
إنّهم 'يتنافسون' على قتل الفلسطينيين!
في هذه الشهادات المروّعة التي تؤكّد مدى الاستخفاف بحياة الفلسطينيين المجوّعين، وتحوّلهم إلى أهداف للرماية، وكذا الاستهتار بكل القوانين والقيم والأعراف الدولية، أكّد الجنود أنّهم لا يكتفون بتوجيه نيران أسلحتهم الخفيفة إلى المدنيين الفلسطينيين، بل يستعملون ضدّهم أيضا الرشاشات الثقيلة والمدفعية و'الهاون'، وتقوم الطائرات المسيّرة بإلقاء القنابل عليهم، ما دفع ضابطا استيقظ ضميره أمام هذه الوحشية إلى التساؤل باستغراب: 'لماذا يقتل من جاء لأخذ كيس أرز؟ هل يجب قصفه بالمدفعية؟ لماذا نستخدم هذه الأداة أصلا ضدّ مدنيين؟'.
منذ 27 ماي 2025 إلى اليوم؛ أي في ظرف 34 يوما، قتل الاحتلال بنيران جنوده ومدافعهم وقنابل مسيّراتهم قرابة 600 فلسطيني وأصاب أزيد من 4200 آخر، لإرواء غليله في هذه الحاضنة الشعبية التي تأبى أن تنفضّ من حول المقاومة، وتهاجر إلى سيناء المصرية وتترك بلادها لشذّاذ الآفاق الصهاينة، وبذلك، تحوّلت هذه المراكز التي فتحتها شركة أمنية أمريكية متصهينة تدعى زورا وبهتانا 'مؤسسة غزة الإنسانية' إلى مصائد للموت بطرق سادية همجية ينفث فيها جنود الاحتلال كل مشاعر الحقد والكراهية والعنصرية ضدّ الفلسطينيين، في حين كانت 'الأونروا' توزّع يوميّا ومنذ سنوات طويلة مساعدات على الفلسطينيين من دون أن يقتل فلسطينيّ واحد أمام مراكزها الـ400، أو تشهد هذه المراكز أيّ تدافع أو فوضى في التوزيع.
أكثر من ذلك، اكتشف أربعة فلسطينيين حصلوا على أكياس دقيق من هذه المراكز حبوبا مخدّرة من نوع 'أوكسيكودون' داخلها، وهي من أقوى المسكّنات الأفيونية التي تستعمل لتسكين الآلام الحادّة، حسب تقارير طبية، ويؤدّي استخدامها من دون إشراف طبّي وبجرعات عالية إلى أعراض خطيرة ومنها ضعف الجهاز التنفسي، وانخفاض ضربات القلب، وفقدان الوعي، والهلوسة، والسّلوك العدواني، وقد تنتهي بالموت، ما يعني أنّنا أمام جريمة حرب جديدة، وأنّ حرب الإبادة تتواصل بشكل آخر هذه المرة يتدثّر بغطاء إنساني زائف.
ولم تستبعد 'حماس' ما هو أخطر من حبوب مخدّرة ظاهرة للعيان، وهو طحن هذه الحبوب ومزجها بالطحين حتى لا ترى، وبذلك يتعرّض سكان غزة كلّهم لإدمان المخدّرات من دون أن يدروا، وهو نوع من الحروب الحديثة التي تهدف إلى الفتك بالمجتمعات والشعوب وسلبها إرادتها وروحها المقاومة وتدمير شبابها وإيقاعهم في فخّ الإدمان، وبذلك يثبت الاحتلال مدى فاشيته تجاه الفلسطينيين، فهو يقتلهم بالطائرات والصّواريخ والمدفعية وشتّى أنواع الأسلحة، ومن نجا منها، قتلهم جوعا ومرضا وتشريدا، وأخيرا بالحبوب المخدّرة التي يدسّها وسط 'المساعدات الإنسانية'.. هل هناك عدوّ أكثر إجراما وفاشيّة من هذا في التاريخ؟
لقد أثبتت تجربة 'مؤسسة غزة الإنسانية' الأمريكية، الصهيونية فشلها الذريع في توزيع المساعدات؛ فعلاوة عن المجازر الوحشية التي تقع أمام مراكزها الأربعة كلّ يوم، فإنّ 'مساعداتها' الشحيحة لم تعالج أزمة الجوع المزمن بغزة، وهي لا تصل بإنصاف إلى الفلسطينيين كلّهم، بل فقط إلى الشبان الذين يستطيعون المشي عشرات الكيلومترات يوميّا للحصول على حصص غذائية، والكثير منهم يحصل على حصص عديدة ويعيد بيعها بأثمان خيالية في أسواق غزة، في حين يعاني الشيوخ والمرضى والأرامل والضعفاء الأمرّين لعدم قدرتهم على الوصول إلى هذه المساعدات، وهذه الظاهرة لم تشهدها قطّ مراكز التوزيع الأممية، لذلك، ينبغي العودة إليها عاجلا، وضمان تدفّق المساعدات من دون قيود، وإلغاء نظام التوزيع الحالي الأمريكي، الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين ويمتهن كرامتهم وإنسانيتهم كلّ يوم أمام أنظار هذا العالم المنافق المتواطئ.
والمفارقة أنّه في الوقت الذي تنشر فيه 'هآرتس' هذا التقرير الذي يفضح فاشية العدوّ وإجرامه وحقده الدفين على الفلسطينيين، وتؤكّد أنه 'جريمة حرب سافرة وسياسة منهجية لإرهاب شعب بأكمله وتجويعه'، يواصل الإعلام العربي المتصهين مهاجمة 'حماس' والتشفّي في إيران ومحور المقاومة، والترويج لفكرة بعث 'اتفاقات أبراهام' وانضمام أربع دول عربية أخرى إليها قريبا، وتسويق ذلك على أنّه يندرج في إطار صفقة شاملة لوقف الحرب في غزة وإنقاذ أرواح الفلسطينيين! وهذا تسويق فاضح لخيانة جديدة للقضية الفلسطينية وللدماء التي يهدرها هذا الاحتلال المجرم الدموي الذي يريدون التطبيع معه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 4 أيام
- الشروق
إنّهم 'يتنافسون' على قتل الفلسطينيين!
قدّم جنود وضباط صهاينة وثيقة جديدة نادرة لمحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية على ارتكاب المزيد من جرائم الحرب وجرائم الإبادة في غزة، وهذا من خلال اعترافهم لصحيفة 'هآرتس' العبرية منذ أيام بأنّهم تلقّوا أوامر من قادتهم العسكريين باستهداف الفلسطينيين المجوّعين الذين يتجمّعون أمام المراكز الأربعة لتوزيع المساعدات في القطاع، وإطلاق النار عليهم عمدا برغم أنهم لا يشكّلون أيّ خطر عليهم، واعترف هؤلاء الجنود أنّهم 'يتنافسون' أيّهم يقتل أكبر عدد منهم! في هذه الشهادات المروّعة التي تؤكّد مدى الاستخفاف بحياة الفلسطينيين المجوّعين، وتحوّلهم إلى أهداف للرماية، وكذا الاستهتار بكل القوانين والقيم والأعراف الدولية، أكّد الجنود أنّهم لا يكتفون بتوجيه نيران أسلحتهم الخفيفة إلى المدنيين الفلسطينيين، بل يستعملون ضدّهم أيضا الرشاشات الثقيلة والمدفعية و'الهاون'، وتقوم الطائرات المسيّرة بإلقاء القنابل عليهم، ما دفع ضابطا استيقظ ضميره أمام هذه الوحشية إلى التساؤل باستغراب: 'لماذا يقتل من جاء لأخذ كيس أرز؟ هل يجب قصفه بالمدفعية؟ لماذا نستخدم هذه الأداة أصلا ضدّ مدنيين؟'. منذ 27 ماي 2025 إلى اليوم؛ أي في ظرف 34 يوما، قتل الاحتلال بنيران جنوده ومدافعهم وقنابل مسيّراتهم قرابة 600 فلسطيني وأصاب أزيد من 4200 آخر، لإرواء غليله في هذه الحاضنة الشعبية التي تأبى أن تنفضّ من حول المقاومة، وتهاجر إلى سيناء المصرية وتترك بلادها لشذّاذ الآفاق الصهاينة، وبذلك، تحوّلت هذه المراكز التي فتحتها شركة أمنية أمريكية متصهينة تدعى زورا وبهتانا 'مؤسسة غزة الإنسانية' إلى مصائد للموت بطرق سادية همجية ينفث فيها جنود الاحتلال كل مشاعر الحقد والكراهية والعنصرية ضدّ الفلسطينيين، في حين كانت 'الأونروا' توزّع يوميّا ومنذ سنوات طويلة مساعدات على الفلسطينيين من دون أن يقتل فلسطينيّ واحد أمام مراكزها الـ400، أو تشهد هذه المراكز أيّ تدافع أو فوضى في التوزيع. أكثر من ذلك، اكتشف أربعة فلسطينيين حصلوا على أكياس دقيق من هذه المراكز حبوبا مخدّرة من نوع 'أوكسيكودون' داخلها، وهي من أقوى المسكّنات الأفيونية التي تستعمل لتسكين الآلام الحادّة، حسب تقارير طبية، ويؤدّي استخدامها من دون إشراف طبّي وبجرعات عالية إلى أعراض خطيرة ومنها ضعف الجهاز التنفسي، وانخفاض ضربات القلب، وفقدان الوعي، والهلوسة، والسّلوك العدواني، وقد تنتهي بالموت، ما يعني أنّنا أمام جريمة حرب جديدة، وأنّ حرب الإبادة تتواصل بشكل آخر هذه المرة يتدثّر بغطاء إنساني زائف. ولم تستبعد 'حماس' ما هو أخطر من حبوب مخدّرة ظاهرة للعيان، وهو طحن هذه الحبوب ومزجها بالطحين حتى لا ترى، وبذلك يتعرّض سكان غزة كلّهم لإدمان المخدّرات من دون أن يدروا، وهو نوع من الحروب الحديثة التي تهدف إلى الفتك بالمجتمعات والشعوب وسلبها إرادتها وروحها المقاومة وتدمير شبابها وإيقاعهم في فخّ الإدمان، وبذلك يثبت الاحتلال مدى فاشيته تجاه الفلسطينيين، فهو يقتلهم بالطائرات والصّواريخ والمدفعية وشتّى أنواع الأسلحة، ومن نجا منها، قتلهم جوعا ومرضا وتشريدا، وأخيرا بالحبوب المخدّرة التي يدسّها وسط 'المساعدات الإنسانية'.. هل هناك عدوّ أكثر إجراما وفاشيّة من هذا في التاريخ؟ لقد أثبتت تجربة 'مؤسسة غزة الإنسانية' الأمريكية، الصهيونية فشلها الذريع في توزيع المساعدات؛ فعلاوة عن المجازر الوحشية التي تقع أمام مراكزها الأربعة كلّ يوم، فإنّ 'مساعداتها' الشحيحة لم تعالج أزمة الجوع المزمن بغزة، وهي لا تصل بإنصاف إلى الفلسطينيين كلّهم، بل فقط إلى الشبان الذين يستطيعون المشي عشرات الكيلومترات يوميّا للحصول على حصص غذائية، والكثير منهم يحصل على حصص عديدة ويعيد بيعها بأثمان خيالية في أسواق غزة، في حين يعاني الشيوخ والمرضى والأرامل والضعفاء الأمرّين لعدم قدرتهم على الوصول إلى هذه المساعدات، وهذه الظاهرة لم تشهدها قطّ مراكز التوزيع الأممية، لذلك، ينبغي العودة إليها عاجلا، وضمان تدفّق المساعدات من دون قيود، وإلغاء نظام التوزيع الحالي الأمريكي، الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين ويمتهن كرامتهم وإنسانيتهم كلّ يوم أمام أنظار هذا العالم المنافق المتواطئ. والمفارقة أنّه في الوقت الذي تنشر فيه 'هآرتس' هذا التقرير الذي يفضح فاشية العدوّ وإجرامه وحقده الدفين على الفلسطينيين، وتؤكّد أنه 'جريمة حرب سافرة وسياسة منهجية لإرهاب شعب بأكمله وتجويعه'، يواصل الإعلام العربي المتصهين مهاجمة 'حماس' والتشفّي في إيران ومحور المقاومة، والترويج لفكرة بعث 'اتفاقات أبراهام' وانضمام أربع دول عربية أخرى إليها قريبا، وتسويق ذلك على أنّه يندرج في إطار صفقة شاملة لوقف الحرب في غزة وإنقاذ أرواح الفلسطينيين! وهذا تسويق فاضح لخيانة جديدة للقضية الفلسطينية وللدماء التي يهدرها هذا الاحتلال المجرم الدموي الذي يريدون التطبيع معه.


بلد نيوز
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- بلد نيوز
لليوم الثاني.. الحرائق في إسرائيل تلتهم الأخضر واليابس.. و20 ألف دونما حصيلة أولية
التهمت الحرائق التي اندلعت في إسرائيل آلاف الدونمات من غابات جبال القدس المحتلة، حيث أفادت صحيفة 'هآرتس' العبرية أن النيران التهمت نحو 24 ألف دونما، فيما قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أن النيران التهمت نحو 20 ألف دونما 'الدونم = 1000متر مربع'. وبحسب الإعلام العبري، خلفت الحرائق أضرارا جسيمة للغابات في المنطقة، كما لحقت أضرار بالغة بمنتزه 'كندا'، حيث قالت عنات جولد، مديرة المنطقة الوسطى في الصندوق القومي اليهودي: "هذا حدث غير مسبوق من حيث الحجم" مضيفة :" هذا أحد أكبر الحرائق في البلاد". وأشارت إلى أن نصف المناطق التي اشتعلت فيها النيران هي مناطق غابات، بما في ذلك منتزه كندا وغابة 'إشتاول'، فيما لا تزال التحقيقات في الحريق مستمرة من قبل خدمات الإطفاء والإنقاذ، وحتى هذه المرحلة لا توجد نتائج قاطعة تشير إلى الحرق العمد. بدورها، أعلنت سلطة الإطفاء الإسرائيلي أنه رغما عن الجهود التي بذلت لاحتواء النيران، تم الفشل في السيطرة على الحريق، ويشارك أكثر من 150 طاقم إطفاء لا يزالون يعملون بكامل طاقتهم في جميع مواقع الحرائق. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ومن المتوقع أن تكون الرياح الغربية قوية جدًا من الساعة 4 عصرًا حتى السابعة مساءً، ومن ثم يكون هناك أيضًا خطر لاستمرار الحرائق. وأضافت خدمات الإطفاء والإنقاذ أن إشعال النيران في المناطق المفتوحة ممنوع في كافة أنحاء إسرائيل، ولكن في الأماكن المخصصة لذلك فقط. بدوره، أفاد مستشفى 'أساف هروفيه' أن 3 من مصابي حريق الليلة الماضية في منطقة 'شاعر هاجاي' يتلقون العلاج في المركز الطبي، وتم إطلاق 9 مصابين آخرين إلى منازلهم. دول تساهم في إخماد الحرائق أبرزها أوكرانيا وفرنسا وأعلنت عدد من الدول الأوروبية عن تقديم المساعدة، لكن بحسب قائد إدارة الإطفاء والإنقاذ في منطقة دان، الضابط بواز راكييه، فإن هذه المساعدة لن تصل إلا مع حلول فترة ما بعد الظهر. وأعلنت كرواتيا أنها سترسل طائرة كندية من طراز CL-415 من سلاح الجو الكرواتي إلى إسرائيل مع طاقمين، وهم في طريقهم، إلى جانب إعلان أوكرانيا، ورومانيا وإيطاليا وإسبانيا، فرنسا، وقبرص إرسال طائرات ، للمساعدة في إخماد الحريق. وصباح أمس الأربعاء، اندلعت الحرائق، حيث انتشرت بسرعة هائلة، ليصبح أحد أكبر الحرائق التي شهدتها إسرائيل على الإطلاق، وعلى خلفية الأعطال التي تم اكتشافها بشأن التشغيل السريع لطائرات الإطفاء، فاجأ الحريق أيضًا حشود السائقين الذين علقوا في حركة المرور على الطريق السريع رقم 1، ومن هنا جاءت المشاهد المرعبة للأشخاص الذين تخلوا عن مركباتهم وهربوا لإنقاذ حياتهم ، ومن بينهم بعض الأمهات اللواتي يحملن أطفالهن الرضع. كما تم إجلاء نحو 10 آلاف مواطن في أعقاب الحرائق الضخمة، في بلدات 'إشتاول'، و"مسيلات تسيون"، و"بيت مائير"، و"نفيه شالوم"، و"نحشون"، و"ميفو حورون"، و"شورش"، و"ياد حشمونا"، و"نفيه إيلان"، و"نفت".

جزايرس
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- جزايرس
ترامب وهارفارد وحقوق الإنسان
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. هل سيفهم من كلامي السابق أو اللاحق أنني أبرر لأي أنظمة قمعية في العالم الثالث أن تنتهك حقوق الإنسان في بلدانها؟!الإجابة هي النفي القاطع، والطبيعي أن يتم احترام هذه الحقوق لأن الشعوب تستحق ذلك، وليس بسبب الضغوط الأميركية أو الأوروبية. أعود إلى ما بدأت به، والجديد فيه وأحدث دليل عليه هو قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، بتجميد معونات بقيمة 2٫2 مليار دولار لجامعة هارفارد المعروفة، وكذلك تجميد عقود حكومية معها بقيمة 60 مليون دولار، لأن الجامعة رفضت طلباً من ترامب لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الطلاب الرافضين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكذلك تضييق الخناق على التظاهرات الداعية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وعدوانها المستمر على سورية ولبنان. رئيس الجامعة، آلان غاربر، خاطب الطلاب وقال لهم: إن مطالب ترامب تتجاوز صلاحيات إدارته، وتنتهك حقوق الجامعة المنصوص عليها في الدستور، وهي مطالب غير مسبوقة وتسعى للسيطرة على الجامعة. نعلم أن الاحتجاجات الداعمة لفلسطين بدأت مع اشتداد العدوان العام الماضي من جامعة كولومبيا وامتدت إلى أكثر من 50 جامعة، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. ونعلم أيضاً أن إدارة ترامب حاولت وتحاول طرد ناشطين ضد الجرائم الإسرائيلية شاركوا في هذه الاحتجاجات، ومنهم مثلاً الفلسطيني محسن مهداوي ابن الضفة الغربية، وقبله طالب الدراسات العليا الفلسطيني أيضاً محمود خليل الذي صدر قرار أخير بإمكانية ترحيله.سيقول بعض المغرمين بالنموذج الأميركي: إن المشكلة فقط في شخص ترامب، وإن إدارة جو بايدن الديمقراطية لم تكن كذلك.ولهؤلاء نقول: إن ترامب ليس مجرد شخص، بل إنه جاء بأغلبية كاسحة، تعبر عن المزاج الأميركي المنحاز لإسرائيل، ثم إن بايدن وإدارته الديمقراطية قدما كل شيء لإسرائيل لارتكاب جرائم الحرب ضد الفلسطينيين من المال والسلاح، نهاية بالفيتو، مروراً بمحاربة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وسائر الهيئات والمؤسسات الدولية، خصوصاً استخدام الفيتو لمجرد أنها تجرأت وانتقدت إسرائيل. هل هناك حقوق للإنسان في الدول الغربية؟ المؤكد أن الإجابة هي نعم. وهل هذه الدول أفضل منا نحن الشعوب العربية ودول العالم الثالث في هذا المضمار؟!الإجابة هي نعم أيضاً، وحال العرب وغالبية المسلمين والأفارقة تصعب على الكافر في مسألة حقوق الإنسان.أقول ذلك حتى لا يعتقد البعض أنني أبرر انتهاكات حقوق الإنسان في أي مكان، وهو أمر أرفضه بكل قوة.الهدف من الكلمات السابقة أن يفيق بعضنا، وندرك أن النموذج الغربي لحقوق الإنسان مزيف جداً وغير مبدئي، بل إنه لا يخدم الإنسان بصورة مبدئية.فحينما تدافع الحكومات والمؤسسات الغربية عن العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري، فهي تنكر أساساً أن هناك إنساناً عربياً له حقوق مثله مثل الإسرائيلي تماماً.هناك دول أوروبية صارت الآن تشترط ضرورة الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود لكي تمنح الإقامة أو الجنسية للأجانب، وقد توسع مفهوم «معاداة السامية» ليشمل كل من ينتقد السياسات الإسرائيلية الإجرامية أو لا يعترف بالصهيونية.أنا أفهم وكثيرون غيري معاداة السامية باعتبارها معاداة اليهود، وهو أمر نرفضه لأن اليهودية دين سماوي مثلها مثل الإسلام والمسيحية ينبغي احترامها.لكن نحن نختلف مع الصهيونية ومع الجرائم الإسرائيلية، ونقدر ونحترم القوى والشخصيات الغربية والإسرائيلية التي تدين الجرائم الإسرائيلية وينبغي تشجيعها ودعمها، فربما يأتي يوم وتتمكن من التصدي لجرائم الحرب الصهيونية. الأيام الفلسطينية