logo
"خراب الهيكل".. انتهاكات غير مسبوقة وبن غفير يعلن "التمكين والسيادة" بالأقصى

"خراب الهيكل".. انتهاكات غير مسبوقة وبن غفير يعلن "التمكين والسيادة" بالأقصى

الجزيرةمنذ 2 أيام
إلى ما بعد منتصف الليلة الماضية ظلّ المستوطنون يجوبون أزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة بهدف أداء الصلوات والرقصات التوراتية أمام أبواب المسجد الأقصى من الخارج، وأشرقت شمس صباح اليوم مع مواصلة الاستفزازات واقتحام جماعي لساحات المسجد المبارك إحياء لما تسمى ذكرى " خراب الهيكل".
وأغلق باب المغاربة، في الجدار الغربي من المسجد الأقصى، بهذه المناسبة اليوم بعد اقتحام أكثر من 3 آلاف مستوطن في الفترة الصباحية وحدها، مقارنة بـ2958 اقتحموه طوال اليوم في ذات المناسبة من العام الماضي، و2180 عام 2023 وفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة.
وسمحت شرطة الاحتلال بوجود 6 أفواج من المتطرفين داخل المسجد الأقصى دفعة واحدة، إذ أدخلت من باب المغاربة فوجا يضم عشرات المستوطنين كل 10 دقائق، ونُصبت لهؤلاء المظلات أمام باب المغاربة من الخارج لحمايتهم من أشعة الشمس خلال انتظارهم بالطوابير، ووفرت لهم الجماعات المتطرفة المواصلات المجانية ومرشدين رافقوهم خلال الاقتحام.
انتهاكات غير مسبوقة
ومع أفواج الاقتحامات الأولى، سُجل عدد من الانتهاكات التي كان أبرزها أداء صلاة "بركات الكهنة" (صلاة توراتية خاصة يقوم الحاخام خلالها بمرافقة تلاميذه ويرفعون فيها أيديهم ويبسطونها فوق رؤوسهم، مع تلاوة فقرات من "سِفر العدد" في التوراة) جماعيا في الساحات الشرقية من المسجد الأقصى.
وشهدت ساحات الأقصى أيضا أداء طقس "السجود الملحمي" (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا.
وبجوار المصلى القبلي أدى عشرات المتطرفين صلاة "الشماع" (إحدى أهم الصلوات عند اليهود، وتعدّ أساس التوحيد وقبول الوصايا العشر بالتوراة، ويجب أن تؤدى قبل النوم وعند الاستيقاظ ومع صلاة الصباح، وفيها يغطي المصلي وجهه أثناء التلاوة ويحاول الخشوع والسجود).
كما وثق مقطع فيديو محاولة مستوطن إدخال "تابوت العهد" المقدس بالديانة اليهودية "وكان يضم ألواح الوصايا العشر التي تلقاها موسى ﷺ من الله، وحُفظ في "قدس الأقداس" داخل الهيكل" وفق المعتقد اليهودي، ومن هنا جاء الحرص على محاولة إدخاله اليوم.
وكان رفع العلم وترديد النشيد الإسرائيلي (هاتيكفا) والانبطاح أمام السلالم المؤدية لصحن مصلى قبة الصخرة المشرفة من جهة (البائكة الغربية) من بين الانتهاكات التي رصدتها الجزيرة نت اليوم، وأُضيف إليها الرقص والتصفيق والصراخ مترافقا مع ترديد أغنية "سيُبنى الهيكل".
بن غفير في مقدمة المقتحمين
وكان من أبرز المقتحمين للمسجد الأقصى صباح اليوم وزير الأمن إيتمار بن غفير الذي يقْدم على هذا الانتهاك للمرة الثامنة منذ اندلاع الحرب الحالية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدى صلاة علنية في الساحات، وحرص على تلاوتها من هاتفه. كما اقتحم الساحات أيضا عضوا الكنيست (البرلمان) عن حزب الليكود عميت هليفي وشارين هاسكل، ووزير "تطوير النقب والجليل" يتسحاق فاسرلاوف.
وجاء على الموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية السابعة أن بن غفير تطرق خلال اقتحامه للمسجد الأقصى إلى مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام لأسير إسرائيلي ظهرت عليه علامات سوء التغذية، وقال في رسالته "تأتي مقاطع الفيديو المرعبة التي نشرتها حماس على خلفية شيء واحد هو محاولتهم ممارسة الضغط على دولة إسرائيل".
وأضاف "أقول هذا تحديدا من هنا، حيث أثبتنا أن السيادة والحكم ممكنين.. علينا أن ننقل رسالة أن نضمن احتلال قطاع غزة بأكمله، وإعلان السيادة عليه، وطرد كل عضو في حماس ، وتشجيع الهجرة الطوعية. وبهذه الطريقة فقط سنعيد المخطوفين وننتصر في الحرب."
سيطرة كاملة على الأقصى
وتحدث الوفد المرافق للوزير بن غفير عن التسهيلات التي أُتيحت للمستوطنين في الأقصى، مشيرين إلى أن "هذا تغيير هائل لم يحدث منذ ألف عام.. سياسة وزير الأمن القومي هي السماح بحرية العبادة لليهود في كل مكان، بما في ذلك جبل الهيكل، وسيواصل اليهود ذلك في المستقبل".
وأضاف أحد المرافقين أن "جبل الهيكل منطقة ذات سيادة في عاصمة دولة إسرائيل، ولا يوجد قانون يسمح بالتمييز العنصري ضد اليهود فيه، أو في أي مكان آخر في إسرائيل".
واستُبقت كل هذه الانتهاكات داخل المسجد الشريف بتضييقات شديدة على المصلين أمام أبواب البلدة القديمة، وتكدس عشرات المصلين أمام باب العمود خلف السواتر الحديدية التي نصبتها قوات الاحتلال في ساحته، ومُنعوا من الدخول إلى البلدة القديمة.
وأمام الأقصى المبارك، منعت الشرطة المتمركزة على الأبواب المصلين من اجتياز حواجزها نحو الساحات، وأُخرج من المسجد الشريف شاب صرخ في وجه المقتحمين بالقوة، كما أخُرجت مجموعة من الفتيات اللواتي نجحن بالدخول إلى أولى القبلتين.
ذكرى "خراب الهيكل"
يذكر أن اليهود يعتقدون أن يوم "خراب الهيكل" هو ذكرى حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني، ويدّعون أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم التاسع من أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل (جنوب العراق) حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى القدس وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحكومة اللبنانية تبدأ اجتماعا لحسم مصير سلاح حزب الله
الحكومة اللبنانية تبدأ اجتماعا لحسم مصير سلاح حزب الله

الجزيرة

timeمنذ 38 دقائق

  • الجزيرة

الحكومة اللبنانية تبدأ اجتماعا لحسم مصير سلاح حزب الله

بدأت الحكومة اللبنانية بعد ظهر اليوم الثلاثاء جلسة بالقصر الرئاسي في بعبدا، لبحث مسألة حصر السلاح بيد الدولة، على وقع ضغوط تقودها واشنطن لتحديد جدول زمني لنزع سلاح حزب الله. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن رئيس الجمهورية جوزيف عون يترأس الاجتماع وعلى جدول أعماله "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصرا"، إضافة إلى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف" إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين حزب الله واسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتكثفت الاتصالات خلال الأيام الماضية للتوصل إلى صيغة توافق عليها القوى السياسية كافة لكيفية مقاربة موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وقبيل اجتماع اليوم التقى عون رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام. ويشكل نزع سلاح حزب الله -وهو الفصيل الوحيد الذي احتفظ بترسانته العسكرية بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)- قضية شائكة في لبنان. ونقلت وكالة الصحافة اللبنانية عن مصدر لبناني -دون الكشف عن هويته- مطلّع على مضمون المباحثات الجارية بشأن هذا الموضوع قوله "تضغط واشنطن على لبنان ليسلّم حزب الله سلاحه ضمن جدول زمني". ودعا الموفد الأميركي توم برّاك الحكومة اللبنانية قبل نحو أسبوعين إلى "التصرف فورا"، لناحية ترجمة تعهداتها بأن "تحتكر الدولة السلاح". وتأتي الجلسة بعد تأكيد عون الخميس الماضي الالتزام بـ"سحب سلاح جميع القوى المسلحة -ومن ضمنها حزب الله- وتسليمه إلى الجيش اللبناني". وشدد على أن "المرحلة مصيرية ولا تحتمل استفزازا من أي جهة كانت"، مضيفا "علينا اليوم أن نختار، إما الانهيار وإما الاستقرار"، مع ربط المجتمع الدولي مساعداته بنزع سلاح الحزب. وبحسب المصدر اللبناني، فإن "حزب الله لن يقدم على تسليم سلاحه بلا مقابل، وهو ما يدركه الجانب الأميركي جيدا"، وفق تعبيره، ودون أن يذكر تفاصيل إضافية عن المقابل. وفي سياق متصل، نقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله عما وصفها بـ"المصادر المطلعة" أن "الطلب الأميركي باختصار هو استسلام لبناني كامل أمام العدو الإسرائيلي، من دون أي ضمانات تلزمه بالتقيد" باتفاق وقف إطلاق النار ، مما يوحي بإصرار الحزب على موقفه برفض تسليم سلاحه بدون ضمانات أو مقابل. ويطالب الحزب بأن تنسحب إسرائيل من 5 نقاط تقدمت إليها خلال الحرب الأخيرة العام الماضي، وأن توقف الضربات التي تنفذها رغم وقف إطلاق النار، وأن تعيد عددا من أسرى الحزب الذين اعتقلتهم خلال الحرب، وبدء عملية إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب، قبل أن يُناقش مصير السلاح.

صدام علني بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشأن احتلال غزة
صدام علني بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشأن احتلال غزة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

صدام علني بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشأن احتلال غزة

تشهد المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية واحدة من أخطر أزماتها منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بعد اتساع الهوة بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- بشأن خطط إعادة احتلال القطاع الفلسطيني المدمر. وتفجرت الأزمة مع تزايد الضغوط من اليمين المتطرف، الذي يدفع باتجاه الحسم العسكري الكامل، في وقت تتعالى فيه أصوات رافضة لهذا المسار داخل قيادة الجيش. ودعا وزير الأمن إيتمار بن غفير رئيسَ أركان الجيش إيال زامير إلى الالتزام الكامل بتعليمات القيادة السياسية "حتى لو شملت الاحتلال والحسم" مشيرا إلى ضرورة إعلانه ذلك صراحة. وبالمقابل، رد الجيش سريعا -مساء أول أمس- بإعلان إلغاء حالة الطوارئ القتالية المعمول بها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي كانت تُلزم الجنود النظاميين بالاستمرار في الخدمة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء خدمتهم. وأفاد بيان رسمي أن هذا القرار سيُطبق اعتبارا من منتصف الشهر الجاري، مما يعني بدء تسريح آلاف الجنود في وقت حساس من العمليات العسكرية في غزة. ورأى محللون أن قرار إلغاء حالة الطوارئ يعكس عدم رغبة الجيش الانخراط في مرحلة جديدة من التوغل العسكري الكامل بالقطاع. ويأتي ذلك في وقت نقلت فيه القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر بمكتب نتنياهو تأكيدها اتخاذ قرار احتلال كامل للقطاع -بدعم أميركي- بزعم البحث عن الأسرى الإسرائيليين الذين يُقدر عددهم بـ50 أسيرا، بينهم 20 على قيد الحياة. وفي السياق ذاته، هاجم يائير نتنياهو (نجل رئيس الوزراء) رئيسَ الأركان، متهما إياه بالوقوف وراء ما سماه "انقلابا عسكريا" ضد الحكومة. وكتب يائير في منشور على منصة إكس "هذه ليست جمهورية موز! لا يحق للجيش أن يقرر إن كانت هناك حاجة إلى الحسم أم لا". وأضاف أن هذه الممارسات تعيد إلى الأذهان انقلابات أميركا الوسطى في السبعينيات. وجاءت تصريحات يائير في رد على منشور للمحلل العسكري يوسي يهوشواع، الذي دعا فيه نتنياهو لتوضيح كلفة العملية المحتملة في غزة. وكتب يائير عبر المنصة إن من صاغ هذه الدعوة -في إشارة لزامير- يقود تمردا شبيها بـ"جمهوريات الموز" في السبعينيات، واصفا ذلك بأنه "إجرامي تماما". وجاء هذا الجدل بعد تسريبات من مقربين من نتنياهو أكدوا فيها أن الأخير اتخذ قرارا باحتلال غزة، داعين زامير إلى الاستقالة إن لم يكن موافقًا. احتلال القطاع وكشفت "هآرتس" أن نتنياهو قدم مؤخرا خطة أميركية إلى المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) تتضمن احتلال أجزاء من قطاع غزة بشكل دائم، تحت ذريعة "تأمين المناطق الحدودية والبحث عن الرهائن". وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الخطة مدعومة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، والتي كانت تنتقد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005. وفي المقابل، تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي، متسببة في إبادة جماعية أسفرت عن أكثر من 210 آلاف شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء، إضافة لأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعانون من مجاعة وأوضاع إنسانية كارثية، وسط تجاهل تام لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

هل فلسطين دولة؟ وماذا لو قالت الدول إنها كذلك؟
هل فلسطين دولة؟ وماذا لو قالت الدول إنها كذلك؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

هل فلسطين دولة؟ وماذا لو قالت الدول إنها كذلك؟

في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة، يتجدد الجدل حول حقيقة وجود دولة فلسطينية، ومدى فاعلية الاعتراف الدولي بها، في ظل تعقيدات الاحتلال والانقسام الداخلي والجمود السياسي. ومع إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بفلسطين كدولة في سبتمبر/أيلول المقبل، وتلويح بريطانيا وكندا بخطوات مماثلة، تعود القضية الفلسطينية إلى واجهة النقاش العالمي. وفي تقرير تحليلي نشرته وكالة بلومبيرغ، تناولت الصحفية ليزا باير مفهوم "الدولة" وأبعادها في القانون الدولي ، وموقع فلسطين ككيان من هذا التصنيف. وجاء التقرير في شكل أسئلة وأجوبة، استعرضت فيه باير -التي تعمل في بلومبيرغ- السياق التاريخي والميداني الراهن، وما يحمله من تعقيدات تحول دون تحقيق تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة. وعلى الرغم من أن نحو 150 دولة حول العالم تعترف رسميا بدولة فلسطين، وتمتلك السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما محدودا في الضفة الغربية ، بعثات دبلوماسية في العديد من تلك الدول، فإن الكيان الفلسطيني لا يمتلك بعد مقومات الدولة الكاملة وفقا لمعايير القانون الدولي، إذ لا تزال سلطاته منقوصة، وحدوده غير محددة، وقدرته على عقد الاتفاقيات الدولية مقيدة. وفقا لاتفاقية مونتفيديو لعام 1933، التي حدّدت المفهوم التقليدي للدولة في القانون الدولي، يجب أن تتوفر للدولة المعنية 4 شروط، هي أن يكون لديها سكان دائمون، وحكومة، وحدود إقليمية محددة، وقدرة على إبرام اتفاقيات. ومع أن الضفة الغربية وقطاع غزة تستوفيان الشرط الأول وهو وجود سكان دائمين، لكنهما تفتقدان إلى الشروط الثلاثة الأخرى بدرجات متفاوتة، وفقا لتقرير بلومبيرغ. تاريخيا، كانت اتفاقيات أوسلو للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي أُبرمت في تسعينيات القرن الماضي، قد أرست إطارا لقيام كيان فلسطيني يتمتع بحكم ذاتي محدود، تمهيدا لحل نهائي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وبموجب تلك الاتفاقيات أُنشئت السلطة الفلسطينية، إلا أنها لم تحكم سوى أجزاء من الضفة الغربية، بينما بقيت مناطق أخرى تحت السيطرة الإسرائيلية. غير أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد الاستيطان ، والانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حال دون ترجمة هذا الإطار إلى واقع ملموس. وتقول باير إن الفلسطينيين يريدون أن يتحكموا هم أنفسهم بمصيرهم، لكن تحقيق ذلك يتطلب أكثر من مجرد إعلانات، فهو يعني أن على إسرائيل التخلي عن سيطرتها على جزء كبير من الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع ذلك، فقد سارت إسرائيل في الاتجاه المعاكس. ويرصد التقرير تعقيدات الوضع الميداني الراهن، لا سيما بعد اجتياح إسرائيل لقطاع غزة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعه من دعوات إسرائيلية لإعادة الاستيطان فيه، إلى جانب قرار الكنيست (البرلمان) غير الملزم بضمّ مستوطنات الضفة الغربية، مما يعكس توجّها نحو تعميق الاحتلال بدلا من الانسحاب. تُضفي هذه الاعترافات شرعية سياسية ودبلوماسية، إلا أنها تبقى رمزية إلى حد كبير، في ظل عجز الفلسطينيين عن بسط سيادتهم الكاملة على الأرض، واستمرار الانقسام الداخلي بين السلطة في رام الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. ومع أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوّتت في عام 2012 لصالح منح فلسطين صفة "مراقب غير عضو"، فإن الحصول على العضوية الكاملة، يتطلب موافقة 9 على الأقل من أصل 15 دولة في مجلس الأمن، ويحق لأي من الأعضاء الدائمين (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) استخدام حق النقض (الفيتو). وحتى الآن، تعارض الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار اتفاق سلام مع إسرائيل. يدعم العديد من الإسرائيليين فكرة توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل على الأقل جزءا من الضفة الغربية، حيث استمر بناء المستوطنات الإسرائيلية. لكن إذا سيطرت إسرائيل في النهاية بشكل كامل على المزيد من الفلسطينيين في الضفة الغربية، فسيتعين عليها الاختيار بين منحهم الجنسية، وبالتالي إضعاف الأغلبية اليهودية في البلاد، أو إبقائهم عديمي الجنسية، مما يعزز الاتهامات بالفصل العنصري. وتخلص باير في تقريرها إلى أن الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، قد ابتعد بدوره عن دعم حل الدولتين ، إذ أظهرت الاستطلاعات تراجع التأييد لهذا الخيار لدى كلا الطرفين، مقابل تزايد دعم بدائل أخرى. ففي استطلاع مشترك أجري في ديسمبر/كانون الأول 2022، قال 37% من اليهود الإسرائيليين إنهم يودون رؤية حل يتضمن دولة واحدة غير ديمقراطية لا يتمتع فيها الفلسطينيون بحقوق متساوية، بينما أكد 30% من الفلسطينيين إنهم يريدون دولة واحدة يهيمن عليها الفلسطينيون. وأيدت أقليات أصغر من كلا الجانبين دولة ثنائية القومية تتمتع فيها جميع الأطراف بحقوق متساوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store