
دونالد ترامب: صفقة "تيك توك" شبه منجزة
دونالد ترامب
، أنه سيبدأ محادثات مع الصين يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين، بشأن إبرام صفقة محتملة حول مستقبل تطبيق تيك توك داخل الولايات المتحدة. وقال ترامب، في تصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة "إير فورس وَن" مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة "أنهت تقريباً" الاتفاق بشأن بيع تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة الذي يتبع لشركة بايتدانس الصينية. وأضاف: "أعتقد أننا سنبدأ الاثنين أو الثلاثاء... سنتحدث مع الصين، ربما مع الرئيس شي جين بينغ أو أحد ممثليه – لكن يمكن القول إننا أنهينا الصفقة تقريباً". وأشار ترامب إلى احتمال تبادل الزيارات بينه وبين الرئيس الصيني، في سياق تعزيز المحادثات، مذكّراً بأن كلا الطرفين وجّه دعوة رسمية للآخر الشهر الماضي.
ويأتي ذلك في وقت مدّد فيه ترامب، الشهر الماضي، المهلة الممنوحة لشركة بايتدانس حتى 17 سبتمبر/أيلول المقبل، للتخلي عن أصول "تيك توك" في السوق الأميركية التي تضم نحو 170 مليون مستخدم. وكانت هناك مساعٍ خلال الربيع الماضي لتقسيم عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة، وتأسيس شركة جديدة خاضعة لملكية وتشغيل مستثمرين أميركيين، غير أن المشروع تعثّر عقب رفض الصين منح الموافقة اللازمة، على خلفية إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية. وأكد ترامب، الجمعة، أن الصفقة "ستحتاج على الأرجح إلى موافقة من بكين"، لكنه أشار إلى تفاؤله قائلاً: "لست واثقاً، لكن أعتقد ذلك. لديّ علاقة ممتازة مع الرئيس شي، وأرى أن الصفقة جيدة للطرفين، للصين ولنا".
قرار التمديد الأخير هو الثالث من نوعه، إذ سبق لترامب أن أصدر أمرين تنفيذيين منذ توليه منصبه، منح بموجبهما شركة بايتدانس مهلاً إضافية لإيجاد مشترٍ أو مواجهة الحظر داخل الولايات المتحدة. صدر الأمر الأول في اليوم الثالث من رئاسته، بعد أيام من تأييد المحكمة العليا لحظر التطبيق، فيما صدر الأمر الثاني في إبريل/نيسان، وحدد يوم 19 يونيو/حزيران موعداً نهائياً للبيع أو الحظر، قبل أن يُمدد إلى سبتمبر/أيلول المقبل.
وفي بيان أصدرته
الشركة
في اليوم نفسه، عبّرت "تيك توك" عن امتنانها لترامب ولنائب الرئيس جيه دي فانس، قائلة: "نحن ممتنون لقيادة الرئيس ترامب"، وأكدت أنها ستواصل العمل مع مكتب فانس للتوصل إلى اتفاق نهائي.
في المقابل، وجّه السيناتور الديمقراطي مارك وورنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، انتقادات لترامب، واتهمه بتجاوز القانون من خلال إصدار أوامر تنفيذية متكررة للتعامل مع ملف "تيك توك" بعيداً عن المسار التشريعي.
بدأت المواجهة الأميركية مع "تيك توك" منذ عام 2020، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، حين اتهمت الإدارة الأميركية التطبيق بجمع بيانات المستخدمين الأميركيين لصالح الحكومة الصينية، واعتبرته تهديداً للأمن القومي. وأدى ذلك إلى محاولات متكررة لحظر التطبيق أو إجبار "بايتدانس" على بيع عملياته الأميركية لشركات أميركية، بينها "مايكروسوفت" و"أوراكل". ومع وصول إدارة جو بايدن، لم تُلغ هذه المخاوف، بل استدعي الرئيس التنفيذي لـ"تيك توك"، شو زي تشو، للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس في مارس/آذار الماضي، إذ واجه حملة من الاتهامات حول التلاعب بالخوارزميات وتوجيه المحتوى السياسي، ثم أقر الكونغرس قانوناً يطالب بحظر "تيك توك" في حال لم تُفصل ملكيته عن الصين خلال مهلة محددة. وترى "تيك توك" أن الحظر ينتهك حرية التعبير ويهدد مصالح ملايين المستخدمين والمبدعين في الولايات المتحدة، بينما تصر واشنطن على أن التطبيق قد يُستخدم للتجسس أو التأثير السياسي لصالح بكين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
وفد إسرائيل المفاوض في الدوحة وسط استبعاد الإعلان عن صفقة قريباً
غادر وفد المفاوضات الإسرائيلي، اليوم الأحد، إلى الدوحة، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. ويترأس الوفد نائب رئيس "الشاباك"، المشار إليه بالحرف "ميم"؛ فيما يرافقه كل من منسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش، والمستشار السياسي لرئيس حكومة الاحتلال، أوفير بيلك، وممثلين إضافيين من "الشاباك" و"الموساد". وطبقاً لما أورده موقع "واينت" فإن التقديرات في إسرائيل هي أن الصفقة لن تُغلق نهائياً في اليومَين القريبَين، عازياً السبب إلى الفجوات بين الأطراف، والتي ربطها بالتعديلات الأساسية التي طالبت حركة حماس بإضافتها على نص المقترح، الذي ينصّ على هدنة من 60 يوماً، وإطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 قتلى، وانسحاب جزئيّ لجيش الاحتلال من القطاع. وعلى خلفية ما تقدم، استبعد الموقع أن يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، وقف إطلاق النار في خلال زيارة بنيامين نتنياهو التي تبدأ مع وصول الأخير إلى واشنطن، مساء اليوم. ومع ذلك، رجح أن يصرح ترامب بأقواله المكرورة التي تنمّ عن تفاؤل بشأن اقتراب الأطراف من التوقيع على صفقة. وبحسب الموقع فإن الاتصالات الأخيرة بين نتنياهو وترامب أكّدت رغبة الطرفَين في تحقيق هدفَي الحرب وهما؛ إعادة الأسرى، والقضاء على حماس. رصد التحديثات الحية إسرائيل تخطط لتجميع كل سكان غزة في "مدن خيام" برفح ولفت الموقع إلى أن ترامب ونتنياهو سيناقشا المسألة السورية، لكن حتّى هذه من غير المتوقع صدور إعلان بشأنها قريباً. أمّا الموضوع المحوري على طاولة النقاش فهو إيران، إذ ترغب الولايات المتحدة وإسرائيل في وضع استراتيجية مشتركة لصقل "إنجازات عملية شعب كالأسد"، في إشارة إلى الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران في 13 يونيو/حزيران الماضي واستمرت 12 يوماً. واستعداداً للمفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، ستضطر الحليفتان إلى تحديد خطوط حمراء، كتخصيب اليورانيوم، واجتياز الجمهورية الإسلامية لها سيدفع إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو كليهما، إلى شنّ عملية عسكرية، وفق الموقع. اللقاء بين نتنياهو وترامب سيُعقد غداً، تليه مأدبة عشاء، فيما ليس واضحاً ما إذا كانا سيعقدان مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهما. وقبيل سفره، التقى نتنياهو بالرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي أصدر بياناً لفت فيه إلى أن زيارة نتنياهو تهدف إلى "دفع صفقة تعيد جميع المحتجزين"، معبراً عن "دعمه الكامل للجهود الرامية للتوصل إلى قرارات صعبة معقدة ومؤلمة"، حسب وصفه. أخبار التحديثات الحية نتنياهو لسموتريتش وبن غفير: لن ننهي الحرب دون نزع سلاح غزة


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
"شيوخ" فلسطينيون يطالبون بانفصال الخليل وتحويلها لإمارة تقيم سلاماً مع إسرائيل - مقال في وول ستريت جورنال
تتناول جولة الصحافة في هذا اليوم مقالاً عن عرض قدمه "شيوخ فلسطينيون" للسلام مع إسرائيل، وآخر كتبه مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، عن كواليس اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى مقال ثالث يحذر من انهيار الأمم المتحدة "التي تحمينا من الحرب العالمية الثالثة". نبدأ من صحيفة وول ستريت جورنال، التي كتب فيها إليوت كوفمان مقالاً عنونه بـ "عرض فلسطيني جديد للسلام مع إسرائيل". ويقول الكاتب إنّ العرض قدمه من وصفه بالشيخ وديع الجعبري، الذي اقترح "انفصال محافظة الخليل عن السلطة الفلسطينية، ومن ثم تأسيس إمارة خاصة بالخليل، لتنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل". ووقع الجعبري وأربعة "شيوخ" آخرين من الخليل وصفهم الكاتب بالبارزين على "رسالة يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية". ووجه الجعبري المعروف بـ "أبو سند"، رسالته إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، رئيس بلدية القدس السابق، الذي استضاف الجعبري وآخرين في منزله، والتقى بهم أكثر من مرة منذ فبراير/شباط، وفقاً للصحيفة. وبحسب الرسالة فإن "إمارة الخليل ستعترف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي... وستعترف دولة إسرائيل بإمارة الخليل كممثلة للسكان العرب في منطقة الخليل". وتهدف الرسالة إلى وضع "جدول زمني لمفاوضات تهدف إلى الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، والتوصل إلى ترتيب عادل ولائق يحلّ محل اتفاقيات أوسلو، التي لم تجلب سوى الضرر والموت والكوارث الاقتصادية والدمار". واقترح "الشيوخ" بأن تسمح إسرائيل بدخول 1,000 عامل من الخليل لفترة تجريبية، ثم 5,000 آلاف آخرين، ليرتفع العدد لاحقاً إلى 50 ألف عامل أو أكثر من الخليل بالتنسيق مع نير بركات، إلى جانب إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان داعماً لكنه حذر، منتظراً ليرى كيفية تطور هذه المبادرة". وقال الوزير الإسرائيلي بركات: "لا أحد في إسرائيل يؤمن بالسلطة الفلسطينية، ولن تجد الكثير من الفلسطينيين يؤمنون بها أيضاً... الشيخ الجعبري يريد السلام مع إسرائيل والانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، بدعم من زملائه الشيوخ. فمن في إسرائيل سيرفض؟"، وفقا لما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال. إسرائيل "تسعى إلى تغيير النظام الإيراني" وفي صحيفة التلغراف البريطانية، تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، عن "اتجاه نحو مواجهة" في المكتب البيضاوي بين الرئيس الجمهوري ونتنياهو، مشيراً إلى أن اللقاء الذي سيتناول إيران وغزة والإدارة الجديدة في سوريا، "قد يشكل نقطة تحول" على حد تعبير المسؤول السابق. لكنه تساءل: "ما مدى تقارب موقفي الزعيمين، وهل يمكن التوفيق بين خلافاتهما؟". وقال بولتون مستشار الأمن القومي لترامب خلال ولايته الأولى، إن ترامب تجاوز نقطة اللاعودة، عندما أمر بشن هجوم عسكري مباشر على أهداف مرتبطة ببرنامج إيران النووي، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي مخطئ إذا ظن أن الضربات كانت عملية واحدة وانتهت. ورأى أن الكثير لا يزال يتعين القيام به على الرغم من ادعاء، ترامب، بأن المواقع الإيرانية المستهدفة دمرت تماماً. وتحدث بولتون عن نجاح نتنياهو في إقناع ترامب في استخدام القوة العسكرية ضد إيران، لكن سرعان ما فرض الرئيس الأمريكي وقفاً لإطلاق النار بعدما تلقى تقارير إيجابية عن الضربات، على حد تعبير الكاتب. وأشار إلى أن نتنياهو الذي حذر من التهديد النووي الإيراني على مدى 3 عقود، لم يكن أمامه بعد الضربة إلا قبول التهدئة، لكن بولتون يعتبر أن نتنياهو حقق هدفين رئيسين، الأول بإدخال ترامب في الحرب، والثاني بإلحاق ضرر جسيم، وإن لم يكن حاسماً، بالمشروع النووي الإيراني. ووفق المسؤول الأمريكي السابق، فإن نتنياهو يرى أن الوقت حان لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد إيران، بينها إجراءات تشجع المعارضة الداخلية على التحرك ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي الخامنئي . وقال بولتون إنه على الرغم من أن الدفاعات الجوية الإيرانية شبه معطلة إلا أن هذا الوضع لن يدوم طويلاً. ورأى أن إيران ستعيد ترتيب صفوفها وستستأنف العمل، رغم القضاء على قادة عسكريين وعلماء نوويين. ويعتبر الكاتب أن آخر شيء يريده نتنياهو هو أن يقدم ترامب لطهران طوق نجاة اقتصادياً أو سياسياً، مضيفا أن إسرائيل تسعى إلى تغيير النظام في إيران، وأن نتنياهو يحتاج على الأقل، إلى قبول ترامب الضمني كي تواصل إسرائيل تفكيك ما تبقّى من مشروع طهران النووي. وتحدث بولتون عن سعي ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام، وقال "يبدو هاجس ترامب بجائزة نوبل الآن مركز على غزة" حيث يضغط على طرفي الحرب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ورأى أن حماس تريد تخفيف الضربات الإسرائيلية، كما أن الكلف المادية والبشرية على إسرائيل في غزة والضغوط السياسية الداخلية لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن لم تترك لنتنياهو سوى هامش ضيق من المناورة، وفقا لبولتون. وعن سوريا، أشار بولتون إلى أن انهيار نظام الرئيس السابق بشار الأسد شكل انتكاسة خطيرة لإيران، لكنه تساءل ما إذا كان من وصفهم بإرهابيي جبهة النصرة سابقاً (هيئة تحرير الشام) التي تحكم البلاد، تخلوا عن الإرهاب. وأضاف الكاتب أن اجتماع نتنياهو وترامب ربما لن يسفر عن أي شيء ملموس بشأن سوريا، لكنه اعتبر النتيجة الأهم من الاجتماع، ستكون القرارات المتعلقة بإمكانية استخدام القوة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية لتحقيق أهداف رئيسية على الجبهتين. هل يحل "قانون الغاب" مكان الأمم المتحدة؟ وفي صحيفة الغارديان، كتب سيمون تيسدال، مقالاً بعنوان: "الأمم المتحدة هي أفضل درع لدينا ضد حرب عالمية ثالثة. بينما يلوّح ترامب بالفأس، من سيقاتل لإنقاذها؟". واستهل الكاتب بالحديث عن نقص التمويل المتواصل الذي تعاني منه الأمم المتحدة ووكالاتها، وقرار البيت الأبيض بشأن مراجعة مدتها ستة أشهر لعضوية الولايات المتحدة في جميع المنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، بينها الأمم المتحدة، وذلك بهدف خفض أو إنهاء التمويل واحتمال الانسحاب. وهي المدة التي تنتهي المدة الشهر المقبل. وقال تيسدال إن إلغاء ترامب للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتفكيك معظم برامج المساعدات، ألحق أضراراً جسيمة بالعمليات الإنسانية التي تقودها أو تدعمها الأمم المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على التمويل الطوعي. معتبراً أن المفهوم الأساسي للمسؤولية الجماعية عن الحفاظ على السلام والأمن العالميين، والتعاون في معالجة المشاكل المشتركة الذي تجسده الأمم المتحدة، أصبح على المحك. ويرى الكاتب أن ميثاق الأمم المتحدة تعرض للتقويض بعد الفشل في وقف الحرب في أوكرانيا والهجمات الإسرائيلية الأمريكية على إيران، مضيفاً أن الصين ودولاً أخرى بينها المملكة المتحدة، تتجاهل القانون الدولي عندما يناسبها ذلك، على حد تعبيره. ويستدل المقال على حججه بتزايد عدد النزاعات في العالم ومدتها، وما وصفه بتهميش مبعوثي الأمم المتحدة، والاستخفاف بعمليات حفظ السلام، والشلل الذي يعاني منه مجلس الأمن بفعل حق النقض، والعجز الذي تتسم به الجمعية العامة، وفقا للمقال. وحذر الكاتب من أن السماح بانهيار الأمم المتحدة أو عجزها... فلن يحل مكانها إلا قانون الغاب، وسيكون العالم من دون الأمم المتحدة، أكثر خطراً وجوعاً وفقراً، وأقل صحة، وأبعد عن الاستدامة، وفقا لما جاء في المقال.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
أطباء نفسيون: مهاجرو أميركا يعيشون في رعب غير مسبوق
يشعر مهاجرو أميركا، منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً، بأنهم مستهدفون وغير مرغوب بهم، وحتى عاجزون، لدرجة أن كثيرين باتوا يخشون اعتقالهم، وواجه قليل من المهاجرين قرارات إدارة ترامب بالمشاركة في احتجاجات ضد المداهمات، لكن ذلك لا يمنع اتفاقهم جميعاً على أن "الصمت ليس الحل". ويؤكد محللون نفسيون أميركيون إن إحساس المهاجرين بالخطر، سواء كانوا من الجيل الأول أو الرابع، أو غير شرعيين، أو طلاب جامعيين ، يمسّ هويتهم بشكل عميق. وتقول أخصائية علم النفس في جامعة إلينوي بشيكاغو ومديرة برنامج الصحة النفسية للمهاجرين، دانا روش، لمجلة "نيويوركر"، إن "الضرر النفسي الذي يلحق بالمهاجرين بسبب حملات إنفاذ القانون والخطابات المعادية تختلف عن إدارة ترامب الأولى بين عامي 2017 و2021. يسألني المرضى الأصغر سناً عن سبب كره الناس للمهاجرين، أو كره عائلاتهم، وأجد صعوبة في الإجابة، وأرد عادة بالتحدث عن القمع بطريقة تناسب أعمارهم". وتلاحظ الطبيبة النفسية في جامعة كاليفورنيا، إريكا لوبلينر، والتي تُدير عيادة تُقدم خدمات الصحة النفسية للاتينيين، تزايد الأثر النفسي للمداهمات على مرضاها، وتقول: "خلال إدارة ترامب الأولى، كنت أتابع حالات في طب نفس الأطفال والمراهقين، وشهدت الكثير من الخوف والقلق لدى تلاميذ تهربوا من المدارس، وأيضاً لبالغين تخوفوا حتى من الذهاب إلى مواعيد الأطباء، أما الآن فالناس عالقون في منازلهم، ويتحدث الأطفال مع آبائهم عن خطط بديلة في حال ترحيلهم، وإحدى مريضاتي تخشى الخروج لدرجة أنها تستعين بجارتها لمساعدتها في رمي القمامة. وحصل أن خُطف أشخاص من الشوارع، ولم يعرف أفراد عائلاتهم إلى أين أخذوا. مستوى الرعب لدى المهاجرين غير مسبوق". وبالنسبة إلى العديد من المهاجرين، تُعيد مخاوفهم إلى الأذهان صدمات الماضي الذي عاشوه في بلدانهم الأصلية، والرحلات التي خاضوها إلى الولايات المتحدة، والاستقرار الصعب. ويروي أشخاص من أميركا اللاتينية ذكريات عن الفقر المدقع والمعاملة السيئة، أو التمييز باعتبارهم من السكان الأصليين. ويذكر كثيرون أنهم تعرضوا لممارسات عنيفة خلال رحلاتهم إلى الشمال، والتي شملت جرائم قتل، واعتداءات جسدية وجنسية، وخطف وابتزاز، وعمل قسري. في حي يسكنه مهاجرون مكسيكيون بشيكاغو، 5 مايو 2025 (Getty) وتقول روش: "أجبروا على العمل مقابل الطعام والمأوى، أو طلب منهم العمل فترة زمنية معينة للوصول إلى المحطة التالية في الطريق. وطبق ذلك على أفراد غير مصحوبين بذويهم، وأيضاً على عائلات قطعت الرحلة جماعياً، وحين وصلوا إلى الولايات المتحدة خيّم عليهم خطر الترحيل، وواجه العديد من الأطفال صعوبات في الدراسة، وعانى بالغون من نقص فرص العمل الذي جعل الطعام شحيحاً. وهم يسمعون الان مسؤولي إدارة ترامب يقولون إنهم جميعاً مجرمون وكثير منهم عنيفون". تتابع: "أحياناً يُدرك بعض من يجلسون في مكتبي أنهم آمنون، على الأقل مقارنة باللحظات السابقة، لكن تجاربهم تُطاردهم. يجدون صعوبة في الثقة بالناس. كان يجب أن يكونوا متيقظين دائماً خلال محاولتهم الوصول من أميركا الوسطى إلى المكسيك سيراً على الأقدام، والآن يشعرون بالشيء نفسه في بلد لا يعرفونه حيث يتحدث الناس لغة لا يفهمونها، ووضعهم محفوف بالمخاطر". وتشرح روش أنها تُشخّص حالات مرضاها من المهاجرين بأنها صدمة واكتئاب وردة فعل طبيعية على ظروف استثنائية. وفعلياً لا يرغب كثيرون في التحدث عن صدماتهم، بل عن أساليب الشعور بالتمكين في حياتهم اليومية عبر الحصول على تصاريح عمل واكتساب مهارات في مهن معينة، وتعلّم اللغة الإنكليزية، والاستعداد للإجابة عن أسئلة محامي الهجرة، أو كسب أموال لإرسالها إلى أقارب في وطنهم لأنهم قد يشعرون بعدم الرضا إذا أهملتهم عائلاتهم أو أساءت معاملتهم". لجوء واغتراب التحديثات الحية المحكمة العليا تؤيّد قرار ترامب ترحيل مهاجرين إلى جنوب السودان بدورها، تخبر الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد وأخصائية علم النفس في مستشفى ماساتشوستس، جيني تشن دوان، أنها تشرف حالياً على عدد حالات أكبر من المعتاد من مرضى مهاجرين، وأنها وسّعت نطاق رعايتها لتشمل ربطهم بالخدمات القانونية والمساعدة المتبادلة وتزويدهم معلومات حول حقوقهم. ويقول معالجون نفسيون إنهم يشجعون المرضى المهاجرين على مواجهة مخاوفهم مباشرة، ويعملون معهم لوضع خطط لما يجب فعله في حال حصل الأسوأ، من بينها كيف سيتصرفون إذا احتُجزوا أو رُحِّلوا؟ ومن يستطيع الأطفال التواصل معهم إذا فُصلوا عن والديهم؟ وأين سيحاول أفراد الأسرة الالتقاء مجدداً؟ قد تكون هذه النقاشات صعبة لكنها قد تساعد المهاجرين أيضاً على اكتساب شعور بالمسؤولية، والشعور بأن هناك على الأقل بعض الأمور التي يمكن أن يتحكموا بها. (العربي الجديد)