
حفل زفاف بيزوس: من هو العريس؟ ومن هي العروس؟
إنه الزفاف الذي يتحدث عنه الجميع، فالملياردير الأمريكي في مجال التكنولوجيا جيف بيزوس يستعد للزواج من مقدمة البرامج التلفزيونية لورين سانشيز، وقد أثار حفل الزفاف الذي تبلغ تكلفته عشرات الملايين من الدولارات، والذي يُقام في مدينة البنقدية في إيطاليا، الكثير من الجدل.
فقد احتج نشطاء على هذا العرس بسبب التكاليف التقديرية التي بلغت نحو 50 مليون دولار أمريكي، ما أثار موجة احتجاجات في المدينة من قبل جماعات بيئية ونشطاء محليين، خصوصًا أن مدينة فينيسيا تعاني من ضغوط سياحية وبيئية خانقة منذ سنوات، وامتلأت المدينة بملصقات ولافتات كُتب عليها "لا مكان هنا لبيزوس وعروسه".
وردًا على هذه الانتقادات، قدّم بيزوس تبرعات كبيرة لدعم البيئة في البندقية، كما طلب العروسان من ضيوفهما الاستعاضة عن تقديم الهدايا المالية بالتبرع لمشاريع بيئية وخيرية تُسهم في تنمية المجتمعات الفقيرة وحماية الكوكب.
ومن المقرر أن تستمر مراسم الحفل 3 أيام كما هو مخطط له، وتشير الشائعات إلى أن قائمة المدعوين تضم مئات من نجوم الصف الأول، من بينهم كيم كارداشيان، وميك جاغر، وليوناردو دي كابريو.
ومن المقرر أن تستمر مراسم الحفل 3 أيام كما هو مخطط له، وتشير التقارير إلى أن قائمة المدعوين تضم مئات من نجوم الصف الأول، من بينهم كيم كارداشيان، وميك جاغر، وليوناردو دي كابريو، وأوبرا وينفري، وبيونسيه.
وعلى الرغم من أن اسم بيزوس مرادف لإمبراطوريات التجارة الإلكترونية وشركات التكنولوجيا الفضائية والثروة الهائلة، فإن خطيبته قد تكون أقل شهرة، لكنها ليست غريبة عن الأضواء. فمن هما العريس والعروس؟
من هو العريس؟
ولد جيفري بريستن بيزوس في 12 يناير/كانون الثاني 1964 في مدينة ألباكركي بولاية نيو مكسيكو الأمريكية، ونشأ في مدينة هيوستن بولاية تكساس حيث ترعرع على يد والدته جاكلين ووالده بالتبني ميغيل بيزوس، وهو مهاجر كوبي.
وقد أظهر بيزوس الصغير ميلاً مبكراً للهندسة والعلوم، إذ قام وهو في الثالثة من عمره بتفكيك سريره، بحسب ما يروي براد ستون في كتاب السيرة الذاتية الذي صدر عام 2013.
وفي خطاب تخرجه من المدرسة الثانوية، تحدث بيزوس عن حلمه بإنشاء مستعمرات في الفضاء الخارجي.
وأظهر في شبابه المبكر شغفاً واضحاً بالتكنولوجيا والاختراعات، فحوّل مرآب منزل عائلته إلى مختبر للهندسة، وصمّم أدوات كهربائية بيده، وبعد إنهاء دراسته الثانوية بمرتبة الشرف، التحق بجامعة برينستون المرموقة حيث تخصص في علوم الحاسوب والهندسة الكهربائية، وتخرج فيها عام 1986.
ووفقاً لدائرة المعارف البريطانية، كان بيزوس من الطلاب اللامعين، وأظهر براعة في الخوارزميات الحاسوبية والتفكير المنطقي، وهو ما انعكس لاحقاً في مسيرته العملية.
وبعد تخرجه، عمل في عدة شركات مالية في وول ستريت من بينها شركة دي إي شو آند كو، وهي شركة استثمار تعتمد على الخوارزميات، وهناك التقى زوجته الأولى ماكنزي سكوت، والتي أصبحت لاحقًا كاتبة وفاعلة خير.
وفي عام 1994، قرر بيزوس مغادرة عالم المال ليؤسس شركته الخاصة، مستفيداً من الانتشار السريع للإنترنت، فأنشأ شركة "أمازون" من مرآب منزله في سياتل.
وكانت أمازون في بداياتها متجراً إلكترونياً لبيع الكتب، لكنها سرعان ما توسعت لتشمل مختلف أنواع السلع.
وخلال خمس سنوات فقط، قفز عدد حسابات عملاء أمازون من 180 ألفاً إلى 17 مليوناً، وارتفعت المبيعات من 511 ألف دولار إلى أكثر من 1.6 مليار دولار.
واتجه مستثمرون كبار إلى الشركة في ظل الموجة الأولى من الحماس للشراء عبر الإنترنت. وبحلول عام 1997، حققت أمازون أرباحاً قدرها 54 مليون دولار، ليتحول بيزوس، الذي كان يساعد يوماً ما في تغليف الطرود، إلى أحد أغنى أغنياء العالم قبل أن يبلغ عامه الخامس والثلاثين.
وفي عام 1999، اختارته مجلة تايم "شخصية العام"، واصفة إياه بـ"ملك التجارة عبر الإنترنت".
وتعد "أمازون" اليوم من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، وكانت ثاني شركة تتخطى قيمتها السوقية تريليون دولار في سبتمبر/أيلول 2018 بعد شركة أبل.
وبحسب دائرة المعارف البريطانية، فقد أعاد بيزوس تشكيل مفهوم التجارة الإلكترونية، مستفيدًا من تقنيات تحليل البيانات وخوارزميات التوصية وخدمات الحوسبة السحابية، مما منح شركته ميزة تنافسية كبيرة.
وأطلق بيزوس خدمات عدة تابعة، مثل "أمازون برايم" وخدمة "أمازون ويب سيرفيسز"، وهي من أكبر مزودي الخدمات السحابية في العالم.
Reuters
ولم يقتصر طموحه على التجارة، بل امتد إلى الفضاء، حيث أسس شركة "بلو أوريجين" عام 2000، بهدف تقليل تكلفة السفر إلى الفضاء. وفي عام 2021، صعد بيزوس إلى حافة الفضاء على متن أحد صواريخ شركته.
كما اشترى صحيفة واشنطن بوست عام 2013 مقابل 250 مليون دولار.
وقُدّر صافي ثروته في عام 2024 بنحو 204 مليارات دولار، ما يجعله أحد أثرى أغنياء العالم.
وعلى الصعيد الشخصي، أعلن بيزوس وزوجته ماكنزي سكوت طلاقهما عام 2019 بعد زواج دام 25 عامًا. وقد حصلت سكوت على 4 بالمئة من أسهم أمازون، ما جعلها من أغنى النساء في العالم.
وفي العام نفسه، ظهرت علاقته بلورين سانشيز إلى العلن.
من هي العروس؟
تنحدر لورين سانشيز من الجيل الثالث لمهاجرين مكسيكيين، وُلدت في ولاية نيو مكسيكو عام 1969، ونشأت في ولاية كاليفورنيا.
وفي عام 2017، صرّحت لمجلة هوليوود ريبورتر بأنها كانت تنام في مؤخرة سيارة جدتها عندما كانت الأخيرة تذهب لتنظيف المنازل.
وعندما أصبحت شابة، تقدمت بطلب للعمل كمضيفة طيران، لكنها رُفضت بسبب وزنها الزائد، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
درست الصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا، وتخرجت عام 1994، وبدأت مسيرتها المهنية في الصحافة الإذاعية.
وعملت سانشيز في العديد من غرف الأخبار قبل أن تصبح مراسلة ومقدمة برامج في قنوات مثل فوكس سبورتس نت، وإكسترا، وغود داي.
ورُشحت لجائزة إيمي عن برنامجها "غوينغ ديب"، وفازت بجائزة إيمي عام 1999 كمقدمة أخبار في قناة كي سي أو بي.
كما عملت مقدمة مشاركة في برنامج "غود داي إل إيه"، وقدمت نشرة الأخبار في قناة فوكس 11، وكانت أول من قدم برنامج المسابقات الراقصة "إذن أنت تعتقد أنه يمكنك أن ترقص".
وبحسب صحيفة التايمز، ظهرت سانشيز عام 2003 على غلاف مجلة "افتح عينك" الرجالية تحت عنوان: "أكثر مذيعة أخبار إثارة في أمريكا".
في سن الأربعين، حصلت على رخصة طيار مروحية، وقالت إن والدها كان مدرب طيران، وهو من ألهمها.
وفي عام 2016، أسست شركة "بلاك أوبس آفييشن"، لتصبح أول امرأة تمتلك شركة لإنتاج الأفلام الجوية. وقدمت الشركة خدمات تصوير لصالح نتفليكس وأمازون، وكانت مستشارة في فيلم "دنكرك".
وفي أبريل/نيسان 2025، شاركت في رحلة على متن صاروخ "نيو شيبارد" التابع لشركة "بلو أوريجين"، ضمن طاقم نسائي بالكامل يضم كاتي بيري وغايل كينغ.
وقالت إن الرحلة التي استغرقت 10 دقائق جعلتها تعود "بقلب منفتح"، وأضافت: "علينا أن نحمي هذا الكوكب، لأنه الوحيد الذي نملكه".
أصدرت سانشيز في عام 2024 كتاب أطفال بعنوان "الذبابة التي حلّقت إلى الفضاء"، استوحت قصته من معاناتها مع عسر القراءة في طفولتها.
لديها ثلاثة أبناء: الأول وُلد عام 2001 من علاقتها مع لاعب كرة القدم الأمريكية توني غونزاليس، وطفلان من زوجها السابق باتريك وايتسيل.
ويُعتقد أن سانشيز التقت بيزوس بعد أن تعاقدت شركتها لتصوير مشاهد لصالح شركة "بلو أوريجين".
وبدأت الشائعات عن علاقتهما في أوائل عام 2019، حين أعلن بيزوس انفصاله عن زوجته، وتقدمت سانشيز بعد ذلك بفترة قصيرة بطلب الطلاق من وايتسيل.
وأعلن الثنائي خطوبتهما في صيف 2023، خلال حفل على يخت بيزوس قبالة ساحل أمالفي في إيطاليا.
واليوم، يستعدان لحفل زفاف يستمر 3 أيام في مدينة البندقية الإيطالية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
حين يتحول الجسد إلى منصة بيع ' تيك توك نموذجا'
في زاويةٍ مظلمة من المشهد العراقي، تشتعل منصة 'تيك توك' بمحتوى لا يمتّ للثقافة أو الإبداع بصلة. فتيات يافعات، نساء في مختلف الأعمار، وقاصرون، بل وحتى من يظهرون سلوكيات منحرفة، يُعرضون في مقاطع لا تخلو من الإيحاءات أو الإشارات المباشرة، ما يُحوّل حياة العائلة العراقية إلى مشهد استعراضي مبتذل، لا يعرف للخصوصية ولا للحياء طريقًا. في بلد أنهكته الحروب، والدمار، والفساد، تحوّلت المنصات الرقمية إلى وسيلة تنفيس، لكنها اتجهت نحو منحى خطير، إذ أصبح الجسد 'رأس مال'، ووسيلة جذب، وبابًا مفتوحًا للتواصل مع أثرياء الصدفة، من المنتفعين بعوالم الفساد وصفقات الكانتونات. اللافت في هذه الظاهرة أنها لم تعد سلوكًا فرديًا، بل اتخذت طابعًا اجتماعيًا مقلقًا. بعض الأمهات – في مشهد صادم وغير مسبوق – يروّجن لبناتهن القاصرات عبر مقاطع تتناول تفاصيل حياتهن اليومية، وتمزج بين مظاهر الإثارة النهارية، والمشاركة في الشعائر الحسينية ليلًا. ومع اقتراب شهر محرّم، سنشهد مزيدًا من هذه التناقضات، في مشاهد تعكس انفصامًا قيميًا حادًا، يكشف خللًا أعمق في منظومة الوعي، والقدوة، والرقابة. •أين الدولة من كل هذا؟ رغم أن عدد مستخدمي تيك توك في العراق يتجاوز سبعة ملايين مستخدم، معظمهم من الفئة العمرية بين 13 و30 عامًا، لا توجد حتى الآن أي استراتيجية واضحة من الجهات الرسمية لاحتواء هذه الظاهرة المتفاقمة. -وزارة الاتصالات، رغم امتلاكها القدرة الفنية على الحجب أو التقييد، لابد لها من الإفادة من تجارب دول اخرى بفرض معايير وضوابط على هذا التطبيق. -وزارة الثقافة غائبة تمامًا. لا برامج توعوية، ولا محتوى بديل، ولا مواجهة جادة لغزو ثقافي يُفرغ المجتمع من روحه، ويهدد هويته وقيمه. -وسائل الإعلام الرسمية تعاني من الجمود والتقليدية، ولا تواكب التحولات الرقمية، تاركةً الساحة فارغة لصُنّاع محتوى يروّجون للتفاهة، ويستثمرون في الانحلال. – رجال الدين، وبوجود رمزية عاشوراء والشعائر الحسينية، يُنتظر منهم موقفٌ واضح وصريح من هذا الانفلات الأخلاقي، عبر منابرهم، بخطاب مسؤول يحرّم الاستعراض الجسدي، ويواجه الترويج العلني للانحطاط باسم الحرية. -القانون العراقي، رغم تفعيله المحدود لمحاسبة بعض صناع المحتوى الهابط، لابد من قرارات اخرى اكثر صرامة تشمل كل من يروّج للتحرش، أو يستدرج القاصرين، أو يتربّح من التسويق الإيحائي. – تشير تقديرات غير رسمية إلى أن بعض المؤثرين العراقيين على تيك توك يحققون أرباحًا تتراوح بين 200 و2000 دولار شهريًا، دون محاسبة، ودون رقابة على نوعية المحتوى أو مدى تأثيره السلبي على الأطفال والمراهقين والأسر. •ما يحدث لا يُبرَّر بـ'حرية التعبير' الإسفاف الذي نشهده لا يمكن اختزاله في 'فضاء مفتوح' أو حرية شخصية. نحن أمام انهيار تدريجي لمنظومة القيم المجتمعية، تغذّيه منصة عالمية، وتغضّ الدولة الطرف عنه، بينما تتآكل الهوية، ويتراجع الحياء، ويُختزل الإنسان إلى جسد معروض مقابل تفاعل رقمي أو 'هدايا إلكترونية'. • المسؤوليات الغائبة… والدولة الصامتة ما نشهده على 'تيك توك' ليس مجرد تصرفات فردية منحرفة، بل انعكاس لفشل مؤسسات كاملة في أداء دورها الرقابي والثقافي والقيمي. وقد وقفت عاجزة، أو مغيّبة، عن التصدي لهذه الكارثة الأخلاقية… (إلا إن تعلق الأمر بمنتقد للسلطة). إن استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل ينذر بكارثة تربوية واجتماعية، تهدد جيلًا كاملًا. -فرض ضوابط قانونية واضحة على المحتوى الإلكتروني. -تقييد أو حجب منصة 'تيك توك' إلى حين تنظيم المحتوى المحلي، وفق معايير تحترم خصوصية المجتمع العراقي. -دعم منصات وطنية بديلة، ذات طابع تربوي وثقافي. -سنّ قوانين صارمة تحاسب من يتربّح من الانحلال العلني، أو يروّج للتحرش، أو يستغل القُصَّر مقابل المال أو الشهرة. 'تيك توك' لم يعد تطبيقًا ترفيهيًا. لقد تحوّل إلى مرآة تعكس واقعًا مأزومًا في الأخلاق والهوية والرقابة. وإن لم نتحرّك اليوم، فلن نملك غدًا إلا التفرّج على أطلال مجتمع كان يومًا يحترم نفسه.


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
حفل زفاف بيزوس: من هو العريس؟ ومن هي العروس؟
إنه الزفاف الذي يتحدث عنه الجميع، فالملياردير الأمريكي في مجال التكنولوجيا جيف بيزوس يستعد للزواج من مقدمة البرامج التلفزيونية لورين سانشيز، وقد أثار حفل الزفاف الذي تبلغ تكلفته عشرات الملايين من الدولارات، والذي يُقام في مدينة البنقدية في إيطاليا، الكثير من الجدل. فقد احتج نشطاء على هذا العرس بسبب التكاليف التقديرية التي بلغت نحو 50 مليون دولار أمريكي، ما أثار موجة احتجاجات في المدينة من قبل جماعات بيئية ونشطاء محليين، خصوصًا أن مدينة فينيسيا تعاني من ضغوط سياحية وبيئية خانقة منذ سنوات، وامتلأت المدينة بملصقات ولافتات كُتب عليها "لا مكان هنا لبيزوس وعروسه". وردًا على هذه الانتقادات، قدّم بيزوس تبرعات كبيرة لدعم البيئة في البندقية، كما طلب العروسان من ضيوفهما الاستعاضة عن تقديم الهدايا المالية بالتبرع لمشاريع بيئية وخيرية تُسهم في تنمية المجتمعات الفقيرة وحماية الكوكب. ومن المقرر أن تستمر مراسم الحفل 3 أيام كما هو مخطط له، وتشير الشائعات إلى أن قائمة المدعوين تضم مئات من نجوم الصف الأول، من بينهم كيم كارداشيان، وميك جاغر، وليوناردو دي كابريو. ومن المقرر أن تستمر مراسم الحفل 3 أيام كما هو مخطط له، وتشير التقارير إلى أن قائمة المدعوين تضم مئات من نجوم الصف الأول، من بينهم كيم كارداشيان، وميك جاغر، وليوناردو دي كابريو، وأوبرا وينفري، وبيونسيه. وعلى الرغم من أن اسم بيزوس مرادف لإمبراطوريات التجارة الإلكترونية وشركات التكنولوجيا الفضائية والثروة الهائلة، فإن خطيبته قد تكون أقل شهرة، لكنها ليست غريبة عن الأضواء. فمن هما العريس والعروس؟ من هو العريس؟ ولد جيفري بريستن بيزوس في 12 يناير/كانون الثاني 1964 في مدينة ألباكركي بولاية نيو مكسيكو الأمريكية، ونشأ في مدينة هيوستن بولاية تكساس حيث ترعرع على يد والدته جاكلين ووالده بالتبني ميغيل بيزوس، وهو مهاجر كوبي. وقد أظهر بيزوس الصغير ميلاً مبكراً للهندسة والعلوم، إذ قام وهو في الثالثة من عمره بتفكيك سريره، بحسب ما يروي براد ستون في كتاب السيرة الذاتية الذي صدر عام 2013. وفي خطاب تخرجه من المدرسة الثانوية، تحدث بيزوس عن حلمه بإنشاء مستعمرات في الفضاء الخارجي. وأظهر في شبابه المبكر شغفاً واضحاً بالتكنولوجيا والاختراعات، فحوّل مرآب منزل عائلته إلى مختبر للهندسة، وصمّم أدوات كهربائية بيده، وبعد إنهاء دراسته الثانوية بمرتبة الشرف، التحق بجامعة برينستون المرموقة حيث تخصص في علوم الحاسوب والهندسة الكهربائية، وتخرج فيها عام 1986. ووفقاً لدائرة المعارف البريطانية، كان بيزوس من الطلاب اللامعين، وأظهر براعة في الخوارزميات الحاسوبية والتفكير المنطقي، وهو ما انعكس لاحقاً في مسيرته العملية. وبعد تخرجه، عمل في عدة شركات مالية في وول ستريت من بينها شركة دي إي شو آند كو، وهي شركة استثمار تعتمد على الخوارزميات، وهناك التقى زوجته الأولى ماكنزي سكوت، والتي أصبحت لاحقًا كاتبة وفاعلة خير. وفي عام 1994، قرر بيزوس مغادرة عالم المال ليؤسس شركته الخاصة، مستفيداً من الانتشار السريع للإنترنت، فأنشأ شركة "أمازون" من مرآب منزله في سياتل. وكانت أمازون في بداياتها متجراً إلكترونياً لبيع الكتب، لكنها سرعان ما توسعت لتشمل مختلف أنواع السلع. وخلال خمس سنوات فقط، قفز عدد حسابات عملاء أمازون من 180 ألفاً إلى 17 مليوناً، وارتفعت المبيعات من 511 ألف دولار إلى أكثر من 1.6 مليار دولار. واتجه مستثمرون كبار إلى الشركة في ظل الموجة الأولى من الحماس للشراء عبر الإنترنت. وبحلول عام 1997، حققت أمازون أرباحاً قدرها 54 مليون دولار، ليتحول بيزوس، الذي كان يساعد يوماً ما في تغليف الطرود، إلى أحد أغنى أغنياء العالم قبل أن يبلغ عامه الخامس والثلاثين. وفي عام 1999، اختارته مجلة تايم "شخصية العام"، واصفة إياه بـ"ملك التجارة عبر الإنترنت". وتعد "أمازون" اليوم من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، وكانت ثاني شركة تتخطى قيمتها السوقية تريليون دولار في سبتمبر/أيلول 2018 بعد شركة أبل. وبحسب دائرة المعارف البريطانية، فقد أعاد بيزوس تشكيل مفهوم التجارة الإلكترونية، مستفيدًا من تقنيات تحليل البيانات وخوارزميات التوصية وخدمات الحوسبة السحابية، مما منح شركته ميزة تنافسية كبيرة. وأطلق بيزوس خدمات عدة تابعة، مثل "أمازون برايم" وخدمة "أمازون ويب سيرفيسز"، وهي من أكبر مزودي الخدمات السحابية في العالم. Reuters ولم يقتصر طموحه على التجارة، بل امتد إلى الفضاء، حيث أسس شركة "بلو أوريجين" عام 2000، بهدف تقليل تكلفة السفر إلى الفضاء. وفي عام 2021، صعد بيزوس إلى حافة الفضاء على متن أحد صواريخ شركته. كما اشترى صحيفة واشنطن بوست عام 2013 مقابل 250 مليون دولار. وقُدّر صافي ثروته في عام 2024 بنحو 204 مليارات دولار، ما يجعله أحد أثرى أغنياء العالم. وعلى الصعيد الشخصي، أعلن بيزوس وزوجته ماكنزي سكوت طلاقهما عام 2019 بعد زواج دام 25 عامًا. وقد حصلت سكوت على 4 بالمئة من أسهم أمازون، ما جعلها من أغنى النساء في العالم. وفي العام نفسه، ظهرت علاقته بلورين سانشيز إلى العلن. من هي العروس؟ تنحدر لورين سانشيز من الجيل الثالث لمهاجرين مكسيكيين، وُلدت في ولاية نيو مكسيكو عام 1969، ونشأت في ولاية كاليفورنيا. وفي عام 2017، صرّحت لمجلة هوليوود ريبورتر بأنها كانت تنام في مؤخرة سيارة جدتها عندما كانت الأخيرة تذهب لتنظيف المنازل. وعندما أصبحت شابة، تقدمت بطلب للعمل كمضيفة طيران، لكنها رُفضت بسبب وزنها الزائد، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. درست الصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا، وتخرجت عام 1994، وبدأت مسيرتها المهنية في الصحافة الإذاعية. وعملت سانشيز في العديد من غرف الأخبار قبل أن تصبح مراسلة ومقدمة برامج في قنوات مثل فوكس سبورتس نت، وإكسترا، وغود داي. ورُشحت لجائزة إيمي عن برنامجها "غوينغ ديب"، وفازت بجائزة إيمي عام 1999 كمقدمة أخبار في قناة كي سي أو بي. كما عملت مقدمة مشاركة في برنامج "غود داي إل إيه"، وقدمت نشرة الأخبار في قناة فوكس 11، وكانت أول من قدم برنامج المسابقات الراقصة "إذن أنت تعتقد أنه يمكنك أن ترقص". وبحسب صحيفة التايمز، ظهرت سانشيز عام 2003 على غلاف مجلة "افتح عينك" الرجالية تحت عنوان: "أكثر مذيعة أخبار إثارة في أمريكا". في سن الأربعين، حصلت على رخصة طيار مروحية، وقالت إن والدها كان مدرب طيران، وهو من ألهمها. وفي عام 2016، أسست شركة "بلاك أوبس آفييشن"، لتصبح أول امرأة تمتلك شركة لإنتاج الأفلام الجوية. وقدمت الشركة خدمات تصوير لصالح نتفليكس وأمازون، وكانت مستشارة في فيلم "دنكرك". وفي أبريل/نيسان 2025، شاركت في رحلة على متن صاروخ "نيو شيبارد" التابع لشركة "بلو أوريجين"، ضمن طاقم نسائي بالكامل يضم كاتي بيري وغايل كينغ. وقالت إن الرحلة التي استغرقت 10 دقائق جعلتها تعود "بقلب منفتح"، وأضافت: "علينا أن نحمي هذا الكوكب، لأنه الوحيد الذي نملكه". أصدرت سانشيز في عام 2024 كتاب أطفال بعنوان "الذبابة التي حلّقت إلى الفضاء"، استوحت قصته من معاناتها مع عسر القراءة في طفولتها. لديها ثلاثة أبناء: الأول وُلد عام 2001 من علاقتها مع لاعب كرة القدم الأمريكية توني غونزاليس، وطفلان من زوجها السابق باتريك وايتسيل. ويُعتقد أن سانشيز التقت بيزوس بعد أن تعاقدت شركتها لتصوير مشاهد لصالح شركة "بلو أوريجين". وبدأت الشائعات عن علاقتهما في أوائل عام 2019، حين أعلن بيزوس انفصاله عن زوجته، وتقدمت سانشيز بعد ذلك بفترة قصيرة بطلب الطلاق من وايتسيل. وأعلن الثنائي خطوبتهما في صيف 2023، خلال حفل على يخت بيزوس قبالة ساحل أمالفي في إيطاليا. واليوم، يستعدان لحفل زفاف يستمر 3 أيام في مدينة البندقية الإيطالية.


موقع كتابات
منذ 7 ساعات
- موقع كتابات
'فيتزجيرالد'.. رواياته تصور بريق وإفراط عصر الجاز
خاص: إعداد- سماح عادل 'فرانسيس سكوت كي فيتزجيرالد' المعروف باسمه 'سكوت فيتزجيرالد'، كان روائيا وكاتب مقالات وقصصا قصيرة أمريكيا. اشتهر برواياته التي تصور بريق وإفراط عصر الجاز، وهو مصطلح روج له في مجموعته القصصية 'حكايات عصر الجاز'. نشر أربع روايات وأربع مجموعات قصصية و164 قصة قصيرة. حقق نجاحا شعبيا وثروة في عشرينيات القرن العشرين، لكنه لم يتلق إشادة نقدية إلا بعد وفاته ويعتبر الآن أحد أعظم الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين. ولد 'فيتزجيرالد' لعائلة من الطبقة المتوسطة في 'سانت بول' بولاية 'مينيسوتا'، لكنه نشأ في المقام الأول في ولاية 'نيويورك'. التحق بجامعة 'برينستون' حيث صادق الناقد الأدبي المستقبلي 'إدموند ويلسون'. وترك جامعة برينستون عام ١٩١٧ للانضمام إلى الجيش خلال الحرب العالمية الأولى. أثناء وجوده في ألاباما، التقى زيلدا ساير، وهي فتاة جنوبية شابة من عائلة مونتغمري الراقية في النادي الريفي. رفضت في البداية عرض فيتزجيرالد الزواج منه لضعف إمكانياته المادية، لكنها وافقت على الزواج منه بعد أن نشر روايته الناجحة تجاريا 'هذا الجانب من الجنة' (١٩٢٠). حققت الرواية نجاحا كبيرا، ورسخت مكانته كواحد من أبرز كتاب ذلك العقد. 'الجميلة والملعونة'.. روايته الثانية 'الجميلة والملعونة' (١٩٢٢) دفعت فيتزجيرالد إلى مصاف النخبة الثقافية. وللحفاظ على نمط حياته الميسور، كتب العديد من القصص لمجلات شهيرة مثل 'ساترداي إيفنينغ بوست' و'كولييرز ويكلي' و'إسكواير'. تردد على أوروبا خلال تلك الفترة، حيث صادق كتابا وفناني حداثيين من جالية المغتربين 'الجيل الضائع'، بمن فيهم إرنست همنغواي. حظيت روايته الثالثة 'غاتسبي العظيم' (1925) بمراجعات إيجابية بشكل عام، لكنها لم تحقق نجاحا تجاريا يذكر، حيث لم تُباع منها سوى أقل من 23,000 نسخة في عامها الأول. ورغم بدايتها الباهتة، يُشيد بعض النقاد الأدبيين الآن بـ'غاتسبي العظيم' باعتبارها 'الرواية الأمريكية العظيمة'. أكمل فيتزجيرالد روايته الأخيرة 'ليلة رقيقة' (1934) بعد تدهور صحة زوجته النفسية وإيداعها مصحة نفسية لعلاج الفصام. واجه فيتزجيرالد ضائقة مالية بسبب تراجع شعبية أعماله خلال فترة الكساد الكبير. ثم انتقل إلى هوليوود حيث بدأ مسيرة مهنية غير ناجحة ككاتب سيناريو. وخلال إقامته هناك، عاش مع الكاتبة شيلا غراهام، رفيقته الأخيرة قبل وفاته. عانى طويلًا من إدمان الكحول، وتعافى منه ليفارق الحياة بنوبة قلبية عام ١٩٤٠ عن عمر يناهز ٤٤ عامًا. حرر صديقه إدموند ويلسون ونشر روايته الخامسة غير المكتملة 'آخر قطب' (١٩٤١). وصف ويلسون أسلوب فيتزجيرالد بأنه 'رومانسي، لكنه ساخر أيضًا؛ فهو مرير ومبتهج في آن واحد؛ لاذع وشاعري في آن واحد. يصور نفسه في دور الفتى اللعوب، ومع ذلك يسخر منه باستمرار. إنه مغرور، وخبيث بعض الشيء، سريع البديهة وذكي، ويمتلك الموهبة الأيرلندية في تحويل اللغة إلى شيء قزحي الألوان ومدهش.' الرواية الأولي.. ظهرت رواية فيتزجيرالد الأولى في المكتبات في ٢٦ مارس ١٩٢٠، وحققت نجاحا فوريا. بيعت حوالي ٤٠ ألف نسخة من 'هذا الجانب من الجنة' في عامها الأول. في غضون أشهر من نشرها، أحدثت روايته الأولى ضجة ثقافية في الولايات المتحدة، وأصبح ف. سكوت فيتزجيرالد اسما مألوفا. أشاد نقاد مثل إتش. إل. مينكين بالعمل باعتباره أفضل رواية أمريكية لذلك العام، ووصفه كتاب الأعمدة الصحفية بأنه أول رواية جامعية أمريكية واقعية. دفع هذا العمل مسيرة فيتزجيرالد ككاتب إلى الأمام. تقبلت المجلات قصصه التي رفضتها سابقا، ونشرت صحيفة 'ساترداي إيفنينج بوست' قصته 'بيرنيس تُقص شعرها' مع اسمه على غلافها في مايو 1920. مكّنته شهرة فيتزجيرالد الجديدة من الحصول على أجور أعلى بكثير لقصصه القصيرة، واستأنفت زيلدا خطوبتها بعد أن أصبح فيتزجيرالد قادرًا على تحمل نفقات أسلوب حياتها المعتاد. ورغم إعادة خطوبتهما، كانت مشاعر فيتزجيرالد تجاه زيلدا في أدنى مستوياتها، وعلق لصديق: 'لن أهتم إذا ماتت، لكنني لا أطيق أن يتزوجها أي شخص آخر'. ورغم التحفظات المتبادلة، تزوجا في حفل بسيط في 3 أبريل 1920، في كاتدرائية القديس باتريك، نيويورك. عند زواجهما، ادّعى فيتزجيرالد أن كليهما لم يعد يحب الآخر، وكانت السنوات الأولى من زواجهما أقرب إلى الصداقة. عصر الجاز.. عكست سعادة فيتزجيرالد العابرة البهجة المجتمعية في عصر الجاز، وهو مصطلح روج له في مقالاته وقصصه. وصف فيتزجيرالد تلك الحقبة بأنها كانت 'تسير بخطى ثابتة، تخدمها محطات وقود ضخمة مليئة بالمال'. في نظر فيتزجيرالد، كانت تلك الحقبة تمثل حقبةً متساهلة أخلاقياً، حيث خاب أمل الأمريكيين من الأعراف الاجتماعية السائدة وأصبحوا مهووسين بإشباع ذواتهم. خلال هذه الحقبة الملذة، غذّى الكحول حياة آل فيتزجيرالد الاجتماعية بشكل متزايد، وكان الزوجان يتناولان مشروبات الجن والفواكه في كل نزهة. في العلن، لم يكن تناولهما للكحول يعني أكثر من مجرد قيلولة في الحفلات، ولكنه في السر أدى إلى خلافات مريرة. مع تفاقم خلافاتهما، اتهم الزوجان بعضهما البعض بالخيانة الزوجية. وأشارا لأصدقائهما أن زواجهما لن يدوم طويلا. في شتاء عام 1921، حملت زوجته بينما كان فيتزجيرالد يعمل على روايته الثانية، 'الجميلة والملعونة'، وسافر الزوجان إلى منزله في سانت بول، مينيسوتا، لإنجاب الطفل. في 26 أكتوبر 1921، أنجبت زيلدا ابنتهما الوحيدة فرانسيس سكوت 'سكوتي' فيتزجيرالد. عندما أفاقت من التخدير، سجل زيلدا وهي تقول: 'يا إلهي، يا غبية، أنا ثملة. مارك توين. أليست ذكية؟ إنها تعاني من الفواق. أتمنى أن تكون جميلة وحمقاء – حمقاء صغيرة جميلة.' استخدم فيتزجيرالد لاحقا بعضا من كلامها المتشعب حرفيا تقريبا في حوار ديزي بوكانان في رواية 'غاتسبي العظيم'. لونغ آيلاند والرواية الثانية.. بعد ولادة ابنته، عاد فيتزجيرالد إلى كتابة رواية 'الجميلة والملعونة'. تدور أحداث الرواية حول فنان شاب وزوجته اللذين يصبحان في حالة من الكسل والإفلاس أثناء حفلاتهما في مدينة نيويورك. صاغ فيتزجيرالد شخصيتي أنتوني باتش على غرار شخصيته، وغلوريا باتش على غرار هدوء زيلدا وأنانيتها. نشرت مجلة متروبوليتان المخطوطة على حلقات في أواخر عام ١٩٢١، ونشرتها دار سكريبنر في مارس ١٩٢٢. طبعت دار سكريبنر ٢٠ ألف نسخة أولية، وحققت مبيعات جيدة بما يكفي لطبع المزيد منها لتصل إلى ٥٠ ألف نسخة. في ذلك العام، أصدر فيتزجيرالد مختارات من إحدى عشرة قصة بعنوان 'حكايات عصر الجاز'. كان قد كتب جميع القصص باستثناء قصتين قبل عام ١٩٢٠. بعد تحويل فيتزجيرالد قصته 'الخضار' إلى مسرحية، انتقل هو وزيلدا في أكتوبر ١٩٢٢ إلى جريت نيك، لونغ آيلاند، ليكونا بالقرب من برودواي. على الرغم من أنه كان يأمل أن تُطلق 'الخضار' مسيرة مهنية مربحة ككاتب مسرحي، إلا أن العرض الأول للمسرحية في نوفمبر ١٩٢٣ كان كارثة بكل المقاييس. غادر الجمهور الملل خلال الفصل الثاني أراد فيتزجيرالد إيقاف العرض والتنصل من الإنتاج. خلال فترة الاستراحة، سأل فيتزجيرالد الممثل الرئيسي إرنست تروكس عما إذا كان يخطط لإنهاء العرض. عندما أجاب تروكس بالإيجاب، هرب فيتزجيرالد إلى أقرب حانة. غارقًا في الديون بسبب فشل المسرحية، كتب فيتزجيرالد قصصا قصيرة لاستعادة أمواله. اعتبر فيتزجيرالد قصصه لا قيمة لها باستثناء 'أحلام الشتاء'، التي وصفها بأنها محاولته الأولى لفكرة غاتسبي. عندما لم يكن فيتزجيرالد وزوجته يكتبان، استمرا في الاختلاط وشرب الخمر في حفلات لونغ آيلاند. على الرغم من استمتاعه ببيئة لونغ آيلاند، إلا أن فيتزجيرالد لم يوافق على الحفلات الباذخة، وغالبًا ما كان الأثرياء الذين قابلهم يخيبون أمله. ينما كان معجبا بالثروة وسعى جاهدا لمحاكاة أنماط حياة الأثرياء، وجد في الوقت نفسه سلوكهم المتميز مزعجا أخلاقيًا، وكان يمتلك 'استياء متأججا كالفلاحين' تجاههم. بينما كان الزوجان يعيشان في لونغ آيلاند، كان ماكس جيرلاش أحد جيران فيتزجيرالد الأثرياء. يزعم أنه ولد في أمريكا لعائلة مهاجرة ألمانية، وكان جيرلاش رائدا في قوات المشاة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى وأصبح مهربا نبيلا عاش مثل المليونير في نيويورك. متفاخرًا بثروته الجديدة، أقام جيرلاش حفلات باذخة، ولم يرتدِ نفس القميص مرتين، واستخدم عبارة 'رياضة قديمة'،وعزز الأساطير حول نفسه، بما في ذلك أنه كان قريبا للقيصر الألماني. ألهمت هذه التفاصيل فيتزجيرالد في تأليف عمله التالي، 'غاتسبي العظيم'. غاتسبي العظيم.. في مايو 1924، انتقل فيتزجيرالد وعائلته إلى أوروبا. واصل كتابة روايته الثالثة، والتي ستصبح في نهاية المطاف تحفته الفنية The Great Gatsby. كان فيتزجيرالد يخطط للرواية منذ عام 1923، عندما أخبر ناشره ماكسويل بيركنز عن خططه للشروع في عمل فني جميل ومنقوش بشكل معقد. كان قد كتب بالفعل 18000 كلمة لروايته بحلول منتصف عام 1923 لكنه تخلى عن معظم قصته الجديدة باعتبارها بداية خاطئة. في البداية كان عنوان الرواية Trimalchio وهو تلميح إلى العمل اللاتيني Satyricon وتتبع الحبكة صعود شخص حديث النعمة يسعى إلى الثروة للفوز بالمرأة التي يحبها. بالنسبة للمواد المصدرية، استعان فيتزجيرالد بشكل كبير بتجاربه في لونغ آيلاند ومرة أخرى بهوسه مدى الحياة بحبه الأول جينيفرا كينج. أوضح لاحقًا: 'فكرة غاتسبي برمتها هي ظلم شاب فقير لا يستطيع الزواج من فتاة ثرية. هذا الموضوع يتكرر مرارا وتكرارا لأنني عشته.' تباطأ العمل على رواية غاتسبي العظيم مع إقامة آل فيتزجيرالد في الريفييرا الفرنسية، حيث نشأت أزمة زوجية. أُعجبت زيلدا بطيار بحري فرنسي، إدوارد جوزان كانت تقضي معه فترة ما بعد الظهر تسبح على الشاطئ وأمسيات ترقص في الكازينوهات. بعد ستة أسابيع، طلبت زيلدا الطلاق. سعى فيتزجيرالد لمواجهة جوزان وحبس زيلدا في منزلهما حتى يتمكن من ذلك. قبل أن تحدث أي مواجهة، غادر جوزان الذي لم يكن ينوي الزواج من زيلدا الريفييرا، ولم يره آل فيتزجيرالد مرة أخرى. بعد فترة وجيزة، تناولت زيلدا جرعة زائدة من الحبوب المنومة. لم يتحدث الزوجان عن الحادثة قط، لكن الحادثة أدت إلى انفصال دائم في زواجهما. نفى جوزان لاحقًا الحادثة برمتها وادعى عدم وجود خيانة أو علاقة رومانسية: 'كان كلاهما بحاجة إلى الدراما، لقد اختلقاها، وربما كانا ضحايا خيالهما المضطرب وغير الصحي.' بعد هذه الحادثة، انتقل آل فيتزجيرالد إلى روما. في 1 ديسمبر 1924، دخل فيتزجيرالد في شجار وهو ثمل انتهى في مركز شرطة بروما، وهناك لكم ضابطًا وتعرض لضرب مبرح من قبل آخرين. في روما، أجرى مراجعات على مخطوطة غاتسبي طوال فصل الشتاء وقدّم النسخة النهائية في فبراير 1925. رفض فيتزجيرالد عرضًا بقيمة 10000 دولار لحقوق المسلسل، لأنه سيؤخر نشر الكتاب. عند إصداره في 10 أبريل 1925، أشادت ويلا كاثر وت. س. إليوت وإديث وارتون بعمل فيتزجيرالد، وتلقت الرواية مراجعات إيجابية بشكل عام من نقاد الأدب المعاصرين. وعلى الرغم من هذا الاستقبال، أصبح غاتسبي فشلا تجاريا مقارنة بجهوده السابقة، هذا الجانب من الجنة (1920) والجميلة والملعونة (1922). وبحلول نهاية العام، كان الكتاب قد بيع منه أقل من 23000 نسخة. وبالنسبة لبقية حياته، شهدت رواية غاتسبي العظيم مبيعات فاترة. سيستغرق الأمر عقودًا حتى تكتسب الرواية استحسانها وشعبيتها الحالية، وذلك بفضل فن غلاف الغبار الشهير، المسمى 'العيون السماوية'.