
باحث سياسي: هدنة غزة مرتبطة بطموحات ترامب وضغوط إسرائيلية داخلية… والتصعيد قادم إذا غابت الضمانات
فقد كشفت وسائل إعلام عبرية عن استعدادات يجريها جيش الاحتلال لتنفيذ مناورة واسعة النطاق في قلب مدينة غزة، إذا لم تحرز المفاوضات أي تقدم خلال الساعات القليلة المقبلة، التي وصفها مراقبون بأنها 'حاسمة ومفصلية' في مسار الحرب.
ومع تواصل الغارات الجوية والتحركات الميدانية في عدة محاور، تلوح القيادة الإسرائيلية بفرض طوق عسكري جديد على مناطق واسعة في وسط القطاع، خاصة دير البلح والمخيمات، ما يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد قد تكون الأعنف منذ بداية العدوان.
قال محمد فوزي باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن هدنة لمدة شهرين في قطاع غزة لا يمكن فصله عن اعتبارات دولية وإقليمية، أبرزها طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام خلال شهر أكتوبر المقبل.
وأوضح فوزي أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي بدأت تضغط باتجاه تهدئة مؤقتة نتيجة ما يمكن وصفه بانتهاء بنك الأهداف داخل غزة، ودخول الجيش في حالة استنزاف ميداني طويل الأمد، دون مكاسب حقيقية على الأرض.
وأضاف في المقابل، بدأت إسرائيل تتحرك إقليميًا بشكل لافت، سواء عبر محاولات تعزيز علاقتها مع دمشق، وفتح قنوات تواصل غير معلنة مع بيروت، إلى جانب تسريبات عبر الإعلام العبري بشأن تقدم محتمل في ملف التطبيع مع السعودية، ما يشير إلى محاولة ربط إنهاء الحرب بتغيرات جذرية في موازين الإقليم.
وأكد فوزي أن التهدئة المطروحة حاليًا تأتي في ظل هذا المناخ، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات جسيمة، أبرزها نوايا إسرائيلية لالتهام ما لا يقل عن 40% من أراضي قطاع غزة، من خلال السيطرة الميدانية والتوسع العسكري، دون تقديم أي ضمانات حقيقية بشأن انسحاب دائم أو وقف نهائي لإطلاق النار.
وأشار فوزي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال الهدنة كفرصة لإعادة ترتيب أوراقه السياسية والعسكرية، مع نية واضحة في استئناف القتال بمجرد انتهاء فترة التهدئة، في ظل غياب أي التزام دولي أو ضمانات فعالة للحد من تحركاته العدوانية.
وتابع الملف الأخطر هو ما يسمى بـ'اليوم التالي'، حيث لا تزال القضايا الجوهرية مثل مستقبل حكم حركة حماس، وسلاح المقاومة، وإعادة إعمار غزة، معلقة تمامًا، مما يهدد بتحويل الهدنة إلى مجرد استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من التصعيد.
واختتم فوزي تصريحاته بالتأكيد على أن التحركات الجارية حاليًا تعكس تقاطعًا معقدًا بين أهداف أمريكية انتخابية وأجندة إسرائيلية توسعية، وهو ما يجعل فرص الوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب ضعيفة ما لم ترفق الهدنة بخطوات سياسية واضحة، تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وتحفظ الحقوق الفلسطينية، وتمنع إعادة إنتاج الأزمة بشكل أكثر دموية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
عراقجي: اغتيال العلماء لم يوقف مشروع إيران النووي
اتهم عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني السابق، إسرائيل باغتيال 12 أكاديميًا إيرانيًا، مؤكدًا أن هذه العمليات لم توقف التقدّم النووي الإيراني، بل أدت إلى تخرّج أكثر من 100 تلميذ كفؤ عن كل عالم، مشددًا على أن هؤلاء "سيُظهرون لنتنياهو ما هم قادرون عليه"، في إشارة إلى استمرارية وتوسع البرنامج النووي الإيراني رغم الضربات الأمنية. نتنياهو 'فشل في إيران وغزة' وفي منشور نشره عبر منصة "إكس"، سخر عراقجي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه لم يحقق وعده بمحو إنجازات إيران النووية خلال أكثر من أربعة عقود، بل تلقّى "فشلًا ذريعًا" على هذا الصعيد. ووسّع عراقجي هجومه ليشمل الوضع العسكري والسياسي لنتنياهو، قائلاً إنه "تعهّد قبل عامين بالنصر في غزة، لكنه اليوم يواجه مأزقًا عسكريًا وأوامر اعتقال دولية بتهم ارتكاب جرائم حرب". وأضاف أن قوة حركة حماس تضاعفت لتبلغ أكثر من 200 ألف مقاتل، وهو ما يُناقض بحسب تعبيره أهداف إسرائيل المعلنة منذ بدء الحرب. إيران ترد والصواريخ 'أصابت أهدافًا سرية' في تصعيد لافت، قال عراقجي إن الصواريخ الإيرانية دمّرت مواقع سرية يشرف عليها نتنياهو شخصيًا، مما اضطره – بحسب الرواية الإيرانية – إلى طلب العون من الولايات المتحدة. وأوضح أن هذا الفشل العسكري أمام إيران لم يكن سوى نتيجة مباشرة للعناد الإسرائيلي والضربات الخاطئة في الحسابات الاستراتيجية. هجوم ساخر على واشنطن والموساد وختم عراقجي منشوره بسخرية حادة من تعامل الولايات المتحدة مع إسرائيل، متسائلًا بتهكم: "بصرف النظر عن مهزلة أن إيران قد تستمع لمجرم حرب مطلوب، السؤال هو: ما الذي يدخنه نتنياهو؟ وإن لم يكن هناك شيء... فماذا يملك الموساد على البيت الأبيض؟". يأتي تصريح عراقجي في سياق تصاعد التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل، سواء في ساحة الاشتباك المفتوحة في غزة، أو عبر الضربات المتبادلة المباشرة وغير المباشرة بين الطرفين، إضافة إلى الاتهامات المستمرة لإسرائيل بالمسؤولية عن عمليات اغتيال طالت علماء نوويين إيرانيين في الداخل، أبرزهم محسن فخري زاده عام 2020.


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
عراقجي: كل عالم إيراني اغتالته تل أبيب درب أكثر من 100 تلميذ وهؤلاء سيظهرون لنتانياهو ما هم قادرون عليه
أكد وزير الخارجية ال إيران ي عباس عراقجي أن "كل عالم إيراني اغتالته تل أبيب درب أكثر من 100 تلميذ كفء وهؤلاء سيظهرون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ما هم قادرون عليه". واشار عراقجي الى ان "نتانياهو تعهد بالنصر في غزة قبل نحو عامين. والنتيجة النهائية: مستنقع عسكري، ومذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، و200,000 مجنّد جديد في صفوف " حماس "". ولفت الى ان "وفي إيران، راوده حلم القضاء على أكثر من 40 عامًا من الإنجازات النووية السلمية. أما النتيجة: فكل واحد من العلماء الإيرانيين الذين اغتالتهم ميليشياته كان قد درّب أكثر من مئة تلميذ كفء. وهؤلاء سيُذيقون نتنياهو ما هم قادرون عليه". وأكد أن "غطرسته لا تتوقف عند هذا الحد. فبعد فشله الذريع في تحقيق أي من أهدافه الحربية ضد إيران، واضطراره للفرار نحو "الأب الراعي" بعدما دمّرت صواريخنا القوية مواقع حساسة تابعة للكيان الإسرائيلي والتي لا يزال نتانياهو يفرض الرقابة عليها بات الآن يُملي علنًا على الولايات المتحدة ما ينبغي أن تقوله أو تفعله في محادثاتها مع إيران". واضاف "بصرف النظر عن المهزلة التي مفادها أن إيران قد تقبل بأي شيء يقوله مجرم حرب مطلوب دوليًا، يبرز السؤال الحتمي: ما الذي يدخنه نتنياهو بالضبط؟ وإن لم يكن يدخن شيئًا، فما الذي تملكه الموساد على البيت الأبيض؟".


LBCI
منذ 3 ساعات
- LBCI
ترامب يأمل في التوصل إلى "تسوية" بشأن غزة خلال الأسبوع المقبل
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد، عن أمله في التوصل إلى "تسوية" الاسبوع المقبل بشأن النزاع في غزة، رغم تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس المنعقدة في الدوحة. وقال ترامب مكررا تصريحات متفائلة بشأن غزة أدلى بها في 4 تموز: "نحن نجري محادثات ونأمل أن نصل إلى تسوية خلال الأسبوع المقبل".