
تعزية ومواساة في وفاة الفاعل الجمعوي السيد عبد العالي الرامي رحمه الله.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، تلقى أفراد الجالية المغربية عبر العالم نبأ وفاة الفاعل الجمعوي والخيري السي عبد العالي الرامي، الذي وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض الخبيث، والذي لم يمهله طويلاً، فغادرنا في أوج عطائه ونشاطه الإنساني والخيري.
لقد فقدت الساحة الجمعوية برحيله واحداً من رجالاتها الصادقين، الذين وهبوا حياتهم لخدمة الصالح العام، ومساعدة المحتاجين، والدفاع عن القضايا العادلة، سواء داخل الوطن أو في أوساط الجاليات المغربية بالخارج.
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم مغاربة العالم بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى عائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة، وإلى كل من عرفه واشتغل إلى جانبه، راجين من الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء.
اللهم اغفر له وارحمه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وارزقه الفردوس الأعلى.
وفي لحظة الرحيل، نستحضر جميعاً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: 'كفى بالموت واعظاً'.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 2 ساعات
- الشروق
ضربتان موجعتان للعدو الصهيوني في غزة والإعلام العبري يتحدث عن كارثة
وجهت المقاومة الفلسطينية، اليوم الإثنين، ضربتين موجعتين للعدو الصهيوني في قطاع غزة، حيث تناقل الإعلام العبري أنباء عن حصول كارثة جديدة. واستهدفت كتائب القسام ناقلة جند صهيونية من نوع 'نمر' يعتليها أحد الجنود الصهاينة بقذيفة 'الياسين 105' قرب مفترق 'شارع 5' مع السطر الغربي شمال مدينة خانيونس جنوب القطاع ورصد المجاهدون تدخل الطيران المروحي للإخلاء. تغطية صحفية || وسائل إعلام إسرائيلية: استهداف قوة إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع في خان يونس في حدث أمني ثان — قناة الشرق (@ElsharqTV) July 14, 2025 وجاءت هذه الضربة بعد وقت قصير من حديث الإعلام العبري عن أول ضربة، حيث وجه جيش الاحتلال 'كارثة جديدة' ، في ظل ما تم وصفه بـ'قتال صعب ومعقد' يدور منذ ساعات في مناطق عدة، خاصة في الجهة الشرقية من مدينة غزة. وقالت صحف العدو إن طائرات تابعة للجيش نفذت عملية إجلاء من غزة إلى مستشفى تال هاشومير وسط تل أبيب، مع تفعيل بروتوكول هانيبال خشية وقوع أحد الجنود في الأسر. في ذات السياق تواترت الأنباء عن خسائر كبيرة محتملة خلال اشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية في حي التفاح وجباليا البلد، حيث جرى استخدام قنابل دخانية وقصف مدفعي مكثف لتأمين عملية إجلاء جوية نفذتها مروحيات الاحتلال من داخل القطاع. ونشرت منصات عبرية معلومات تؤكد تسجيل قتلى وإصابات خطيرة في صفوف جنود الاحتلال، كما تحدثت مصادر فلسطينية عن هبوط مروحيات العدو في حي التفاح تزامنا مع تحليق كثيف لمقاتلات حربية، وأكدت تعرض المنطقة لقصف مدفعي وإطلاق قنابل دخانية. وأعلن إعلامهم كحصيلة أولية مقتل جنديين وإصابة 3 بينهم حالات حرجة، فيما تتعمد حكومتهم التعتيم على العملية كالعادة. الله اكبر كارثة جديدة لجنود الاحتلال هكذا تصف مواقع صهيونية ماحدث لمليشياتهم فى ارض الاحرار غزة العزة ومن المرجح بإذن الله أن يكون عدد القتلى والجرحى كبير من خنازير الاحتلال — redrose (@redrose54870046) July 14, 2025 ويأتي هذا التطور في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي أسفر منذ فجر اليوم فقط عن استشهاد 28 فلسطينيا على الأقل، بينهم عدد من النساء والأطفال. ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 890 ضابطا وجنديا، وإصابة أكثر من 6 آلاف، لكن كل التقارير تشير إلى أن العدو الصهيوني يتعمد إخفاء خسائره الحقيقة، خاصة مع النقص الفادح الذي تم تسجيله في عدد الجنود.


الشروق
منذ 11 ساعات
- الشروق
الشيخ نحناح والأبعاد الإستراتيجية للقضية الفلسطينية
بمناسبة الذكرى الـ22 لوفاة الشيخ محفوظ نحناح، عليه رحمة الله، وأمام واجب الوقت في حتمية انخراط الجميع في معركة 'طوفان الأقصى'، وهي تصل إلى 21 شهرًا منذ 07 أكتوبر 2023م، ومن أجل تصحيح البوصلة في كيفيات التعاطي مع هذه المعركة الوجودية، كان لزامًا علينا أنْ نقف عند أحد أقطاب ورموز الجهاد الفلسطيني ولو من مواقع خلفية، وهو الشيخ محفوظ نحناح، ونظرته الإستراتيجية الكبيرة لهذا القضية المركزية في حياته النِّضالية. الشيخ نحناح يعتبر القضية الفلسطينية أهمَّ القضايا وأقدسها قديمًا وحديثًا، وهي محلَّ اهتمام العالم بها، حتى صنَّفها وأطلق عليها تسمية 'القضية المركزية'، والتي أصبحت -فعلاً- قضيةً مركزية لدى جميع مكوِّنات الحياة السِّياسية في الجزائر الرَّسمية والشَّعبية، يقول: 'إنَّ أهمَّ القضايا القديمة والحديثة، التي استأثرت باهتمام العاملين في الحقل الإسلامي، والملاحظين والمراقبين من كلِّ الأجناس، ومن مختلف المعسكرات المتصارعة، هي قضية فلسطين، التي يعتبرها بنو الإنسان الأحرار قضيةً مركزية… كما استأثرت في هذا العصر باهتمام المخلصين من العاملين في الحقل الإسلامي والقومي والعلماء والدعاة والقوميين، رمز وحدتهم وقوَّتهم مقدار الالتفاف حولها… لا لشيءٍ إلا أنهم يشعرون بأنَّ الرابطة التي تربطهم بفلسطين هي رابطة العقيدة'، وهو يعتقد أنها تعرَّضت إلى: 'الغُبن الذي سُلِّط عليها، وبسبب الخذلان الذي أحاط بها..'(الشيخ محفوظ نحناح، معًا نحو الهدف، ص 176، 177). وهو يتناغم مع علمائنا المصلحين والمجدِّدين في الاهتمام بهذه القضية، وفي الدفاع المستميت عليها، لأنها قضيةُ عقيدةٍ ودين، وليست قضيةَ حدودٍ وطين، فينقل عن الشيخ 'عبد الحميد بن باديس' كلماتِه الخالدة اتجاه القضية سنة 1938م، قوله: 'كلُّ مسلمٍ مسؤولٌ أعظم المسؤولية عند الله تعالى على كلِّ ما يرى هناك من أرواحٍ تُزهق، وصِغارٍ تُيَتَّم، ونساءٍ تُرَمَّل، وأموالٍ تُهلَك، ودِيارٍ تُخرَّب، وحُرُماتٍ تُنتهَك، كما لو كان ذلك كلِّه واقعًا بمكة والمدينة'، ويا ليت شِعري ماذا لو انتقل 'ابن باديس' مما وقع قبل سنة 1938م إلى ما يقع الآن من هذه المجازر المروِّعة، وهذه الجرائم الفظيعة، وهذا الإمعان في ثقافة التوحُّش من هذا العالَم الغربي الذي بلغ ذروة الإجرام خلال هذه الحرب المجنونة طيلة ما يقارب العامين؟ ثم ينقل الشيخ نحناح كذلك عن الشيخ 'محمد البشير الإبراهيمي' قوله على نفس هذا النَّفَس الثوري، غيرةً على الأرض المقدَّسة التي بارك الله فيها للعالمين، وجعلها أمانة في يدِ خير الأنام أجمعين، فيقول: 'إنَّ فلسطين وديعةُ محمد عندنا، وأمانة عمر في ذمَّتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذَها اليهود منَّا ونحن عُصبة إنَّا إذن لخاسرون'. (المصدر ذاته، ص: 177). وهو يرى أنَّ هذه المواقف من علماء الأمة هي التي جعلت هذه القضية راسخةً في عقول أبنائها، ومتجذِّرة في ضمائرها، فيقول: 'بهذه المواقف وغيرها من مواقف رجال الدعوة في المشرق والمغرب بقيت فلسطين عالقة في عقول الأمة… وحُقَّ لهؤلاء العلماء والدعاة ورجال السِّياسة المخلصين أنْ تُكتب أسماؤهم في سِجِلِّ الخالدين الصَّامدين الشَّاهدين على الناس' (المصدر والصفحة ذاتهما). والشيخ نحناح، رحمه الله، بنظرته المقدَّسة اتجاه فلسطين، يعبِّر عن مركزيتها في نضاله وجهاده، فيقول: 'بما لأرضها من فضلٍ ومكانة أولاً، وتأكيدًا على الموقع المركزي الذي تحلُّه قضيتها في ماضي وحاضر ومستقبل العالم العربي والعالم بأسْرِه، وأهمية فلسطين بالنسبة لنا في الجزائر نابعة من أسبابٍ عامة، فباعتبارنا جزءا من المجال الجيوسياسي المعروف بالشرق الأوسط، وباعتبارنا جزءًا من العالم العربي والأمة الإسلامية بالمفهوم الديني والحضاري والثقافي… يمكننا أن نقول أننا إنْ لم نذهب إليها فستأتي هي حتمًا إلينا، وهناك صِلةٌ خاصةٌ بيننا وبين فلسطين، يصبغها الاشتراك في تجربةٍ ثوريةٍ فريدة في عالمنا العربي..' (الشيخ نحناح، الجزائر المنشودة، ص: 231). ثم تحدَّث عن الأبعاد المتعدِّدة للقضية، فقال عنها: 'فلسطين إستراتيجيًّا: باعتبارها الجسر الرَّابط بين آسيا وإفريقيا، وقاعدة انطلاقٍ نحو الخليج العربي..وفلسطين إنسانيًّا: مهبط الرِّسالات السَّماوية ومهد النبوَّات، وعلى أرضها مرَّ أعظم الأنبياء والمصلحين وأكبر القادة والفاتحين، وفوقها أو غير بعيد عنها قامت أعرق الحضارات الإنسانية، وتتميَّز أرض فلسطين بأنها نقطةُ صدامٍ مركزيةٍ بين القوى الدولية عبر العصور والأزمنة.. وفلسطين عربيًّا: همزة الوصل بين جناحي الوطن العربي في آسيا وإفريقيا.. وفلسطين إسلاميًّا: هي الأرض التي باركها الله، سبحانه وتعالى، وسمَّاها القرآن الكريم الأرض المباركة المقدَّسة..' (المصدر السابق، ص: 231 – 233). ثم تكلم عن الحقائق التاريخية والدينية، والثوابت الحضارية والسِّياسية، ومنها: الحقيقة الأولى: الوجود الإسرائيلي في فلسطين (قلب العالم العربي) وجودٌ استعماريٌّ استيطاني. الحقيقة الثانية: القدس أمانةٌ إسلامية، ولا يجوز التنازل عنها، لاعتباراتٍ عقائديةٍ ودينيةٍ وحضارية، ولاعتباراتٍ سياسيةٍ وإستراتيجية. الحقيقة الثالثة: ضرورة الرَّبط بين البُعد الإسلامي والبُعد القومي والبُعد الوطني، باعتبار فلسطين أرضًا مقدَّسة من الناحية الدينية، ذات بُعد استراتيجيٍّ خاص، ومكانةً سياسيةً وعسكريةً واقتصاديةً مميَّزة. الحقيقة الرابعة: حلُّ القضية عن طريق المفاوضات والتسويات لا يمكن أنْ يصل إلى تحقيق سلامٍ عادلٍ ودائم..' (المصدر السابق، ص 326، 237). وهو بذلك يرتقي بهذه القضية، وينزع عنها خطيئة الاحتكار الإيديولوجي أو الحزبي لها، ويدعو إلى ضرورة التحالف العضوي بين مختلف التيارات للاصطفاف خلفها، بعيدًا عن أيِّ مزايدةٍ أو مناكفةٍ أو احتكار. يرى الشيخ نحناح بأنَّ حلَّ القضية الفلسطينية، وخاصة القضايا الأساسية منها: القدس، اللاجئين، والدولة المستقلة، لن يتحقَّق عبر الحلول السِّلمية ومشاريع التسوية، وهي التي لم تُرَاعِ الحقائق التاريخية والثوابت الجغرافية والأبعاد الدينية والخصوصية الحضارية والحقوق القانونية، وأنَّ الذي سيحسم هذه الصِّراع هو الحقائق الميدانية على الأرض، عبر المقاومة العسكرية والسِّياسية. ويعتبر الكيان الصُّهيوني ما هو إلا مشروعٌ استعماريٌّ استيطانيٌّ غربي، كقاعدةٍ عسكريةٍ متقدِّمة لهذه الدول الغربية التي تقف خلفه منذ تأسيسه، منذ وعد 'بلفور' وزير الخارجية البريطاني سنة 1917م، فالشيخ نحناح يرى بأنَّ عمق هذه القضية مرتبطٌ بالأمة وبالصِّراع الحضاري، وبالتالي فهي قضية الجميع من دون استثناءٍ أو خِلاف، فيقول: 'وكان واضحًا منذ البداية أنَّ الاستعمار الغربي دعَّم الوجود الصُّهيوني في فلسطين كقاعدةٍ استعماريةٍ متقدِّمة، ورأسَ جسرٍ قائمٍ في قلب العالم العربي الإسلامي جغرافيًّا ودينيًّا… ليتمكَّن في النِّهاية من إعاقةِ حركية الوحدة العربية الإسلامية وشلّها' (المصدر السابق، ص 233). ولذلك يرى الشيخ نحناح أنَّ هذا الغرب قد تعهَّد بتنفيذ هذا المشروع الخبيث على دعامتين أساسيتين، هما: ضمان التفوُّق العسكري الصُّهيوني: ليضمن له الانتصار في أيِّ مواجهة، ويضعه في موضع القادر على التهديد والضَّرب في أي وقت وفي أيِّ مكان… هذا التفوُّق ضَمِنه الدور البريطاني منذ وعد بلفور سنة 1917م إلى غاية 1948م، ثم خلفه الدور الفرنسي منذ العدوان الثلاثي سنة 1956م إلى حرب 1967م عندما حظَر 'ديغول' تصدير الأسلحة إلى الكيان الصُّهيوني، ثم خلفتها أمريكا التي جعلت ضمان التفوُّق العسكري مبدأً ثابتًا والتزامًا استراتيجيًّا منذ حرب أكتوبر 1973م إلى الآن. التحالف مع القوى الدولية الكبرى: والذي يتجلَّى فيه هذا 'العلوّ الكبير'، عن طريق التحكُّم في المؤسَّسات الدولية، وعلى رأسها: مجلس الأمن الدولي عبر الفيتو الأمريكي، لإجهاض أيِّ قرارٍ أو توصيةٍ لا تكون في صالح إسرائيل. (المصدر نفسه، ص 233، 234). ويرى الشيخ نحناح بأنَّ حلَّ القضية الفلسطينية، وخاصة القضايا الأساسية منها: القدس، اللاجئين، والدولة المستقلة، لن يتحقَّق عبر الحلول السِّلمية ومشاريع التسوية، وهي التي لم تُرَاعِ الحقائق التاريخية والثوابت الجغرافية والأبعاد الدينية والخصوصية الحضارية والحقوق القانونية، وأنَّ الذي سيحسم هذه الصِّراع هو الحقائق الميدانية على الأرض، عبر المقاومة العسكرية والسِّياسية. ويصرُّ الشيخ على ترسيخ بعض الحقائق، حتى لا تضيع البوصلة في التعاطي الدائم مع هذه القضية، وهي: 1/ الحقيقة الأولى: الوجود الإسرائيلي في فلسطين (قلب العالم العربي) وجودٌ استعماريٌّ استيطاني، قام على اغتصاب الأرض بالقوة، ومن الأهداف الثابتة للصُّهيونية، هي: جمعُ كلِّ يهود العالم تحت مظلة 'دولة إسرائيل'، ولو تطلَّب ذلك التوسُّع على حساب الأراضي العربية. 2/ الحقيقة الثانية: القدس أمانةٌ إسلامية، لا يجوز التنازل عنها، لاعتباراتٍ عقائدية ودينية وحضارية، ولاعتباراتٍ سياسيةٍ وإستراتيجية. 3/ الحقيقة الثالثة: ضرورة الرَّبط بين البُعد الإسلامي والبُعد القومي والبُعد الوطني… لأنَّ الذي احتلَّ فلسطين انطلق من النبوءات التوراتية والحُجَج الدِّينية المحرَّفة، فلماذا يُطلب من العرب إغفالُ البُعد العقائدي والعامل الدِّيني في الصِّراع؟ 4/ الحقيقة الرَّابعة: حلُّ القضية عن طريق المفاوضات والتسويات لا يمكن أنْ يصل إلى تحقيق سلامٍ عادلٍ ودائم.. وأنَّ أيَّ تفاوض لا يكون إلا انعكاسًا لميزان القوة، وتعبيرًا عن الحقائق السِّياسية والعسكرية في الميدان..'(المصدر السَّابق، ص 236، 237). ثم يتحدَّث الشيخ نحناح عن 'الهرولة نحو التطبيع' مع الكيان الصُّهيوني، وهو الذي صَكَّ هذا المصطلح منذ سنة 1999م، فيُنَبِّه منذ ذلك الوقت إلى خطر التطبيع الزَّاحف على الأمة، فيقول: 'إنَّ الهرولة السِّياسية العربية نحو إسرائيل، لإقامة اتصالاتٍ دبلوماسية، وتطبيع العلاقات السِّياسية والاقتصادية معها في ظلِّ الأوضاع الحالية، لا يخدم في الحقيقة سوى المصالح والسِّياسة الإسرائيلية..' (المصدر والصفحة ذاتهما). ثم يتساءل عن ميزان القوة واختلال الإيديولوجيا التي لا تسمح بأيِّ تعايش، وأنه لا يمكن التقارب مع هذا العدوِّ تحت أيِّ مسمَّى، للطبيعة العنصرية والاستعلائية له، ومن ثم لا يمكن الانخداع بشعارات التسوية والتطبيع والاعتراف، يقول: 'من حقِّنا أنْ نتساءل بصدقٍ عن إمكانية التعامل والتعايش، بين دولةٍ قامت على إيديولوجيةٍ استيطانيةٍ توسُّعية، تملك ترسانةً من الأسلحة النووية، وبين عالمٍ عربيٍّ، تُدَمُّر فيه كلُّ نواةٍ لتطوُّرٍ علميٍّ أو تكنولوجي..' (المصدر السابق، ص 238). ويتحدث الشيخ نحناح عن الاستراتيجيات الغربية في استهداف الأمة، والتي من أخطرها هذا المشروع الصُّهيوني الذي زُرِع في خاصرتها، والذي لا يتوقَّف عند الحدود الجغرافية لفلسطين، بل وُضِع ابتداءً لإقامة إسرائيل الكبرى، من نهر الفرات بالعراق إلى نهر النيل بمصر، فيقول عن المشروعات الأكبر من أيِّ تفكيرٍ عربيٍّ أو إقليمي: 'وعلى رأسها مشروع إسرائيل الكبرى، الذي بدأ الإعداد له منذ اللحظات الأولى من إنشائها، إذ بدأت المساعي لإقامة علاقاتٍ يهودية عربية، وترويض العقل العربي الإسلامي على القبول بالأمر الواقع..' (الشيخ محفوظ نحناح، معًا نحو الهدف، ص 74). وينبِّه الشيخ نحناح في الأخير إلى خطورة الوقوع في مخططات تمزيق الأمة في صراعاتٍ قومية أو مذهبية أو طائفية أو حزبية أو دولاتية، لا تخدم في النِّهاية إلا المشروع الصُّهيوني، والتمكين له على حساب الجميع، فيتحدَّث عن: 'مناورات التطويق الاستراتيجي، من خلال فتح جبهةِ مواجهةٍ عربية– إفريقية (إثيوبيا/ السُّودان/ إريتريا)، ومن خلال دعم التمرُّد في جنوب السُّودان (والذي وصل الآن إلى تقسيمه فعلاً، ولا يزال المشروع قائمًا على تقسيمٍ آخر، لإخراجه من معادلة الصِّراع مع هذا العدو الصُّهيوني)، وجبهة مواجهة عربية– إيرانية (عن طريق تسعير الصِّراع السُّنِّي الشِّيعي)، وجبهةٍ عربيةٍ– تركية (عن طريق استدعاء الخِلاف التاريخي بين القومية العربية والقومية التركية)، وتشجيع الصِّراعات والصِّدامات بين الحركات الإسلامية والأنظمة الحاكمة في العالم العربي والإسلامي. (الشيخ محفوظ نحناح، الجزائر المنشودة، ص 238، 239). بهذه الرؤية الإستراتيجية يرى الشيخ نحناح هذه القضية، والتي تستدعي من الجميع التسامي عن الاشتباك بين مكوِّنات الأمة، وألا يتورَّط العاملون المخلصون لها في المناكفات والمزايدات والخصومات، والتي لا تصبُّ في النِّهاية إلا في صالح هذا المشروع السَّرطاني.


الخبر
منذ 12 ساعات
- الخبر
أبو عبيدة: طيف الضيف سيبقى كابوسا يؤرق مجرمي الحرب
قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعد مرور عام على رحيل الشهيد والقائد الكبير محمد الضيف، إنه قاد مع إخوانه طوفان الأقصى موجّهين للاحتلال الصهيوني أقسى ضربةٍ في تاريخه، أدت إلى إسقاط الردع الصهيوني إلى الأبد، وتوحيد طاقات الأمة وتوجيه بوصلتها نحو فلسطين، وإعادة قضية فلسطين إلى الصدارة من جديد. وأضاف أبو عبيدة في تغريدة له عبر منصة "تلغرام"، نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، من بينها (الجزيرة، شبكة قدس)، أن "عقودٌ من الجهاد والمطاردة والتضحية والقيادة والإبداع تكللتْ بالشهادة، ليلتحق قائدنا الكبير بركب شهداء شعبنا وقادته العظام، وتختلط دماؤه وإخوانه القادة بدماء أبناء شعبنا وأمتنا، الذين ضحّوْا بأغلى ما يملكون من أجل الأقصى وفلسطين". وأكد المتحدث العسكري باسم القسام، أنه "لا يزال إخوان الضيف وأبناؤه ومحبوه في كل بقاع العالم يواصلون طريقه، ويكبّدون الاحتلال كل يومٍ مزيداً من الخسائر الاستراتيجية، وسيبقى طيفه كابوساً يؤرق مجرمي الحرب واللصوص، الذين لن يهنأوا بعيشٍ في أرض فلسطين بعد أن خطّ الضيف وإخوانه بدمهم الفصل الأخير في سِفْر تحرير فلسطين". وذكر أبو عبيدة، أن الضيف أحيا في الأمة جمعاء ذكرى الصحابة والمجاهدين الأوائل كَعَلِيٍّ وخالد والقعقاع والمثنى وغيرهم من القادة الفاتحين، وظلّ لعقود مُلهماً للأجيال التي لم تعرف صورته ولكنها كانت تفخر بفعالِ كتائبه المظفرة، وسيبقى كما غيره من القادة العظام نبراساً لكل أحرار العالم. وكانت كتائب القسام قد أعلنت في 30 جانفي 2025، عن استشهاد قائد هيئة أركان المقاومة محمد الضيف أبو خالد، ونائبه مروان عيسى. وأعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم القسام، في كلمة مصورة، استشهاد عدد من قادة المقاومة أبرزهم، الضيف وعيسى، بالإضافة إلى قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية في القسام غازي أبو طماعة. كما أعلنت القسام عن ارتقاء قائد ركن القوى البشرية في القسام رائد ثابت وقائد لواء خانيونس رافع سلامة، وذلك خلال معركة طوفان الأقصى. ومن القادة الشهداء في كتائب الشهيد عز الدين القسام الذين أعلن أبو عبيدة عن استشهادهم: القائد أحمد الغندور أبوأنس قائد لواء الشمال، القائد أيمن نوفل أبو أحمد قائد لواء الوسطى. وأكد أبو عبيدة: لم تتعرض منظومة كتائب القسام لفراغ قيادي ولو للحظة واحدة خلال معركة "طوفان الأقصى". وأشار إلى أنه بعد استشهاد القادة، مجاهدونا استبسلوا أكثر وأكثر، وزادت دافعيتهم للقتال أكثر، فنحن نقاتل عن عقيدة والقائد يخلفه ألف قائد. مشددا: استشهاد القادة العظماء لن ولم يفت في عضدنا. وقال أبو عبيدة: بعد التحقق واستكمال كل الإجراءات، نزف إلى أبناء شعبنا العظيم وإلى أمتنا استشهاد ثلة من أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام. وأضاف: استشهدوا مقبلين غير مدبرين، في خضم معركة طوفان الأقصى في مواطن الشرف والبطولة والعطاء، بين غرف عمليات القيادة أو الاشتباك المباشر أو خلال تفقد صفوف المقاومين وتنظيم سير المعركة وإدارة القتال. وأكد: "حققوا مرادهم بالشهادة في سبيل الله، التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة في سبيل الله، ثم في سبيل حريتهم ومقدساتهم وأرضهم، واستشهدوا ليوقعوا بدمائهم صدق انتمائهم وتضحيتهم، معلنين بأن دماءهم ليست أغلى عليهم من دمائهم". وأشار أبو عبيدة إلى أن القسام "إذ نزف إلى جنان الخلد هذه الكوكبة من القادة العظماء لنؤكد على أن هؤلاء القادة انتصروا عندما قاتلوا من أجل دينهم ووطنهم ومسرى نبيهم وقتلوا في سبيل ذلك، في أعظم معركة عرفها شعبنا في تاريخه، ومن أجل أقدس قضية على وجه الأرض، وعلى يد أرذل خلق الله، وانتصروا عندما ألهموا الملايين من أبناء شعبنا وأمتنا ليحملوا الراية معهم ومن بعدهم". وأضاف: "مضى القادة الأبطال المجاهدون الشهداء بعد حياة جهادية عظيمة، خاضوا فيها المعارك البطولية، فهذا ما يليق بقائدنا محمد الضيف الذي أرهق العدو منذ أكثر من 30 سنة، "وكيف بربكم بمحمد الضيف أن يذكر في التاريخ دون لقب ووسام الشهادة في سبيل الله، وكيف لمروان عيسى عقل القسام وركنه المثيل أن يموت على الفراش، وكيف لحكيم المجاهدين أبو موسى ورائد ثابت الجبل الشامخ أن لا يقدموا أرواحهم رخيصة لأجل الأقصى، وكيف لقادة ألويتنا الأبطال أن لا يتقدموا صفوف المجاهدين بعد أن غرسوا الخنجر المسموم في قلب العدو في طوفان الأقصى، فربح البيع".