الإسلامويون في السودان: ثمانية عقود من (التمكين) نحو (التفكُك)
هذا التحوّل اتّبع نهجاً منظماً ومخططاً بعناية لإعادة صياغة الدولة وفق ملامح المشروع التنظيمي، سياسة التمكين لم تكن عشوائية، بل منهجا مدروسا لإعادة تشكيل مؤسسات الحُكم بما يخدم مصالح ضيقة تتجاوز الانتماء الوطني، تم تعيين كوادر الحركة في القضاء، البنوك، الإعلام، والجامعات، وبات الولاء للتنظيم هو المعيار الحقيقي للترقية والتمكين، لا الكفاءة أو الخبرة .
المؤسسات الدعوية والخيرية تحوّلت إلى واجهات لتدوير الأموال داخلياً وخارجياً، عبر شبكات استثمار لا تخضع للرقابة المالية الرسمية، حتى المؤسسات الإعلامية، التي يفترض بها الاستقلال والمهنية، كُرِّست كمنصات دعائية تنشر خطابًا أحاديًا يمجّد السلطة ويشيطن الخصوم. لقد شُيّد نظام متكامل يُعيد إنتاج السلطة التنظيمية في كل تفاصيل الدولة، ما أدى إلى خلق ما يُشبه " دولة داخل الدولة " ، تتمتع بامتيازات فوق المساءلة وتتحرك بمنطق القوة لا القانون .
بدلًا من تسخير ثروات السودان لخدمة التنمية، استخدمت الحركة الإسلامية الاقتصاد كأداة للسيطرة السياسية وترسيخ النفوذ. الذهب، النفط، والأراضي الزراعية تعرضت للنهب المنظم، ليس فقط عبر التهريب، بل من خلال عقود وصفقات غامضة خُصصت فيها الثروات لصالح جهات بعينها. في عام واحد فقط، قدّرت تقارير رسمية المهرب من الذهب ب6 مليارات دولار، جرى تصريفه خارج القنوات الشرعية، ما حرم الدولة من موارد أساسية كان يمكن أن تغيّر ملامح الفقر والتهميش في البلاد .
الاستثمار الأجنبي وموارد المغتربين حُوّلت إلى حسابات تابعة لشركات خاصة ترتبط برجال التنظيم، وتم بيع مؤسسات وطنية ك " الخطوط الجوية السودانية " بأسعار رمزية إلى أطراف موالية، ما حوّل القطاع العام إلى سوق للنفوذ الشخصي، وفقدت الدولة قدراتها الإنتاجية والرمزية معًا. والمثير أن بعض رجال التنظيم حصلوا على إعفاءات ضريبية كاملة، في الوقت الذي غُرقت فيه الشركات المستقلة برسوم مُنهكة. هذا الخلل خلق بيئة اقتصادية غير متكافئة، ومجتمعا طبقيا تحكمه العلاقة بالسلطة، لا الكفاءة، وأصبح الاقتصاد نفسه أسير شبكة من الامتيازات الممنوحة سياسياً .
في سعيها لحماية مشروعها، أعادت الحركة (الإسلامية) تشكيل الجهاز العسكري ليخدم سلطتها، لا الدولة فتم إنشاء " قوات الدعم السريع " ، بداية كذراع قتالي موازٍ للجيش، لكنها سرعان ما تحولت إلى قوة مستقلة، الجيش الوطني العريق تم تهميشه لحساب الكوادر التنظيمية، فتراجع الأداء، وانهارت العقيدة العسكرية التي تربط القوات بمصالح الوطن، وباتت الولاءات أكثر تأثيرًا من الانتماء الوطني .
إن الخطاب (الإسلامي) الذي بشرت به الحركة كان يقوم على العدالة، النزاهة، والشفافية، لكنها مارست سياسة الإقصاء، ونهبت المال العام، وخالفت أبسط قواعد الحُكم الرشيد، من شُرع للتطبيق تحول إلى أداة للتبرير، وغابت النماذج الأخلاقية الحقيقية التي يُفترض أن تجسّد الفكرة، وبقي الشعار وحده يملأ المنصات، مع سقوط النظام، بدأت القيادات في التنصّل من أخطائها، وغيّر بعضهم وجهه السياسي، بينما استمر آخرون في لعب أدوار جديدة بأسماء مغايرة، وكأن الماضي صفحة يمكن طيّها بسهولة .
لجنة إزالة التمكين كشفت حجم الفساد والتضخم في الممتلكات، حيث تبين وجود شركات مسجلة بأسماء وهمية، وشبكات مالية لها امتدادات خارجية. ظهرت ممتلكات تفوق ما يمكن تبريره سياسيًا أو اقتصاديًا، مما عزز من قناعة قطاعات واسعة من السودانيين بأن ما جرى لم يكن اجتهادًا سياسيًا فاشلًا، بل منظومة متكاملة من الفساد والاستحواذ. وحتى الخطاب الأخلاقي، الذي شكّل جوهر " النهضة الإسلامية " ، تآكل أمام الممارسات الواقعية، فظهرت الهوة بين الشعار والممارسة، وبين الفكرة والسلطة، وتعرّى المشروع أمام الواقع، ولم يَعد له غطاء قيمي يحميه من النقد أو الرفض الشعبي .
وحتى الخطاب الأخلاقي، الذي شكّل جوهر "النهضة الإسلامية"، تآكل أمام الممارسات الواقعية، فظهرت الهوة بين الشعار والممارسة، وبين الفكرة والسلطة، وتعرّى المشروع أمام الواقع، فلم يَعد له غطاء قيمي يحميه من النقد أو الرفض الشعبي .
أولئك الذين خدموا في دهاليز النظام خلال العشرية الأولى من التمكين، يملكون في صدورهم مشاهد يصعب على الجبال الراسيات حملها، من فرط ثقلها وانحطاطها. عايشوا فضائح مدوية، ووقائع نتنة تكشّفت أمامهم داخل غرف التنظيم المغلقة. ومن المثير أن بعض من قادوا هذا الانحراف كانوا يُضرب بهم المثل في النزاهة والكفاءة خلال حقبة ما قبل انقلاب يونيو 1989، لكنهم انكسروا أمام شهوة المال والسلطة، فارتكبوا ما لا يُبرر ولا يُغتفر. تحوّل الالتزام إلى غطاء، والكفاءة إلى وسيلة للتمويه، بينما الفساد تمدّد تحت عباءة المشروع حتى بلغ درجة يصعب فيها الصمت دون خيانة للضمير أو الوطن .
رغم أن كثيرًا من القيادات العليا الحالية يعرفون حجم تلك الفضائح، إلا أنهم مطمئنون إلى صمت من عايشوها، لأنهم يعلمون أن من يحمل هذه الأسرار لن يتكلم عنها، إما حفاظًا على سمعته المهنية، أو خوفًا من التشهير الشخصي. والمفارقة أن هذا الصمت، الذي منحهم الأمان السياسي، لا يمكن أن يصمد إلى الأبد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 32 دقائق
- Independent عربية
النفط يقفز مع شح المعروض وانتعاش الطلب الصيني
سجلت أسعار النفط اليوم الإثنين أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، وسط ترقب المستثمرين لمزيد من العقوبات الأميركية على روسيا التي قد تؤثر في الإمدادات العالمية. ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 89 سنتاً أو 1.3 في المئة إلى 71.25 دولار للبرميل بحلول الساعة 1114 بتوقيت غرينتش، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 93 سنتاً أو 1.4 في المئة إلى 69.38 دولار للبرميل. وقال المحلل لدى "يو بي أس" جيوفاني ستونوفو إن الأسعار تتلقى دعماً من ارتفاع واردات الصين من النفط الخام، والتوقعات المحيطة بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن روسيا. وأظهرت بيانات من مصادر بقطاع النفط وحسابات لـ"رويترز" أن صادرات روسيا من المنتجات النفطية المنقولة بحراً انخفضت 3.4 في المئة في يونيو (حزيران)، على أساس شهري إلى 8.98 مليون طن. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأحد إنه سيرسل صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا، ومن المقرر أن يدلي بتصريح "مهم" في شأن روسيا اليوم. وفي محاولة للضغط على موسكو للدخول في مفاوضات سلام مع أوكرانيا بحسن نية، اكتسب مشروع قانون أميركي مشترك بين الحزبين، من شأنه فرض عقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا، زخماً الأسبوع الماضي في الكونغرس، لكنه لا يزال ينتظر موافقة ترمب. وقالت أربعة مصادر أوروبية بعد اجتماع عقد أمس الأحد إن مبعوثي الاتحاد الأوروبي على وشك الاتفاق على الحزمة الـ18 من العقوبات ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا، التي ستشمل خفض سقف سعر النفط الروسي. وأشارت بيانات جمركية صدرت اليوم إلى أن واردات الصين من النفط ارتفعت في يونيو (حزيران) 7.4 في المئة، على أساس سنوي إلى 12.14 مليون برميل يومياً، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أغسطس (آب) 2023. وفي الأسبوع الماضي، ارتفع خام "برنت" ثلاثة في المئة بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بلغت نحو 2.2 في المئة، بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إن سوق النفط العالمية قد تكون أكثر شحاً مما تبدو عليه المؤشرات الأولية، ويترقب المستثمرون أيضاً نتائج محادثات الرسوم الجمركية الأميركية مع شركاء تجاريين رئيسين. توقعات "أوبك" نقل تقرير إعلامي روسي عن أمين عام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص قوله إن المنظمة تتوقع طلباً "قوياً جداً" على النفط في الربع الثالث من العام، وأن يكون الفارق طفيفاً بين العرض والطلب في الأشهر التالية. ويعمل الأعضاء الثمانية في مجموعة ""أوبك"+"، التي تضم "أوبك" وحلفاء بينهم روسيا، على إنهاء تخفيضات إنتاج استمرت لأعوام كانت تهدف إلى دعم السوق. وقالت خمسة مصادر لـ"رويترز" إن منتجي النفط في "أوبك+" يتجهون للاتفاق على زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج، في سبتمبر (أيلول). وذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم أن الغيص قال لصحافيين على هامش ندوة "أوبك" الأسبوع الماضي في فيينا إن المنظمة تتوقع نمو الطلب 1.3 مليون برميل يومياً، على أساس سنوي في 2025 بسبب قوة الاقتصاد العالمي. ونقل تقرير الوكالة عن الغيص قوله "يعني هذا أننا سنشهد زيادة قوية جداً في الطلب، بخاصة في الربع الثالث، سنشهد زيادة جيدة في الطلب في الربع الرابع، وسيكون الفارق بين العرض والطلب طفيفاً، وهذا هو أحد العوامل الأساسية بالغة الأهمية التي تقود مجموعة الدول الثماني نحو رفع إنتاج النفط من جديد". تأتي تصريحات الغيص بينما خفضت "أوبك" الأسبوع الماضي توقعاتها للطلب العالمي على النفط في السنوات الأربع المقبلة بسبب تباطؤ النمو في الصين، على رغم أنها رفعت توقعاتها على المدى الطويل استناداً لزيادة الاستهلاك في دول العالم النامي. وقالت "أوبك" في تقريرها عن توقعات النفط العالمية لعام 2025 الذي نشر الخميس إن الطلب العالمي سيبلغ 105 ملايين برميل يومياً هذا العام في المتوسط، وتتوقع زيادة متوسط الطلب إلى 106.3 مليون برميل يومياً في 2026 ثم يرتفع إلى 111.6 مليون برميل يومياً في 2029. وارادات الصين النفطية أظهرت بيانات اليوم أن واردات الصين من النفط الخام انتعشت في يونيو (حزيران)، ووصلت إلى أعلى معدل يومي منذ أغسطس (آب) 2023، وهو ما عزته شركات استشارات إلى زيادة عمليات المصافي وارتفاع الواردات من السعودية وإيران. وأظهرت البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك أن أكبر مشتر للخام في العالم استورد 49.89 مليون طن من النفط، أي ما يعادل 12.14 مليون برميل يومياً. وسجلت الواردات بذلك زيادة بنسبة 7.1 في المئة مقارنة مع 46.6 مليون طن في مايو (أيار)، كما ارتفعت 7.4 في المئة عن يونيو (حزيران) 2024. وقالت نائبة رئيس "ريستاد إنرجي" يي لين، "أهم سبب للزيادة هو تراجع سعر النفط عن مستويات أبريل (نيسان)، إذ جرى شراء معظم واردات يونيو في أبريل ومايو بعد أن استحوذت العقود الآجلة على حصة كبيرة من مشتريات الصين من الخام". وأظهرت بيانات شركة الاستشارات المحلية "أويلتشيم" أن أعمال الصيانة أثرت في طاقة تكرير إجمالية بلغت 107.7 مليون طن سنوياً في يونيو، بانخفاض 22.2 مليون طن عن مايو. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المحلل لدى شركة "كبلر" مويو شو، "تشير تقديراتنا إلى أن الطلب على النفط الخام في الصين ارتفع من 14.8 مليون برميل يومياً في مايو إلى 15.17 مليون برميل يومياً في يونيو مع استئناف مزيد من المصافي نشاطها بعد أعمال الصيانة الدورية في الربيع". ورصدت "كبلر" أيضاً زيادة في الواردات من السعودية وإيران في يونيو، وتظهر البيانات أن واردات الصين من السعودية ارتفعت 845 ألف برميل يومياً لتصل إلى 1.78 مليون برميل يومياً، إذ دفع انخفاض أسعار الخام الرسمية شركات التكرير الصينية إلى حجز مزيد من الشحنات للتحميل في مايو ويونيو. وأضافت الشركة أن واردات الخام من إيران زادت أيضاً بصورة كبيرة، إذ ارتفعت 445 ألف برميل يومياً إلى 1.49 مليون برميل يومياً في وقت سعت فيه شركات التكرير المستقلة إلى إعادة ملء المخزونات بعد انتهاء أعمال الصيانة في فصل الربيع. وأظهرت بيانات اليوم انخفاض صادرات الصين من الوقود المكرر بنسبة 0.7 في المئة في يونيو إلى 53.35 مليون طن عن العام السابق. وكشفت البيانات أن واردات الغاز الطبيعي، بما فيها المنقول عبر الأنابيب والمسال، انخفضت 7.8 في المئة، على أساس سنوي لتبلغ 10.55 مليون طن. وبحسب تقرير أصدرته وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي، ارتفعت مخزونات الصين من النفط الخام 82 مليون برميل في الربع الثاني من 2025. وأفادت الوكالة بأن السياسات الجديدة الهادفة إلى تحسين أمن الطاقة في الصين تعزز وضع شركات النفط كشركاء استراتيجيين طويلي الأجل للحكومة في عمليات التخزين، مما يؤدي فعلياً إلى استبعاد هذه الكميات من السوق العالمية. صادرات روسيا النفطية أظهرت بيانات من مصادر بقطاع النفط وحسابات لـ"رويترز" أن صادرات روسيا من المنتجات النفطية المنقولة بحراً انخفضت 3.4 في المئة في يونيو، على أساس شهري إلى 8.98 مليون طن وسط أعمال صيانة مجدولة لمصاف محلية والطلب القوي في السوق الروسية. وأوضحت بيانات المصادر أن إجمال صادرات المنتجات النفطية في يونيو عبر موانئ البلطيق انخفضت 6.9 في المئة، على أساس شهري إلى 4.85 مليون طن. وانخفضت صادرات الوقود الروسية عبر موانئ البحر الأسود وبحر آزوف الشهر الماضي 1.1 في المئة، على أساس شهري إلى 3.54 مليون طن. وارتفعت صادرات المنتجات النفطية من موانئ روسيا بالقطب الشمالي الشهر الماضي 83.5 في المئة مقارنة بمايو، إلى 65900 طن من 37100 طن. وأظهرت بيانات المصادر وحسابات "رويترز" أن صادرات الوقود من موانئ الشرق الأقصى الروسي زادت 9.4 في المئة، على أساس شهري في يونيو إلى 512700 طن.


الوئام
منذ 6 ساعات
- الوئام
اليورو يتراجع لأدنى مستوى في 3 أسابيع بعد تهديدات ترمب
تراجعت العملة الأوروبية الموحدة 'اليورو' إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاثة أسابيع، صباح الاثنين، على خلفية التصعيد الجديد في الحرب التجارية الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والذي تضمن تهديداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، بدءًا من الأول من أغسطس المقبل. وجاءت هذه التهديدات عبر رسالتين نشرهما ترمب على منصة 'تروث سوشيال'، ووجههما إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، مما أثار قلق الأسواق المالية العالمية، رغم ما بدا من ردود فعل محدودة نسبيًا. ورغم أن كلاً من الاتحاد الأوروبي والمكسيك وصف الخطوة الأميركية بأنها 'غير عادلة ومربكة'، إلا أن الاتحاد الأوروبي أكد عزمه الاستمرار في تعليق الإجراءات المضادة حتى أوائل أغسطس، مع التمسك بخيار التفاوض لتسوية الخلافات. انخفض اليورو بنسبة 0.12% ليستقر عند 1.1679 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع، في حين ارتفع الدولار مقابل البيزو المكسيكي بنسبة 0.25% إلى 18.6699. وشهدت باقي العملات تحركات طفيفة، حيث تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.07% إلى 1.3481 دولار، بينما ارتفع الين الياباني بنسبة 0.1% إلى 147.28 ين للدولار. وفي أستراليا، انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.14% إلى 0.6565 دولار، وتراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.4% إلى 0.5984 دولار. ورغم حدة التصريحات، أشار خبراء إلى أن الأسواق باتت تتعامل ببرود مع تهديدات ترامب المتكررة. وقالت كارول كونغ، محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إن 'ردود الفعل المحدودة تشير إلى أن المستثمرين يرون في هذه التصريحات مجرد مناورة تفاوضية، أكثر من كونها خطوات فعلية ووشيكة'. في سياق متصل، واصل ترامب ضغوطه على البنك المركزي الأميركي، حيث صرح مساء الأحد أن استقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ستكون 'أمراً رائعاً'، داعيًا إلى خفض أسعار الفائدة، في خطوة جديدة تشكك في استقلالية المؤسسة المالية الأهم في البلاد. ومن المقرر أن تصدر يوم الثلاثاء بيانات التضخم الأميركية عن شهر يونيو، وسط توقعات بارتفاع طفيف في أسعار المستهلكين، ما قد يمنح الأسواق إشارات أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية للفترة القادمة. وتُظهر العقود الآجلة أن الأسواق تضع في الحسبان احتمال خفض الفائدة بأكثر من 50 نقطة أساس بحلول ديسمبر. أما في آسيا، فأظهرت البيانات الصينية تحسنًا في الصادرات والواردات خلال يونيو، مع تسارع الشحنات قبيل موعد الرسوم الجمركية الأميركية، ما يدل على استباق الشركات الصينية للقرارات الأميركية المرتقبة. ومع ذلك، حافظ اليوان الصيني على استقراره، مسجلاً 7.1704 يوان للدولار في الأسواق المحلية، و7.1713 في الأسواق الخارجية. ويترقب المستثمرون إعلان بيانات الناتج المحلي الإجمالي للصين يوم الثلاثاء، والتي يُتوقع أن تكشف عن تباطؤ النمو في الربع الثاني من العام، نتيجة التوترات التجارية المتصاعدة مع واشنطن، وتزايد الضغوط الانكماشية داخل الاقتصاد الصيني.


الموقع بوست
منذ 7 ساعات
- الموقع بوست
الأمم المتحدة تنفي علاقتها باستغلال الحوثيين للناقلة نوتيكا
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) قوله إن السفينة مملوكة بالكامل لشركة "صافر للنفط والغاز" اليمنية الحكومية، وليست تحت سيطرتها أو إدارتها. وأضاف إن البرنامج أبلغ شركة صافر باعتراضه الصريح على هذه العمليات شفهيًا وخطيًا، وطالب بوقفها فورًا، مشيرًا إلى أن البرنامج لا يملك السفينة ولا يعرف مصدر أو وجهة السفن المشاركة في نقل الوقود. وأوضح المتحدث باسم الـUNDP أن البرنامج تدخل منذ البداية استجابة لمطالب دولية ويمنية لمنع تسرب نفطي مدمر، لكن مسؤولية السفينة واستخدامها لاحقًا تقع بالكامل على عاتق شركة «صافر» المالكة. تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة انتقادات حادة من مسؤولين يمنيين وخبراء بيئيين، بعد أن آلت الناقلة إلى سيطرة الحوثيين فور إتمام نقل النفط، ما مكّن الجماعة من استخدامها في تهريب وتخزين شحنات نفط إيراني، والاستيلاء على كامل الشحنة السابقة. وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، إن ميليشيا الحوثي تستغل الناقلة «نوتيكا» لتخزين شحنات النفط الإيراني، واصفًا ذلك بأنه «استغلال فج» لمعدات وفرتها الأمم المتحدة. وكشف عن تحركات حكومية وشيكة تتضمن مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة والمطالبة بتحقيق عاجل. يُذكر أن الأمم المتحدة نجحت في أغسطس 2023 في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع معقد لنقل نحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام من السفينة المتهالكة «صافر» إلى الناقلة البديلة "نوتيكا"، لتفادي كارثة بيئية قدرت تكلفتها المحتملة بنحو 20 مليار دولار. لكن المرحلة الثانية من المشروع، التي كانت تشمل سحب "صافر" وتفكيكها، توقفت في ديسمبر الماضي بسبب التصعيد الحوثي وهجمات الجماعة على الملاحة في البحر الأحمر، مما أوجد بيئة تشغيلية غير آمنة.