
أكادير.. بنكيران يهاجم سياسة الحكومة في ملفي الدعم الاجتماعي والتغطية الصحية
في خطاب حاد اللهجة، وجّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات قوية لسياسات الحكومة الحالية في ملفات التغطية الصحية والدعم الاجتماعي، وذلك خلال كلمته التي ألقاها أمس السبت 5 يوليوز، في أشغال المؤتمر الجهوي للحزب بمدينة أكادير.
– التغطية الصحية: تفكيك دون بدائل
توقف بنكيران عند التحولات العميقة التي شهدها قطاع التغطية الصحية، منتقداً قرار إلغاء نظام 'راميد' دون تقديم بدائل عملية وفعالة لفائدة الفئات الهشة، واعتبر أن هذا القرار 'أفرغ النظام من محتواه الاجتماعي'، في ظل غياب مقاربات تعويضية تضمن استمرارية الرعاية الصحية للفئات المعوزة، كما نبه إلى ما سماه بـ'تحويل مريب' لتمويل الصحة نحو القطاع الخاص، وهو ما يثير تساؤلات، حسب قوله، حول من يستفيد فعلياً من هذه الإجراءات، محذراً من نظام فوترة قد يُحول المرضى البسطاء إلى ضحايا تضارب مصالح بين الحكومة وفاعلين في القطاع الصحي.
– الدعم الاجتماعي: وعود معلقة وتشكيك في الأرقام
في ملف الدعم الاجتماعي، عبّر بنكيران عن تشككه في جدية الحكومة بشأن وعودها بصرف دعم شهري لفائدة كبار السن غير المتقاعدين، معتبراً أن 'الأرقام المعلنة غير مستندة إلى إمكانيات مالية حقيقية'، كما سلط الضوء على ما وصفه بـ'التراجعات المؤلمة' في برامج دعم الأرامل، منتقداً توحيد مبالغ الدعم وتقليصها بطريقة أضرت بمستفيدات كن يعتمدن عليها بشكل كبير في تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم.
وانتقد بشدة اعتماد الحكومة على 'المؤشر' كمعيار لتحديد أهلية الدعم، مبرزاً أن هذا النظام قد يتسبب في إقصاء فئات واسعة من المحتاجين بسبب غياب مراعاة للواقع الاجتماعي والاقتصادي المتفاوت.
– الثقة وتضارب المصالح: خطر يهدد استقرار الدولة
في الجزء الأشد حدة من كلمته، اعتبر بنكيران أن الحكومة 'تلعب بالنار' حين تقدم معطيات غير واقعية وتبالغ في تصوير إنجازات غير ملموسة، محذراً من أن هذه الممارسات قد تقود إلى تآكل الثقة بين المواطنين والدولة، وهي، حسب قوله، 'أغلى ما يمكن أن تملكه دولة من مقومات الاستقرار'.
ولم يتردد بنكيران في الحديث عن وجود شبهات تضارب مصالح داخل دوائر القرار، مشيراً إلى 'صفقات مشبوهة' يُزعم أنها تمت بين رئيس الحكومة وشركاء أجانب، تم فيها طلب تمويلات كبيرة من صناديق مغربية، في ما وصفه بأنه 'ممارسة غير قانونية وغير أخلاقية'.
– مستقبل المنظومة الاجتماعية: تحذير من الانهيار
أنهى بنكيران مداخلته بتحذير صريح من استنزاف صناديق الحماية الاجتماعية، خاصة في قطاع الصحة، مشيراً إلى أن غياب الرقابة ووجود فواتير طبية مبالغ فيها قد يفضي إلى 'انهيار المنظومة بأكملها'، وانتقد بشدة الكيفية التي تم بها التخلي عن نظام 'راميد'، متسائلاً عن المعايير التي اعتمدتها الحكومة لتبرير ذلك، ومعتبراً أن 'تخلي الحكومة عن 8 ملايين مواطن بدون بديل واضح خطأ استراتيجي ستكون له تبعات خطيرة'.
– دعوة للمراجعة
وفي ختام كلمته، وجّه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية دعوة صريحة إلى رئيس الحكومة للمراجعة والمكاشفة، قائلاً: 'الصدق مع الناس هو الحل، وهو السبيل الوحيد للحفاظ على ثقة المواطن وضمان استقرار الوطن'.
يأتي هذا الخطاب في سياق سياسي واقتصادي متوتر، وسط انتقادات متزايدة للحكومة بشأن تدبير الملفات الاجتماعية، ما ينبئ بمزيد من التصعيد في الخطاب السياسي خلال المرحلة المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 10 ساعات
- هبة بريس
إدوارد يروي تجربته مع السرطان والجلطة القلبية في 'صاحبة السعادة"
هبة بريس-إ.السملالي كشف الفنان المصري إدوارد عن تفاصيل موجعة من رحلته مع المرض، خلال ظهوره في برنامج 'صاحبة السعادة' مع الإعلامية إسعاد يونس، حيث تحدّث بصدق عن سلسلة من الأزمات الصحية التي كادت تُغيّر مسار حياته بالكامل. البداية، كما يرويها، كانت بدافع مهني، حين قرر استخدام حقن للتخسيس استعدادًا لتجسيد دور تمثيلي، إلا أن آثارها جاءت عكسية، سرعان ما تدهورت حالته الصحية، ليُصدم بتشخيص الأطباء بأنه يُعاني من شبه شلل في المعدة. ورغم أن الأمر كان صعبًا، إلا أن القادم كان أصعب، إذ كشفت الفحوصات لاحقًا عن إصابته بـسرطان في الكلية اليسرى، في مرحلته الأولى. لم تكن الصدمة سهلة، ودخل إدوارد في حالة نفسية حرجة، فاقمتها لاحقًا جلطة في القلب نتيجة الضغط الشديد، تطلبت تدخلًا عاجلًا بـعملية قسطرة وتركيب ثلاث دعامات. كما خضع بعدها لعملية جراحية دقيقة لاستئصال الورم من الكلية، في مرحلة وصفها بأنها كانت الأكثر قسوة في حياته، لكنها علمته الكثير عن معنى الرضا والتمسك بالأمل. في ختام حديثه، أكد إدوارد أن هذه التجربة، رغم قسوتها، جعلته إنسانًا أقوى، وأكثر تمسكًا بالحياة، مشددًا على أن الصحة لا تُقدّر بثمن. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 14 ساعات
- هبة بريس
آسفي.. تسجيل حالات تسمم غذائي بسبب فاكهة "الدلاح"
هبة بريس – آسفي شهدت جماعة المصابيح ودوار الحدادة التابعين لجماعة الكرعاني بإقليم آسفي، تسجيل سبع حالات تسمم غذائي، يُرجَّح أن يكون سببها تناول البطيخ الأحمر (الدلاح) الملوث. وحسب مصادر محلية، فقد تم نقل المصابين على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الضرورية، حيث جرى توزيعهم بين مستشفى جمعة سحيم والمستشفى الإقليمي بآسفي، في انتظار استقرار حالتهم الصحية وإجراء التحاليل اللازمة لتحديد طبيعة المادة السامة. وأثار الحادث استياءً واسعاً في صفوف الساكنة، التي عبّرت عن قلقها من تكرار مثل هذه الحوادث، مطالبةً السلطات المختصة بفتح تحقيق عاجل لتحديد مصدر البطيخ الفاسد، وتشديد المراقبة على جودة المنتجات الفلاحية المعروضة في الأسواق المحلية. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 2 أيام
- هبة بريس
أكادير.. بنكيران يهاجم سياسة الحكومة في ملفي الدعم الاجتماعي والتغطية الصحية
هبة بريس – عبد اللطيف بركة في خطاب حاد اللهجة، وجّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات قوية لسياسات الحكومة الحالية في ملفات التغطية الصحية والدعم الاجتماعي، وذلك خلال كلمته التي ألقاها أمس السبت 5 يوليوز، في أشغال المؤتمر الجهوي للحزب بمدينة أكادير. – التغطية الصحية: تفكيك دون بدائل توقف بنكيران عند التحولات العميقة التي شهدها قطاع التغطية الصحية، منتقداً قرار إلغاء نظام 'راميد' دون تقديم بدائل عملية وفعالة لفائدة الفئات الهشة، واعتبر أن هذا القرار 'أفرغ النظام من محتواه الاجتماعي'، في ظل غياب مقاربات تعويضية تضمن استمرارية الرعاية الصحية للفئات المعوزة، كما نبه إلى ما سماه بـ'تحويل مريب' لتمويل الصحة نحو القطاع الخاص، وهو ما يثير تساؤلات، حسب قوله، حول من يستفيد فعلياً من هذه الإجراءات، محذراً من نظام فوترة قد يُحول المرضى البسطاء إلى ضحايا تضارب مصالح بين الحكومة وفاعلين في القطاع الصحي. – الدعم الاجتماعي: وعود معلقة وتشكيك في الأرقام في ملف الدعم الاجتماعي، عبّر بنكيران عن تشككه في جدية الحكومة بشأن وعودها بصرف دعم شهري لفائدة كبار السن غير المتقاعدين، معتبراً أن 'الأرقام المعلنة غير مستندة إلى إمكانيات مالية حقيقية'، كما سلط الضوء على ما وصفه بـ'التراجعات المؤلمة' في برامج دعم الأرامل، منتقداً توحيد مبالغ الدعم وتقليصها بطريقة أضرت بمستفيدات كن يعتمدن عليها بشكل كبير في تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم. وانتقد بشدة اعتماد الحكومة على 'المؤشر' كمعيار لتحديد أهلية الدعم، مبرزاً أن هذا النظام قد يتسبب في إقصاء فئات واسعة من المحتاجين بسبب غياب مراعاة للواقع الاجتماعي والاقتصادي المتفاوت. – الثقة وتضارب المصالح: خطر يهدد استقرار الدولة في الجزء الأشد حدة من كلمته، اعتبر بنكيران أن الحكومة 'تلعب بالنار' حين تقدم معطيات غير واقعية وتبالغ في تصوير إنجازات غير ملموسة، محذراً من أن هذه الممارسات قد تقود إلى تآكل الثقة بين المواطنين والدولة، وهي، حسب قوله، 'أغلى ما يمكن أن تملكه دولة من مقومات الاستقرار'. ولم يتردد بنكيران في الحديث عن وجود شبهات تضارب مصالح داخل دوائر القرار، مشيراً إلى 'صفقات مشبوهة' يُزعم أنها تمت بين رئيس الحكومة وشركاء أجانب، تم فيها طلب تمويلات كبيرة من صناديق مغربية، في ما وصفه بأنه 'ممارسة غير قانونية وغير أخلاقية'. – مستقبل المنظومة الاجتماعية: تحذير من الانهيار أنهى بنكيران مداخلته بتحذير صريح من استنزاف صناديق الحماية الاجتماعية، خاصة في قطاع الصحة، مشيراً إلى أن غياب الرقابة ووجود فواتير طبية مبالغ فيها قد يفضي إلى 'انهيار المنظومة بأكملها'، وانتقد بشدة الكيفية التي تم بها التخلي عن نظام 'راميد'، متسائلاً عن المعايير التي اعتمدتها الحكومة لتبرير ذلك، ومعتبراً أن 'تخلي الحكومة عن 8 ملايين مواطن بدون بديل واضح خطأ استراتيجي ستكون له تبعات خطيرة'. – دعوة للمراجعة وفي ختام كلمته، وجّه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية دعوة صريحة إلى رئيس الحكومة للمراجعة والمكاشفة، قائلاً: 'الصدق مع الناس هو الحل، وهو السبيل الوحيد للحفاظ على ثقة المواطن وضمان استقرار الوطن'. يأتي هذا الخطاب في سياق سياسي واقتصادي متوتر، وسط انتقادات متزايدة للحكومة بشأن تدبير الملفات الاجتماعية، ما ينبئ بمزيد من التصعيد في الخطاب السياسي خلال المرحلة المقبلة.