كم بلغت تكلفة بقاء الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال في غيبوبة 20 عامًا؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

الدستور

منذ ساعة واحدة

• الدستور

الجندى يفسر معنى "فنسيهم" فى القرآن: ليس نسيانًا حقيقيًا بل ترك وإهمال

أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن لفظ النسيان في بعض الآيات القرآنية لا يعني النسيان الحقيقي، وإنما يُقصد به الترك والإهمال المتعمد من العبد تجاه أوامر الله. وقال إن قول الله تعالى: "نسوا الله فنسيهم" لا يعني أن الله ينسى، لأن الله سبحانه لا يغفل ولا ينسى، وإنما المعنى أن الله تركهم جزاءً لتجاهلهم أوامره. النسيان في القرآن يأتي أحيانًا بمعنى الغفلة أو الإعراض وأضاف "الجندي"، خلال حديثه ببرنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، أن النسيان في القرآن يأتي أحيانًا بمعنى الغفلة أو الإعراض، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى". وأكد أن الإهمال المتعمد في العبادة، مثل الانشغال بالدنيا أثناء الصلاة، يُعد من صور هذا النسيان الذي يستوجب العقاب. النسيان المرضي لا يدخل في هذا الحكم وأشار "الجندي" إلى أن النسيان المرضي، مثل الزهايمر أو ضعف الذاكرة مع تقدم العمر، لا يدخل في هذا الحكم، لأن الله رفع عن الأمة الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه. وأكد ضرورة الحفاظ على الخشوع وتجنب الغفلة أثناء أداء العبادات، باعتبارها من أهم مقومات الإيمان.

الدستور

منذ ساعة واحدة

• الدستور

خالد الجندى يوضح الفرق بين النسيان المرضى والإهمال أثناء العبادة

قال الشيخ خالد الجندي إن النسيان نوعان: الأول نسيان مرضي يرتبط بتقدم السن أو أمراض مثل تصلب الشرايين وألزهايمر، مشيرًا إلى أن هذا النوع لا إثم فيه، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومنكم من يُرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئًا"، وبحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وأكد، خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، أن من ينسى عدد الركعات بسبب الشيخوخة أو المرض فهو معذور ولا ذنب عليه، مضيفًا أن هناك نوعًا آخر من النسيان، وهو الناتج عن الإهمال والانشغال بالدنيا أثناء العبادة، كأن يصلي الإنسان وهو يفكر في المباريات أو أمور الحياة اليومية، وأن هذا النسيان مذموم لأنه يعكس غفلة عن الله. واستشهد بقوله تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى". وأضاف أن النسيان في الآية لا يعني فقدان الذاكرة بل يعني الإهمال المتعمد، مستدلًا بقوله تعالى: "نسوا الله فأنساهم أنفسهم"، موضحًا أن من يترك القرآن عمدًا يتركه الله، أما من ينسى بسبب المرض فهو معذور. وأكد أهمية تفريغ القلب أثناء العبادة والتركيز الكامل في الصلاة حتى يتحقق الخشوع، مستشهدًا بقوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب".

صوت الأمة

منذ 2 ساعات

• صوت الأمة

الأمير النائم.. عشرون عامًا في حضن الأبوة والصبر

في غرفة بيضاء داخل جناح خاص بمستشفى الملك فهد التخصصي بالرياض، كان يرقد شابا في مقتبل العمر، ساكن الجسد، كأن الصمت استوطن أعماقه، لكن قلبه ظل نابضًا، يرفض إعلان النهاية. عشرون عامًا مرّت، ظل خلالها الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز، الابن الأكبر للأمير خالد، معلقًا بين الحياة والموت، فيما أبوه يجلس إلى جواره، يقاوم المستحيل بحبٍّ لا يعرف الانكسار. في عام 2005، كان الوليد شابًّا في الكلية العسكرية، يخطو أولى خطواته نحو حياة يملؤها الطموح والأحلام. ثم، فجأة، حادث سير أوقف الزمن بالنسبة إليه، وألقى به في غيبوبة طويلة. في الخارج، كانت الأيام تركض، والسنوات تغيّر وجوهًا وألوانًا، أما في جناح المستشفى، فقد ظل الزمن ساكنًا، يدور في فلك جسد هشٍّ وروح غائبة. والده، الأمير خالد بن طلال، شقيق الملياردير المعروف الأمير الوليد بن طلال، لم يكن يملك أمام سرير ابنه سوى قلبه ودعاءه. الثروة والجاه والنفوذ، التي جعلت اسم العائلة يلمع في أنحاء العالم، وقفت عاجزة أمام لحظة قدر. وكأن القدر أراد أن يذكّرنا بأن المال قد يشتري أجنحة لمستشفيات ومعدات متطورة، لكنه لا يستطيع شراء لحظة وعي واحدة أو نبضة حياة مسروقة. قال الأطباء إن وعيه غاب إلى غير رجعة، وإن ما بقي منه ليس سوى جسد تُبقيه الأجهزة حيًّا. لكن الأمير خالد لم يُصدِّق يومًا أن الأمل انطفأ. كل صباح، كان يجلس إلى جوار ابنه، يقرأ له القرآن، يمسك يده، يحكي له عن العائلة، عن ضحكاتهما القديمة، عن شمسٍ تشرق خلف النافذة؛ لعل شيئًا في روحه يسمع، لعل الحياة تختبئ في مكان ما وتعود. ومع مرور السنوات، صار الوليد أكثر من ابن نائم؛ تحوّل إلى رمز للصبر والأمل. أجيال كبرت، مدن تبدّلت، وجوه شاخت وأخرى وُلدت، وفي جناح المستشفى ظل كل شيء ساكنًا، كما لو أن الغرفة البيضاء أصبحت جزيرة معزولة عن حركة العالم. أمّا الأب، فبقي ملاكًا حارسًا، يقلب جسد ولده بيديه حتى لا تؤذيه التقرحات، يشرف على تفاصيل الرعاية، وكأن الحب وحده كان يحاول إقناع القدر بالتراجع. ثم جاء اليوم الذي خشِيه الجميع. أعلن الأمير خالد بن طلال، بصوت يقطر إيمانًا وصبرًا، نبأ رحيل ابنه الوليد، واختصر رحلة العشرين عامًا بكلمات من القرآن: "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيةً." كانت آية قصيرة، لكنها حملت يقينًا بأن الغياب ليس نهاية، وأن الأرواح التي أحبت بصدق لا تضيع؛ بل تعود إلى منبعها الأول، حيث السلام المطلق والطمأنينة التي لا يعكرها ألم ولا فراق. صُلِّي على الفقيد يوم الأحد الموافق 20 يوليو 2025، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بعد صلاة العصر، وسط حضور مهيب وقلوب حملت له الدعاء والرحمة، كأن الناس جميعًا صاروا أهلاً له بعد سنوات من متابعة حكايته. لقد غاب الأمير النائم عن الدنيا، لكنه ترك وراءه درسًا خالدًا عن الصبر الذي لا ينفد، وعن حبٍّ أعمق من الزمن، وعن قلبٍ أبوي ظل يقاوم الغياب حتى اللحظة الأخيرة. وكما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرًّا، ولا تكن عبد حزنك وقد جعل الله الصبر دواءً لكل قلب مكلوم." الأمير النائم علّمنا أن الإنسانية لا تُقاس بالكلمات الرنانة ولا بالأفعال الصاخبة، بل بالقلوب التي تعرف كيف تحب وتصبر، حتى لو كان من تحبه غائبًا عن كل شيء.