٌّ رائع، والأهم أن تسودَ الثقة، والمحبّة، والتضامن بين أبناءِ الوطن، وكلي ثقة بأنّ مؤتمركم هذا سيساهم في بناء وطنٍ يتمتّع بمستقبلٍ رقميّ أكثر أمانًا، وأكثر متانة، وأبناء أكثر محبةً وجمالًا، كلّنا ثقة بأنّ مؤسّساتِنا، كما تميّزت بالأمس، قادرةٌ على رسم طريق التميّز اليوم، وفي كلِّ الأوقات. لكن علينا أن نَعي أننا بحاجة إلى أدواتٍ جديدة، ورؤى مختلفة، ومناهج قادرة على صُنعِ المستقبل، وكلّي ثقةٌ بمؤسساتنا، ووطننا، وقدراتنا، وعقول أبناء هذا الأردنّ الرائع، لكنّ أعيننا يجبُ أن تكون مفتوحة، وعقولنا لا بدَّ أن تبحثَ وتُمَحّص، وتفتّش عن أدواتٍ جديدة لهذا المستقبل. كما قال الدكتورعدنان محمود الطوباسي الرئيس العام للمؤسسة الدولية للشباب والتنمية ان سعادتنا كبيرة هذا العام ونحن نرى الجامعة الاردنية تتفوق وتنطلق نحو العالمية بقيادة رئيسها المتألق والطبيب الهادىء معالي الاستاذ الدكتور نذير عبيدات الذي يولي الجامعة والبحث العلمي اهمية كبيرة حيث ازدهرت الجامعة وتطورت وانجزت وحققت النتائج الرائعة على سلم المعايير الدولية. وقال إن المؤتمر يحظى برعاية الاستاذ الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية الذي يرى في هذه المؤتمرات نوافذ ومحطات امل للباحثين والمفكرين وهو داعم مستمر لمؤسسات المجتمع المدني وحريص على التعاون معها باستمرار. واضاف اننا سعداء ايضا ومؤسستنا تتعاون مع جامعة عمان الاهلية أولى الجامعات الخاصة وهي التي يحرص رئيس هيئة المديرين فيها الدكتور ماهر الحوراني على أن تبقى الجامعة تتطور وتتقدم بالبحث العلمي والانجاز والعطاء وهي تحقق نتائج طيبة وعالية المستوى على المعايير الدولية. وأشار الطوباسي الى ان المؤتمر يشارك فيه مفكرين واساتذة جامعات والمعلمين من المدارس الحكومية والخاصة.وقد عقدت في اليوم الاول 15-7-2025 الجلسة الاولى برئاسة معالي الدكتور جواد العناني- نائب رئيس الوزراء الأسبق وتحدث فيها : معالي المهندس: احمد الهنانده - وزير الاقتصاد الرقمي والرياده الاسبق حول الامن السيبراني في الأردن : الواقع والمستقبل، ثم معالي الدكتور محمود الخرابشة وزيرالدولة الاسبق حول الامن السيبراني ...والامن الوطني، ومعالي الدكتورهايل داود وزير الأوقاف الاسبق حول الامن السيبراني من وجهة نظر شرعية. كما عقدت الجلسة الثانية بذات اليوم برئاسة معالي الاستاذ فيصل الشبول -وزير الاعلام الاسبق– ورئيس مجلس ادارة جريدة الدستور، وتحدث فيها الأستاذ الدكتور فايز السعودي وزير التربية والتعليم الاسبق حول الامن السيبراني والامن الاسري، ثم النائب دينا البشيرعضو مجلس النواب حول الامن السبيراني والامن القانوني، والمهندس صخر دودين وزير الاعلام الاسبق حول الامن السيبراني والامن الاعلامي. وتعقد يوم غد الاربعاء 16-5-2025 الجلسة الاولى برئاسة الدكتور محمد الحاج – رئيس هيئة المديرين – مدارس الفرقان ، ويتحدث فيها الدكتورتيسير صبحي مدير المركز الدولي للتربية الابتكارية –المانيا حول الأمن السيبراني واخلاقيات البحث العلمي ، ثم الأستاذ الدكتورصالح الشرايعه المدير التنفيذي لشركة شبكة الجامعات الاردنية حول دور الشبكة بإنشاء وإدارة مركز القطاعات الأمنية لمؤسسات التعليم العالي. فيما تعقد الجلسة الثانية بذات اليوم برئاسة سعادة العين: الأستاذ الدكتورة : محاسن الجاغوب، ويتحدث فيها الدكتورإبراهيم بدران وزير التربية والتعليم الاسبق حول الأمن السيبراني مقارنات دولية، ثم الأستاذ الدكتورمحمد الزبون من الجامعة الاردنية، ثم الدكتورنضال الفيومي من جامعة قطرحول المهارات الأساسية المطلوبة خلال عام 2030 ما بعد البرمجة والمهارات التكنولوجية . بينما تعقد الجلسة الختامية برئاسة معالي الدكتورعزت جرادات للخروج بتوصيات المؤتمر.