
زياد الرّحباني.. إنت الأساسيّ وبحبّك بالأساس
كثير زياد الرحباني. ابن الرحابنة. نجل فيروز. الرحباني المضادّ. الموسيقيّ والمسرحيّ والسياسيّ والصعلوك. زحمة هويّات هو، لا تُفكّك إلّا لتنكشف طبقات أخرى أكثر تعقيداً. ليس 'منتجاً' فنّياً يمكن تصنيفه، بل ظاهرة متشابكة، انبثقت من رحم التناقض اللبناني، وراكمت على مدى عقود طبقات من الصوت والصورة واللغة.
أن تكتب عن زياد يعني أن تكتب عن تناقضات عمر مديد. عن بيروت كأفقٍ سياسيّ وثقافيّ، نعم، لكن عن بيروت كانكسارات شخصيّة أيضاً. عن الزمن اللبناني الذي ظنّ كلّ واحد فيه أنّه يملك مشروعاً ووجد نفسه أمام مرآة تتكسّر فيها كلّ المشاريع. أن تكتب عن زياد هو أن تُدخل نفسك في متاهة لا تخرج منها بسيرة فنّان، بل بخريطة روحٍ مثقلة، وفنٍّ يتجلّى في أعاليه الخاصّة. عن الحلم. عن الوعد. عن السخرية من الذات أوّلاً.
أن تكتب عن زياد الرحباني، هو أن تمشي على حدّ سكّين: كلّ محاولة لتفكيك الظاهرة تهدّد بظلمها، وكلّ رغبة في الإحاطة بها تلامس خطر الأيقنة الرخيصة. فليس في زياد ما يسمح بالتصنيف المريح. لا هو فنّان ملتزم بالمعنى التقليدي، ولا هو ساخر عبثيّ منزوع الإيمان. لا يسكن خانة 'اليساري' التقليدي، ولا ينفكّ عن الرحابنة على الرغم من تمزيقه للسقف 'الرحبانيّ'. هو كلّ ذلك، وأكثر.
بنى جسراً بين فيروز وبيروت
تراكيب هويّاته تشبه تراكيب ألحانه. كلّ آلة تقول شيئاً، وكلّ طبقة تحوي نغمة لا تتكرّر، وكلّ صمت بين نغمتين يختزن وجعاً أو ضحكة أو خيبة، تصنع السياق وتترك البصمة. فهو هو. وهو كلّ الآخرين معاً. الكتابة هنا ليست اختباراً للبلاغة، أو تمريناً نقديّاً بل اختبار في النزاهة ومواجهة مفتوحة مع سؤال أخلاقي: كيف نكتب عن رجلٍ كُتب عليه أن يكون صورة لجيله، من حيث لم يُرِد؟ كيف نفكّكه دون أن نُفكّك معه ذواتنا؟
في كلّ محاولة لتبويبه، نظلم شيئاً فيه، أو شيئاً فينا. لأنّه كان مرآة، لا للواقع فقط، بل لطريقتنا في الهروب منه.
في لحظةٍ كان فيها صوت فيروز يأتي من 'الجبل البعيد' 'خلف تلالنا'، من برزخ الحنين الذي بنى الأخوان الرحباني ضناه، برزت عبقريّة زياد. حفر خاطف تحت الهيكل الفيروزيّ، لا يبغي الهدم بل يعيد وصل الأسطورة بالشارع، باليوميّ، بالمتأوّهين في زحمة الألم اللبناني، بالحبيب، بالكهرباء المقطوعة، بالبكاء بعد منتصف الليل، بالملل، بالأمل.
بنى جسراً بين فيروز وبيروت، المدينة الممزّقة بالحرب. ألبس صوتها ثوباً يليق ببشرته، حين جعل الحنين أداة نقد، لا ملاذاً من الواقع.
حين غنّت فيروز 'كيفك إنت' عام 1991، من كلمات وألحان زياد، كانت تدخل، وتُدخلنا معها، لحظةً ستصبح لاحقاً اللحظة الأكثر كثافة في تاريخ العلاقة بين فيروز ونجلها. كان لبنان يستعدّ لدخول سلم ملتبس بعد حروب أهليّة وغير أهليّة طحنت 'لبنان الفيروزيّ'، وهو ما جعل الأغنية، بمناخات الجاز الشرقي التي انطوت عليها، سؤالاً شخصيّاً وعامّاً مفخّخاً بالأنا والنحن والأمّ والابن والبلد والمدينة. عذوبة حارقة بلا استعراضات صوتية. هامش شخصيّ جدّاً جعل صوت فيروز يبدو كأنّه يُغنّى للمرّة الأولى من الداخل.
اللّمعة الضّروريّة
لم يرمّم زياد صوت فيروز، بل غيّر موقعه على خريطة الزمن: من الذاكرة إلى الحاضر، من الأيقونة إلى الإنسان، من الخلود الصلب إلى العطب الجميل، للمرأة-الفرد التي تتلعثم، تشتاق، تسأل، وتتراجع قبل أن تُكمل جملتها. صالحها مع جيل لم يكن يرى في 'زهرة المدائن' إلّا إرثاً مدرسيّاً، ووجد في صوت فيروز، منذ 'كيفك إنت'، مساحة ليتنفّس فيها. جيل لا يريد نشيداً لكلّ صباح، بل صوت لليل طويل.
من المفارقات أنّ زياد وظّف عقله في الموسيقى وقلبه في السياسة. قادته إلى مواقفه أحلام مكسورة وحدس جريح، بلا عُدّة تحليل يعتدّ بها بل حساسيّة مفرطة تجاه الظلم، وانبهار طفوليّ بفكرة المقاومة، كرمز أخلاقيّ مطلق، لا كفريق سياسيّ محدّد. وهذا ما جعله يخطئ التقدير أحياناً. بيد أنّ خطأه ما كان عن خبث أو مصلحة، بل عن احتدام داخليّ، لشخص مارس السياسة كلحظة انفعال جميل، وهذا ما يجعلها، في سيرته، صنو هشاشته.
يبقى الجانب الأعمق في ظاهرة زياد، والأكثر استعصاءً على التصنيف، هو تلك العلاقة الفردية الحميمة التي بناها مع كلّ مستمع، كأنّه يخاطب كلّاً على حدة. كان الصديق المجهول – المعلن، الذي يشاركك قهوتك الصباحية، ويسخر معك من نشرة الأخبار، وينظر إليك من داخل الأغنية كما لو أنّه يعرفك. يعرف تعبك، شكّك، حاجتك إلى الأمل على الرغم من كلّ شيء.
كان الحضور الأقرب إلى الذات: في الحانة، في المكتب، في منتصف الليل حين تتسلّل الهزيمة إلى القلب، في لحظة ضحك تشبهه.
زياد، تلك اللمعة الضرورية، بلا وعظ أو مساومة أو ادّعاء.. لأنّ البديل الوحيد هو الجنون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
ماذا لو خلق زياد الرحباني في بلد آخر؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب "شو عملتلك أنا يا وطن"؟ عبارة تختصر صرخة جيل بكامله، لكنها خرجت من حنجرة زياد الرحباني، ابن لبنان العالق بين جمالية الإبداع وبشاعة الواقع. لكن، دعونا نطرح سؤالا فلسفيا شائكا: ماذا لو خلق زياد الرحباني في بلد آخر؟ هل كان سيغني الثورة أم يعيش رفاهية الاعتزال؟ هل كان سيكتب السخرية أم يغرق في الرتابة والبرودة؟ هل كان سيبدع أكثر أم يذوب في ثقافة الآخر؟ هل كان ليكون ذا مردود عال ام سيكون على حالته المادية؟ هنا اسأل هل عبقرية زياد مشروطة بالزمان والمكان؟ ام بسياسة الدولة واهتماماتها الأدبية والفنية والثقافية؟ هل إنتاجه الفكري مرتبط ارتباطا عضويا بتربيته في بيت العمالقة؟ أم أن انتماءه إلى هذه العائلة كان سببا لما وصلت إليه شخصيته المركبة فكانت خليطا من العبقرية والحزن والوحدة والألم والفراق والخيبة والزهد والطلاق... زياد ابن بيئة ملتهبة، مسرحه الأول كان الحرب، وجمهوره الأول كان شعبا يتنقل بين الملاجئ والأمل. لبنان لم يكن فقط أرضا للولادة، بل مختبرا للغضب والفوضى والجمال والموسيقى. لو خلق زياد في بلد مستقر سياسيا واجتماعيا، هل كانت موسيقاه ستلامس هذا العمق، أم كانت ستختصر بنغمات أنيقة لا تحمل وزن الألم؟ لو لم يكن زياد هنا في هذا الأتون هل كان لينتج هذه التحف الموسيقية الغريبة في بعض الأحيان أم كانت لتكون مثل هذا البلد هبة سخنة هبة باردة؟!!! بلد مثل السويد أو كندا أو المانيا ربما كان سيقدم له أدوات أكاديمية ومؤسسات دعم ثقافي ومادي، لكنه في المقابل كان سيحرمه من المادة الخام: المأساة اللبنانية"وقرطة الشعب المجموعين" التي فجرت الإبداع لديه. ربما كانت لتقدم له الاحتضان لموهبته الاستثنائية بدلا من اللامبالاة والتهميش... هل كان سيسمح له بأن يكون زياد الرحباني الذي نعرفه على بساطة تعابيره وعمقها في آن معا وامتدادها عبر الزمن وعبورها للحدود ؟ بالتأكيد، في بلدان كثيرة، صوت زياد ربما كان سيكتم، لا لأنه معارض، بل لأنه فوضوي يرفض التصنيف، يهاجم الجميع، يسخر من الأيديولوجيات، ولا يحب أن يكون ضمن قطيع. في أنظمة أكثر انغلاقا أو أكثر تقديسا للسلطة، لكان مكان زياد إما السجن أو الصمت. أما في أنظمة أكثر انضباطا وربما قمعا، كان سيجبر على فنه تحت شروط هذه الانظمة، وتحويله إلى منتج ثقافي ناعم ضمن شروطها وايديولوجيتها. لبنان، رغم كل الفوضى، منح زياد هامش الحرية والحرية هنا لا تعني القوانين، بل الفوضى ذاتها. فوضى تسمح لفنان بأن يهاجم الجميع دون أن يلغى أو يقمع أو يغتال... ولكن هذه الفوضى كانت السبب لما وصل إليه فكانت هي حياة زياد، ليله كان نهارا ونهاره كان ليلا، فكره السياسي اليساري كان حادا جدا فأخذه إلى أماكن هو لم يكن يريدها. التزامه بالجماهير جعل منه نجما شعبيا ولكن سلبه الدفء العائلي لطالما بحث عنه منذ الصغر. فتتالت الخيبات من المدرسة إلى البيت والعائلة والزوجات والابن المفترض لتختم مآسيه بانهيار بلد كان يدركه منذ شبابه... جزء كبير من عبقرية زياد يكمن في لغ ت ة اللبنانية البسيطة، القاسية، الساخرة، التي لا تصلح للترجمة. زياد لو خلق في بلد يتحدث الإنكليزية مثلا، ربما كان سيكتب نصوصا أدبية اكثر مهذبة ضمن الأصول ويؤلف موسيقى كلاسيكية مألوفة عند الناس، لكنه كان عكس كل هذه النمطيات والمعلبات، كان هو اللبناني الذي "يفرد"، ابن النكتة السريعة المبطنة بالف من المعاني. وبدك مين يفهم عليه... رغم كل هذا، هناك سؤال آخر. ماذا لو كان زياد عبقريا خارج الزمان والمكان ؟ لكانت روحه، أينما وجدت، ستبحث عن التمرد، والموسيقى، والسخرية، والحب المستحيل؟ هل كان سيكتب شيئا يشبه نزل السرور أو سهرية وقهوة نخلة التنين...؟ لكن الأكيد أن زياد ابن هذه الأرض، بحروبها، بانقسامها، بشوارعها الضيقة، وبذكريات المذياع وعبق القهوة. هو نتيجة خلطة لبنانية مستحيلة التكرار، مثل منقوشة الزعتر على سطح بيروتي في صباح صيفي. لو خلق زياد الرحباني في بلد آخر، لخسرنا نحن زياد. قد يكون ربح حياة أهدأ، أو شهرة أوسع، أو تقديرا أكاديميا، لكننا كنا سنخسر صوتا يقول لنا الحقيقة على المسرح، ويضحكنا بمرارة، ويبكينا بموسيقى من وجداننا.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 8 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
أمسية موسيقية تكريمية لروح الفنان زياد الرحباني في الشوف
"آثار على الرمال" معزوفة موسيقية صدحت بها منطقة "بكرزاي" الشوفية، تحية لروح الفنان والموسيقي اللبناني الراحل زياد الرحباني، وتكريما له، وتقديرا لارثه المميز، ولمسيرته الفنية التي جمعت بين الموسيقى الكلاسيكية والشعبية والجاز. تلك البصمة الغنية التي تركها الفنان الراحل، جعلت من تحلّق حولها امس الخميس مساء من متذوقي فنه المبدع يستذكرون ثأثيريه على الثقافة اللبنانية والعربية ومساهمته الكبيرة في تعزيز الهوية الفنية اللبنانية، وفي مقدمتهم وزير الاعلام المحامي بول مرقص، الذي رأى اننا "خسرنا زياد الرحباني الانسان الشخص والجسد لكن الروح لا تزال مستمرة وتنبعث مع الاجيال الجديدة". وزيرا السياحةو الاعلام لورا لحود وبول مرقص،ومنظم المهرجان رمزي سلمان، وشخصيات فنية وثقافية وابداعية، الى جانب العشرات من محبي زياد الرحباني حضروا الامسية الفنية التي احياها المايسترو لبنان البعلبكي في "بكرزاي"، واستمعوا الى مقطوعة خاصة "آثار على الرمال" تحية لروح الراحل، وذلك بعد دقيقة صمت استهلت بها المناسبة، لتبدأ المطربة سميّة بعلبكي تقديم اغنياتها لكبار المطربين واغنيات عدة لزياد الرحباني على مدى ساعة ونصف الساعة تقريبا. مرقص: ونوّه وزير الاعلام مرقص بالامسية التكريمية، وقال في معرض تعليقه على هامش مشاركته بالمناسبة، وردا على اسئلة "تلفزيون لبنان" وموقع "ايكو وطن":" ترك زياد ارثا كبيرا علينا ان نحسن استعماله، بالتعاون مع عائلته الكريمة مع حفظ حقوقها طبعا، وان يكون ثمة مزاوجة مع "AI" هذه الايام وكل التكنولوجيا المتقدمة التي تجعل من هكذا نوع من الفن غير تقليدي". وردا على سؤال حول تدريس تلك المدرسة الفنية ضمن المناهج، قال: "من دون شك، فزياد ترك ارثا ثقافيا وفنيا كبيرا جدا، وهذا يقتضي ليس تدريسه منهجيا واجتماعيا على اهمية ذلك فحسب، وانما الاستفادة منه لاقصى الحدود، وبالتالي فمن يرغب بالابداع والفن عليه الدخول اكثر واكثر في فكر وفن زياد الرحباني خصوصا والرحابنة عموما، لكي يبدع بحد ذاته من جديد. خسرنا زياد الرحباني الانسان الشخص والجسد، لكن الروح لا تزال مستمرة وتنبعث مع الاجيال الجديدة، وكثر ممن هم يقلّدون زياد ويبتدعوا ويبتكروا افكاره ومثلما كان يفعل هؤلاء متأثّرون به الى حدود كبيرة تجعل من مخيلتهم ان تبتدع الكثير". اضاف: "وزارة الاعلام دائما تكون حاضرة في المهرجانات والمناسبات، التي تجعل لبنان في مهرجان تام ومستمر في جميع المناطق اللبنانية تقريبا، وهي تولي الاهمية الكبيرة للثقافة والتراث والذاكرة والمحفوظات، لما يختزنوه من ذاكرة لبنان، بدليل ما يختزنه ايضا تلفزيون لبنان من قيمة ثقافية وتاريخية متمثلة بالارشيف الوطني، الذي يعود لعشرات السنوات، واننا نحرص على تنظيمه و"رقمنته"، وقد بات لدينا نحو 30 في المئة "مرقمنين" ومن المفروض بداية العام الجديد يكونوا مئة في المئة وارشيف الاذاعة اللبنانية ايضا". لحود: وقالت الوزيرة لحود على هامش المشاركة ايضا: "لبنان حزين اليوم على زياد الرحباني ويفتقد ذاك اللبناني بالصميم الذي نحبه لكل لبناني ان يكون، حزننا كبير وقلبنا مع السيدة فيروز التي نعزّها كثيرا، لبنان حزين على زياد وها هو يغنّي اغانيه ويتذكر ما كان يقوله ويقوم به، وهو كان جزء اساسي منّا، لبنان حزين". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المركزية
منذ 8 ساعات
- المركزية
أمسية موسيقية تكريمية لروح الفنان زياد الرحباني في الشوف
المركزية - "آثار على الرمال" معزوفة موسيقية صدحت بها منطقة "بكرزاي" الشوفية، تحية لروح الفنان والموسيقي اللبناني الراحل زياد الرحباني، وتكريما له، وتقديرا لارثه المميز، ولمسيرته الفنية التي جمعت بين الموسيقى الكلاسيكية والشعبية والجاز. تلك البصمة الغنية التي تركها الفنان الراحل، جعلت من تحلّق حولها امس الخميس مساء من متذوقي فنه المبدع يستذكرون ثأثيريه على الثقافة اللبنانية والعربية ومساهمته الكبيرة في تعزيز الهوية الفنية اللبنانية، وفي مقدمتهم وزير الاعلام المحامي بول مرقص، الذي رأى اننا "خسرنا زياد الرحباني الانسان الشخص والجسد لكن الروح لا تزال مستمرة وتنبعث مع الاجيال الجديدة". وزيرا السياحةو الاعلام لورا لحود وبول مرقص،ومنظم المهرجان رمزي سلمان، وشخصيات فنية وثقافية وابداعية، الى جانب العشرات من محبي زياد الرحباني حضروا الامسية الفنية التي احياها المايسترو لبنان البعلبكي في "بكرزاي"، واستمعوا الى مقطوعة خاصة "آثار على الرمال" تحية لروح الراحل، وذلك بعد دقيقة صمت استهلت بها المناسبة، لتبدأ المطربة سميّة بعلبكي تقديم اغنياتها لكبار المطربين واغنيات عدة لزياد الرحباني على مدى ساعة ونصف الساعة تقريبا. مرقص: ونوّه وزير الاعلام مرقص بالامسية التكريمية، وقال في معرض تعليقه على هامش مشاركته بالمناسبة، وردا على اسئلة "تلفزيون لبنان" وموقع "ايكو وطن":" ترك زياد ارثا كبيرا علينا ان نحسن استعماله، بالتعاون مع عائلته الكريمة مع حفظ حقوقها طبعا، وان يكون ثمة مزاوجة مع "AI" هذه الايام وكل التكنولوجيا المتقدمة التي تجعل من هكذا نوع من الفن غير تقليدي". وردا على سؤال حول تدريس تلك المدرسة الفنية ضمن المناهج، قال: "من دون شك، فزياد ترك ارثا ثقافيا وفنيا كبيرا جدا، وهذا يقتضي ليس تدريسه منهجيا واجتماعيا على اهمية ذلك فحسب، وانما الاستفادة منه لاقصى الحدود، وبالتالي فمن يرغب بالابداع والفن عليه الدخول اكثر واكثر في فكر وفن زياد الرحباني خصوصا والرحابنة عموما، لكي يبدع بحد ذاته من جديد. خسرنا زياد الرحباني الانسان الشخص والجسد، لكن الروح لا تزال مستمرة وتنبعث مع الاجيال الجديدة، وكثر ممن هم يقلّدون زياد ويبتدعوا ويبتكروا افكاره ومثلما كان يفعل هؤلاء متأثّرون به الى حدود كبيرة تجعل من مخيلتهم ان تبتدع الكثير". اضاف: "وزارة الاعلام دائما تكون حاضرة في المهرجانات والمناسبات، التي تجعل لبنان في مهرجان تام ومستمر في جميع المناطق اللبنانية تقريبا، وهي تولي الاهمية الكبيرة للثقافة والتراث والذاكرة والمحفوظات، لما يختزنوه من ذاكرة لبنان، بدليل ما يختزنه ايضا تلفزيون لبنان من قيمة ثقافية وتاريخية متمثلة بالارشيف الوطني، الذي يعود لعشرات السنوات، واننا نحرص على تنظيمه و"رقمنته"، وقد بات لدينا نحو 30 في المئة "مرقمنين" ومن المفروض بداية العام الجديد يكونوا مئة في المئة وارشيف الاذاعة اللبنانية ايضا". لحود: وقالت الوزيرة لحود على هامش المشاركة ايضا: "لبنان حزين اليوم على زياد الرحباني ويفتقد ذاك اللبناني بالصميم الذي نحبه لكل لبناني ان يكون، حزننا كبير وقلبنا مع السيدة فيروز التي نعزّها كثيرا، لبنان حزين على زياد وها هو يغنّي اغانيه ويتذكر ما كان يقوله ويقوم به، وهو كان جزء اساسي منّا، لبنان حزين".