logo
مستوطنون يواصلون إرهاب الضفة الغربية: سرقات وهجمات على المنازل

مستوطنون يواصلون إرهاب الضفة الغربية: سرقات وهجمات على المنازل

العربي الجديدمنذ 4 ساعات

شنّ
المستوطنون
سلسلة هجمات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تخللها طرد مزارعين من أراضيهم وتدمير منازل وهدم وتجريف أرضِيّ. وفي هذا السياق، قال الناشط الإعلامي أسامة مخامرة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن مستوطنون هدموا، الجمعة، منشأة زراعية وجرفوا أراضيَ وهاجموا مساكن الأهالي وحقولهم الزراعية في منطقة "خلة الفرا" غرب مدينة يطا جنوب الخليل.
كما هاجم مستوطنون منزلاً وحطموا نوافذه وسرقوا ما به من أثاث ومعدات وهواتف محملة في منطقة "أخلال الحمص" جنوب شرق يطا، في حين سرق آخرون عدداً من رؤوس الأغنام الصغيرة من قرية عرب المليحات شمال غرب أريحا شرق الضفة الغربية، وفق ما أفاده المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات في حديث لـ"العربي الجديد".
من جانب آخر، أكّد مليحات أن مستوطنين أطلقوا مواشيهم داخل أراضٍ مزروعة بأشجار مثمرة في خربة الفخيت بمسافر يطا، جنوب الخليل. أما في منطقة رام الله، فقد هاجم عدد من المستوطنين، مساء الجمعة، فلسطينيين داخل أراضيهم الزراعية ببلدة شقبا غرب رام الله، وطردوهم منها تحت تهديد السلاح، بحسب ما أكدته مصادر محلية.
أخبار
التحديثات الحية
فرنسا تُدين عنف المستوطنين وتدعو لـ"إجراءات حاسمة" في الضفة
وشمال رام الله، اقتحم مستوطنون الأطراف الجنوبية لبلدة سنجل شمال رام الله، وحاولوا التقدم نحو البلدة، ما أسفر عن اندلاع مواجهات بالحجارة خلال محاولة صد الهجوم، أصيب خلالها شاب فلسطيني بالرصاص المطاطي بعدما استهدفته قوات الاحتلال الإسرائيلي التي عملت على توفير الحماية للمستوطنين. وفي محافظة نابلس، هاجم مستوطنون منزلاً في قرية بورين، ونصبوا خيمة مقابله.
وتأتي هذه الاعتداءات ضمن سياسة ممنهجة يتبعها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، بغرض ترهيب الفلسطينيين ودفعهم نحو الرحيل وترك منازلهم، في إطار محاولة خلق واقع جديد في الضفة، بمساندة رسمية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيشه.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تناقض الطبقة والأمة: العرب المُستبعَدون من التنمية
تناقض الطبقة والأمة: العرب المُستبعَدون من التنمية

العربي الجديد

timeمنذ 27 دقائق

  • العربي الجديد

تناقض الطبقة والأمة: العرب المُستبعَدون من التنمية

كإحدى العادات الهزلية، يوجّه بعض الاقتصاديين، أسرى نماذج الاقتصاد البحت، النصائح تلو الأخرى لحكومات العرب مُطالبين إياها بمراجعة الكتب المدرسية في الاقتصاد الكلي والنقدي وخلافه، كما لو كانت المشكلة أنها حقًا لا تعلم عنها شيئًا، في واحدة من أقصى حالات المدرسية الساذجة التي تجعلهم حفنة من "الطيبين حسني النيّة" الذين يظنّون السبب في ما يبدو من تطبيق انتقائي مُشوّه مجرد سوء تقدير أو ضعف إرادة، وليس انحيازات اجتماعية ومصالح غير نزيهة ببساطة. والأدهى أنهم ينتشون حبورًا بما تطبّقه حكومات العرب على رقاب شعوبها، ويدعونها إلى الإسراع بالمزيد منه، فيما يصبرون طويلاً وكثيرًا على ما لا تطبّقه مما يمسّ نخبها، بشكل يجعلهم عمليًا، وفي التحليل الأخير، كمن "يُحجِّزون" (بالتعبير العامّي المصري عمن يتوسّط فض خناقة) في جهة واحدة لصالح الأرستقراطية المحظية والسلطة الاستبدادية على حساب الشعوب، في حالة تواطؤ لا تليق ولا تتسق حتى مع مبادئ الليبرالية الكلاسيكية ومعاييرها! وجذر الخلل عند هؤلاء الليبراليين ـ في أغلبهم ـ تصوّرهم إمكانية نجاح التحوّل الاقتصادي والاجتماعي بمنطق النقاط، وليس كتحوّل مُتكامل مُتسق ذاتيًا. كذا اعتقادهم بحتمية الانتهاء إلى شكل "رأسمالي مثالي" يرسو عنده دومًا المسار النيوليبرالي، وليس احتمالية وجود أشكال عديدة قد لا تمتّ إلى الأهداف المُتوخّاة والشعارات المُعلنة بصلة، بما فيها أشكال لا تنجح كليًا (كمعدلات نمو وتوازنات عامة) ولا توزيعيًا (كأنماط تخصيص وتوزيع)، فلا تنال الدول والشعوب من ورائها سوى الأشواك، فيما تستأثر قِلة محظوظة بالورود والثمار، دون أي عائد عام على النمو والتطوّر الكليين للبلد، حتى بطريقة الرأسماليات الكلاسيكية! يساعدنا في فهم هذه الحالة الشائكة أحد المداخل الحديثة نسبيًا في تحليل النماذج الاقتصادية الواقعية، لا المثالية المجرّدة، هو مدخل "تنوّعات الرأسمالية" Varieties of Capitalism، الذي لا يفترض شكلاً مثاليًا مُوحّدًا للرأسماليات، ويستبطن الدور التكويني المهم للمؤسسات والعلاقات غير الرسمية وتوازنات القوى السياسية والاجتماعية في صياغة الشكل الفعلي النهائي لعمل النظم الاقتصادية الفعلية، ما يذكّرنا بطرح الباحث عمرو عادلي عن "الرأسمالية المشقوقة" (التي تناولناه في مقال سابق) كشكل للرأسمالية المصرية، الذي يتقاطع كثيرًا مع طرح "اقتصاد السوق المُجزّأة" الذي يطرحه ستيفن هيرتوغ في تصنيف يفسّر أداء الاقتصادات العربية متوسطة ومنخفضة الدخل وإشكالاتها، في كتابه "مُستبعدون من التنمية: الداخليون والخارجيون في الرأسمالية العربية" Locked Out of Development Insiders and Outsiders in Arab Capitalism (دار نشر جامعة كامبريدج، 2022)، الذي نناقش أفكاره الرئيسية في هذا المقال. رسملة انتقائية: اقتصاد السوق المُجزّأة ينطلق هيرتوغ من رصد وتحليل عام لأبرز مظاهر الأداء الاقتصادي العربي وإشكالاته في مجموعة الدول العربية متوسطة ومنخفضة الدخل تحديدًا، مُقتصرًا على مصر والأردن وتونس والجزائر والمغرب، وسورية واليمن (قبل اضطراباتهما 2011 و2015)، مُسجّلاً انخفاض ديناميكيتها الاقتصادية، مُتمظهرًا، ضمن أشياء أخرى، في تحقيق المنطقة العربية عمومًا أعلى معدلات بطالة عالميًا، وأقل نمو بإنتاجية العمل، وأقل حصة سلع عالية التقنية في صادراتها السلعية القليلة أصلاً، كذا أقل معدلات دخول شركات بالقطاعات والأسواق. موقف التحديثات الحية إيران والعرب في ظل الحرب ويتمحور طرح هيرتوغ حول تنويعه المُقترح لها بكونها اقتصادات سوق مُجزّأة، تتضافر مجموعة عوامل لتسمها بهذا التجزء، أولها وجود دولة شديدة التدخّل في الاقتصاد، مع محدوديتها ماليًا وتخلّفها مؤسسيًا. فالواقع أن الاقتصاد العربي لا يزال دولتيًا Statist بالأساس، رغم محاولات اللبرلة منذ السبعينيات، وثانيها انحياز الدولة بشكل خلق انقسامًا حادًا ما بين الداخليين/المحظيين والخارجيين/المُستبعَدين، وثالثها غلبة توازن انخفاض مهارات وركود إنتاجية. وهو التجزؤ الذي يتضافر تقنيًا مع اعتماد هذه الدول على نموذج نمو كينزي قائم على الدولة، يعمل بهياكل إنتاجية وعوائد منخفضين، بشكل كانت نتيجته أن دفعت الحاجة لكلٍ من تحفيز الاقتصادات ودعم مزايا المحظيين عبر الاستهلاك العام، إلى مراكمة ديون عامة مرتفعة وإمكانات استثمار عامة منخفضة. وبسبب هذه الحالة من التشوّه النيوليبرالي الدولتي، يرفض هيرتوغ تفسير الربيع العربي والعجز التنموي بالنيوليبرالية بحدّ ذاتها، وهو قول نوافقه في أقلّه ونخالفه في أكثره. ففي ضوء توصيف كهذا لا يخلو من الصحة، لا يمكن حصر أسباب الاثنين في النيوليبرالية وحدها بالتأكيد، فيما لا يمكن في ضوء الجوهر النيوليبرالي للواقع الاقتصادي العربي تبرئتها منهما بدعوى تشوّه التطبيق. فالواقع الذي لا يغفل عنه المؤلف، أن اختلالات التطبيق النيوليبرالي العربي، بأبعادها الهيكلية وخلفياتها التاريخية، لا تغيّر حقيقة أن الأنظمة لا تتكوّن في الفراغ المجرد، ولا تعيش في النماذج المثالية الفيبرية، بل تأخذ شكلها النهائي الواقعي ضمن السياق الاجتماعي والتاريخي المعيّن الذي تتحقّق ضمنه وتوجد فيه. وهكذا، فما يصفه بأنه تشوّه دولتي هو على الأرجح نسختنا العربية "الممكنة تاريخيًا" من الرأسمالية، التي جمعت لسوء حظنا شرور التبعية للخارج والمحاسيبية بالداخل والريعية فيما بينهما؛ ما تم بتواطؤ بين النُّخب الكومبرادورية التابعة بأشباه الجمهوريات العربية والمراكز الإمبريالية والرأسمالية المالية العالمية بالغرب. من جهة أخرى، يرفض هيرتوغ النقد الليبرالي التقليدي، فلا يرجع ضعف الأداء الاقتصادي العربي إلى تدخّل الدولة بحد ذاته، بل إلى عدم توازنه وانحيازه الحاد، مع محدودية الموارد القابلة للاستثمار والتوزيع، ومع التأثير الجوهري لذلك التدخّل الذي يشكّل هيكل الحوافز وطبيعة المخرجات. فالمشكلة أن الدولة العربية لا تعمل بشكل متوازن يعكس تماسك السياسات العامة والمصلحة الاجتماعية، بل بشكل تمييزي تكاد تكون معه جهاز دعم ودفاع عن امتيازات ومكاسب المحظيين بالأساس، بما يتضمّنه ذلك من تطبيق انتقائي للقوانين والتنظيمات، ووصول غير متوازن للموارد والفرص، وحماية صريحة وضمنية للاحتكارات، فضلاً عن تبنّيها أنماط تخصيص غير متوازنة، وأشكال واتجاهات استثمار عام وإنفاق حكومي مُنحازة لا تتوخّى شمولية الاستراتيجيات التنموية واحتوائية أنظمة الرفاهة. أسواق التحديثات الحية كيف يؤثر اضطراب الاقتصاد الأميركي على العرب؟ ورغم تأكيد هيرتوغ وجود ثنائية المحظيين والمُستبعَدين في كل الاقتصادات تقريبًا، فإنه يشدّد على عدم وجودها بهذه الحدّة والعُمق خارج الاقتصادات العربية، سواء من جهة التمييز الهائل بين الفريقين، أو من جهة حجم مزايا الداخليين والرعاية التي يحظون بها من الدولة، أو من جهة مدى استقرار مكوّنات الثنائية إلى حدّ توارثها عبر الأجيال، باستثناء الشرائح الأضعف من الداخليين، التي يجري تقليصها واستبعادها تدريجيًا مع تضييق دوائر المحظيين تحت ضغط الركود الاقتصادي والأزمة المالية المُتزايدة في تلك الدول. ويعمل هذا الانقسام على الأصعدة كافة في الاقتصادات العربية، فهو قائم على مستوى المؤسسات والشركات، وعلى مستوى سوق العمل وأنظمة الرفاهة الاجتماعية. فعلى مستوى الشركات، نجدها منقسمة ما بين عدد قليل من الشركات الضخمة ذات العلاقات السياسية بالسلطة، أو ما يُعرف برأسمالية المحاسيب، وعدد هائل من الشركات الصغيرة والقزمية ينتمي أغلبه إلى ما يُعرف بالقطاع غير الرسمي، وبينهما نسبة صغيرة جدًا من الشركات متوسطة الحجم، التي تعكس حواجز الدخول المرتفعة للأسواق ومحدودية فرص نمو الشركات وإمكانية تحوّلها من شركات صغيرة إلى متوسطة فكبيرة، فيما يُوصف كثيرًا بظاهرة "الوسط المفقود". وينتج من مُجمل هذا الوضع، تواضع متوسط كفاءة الشركات عموماً، فالشركات المحاسيبية الضخمة لا تواجه منافسة تجبرها على التحسّن، والصغيرة غير الرسمية محدودة الإمكانات وفرص الوصول إلى الأسواق والائتمان وغيره، لا عجب أن تكون الشركات متوسطة الحجم الأعلى كفاءةً في الاقتصاد، لكنها لا ترفع المتوسط العام المتواضع؛ بحكم قلتها النسبية. أما على مستوى سوق العمل وأنظمة الرفاهة، فينقسم سوق العمل إلى قطاع عام ـ كبير نسبيًا ـ يحظى في المتوسط بأفضل متوسطات أجور وظروف عمل، وقطاع خاص منظم ـ صغيرـ يحظى بأوضاع أقل جودة، وقطاع خاص غير منظم هو الأضخم بين الثلاثة، يعمل بأقل متوسطات أجور وأسوأ ظروف عمل. فحسب إحصاءات مسح قوة العمل عام 2018، كان متوسط أجر الساعة في القطاع الخاص الرسمي أقل من نظيره في القطاع العام بما راوح ما بين 11 و17%، فيما كان متوسط أجر الساعة في القطاع الخاص غير الرسمي أقل من نظيره في القطاع العام بحوالى 33%، وذلك دون حساب المزايا النوعية والعينية للوظائف العامة من يوم عمل أقصر وإجازات أكثر وضمانات وظيفية أكبر وخلافه. أسواق التحديثات الحية الغلاء يحرم ملايين العرب أداء شعيرة الأضاحي ويُلاحظ الارتفاع الشديد لنسبة التشغيل العام ضمن التشغيل بالقطاع الرسمي في المنطقة العربية مقارنةً ببقية العالم، ما يعكس ضعف نمو الأخير تماشيًا مع الركود الاقتصادي العام وارتفاع نسبة القطاع غير الرسمي، فضلاً عن مفاقمة اللبرلة لعدم استقرار التشغيل في القطاع الخاص الرسمي. ورغم تدهور أوضاع الشرائح الدُنيا من العاملين في التوظيف العام والحكومي عبر السنوات، مع موجات التضخّم والأزمة المالية المتزايدة؛ فإنهم يظلون أفضل نسبيًا من نظرائهم بالقطاع غير الرسمي، ما يفسّر ضعف مرونة الانتقال بين قطاعات التشغيل المختلفة، فمن يعملون بالقطاع العام نادرًا ما يتنازلون عن مواقعهم أو يفقدونها، ومن يعملون بالقطاع الخاص غير الرسمي يقضون وقتًا طويلاً جدًا قبل الانتقال إلى القطاع الخاص الرسمي، وقد لا يجدون الفرصة للانتقال إليه أبدًا مع سيادة الواسطة والمحسوبية حتى في القطاع الخاص. وبسبب هذا التركيب المحاسيبي الراكد لسوق العمل، وقع في ما يُعرف بـ"فخ انخفاض المهارات"، حيث يسود توازن مهارات وتكنولوجيا منخفض بفعل ضعف الضغط التنافسي على الشركات، ومن ثم عدم اهتمامها باستقطاب المهارات أو تقديم التدريب (جانب الطلب)، كذا بفعل غلبة المحسوبية على معايير الكفاءة في تحديد فرص الانتقال في سوق العمل وانخفاض العوائد على التعليم والتدريب، ومن ثم عدم اهتمام العاملين بتطوير مهاراتهم (جانب العرض). كذلك يسهم التركيب المحاسيبي في غلبة التشغيل غير الرسمي. فقد قُدّر عام 2020 أنه لو اختفت المحاسيبية لصالح التنافسية في الاقتصاد المصري مثلاً، لارتفع التشغيل في القطاع الخاص الرسمي بنسبة 25%. وتزيد الدولة الموقف سوءًا بتركيزها الحصري على تحصيل الضرائب، لهذا لا تنجح محاولاتها لإدماج الاقتصاد غير المنظّم، لكونه إدماجًا لا يعني للمُستهدفين منه في المحصّلة الأخيرة سوى تحميلهم بالضرائب دون استفادة حقيقية بسوق أكثر تنافسية أو وصول أكثر عدالة إلى الموارد والفرص والائتمان. فامتدادًا لثنائية المحظيين والمُستبعدين، تريد الحكومة تحميلهم مزيدًا من المغارم مع استئثارها ومحظييها وحدهم بالمغانم، فيا لها من قسمة ضيزى! موقف التحديثات الحية العرب يحسدون ترامب... نظرة يا دول الخليج ولم يؤد انقسام المحظيين والمُستبعدين إلى إضعاف دينامية الاقتصادات العربية وإفقار الغالبية العُظمى من شعوبها فقط، بل أسهم كذلك في تكريس حالة من الاحتجاز السياسي التي تؤخّر التحوّل الديمقراطي، حيث يرفض المحظيون الأقدر على تنظيم أنفسهم الإصلاح دفاعًا عن مزاياهم غير العادلة، ويطالب المُستبعدون بشمولهم بهذه المزايا، بدلاً من المطالبة بإصلاح سياسي واقتصادي شامل؛ لكونه لا يضمن مزايا قريبة ومؤكّدة. وهو ذات المسار الذي تفضّله النُّخب الحاكمة، لكونه يشقّ الصفوف ويؤجّل التناقضات؛ فيدعم استقرارها السياسي. تناقض الطبقة والأمة عند العرب ومشكلة هذا النموذج، إضافةً إلى ركوديته واستبداديته الكامنة، أنه لا يمكنه إلا أن يزداد انغلاقًا وحصرية على محظييه، وتهميشًا وعدائية تجاه مُستبعديه، حتى لتكاد تكون حالة "الرسملة الانتقائية" نوعًا من سوق "الفردة وفردة" بالتعبير المصري، حيث سوق حرّة على الشعب المُستبعَد (أسعار عالمية بدعوى عقلانية التكاليف)، دون أن يكون له شيء منها (كالتسعير الجبري على الفلاحين ومُصادرة الممتلكات الخاصة بدعاوى المصلحة العامة خارج منطق وسعر السوق (جزيرة الورّاق وأشباهها في مصر)، مقابل سوق حرّة لصالح النُّخب المحظية (حرية احتكار وتسعير مُطلقين بدعوى عدم تدخّل الدولة)، دون أن يكون عليها شيء منها (كالتسهيلات الحصرية غير السوقية لجميع أشكال السلطة والموارد والتمويل دون منافسة أو محاسبة)..، وكما هو واضح، تتكامل "الفردتان" كوجهَي عملة واحدة على تحقيق نتيجة واحدة، هي التداول المُعوَجّ للموارد والنقل القسري للثروة في اتجاه واحد، من الشعب المُستبعَد إلى النُّخب المحظية! هذا الاستبعاد للأغلبية الشغّيلة من العرب، كطبقات فقيرة مُستبعَدة لصالح امتيازات أقلية محظية ضمن نمط التنمية القائم، بما يرتّبه من آثار لاتنموية على مُجمل الاقتصادات العربية، من ضعف ديناميكية وركود إنتاجية وتكلّس كيفي ونوعي، إلخ، يؤدي بنهاية المطاف إلى فشل التنمية بمجموعها، والاستبعاد الجيوتاريخي للعرب باعتبارهم أمة على مستوى النظام العالمي، ليصبح الاستبعاد التنموي لأغلب العرب بوصفهم طبقات شغّيلة داخليًا، والفشل التنموي أمةً ودولاً خارجيًا، وجهين لعملة واحدة (تخلّف النمط المحاسيبي القائم) ولتناقض واحد (تناقض مصالح النُّخبة المحظية وأغلب الأمة المُستبعَد).

حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم "عاملات قُصّر"، ومصر تنعي "شهيدات لقمة العيش"
حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم "عاملات قُصّر"، ومصر تنعي "شهيدات لقمة العيش"

BBC عربية

timeمنذ 31 دقائق

  • BBC عربية

حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم "عاملات قُصّر"، ومصر تنعي "شهيدات لقمة العيش"

لقي 19 شخصاً على الأقل مصرعهم، غالبيتهم فتيات مراهقات من العاملات باليومية، في حادث سير في شمال مصر الجمعة، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية. واصطدمت شاحنة نقل بحافلة صغيرة تقل الفتيات العاملات من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة، بمحافظة المنوفية، إلى مكان عملهن في دلتا النيل، على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة القاهرة، وفق ما أفادت صحيفة أخبار اليوم الرسمية. وبحسب قائمة بأسماء الضحايا وأعمارهم نشرتها صحيفة الأهرام المملوكة للدولة، فإن معظم العاملات في سن المراهقة واثنتان منهن لم تتجاوزا الرابعة عشرة. وأثار الحادث تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي داخل مصر وخارجها، بينما وصفت وسائل إعلام مصرية الفتيات بأنهن "شهيدات لقمة العيش". "انتهاء حلم" ووصف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضحايا الحادث بـ"أطفال لقمة العيش"، إذ قال أحد الحسابات على منصة "إكس": "19 عروسه مصريه كان حلمها تتجوز وترتاح بس للأسف انتهي الحلم وخلص الكلام". بينما انتقدت حسابات أخرى "اضطرار" الفتيات الصغيرات للعمل لـ"تأمين لقمة العيش" بدلاً من الذهاب للمدارس والملاعب. وقالت حسابات أخرى على منصة "إكس" أن يوم الجمعة، كان "يوماً أسوداً حزيناً" بعد أن وفاة الفتيات العائدات من "يوم طويل من التعب" مقابل أجر يومي زهيد لا يتجاوز 130 جنيهاً مصرياً (2.62 دولار) على حد قوله. بينما تداولت حسابات على فيسبوك وتويتر مقاطع فيديو، قالوا إنها لمراسم تشيع الفتيات في مسقط رؤوسهن في قرية كفر السنابسة، بمحافظة المنوفية، واصفين المشهد بـ"المهيب". كما سلط الحادث الضوء على ما وصفه البعض بـ"استغلال" النساء في مصر و"عمالة الأطفال" مقابل أدنى أجر، وطالب البعض بإعادة النظر في قوانين العمل في مصر "الغير موجودة". "الوعي المروري، من صميم الشرع" الحادث أثار ردود فعل واسعة في الأوساط المصرية الرسمية أيضاً، إذ نعى وزير الأوقاف المصري الدكتور أسامة الأزهري، في منشور على صفحة الوزارة على فيسبوك، "ضحايا حادث التصادم الأليم الذي وقع على الطريق الإقليمي، وأسفر عن عدد من الوفيات والمصابين"، مؤكداً على أن "الوعي المروري والالتزام بقواعد المرور من صميم مقاصد الشرع الحنيف". في منشور آخر، حثث وزارة الأوقاف المصرية على ضرورة الالتزام بالقواعد المرورية باعتباره "شجاعة حقيقية، ووعياً وتحضراً" بحسب منشورها. كما نعى الأزهر ضحايا الحادث، ودعا لــ"اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث". وقالت رئاسة الوزراء المصرية إن وزيرة التضامن الاجتماعي، وجهت الهلال الأحمر لتقديم التدخلات والمساعدات والدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين ، وإنهاء الأبحاث الاجتماعية اللازمة لدعم أسر الضحايا، وصرف التعويضات اللازمة. وبحسب إحصائية نشرتها وكالة فرانس برس، ينخرط ما لا يقل عن 1,3 مليون قاصر في مصر، ضمن أشكال عمالة الأطفال في البلاد. ويقول الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر - وفق أحد بياناته - إن نسبة عمالة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (5 و17 عاماً) والذين يقومون بأنشطة اقتصادية أو أعمال منزلية، انخفضت إلى 5.6 في المئة، مقارنةً بـ 7 في المئة عام 2014. وسُجلت أعلى نسبة لعمالة الأطفال في صعيد مصر، حيث بلغت 7.4 في المئة، بينما سُجلت أقل نسبة في المحافظات الحدودية والحضرية، حيث بلغت 2.6 في المئة و2.7 في المئة على التوالي بحسب التقرير.

حميدتي: سنغزوكم.. لكن لا تقلقوا
حميدتي: سنغزوكم.. لكن لا تقلقوا

العربي الجديد

timeمنذ 39 دقائق

  • العربي الجديد

حميدتي: سنغزوكم.. لكن لا تقلقوا

بعد مذبحة فضّ اعتصام السودانيين في الخرطوم أمام مباني قيادة الجيش، وأماكن أخرى، في 3 يونيو/ حزيران 2019، أصدر رئيس المجلس العسكري الحاكم وقتها، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قراراً بوقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، وتشكيل حكومة لمدة انتقالية لتشرف على الانتخابات. لم يخضع الشارع، وواجه قرار الجيش بحكم الفترة الانتقالية رفضاً شعبياً أجبره على العودة الى التفاوض مع القوى السياسية المدنية. ترى القوى المدنية أن عودتها إلى التفاوض كانت ضرورية، فإن في ذلك حقناً للدماء، لأن الحل الآخر غير قبول التفاوض يعني الدخول في مواجهة مفتوحة مع المجلس العسكري. كما تعرّضت القوى المدنية لضغوط قوية من وسطاء إقليميين ودوليين. لم يكن هذا مقنعاً لكثيرين، خصوصاً القوى الشبابية التي رأت العودة إلى التفاوض وقبول الشراكة مع الجيش لم يعودا مقبوليْن بعد غدر فض الاعتصام. لكن القوى السياسية مضت في طريقها، وخاضت تفاوضاً بدعم دولي. في تلك الأيام، فوجئ نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بحديثٍ عن دمج قواته في الجيش القومي. لم يفهم قائد المليشيا هذا الأمر! فهو يقود مليشيا خاصة، لكنها مقننة عبر برلمان نظام عمر البشير/ الحركة الإسلامية، ولديها قانون خاص. حتى الرتب العسكرية التي حصل عليها، طلبها من الرئيس السابق قائلاً "نريد رتباً عسكرية مثل التي تمنحها للجنوبيين في شوالات"، مشيراً إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان. ظلّ حميدتي دائم اللوم للقوى المدنية، ويقول إن أحداً قبلهم لم يقترح أمراً كهذا. ورفض قائد الجيش أيضاً هذه الدعوات. وهاجم مطلقيها، واتهمهم بالنوم في منازلهم آمنين، بينما تحرسهم قوات الدعم السريع! كان لافتاً أن يفخر قائد الجيش بأن مليشيا تحرس المواطنين، لا الجيش الذي يقوده! كان حميدتي قبل الثورة السودانية قد أعلن بوضوح رؤيته نفسه والدولة. في 2014، انتقد رئيس حزب الأمة الصادق المهدي (آخر رئيس وزراء منتخب قبل انقلاب البشير) وضع قوات الدعم السريع، وجرائمها في دارفور التي ترتكبها باسم النظام الحاكم وبتنسيق مع الجيش. اعتقل المهدي مباشرة عقب هذا التصريح. ووقف حميدتي متفاخراً يقول لجنوده "نحن من نتحكّم في هذا البلد. نقول اعتقلوا الصادق المهدي. يعتقلوا الصادق المهدي. نقول أطلقوا سراحه. يطلقون سراحه". ثم قال كلمته التي اشتهرت لاحقاً "يوم ما الحكومة تسوي جيش تجي تكلّمنا". ولأنه ظنّ أن سيده القديم سيبقى إلى الأبد، صرح في يناير/ كانون الثاني 2018 "ترشيح البشير فوق راس أي زول". أي غصباً عن أي معترض. وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، اكتشف حميدتي أنه راهن على جوادٍ لن يعدو طويلاً. ومثل ما يفعل الجيش السوداني منذ الاستقلال، انقلاب، ثورة شعبية ينحني لها الجيش ويقيل قائدة الدكتاتور، ثم ينقلب مرّة أخرى على السلطة المدنية الجديدة، سارع حميدتي بالتخلي عن رئيسه و"انحاز" مع الجيش للثورة بعزل عمر البشير. كان هذا أقصى ما أراد الجيش والدعم السريع تحقيقه، لكن مطالب الناس كانت أكثر من ذلك. في جلسات التفاوض التي طرحت فيها مسألة "تعدّد الجيوش"، قال حميدتي إنه سيذهب بقواته إلى الصحراء ويتمرّد. بعدها سيدعوه السياسيون إلى الخرطوم لتوقيع اتفاق سلام معه يمنحه سلطاتٍ أكبر! تحدّثت مع شهودٍ ممن سمعوا ما قال. ولا واحد منهم أحسّ أن الرجل يمزح. بل كان جادّاً. هذه هي الطريقة التي يفهمها للحكم. أثِر مشكلةً، اصمد فترة، تفاوض، احصل على السلطة التي تريد. من المحزن طبعاً أن هذه ليست طريقة اكتشفها هو. إنما هي طريقة يعرفها الملايين من السودانيين منذ عام 1955. لم تتغيّر أفكار حميدتي، ولا رؤيته نفسه دائمة الشعور بالظلم، فالرجل يحسب نفسه مهمّشاً، وأنه مظلوم، وغير مرغوب فيه. ويردّ ذلك كله إلى أسباب وأفكار عنصرية، فحتى في الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، لحل الخلافات بين قائد الجيش وقائد المليشيا، والذي اتهم فيه حميدتي البرهان بأنه من دبّر محاولة اغتيال حمدوك بتفجير سيارة عند مرور موكبه، لم يفهم حميدتي لماذا لم ينحز إليه المدنيون، إنما طالبوه والبرهان بالتعقّل وتقدير عواقب الصراع بينهما. غادر حميدتي الاجتماع غاضباً، وكان تفسيره الوحيد لما حدث انحياز المدنيين لخصمه لأسباب عنصرية. بعد أسابيع، كان يشارك مع البرهان في انقلاب عسكري باسم "تصحيح المسار"! واعتقل عبد الله حمدوك وكل من حضروا ذلك الاجتماع. وحتى خطابه أخيراً، يظهر فيه حميدتي مع بعض جنوده وهو يشكو الظلم والافتراء، ثم يبشّر مواطني ولاية شمال السودان بأنه سيغزوهم قريباً، ولكن لصوصاً سيكونون مع قواته لذلك عليهم آلا يقلقوا! في تقديري، هذه أسوأ رسالة طمأنينة بُعثت منذ ابتدعت البشرية الرسائل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store