
تحويلات المغتربين تبقي الاقتصاد حيًّا رغم الأزمات
في لحظة سياسية دقيقة يمر بها لبنان، في خضم تصعيد إقليمي واحتقان داخلي، جاءت زيارة المبعوث الأميركي توم براك لتعيد إلى الواجهة واحدة من أعقد القضايا اللبنانية وأكثرها حساسية، كاختبار جديد لوحدة القرار اللبناني وقدرته على مخاطبة الخارج من موقع الدولة، حيث جاءت تصريحات المسؤولين لتكشف تباين الرؤى حول مفهوم السيادة ودور السلاح، وتطرح تساؤلات حول حدود التنازلات الممكنة في ظل الترتيبات الإقليمية الجديدة.
وبين موقف واشنطن، وتريث الحزب، وحذر الدولة، تبقى الأسئلة معلقة: كيف يمكن لدولة منقسمة أن تُقنع المجتمع الدولي بأنها شريك في الاستقرار؟ هل يبدأ مسار الدولة من ملف السلاح؟ أم أن الدولة بحاجة أولا إلى استعادة نفسها؟ وكيف يمكن للداخل اللبناني أن يعيد تشكيل عقده السياسي في ظل استقطاب إقليمي حاد؟
زيارة غامضة
واضح ان زيارة براك يحيط بها الكثير الغموض، وتدور حولها الكثير من التأويلات التي تسببت بها تصريحاته، ورسائله، من جهة، وتسريبات المقار الرئاسية والجهات الرسمية، التي فسرت «الكلام الاميركي» بالايجابي جدا وبل الممتاز، في تكرار لسيناريو زيارته الاولى، وما تبعها، والتي انتهت الى اكتشاف اللبنانيين وجود ورقة شروط، وسط تحذيرات من ان تكون الايجابية التي حاول براك اظهارها مجرد خدعة، «عا طريقة ما صارمع ايران»، من هنا الخوف الكبير من فخ اظهار عدم قدرة الداخل على حل ملف السلاح وبالتالي تلزيم الامر الى جهة اقليمية ما، او حتى الى الفوضى.
من هنا لا شك ان في الأمر شيئا غامضًا، وربما يكون مقصودًا، بين السقف الأميركي الذي عبّر عنه برّاك، والذي لم يُعرَف إذا كان الرد اللبناني مطابقًا لورقته، الموقف اللبناني، الذي طلب مهلة جديدة لإقناع الحزب، وسقف حزب الله الذي يستشف منه أن تسليم السلاح غير وارد.
فأين الحقيقة وسط كل ذلك؟ فهل الموضوع موضعَ إقناع أو استجابة لمطلب؟ وفي هامش المهلة المطلوبة ، كيف ستتصرف إسرائيل خلال المهلة المطلوبة، في ظل عدم وجود اي ضمانة من الولايات المتحدة الأميركية بضبط اي تصعيد اسرائيلي؟ وهل ستكون لبراك محطة لبنانية جديدة عمّا قريب، بعد مناقشة الملاحظات اللبنانية وإطلاع إسرائيل عليها، كما وعد؟ ربما الجواب يحتاج الى بعض الوقت للتدقيق في انتظار ما سيقوله حزب الله، صاحب الكلمة الاولى والأخيرة باعتبار ان مطلب حصر السلاح يتعلّق به الى حدٍ كبير.
قراءة اولية
الملف اللبناني كان جزءا من جدول اعمال حافل لرئيس الحكومة الاسرائيلية في البيت الابيض، حيث يتوقع ان يتم نقاش مفصل حوله في الجلسة الثانية، حيث سيستمع الرئيسان الى احاطة كاملة، على ما اكدت مصادر اميركية، والتي اشارت الى ان اجتماعا عقد ضم مسؤولين اميركيين يتقدمهم المبعوث الاميركي الى المنطقة ستيفن ويتكوف، ونظراءهم الاسرائيليين، بحث النسخة التي وصلت من عوكر الى البيت الابيض من الورقة اللبنانية، حيث خلصت المشاورات الى ان ما وصل الى واشنطن يبين ان لبنان «لم يقدم ما يجب ان يقدمه، وما حملته الورقة اقل من عادي»، مؤكدة ان «لا تفاوض على عدم تسليم سلاح حزب الله الثقيل من صواريخ دقيقة ومسيرات.
هذا وأشار المبعوث الأميركي توم برّاك، الى أنه «لا توجد تهديدات فقط اغتنموا اللحظة وانظروا من حولكم إنّ المنطقة تتغير فإذا لم ترغبوا في التغيير إذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخل». ولفت براك، الى أنه «لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل فترامب يتمتع بشجاعة مذهلة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر».
وعن كيفية حل مشكلة حزب الله، قال «مسألة لبنانية ليست عالمية فنحن من الناحية السياسية قد صنّفناها منظمة إرهابية لذلك إذا عبثوا معنا في أيّ مكان على المستوى العسكريّ كما أوضح الرئيس فسوف يواجهون مشكلة معنا».
ورأى أن «نزع سلاح حزب الله كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا أكد عليها الرئيس ووزير الخارجية باستمرار: بلد واحد شعب واحد جيش واحد»، مضيفاً «المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل أيضًا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد».
وذكر أن «الخليج يؤكّد التزامه لكنه أكّد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الأساس نفسه وهو التوصل إلى اتفاق حقيقيّ أي جداول زمنية حقيقية مهل حقيقية ونزع سلاح حقيقيّ وليس بالضرورة أن يتم ذلك بطريقة عدوانية».
وتعليقًا على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الرافض لتسليم السلاح، قال «التفاوض لبنانيّ تقليديّ إذ إنها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ».
صورة سوداوية؟
مصادر ديبلوماسية تكشف صورة غير زهرية للوضع، ناصحة بعدم تجاهل السياق السلبي الذي سبق وصوله في اي عملية تحليل او تقييم للزيارة، في ظل الرسائل الواضحة التي حملها معه، مع نعيه اتفاق 27 تشرين الثاني، وآلية المراقبة التي ارساها، اي «الميكانيزم»، بقرار اتخذ قبيل وصوله الى بيروت، بعد اجتماع اميركي – اسرائيلي عقد في واشنطن، وخلص الى قرار باطلاق يد تل ابيب في لبنان، الى حين التوصل الى اتفاق جديد يرسي قواعد اشتباك جديد بين الدولة اللبنانية وحزب الله، من جهة، واسرائيل، من جهة ثانية، والاهم اعادة كرة نار السلاح الى لعبة الداخل اللبناني التي يرعاها اتفاق الطائف، مع تقديم عرض صريح للحزب بحفظ دوره السياسية، والتي قرأها اكثر من ديبلوماسي، على انها «رسالة سياسية» من العيار الثقيل، قد تنتهي الى تفاوض مباشر او غير مباشر مع واشنطن.
ودعت المصادر الى عدم التعاطي مع هذا التغيير كما لو أنه انقلاب في الموقف الأميركي، لان ما ادلى به براك، وإن بدا محسوبًا ومنمقًا، لا يمحو الواقع القائم، ولا يبدّل جوهر المقاربة، التي لا يملك القرار الحاسم بشانها، فدوره الفعلي يقتصر على نقل الرد اللبناني إلى طاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ستبلور الموقف الأميركي الفعلي من مضمون الورقة.
فخ براك
وفي هذا الإطار، تشير اوساط سياسية إلى أن علاقة باراك – بري المتينة والتي تحمل في طياتها صداقة قديمة، قد أدّت دورا اساسيا، خصوصا ان تواصلا غير علني حصل اكثر من مرة طوال الايام الماضية بينهما، مباشرة وبالواسطة، وهو ما دفع بباراك الى ابداء اعجابه وتقديره بإحاطة بري بالأوضاع الإقليمية، وليس فقط المحلية، وهو ما جعل براك متفهّمًا الى حد ما لملاحظات الثنائي الشفهية التي سمعها في عين التينة.
وتكشف الاوساط ان حزب الله «مرتاح بحذر»، اولا، لان واشنطن لن تفرط بلبنان، في ظل ما تعتبره انتصارا لها بعد «سحبه» من محور الممانعة، و «تركيب» سلطة موالية لها، وبالتالي لا مصلحة لها ، بعد السيطرة على سورية، بأن ينفلت الوضع اللبناني بما يُقوّي موقف حزب الله، وثانيا، لان تل ابيب بدورها عاجزة حاليا عن تنفيذ أي عملية اجتياح بري واسع، وعليه فان الأمور ستبقى في إطار التصعيد المستمر المضبوط السقف، رغم ان الحزب اتخذ كل الاجراءات العسكرية والميدانية لمواجهة أي مفاجآت.
فهل سيأتي ردّ مشترك إسرائيلي - أميركي على الرد اللبناني أو ما سُمّي بـ»الأفكار اللبنانية للحل»؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لما بعد هذا الرد؟ الاجابات لن تكون متوافرة قبل اسبوعين، الموعد الذي حدده براك، كمهلة تفاوض بين بيروت وواشنطن، تتولى خلالها السفارة الاميركية في عوكر نقل الرسائل والتوضيحات.
لقاء سري
المشهد السياسي المتصدع، والمازوم حكوميا، على خلفية الاعتراضات المتزايدة داخليا، لجهة اداء رئيس الحكومة نواف سلام وادارته للملفات الاساسية والحساسة، زاد من «بلته»، تداول معلومات عن لقاء سري جمع طوم براك برئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، في خطوة تحمل ابعادا سياسية بالغة الاهمية، وسط تزايد المؤشرات الى احتمال قيام ميقاتي بادوار محورية في المرحلة المقبلة.
حرد قواتي
وفيما يبدو ان الموقف القواتي ذاهب نحو مزيد من التصعيد، تصر معراب على ان ما يحصل يشكل انقلابا، على التسوية السياسية التي حصلت، اولا، وعلى النظام السياسي اللبناني، من خلال اعادة استنساخ تجارب سابقة اختزلت المؤسسات وادت الى تهميشها وتدميرها، وهو ما ناقشه «الحكيم» مع الموفد الاميركي، خلال العشاء الذي جمعهما.
من هنا، تؤكد اوساط مطلعة أن لبنان مقبل على مشهد سياسي مختلف تمامًا عمّا شهدناه خلال الاشهر الاخيرة، عنوانه سقوط «التفاهمات الهجينة» وصعود تحالفات ومقاربات جديدة، تحاول معراب ان تحفظ فيها حصة الاسد، سواء من موقعها كمشارك في حكومات الضرورات الاقليمية والتفاهمات الدولية، او في صفوف المعارضة، لترسيخ موقعها كأقوى حزب مسيحي.
كفى ووفى
ليس بعيدا، وفي دلالة على التناغم الرئاسي القائم، قال رئيس الحكومة نواف سلام، في نهاية زيارته الى عين التينة، حيث تناول اللقاء تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية ونتائج زيارة الموفد الاميركي، ردًا على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة باراك «الرئيس بري كفى ووفى والجو منيح».، مضيفا «كان هناك حرص كبير على مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله».
السلاح غير مطروح
في المقابل، تطرّق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة الى زيارة برّاك إلى لبنان، مؤكدا «موقف «حزب الله» من التدخل الأميركي في لبنان»، قائلا «نحن لا نعتبر أن «الأميركي وسيطا بل شريكا، لا سيما بالتجربة المتعلقة بالقرار 1701». مشيرا إلى ان «رئيسي الجمهورية والحكومة عبرا بشكل واضح انسجاما مع البيان الوزاري الذي حاول البعض أن يحمّله ما ليس فيه». وقال إن «موضوع السلاح ليس مطروحا إطلاقا، وهو فقط مطروح لدى بعض اللبنانيين في خيالهم وأوهامهم».
وفيما واصل برّاك جولته في لبنان، حيث زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ووفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة، قبل ان يجول في منطقة جنوب الليطاني مثنيا على دور الجيش، سجلت التطورات الميدانية، القاء مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة الضهيرة الحدودية. الى ذلك، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس عن استهداف جيش العدو الاسرائيلي قائدا في قوة الرضوان وعنصرا آخر من حزب الله، كما استهدفت طائرة مسيرة منطقة العيرونية عند تخوم مدينة طرابلس، ما ادى الى استشهاد شخصين، بينهم مسؤول التخطيط في حركة حماس، مهران مصطفى بعجور، واصابة ستة اخرين،على ما ذكرت معلومات صحافية، الا ان حماس نفت الامر.
جولة خارجية لعون
الى ذلك، يزور رئيس الجمهورية جوزيف عون قبرص اليوم، على ان يتوجه بعدها الى البحرين في زيارة لم يحدد موعدها بعد، فيما يتوقع ان يكون في الجزائر في الـ29 من تموز الجاري، في وقت كشف فيه مقربون من بعبدا، ان العواصم العربية تبدي ارتياحا، لموقف لبنان الرسمي الموحّد، الذي عبّرت عنه الورقة التي تسلمها السفير الاميركي توم برّاك، لا سيما «لجهة الالتزام بمضمون خطاب قسم رئيس الجمهورية جوزاف عون، والبيان الوزاري الحكومي بشأن حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية».
وكان زار وفد من شركة «Resources Investment» الإماراتية برئاسة محمدالظاهري قصر بعبدا ، ونقل إلى رئيس الجمهورية رغبة الشركة بالمساهمة في تنفيذ مشاريع حيوية في لبنان، منها الكهرباء والقطاع المصرفي، إلى جانب استثمارات في عدد من المشاريع الإنمائية التي تحددها الدولة اللبنانية.
الراعي في بعبدا
كما زار بعبدا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اشار من على منبرها، الى أن «زيارة المبعوث الأميركي توم براك ممتازة وقدّمت الدولة اللبنانية الورقة وتنتظر الرد من حزب الله وبراك استلم الرد».، لافتا الى أن «وضع المسيحيين في سورية صعب والانفجار 'يشغل البال' خصوصًا أن لا ردة فعل من الدولة السورية والمسيحيون يحتاجون إلى العيش بضمانة وما يحصل في سورية يجعلنا نفهم قيمة لبنان».
ازمة مع دمشق؟
وفي وقت يطالب فيه براك لبنان بان يحذو حذو سورية والسير على خطاها، تتراكم الخلافات على خط بيروت – دمشق، حيث يشير زوار الاخيرة الى استياء كبير لدى القيادة السورية من المقاربة اللبنانية الرسمية لملف الموقوفين الإسلاميين السوريين في السجون اللبنانية، رغم تاكيدها اكثر من مرة أن تسريع معالجة هذا الملف يشكّل خطوة أساسية على طريق إعادة بناء الثقة بين البلدين وفتح المجال أمام تعاون أوسع في ملفات أخرى عالقة، ملمحة الى ان استمرار محاولات «تمييع الملف» على اهميته، سيدفع بسورية الى اتخاذ اجراءات سيكون تاثيرها مؤلما وتداعياتها سلبية بشكل كبير على الاقتصاد اللبناني.
ازمة قضائية
على صعيد التشكيلات القضائية، علم ان تقدما سجل على هذا الصعيد، وسط ترجيحات بان تصدر قريبا بعد وضع اللمسات الاخيرة عليها، حيث تشير مصادر العدلية الى ان امرين اساسيين ساهما في حلحلة العقد التي كانت قائمة، مما يسهل ولادة التعيينات، الاول، زيارة رئيس الجمهورية لقصر العدل و «الصلحة» التي تمت بين وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الاعلى من جهة، والثاني، التوافق مع رئيس مجلس النواب، ما ادى الى الاتفاق على اسم القاضي ماهر شعيتو لمنصب المدعي العام المالي.
وفي هذا السياق كشفت المعلومات عن اتخاذ مجلس القضاء الاعلى قرارا باحالة 34 قاضيا الى التفتيش القضائي، في وقت اوقف وزير العدل 4 منهم عن العمل وكف يدهم عن الملفات التي يمسكونها بسبب الضرر الذي قد يلحقونه باصحابها.
وليس بعيدا، تخوفت المصادر من نتائج خطوة مدعي عام التمييز، باحالته طلب رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق والنائب الحالي جورج بوشيكيان، والتي وضعت المجلس النيابي امام مشكلة كبيرة، خصوصا ان الاخير رفض رفع الحصانة عن نواب مطلوبين الى التحقيق في انفجار مرفا بيروت، فكيف سيتصرف امام الطلب الجديد؟ وماذا لو طلب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار احالة طلب رفع حصانة جديد عن زعيتر؟ علما ان المعلومات المتوافرة تتحدث عن اتجاه لتاجيل صدور القرار الظني في انفجار المرفا، وسط تكهنات بامكان اصدار مذكرات توقيف بكامل المدعى عليهم في الملف.
خلافات الانماء والاعمار
وفيما يبدو ان مسالة اعادة الاعمار قد اقلعت بخجل مع اقرار قرض البنك الدولي في هذا الخصوص، كشفت مصادر مطلعة عن خلافات بدأت تلوح في افق مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار، على خلفية تنازع الصلاحيات، ما ينذر في حال تطوره بعرقلة اعماله.
ارقام صادمة
على صعيد آخر، وفي كلمة ألقاها وزير المالية ياسين جابر، من معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، أشار إلى أنّ مجلس الوزراء أقرّ في شباط 2024 «الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية»، واصفاً إيّاها بـ»الاستراتيجية الجريئة التي تقوم على مبدأ عدم ترك أحد على الهامش»، مقرا بانها تصطدم بواقع صعب ومعقّد»، لافتا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي تراجع من 55 مليار دولار في عام 2018 إلى 23 مليار دولار في 2023، مع تسجيل تحسّن طفيف هذا العام 2025 ليبلغ 28 مليار دولار.
ورغم بعض «النقاط المضيئة» كتحويلات المغتربين التي لا تزال تلامس 7 مليارات دولار، وقطاع السياحة، أشار جابر إلى أنّ القطاع المصرفي لا يزال يعاني من «نقص في السيولة»، مؤكداً أن كلفة إعادة الإعمار تُقدَّر بـ 11 مليار دولار، وأن «الاستقراض أمر لا بد منه».
ازمة التربية
وعلى وقع احتجاجات الاساتذة المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي، تنطلق اليوم الامتحانات الرسمية لشهادة «البكالوريا – القسم الثاني»، على وقع اعتراضات الطلاب، بعد عام بدأ متأخرا، تحت القصف، في ظل تنقّل بين التعليم الحضوري والتعليم من بعد، اصرت خلاله وزيرة التربية ريما كرامي على أن لا حاجة لأي تخفيض إضافي في المواد، وأن الوقت كان كافيا، والدروس أُنجزت، والامتحانات «عادلة»، وهو ما ينقضه طلاب الجنوب والبقاع والضاحية والشمال، وحتى طلاب المدارس الخاصة في بيروت، الذين منهم من لم يُنهِ المواد الأساسية، ومنهم من درسها على عجل، ومنهم من لم يراجع الدروس كما يجب، ومنهم من انهى «البرنامج» شكلياا.
وتشير مصادر وزارة التربية، الى ان الوزيرة راعت بين مطلبين اساسيين، الحفاظ على مستوى الشهادة الرسمية، ما يحتم اجراء الامتحانات الرسمية، بعد «التعثر والتراجع» الذي شهده القطاع التعليمي خلال السنوات الاخيرة، وانعكس على الصعيد الجامعي، من جهة، وتأمين مصلحة الطلاب ومراعاة الاوضاع التي مرت بها البلاد من حرب وتهجير، وهو ما سيظهر جليا في الامتحانات، التي ستاخذ بعين الاعتبار كل هذه الامور، مؤكدة ان الاجراءات التي اتخذت تصب اولا واخيرا في مصلحة سمعة لبنان العلمية والتي طالما عرف بها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 34 دقائق
- ليبانون 24
"أيام حزب الله معدودة".. هذا ما قاله تقرير إسرائيلي
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن "أيام حزب الله في لبنان باتت معدودة". ويقول التقرير الذي ترجمهُ"لبنان24" إنه "بينما تُطمئن الحكومة اللبنانية الأميركيين بأن حزب الله سيُسلم سلاحه، يُصرح أمين عام حزب الله نعيم قاسم بوضوح قائلاً أن تنظيمه لن يقوم بذلك"، وأضاف: "هذا التناقض يُظهر الصراع الحقيقي الدائر في لبنان، صراع قد يُحدّد مصيره في الانتخابات العامة التي ستُجرى بعد نحو 10 أشهر، في أيار 2026". وفي مقابلة مع الصحيفة، يرى البروفيسور أمازيا برعام، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة حيفا، أنَّ "الواقع اللبناني الراهن هو فرصة تاريخية لحل المشكلة"، وأضاف: "تجدر الإشارة إلى أن أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، أعلن قبل يومين أن حزب الله لن ينزع سلاحه، في حين أن لبنان الرسمي يتحدث عن توجه لنزع السلاح، ما يُشير إلى وجود تناقض". وتابع: "من المؤكد أن 70% من سكان لبنان يُؤيِّدون نزع سلاح حزب الله. كذلك، لا شكَّ إطلاقًا في وجود أغلبية كبيرة في الشارع وفي النظام المُنتخَب ديمقراطياً تُؤيِّد نزع سلاح حزب الله. ولكن رغم هذه الأغلبية، لا يزال حزب الله أقوى قوة عسكرية في لبنان، أقوى من الجيش اللبناني". برعام قال إن المطلب الدولي لا يُركز على التفكيك الكامل لكل الأسلحة، وأضاف: "لا يُطلب من حزب الله تسليم كل رشاش كلاشينكوف.. سيكون بحوزة حزب الله بنادق كلاشينكوف وقاذفات آر بي جي ورشاشات ثقيلة، ولن يُفككها أحد، لأن الجماعات الأخرى تمتلك أسلحة مماثلة. المطلب هو تفكيك كل الأسلحة الثقيلة، كل الصواريخ، وكل صواريخ الكاتيوشا، والطائرات المسيرة، والمدافع المضادة للطائرات، وكل الأسلحة الثقيلة". بحسب تحليل برعام، يكمن مفتاح الحل في مقترح أميركي ناشئ، ويقول: "أخيرًا، تُقدّم الولايات المتحدة للبنان مقترحاً لإنقاذه من أزمته المالية والاقتصادية الحادة، عبر تقديم قرض ضخم بمليارات الدولارات، بشرطين: إصلاح إداري لمكافحة الفساد، ونزع سلاح حزب الله". برعام اعتبر أن "الوقت الحالي يعمل ضد حزب الله"، ذاكراً أنه "في انتخابات أيار 2022، خسر حزب الله الأغلبية التي كان يتمتع بها ائتلافه في البرلمان ، وكانت النتيجة أنه بدأ يُدرك أنه في تراجع". وعن الانتخابات المقبلة، في أيار 2026، يقولُ برعام: "في هذه الانتخابات، وبسبب ضعفه العسكري الذي وجه ضربة قاصمة لهيبته، والمعاناة التي سببها للبنانيين عندما هاجم إسرائيل ، والضربة التي تلقاها إيران ، سيخسر حزب الله أكثر، وسينشأ وضع لن تعتمد فيه الحكومة على فيتو حزب الله أو أغلبيته". ويُكمل: "الاستثمار في لبنان بعد أن يتخلص حزب الله من أسلحته الثقيلة ويقتصر عمله على حزب سياسي عادي سيكون خطوة واعدة. في المقابل، على إسرائيل أن تقول قبل الانتخابات في لبنان إنه إذا لم يقم لبنان بذلك بنفسه، فسنتحمل مسؤولية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006، الذي طالب بنزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان". وبحسب التقرير، فإنه "مع اقتراب موعد الانتخابات في لبنان، يُمكن للمرء أن يتوقع النتيجة"، وأضاف: "من المرجح أن يتلقى حزب الله ضربة موجعة، وسيتخلى عنه جميع أو معظم حلفائه، بمن فيهم حتى ثاني أكبر حزب شيعي ، حركة أمل". وهنا، يتوقع برعام أن يُجبر أمين عام "الحزب" على اللجوء إلى إيران لأخذ الإذن بشأن نزع الأسلحة مقابل البقاء كأقوى حزب سياسي، وتابع: "عندها سيُدرك المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إنه من دون صواريخ وطائرات مُسيرة، سيفقد حزب الله إمكانية مهاجمة المدن الكبرى والقواعد العسكرية الإسرائيلية. مع هذا، ستفقد إيران أداة ضغط مهمة على إسرائيل".


النهار
منذ 37 دقائق
- النهار
إيران ووكلاؤها... الخطأ في قراءة المتغيرات
دافع وكلاء إيران عن خيارهم الانتحاري حتى النفس الأخير، من غير أن يلتفتوا إلى حقيقة أن إيران نفسها لا تفعل ذلك. فما إن سقطت الضربات الأميركية على ثلاث من منشآتها النووية حتى أعلنت إيران أنها طوت صفحة الحرب وهو ما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تشبيه تلك النتيجة بالنتيجة التي تمخض عنها حدث مؤلم سابق هو إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما وناغازاكي حين أعلنت اليابان استسلامها. قفز ترامب على الجريمة ذاهباً إلى الظفر الأميركي. وكما يبدو فإن إيران ما كانت تأبه لمصير وكلائها بقدر ما هي حريصة على سلامتها بعدما صار واضحاً للآخرين أن مفهومها للقوة لم يعد صالحاً للاستعمال بعدما روج له أتباعها زمناً طويلاً. ذلك درس كان من واجب العقل السياسي الإيراني ألا يحرم الميليشيات التي كانت ترعى مشروعه التوسعي في المنطقة من الاستفادة منه. غير أن الحكم النهائي بانفصال ذلك العقل عن العصر ومتغيراته هو الأكثر ترجيحاً في وصف أسباب ما حصل. فليس من المعقول أن إيران كانت على بينة من أنها تضحي بوكلائها من أجل تحريك القضية الفلسطينية من جمودها وهو ما أشيع لتفسير عملية "طوفان الأقصى"، كما أنه ليس مقبولاً أن إيران أرادت من خلال الزج بـ"حزب الله" في حرب ضد إسرائيل أن تؤكد وحدة ساحات المقاومة إلا إذا كانت غير مدركة لما يمكن أن تخطط له الجبهة المقابلة، وهي جبهة إسرائيلية غير أنها تشمل الغرب كله لإنهاء الخطر الذي ...


الديار
منذ 44 دقائق
- الديار
بيروت تــُحاور و«إسرائيل» تقصف... هل نثق بالدبلوماسية الأميركية؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب من المنتظر أن يعود الموفد الأميركي توم باراك إلى بيروت خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع، حاملاً أجوبة من الإدارة الأميركية حول الورقة اللبنانية التي لقيت استحسانه، رغم أنها لم تتضمّن مهلة زمنية واضحة لتنفيذ ما ورد فيها من بنود، بل جاءت كخارطة طريق حول سلاح حزب الله. وفي ظل هذا المسار الدبلوماسي المستجد بين بيروت وواشنطن، يطرح السؤال نفسه: هل يمكن الوثوق بالمواقف الأميركية، أم أن ما يُقال علنًا يختلف كليًا عمّا يُخطط له فعليًا؟ وهل الدبلوماسية الأميركية هي فعلاً وسيلة للحلول أم مجرد واجهة تخفي أجندات تناقض ظاهر الخطاب؟ تجربة لبنان مع واشنطن لا توحي بكثير من التفاؤل. ففي تموز 2024، قدّم الموفد الأميركي السابق آموس هوكشتاين «ضمانات» للسلطات اللبنانية بأن العدوان الإسرائيلي لن يشمل العاصمة بيروت. لكن الأحداث سرعان ما كذّبت هذه الوعود، إذ شنّت إسرائيل غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية في أواخر تموز وامتدت لاحقًا في أيلول، متجاوزة كل ما سُمّي بـ«الخطوط الحمراء». وهذا يُعد دليلاً صارخًا على أن الدبلوماسية الأميركية آنذاك لم تكن سوى غطاء للخداع والتضليل. واليوم، تعود الإدارة الأميركية لتقارب الملف اللبناني من بوابة حسّاسة مجددًا، تتعلق بسلاح حزب الله. ورغم أن توم باراك أبدى رضاه المبدئي على الرد اللبناني، إلا أن الحذر هو سيد الموقف، إذ يترقّب الجميع ما ستؤول إليه الخطوات الأميركية الفعلية، خاصة بعد اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وهكذا، تبقى الأسابيع المقبلة كفيلة بكشف النوايا الحقيقية: فهل ستترجم واشنطن أقوالها إلى أفعال؟ أم أننا أمام جولة جديدة من الخداع السياسي المقنّع بشعارات دبلوماسية حيث تسمح «لاسرائيل» بتوسيع هجماتها للضغط على لبنان للرضوخ للشروط الاميركية؟ كيف تعمل اميركا مؤخرا في مقاربتها لمنطقة الشرق الاوسط؟ الى ذلك، يرى ديبلوماسي رفيع المستوى في حديثه لـ«الديار» ان السياسة الاميركية الجديدة تعتمد على حل مسألة واحدة في وقت معين ومن ثم تنتقل الى معالجة عقدة اخرى وعليه التركيز الاميركي الفعلي حاليا يكمن في سوريا وفي عملية التطبيع بين بلاد الشام و«اسرائيل». وفي لبنان، تدرك واشنطن جيدا ان لبنان ليس لديه القدرة على السير في التطبيع وعليه يشير الديبلوماسي الى ان الاميركيين يميلون الى توظيف بعض القوى في سوريا بتنفيذ ضربة في لبنان. وتابع الديبلوماسي ان الحل في لبنان لن يتضح الان بل ستتوضح الصورة اكثر فاكثر بعدما تطبق واشنطن خططها المرسومة لسوريا. من هنا، يبدو ان استقرار لبنان لا يزال معرض لعدة «خضات» وان الحل مؤجل الى ان تتوضح ملامح الاتفاقيات التي ستشمل سوريا ومستقبلها. مصادر مقربة من المقاومة: كلام باراك يحمل في طياته تهديدات مبطنة من جانبها، رأت مصادر مطّلعة على موقف المقاومة أن الموفد الأميركي، توم باراك، لم يعرب عن إعجاب بمضمون الرد اللبناني، إذ لم يتناول مضمونه بتاتًا، بل اكتفى بالإشادة بسرعة صدور الرد من الدولة اللبنانية، دون أي تعليق على فحواه. واعتبرت المصادر أن هذا التجاهل يعكس نمط الدبلوماسية الأميركية المعروفة بالمراوغة، حيث تضمّن حديث باراك إشارات مبطّنة تحمل طابعًا تهديديًا، منها إعلانه الصريح بأن الولايات المتحدة ليست من ضمن الأعضاء الضامنين في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، وهو إعلان اعتبرته المصادر شكلًا من أشكال التضليل. وأضافت أن الأخطر من ذلك هو انتقال واشنطن، بوقاحة، من دور الضامن إلى دور الوسيط، إذ أوحى باراك بأن بلاده تكتفي بلعب دور الوسيط بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وتسعى فقط لتسهيل التسوية، متخلّية فعليًا عن أي التزام بحماية وقف إطلاق النار. وبحسب هذه المصادر، فإن الرسالة الأميركية كانت واضحة: إذا لم تُحقّق واشنطن أهدافها عبر الوساطة، فعلى لبنان أن يتدبّر أمره مباشرة مع «إسرائيل»، إذ إن الإدارة الأميركية لا تعتبر نفسها معنية بما قد يُقدِم عليه العدو، سواء هجومًا أو عدوانًا، ما يعني عمليًا رفع الغطاء الأميركي عن لبنان. وفي السياق ذاته، اعتبرت مصادر قريبة من حزب الله أن حديث باراك لم يحمل أي مؤشرات إيجابية، بل جاء سلبيًا بشكل واضح، خصوصًا حين أشار إلى أن المنطقة تمرّ بمرحلة تحوّلات كبرى، وعلى لبنان أن يواكبها وإلا سيتخلّف عنها. وهو ما فسّرته المصادر كنوع من الضغط السياسي المكشوف. وأكدت هذه المصادر أن الحقيقة الجلية هي أن الولايات المتحدة نفسها تدفع «إسرائيل» لمواصلة الضغوط على حزب الله، من خلال استمرار عملياتها العدوانية، في انتهاك صريح للقرار 1701، الأمر الذي يعكس تورطًا أميركيًا غير مباشر في التصعيد. من جهة أخرى، أشادت المصادر بمواقف الرؤساء الثلاثة في لبنان، ووصفتها بالوطنية والمسؤولة، خصوصًا لناحية التأكيد على ضرورة التزام العدو الإسرائيلي بالقرار 1701، وانسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة، مشيرة إلى أن الدولة اللبنانية والمقاومة ملتزمتان بهذا القرار بشكل كامل. أما بخصوص الاعتداءات المتكررة التي تستهدف ما تزعم «إسرائيل» أنها مخازن أسلحة أو تنفّذ عمليات اغتيال، فقد اعتبرت المصادر أنها محاولات يائسة من جيش الاحتلال الذي يعيش حالة من الإفلاس العسكري. وأوضحت أن العدو بات عاجزًا حتى عن الوصول إلى قادة من الصفين الثالث أو الرابع في حزب الله، وأن هذه العمليات تأتي في إطار الترويج الداخلي، لتسويق «إنجازات» وهمية لجمهوره. مصادر عسكرية لـ«الديار»: احتمال كبير بحصول تصعيد اسرائيلي على حزب الله في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية لصحيفة «الديار» أن المؤشرات الحالية ترجّح احتمالية تصعيد «إسرائيلي» مرتقب يستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، مع استمرار سياسة الاغتيالات التي باتت تطال مدنيين وليس فقط عناصر من حزب الله. لكن، وبحسب المصادر، فإن المقاومة تدرك جيدًا أن جيش الاحتلال غير قادر على خوض حرب شاملة على لبنان، وذلك بسبب افتقاره إلى بنك أهداف فعّال، ما يجعله عاجزًا عن إدارة مواجهة موسّعة. وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرك مسبقًا أن أي توغل ميداني في الأراضي اللبنانية سيُمنى بفشل ذريع، خاصة بعد أن أثبتت المعارك السابقة تفوّق عناصر المقاومة في القتال المباشر، الأمر الذي ترك انطباعًا راسخًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية بأن كلفة الحرب ستكون باهظة ومصيرها الهزيمة. وأضافت أن «إسرائيل» قد تلجأ إلى تكثيف استخدام سلاح الجو لتنفيذ ضربات إعلامية الطابع تهدف إلى إظهار قوة معنوية أمام الرأي العام الداخلي، لكنها في الواقع تفتقر إلى أي إنجاز ميداني حقيقي. كما أن الذرائع التي تسوّقها لتبرير استهداف مبانٍ مدنية، بحجة احتوائها على أسلحة، لا تعدو كونها أكاذيب مكشوفة ومحاولة لتبرير الفشل العسكري المتواصل. خطر التطرف يتسلّل إلى الداخل اللبناني: مؤشرات مقلقة واستنفار أمني يشهد لبنان في الاونة الاخيرة مؤشرات دخول وانتشار عناصر أصولية ومتشددة، سواء من خلال الحدود المفتوحة مع سوريا أو عبر تجنيد داخلي في بعض المناطق التي تعاني من الفقر والتهميش. وتُبدي مصادر أمنية لبنانية قلقها من هذا التمدد، لما يشكله من خطر مباشر على الاستقرار الداخلي. فمن الناحية الأمنية، يشكّل وجود المتطرفين تهديدًا فعليًا لاحتمال عودة التفجيرات أو تنفيذ عمليات تستهدف مناطق ذات طابع طائفي، ما يُعيد إلى الأذهان مشاهد الفوضى والعنف التي شهدها لبنان في مراحل سابقة. أما من الناحية الاجتماعية، فإن الخطاب الأصولي يهدد النسيج اللبناني القائم على التنوع، من خلال نشر ثقافة الكراهية والتكفير والتشكيك بالآخر المختلف. سياسيًا، تداخل الساحة اللبنانية مع الصراع السوري، ووجود جماعات متطرفة عبر الحدود، يضاعف من تعقيد المشهد، ويجعل من لبنان ساحة محتملة لنشاطات مرتبطة بتنظيمات إقليمية متشددة. اصوليون سوريون حاولوا تنفيذ عملية طعن في جونية في سياق متصل، حصلت حادثة في جونية في احدى السهرات حيث حاول سوريون اصوليون تنفيذ عملية طعن بالسكين لمواطنين لبنانيين الا ان الاخيرين استطاعوا ردعهم ومنعهم من تحقيق اهدافهم الاصولية البربرية. مصادر الممانعة لجعجع: موقفه قانوني ولكن التوافق السياسي أقوى وفي سياق متصل، ردا على كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، قال مصدر مقرب من الممانعة ان ما يقوله جعجع كلام صائب من المنطلق الدستوري والقانوني لناحية بحث الرد اللبناني ومن ثم التصويت عليه في مجلس الوزراء ولكن في الوقت ذاته اشار المصدر الى انه في الصيغة اللبنانية، اذا حصل توافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب على ملف معين بما ان الرؤساء الثلاث يمثلون بيئتهم عندها لا يعود البت بالرد اللبناني بينهم مخالفا للقانون. ولفت المصدر المقرب من الممانعة الى انه في حال طبقنا ما طرحه الدكتور سمير جعجع فان معظم الوزراء تابعين للرؤساء عون وسلام وبري بينما الوزراء المعارضين هم فقط وزراء القوات وبالتالي جلسة التصويت ستكون لصالح توجه ومقاربة الرؤساء الثلاث ازاء وثيقة الموفد الاميركي توم باراك. القوات اللبنانية لـ«الديار»: لماذا تريد الدولة اعطاء انطباع ان هناك اتفاق قاهرة جديد؟ من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ«الديار» ان كلام الدكتور سمير جعجع حول اتخاذ موقف دستوري رسمي من خلال انعقاد مجلس الوزراء للرد على وثيقة باراك، يندرج في حرصه على العمل المؤسساتي فضلا انه لم يتحدث عن التواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للاتفاق على جدول اعمال اي جلسة وزارية او التواصل مع رئيس المجلس حول القوانين المدرجة لان هذه الامور بديهية. انما شدد رئيس حزب القوات اللبنانية على ان ورقة مصيرية مفصلية قدمها الموفد الاميركي يمكن ان تأخذ البلاد نحو الانفجار او ترسم خارطة طريق لقيام دولة فعلية، لا يمكن التعامل معها على غرار ما حصل بل يجب اطلاع وثيقة باراك على جميع الوزراء وان تقر انها الية تنفيذية لقرار وقف اطلاق النار الذي وقعتها حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي في 27 تشرين الثاني الماضي. وعليه،عندما يقدم الرؤساء الثلاث ردا للاميركيين نريد ان نعلم ما هو طبيعة هذا الرد وما هي طبيعة الورقة الاميركية لانها مجهولة للاخرين. وتساءلت المصادر القواتية انه:» لماذا تريد الدولة اعطاء انطباع اننا امام اتفاق قاهرة جديد؟ لماذا هناك قطبة مخفية في الموضوع؟ واضافت هذه المصادر ان الموفد الاميركي توم باراك قال بكل صراحة :»نرى ان المنطقة دخلت في مرحلة جديدة، وعلى لبنان ان يقرر، اما ان يكون جزء من هذه الصفحة الجديدة اما ان يبقى في الصفحة الماضية»، مشددا ان الاميركيين لا يمكنهم ان يقرروا عن لبنان وعن الاتجاه الذي يريد المضي قدما فيه. اما من وجه اتهامات لرئيس القوات اللبنانية بان كلامه الاخير يهدد الامن القومي فاعتبرت المصادر القواتية انها تصب في خانة الافتراء في حين من يهدد فعلا الامن القومي هو من يرفض ان يكون السلاح حصريا بيد الدولة اللبنانية. ماذا جاء في وسائل الاعلام «الاسرائيلية» اليمنية المتطرفة عن الرد اللبناني؟ في هذا السياق،جاء في وسائل اعلام عبرية يمينية متطرفة ان «اسرائيل» قد تصعد عسكريا اذا فشلت الديبلوماسية اللبنانية في نزع سلاح حزب الله وفقا لديبلوماسيين. كما قالت صحيفة «اسرائيلية» متطرفة بان الخيار العسكري لن يكون سوى الخيار الوحيد امام «اسرائيل» اذا لم تتقدم الدولة اللبنانية بقرار واضح حول نزع سلاح حزب الله. صحيفة هأرتس: الرد اللبناني غامض ودون جدول زمني واضح كتبت صحيفة «هأرتس» «اليسارية» بان الرد اللبناني تضمن غموض «تجنبي» اضافة انه لا يوجد جدول زمني واضح فيه مشيرة الى ان «اسرائيل» تعتبر ان جزءا من الرد قد لا يكون كافيا لحماية مصالحها الامنية. ونقلت صحيفة «تايمز اوف اسرائيل» عن مسؤول «اسرائيلي» ان «تل ابيب» لن تنسحب من «نقاطها الحدودية» الا في حال « تم نزع سلاح حزب الله بالكامل» مشددة على بقاء «الوجود العسكري لحماية اسرائيل». ما هو انعكاس زيارة وزير الخارجية الايراني لنظيره السعودي في الرياض على لبنان؟ الى ذلك، تشير زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية ولقاؤه نظيره السعودي إلى تقدم في مسار التهدئة الإقليمية، ما قد ينعكس إيجابًا على لبنان. ففي ظل التقاطع الإيراني-السعودي على الساحة اللبنانية، يُتوقّع أن تساهم هذه الزيارة في خفض منسوب التوتر، خصوصًا على الجبهة الجنوبية، وتليين المواقف بين القوى اللبنانية المحسوبة على الطرفين. كما قد تُمهّد لتقريب وجهات النظر حول ملفات خلافية، وتُشكّل عاملًا مساعدًا لتجنّب الانزلاق نحو مواجهة عسكرية شاملة. باختصار، أي تقارب إيراني-سعودي يخلق مناخًا أكثر ملاءمة لإعادة الاستقرار إلى لبنان، ولو بشكل تدريجي.