
في ذكرى ثورة 30 يونيو.. 11 عامًا من الدعم المتواصل للقيادة السياسية لمنظومة التعليم العالي
شهد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، طفرة هائلة على كافة المستويات، في ظل دعم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الـ11 عامًا الماضية؛ مما أدى إلى تطوير شامل في منظومة التعليم الجامعي.
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التوسع في إنشاء الجامعات الجديدة، جاء بفضل الدعم الهائل الذي قدمه الرئيس السيسي.. مشيرا إلى أن الهدف من إنشاء الجامعات هو استيعاب الإقبال المتزايد على منظومة التعليم العالي، وتحسين جودة الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب، ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل.
وقال الوزير إنه أصبح لدينا 128 جامعة ما بين حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية واتفاقيات إطارية ودولية بدلًا من 49 جامعة عام 2014 موزعة على النحو التالي: (28 جامعة حكومية بدلًا من 23 جامعة حكومية، و35 جامعة خاصة بدلًا من 23 جامعة خاصة، و32 جامعة أهلية، و14 جامعات تكنولوجية، و9 أفرع لجامعات أجنبية، و6 جامعات باتفاقيات دولية، وعدد 2 جامعة باتفاقيات إطارية، وجامعة بقوانين خاصة، وأكاديمية تُشرف عليها الوزارة)، بالإضافة إلى 185 معهدًا، وتتوزع الجامعات بجميع أنحاء الجمهورية، بجانب 11 مركزًا بحثيًا تابعًا لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن اهتمام الدولة بدعم الجامعات الحكومية ساهم في زيادة عددها؛ لتصبح 28 جامعة حكومية وتضم 517 كلية تقدم تخصصات علمية حديثة ومتنوعة تواكب متطلبات سوق العمل المعاصر والمستقبلي.
ونوه بأن المنظومة التعليمية في مصر أصبحت تضم 32 جامعة أهلية، بعد صدور قرارات جمهورية بإنشاء 12 جامعة أهلية جديدة وهي: (جامعة السويس الأهلية، جامعة دمنهور الأهلية، جامعة القاهرة الأهلية، جامعة عين شمس الأهلية، جامعة سوهاج الأهلية، جامعة كفر الشيخ الأهلية، جامعة الوادي الجديد الأهلية، جامعة الفيوم الأهلية، جامعة طنطا الأهلية، جامعة الأقصر الأهلية، جامعة دمياط الأهلية، جامعة مدينة السادات الأهلية)، مشيرًا إلى أنه من المستهدف بدء الدراسة في الجامعات الأهلية الجديدة خلال العام الدراسي (2025 - 2026).
الجامعات الأهلية
وأضاف الوزير أن الجامعات الأهلية الجديدة ستعمل جنبًا إلى جنب مع 16 جامعة أهلية، وهي (جامعة الملك سلمان الدولية، وجامعة العلمين الدولية، وجامعة الجلالة، وجامعة المنصورة الجديدة، جامعة بنها الأهلية، جامعة حلوان الأهلية، جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، جامعة الإسكندرية الأهلية، جامعة أسيوط الأهلية، جامعة المنصورة الأهلية، جامعة بني سويف الأهلية، جامعة الزقازيق الأهلية، جامعة جنوب الوادي الأهلية، جامعة المنوفية الأهلية، جامعة المنيا الأهلية، جامعة شرق بورسعيد الأهلية)، بالإضافة إلى أن هناك 4 جامعات أهلية تعمل منذ سنوات، وهي: (النيل الأهلية، الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية، الجامعة الأهلية الفرنسية في مصر، وجامعة مصر المعلوماتية)؛ ليزداد عدد الجامعات الأهلية من 4 جامعات قبل عام 2014؛ ليصبح 32 جامعة أهلية.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى استحداث مسار التعليم التكنولوجي؛ باعتباره من المسارات التعليمية المهمة، حيث تعتمد الجامعات التكنولوجية بشكل أساسي على تطبيق واستغلال التكنولوجيا في خدمة المجتمع، وتعمل على تزويد الطلاب بالمهارات والخبرات اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل.. موضحًا أنه قبل عام 2014 لم تكن هناك جامعات تكنولوجية وأصبح لدينا 14 جامعة تكنولوجية، وهي: (القاهرة الجديدة التكنولوجية - بني سويف التكنولوجية - الدلتا التكنولوجية - سمنود التكنولوجية - طيبة التكنولوجية - برج العرب التكنولوجية - أسيوط الجديدة التكنولوجية - 6 أكتوبر التكنولوجية - شرق بورسعيد التكنولوجية - حلوان التكنولوجية - الفيوم التكنولوجية - أسيوط التكنولوجية)، بالإضافة إلى جامعتين خاصتين تكنولوجيتين وهما (جامعة السويدي للتكنولوجيا - جامعة ساكسوني مصر)، مؤكدًا أن خطة الدولة تستهدف إنشاء جامعة تكنولوجية في كل محافظة، لتغطي جميع أنحاء الجمهورية، بجانب إنشاء الجامعات التكنولوجية الخاصة.
ولفت الوزير إلى التوسع في إنشاء أفرع الجامعات الأجنبية في مصر؛ للاستفادة من توافر فرص للتعليم الأجنبي من خلال هذه الفروع، وجذب الطلاب الوافدين للدراسة في مصر.. مشيرًا إلى أنه قبل 2014 لم تكن هناك أفرع للجامعات الأجنبية، وأصبح لدينا 9 أفرع للجامعات الدولية وهي: (مؤسسة جامعات المعرفة الدولية التي تستضيف فرع جامعة كوفنتري البريطانية وفرع جامعة نوفا البرتغالية، ومؤسسة جلوبال التي تستضيف فرع جامعة هيرتفوردشاير البريطانية، ومؤسسة "الجامعات الأوروبية في مصر" والتي تستضيف فرعًا لكل جامعة من جامعتي (لندن، وسط لانكشاير)، ومؤسسة الجامعات الكندية في مصر، والتي تستضيف فرع جامعة جزيرة الأمير إدوارد، وفرع جامعة رايرسون، ومؤسسة "مودرن جروب" التي تستضيف فرع جامعة كازان الروسية وفرع جامعة سان بطرسبرج الروسية، لافتًا إلى أنه تم الانتهاء من فحص 3 طلبات لإنشاء أفرع لجامعات أجنبية جديدة، كما أنه جاري فحص 19 طلبًا لإنشاء أفرع لجامعات أجنبية جديدة في مصر، وذلك في ظل الإقبال المتزايد على الالتحاق بأفرع الجامعات الأجنبية.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن الجامعات انضمت للتحالفات الإقليمية مع الجهات الصناعية والإنتاجية؛ بهدف دعم البحث العلمي للصناعة والاقتصاد الوطني، ومواجهة التحديات التي تواجه الأقاليم الجغرافية المختلفة على مستوى الجمهورية، وذلك تنفيذًا للمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي تحظى بدعم ورعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك بما يتماشى مع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي تهدف إلى تطوير المنظومة التعليمية والبحثية، وتهيئة بيئة مناسبة للاستثمار، وتوفير البنية التحتية اللازمة، ودعم جهود تنوع مؤسسات التعليم الجامعي، وربط الأبحاث العلمية باحتياجات وأولويات خطة الدولة وأهداف التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030).
وأكد أن الدعم غير المسبوق الذي قدمته القيادة السياسية لملف التعليم العالي والبحث العلمي أدى إلى زيادة عدد الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية في مصر، بالإضافة إلى استحداث تخصصات علمية جديدة بكافة روافد التعليم الجامعي، وتطور أداء الجامعات على مستوى التصنيفات الدولية، والارتقاء بمستويات النشر الدولي، وسوف يدعم التطور الصاعد للجامعات المصرية قوة مصر الناعمة إقليميًا ودوليًا، وزيادة أعداد الطلاب الوافدين الراغبين في استكمال دراستهم التعليمية بمصر، وتفعيل دور البحث العلمي في خدمة قضايا التنمية المُستدامة بالدولة.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الجامعات تعتمد على أحدث النظم التعليمية لتقديم تجربة تعليمية متميزة للطلاب، حيث تم تجهيز الجامعات بالمعامل وورش العمل التي تحتوي على أحدث التقنيات التكنولوجية، وتعتمد على نظم تعليمية عالمية متطورة، فضلًا عن تقديم برامج دراسية حديثة ومتميزة تؤهل الطلاب لتلبية متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، لافتًا إلى أن الجامعات تتوسع في عقد شراكات دولية مع جامعات أجنبية مرموقة ويتم تقديم برامج دراسية بشهادات مزدوجة الشهادة، ويساهم ذلك في الارتقاء بجودة العملية التعليمية، واستقطاب الطلاب الوافدين الراغبين في الدراسة في مصر، وتقليل سفر الطلاب للدراسة في الخارج، حيث يستطيع الطلاب الحصول على تعليم أجنبي على أرض الوطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صقر الجديان
منذ 21 دقائق
- صقر الجديان
الهجرة الدولية: نزوح 3200 أسرة بولاية غرب كردفان جنوبي السودان
بابنوسة – صقر الجديان أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الأحد، نزوح 3 آلاف و200 أسرة من قرية القنطور ريفي مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوبي السودان نتيجة اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت المنظمة الدولية في بيان: 'في يوم الجمعة، نزحت 3200 أسرة من قرية القنطور بمحافظة بابنوسة، بولاية غرب كردفان، بسبب الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع'. وذكر البيان أن الأسر نزحت إلى مواقع عديدة في أنحاء منطقة العيدية بولاية غرب كردفان، مشيرا أن الوضع 'لايزال متوترا ومتقلبا للغاية'. وفي بيان منفصل، قالت المنظمة إن '121 أسرة نزحت من قرية لمينا بمحافظة شيكان في ولاية شمال كردفان، الثلاثاء الماضي'. وذكرت أن الأسرة نزحت بسبب 'تفاقم انعدام الأمن' إلى مواقع أخرى داخل محافظة شيكان بشمال كردفان. وفي الأيام القليلة الماضية، تشهد ولايات كردفان الثلاث 'شمال وغرب وجنوب' اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع من نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض. أما في الولايات الـ16 الأخرى بالسودان، فلم تعد قوات 'الدعم السريع' تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع من ولايات إقليم دارفور.


صحيفة الخليج
منذ 36 دقائق
- صحيفة الخليج
إيران مستعدة لصفحة جديدة مع دول الخليج
أعلنت إيران، أمس الأحد أنّ لديها «شكوكاً جدية» بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار الساري منذ 24 يونيو بعد حرب استمرّت 12 يوماً بين الطرفين. كما طلبت من الأمم المتحدة الاعتراف بمسؤولية إسرائيل وواشنطن عن الحرب، وفقاً لرسالة وجّهها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ونُشرت أمس الأحد، ونفت توجيه «أي تهديد» لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الذي رجّح أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب «في غضون أشهر»، بينما قال الرئيس مسعود بزشكيان: إن طهران مستعدة لبدء صفحة جديدة في العلاقات مع دول الجوار في منطقة الخليج العربي. ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي قوله، أمس الأحد: «لم نبدأ نحن الحرب لكننا رددنا على المعتدي بكل قوتنا». وأضاف موسوي في محادثة عبر الهاتف مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان «لدينا شكوك جدية حيال امتثال إسرائيل لالتزاماتها بما في ذلك وقف إطلاق النار. ونحن على استعداد للرد بقوة» إذا تعرّضت إيران للهجوم مجدداً. وبحث الوزير السعودي، ورئيس الأركان الإيراني، تطورات الأوضاع في المنطقة، والتعاون الدفاعي. وقالت الوكالة: إن الجانبين بحثا «العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الدفاعي، وتطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار». ولفت وزير الدفاع السعودي، إلى «أن المملكة لم تكتف بإدانة الاعتداءات، وإنما بذلت جهوداً كبيرة لإنهاء هذه الحرب العدوانية». في ذات السياق، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: إن طهران مستعدة لبدء صفحة جديدة في العلاقات مع دول الجوار في منطقة الخليج العربي. وأكد بزشكيان، في تصريحات أمس الأحد، أن تعزيز العلاقات بين إيران ودول الخليج يحمل رسالة سلام وأخوة وتنمية للعالم الإسلامي بأسره. وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون مع مجلس التعاون الخليجي، مشدداً على أن هذه الخطوة تمثل انطلاقة لفصل جديد في علاقات إيران مع دول الخليج. وبينما أسفر هجوم إسرائيلي على سجن إيفين في طهران عن مقتل 71 شخصاً، وفقاً لحصيلة أعلنتها السلطة القضائية أمس الأحد، طلبت طهران من الأمم المتحدة الاعتراف بمسؤولية إسرائيل وواشنطن في الحرب، وفقاً لرسالة وجّهها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ونُشرت، أمس الأحد. وقال عراقجي في الرسالة: «نطلب رسمياً من مجلس الأمن الدولي الاعتراف بإسرائيل والولايات المتحدة باعتبارهما البادئَين في العمل العدواني والاعتراف بمسؤوليتهما اللاحقة، بما في ذلك دفع تعويضات وإصلاحات». وقال المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراوني، أمس الأحد، إنه ليس هناك أي تهديد إيراني لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، مشيراً إلى أن مفتشي الوكالة لا يمكنهم الآن دخول منشآت إيران النووية. وأعرب إيراوني، عن استعداد طهران للمفاوضات لكن الظرف ليس مناسباً لمفاوضات مع الولايات المتحدة، موضحاً أنه إذا أراد الأمريكيون إملاء شروطهم على إيران فالتفاوض معهم مستحيل. على صعيد آخر، رجّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب «في غضون أشهر»، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة «سي بي إس نيوز» أمس الأول السبت. (وكالات)


البوابة
منذ 36 دقائق
- البوابة
من "طظ في مصر" إلى "القطيع": خطاب الإخوان المهين للشعوب.. والمهووس بالسلطة
نشرت جماعة الإخوان المسلمين عبر قنواتها على تطبيق تيليجرام الأحد 29 يونيو 2025، ما يشبه البيان أو التعليق السياسي، جاء بلهجة هجومية جارحة تجاه الشعوب العربية. البيان لم يحمل سوى نبرة لوم واتهام، وكأن الجماعة تنأى بنفسها عن الواقع وتلقي بكامل المسؤولية على الشعوب التي لم تعد تعبأ بخطابها ولا تستجيب لنداءاتها. ففي وقتٍ يُفترض فيه أن تكون الجماهير حليفًا وشريكًا في الوعي والتغيير، اختارت الجماعة أن تستخدم لغة تُقابل بالازدراء والنفور، مما يعكس انقطاعًا واضحًا عن المزاج العام وسوء تقدير لطبيعة التحولات التي مرّت بها المجتمعات العربية. هذا الخطاب لا يُعد جديدًا، بل يأتي امتدادًا لسلسلة طويلة من مواقف متكررة عُرفت بها الجماعة، إذ كثيرًا ما لجأت إلى إهانة الجماهير كلما شعرت بأنها خذلت مشروعها في العودة إلى السلطة. فقد سبق لمرشد الجماعة الأسبق أن تلفّظ بعبارات مثل "طظ في مصر"، في إشارة واضحة إلى استخفافه بالشعب والدولة معًا، كما كرر قياديون منهم، بمن فيهم حسن البنا وسيد قطب، مواقف تنزع عن الأوطان أي قيمة مستقلة، وتعتبرها مجرد وسائل لا تساوي شيئًا ما لم تكن خاضعة لحكم الجماعة أو تعمل لصالح مشروعها. البيان الأخير استخدم عبارات متعالية، واصفًا الشعوب بـ"القطعان التي تأكل وتنام ولا تحتج إلا بإيعاز"، كما حمّلها المسؤولية الكاملة عن استمرار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وسكوت الأنظمة عن سياسات "الصهاينة"، متجاهلًا تمامًا تعقيدات الواقع السياسي، وتوازنات القوة،. يظهر من هذا الخطاب أن الإخوان لا يرون في الشعوب شركاء حقيقيين، بل أدوات عليهم أن يتحركوا بأمر التنظيم، وفي حال لم يفعلوا، يتحوّلون في نظرهم إلى جُناة ومتواطئين. هذه النظرة التسلطية تكشف عن جوهر العلاقة التي تسعى الجماعة لفرضها: علاقة طاعة لا مشاركة، ووصاية لا شراكة. جلد الشعوب بدلًا من نقد الذات يبدو أن بيان جماعة الإخوان الأخير لم يكن سوى محاولة جديدة للهروب من نقد الذات، عبر توجيه اللوم الكامل للشعوب العربية. فبدلًا من أن تمارس الجماعة أي قدر من المراجعة لمسارها أو خطابها أو تحالفاتها، اختارت مجددًا سلوك الطريق الأسهل: جلد الجماهير. البيان جاء محمّلًا بكم هائل من التلميحات المهينة والاتهامات المغلّفة بالدين، وكأنه لا سبيل لفهم الواقع سوى من خلال تخوين الناس وتكفير نواياهم. فقد تحوّلت خيبة الجماعة في الشارع العربي إلى غضب أعمى يُصبّ على الشعوب بدلًا من مساءلة النفس. من أبرز مظاهر هذا الخطاب، استدعاء الجماعة لآيات قرآنية في غير موضعها، كما في ختام البيان الذي تضمن الآية: "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين". هذه الآية، التي تتحدث عن فرعون واستخفافه بقومه، استُخدمت هنا في غير سياقها لتُسقِط صفة "الفسق" على الشعوب العربية، بحجة أنها لم تتحرك وفق ما تريده الجماعة: لم تخرج إلى الحدود، لم تتظاهر أمام السفارات، ولم تفتح المعابر بالقوة. هذا التوظيف التعسّفي للنصوص الدينية ليس جديدًا في أدبيات الجماعة، لكنه يعكس بوضوح مدى تعاليها الأخلاقي ورفضها للاعتراف بأن للناس أولويات ومخاوف تختلف عن شعاراتها الثورية. اللافت أن البيان لم يتضمّن أي إشارة إلى مسؤولية التنظيم عن ما آلت إليه الأوضاع، سواء على مستوى خطابه أو خياراته أو إخفاقاته السياسية والاجتماعية. وكأن الجماعة لا تعيش في العالم نفسه، ولا علاقة لها بفقدان الناس للثقة في مشروعها. هكذا تتحوّل الجماهير في خطاب الإخوان من ضحايا الاستبداد والقمع إلى متهمين بالفساد والفسق، في ظل تجاهل تام لحجم المعاناة التي يعيشها المواطن العربي. إن هذا النوع من الخطابات لا يعبّر عن حزن صادق على الواقع، بقدر ما يفضح عقلية الوصاية والتبرؤ من الفشل، التي لطالما اتسم بها نهج الجماعة في كل لحظة خسارة. ازدراء الشعوب.. نهج متجذر لم يكن ازدراء جماعة الإخوان المسلمين للشعوب والأوطان مجرد انفعال عابر أو خطاب ظرفي نتج عن الهزيمة أو الإقصاء، بل هو جزء متجذّر في بنيتها الفكرية منذ لحظة التأسيس. هذا الازدراء لم يتوقف عند مستوى التلميحات، بل صيغ بوضوح في أدبيات قادتها ومقولاتهم الشهيرة، التي ترسّخت في وجدان التنظيم كمسلمات فكرية لا تقبل النقاش. ففكرة الوطن، التي تعد حجر الزاوية في تشكيل الهوية والانتماء، كانت دومًا في أدبيات الإخوان قيمة هامشية لا تستحق الدفاع عنها إلا إذا خضعت بالكامل لمشروع الجماعة. من أبرز ما يوضح هذا التوجّه، ما كتبه مؤسس الجماعة حسن البنا، حين قال بوضوح: "الوطن حفنة من تراب عفن"، وهي عبارة بالغة الدلالة، لأنها تختزل رؤية الجماعة للأوطان باعتبارها بلا معنى إن لم تكن في خدمة ما يسمونه بـ"الدعوة" أو "المشروع الإسلامي"، وهو الاسم الحركي للسلطة الدينية والتنظيمية التي يسعون لفرضها. هذه العبارة نفسها أعاد تكرارها سيد قطب، مُبرزًا مدى تجذّر هذه النظرة داخل المدرسة الفكرية للإخوان، حيث يُنظر للوطن كمجرد وسيلة لا غاية، وساحة للصراع لا مجالًا للمواطنة والانتماء. هذا الموقف لم يتغير مع تطورات الزمن أو تغير القيادة داخل الجماعة، بل بقي ثابتًا يتكرّر كلما سنحت الفرصة. فقد سجّل المرشد العام السابق، محمد مهدي عاكف، موقفًا صادمًا حين قال: "طظ في مصر وأبو مصر، أنا أنتمي إلى المشروع الإسلامي لا إلى الوطن!"، في تعبير صارخ عن عقيدة الإخوان العابرة للحدود والتي تُقدّم الولاء للتنظيم على حساب الدولة والشعب. هذه التصريحات لم تكن زلات لسان كما يحاول البعض تبريرها، بل هي تعبير واضح عن عقل جمعي يرى في الوطن مجرد محطة للتمكين، فإن لم تخدم السلطة الدينية للإخوان، فلا قيمة له ولا ولاء له. هل الجماهير هي المسؤولة حقًا؟ يتغاضى بيان جماعة الإخوان عن الظروف المعقدة التي تعيشها الشعوب العربية، متجاهلًا أن الواقع لا يسمح دائمًا بالتحرك الجماهيري أو الاحتجاج العلني. فليس من المنطقي اختزال غياب الحراك الشعبي في ضعف الوعي أو تقصير الشعوب، دون فهم حقيقي للضغوط السياسية والاجتماعية التي تجعل كثيرين يفضّلون السلامة والاستقرار على المغامرة بمصيرهم الشخصي أو مستقبل أسرهم. تحميل الجماهير كامل المسؤولية فيه قدر كبير من التجنّي، ويتجاهل حقيقة أن المجتمعات ليست دائمًا قادرة على التغيير من خارج المؤسسات، أو دون وجود بيئة آمنة ومُهيأة لذلك. إضافة إلى ذلك، فإن موقف الجماعة يبدو بعيدًا عن أي مراجعة ذاتية، وكأنها لا تتحمل أي قدر من المسؤولية عمّا آلت إليه الأمور. فحين سنحت لها فرصة الحكم، سواء في مصر أو غيرها، لم تلتزم بما ترفعه اليوم من شعارات، ولم تقدم نموذجًا يرسخ الثقة في خطابها. بل بدا أن أولوياتها في تلك المرحلة كانت تتركّز على تثبيت وجودها السياسي وبناء نفوذها داخل مؤسسات الدولة، دون أن تعطي اهتمامًا كافيًا للقضايا الكبرى التي تعود اليوم لتضعها في مقدمة خطابها. هذا التناقض بين ما ترفعه الجماعة من مواقف اليوم، وما قدّمته في تجربتها العملية، يضعف قدرتها على إقناع الجمهور، ويجعل خطابها أقرب إلى تسجيل المواقف منه إلى دعوة صادقة للمراجعة أو الإصلاح. إن تقييم واقع الشعوب يجب أن يكون نابعًا من تفهّم عميق لظروفها وتعقيداتها، لا من موقع الوصاية أو الإدانة، خصوصًا عندما تصدر من جهة لم تثبت في تجربتها السابقة أنها كانت البديل الأفضل. أين المشروع؟ أين البديل؟ تكمن خطورة خطاب جماعة الإخوان في أنه لا يكتفي بلغة الاتهام واللوم، بل يكشف أيضًا عن فراغ فكري واضح. فالبيان الأخير لا يتضمن أي ملامح لمشروع بديل أو خطة عملية للخروج من الأزمات التي يشكو منها، ولا يطرح سبيلًا لبناء وعي جماهيري أو تفعيل أدوات سلمية للتعبير والتغيير. يغيب عنه أي دعوة حقيقية للتنظيم المجتمعي أو التثقيف أو العمل التراكمي، وكأن الغاية الوحيدة منه هي تسجيل موقف غاضب دون أي أثر يُذكر على الأرض. هذا الغياب للمضمون يعكس حالة من الانفصال عن الواقع، حيث يبدو البيان وكأنه صدى لأزمة داخلية يعانيها التنظيم أكثر مما هو تعبير عن قراءة ناضجة للمرحلة. فبدلًا من أن يقدم رؤية تتجاوز التذمر وتفتح أفقًا للأمل أو التغيير، يكتفي بإلقاء التهم وتحميل الشعوب كامل العبء، دون أن يراجع أدواته أو يسائل ذاته. إنه خطاب لا يسعى إلى إقناع أو بناء، بل يصرخ في فراغ، عاجزًا عن التفاعل مع التحولات التي طرأت على المجتمعات العربية. بهذا الشكل، يتحول البيان إلى مرآة مكسورة لا تعكس الحقيقة بل تشوّهها، فيزيد من حالة الإحباط والانقسام بدلًا من أن يساهم في تجاوزها. وبدل أن يكون عنصر إلهام أو تحفيز، يصبح عبئًا على الوعي العام، يعمّق الشعور بالعجز، ويُكرّس فقدان الثقة في قدرة الجماعة على تقديم أي أفق مختلف أو مسؤول. خلاصة الجماعة التي أسّست خطابها على نفي الوطنية، ووثّقت تاريخها بإهانة الشعوب، لم تتغيّر اليوم. لا تزال ترى الناس مجرد "أتباع"، والوطن مجرد محطة، والحكم غاية تتجاوز كل الاعتبارات. ومن ثمّ، فخطابها ليس فقط عديم الفعالية، بل عديم الأخلاق. إن الشعوب لا تُستنهَض بالتحقير، بل بالاحترام والتنوير والتشاركية. أما من ينظر إلى الناس كقطيع، فلا يحق له أن يطلب منهم السير خلفه، بل أن يتساءل: لماذا لم يعد أحد يصدّقه؟