
حرب المستوطنين المقبلة وتفريغ الحواضن الشعبية الفلسطينية في الضفة
الكاتب: محمد جرادات
انكشف الظهير الفلسطيني في الضفة بعد القضاء على كتائبها في الشمال، ما يفسر اندفاع المستوطنين وتصاعد اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية، في ظل حياد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وارتهان إرادتها السياسية، مع تصاعد حملة الجدار الحديدي الإسرائيلية في تهجير ثم تدمير مخيمات الشمال، وطبيعة هذا المنحنى التصاعدي في إضفاء أجواء من الرعب على أهل الضفة، ما يشير إلى خلق جوّ تمهيدي يفلت فيه عقال المستوطنين بعد أن يكونوا قد استكملوا خطط التسليح والتدريب الواسعة لشن حرب واسعة في عموم الضفة.
استكمل المستوى السياسي الإسرائيلي أو يكاد أن يستكمل خططه في ضم الضفة، وتظهر على الأرض طبيعة الخطة التمهيدية التي ينوي من خلالها فرض واقع جديد في الضفة، لإقامة دولة المستوطنين عبر شن حرب واسعة من قبل هؤلاء أنفسهم، بحيث يؤدي فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي دور الجيش البريطاني قبيل إقامة دولة هذا الكيان عام 1948، وما يفتح النظر لرؤية عوامل اقتراب هذه الحرب؛ طبيعة التطورات الميدانية في الضفة، ثم ما يتسرب عن حقيقة الأهداف الإسرائيلية وهي تتكشف بما يشبه الصراحة في التعبير عنها.
يمكن للمتابع أن يرصد مسارات الوضع الميداني ووقائعه في الضفة المتصلة بقرب اندلاع حرب المستوطنين، وأهم هذه الوقائع بهذا الخصوص:
أولاً: حصول نحو نصف مليون إسرائيلي على ترخيص سلاح جديد، ومعظم ذلك يحصل في الضفة الغربية، بحسب ما يتفاخر بن غفير، وأنه شخصياً يشرف على هذه المهمة، وكان عند انضمامه لحكومة نتنياهو وقع اتفاقاً معه على إنشاء قوات حرس وطني من 25 ألف مستوطن تكون خارج نطاق عمل الشرطة، وتعززت الفكرة بمقترح سموتريتش إقامة مناطق عازلة واسعة حول التجمعات الاستيطانية في الضفة.
ثانياً: إقامة ميليشيات محلية للدفاع عن المستوطنات، وهو ما أعلنه وزير الدفاع السابق يوآف غالانت خلال زيارته لأطراف منطقة جنين، وتزويد هذه الميليشيات بأسلحة متطورة وآليات عسكرية وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدروع.
ثالثاً: إلغاء وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس كل الأوامر العسكرية السابقة ضد شغب المستوطنين واعتداءاتهم، بما فيها الاعتقالات الإدارية التي أصدرها جهاز الشاباك بحق بعض زعمائهم، وتقييد أنشطة الشاباك بهذا الخصوص.
رابعاً: حديث الإعلام الإسرائيلي مؤخراً، خاصة القناة 13، عن وجود حركة سرية للمستوطنين، وهي بمنزلة جناح عسكري للصهيونية الدينية والقوة اليهودية، وأن أفرادها يتبادلون أنشطتهم عبر مجموعات واتس أب، ويجاهرون باعتداءاتهم على البيوت والممتلكات الفلسطينية تحت عين الشاباك ومعرفته.
خامساً: مشاركة آلاف المستوطنين في عمليات جيش الاحتلال في غزة، وهي مشاركة تتجاوز العمل التطوعي أو ضمن الجيش النظامي أو في قوات الاحتياط فحسب، لما هو التدريب العملي الميداني لتحقيق مهمات مقبلة في عمق الضفة، وما يؤكد ذلك نسبة قتلى المستوطنين من مجموع قتلى جيش الاحتلال في غزة، وهي نسبة عالية سبق لسموتريتش أن تطرق إليها، قائلاً إن عدد القتلى من الجنود المحسوبين على تياره يتجاوز حجم تياره في الوسط الإسرائيلي، وهو ما دفعه إلى البكاء والانهيار على منصة الخطابة.
سادساً: طبيعة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون توحي بتوجه عام باتجاه هجمات أوسع، ما يشير إلى كونها مناورات وتدريبات يتحضرون فيها لساعة صفرية، ربما تحاكي السابع من أكتوبر ولكنه إسرائيلي استيطاني في الضفة لتعزيز نتائج الحرب الوحشية للجيش ومنظومة الأمن الإسرائيلي في غزة والضفة.
سابعاً: ما يجري على الأرض من عمليات لجيش الاحتلال داخل المجمعات السكانية الفلسطينية، وخاصة ما يجري مؤخراً في القرى الفلسطينية ومنها قرى ليس فيها أحداث أو مواجهات، ومكوث قوات الاحتلال فيها لعدة أيام مع أجواء منع تجول أو مناطق عسكرية مغلقة، وبصحبتها مدرعات وآليات تتحول فيها القرية إلى ما يشبه المعسكر المتنقل، وهو ما يجعل السكان الفلسطينيين المحليين يستشعرون أن ما يجري هو جزء من حالة حرب، وليس مجرد مداهمات واعتقالات، ما يدفعهم إلى المكوث والانكفاء في البيوت.
ثامناً: تصاعد عمليات سرقة الأموال التي ينفذها جيش الاحتلال داخل البيوت التي تجري مداهمتها، وخاصة لبعض الأثرياء غير المحسوبين على فصائل مقاومة، وقد حصل ذلك في بعض قرى جنين، وتجري عملية السرقة عبر الضابط المسؤول، بطلب صريح من أصحاب المنازل تسليم أموالهم من نقد وذهب، ومن لا يسلّمهم يتعرّض بيته للتحطيم والتفتيش الكامل حتى العثور على الأموال، في أحد هذه البيوت سُرق مبلغ يصل حتى 70 ألف شيقل، ما يعزز احتمال محاولة إفراغ الخزائن الفلسطينية من القدرة على شراء السلاح، وهي جهود تتركز منذ السنة الماضية على المصارف وإغلاق بعضها بحجة دعم الإرهاب.
تاسعاً: تركيز الاعتقالات والاغتيالات بحق بعض تجار السلاح من الفلسطينيين في الضفة، وهم من الذين لم يسبق لهم أن شاركوا بدعم الجهد المقاوم، وكان مسكوتاً عنهم من الأمن الإسرائيلي والفلسطيني منذ عقدين، ولكن فجأة الآن يجري اعتقالهم ومصادرة أسلحتهم واغتيال من يطارَد منهم، ما يشير إلى جهود حثيثة لإفراغ المناطق الفلسطينية وخاصة الشمال من أي سلاح مهما كانت طبيعته ووجهته.
تأتي هذه الإجراءات الميدانية المشجعة للمستوطنين لشن حرب حقيقية، تتجاوز الاعتداءات، ما يضع الضفة ليس فقط أمام خيار الضم الذي أصبح مسألة وقت، بل أمام احتمال حل السلطة الفلسطينية وقد عزلت نفسها تماماً عن شعبها، في ظل تصاعد إجراءاتها ضد المقاومة وخاصة كتيبة جنين والمحسوبين عليها، ما يسهّل على الإسرائيلي التخلص منها، باعتبارها مظلة سياسية تحمل طموحاً فلسطينياً لا ينسجم مع رؤية الجدار الحديدي الإسرائيلي، ويمكن أن يقع ذلك في ظل حرب المستوطنين وما يترتب عليها من مذابح محتملة، قد تدفع بعض المحسوبين على أجهزة السلطة إلى الدفاع عن أهله وجيرانه في مواجهة الذبح.
ليس صدفة تحويل مشهد الذبح اليومي في غزة ومشهد الدمار والتهجير في مخيمات الشمال، إلى مشهد اعتيادي عبر البث الحيّ والمباشر، ومع طول الأمد قست القلوب، وهناك في الضفة، وخاصة في الوسط والجنوب، من يشجع الناس أن تستمر حياتهم كعبيد يقيمون حفلات رقص صاخبة، وكأن مشهد الذبح الغزي ودمار مخيمات الضفة خارج السياق البشري، وليس بحق قطعة من هذا الوطن الصغير، ما يوسع شبكة أهداف المحتل ويفتح شهيته أكثر تجاه ما يعتبره فترة تاريخية في ظل حكم ترامب وفريقه المتصهين في واشنطن، واتفاق هذا الفريق مع الائتلاف اليميني الحاكم في تل أبيب على اعتبار الضفة جائزة مجانية لليمين الإسرائيلي كتحصيل حاصل، والسؤال بينهما ليس القيام بذلك وتنفيذه، إنما هل يحصل ذلك في ظل الحرب على غزة أم بعدها مباشرة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين اليوم
منذ 6 ساعات
- فلسطين اليوم
حرب المستوطنين المقبلة وتفريغ الحواضن الشعبية الفلسطينية في الضفة
فلسطين اليوم الكاتب: محمد جرادات انكشف الظهير الفلسطيني في الضفة بعد القضاء على كتائبها في الشمال، ما يفسر اندفاع المستوطنين وتصاعد اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية، في ظل حياد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وارتهان إرادتها السياسية، مع تصاعد حملة الجدار الحديدي الإسرائيلية في تهجير ثم تدمير مخيمات الشمال، وطبيعة هذا المنحنى التصاعدي في إضفاء أجواء من الرعب على أهل الضفة، ما يشير إلى خلق جوّ تمهيدي يفلت فيه عقال المستوطنين بعد أن يكونوا قد استكملوا خطط التسليح والتدريب الواسعة لشن حرب واسعة في عموم الضفة. استكمل المستوى السياسي الإسرائيلي أو يكاد أن يستكمل خططه في ضم الضفة، وتظهر على الأرض طبيعة الخطة التمهيدية التي ينوي من خلالها فرض واقع جديد في الضفة، لإقامة دولة المستوطنين عبر شن حرب واسعة من قبل هؤلاء أنفسهم، بحيث يؤدي فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي دور الجيش البريطاني قبيل إقامة دولة هذا الكيان عام 1948، وما يفتح النظر لرؤية عوامل اقتراب هذه الحرب؛ طبيعة التطورات الميدانية في الضفة، ثم ما يتسرب عن حقيقة الأهداف الإسرائيلية وهي تتكشف بما يشبه الصراحة في التعبير عنها. يمكن للمتابع أن يرصد مسارات الوضع الميداني ووقائعه في الضفة المتصلة بقرب اندلاع حرب المستوطنين، وأهم هذه الوقائع بهذا الخصوص: أولاً: حصول نحو نصف مليون إسرائيلي على ترخيص سلاح جديد، ومعظم ذلك يحصل في الضفة الغربية، بحسب ما يتفاخر بن غفير، وأنه شخصياً يشرف على هذه المهمة، وكان عند انضمامه لحكومة نتنياهو وقع اتفاقاً معه على إنشاء قوات حرس وطني من 25 ألف مستوطن تكون خارج نطاق عمل الشرطة، وتعززت الفكرة بمقترح سموتريتش إقامة مناطق عازلة واسعة حول التجمعات الاستيطانية في الضفة. ثانياً: إقامة ميليشيات محلية للدفاع عن المستوطنات، وهو ما أعلنه وزير الدفاع السابق يوآف غالانت خلال زيارته لأطراف منطقة جنين، وتزويد هذه الميليشيات بأسلحة متطورة وآليات عسكرية وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدروع. ثالثاً: إلغاء وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس كل الأوامر العسكرية السابقة ضد شغب المستوطنين واعتداءاتهم، بما فيها الاعتقالات الإدارية التي أصدرها جهاز الشاباك بحق بعض زعمائهم، وتقييد أنشطة الشاباك بهذا الخصوص. رابعاً: حديث الإعلام الإسرائيلي مؤخراً، خاصة القناة 13، عن وجود حركة سرية للمستوطنين، وهي بمنزلة جناح عسكري للصهيونية الدينية والقوة اليهودية، وأن أفرادها يتبادلون أنشطتهم عبر مجموعات واتس أب، ويجاهرون باعتداءاتهم على البيوت والممتلكات الفلسطينية تحت عين الشاباك ومعرفته. خامساً: مشاركة آلاف المستوطنين في عمليات جيش الاحتلال في غزة، وهي مشاركة تتجاوز العمل التطوعي أو ضمن الجيش النظامي أو في قوات الاحتياط فحسب، لما هو التدريب العملي الميداني لتحقيق مهمات مقبلة في عمق الضفة، وما يؤكد ذلك نسبة قتلى المستوطنين من مجموع قتلى جيش الاحتلال في غزة، وهي نسبة عالية سبق لسموتريتش أن تطرق إليها، قائلاً إن عدد القتلى من الجنود المحسوبين على تياره يتجاوز حجم تياره في الوسط الإسرائيلي، وهو ما دفعه إلى البكاء والانهيار على منصة الخطابة. سادساً: طبيعة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون توحي بتوجه عام باتجاه هجمات أوسع، ما يشير إلى كونها مناورات وتدريبات يتحضرون فيها لساعة صفرية، ربما تحاكي السابع من أكتوبر ولكنه إسرائيلي استيطاني في الضفة لتعزيز نتائج الحرب الوحشية للجيش ومنظومة الأمن الإسرائيلي في غزة والضفة. سابعاً: ما يجري على الأرض من عمليات لجيش الاحتلال داخل المجمعات السكانية الفلسطينية، وخاصة ما يجري مؤخراً في القرى الفلسطينية ومنها قرى ليس فيها أحداث أو مواجهات، ومكوث قوات الاحتلال فيها لعدة أيام مع أجواء منع تجول أو مناطق عسكرية مغلقة، وبصحبتها مدرعات وآليات تتحول فيها القرية إلى ما يشبه المعسكر المتنقل، وهو ما يجعل السكان الفلسطينيين المحليين يستشعرون أن ما يجري هو جزء من حالة حرب، وليس مجرد مداهمات واعتقالات، ما يدفعهم إلى المكوث والانكفاء في البيوت. ثامناً: تصاعد عمليات سرقة الأموال التي ينفذها جيش الاحتلال داخل البيوت التي تجري مداهمتها، وخاصة لبعض الأثرياء غير المحسوبين على فصائل مقاومة، وقد حصل ذلك في بعض قرى جنين، وتجري عملية السرقة عبر الضابط المسؤول، بطلب صريح من أصحاب المنازل تسليم أموالهم من نقد وذهب، ومن لا يسلّمهم يتعرّض بيته للتحطيم والتفتيش الكامل حتى العثور على الأموال، في أحد هذه البيوت سُرق مبلغ يصل حتى 70 ألف شيقل، ما يعزز احتمال محاولة إفراغ الخزائن الفلسطينية من القدرة على شراء السلاح، وهي جهود تتركز منذ السنة الماضية على المصارف وإغلاق بعضها بحجة دعم الإرهاب. تاسعاً: تركيز الاعتقالات والاغتيالات بحق بعض تجار السلاح من الفلسطينيين في الضفة، وهم من الذين لم يسبق لهم أن شاركوا بدعم الجهد المقاوم، وكان مسكوتاً عنهم من الأمن الإسرائيلي والفلسطيني منذ عقدين، ولكن فجأة الآن يجري اعتقالهم ومصادرة أسلحتهم واغتيال من يطارَد منهم، ما يشير إلى جهود حثيثة لإفراغ المناطق الفلسطينية وخاصة الشمال من أي سلاح مهما كانت طبيعته ووجهته. تأتي هذه الإجراءات الميدانية المشجعة للمستوطنين لشن حرب حقيقية، تتجاوز الاعتداءات، ما يضع الضفة ليس فقط أمام خيار الضم الذي أصبح مسألة وقت، بل أمام احتمال حل السلطة الفلسطينية وقد عزلت نفسها تماماً عن شعبها، في ظل تصاعد إجراءاتها ضد المقاومة وخاصة كتيبة جنين والمحسوبين عليها، ما يسهّل على الإسرائيلي التخلص منها، باعتبارها مظلة سياسية تحمل طموحاً فلسطينياً لا ينسجم مع رؤية الجدار الحديدي الإسرائيلي، ويمكن أن يقع ذلك في ظل حرب المستوطنين وما يترتب عليها من مذابح محتملة، قد تدفع بعض المحسوبين على أجهزة السلطة إلى الدفاع عن أهله وجيرانه في مواجهة الذبح. ليس صدفة تحويل مشهد الذبح اليومي في غزة ومشهد الدمار والتهجير في مخيمات الشمال، إلى مشهد اعتيادي عبر البث الحيّ والمباشر، ومع طول الأمد قست القلوب، وهناك في الضفة، وخاصة في الوسط والجنوب، من يشجع الناس أن تستمر حياتهم كعبيد يقيمون حفلات رقص صاخبة، وكأن مشهد الذبح الغزي ودمار مخيمات الضفة خارج السياق البشري، وليس بحق قطعة من هذا الوطن الصغير، ما يوسع شبكة أهداف المحتل ويفتح شهيته أكثر تجاه ما يعتبره فترة تاريخية في ظل حكم ترامب وفريقه المتصهين في واشنطن، واتفاق هذا الفريق مع الائتلاف اليميني الحاكم في تل أبيب على اعتبار الضفة جائزة مجانية لليمين الإسرائيلي كتحصيل حاصل، والسؤال بينهما ليس القيام بذلك وتنفيذه، إنما هل يحصل ذلك في ظل الحرب على غزة أم بعدها مباشرة؟


شبكة أنباء شفا
منذ 3 أيام
- شبكة أنباء شفا
مجزرة بالتقسيط ، برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة ، بقلم : بديعة النعيمي
مجزرة بالتقسيط ، برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة ، بقلم : بديعة النعيمي ارتكبت عصابات الاحتلال مؤخرا مجازر متزامنة في غزة وخان يونس وجباليا، ارتقى خلالها المئات من المدنيين شهداء بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، كسياسة ممنهجة باتت تتعامل مع أهل غزة باعتبارهم أهدافا مشروعة، وسط وضع طبي متردي، ينذر بكارثة حقيقية. فلا دواء ولا مضادات حيوية، لا أسرّة ولا أدوات تعقيم أو مستلزمات طبية أساسية، ناهيك عن تفش أمراض مثل مرض التهاب السحايا بين الأطفال. حيث تم تأكيد عشر حالات إيجابية من أصل اثنتي عشرة عينة. هذا الوضع يعكس حجم الخطر المحدق بالقطاع المكتظ الذي تعيش مستشفياته الحصار الطويل الذي جعل الحصول على أبسط الأدوات الضرورية حلما بعيد المنال أطفال القطاع هم الفئة الأكثر هشاشة والفئة التي تدفع ثمن هذا الظلم، وثمن عربدة عصابات الاحتلال، وثمن غرور 'نتنياهو' وخساسة 'ترامب' وإذعان نعاج العرب، وضع ألف خط تحت نعاج العرب. أطفال القطاع اليوم يدفعون ثمن لعاب 'سموتريتش' الذي يسيل على مزيد من أراضي الضفة الغربية ومساعي 'بن غفير' المحرضة على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم مكانه. سوء التغذية الذي يعانيه خاصة الأطفال بلغ مستويات مرعبة. فأجسادهم الغضة لم تعد تقوى على مواجهة الأمراض بسبب نقص المناعة. وهناك أطفال يعانون من ضمور عضلي وهزال شديد وفقدان في الوزن. وهناك آخرين يواجهون خطر الشلل والموت. الحليب الذي قد يفسد في برادات العالم جراء ملل الأطفال من شربه، يتمنى طفل غزة ولو قطرة منه. فأين العدل يا 'محكمة العدل الدولية'؟ وأين الإنسانية يا 'منظمات حقوق الإنسان'؟ أين أنتم من أطفال غزة الذين يستخدمهم 'نتنياهو' ومن يقف خلفه كورقة سياسية ضاغطة؟ بل أين العالم كله عن طفل غزة الذي فقد القدرة على البكاء بسبب الوهن، وهن الحنجرة التي تموت بصمت ويدفن صاحبها بصمت أيضا؟؟ أين العالم عن هذه الأداة القذرة التي يستخدمها عدو متجبر خلال حرب ظالمة لا تبقي ولا تذر؟ أين هو العالم عن أكثر من ٥٨٠ ارتقوا شهداء في طوابير انتظار الحصول على علبة حليب أو حفنة طحين مخلوطة بالدم ومسيرات العدو تراقب وتقتل بلذة، وهي تعلم بأنها لا تقتل حملة سلاح بل أناس عزل؟ لكن في غزة كل شيء قابل للقنص، للموت، حتى الهواء المخلوط بغبار القنابل. إن ما يحصل هو تقويض لمقومات صمود شعب محاصر منذ أكثر من ١٧ عاما، والسعي لسلب أطفال غزة قدرتهم على النمو الذهني والجسدي عبر منع الحليب والغذاء والدواء واللقاحات ما هو إلا فعل متعمد يقتل مستقبلهم قبل أن يولد. ولكن وبرغم كل القوانين الدولية والإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان المزعومة وعنوة عن الجميع استطاع هذا العدو الدموي الدخيل أن يكرس معادلة جديدة باسم 'حق الدفاع عن النفس' هذا الحق الخادع، إلا وهي استهداف الأبرياء وتجويع الأطفال ومنع العلاج. وفقط ملاحظة جديرة بالذكر أن هذه المعادلة الجائرة التي صفق لها كل الخونة حتى من أبناء جلدتنا هي خاصة جدا تنطبق فقط على المظلومين من أهلنا في القطاع والضفة الغربية. جاء هذا المقال بناء على منشور على حساب الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة على منصة إكس…


معا الاخبارية
منذ 5 أيام
- معا الاخبارية
بن غفير وسموتريتش يقودان تحركا لافشال صفقة التبادل ووقف إطلاق النار
بيت لحم معا- تحدث رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الوزير إيتمار بن جفير اليوم (الأربعاء) إلى رئيس الحزب الصهيوني الديني الوزير بتسلئيل سموتريتش ودعاه إلى الانضمام إليه ومعارضة اتفاق إطلاق سراح الاسرى الذي يتضمن وقف إطلاق النار. وبحسب التقرير الذي بثته القناة 12، فإن هذا المقترح يأتي بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الليلة، إن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لخطة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما يتم خلالها إطلاق سراح الرهائن. وبحسب التقرير، قال مصدر مقرب من سموتريتش: "لم نتلقَّ اتصالاً من بن غفير، ولم يُحدَّد موعدٌ للقاءٍ معه اليوم. إن قضية النصر في غزة بالغة الأهمية، وحياة الرهائن ثمينةٌ للغاية، ولا مجالَ للخوض في لعبةِ الإحاطات الإعلامية". وبحسب صحيفة هآرتس فإن نتنياهو أخبر مؤخرًا أنه إذا عارض بن غفير وسموتريتش الاتفاق، "فهو لا يحتاج إليهما، لأن لديه هامشًا واسعًا من الأصوات". وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم (الأربعاء) الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، بعد تقارير عن قيام بن جفير بممارسة ضغوط على سموتريتش للعمل معًا لإحباط صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. قال ساعر: "هناك أغلبية كبيرة في الحكومة والشعب يؤيد خطة إطلاق سراح الرهائن. إذا أتيحت فرصة لذلك، فلا ينبغي تفويتها!" في الوقت نفسه، وجّه زعيم المعارضة يائير لابيد نداءً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه سيدعم صفقة الرهائن بدلًا من وزراء الصهيونية الدينية وحزب "عوتسما يهوديت". وقال: "نتنياهو، مقارنةً بأصابع بن غفير وسموتريتس الثلاثة عشر، لديك ثلاثة وعشرون إصبعًا مني كشبكة أمان لصفقة الرهائن. علينا إعادة الجميع إلى ديارهم الآن".