logo
في مهبّ التهديد الخارجي... ما الذي حمى النظام الإيراني؟

في مهبّ التهديد الخارجي... ما الذي حمى النظام الإيراني؟

النهارمنذ يوم واحد
منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران، عام 1979 على يد آية الله الخميني، ونظام الحكم هو نظام إسلامي بقوانينه، وتشريعاته، وصبغة حكمه.
حيث تمثل ذلك بولاية الفقيه، وتطبيق الشريعة الإسلامية المستمدة من الكتب السماوية والأحاديث الدينية.
فكان هذا النظام الجديد، هو العدو الأساسي للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، لإخفاقه مشروعهم بانتصار الثورة، وما سيقوم به فيما بعد من ترسيخ لقوة إقليمية جديدة، مرتبطة بقاعدة اقتصادية وعسكرية قوية، وحلفاء سياسيين في المنطقة.
وهو ما جعلها في مهبّ مواجهة الغرب وأذرعه، سواء بالحروب أو بالديبلوماسية. وهذا ما ظهر أخيراً خلال الحرب الإسرائيلية على إيران بهدف منعها من حقها الطبيعي بتخصيب اليورانيوم في مقابل رفض الهيمنة الأميركية.
فكيف تجلّى دور الداخل الإيراني في دعم النظام السياسي؟ وكيف شكّل المواطنين سداً منيعاً بوجه التلويحات الخارجية؟
ولاء الشعب لإيديولوجيته.
إن هذه الثورة لم تأتِ نتيجة لتنفيذ أجندة غربية أو خارجية، إنما قامت بشكل حقيقي وفعلي من داخل إيران، فكانت مشبعة بإرادة الشعب على التغيير، والانتقال من حكم الشاه والسيطرة الأميركية، إلى عصر جديد ومرحلة جديدة.
وعلى الرغم من التنوع الطائفي في إيران، فقد كانت الثورة مشحونة بتأييد كافة هذه الطوائف. أي أنها خلقت من رحم الإرادة الجماعية الرافضة للهيمنة الإسرائيلية والأميركية، ما يشكل حصن منيع أمام انهيار النظام الإيراني انطلاقاً من الفكرة وتمسك الشعب بالدفاع عنها.
وفيما بعد، ومع تمركز الحكم، لم يتم قمع هذه الطوائف من التمثيل السياسي، حيث وإن اختلفت بشكل نسبي عدد المقاعد الممنوحة لكل طائفة في البرلمان، فإنها لم تمنع من هذا الحق. بل مارسته بشكل ديمقراطي وواضح.
المعارضة الوطنية المحبطة للغر.
إلّا أنّ الشعب الإيراني والذي كان كغيره من الشعوب التي تعترض على بعض الأمور في تنفيذ الحكم، فكان هناك معارضة من بعض الفئات والجهات على أمور من مثل فرض الحجاب والدولة المدنية وما إلى ذلك. لكن نسبة هؤلاء هي نسبة قليلة أولاً مقارنة بالعدد الكبير من المؤيدين، ثانياً هي معارضات فردية، غير منظمة في إطار من العمل الوحدوي الجماعي بهدف إسقاط النظام، وإنما غالباً بهدف إدخال التعديلات عليه.
وهذا ما ظهر جلياً خلال هذه الحرب، التي ظهر فيها الكثير من التأييد الداخلي للسلطة، والوقوف إلى جانبها في حربها، والتي شكلت بجزء كبير منها صفعة لأوهام الحكومة الإسرائيلية، بإمكانية إسقاط النظام.
وكانت رداً منيعاً بوجه تصريحات رئيس حكومة العدو، الذي لوّح بأن حربه ليست ضد الشعب، إنما النظام، حتى قوبل ذلك بغضب واضح على وسائل التواصل الاجتماعي قبل قطع الإنترنت عن البلد، إضافة إلى المظاهرات الشعبية الإيرانية التي أظهرت تأييداً واضحاً ووفاء للسلطة والحكم والنظام القائم.
حصانة النظام السياسي الداخلي
إن هذا النظام الداخلي، الذي لم يعتمد الأسلوب الديكتاتوري في الحكم، مع قمع حقوق المواطنين المدنية بشكل كامل أو استخدام أسلوب التوريث للحكم.
وظهور ذلك جلياً، بإمكانية مشاركة المواطنين باختيار من سيمثلهم بالحكم، بشكل ديمقراطي، ولا يحكمون بوجود ولي فقيه واحد طيلة فترة حياته، أي دون وجود رئيس للجمهورية، أو بكونه وحده رئيساً دون غيره.
فإن تحقيق هذا النظام بشكل نسبي لحماية حقوق الأفراد وحرياتهم، وتأمين حد لائق من الحياة الكريمة، كان داعماً إضافياً لهذا النظام. فكثرة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، والمعاناة الدائمة المفرطة، تشكل عثرة في طريق استمرارية النظام. خصوصاً أن إيران بعد نظام الشاه، تمكنت من الخروج من الأزمات الاقتصادية والفقر الذي كان يعاني منه الشعب، واستحواذ السلطة على المال مقابل حرمان الشعب منه.
إضافة إلى شرعية الحكم الذي يتمثل برضى المواطنين عن ممثليهم وتصرفاتهم، وهذا ما يؤدي بالمواطنين نتيجة الديمقراطية إلى المعرفة بإمكانية التغيير في حال عدم استجابة السلطة لتطلعاته، وبالتالي عدم الاستجابة للغرب.
فكلّ تلك العوامل مجتمعة، أدّت لتكتّل الشعب حول نظام الحكم السياسي في بلده، انطلاقاً من الولاء الشعبي وارتفاع حسّ المواطنة لديهم، ما يرسخ عامل الانتماء إلى الأرض والوطن، وعدم الانجرار وراء الدعايات الخارجية التي تؤدي إلى شرخ في البلاد.
وهذا كلّه ينعكس على أداء الحكومة في أثناء الحرب، التي تكون بمأمن عن مشكلات داخلية، نتيجة الدعم الداخلي، فلا تؤدي لتشتيت جهوده.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم

بيروت نيوز

timeمنذ 28 دقائق

  • بيروت نيوز

إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم

قال الرئيس الأميريكي دونالد ترامب إن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم. ]]> وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إنه يعتقد أن برنامج إيران النووي تعرض لانتكاسة دائمة، على الرغم من أن طهران قد تستأنفه في موقع مختلف. وذكر ترامب أنه سيناقش إيران مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور البيت الأبيض يوم الاثنين.

هل وافقت إيران على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم؟
هل وافقت إيران على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم؟

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

هل وافقت إيران على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم؟

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الجمعة إن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم. وأكد للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أنه يعتقد أن برنامج إيران النووي تعرض لانتكاسة دائمة، على الرغم من أن طهران قد تستأنفه في موقع مختلف. وذكر ترامب أنه سيناقش إيران مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور البيت الأبيض يوم الاثنين.

ترامب: البرنامج النووي الإيراني قد يُستأنف من موقع مختلف
ترامب: البرنامج النووي الإيراني قد يُستأنف من موقع مختلف

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

ترامب: البرنامج النووي الإيراني قد يُستأنف من موقع مختلف

العربية قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة، إن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم. وأوضح للصحافيين من على متن طائرة الرئاسة أنه يعتقد أن برنامج إيران النووي تعرض لانتكاسة دائمة، على الرغم من أن طهران قد تستأنفه في موقع مختلف. وكان الرئيس الأميركي قد أشار الخميس، إلى أن إيران ترغب في التحدث إلى الولايات المتحدة، وأنه مستعد للقاء ممثلين عنها "إذا لزم الأمر". وأضاف ترامب للصحافيين في قاعدة أندروز الجوية أثناء توجهه إلى تجمع انتخابي في ولاية آيوا: "إيران تريد التحدث، وأعتقد أنهم يرغبون في التحدث إليّ، وحان الوقت لذلك". وتابع: "نحن لا نسعى لإيذائهم، بل نريد فقط أن نمنحهم الفرصة ليكونوا دولة من جديد". وأفاد مصدران مطلعان على المحادثات بين طهران وواشنطن، أن المبعوث الأميركي للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، يخطط للقاء وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أوسلو، الأسبوع المقبل، لإعادة إطلاق المحادثات النووية، وفقا لما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي. وقال المصدران إن موعد اللقاء لم يُحدد بشكل نهائي بعد، ولم تعلن أي من طهران أو واشنطن عن الاجتماع رسمياً. وأكد المصدران، وفق "أكسيوس"، أن ويتكوف وعراقجي على اتصال مباشر منذ نهاية الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، بعدما توسطت الولايات المتحدة في وقف إطلاق النار بين الجانبين، مشيرين إلى أن مسؤولين من سلطنة عمان وقطر يواصلون الوساطة بين إيران والولايات المتحدة. يذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا منذ أبريل (نيسان) الماضي، 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان، استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي قبل أن تشن إسرائيل ضرباتها في 22 يونيو (حزيران) الماضي مستهدفة مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتالت عدداً من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، قبل أن ترد إيران بهجمات صاروخية واسعة في حرب استمرت لمدة 12 يوما، ليعلن الرئيس الأميركي بشكل مفاجئ وقفا لإطلاق النار بين البلدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store