logo
الثقة المطلوبة من إيران

الثقة المطلوبة من إيران

صحيفة الخليجمنذ يوم واحد

منذ اليوم الأول للاستهداف الإسرائيلي لإيران وقفت كل الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها دول الخليج العربية، ضد هذا العدوان وأدانته بأشد العبارات وطالبت بوقفه وحل الخلاف حول البرنامج النووي بالوسائل السلمية، لكن اليوم الأخير من الحرب حمل تطوراً خطيراً إثر استهداف إيران لسيادة قطر بقصف قاعدة العديد التي تستضيف قوات أمريكية.
مبدأ رفض استهداف إيران ينطبق أيضاً على قطر. وكل تصرف عسكري ينتهك سيادة الدول ويتجاوز ثوابت القانون الدولي مدان ويجب تصحيحه. وفي الحالة مع إيران، فإن قطر ومعها دول مجلس التعاون الخليجي كانت الوسيط لإنهاء هذه الحرب ودفعت إلى طي صفحتها بأسرع وقت، وقد نجحت الجهود في منع توسع الصراع والعودة إلى تفعيل قنوات التفاوض بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي، وهو ما يمنح فرصة ذهبية لخفض التصعيد وفتح عهد جديد للمنطقة، بعيداً عن الخلافات والحروب وكل أنواع التهديدات التي تصاحبها. ومن شروط العهد الجديد بناء علاقات أساسها الثقة والمصلحة المشتركة، وخصوصاً مع إيران الجارة الدائمة لدول الخليج العربي التي ترتبط معها بتاريخ طويل ومستقبل واعد إذا بُني وفق الاحترام المتبادل والتعاون الخلاق بين الطرفين.
الاستهداف الإيراني لسيادة قطر، أثار موجة استنكار خليجية وعربية مشروعة، رغم أن الضربة كانت محدودة التأثير وبلا خسائر، لكن دويها السياسي كبير وغير مسبوق، وتشكل فعلاً لا ينسجم مع المواقف المتضامنة مع إيران ضد العدوان الإسرائيلي على أراضيها ومقدراتها، وهو ما يستدعي من الجانب الإيراني جهوداً لتصحيح هذا الخطأ والتعهد بعدم تكراره، و«ترميم الثقة» مثلما أكد ذلك الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة.
ومطلوب من إيران، بعد هذه الحرب، إثبات أنها شريك إيجابي لمحيطها الخليجي، وأن التعاون المشترك هو صمام الأمان في المستقبل والرهان الذي يتبارى الجميع إلى تحقيقه، في كنف الاحترام المتبادل والالتزام بمبادئ حسن الجوار، بما يعزز الأمن والاستقرار، ويفتح آفاقاً أوسع لمشاريع التنمية والازدهار لكلا الطرفين.
انتهاء الحرب الإسرائيلية على إيران عند النتائج التي وصلت إليها، جنّب المنطقة خسائر أكبر، وحفظ مقدراتها وحمى أجيالها من كارثة غير مسبوقة، خصوصاً أن المعركة كانت قاسية ومفتوحة على تطورات سيئة ومجهولة العواقب، لاسيما أنها كانت مرشحة لجر أطراف كثيرة إلى ميدانها، بما سيخلط كثيراً من الأوراق والمواقف، ويخلق فوضى تفوق التصور. أما اليوم، فإن وقف هذه الحرب بالصورة التي انتهت بها، سيسمح لشعوب المنطقة بأن تأمل بالسلام الذي تنشده، وتسمح بمراجعة خريطة العلاقات وتنزيهها من الشوائب التي علقت بها في العقود الماضية.
كما ستشجع على إنهاء كل الأزمات المزمنة في المنطقة، وفي صدارتها القضية الفلسطينية، التي كانت هذه الحرب الأخيرة، واحدة من شظاياها، وربما ستكتمل الصورة قريباً إذا نجحت الجهود المبذولة حالياً في إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وعندها ستعرف كل الأطراف أن منطق الحرب والعدوان لا يحقق الأمن، ولا يجلب إلا الخراب حتى لمن يدعي أنه قوي ولا يهزم ولا يرعى حرمة لعهد أو ميثاق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسار التطبيع.. هل بات سالكا بين سوريا وإسرائيل؟
مسار التطبيع.. هل بات سالكا بين سوريا وإسرائيل؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

مسار التطبيع.. هل بات سالكا بين سوريا وإسرائيل؟

المبعوث الأميركي الخاص لسوريا توم باراك يقول إن اتفاقات سلام مع إسرائيل باتت ضرورية لسوريا ولبنان بعد الحرب. تصريحات إسرائيلية توحي أيضاً بذلك؛ نتنياهو يقول إن النصر على إيران يفتح فرصة لتوسيع اتفاقيات السلام.

إيران: لا يمكن القضاء على تخصيب اليورانيوم بالقصف
إيران: لا يمكن القضاء على تخصيب اليورانيوم بالقصف

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

إيران: لا يمكن القضاء على تخصيب اليورانيوم بالقصف

وقال عراقجي في حديث مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية، إن إيران ستتمكن من إصلاح الأضرار التي سببتها الضربات بسرعة، و"تعويض الوقت الضائع" حسب تعبيره، وذلك "إذا توفرت لدينا الإرادة لإحراز تقدم جديد في هذه الصناعة". ورغم أن الوزير الإيراني شكك في إمكانية استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة سريعا، فإنه أكد على أن "أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبدا". وتابع عراقجي: "لا أعتقد أن المفاوضات ستستأنف بهذه السرعة. لكي نقرر الانخراط فيها مجددا علينا أولا ضمان عدم عودة الولايات المتحدة إلى استهدافنا بهجوم عسكري خلال المفاوضات". وقال: "أعتقد مع كل هذه الاعتبارات أننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوقت"، لكن "أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبدا". وعندما سئل عما إذا كانت إيران تنوي مواصلة تخصيب اليورانيوم، أصر عراقجي على أن " البرنامج النووي سلمي، وأصبح مسألة فخر ومجد وطني. لن يتراجع الشعب بسهولة عن التخصيب". ومن جهة أخرى، علق الوزير على الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل ، التي انتهت بعد ضربات أميركية على مواقع نووية في فوردو ونطنز وأصفهان. وقال عراقجي: "أثبتنا خلال هذه الحرب المفروضة علينا لمدة 12 يوما، أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا". واستطرد: "سنواصل القيام بذلك في حال تعرضنا لأي عدوان". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار مؤخرا إلى إمكانية استئناف المحادثات الدبلوماسية مع إيران هذا الأسبوع، رغم أن البيت الأبيض نفى رسميا تحديد موعد للمفاوضات. وشهدت الأيام الأخيرة تراشق رسائل بين ترامب والمرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أعلن النصر وكتب على منصات التواصل الاجتماعي مخاطبا الإيرانيين: "أهنئكم على النصر على النظام الصهيوني الخبيث"، واعتبر أن حكومة إسرائيل "دُمرت تقريبا وسُحقت تحت الضربات". في المقابل، وصف ترامب إعلان خامنئي بالكذب، قائلا إن إيران "دُمرت". كما أكد ترامب أنه منع الجيشين الأميركي والإسرائيلي من اغتيال خامنئي.

زيارة مرتقبة.. 3 ملفات رئيسية على طاولة ترامب ونتنياهو
زيارة مرتقبة.. 3 ملفات رئيسية على طاولة ترامب ونتنياهو

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

زيارة مرتقبة.. 3 ملفات رئيسية على طاولة ترامب ونتنياهو

وقال المسؤول، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن اللقاء سيتناول بشكل أساسي حرب غزة ، والصراع مع إيران، ومحاولات التقارب بين سوريا وإسرائيل. وأكد المسؤول رغبة ترامب في إنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وأضاف أن الرئيس الأميركي سيسعى أيضا إلى استغلال الاجتماع كفرصة للترويج لما اعتبره "إنجازات عسكرية" في إيران. وخلال الحرب التي استمرت 12 يوما، هاجمت الولايات المتحدة 3 مواقع نووية إيرانية دعما لإسرائيل، بما في ذلك إسقاط قنابل ضخمة خارقة للأرض على موقع فوردو المحصن. وأضاف المسؤول الأميركي أن ملف سوريا سيناقش أيضا، حيث تسعى إدارة ترامب إلى تسهيل التقارب التدريجي مع إسرائيل، بعد رفع العقوبات المفروضة عليها بهدف "العيش في سلام مع جيرانها". وأوضح مسؤولون أنه في حين تريد واشنطن انضمام سوريا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، فإنها تدرك أن ذلك سيستغرق وقتا أطول. ويستضيف ترامب نتنياهو لإجراء محادثات في البيت الأبيض، الإثنين المقبل، وفقا لمسؤول في الإدارة الأميركية. وتأتي الزيارة في الوقت الذي بدأ به الرئيس الأميركي تكثيف ضغوطه على الحكومة الإسرائيلية ، للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وإعادة الرهائن وإنهاء الحرب في غزة. كما تأتي زيارة نتنياهو بعد زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن هذا الأسبوع، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الإدارة حول وقف إطلاق النار في غزة وإيران وقضايا أخرى. وأشار ترامب في تصريحات علنية إلى أنه سيحول اهتمامه إلى إنهاء حرب غزة، بعد وقف إطلاق النار الذي أنهى 12 يوما من القتال بين إسرائيل وإيران قبل أسبوع. وقال ترامب يوم الجمعة للصحفيين: "نعتقد أنه خلال الأسبوع المقبل سنحصل على وقف لإطلاق النار" في غزة، لكنه لم يقدم أي تفسير لتفاؤله. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الإثنين، إن ترامب ومسؤولين في الإدارة يتواصلون باستمرار مع القيادة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن وضع حد للصراع في غزة "أولوية لترامب". وأضافت ليفيت: "من المؤلم للغاية رؤية الصور التي خرجت من كل من إسرائيل وغزة خلال هذه الحرب، والرئيس يريد أن يراها تنتهي. إنه يريد انقاذ الأرواح".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store