مواجهة لـ"فتنة".. هذه قصة جنبلاط مع سلاح "حزب الله"
ليست جديدة الدعوة التي أطلقها الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط باتجاه "حزب الله" ومُطالبته بتسليمه السلاح للدولة اللبنانية.
نداء جنبلاط هو قديم جديد، وسبق أن أعلنه مراراً سابقاً لاسيما مطلع العام الجاري وتحديداً بعد انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية. آنذاك، وتحديداً خلال شهر كانون الثاني، قال جنبلاط إنه على السياسيين والعسكريين في حزب الله أن يدركوا أن الماضي انتهى وأن عليهم التوجه إلى العمل السياسي وترك العمل العسكري.
للتذكير أيضاً، فإنه خلال العام 2006، وقبل حرب تموز بين "حزب الله" وإسرائيل، تحدّث جنبلاط عن إعداده وثيقة تتضمن مطالبة بنزع سلاح "حزب الله"، مشيراً إلى أن الحل يكمنُ في أن ينضم عناصر "الحزب" إلى الجيش مثلما فعلت سائر الميليشيات اللبنانية إبان انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
صحيحٌ أن جنبلاط يُنادي بتسليم السلاح، لكنه في الوقت نفسه يُطالب بـ"التروّي" لتنفيذ هذا الملف منعاً لحصول تصادمٍ داخليّ. هنا، تقولُ مصادر مقرّبة من المختارة إنَّ "وليد بيك" يتحدّث بصراحة عن وجوب تحصين الوضع اللبناني بعيداً عن أي احتكاك، ذلك أن نزع سلاح "حزب الله" بالقوة قد يؤدي إلى انفلات الوضع، ولهذا يُفضل جنبلاط الهدوء خلال التعاطي مع هذا الملف.
تنطلقُ هواجس جنبلاط، وفق المصادر، من قاعدتين أساسيتين: الأولى وهو عدم دخول "حزب الله" في صراعٍ مع الجيش مثلما تريد إسرائيل، والثانية في عدم إظهار الطائفة الشيعية على أنها مضطهدة وتواجه الحرب المباشرة من الداخل. فعلياً، فإنَّ هذين الأمرين يتصلان بفتح جبهة داخلية وحرب كبيرة، وهو ما لا يريده جنبلاط، خصوصاً أن توافقه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ينبع من مسألة تحصين الوضع ومنع حصول أي خضات أمنية مهما كان حجمها.
في المُقابل، لا تأتي مواقف جنبلاط الجديدة بشأن سلاح الحزب إلا تماهياً مع الضغط الأميركي الجديد في إطار مسألة "التسليم"، ذلك أن "بيك المختارة" بات عارفاً تماماً بأنَّ الأميركيين هذه المرة "لن يتساهلوا" مع أي تأخير. وعليه، أراد جنبلاط أن يتحدّث علناً عن ضرورة تسليم السلاح، ليس من قاعدة "تحدّي" حزب الله بل من بوابة الحفاظ على وجوده أقله سياسياً.
لذلك، دقّ جنبلاط "جرس الإنذار"، علماً أن "بيك المُختارة" على تنسيقٍ تام مع برّي في كل المفاصل الحيوية. في الواقع، إذا أراد جنبلاط الرهان على تماسك البيئة الشيعية، فإن ذلك يعودُ إلى موقف بري الضامن لهذا الأمر، بالإضافة إلى تأكيد الأخير القاطع على عدم المساس بأيّ عنصر من عناصر الاستقرار داخل لبنان لاسيما الجيش.
وعليه، فإن جنبلاط وبري لن يُكرّرا أي تجربة حصلت خلال الحرب الأهلية، كما أنهما سيرفضان أيّ خطوة قد تساهم في اهتزاز علاقة الجيش مع البيئة الشيعية من جهة وبين عناصر الجيش الشيعة وقيادتهم من جهة أخرى. فعلياً، فإنَّ الرهان على تماسك الجيش هو ما يريده بري، ولذلك فإن أي سيناريو لـ"فرط الوضع" بعيدة كل البعد عن التطبيق.
لهذا، وانطلاقاً من كل ما سبق، تأتي مطالبة جنبلاط في إطار تثبيت القواعد المستقبلية لوضع "الحزب".. فهل سيتلقف الأخير الرسالة الجنبلاطية ويبادر إلى "تليين المواقف" أم أن الأمور ستذهب في مسار آخر غير واضحة معالمه حتى الساعة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
نائب "التيار": التحالف مع حزب الله انتهى قبل حرب الإسناد
لم يعد هناك فعليًا أي فريق سياسي لبناني وازن يدعم تمسك "حزب الله" بسلاحه أو يتبنى المقايضة التي يطرحها، والمتمثلة باستعداده لبحث مصير السلاح مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة. وحدها حركة "أمل"، بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا تزال تتلاقى مع موقف الحزب، حرصًا على الحفاظ على وحدة الصف الشيعي وتجنب تشققات يصعب معالجتها. بدأ حلفاء "حزب الله" بالابتعاد عنه تدريجيًا منذ اغتيال أمينه العام السابق، السيد حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية خلال أيلول الماضي. وبلغ هذا التباعد ذروته مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ما عزز شعور الحلفاء بالحصار والضعف الذي بدأ يضرب الحزب. بالمقابل، تستمر القوى المعارضة للحزب، لا سيما "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية"، بالدعوة إلى نزع سلاحه. النائب جيمي جبور، عضو تكتل "التيار الوطني الحر"، شرح الأسباب التي دفعتهم للدعوة إلى تسليم السلاح بعدما كانوا يؤيدون تمسك الحزب به. وقال جبور لصحيفة "الشرق الأوسط": "هذا السلاح ردع إسرائيل عن مهاجمة لبنان لنحو 20 عامًا، لكن بعد انتهاء هذا الردع في الحرب الأخيرة والأثمان الباهظة التي دفعها الحزب ولبنان، بِتنا نرى أنه لم يعد هناك جدوى أو حاجة لهذا السلاح". وعن مصير التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، أضاف جبور: "التحالف مع الحزب انتهى قبل حرب الإسناد، نتيجة خلافنا معه على الأولويات السياسية، خاصة في ما يتعلق بملف الانتخابات الرئاسية وعمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي. وقد زادت الهوة مع قرار الحزب إسناد (حماس) متجاوزًا الحكومة والإرادة اللبنانية السياسية والشعبية. لذلك، نحن لسنا في الموقع السياسي نفسه مع الحزب منذ فترة طويلة، وبالتالي، ليس دقيقًا القول إننا نتخلى عنه اليوم". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
مسؤول سوري : التنسيق مع السعودية أحبط تهريب أطنان من المواد المخدرة
في إطار التعاون الاستخباراتي والأمني السعودي - السوري، تنسق مكافحة المخدرات السورية مع السلطات السعودية بشكلٍ عالٍ للحد من تهريب المخدرات، وفقاً لما ذكرت لنشرة الرابعة. وقال المسؤول في إدارة مكافحة المخدرات السورية، أنور عبد الحي، لـ نشرة الرابعة" إن التنسيق السعودي السوري عزز إحباط تهريب مئات آلاف الأطنان من الممنوعات والمواد المخدرة". في الأثناء، قدمت وزارة الداخلية السعودية، ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، للجهاز النظير في سوريا، معلومات أمنية تتعلق بنشاطات شبكات إجرامية تمتهن تهريب المخدرات، إذ أسفرت تلك المعلومات عن إحباط وزارة الداخلية السورية محاولة تهريب أكثر من 200,000 قرص من مادة الإمفيتامين المخدر. جهاز أمني واحد لذا يشدد المسؤول السوري في إدارة مكافحة المخدرات أنور عبد الحي، على ضرورة التنسيق مع السعودية، قائلاً: "ننسق كأننا في جهاز أمني واحد"، مشيراً إلى توافر مستوى اتصال عالٍ مع الرياض. ويلفت في الوقت ذاته إلى وجود تبادل للخبرات مع السعودية في مجال مكافحة المخدرات، مؤكداً أن بلاده تنسق مع دول الجوار كافة من أجل تبادل المعلومات والاستعداد، كما أوضح أيضاً أن شبكات التهريب في سوريا كانت تحت رعاية النظام السابق. جهود متواصلة ويبذل البلدان جهودا متواصلة مستمرة لملاحقة تجار ومروّجي المواد المخدرة للحد من انتشارها، إذ أسفرت عن إحباط محاولات تهريب لمئات الآلاف من المواد المخدرة على مدار الأشهر الماضية. وفد سوري يزور الرياض وبهدف تطوير منظومة العمل الأمني في سوريا، استضافت الداخلية السعودية في أبريل الماضي وفدًا أمنيًا من سوريا، للإطلاع على تجربة الأجهزة الأمنية السعودية والاستفادة من خبراتها المتقدمة في المجالات الأمنية. فيما استقبل وزير الداخلية السعودية مطلع يونيو الجاري نظيره السوري لبحث آفاق التعاون في المجالات الأمنية، منها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحرس الحدود، وتعزيز التنسيق في مكافحة المخدرات إلى جانب تبادل المعلومات والخبرات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
في اتصال مع السعودية... ايران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار
نقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي قوله لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز إن لدى طهران شكوكا كبيرة في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار. وأنهى وقف إطلاق النار حربا جوية استمرت 12 يوما بين الجانبين. وقال موسوي: "بما أن لدينا شكوكا تامة في وفاء العدو بالتزاماته، بما في ذلك وقف إطلاق النار، فإننا مستعدون لمنحه ردا قويا إذا كرر العدوان". وأضاف: "هجوم إسرائيل والولايات المتحدة على الأراضي الإيرانية حدث على الرغم من ضبط النفس الإيراني وفي الوقت الذي كانت فيه المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة جارية". وأفادت وكالة الأنباء السعودية بتلقي وزير الدفاع السعودي، اتصالا هاتفيا من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية. وجرى خلال الاتصال، بحسب "واس"، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الدفاعي، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار. وشنت إسرائيل غارات واسعة على المنشآت النووية والقواعد العسكرية الإيرانية، وتوسعت قائمة الأهداف توسعت لتشمل هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية وقوات الأمن الداخلي، ما دفع إلى التفكير في أن إسرائيل تحاول إطاحة النظام. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News