logo
ديمومة أهداف النهضة الحسينية

ديمومة أهداف النهضة الحسينية

شبكة النبأمنذ 6 ساعات

تصحيح سلوك الناس وتقويمه، بعد أن تلوّن سلوك الناس وأخلاقهم بطابع العنف والاستبداد والوحشية والاستهتار مما لا يتناسب مع الخلق الإسلامي والإنساني، فأعاد الإمام الحسين عليه السلام نهضته الشريفة مكارم الأخلاق التي بناها جدّه الكريم (ص) وقدّمها إلى البشرية ودعا الناس للتخلق بها في كل مراحل الحياة...
(نهضة الإمام الحسين عليه السلام جاءت لتفتح طريق الفكر والعمل
على الإطاحة بكل الظالمين) الإمام الشيرازي
منذ أن خرج الإمام الحسين عليه السلام من الحجاز إلى العراق، ثائرا على نظام يزيد الأموي، أعلن أهدافه بشكل صريح وبصوت عال، بحيث لا يمكن لأحد، مؤيدا كان أو بالضدّ، أن يقول بأنه لا يعرف هذه الأهداف، وجلّ ما كان يخشاه الإمام الثائر أن تندثر أهداف باستشهاده أو رحيله عن هذه الدنيا التي تضج بالطغاة والفاسدين والمشبوهين، فقد تم تحريف الإسلام بأساليب وطرق شيطانية، جعلت من كل ما بنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله معرَّضا للتشويه، وقلبوا الفحوى الإسلامي العظيم إلى نقيضه.
بحيث كانت أهداف بني أمية واضحة للعيان بل ومعلنة على رؤوس الأشهاد، وهي تغيير تعاليم الدين (المحمدي) الواقعي الحقيقي، وتشويه المضامين الإنسانية التي جاء بها ونشرها بين الناس الذين آمنوا بها وتقبلوها كونها تتوافق وفطرتهم، وتعمل في صالحهم، لذلك حين جاء يزيد بذل جهودا كبيرة ومتواصلة ومخادعة لتشويه صورة الإسلام بألف طريقة وطريقة.
فما كان من الحسين عليه السلام إلا أن ينتصر لدين جدّه، وأن يستنقذ الناس من حيرة الضلالة وسطوة الجهالة، فكانت عملية الخروج من الحجاز بالإعلان الذي قال فيه الإمام عليه السلام بأنه (خرج للإصلاح في أمة جده) لمواجهة الحكام الظالمين.
الإمام الراحل، آية الله العظمى، السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله) يذكر التفاصيل المهمة عن هذا الموضوع، ويلخّص أهداف النهضة الحسينية في كتابه القيّم الموسوم بـ (رؤى عن نهضة الإمام الحسين) فيقول عن أهداف هذه النهضة المباركة:
(فضح الحكومة الأموية واجتثاث جذورها، وذلك لأن الأمويين كانوا قد تمادوا في طغيانهم وجبروتهم نتيجة ما توفّر عندهم من المال والسلاح والنفوذ والسلطان، فراحوا يفكرون بإنهاء الدين الإسلامي والقضاء عليه، ولم يكن المجتمع القائم حينها يسمح لنفسه بالتفكير في القضاء على الأمويين لعظم سلطانهم وشدة استبدادهم).
فالهدف الأول هو فضح النوايا المبيّتة والخبيثة لحكام بني أمية، لأنهم خططوا لتدمير دين محمد صلى الله عليه وآله، خاصة أنهم امتلكوا المال والسلاح والسلطة وكل ما يلزم لتحقيق مآربهم الخبيثة في تشويه صورة الإسلام وتدمير الدين.
لذلك قام الإمام الحسين عليه السلام، معلنا نهضته وثورته على الظلم والجور والتحريف، وخطط لفتح سبل الصلاح، من خلال إلحاق الهزيمة بالجهل والتحريف، وتوعية الناس فكريا وثقافيا وعقائديا، حتى لا يتمكن يزيد أن يمرر مآربه الخبيثة في تغيير صورة الإسلام بعقول المسلمين وغيرهم من الأمم الأخرى، لأن الهدف من نشر الإسلام ليس بين أناس بعينهم، وإنما يجب أن يصل إلى أبعد نقطة من الأرض ويصل إلى أبعد إنسان.
الغاية هي أن يعرف المسلم وغيره ما هي الأفكار والتعاليم الحقيقية للإسلام، وما هي الغايات النبيلة له، وقد تمكن الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه الميامين ومن بعده أحفاده من الائمة عليهم السلام، حيث تم القضاء على الأفكار الخبيثة، وإعادة الوجه الحقيقي الناصع للإسلام، من خلال فضح الأمويين، وتحسين حياة الناس من المسلمين وغيرهم.
يقول الإمام الشيرازي:
(جاءت نهضة الإمام الحسين عليه السلام لتفتح طريق الفكر والعمل على الإطاحة بكل الظالمين، فلم يكن فضح الأمويين واجتثاث شجرتهم الخبيثة من فوق الأرض تجديداً لحياة الإسلام والمسلمين فحسب، بل كان فيه أعظم خدمة للبشرية جمعاء حيث تعلمت البشرية من الإمام الحسين عليه السلام عبر نهضته المباركة كيف تثور ضد الظلم والظالمين وتكشف زيفهم وتجتث أصولهم في كل عصر وزمان).
وكان كلّ ما يريده ينو أمية أن يجعلوا الإسلام بعيدا عن الناس، وأن لا يقترب من تعاليمه أحد، لأن يزيد والحكام الأمويين قدموا نموذجا محرّفا للإسلام، حتى يجعلوا الناس في منأى عنه، ولكن أنى لهم القيام بذلك، فأئمة أهل البيت من أحفاد وأسباط النبي صلى الله عليه وآله لهم بالمرصاد، فخرج الإمام الحسين بكل ما يمتلك من إرادة وقوة وإيمان لمواجهة يزيد ووضع حد لموجات التحريف المخزية التي قام بها أعوان يزيد.
ولكن لم يتمكن يزيد من ذلك رغم أنه يمتلك كل وسائل التحريف ومنها الأموال والأعوان والأبواق والسلطة، لكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا بعد أن تصدى له الإمام الحسين عليه السلام وذووه وصحبه الأكرمين، وفضحوه أمام نفسه ومؤيديه وأما الأمة كلها، فعرف الجاهلون نه كان يخدعهم خصوصا بعد الخطبة الخالدة للسيدة الحوراء زينب التي هشمت جميع ركائز يزيد وحججه الكاذبة عندما تحدته في عقر داره وعرفَّت العالم بأنهم ليسوا خوارج ولا كفار بل هم أبناء وأحفاد نبي مسلمين الرسول محمد صلى الله عليه وآله.
وهكذا تذوق يزيد فشله وتذوق مرارة هذا الفشل في مجلسه وفي عقر داره، وانتصرت نهضة الإمام الحسين وأهدافها الخالدة.
يقول الإمام الشيرازي:
من أهداف نهضة الحسين عليه السلام: (تصحيح الاعتقادات الدينية للمسلمين، فإن من مفاسد الأمويين الذي كان مورداً لاهتمامهم هو قيامهم بعرض صورة مشوّهة من الإسلام والمعتقدات الدينية وذلك بغية إبعاد الناس من الخط الواقعي للإسلام والذي يمثله أهل البيت عليهم السلام).
وهكذا كانت ثورة الإمام الحسين ونهضته العظيمة الخالدة، دليلا ساطعا لا يقبل الشك على سمو أهداف النهضة الحسينية، وباتت هذه النهضة حجة على الجميع، لكي يعرفوا ويؤمنوا بأن ما أراده الحسين عليه السلام هو الإصلاح ومقارعة السلطة الجائرة الظالمة، وأن جميع أساليب الخداع والتزوير والتحريف والتحايل في نشر الأكاذيب والتصورات الكاذبة عن الإسلام ما هي إلا محاولات بائسة ليزيد وزمرته الفاشلة لتحريف الإسلام ووضع الحواجز بينه وبين المسلمين الذين خُدِع بعضهم بأكاذيب يزيد وزمرته.
يقول الإمام الشيرازي:
(لقد جاءت نهضة الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده حجة قاطعة تعلن عن بطلان ذلك التحريف الأموي، وتكشف زيف تلك الانحرافات العقائدية التي أشاعها بنو أمية بين المسلمين، ودليلاً رصيناً على إبداء الصورة الناصعة للدين الإسلامي).
ثمار النهضة الحسينية
وهكذا تم قطف الثمار الناضجة لنهضة الحسين عليه السلام، فقد تم طرد جميع التشويهات التي ألحقها يزيد وزمرته المتعاونة معه بالإسلام، ولم يتمكنوا الإساءة للإسلام الحقيقي، وكان هدف مناصري الحسين هو ديمومة النهضة الحسينية، وملاحقة الفاسدين من الحكام وغيرهم، وعدم السماح بتشويه الجوهر الناصع للإسلام، مستخدمين في ترويج هذه الأهداف جميع وسائل التوصيل المتاحة، كالإذاعات وشاشات التلفاز والكتب والمنابر وكل وسيلة يمكنها ترويج التعاليم والعقائد السليمة للإسلام.
حيث يؤكد الإمام الشيرازي قائلا:
(بسبب هذه النهضة المباركة انتشرت العقائد الصحيحة ومعارف الدين الإسلامي لدى مئات الملايين من المسلمين الشيعة وذلك من خلال الكتب والمنابر الحسينية وأشرطة الكاسيت وغير ذلك بلغات مختلفة وفي كل العالم. وترك ذلك الأثر الكبير في تعديل السلوك الإنساني لدى كل المسلمين، بل العالم كله، وساهم في خلاص البشرية من ظلم الاستبداد والطغيان).
وهكذا تم تصحيح سلوكيات المؤمنين بالإسلام الحقيقي، بعد أن عادوا إلى سبيل الصواب، وبعد أن تم فضح يزيد وزبانيته، وفهم الناس جوهر الإسلام الحقيقي، وجوهر النهضة الحسينية التي كان الهدف منها ولا يزال وسيبقى، حماية حقوق الناس من مآرب الحكام الظالمين، الذي يكرسون همّهم وجل أهداف في التمسك بالسلطة وكنز الأموال بالسحت الحرام والاختلاس والسرقة، والاستمرار في ظلم الناس.
لكن هذه المآرب تم إغلاق الأبواب في وجهها، بعد معرفة الناس للإسلام المحرف، والفرق بينه وبين الإسلام الحقيقي، فتحصنَ الناس بأخلاق الإسلام الحقيقي ومبادئه السليمة، وهكذا أعاد الحسين عليه السلام للإسلام نصاعته وسلامته من أية شوائب.
يقول الإمام الشيرازي:
(تصحيح سلوك الناس وتقويمه، بعد أن تلوّن سلوك الناس وأخلاقهم بطابع العنف والاستبداد والوحشية والاستهتار مما لا يتناسب مع الخلق الإسلامي والإنساني، فأعاد الإمام الحسين عليه السلام نهضته الشريفة مكارم الأخلاق التي بناها جدّه الكريم صلى الله عليه وآله وقدّمها إلى البشرية ودعا الناس للتخلق بها في كل مراحل الحياة).
وأخير في هذه الأيام التي نعيش فيها عاشوراء مجددا، فإننا ندعو إلى أن تكون النهضة الحسينية حاضرة بين الجميع، وأن تكون حافزا للجميع على الاستقامة ونبذ الظلم والحرام، خاصة أولئك الذين يطرحون أنفسهم قادة للمسلمين ويصلون إلى هذه المراكز، هؤلاء عليهم أن يتمسكوا بالنهضة الحسينية وأهدافها، ولا تخدعهم مظاهر الدنيا الزائفة، لذا عليهم أن يسيروا في طريق الحسين طريق الاستقامة كي يساعدوا الناس على العيش بكرامة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحجّار: لا نرغب بدخول لبنان في مشاكل أكبر منه... الانتخابات النيابية في موعدها وخطّة لحماية السياح
الحجّار: لا نرغب بدخول لبنان في مشاكل أكبر منه... الانتخابات النيابية في موعدها وخطّة لحماية السياح

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

الحجّار: لا نرغب بدخول لبنان في مشاكل أكبر منه... الانتخابات النيابية في موعدها وخطّة لحماية السياح

أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجّار في حديث إلى مجلة "الأمن"، أنّ الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، وستكون مرآةً حقيقيةً لإرادة الناس وتجديد الحياة السياسية في لبنان. ووجّه كلمةً وجدانيةً في مناسبة عيد قوى الأمن الداخلي الـ١٦٤، متحدثًا عن المؤسسة التي نشأ فيها، وعرفها من الداخل، ويفتخر بأنّه ابنها ويتشرف بالانتماء إليها، مؤكدًا أنّ "قوى الأمن هي ضمانة المواطن". وشرح ماذا يعني إعادة العمل بقاعة محكمة سجن رومية، عارضًا لبعض الحلول لمشكلة اكتظاظ السجون، ومقترحًا إعادة إدارة السجون إلى مصلحة السجون بوزارة العدل حسب القانون. سئل: كيف تقيّمون سير العملية الانتخابية البلدية والاختيارية التي حصلت؟ أجاب: "سارت بشكل ممتاز بالرغم من كلّ الصعوبات والتحديات التي كانت موجودة، علمًا أنّ التحضير لها جرى في فترة قصيرة بعد تشكيل الحكومة. لكنّ الإصرار والجهد اللذين بُذلا جعلا الانتخابات تُنجز وتسير بشكل جيّد، بل ممتاز". سئل: هل هناك دروس مستخلصة من هذه التجربة سيتم اعتمادها في الاستحقاق النيابي المقبل؟ أجاب: "طبعًا، بالنسبة إليّ كانت تجربة جديدة. لقد كانت أول انتخابات يتم التحضير لها في فترة قصيرة وأشرفتُ عليها شخصيًا وتحمّلتُ المسؤولية كاملة مع فريق العمل في الوزارة بدءًا من التحضيرات إلى مواكبة العملية الانتخابية بالكامل. كنا نجري جلسة تقييم أسبوعية لتلافي الثغرات والاستفادة من الأمور الإيجابية ونطوّرها. ونحن نجري الآن عملية تقييم شاملة للاستفادة منها في الانتخابات النيابية المقبلة إن شاء الله". سئل: هل تعتقدون أنّ نتائج الانتخابات تعكس فعلًا إرادة الناس؟ أجاب الحجّار: "وضعنا شعار "الحياد التام" ونفّذناه منذ بداية الانتخابات، الحياد كان بتوجيهات من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومن وزارة الداخلية والبلديات، كما اعتمدنا مبدأ الشفافية وكانت كلّ الإجراءات واضحة أمام الرأي العام. تابعَنا الإعلاميون مباشرة، وفتحت لهم أبواب الوزارة لتزويدهم بكلّ ما يريدون من معلومات عبر الشاشات التي وُضعت في غرفة العمليات المركزية وفي الباحة الداخلية. عملية الفرز، إصدار النتائج، كلّ الأمور جرت وفق أعلى معايير الشفافية. بذلنا جهدًا كبيرًا لملاحقة المال الانتخابي وكلّ المخالفات، وسعينا للمحافظة على النزاهة الكاملة. كلّ هذه الأمور ساهمت في إنجاح العملية الانتخابية، وجاءت النتائج لتعكس فعليًا إرادة الناس الذين عبّروا عن رأيهم بحرية تامة". سئل: "إذا لم تحصل تطورات أمنيّة إقليميّة أو محليّة، نحن على أبواب صيف واعد. هل اتخذتم تدابير لتأمين الأجواء الأمنيّة للسياح؟" أجاب: "رغم الظروف التي تتحدث عنها، وضعنا خطة أمنيّة قبل أسابيع لحماية السياح، سواء من اللبنانيين القادمين من الخارج ومن الدول العربيّة أم الغربيّة، عبر خلق أجواء مريحة. بدأنا هذه التدابير في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت عبر زيادة عدد الكونتوارات وتسهيل المعاملات دخولًا وخروجًا، بالإضافة إلى مشروع تأهيل وتحسين طريق المطار، إنارتها وتجميلها وتخطيطها بتوجيه وإشراف رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وأنا من بينهم، بالإضافة إلى إجراءات أمنيّة ظاهرة ومستترة على طول الطريق وصولًا إلى وسط بيروت، كما تشديد التدابير الأمنيّة في كلّ لبنان وبصورة خاصة في الأماكن التي يرتادها السياح في العاصمة بيروت والخط الساحلي والجبل". سئل: ما أسباب ارتفاع معدل السرقات والجريمة؟ أجاب: "أحيانًا نلاحظ، حسب الإحصاءات، ارتفاعًا في بعض أنواع الجرائم مثل النشل والسرقات في بعض المناطق، وخصوصًا في بيروت، لكن في المقابل نلاحظ تراجعًا في سرقات السيارات. وارتفاع السرقات قابله ارتفاع بنسبة التوقيفات بحدود 25%، ما يدلّ على فعاليّة قوى الأمن الداخلي في مكافحة هذه الظواهر، والتي تعود لأسباب متعددة، من بينها الأزمة الاقتصاديّة، الحرب التي مرّت على لبنان، النزوح السوري واللبناني، والتراكمات من السنوات الماضية قبل انتخاب فخامة رئيس الجمهورية أو تشكيل الحكومة. نحن الآن نعمل بشكل جدّي وفعّال على مكافحة هذه الظواهر في بيروت والمدن الكبرى وكلّ المناطق". سئل: هل تنسّقون مع الأجهزة الأمنيّة الأخرى؟ أجاب: "طبعًا. كما تعلم، يرأس وزير الداخلية مجلس الأمن الداخلي المركزي، ومنذ استلامي مهامي عملت على عقد اجتماعات متتالية لهذا المجلس، وهو الإطار الأمثل للتنسيق بين جميع الأجهزة الأمنيّة من جيش وأمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وغيرها. وحرصت على أن يكون المجلس هو منصّة للعمل الأمني المشترك، وقد أعطينا توجيهات للتنسيق الكامل بين القادة الأمنيين، وهذا أعطى نتائج إيجابيّة في الانتخابات البلدية وسنراها في المرحلة المقبلة، سواء في التحضير لموسم الاصطياف أو في الإجراءات الأمنيّة الأخرى". سئل: ماذا تقول للمواطن اللبناني وللسائح الذي يزور لبنان؟ أجاب الحجّار: "أقول لهم إنّ لبنان ينتظرهم، والشعب اللبناني يفتح قلبه لكلّ سائح أو مغترب. لبنان بلد فريد يتمتّع بطقس جميل، وضيافة مميزة، وعلاقات طيبة مع الجميع، وأمن جيّد بفضل الإجراءات التي بدأناها من المطار. لا أنكر أنّ الوضع الأمني في المنطقة ضاغط، لكن اللبناني يمتلك إرادة الحياة. فرغم وجود الاحتلال الإسرائيلي، أجرينا الانتخابات في الجنوب وسار لبنان بأجندة الدولة، ونجحنا في الجنوب وفي كلّ لبنان، بفضل إرادة الحياة والبقاء التي نملكها". سئل: "لعلّ موقف الحكومة الأخير بضرورة حياد لبنان يبعده عن المخاطر؟" أجاب: "أكيد. نحن لا نرغب بأن يدخل لبنان في مشاكل أكبر منه. نريده بمنأى عن تداعيات الأحداث في المنطقة". سئل: هل يمكن أن نطمئن الشعب اللبناني أنّ الانتخابات النيابية ستجري في موعدها؟ أجاب: "كما أجرينا الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، بعد التأجيل الذي حصل لثلاث مرات متتالية، أرى أنّه لا يوجد أيّ سبب يمنع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. إنّه استحقاق مهمّ لتجديد الحياة السياسية. وزارة الداخلية منكبة على التحضيرات، والحكومة ستواكب ذلك. وهذا قرار متّخذ على أعلى المستويات". وعن أبرز التحديات في التحضير لهذه الانتخابات؟ قال الحجّار: "أشارك في اجتماعات اللجان النيابية لمناقشة التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات، كتصويت المغتربين والبطاقة الممغنطة. وقد شُكّلت لجنة وزارية برئاستي مع عدد من الوزراء المعنيين للنظر في هذه التعديلات. كلّ هذه الأمور تهدف إلى ضمان إجراء الانتخابات في وقتها رغم التحديات الأمنيّة والإدارية"، مضيفًا "طموحنا هو إجراء الانتخابات إلكترونيًّا بكبسة زر، لكنّ ذلك يتطلب تحضيرات وبنية تحتيّة، ونحن نعمل على ذلك، ولكن قد لا تكون جاهزة للانتخابات المقبلة. نحن بصدد العمل على بطاقة هويّة إلكترونيّة (Digital ID) ونعمل على تأمين التمويل اللازم. أمّا البطاقة الممغنطة، فالموضوع قيد الدراسة وكلّ ذلك مرتبط بالتعديلات على قانون الانتخاب، ونحن نواكبها". سئل: هل تعدون الناس بانتخابات نيابية نزيهة أيضًا؟ أجاب: "الجميع شهد على نزاهة وشفافيّة الانتخابات البلدية والاختيارية، والدولة كانت على الحياد التام، ونفتخر بذلك. الفضل ليس لي وحدي، بل لكلّ فريق العمل، من المدراء العامين إلى الموظفين والضباط والإعلاميين. كان عملًا جماعيًّا، وقوى الأمن الداخلي أدّت واجبها بالكامل. أعدكم بأن تكون الانتخابات النيابية المقبلة نزيهة وشفافة، وأن تعكس صناديق الاقتراع تطلّعات الناس، وأن تجدّد الحياة السياسية لمستقبل أفضل للبنان". سئل: كيف تقيّمون وضع مؤسسة قوى الأمن الداخلي في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الضاغطة؟ أجاب: "عانت قوى الأمن الداخلي كما غيرها من المؤسسات من الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد. ومع ذلك، أثبتت أنّها ضمانة أمن المواطنين. لم تتأخّر يومًا عن تأدية مهامها، وأنا واكبت عملها حتى بعد تقاعدي وحاليًّا كوزير للداخلية. هذه المؤسسة تستحق كلّ دعم. نعمل حاليًّا على تحسين رواتب الضباط والعناصر والموظفين المدنيين، وكلّهم لهم حقوق يجب على الدولة أن تلبيها. أنا أعرف مشاكل وهموم المؤسسة قيادة وضباطًا وعناصر وسأبقى صوتهم بهدف تحقيق مطالبهم المحقّة". وعن خطة تطوير قوى الأمن الداخلي؟ قال الحجّار: "قوى الأمن الداخلي لم تتوقف يومًا عن التطور. كنت في قيادة معهد قوى الأمن الداخلي، وأعددت الخطة الاستراتيجية 2018–2022 التي ساهمت بنقلة نوعية. حاليًّا، أعمل على خطة استراتيجية لوزارة الداخلية، وطلبت من قوى الأمن الداخلي إعداد خطة خاصة بها. وسأتابع ذلك مع اللواء المدير العام للبناء على ما تحقق، واستكمال تطوير المؤسسة". وحول مناسبة عيد قوى الأمن، والكلمة التي توجّهها للضباط والعناصر، قال الحجّار: "أعتز أنّني ابن قوى الأمن الداخلي، وأفتخر أنّني خرجت من هذه المؤسسة. أقول لرفاقي من كلّ الرتب: يجب أن تكونوا قدوة في مواجهة الأزمات والصعاب. حقوقكم أمانة، وسأسعى دائمًا لتحقيقها. كونوا كما عرفتكم دائمًا على قدر تطلّعات المواطنين". سئل: ماذا يعني فعليًّا إعادة العمل بقاعة محكمة سجن رومية؟ أجاب: "شاركت بوضع الحجر الأساس لهذه القاعة يوم كنت قائدًا لمعهد قوى الأمن. وتم تشييدها، لكنها لم تعمل لفترة طويلة، ومؤخرًا بعد التنسيق مع وزير العدل مشكورًا والذي أوجّه له تحية، عملنا على إعادة العمل في القاعة وبالفعل تم إنجاز عدد كبير من المحاكمات وهي ما زالت مستمرة بهدف تخفيف الاكتظاظ في سجن رومية المركزي والإسراع في الأحكام". سئل: قلتم إنّ السجن يجب أن يكون إصلاحيًّا لا عقابيًّا. ماذا يعني ذلك في لبنان؟ أجاب الحجّار: "السجن يجب أن يؤهّل السجين لا أن يعاقبه فقط. سجن رومية بُني كمؤسسة إصلاحيّة، وكان فيه مشاغل تعليميّة، لكنها تحوّلت إلى غرف بسبب الاكتظاظ. نعمل الآن على إعادة تأهيل المساجين للانخراط في المجتمع، وقد بدأنا بذلك في سجن الأحداث في الوروار بدعم من الاتحاد الأوروبي وأصدقاء من لبنان. نريد أن تكون هذه التجربة نموذجًا. فالسجين هو مواطن جنح لكن لا يمكن حذفه من المجتمع"، مضيفًا "نعمل على تخفيف الاكتظاظ، ونأمل في إعادة إدارة السجون إلى وزارة العدل كما ينص القانون، بحيث تبقى قوى الأمن مسؤولة عن الحماية الخارجيّة فقط، وهذا يعني التحوّل إلى إدارة سجون متخصّصة من قبل إدارة متخصّصة". سئل: هل تملكون رؤية شاملة لإصلاح السجون؟ أجاب: "نعم. نحتاج إلى بناء سجون جديدة، وإدارة حديثة تحت إشراف وزارة العدل. هناك خطة لم تُنفّذ سابقًا لأسباب متعددة، ونأمل تنفيذها قريبًا". وختم الحجّار: "أتمنى أن أكون وزير الناس. دائمًا كان يُقال بأنّ وزير الداخلية والبلديات هو الحاكم الإداري للجمهورية، إلا أنّني أقول بأنّ طموحي هو أن أكون خادمها الإداري. هذه هي السياسة كما أفهمها: التضحية والعمل ونذر النفس والشفافيّة والابتعاد عن الطموحات الشخصية والمصالح... والعمل من أجل الناس. سأبقى أتابع شكواهم وأتفاعل معهم مباشرة. الأمن، السير، الدراجات، وكلّ الملفات ستكون أولويتنا، وسيكون الهمّ الأمني للناس هو الشغل الشاغل بالنسبة إليّ، وسنُطلق قريبًا خدمة الشكاوى المباشرة للمواطنين. أنا حاليًّا أتلقى الشكاوى وأعالجها لكن في القريب سنُطلق هذه الخدمة لأنّه من حق المواطن أن يحصل على حقّه عند أيّ تقصير أو خلل في المرافق التابعة لوزارة الداخلية".

البابا تواضروس في تهنئة للرئيس السيسي: ثورة 30 يونيو وضعت أسس الجمهورية الجديدة
البابا تواضروس في تهنئة للرئيس السيسي: ثورة 30 يونيو وضعت أسس الجمهورية الجديدة

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

البابا تواضروس في تهنئة للرئيس السيسي: ثورة 30 يونيو وضعت أسس الجمهورية الجديدة

هنأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجميع أبناء مصر، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة ٣٠ يونيو. وقالت الكنيسة في بيان لها: تلك الثورة التي قام بها الشعب المصري في حماية القوات المسلحة الوطنية وقوات الشرطة الباسلة، حفاظُا على تاريخه وهويته ومستقبله. وتابع البيان: لقد أسست ثورة يونيو ٢٠١٣ قواعد بناء الجمهورية الجديدة المنوط بها إرساء العدل وحفظ الحقوق وفتح الآفاق أمام الكل للسعي وتحقيق الغايات. وواصل : نثق أن الدولة المصرية والمصريين كافةً يدركون حجم التحديات التي تواجههم، وأن طريق البناء ما زال طويلاً وأننا بالعمل المخلص الجاد سنصل حتمًا إلى ما نربو إليه ونرجوه. واختتم : نصلي أن يحفظ الله وطننا العزيز ويحميه من كل سوء، وينعم عليه بدوام الاستقرار والتقدم.

وزير التعليم:نُجدد العهد على مواصلة العمل لبناء وطن
وزير التعليم:نُجدد العهد على مواصلة العمل لبناء وطن

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

وزير التعليم:نُجدد العهد على مواصلة العمل لبناء وطن

أصدر محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بيانا رسميا أكد خلاله أنه يتقدم بخالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والشعب المصري العظيم بمناسبة حلول الذكرى الثانية عشرة لـ ثورة 30 يونيو المجيدة وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني : ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية سطّر فيها المصريون ملحمة وطنية خالدة في لحظة فارقة لاستعادة هويتهم وصون إرادتهم الحرة. وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني : في هذا اليوم المجيد، نُجدد العهد على مواصلة العمل من أجل بناء وطن يليق بتضحيات أبنائه، وندعو الله عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار. وعلى جانب آخر .. وقعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع وزارة الاسكان، بروتوكول تعاون مشترك بشأن نقل الانتفاع والإشراف الإداري للمدارس بالمدن الجديدة، والمشيدة بمعرفة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية (هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة). ويهدف البروتوكول إلى تعزيز التعاون المشترك، والتنسيق الكامل، بشأن إدارة وتشغيل المدارس المشيدة الكائنة بمدينة السادس من أكتوبر؛ لتطبق نظام التعليم الألماني على غرار شهادة النيل الدولية، حيث ستكون مدرسة مدينة السادس من أكتوبر النموذج الأول (النواة) لتفعيل هذا التعاون المشترك، على أن يتم لاحقًا تحديد باقي المدارس التي سيشملها البروتوكول في مختلف المدن الجديدة وفقًا لما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين. ومن جانبه، أعرب محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، عن بالغ سعادته بالتعاون المثمر مع وزارة الإسكان والمتمثل في البروتوكول الذي وقع اليوم، موضحًا أن الوزارة وضعت خطة استراتيجية لإدارة هذا النموذج المميز من المدارس الدولية، مشيرًا إلى بدء تفعيل تجربة المدارس المصرية الألمانية بداية من العام الدراسي المقبل، كما أشار إلى وجود مشاورات جارية مع السفارة الفرنسية لبحث إنشاء مدارس فرنسية، بما يدعم التنوع والتكامل في منظومة التعليم الدولي داخل مصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store