
تطعيمات 2025.. نقلة إستراتيجية في تحصين أطفال الكويت بلقاحات مدمجة وحقن أقل
اعتمدت وزارة الصحة الدلائل الإرشادية لجدول التطعيمات الأساسية للأطفال في الكويت لعام 2025، والتي تمثل تحديثا جوهريا للسياسات الوطنية في مجال التحصين، بما يواكب أحدث التوصيات العلمية العالمية ويراعي متطلبات الواقع الصحي المحلي. وجاء في الإرشادات التي تنشرها «الأنباء» وأعدها قسم مكافحة الأمراض المعدية - إدارة الصحة العامة، أن التحديث الجديد يهدف إلى تحسين التغطية المناعية، تقليل عدد الزيارات والحقن، وتبسيط الإجراءات داخل غرف التطعيم، بما يضمن سلامة الطفل ويسهل على أولياء الأمور متابعة جدول التطعيمات.
إدخال اللقاح السداسي
وأبرز ما تضمنته الإرشادات هو اعتماد اللقاح السداسي (Hexavalent vaccine) كركيزة أساسية في الجدول الجديد، حيث يغني عن إعطاء ست لقاحات منفصلة، وهي:
٭ الدفتيريا (Diphtheria)
٭ التيتانوس (Tetanus)
٭ السعال الديكي اللاخلوي (acellular Pertussis)
٭ شلل الأطفال المعطل (IPV)
٭ المستدمية النزلية من النوع B (Hib)
٭ التهاب الكبد B (HBV)
ويعطى هذا اللقاح في 4 جرعات أساسية، تبدأ من عمر شهرين، ثم في الشهر الرابع، والسادس، وتنتهي بجرعة منشطة عند عمر 18 شهرا. ويتم إعطاؤه عضليا في الفخذ الأمامية بزاوية 90 درجة.
ووفق ما ورد في الدليل، فإن إدخال اللقاح السداسي يهدف إلى تقليل عدد الإبر المعطاة خلال السنوات الـ 3 الأولى من حياة الطفل بنسبة تتجاوز 30%، مما يساهم في تقليل العبء النفسي للطفل، ويزيد من التزام الأهل بالمواعيد، ويقلل من احتمالية التأجيل أو الإهمال.
كما تضمنت الإرشادات تعليمات دقيقة بشأن تحضير اللقاح، طريقة الحفظ، الجرعة (0.5 مل)، موانع الاستعمال مثل ردود الفعل التحسسية الشديدة أو الصرع غير المتحكم به، وتعليمات التمريض الخاصة بطريقة الاستخدام والتأكد من تجانس المعلق.
وتطرقت الإرشادات إلى تحديث مهم في برنامج التطعيمات، من خلال إدراج اللقاحين PCV15 وPCV20، وهما من اللقاحات المطورة حديثا لمكافحة الالتهاب الرئوي الناتج عن المكورات الرئوية، إلى جانب الوقاية من مضاعفات أخرى مثل التهاب الأذن الوسطى.
وجاء في الإرشادات أن لقاح PCV20 يتمتع بميزة احتوائه على 20 نمطا مصليا مختلفا، مقارنة بالجيل السابق PCV13، ويوفر حماية أوسع خاصة ضد الأنماط المنتشرة في دول الخليج. وتتمثل الجرعات الأساسية في إعطاء 3 جرعات في عمر 2 و4 و6 أشهر، مع جرعة منشطة في الشهر 18.
كما أشارت الإرشادات إلى أن اللقاح آمن للاستخدام، وقد حصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن العضلي في الفخذ، مع الحفاظ على تعليمات التخزين عند حرارة بين 2 و8 درجات مئوية.
لقاح Tdap: وقاية مستدامة للمراهقين والحوامل
وتضمنت الإرشادات ان أبرز الإضافات في جدول التطعيمات الجديد إدخال لقاح Tdap ضمن الفئات العمرية من 10 إلى 18 عاما، وذلك بواقع جرعتين معززتين في مرحلتي 10 - 12 سنة و16 - 18 سنة.
وأوصت الإرشادات بإعطاء لقاح Tdap للنساء الحوامل خلال الثلث الأخير من كل حمل، لما له من دور فاعل في الوقاية من السعال الديكي لدى المواليد الجدد، قبل قدرتهم على الحصول على تطعيماتهم الأساسية.
وبحسب ما ورد في الدليل، فإن لقاح Tdap يستخدم أيضا في حالات الجروح كإجراء وقائي ضد الكزاز، ويتميز بأمانه العالي وقدرته على تنشيط المناعة المكتسبة سابقا بلقاحات DTP أو DTaP التي يتلقاها الطفل في صغره.
الحصبة
كما تضمنت الإرشادات الاستمرار في اعتماد اللقاح الرباعي ضد الحصبة (Measles)، الحصبة الألمانية (Rubella)، النكاف (Mumps)، والجدري المائي (Varicella)، والذي يعرف بلقاح MMRV، ويعد من اللقاحات الأساسية في الجدول الوطني، نظرا لأهمية هذه الأمراض وخطورتها على الصحة العامة وسهولة انتقالها.
وجاء في الإرشادات أن لقاح MMRV يعطى على جرعتين:
٭ الجرعة الأولى عند عمر 12 شهرا، وتشمل أيضا إعطاء لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV) ولقاح المكورات السحائية (Meningococcal).
٭ الجرعة الثانية عند إتمام الطفل عامين (24 شهرا)، وتعطى لتعزيز المناعة طويلة الأمد ضد الأمراض الأربعة.
وأكدت الإرشادات أن لقاح MMRV آمن وفاعل، ويسهم في منع تفشي أمراض كانت شائعة في السابق، وتأتي ضمن أولويات الصحة العامة العالمية.
وأشارت إلى أن الأعراض الجانبية له غالبا ما تكون طفيفة مثل ارتفاع الحرارة أو ظهور طفح جلدي مؤقت، ونادرا ما تسجل تفاعلات أكثر حدة.
مقارنة
وأجرت الإرشادات مقارنة مفصلة بين جدول 2025 والجدول السابق، حيث أوضحت من خلالها انخفاض عدد الحقن في الجلسات الأساسية من 3 إلى حقنتين فقط، خلال أشهر التطعيم الأولى (2 و4 و6 أشهر)، إضافة إلى دمج بعض الجرعات وتنظيم مواعيد التطعيم بما يسهم في تقليل زيارات المراكز الصحية دون المساس بكفاءة التحصين.
الآثار الجانبية والمأمونية
وأكدت الإرشادات أن اللقاحات المستخدمة حاصلة على موافقات من منظمات دولية مثل FDA وWHO، وتتمتع بمأمونية عالية، فيما جاءت الآثار الجانبية المسجلة ضمن المعدلات المعتادة عالميا، وأبرزها:
٭ احمرار أو تورم موضعي.
٭ ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
٭ فقدان الشهية المؤقت أو نعاس.
٭ حالات نادرة جدا من التحسس أو التشنجات (أقل من 1 لكل 10 آلاف طفل).
جدول تطعيم استدراكي
وفي مبادرة تعزز شمولية التغطية، تضمن الدليل جدولا استدراكيا للأفراد الذين لم يستكملوا جدول تطعيماتهم الأساسية، ويشمل الفئات من عمر 7 أشهر إلى 17 عاما، حيث يتم تحديد عدد الجرعات المطلوبة وفاصلها الزمني، مع توجيهات واضحة بخصوص استخدام لقاحات Tdap أو PCV20 كبدائل فاعلة.
دعم الكوادر التمريضية بدليل تحضيري شامل
وخصصت الإرشادات فصولا كاملة لتوضيح آليات التحضير والتعامل مع كل لقاح على حدة، بدءا من طريقة الرج، إلى الفحص البصري، وإرشادات نزع غطاء السرنجة وتثبيت الإبرة، وتحديد الموضع المناسب للحقن حسب العمر وكتلة العضلات، بما يعزز جودة الأداء السريري ويمنع الأخطاء الطبية.
توجه وطني لتعزيز المناعة المجتمعية
واختتمت الإرشادات بالتأكيد على أن جدول تطعيمات 2025 يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز المناعة المجتمعية في الكويت، من خلال جدول أكثر كفاءة، عدد إبر أقل، مواعيد أكثر وضوحا، وتغطية مناعية تشمل أكبر قدر من الأمراض المعدية الخطيرة، مما يدعم رؤية الوزارة نحو مجتمع صحي وآمن وخال من الأوبئة المستهدفة بالتطعيم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 7 ساعات
- الأنباء
تدوير 129 موظفاً إدارياً في «الجهراء الصحية»
عبدالكريم العبدالله أصدرت وزارة الصحة قرارا بتدوير وإعادة توزيع 129 موظفا إداريا في منطقة الجهراء الصحية بين مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات. يأتي هذا القرار في إطار الجهود الرامية إلى ضمان التوزيع العادل للموارد البشرية، وتحقيق تكافؤ الفرص بين الموظفين، ورفع جودة ومستوى الخدمة المقدمة في المنشآت الصحية. وحسب مصادر، فقد جاء هذا القرار بعد دراسة مستفيضة للاحتياجات الفعلية للمراكز الصحية والمستشفيات والمناطق المختلفة، عبر فريق إعادة توزيع القوى البشرية العاملة من الهيئة الإدارية بالمراكز الصحية، مؤكدة أن التنقلات ستسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق الاستفادة القصوى من الكفاءات البشرية المتاحة. وأضافت المصادر أن الوزارة تسعى باستمرار إلى تطوير وتحسين خدماتها بما يتماشى مع أفضل المعايير العالمية، وأن هذا القرار جزء من إستراتيجية شاملة لتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. وبينت المصادر أن الوزارة دعت جميع الموظفين إلى التعاون وتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الإستراتيجية، مؤكدة أنها ستواصل جهودها لتحسين وتطوير الخدمات الصحية، وتلبية احتياجات المواطنين.


الأنباء
منذ 8 ساعات
- الأنباء
«الصحة»: اعتماد 7 منشآت رعاية أولية من GAHAR ليصل الإجمالي إلى 61 منشأة معتمدة
القاهرة - ناهد إمام أعلنت وزارة الصحة والسكان عن حصول 7 منشآت جديدة للرعاية الصحية الأولية على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية «GAHAR»، ليصل إجمالي المنشآت المعتمدة إلى 61 منشأة. يأتي هذا الإنجاز كجزء من استراتيجية الوزارة لتطوير منظومة الرعاية الصحية الأولية وتهيئة المنشآت لتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل في جميع المحافظات، بما يضمن تقديم خدمات صحية آمنة ومتكاملة تلبي أعلى معايير الجودة. وأكد د.حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، أن اعتماد هذه المنشآت يعكس جهود الوزارة المستمرة لتعزيز منظومة الرعاية الأولية، التي تعد الركيزة الأساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. وأوضح أن الوزارة تعمل على تطوير البنية التحتية ورفع كفاءة الخدمات الطبية والإدارية، مع التركيز على تقديم رعاية صحية تتمحور حول سلامة المريض ورضاه. من جانبه، شدد الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان، على أهمية التقييم المستمر والمتابعة الميدانية كجزء لا يتجزأ من استراتيجية الوزارة للارتقاء بجودة الرعاية الصحية. وأوضح أن اعتماد «GAHAR» يشمل تقييما شاملا للأداء الإكلينيكي والإداري، بالإضافة إلى الالتزام بمعايير الجودة وسلامة المريض، مما يعزز كفاءة المنشآت ويضمن تقديم خدمات صحية مستدامة. كما أشار إلى الجهود المكثفة لتطوير قدرات الكوادر الطبية من خلال برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تعزيز كفاءة الفرق الطبية والإشرافية. وأضافت د.رشا خضر، رئيس قطاع الرعاية الصحية الأساسية وتنمية الأسرة، أن المنشآت المعتمدة، والتي بلغ عددها 61 منشأة خارج محافظات التأمين الصحي الشامل، تخضع لمعايير صارمة تضمن جودة الخدمات وسلامة المرضى. وأكدت أن هذا الإنجاز يعكس التزام الوزارة بتحسين تجربة المنتفعين وتعزيز الثقة في الخدمات الصحية المقدمة. تؤكد وزارة الصحة والسكان استمرارها في العمل على توسيع نطاق الاعتماد وتطوير المنشآت الصحية، بما يدعم رؤيتها لتقديم رعاية صحية شاملة ومستدامة تلبي تطلعات المواطنين وتعزز مكانة مصر في تقديم خدمات صحية متميزة.


الأنباء
منذ 17 ساعات
- الأنباء
"الصحة" تستضيف ورشة عمل (إطار الكفاءات) لمتخصصي الصحة العامة بمشاركة خليجية
استضافت وزارة الصحة اليوم الاثنين ورشة عمل بعنوان (إطار الكفاءات) تعنى بمناقشة النسخة الأولية من إطار الكفاءات لمتخصصي الصحة العامة وينظمها مركز الخليج لمكافحة الأمراض بالتعاون مع مجلس الصحة لدول مجلس التعاون ومركز الكويت للوقاية من الأمراض. وقال الوكيل المساعد للصحة العامة في الوزارة د. المنذر الحساوي في كلمته الافتتاحية إن الورشة التي تستمر ثلاثة أيام تستضيف نخبة من القياديين والمتخصصين بمجال الصحة العامة من دول مجلس التعاون في وقت تتزايد الحاجة إلى تعزيز الكفاءة لدى القوى العاملة في هذا المجال. وأكد الحساوي أهمية الاستثمار في رأس المال البشري وبناء القدرات والتدريب والتطوير من خلال أطر كفاءة واضحة وشاملة قائمة على أسس علمية وتجريبية، موضحا أن الحديث عن الكفاءة في الصحة العامة لا يقتصر على الجوانب الفنية بل يشمل الإدارية أيضا كمهارات القيادة والعمل ضمن الفريق والتواصل البناء والفعال وغيرها. وأضاف أن الكفاءة في الصحة العامة تعني القدرة على تقديم خدمات صحية فعالة ومناسبة للمجتمع مع تحقيق أفضل النتائج في وقت تشمل الكفاءة في الصحة العامة عدة جوانب منها الكفاءة في تقديم الخدمات الصحية وإدارة الموارد والتواصل مع المجتمع والتعاون بين مختلف القطاعات. من جانبه، قال رئيس قسم الطوارئ - الصحة العامة في مركز الكويت للوقاية من الأمراض ومكافحتها ورئيس الورشة د. محمد السعيدان في تصريح للصحفيين إن الورشة تهدف إلى مناقشة النسخة الأولية من إطار الكفاءات لمتخصصي الصحة العامة بمشاركة صناع القرار والخبراء لتطوير دليل شامل يعزز قدرات القوى العاملة الصحية في دول مجلس التعاون. وأضاف السعيدان أن الكفاءة تسهم في تحسين صحة المجتمع وزيادة متوسط العمر المتوقع وتقليل العبء الصحي وتحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في زيادة إنتاجية الأفراد والمجتمع فالأفراد الأصحاء أكثر قدرة على العمل والإنتاج. وأشار إلى الحاجة المستمرة لتطوير وتحديث الأدلة الإرشادية التي تعتبر أساس بناء القدرات للكفاءات في الصحة العامة على التعامل مع تحديات الصحة العامة والاستجابة لها. وذكر أن الأدلة الإرشادية للصحة العامة هي مجموعة من التوصيات والمبادئ التوجيهية التي تهدف إلى تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض وتشمل مجموعة واسعة من المواضيع الصحية وتهدف إلى توجيه الأفراد والمجتمعات نحو اتخاذ خيارات صحية لتحسين جودة حياتهم والحد من انتشار الأمراض. ولفت إلى العديد من التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في مختلف الدول منها التغيرات التي يشهدها العالم وزيادة الأمراض التي تتطلب قدرة على إدارة تلك الأحداث والتعامل معها للحد من انتشار الأمراض والتي تتطلب قدرات عالية في التعامل. وأشار إلى أن الأدلة الارشادية والتدريب هي التي تساعد على رفع الكفاءة وقدرة على اتخاذ القرارات الصحية والقدرة على إدارة الأحداث والتدخلات الصحية خصوصا أن العالم الآن يتجه إلى الوقاية أكثر من العلاج من هنا يجب أن يكون لدى العاملين في تلك القطاعات أعلى المهارات.