
مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفهان
نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصادر قولها إن رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين أفاد أعضاء مجلس الشيوخ أول أمس بأن الجيش الأميركي لم يستخدم قنابل خارقة للتحصينات ضد الموقع النووي في أصفهان وسط إيران.
وأرجع كين ذلك لكون الموقع النووي في أصفهان عميقا جدا ويحتمل ألا تؤثر فيه تلك القنابل، ولهذا تم اللجوء إلى استخدام صواريخ من طراز توماهوك ، حسبه.
كما نقلت الشبكة عن مسؤول أميركي قوله إن مدير وكالة الاستخبارات جون راتكليف أبلغ المشرّعين بأن الاستخبارات الأميركية تُقدّر أن غالبية المواد النووية الإيرانية المُخصّبة مدفونة في منشأتي فوردو وأصفهان.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن منشأة أصفهان وحدها تحتوي على ما يقرب من 60% من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.
صور أقمار صناعية
وفي هذا السياق، قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي لشبكة "سي إن إن" إن بعض قدرات إيران النووية مخبأة تحت الأرض لدرجة يصعب الوصول إليها.
وأضاف مورفي أن طهران تملك القدرة على نقل كميات كبيرة من المواد إلى مناطق لا تستطيع الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية فيها.
من جهته، قال النائب الجمهوري مايكل ماكول من ولاية تكساس إن هناك "يورانيوم" مخصبا متنقلا داخل المنشآت، لافتا إلى أن معظم هذه الكميات لا تزال موجودة، بحسب المعلومات المتوفرة، ودعا إلى حصر كامل لتلك المواد وتحديد مواقعها.
وكانت مجلة " نيوزويك" قالت إن صور أقمار صناعية التقطت أمس الجمعة أظهرت نشاطا مكثفا لأعمال البناء والحفر في منشأة فوردو النووية الإيرانية بعد أيام من الهجوم الأميركي عليها.
وأظهرت الصور وجود معدات ثقيلة فضلا عن أعمال حفر إضافية وعلامات تشير إلى أن مداخل النفق ربما أغلقت عمدا قبل الضربات.
كما أظهرت الصور طرقا جديدة للوصول إلى المنشأة ومواقع حفر قرب مداخل الأنفاق الرئيسية.
وكانت واشنطن وصفت أضرار القصف بأنها بالغة، لكن الصور الحديثة ترجح اتخاذ إيران إجراءً استباقيا لتأمين مكونات حساسة في الموقع النووي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 26 دقائق
- الجزيرة
صحف عالمية: هدنة إسرائيل وإيران قد تنهار ونتنياهو يريد حربا أبدية
واصلت الصحف العالمية تركيز اهتمامها على تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية واحتمال تجددها في الفترة المقبلة، إلى جانب استعداد جيش الاحتلال لحرب متعددة الجبهات مع إيران وأذرعها في المنطقة. وحذر مقال في صحيفة غارديان البريطانية من هشاشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مرجحا أنه قد ينتهي في أي لحظة. ووفق المقال، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية يستخدم الصراع أداة للبقاء في السلطة وتجنب المحاسبة، مشبها إياه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اعتماده على الحرب الأبدية. وقد يستغل النظام الإيراني الوضع -حسب المقال- لتعزيز برنامجه النووي أو شراء أسلحة من دول مثل كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن القادة السياسيين يغذون الصراع لأغراض شخصية بينما يدفع المدنيون الثمن. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران في 24 يونيو/حزيران الجاري، عقب حرب بدأتها إسرائيل يوم الـ13 من الشهر ذاته بهدف معلن، هو القضاء على برنامجيْ طهران النووي والصاروخي. وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلّفت دمارا غير مسبوق في عدة مدن إسرائيلية، في حين تدخلت واشنطن في الحرب، إذ شنّت ضربات على 3 مواقع نووية رئيسية في إيران أبرزها منشأة فوردو. من جهتها، قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن "الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب متعددة الجبهات مع إيران ووكلائها الإرهابيين"، حسب وصفها. ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش ووزارة الدفاع يركزان على إطلاق تحديثات تكنولوجية وعسكرية مع التركيز على مدى عملياتي يصل إلى ألفي كيلومتر. وأوضحت أن أحد أبرز المخاوف التي ظهرت خلال الحرب، هو الكشف عن الأسلحة المتطورة، مشيرة إلى ضرورة "تطوير أسلحة سرية جديدة للجولة المقبلة بسبب قدرة العدو على التعلم والتكيف". إعلان من جانبها، نشرت صحيفة هآرتس مقالا لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، حذر فيه من أوهام الانتصار رغم الإنجازات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وأكد باراك أن الضربات لم تقضِ على التهديد النووي الإيراني الذي لا يزال قائما، مشددا على ضرورة دبلوماسية فعالة تعززها تحالفات إقليمية. وحسب باراك، فإن غياب الرؤية السياسية لحكومة نتنياهو يعرقل الحلول المستدامة، داعيا إلى إسقاطها "لإنقاذ الديمقراطية والأمن الإسرائيليين". أوروبا والشرق الأوسط ورأى مقال في صحيفة بوليتيكو الأميركية، من المُحرج تجاهل النداءات الأوروبية والبريطانية لخفض التصعيد، كما أن الأسوأ من ذلك استبعاد حلفاء أميركا المفترضين من العملية العسكرية ضد إيران. ووفق المقال -الذي جاء بعنوان "أوروبا تواجه عدم أهميتها في الشرق الأوسط"- فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان يستغل الجهود الدبلوماسية لأصدقائه المفترضين في أوروبا لتضليل إيران وإيهامها بأن أي هجوم قد يكون على بعد أسابيع. وفي موضوع آخر، قال موقع بريتبارت الأميركي، إن الشرطة البريطانية تحقق مع المغنيين ثنائي الروك بوب فيلان، اللذين قادا حشدا في مهرجان غلاستونبري الموسيقي يوم السبت، بهتافات "الموت للجيش الإسرائيلي" و"فلسطين حرة" على الهواء مباشرة. وأعلنت شرطة سومرست، أنها تراجع تسجيلات عروض قدمها الفنانان الكاريبيان، بوب فيلان وفرقة الهيب هوب "نيكاب" من أيرلندا الشمالية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
صراعات داخلية وانقسامات تهدد أكبر أحزاب المعارضة التركية
أنقرة- يشهد حزب الشعب الجمهوري مرحلة حاسمة ومليئة بالتحديات الداخلية في الوقت الراهن، حيث تتصاعد التوترات السياسية على خلفية حدثين بارزين يشغلان الأوساط السياسية. يتمثل الأول في إعلان مؤسس حزب "الوطن"، محرم إينجه ، حلّ حزبه رسميا، في خطوة تمهّد لعودته المحتملة إلى صفوف الحزب الأم (حزب الشعب الجمهوري) الذي انشق عنه في 2021. أما الثاني، فيظهر في الجلسة القضائية المنتظرة اليوم الاثنين، التي ستبت في الطعون المقدمة ضد نتائج المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري لعام 2023. ومع هذه المحطات الهامة، يواجه الحزب تحديّا كبيرا في الحفاظ على تماسكه الداخلي واستقراره، في وقت تتسارع فيه المناورات السياسية وتتزايد الانقسامات داخل صفوفه، ما يضع مستقبله السياسي على المحك. عودة منتظرة وكان إينجه أعلن، الثلاثاء الماضي، حل حزبه "الوطن" وتقديمه عرضا للعودة إلى صفوف حزب الشعب الجمهوري، بعد لقاء جمعه ب أوزغور أوزيل ، رئيس الحزب الحالي، الذي دعا إينجه إلى العودة إلى "بيته السياسي". وأشار أوزيل إلى أن العودة كانت بتوجيه دعوة رسمية لإينجه ورفاقه للالتحاق بالحزب الأم، والتي لاقت قبولا من الأخير الذي أكد أنه سيعرض الموضوع على اللجان المختصة في حزبه (الوطن) قبل اتخاذ القرار النهائي. واجتمعت اللجان المختصة في حزب "الوطن" الاثنين الماضي، واتخذت قرارا بحل الحزب، بينما شارك إينجه في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري في البرلمان بعدها بيوم. وأكد إينجه في اللقاء، أنه لم يأت بدافع الكبرياء أو الندم، بل استجابة لدعوة صادقة من أوزال لتعزيز وحدة الحزب والوقوف ضد النظام الحاكم، الذي وصفه بالمنهار اقتصاديا، موضحا أن عودته لا تحمل أهدافا شخصية، وإنما هي جزء من رؤية لتقوية صفوف المعارضة عموما. ورغم أن عودة إينجه لاقت ترحيبا من بعض أعضاء الحزب، بمن فيهم عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو ، الذي رحَّب بحرارة في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك معارضة واضحة من بعض القادة التاريخيين، خاصة المقربين من كليجدار أوغلو الرئيس السابق للحزب. ويرون في عودة إينجه تهديدا لسلامة الحزب ومبادئه، حيث كان قد انتقد الحزب بشدة سابقا، واتهمه بعلاقات مشبوهة ب جماعة فتح الله غولن و حزب العمال الكردستاني ، ما أدى إلى انشقاقه وتأسيس حزب "الوطن". تعزيز المعارضة ويثير الجدل في عودة إينجه تساؤلات عن مستقبل حزب الشعب الجمهوري في ظل التوترات الداخلية والصراعات الأيديولوجية بين التيار الإصلاحي بقيادة أوزيل وأكرم إمام أوغلو، التي تدعو إلى توسيع قاعدة الحزب الانتخابية، وبين التيار الكمالي التقليدي الذي يعارض هذه التوجهات ويخشى تأثيرات عودة شخصيات مثيرة للجدل مثل إينجه. وفي السياق، يرى المحلل السياسي عمر أفشار، أن عودة إينجه المحتملة ستترك بصمة مهمة على التوازنات السياسية في تركيا، مع ما تحمله من تداعيات داخلية وخارجية. ويقول للجزيرة نت، إنه إذا أُحسن التعامل مع هذه العودة، فقد تُعزز من قوة المعارضة، حيث ستساعد على جذب الناخبين الذين يشعرون بالإقصاء من الأحزاب الأخرى في صفوف المعارضة. ومع ذلك، يحذّر أفشار من أن الانقسامات الداخلية في الحزب قد تقوِّض تماسكه، مما سيؤثر سلبا على إستراتيجيته الانتخابية، مضيفا أن التوترات القائمة بين الأجنحة الإصلاحية والتيار التقليدي في الحزب قد تصبح أكثر وضوحا، مما يهدد استقراره. ويشير أفشار إلى أن نجاح هذه العودة في تعزيز قوة المعارضة يتوقف على قدرة حزب الشعب الجمهوري على إدارة خلافاته الداخلية، واستغلال هذه اللحظة لتوحيد الصفوف بدلا من تحولها لعامل يزيد من الشرخ السياسي داخل صفوف المعارضة. زمام السلطة ويواجه حزب الشعب الجمهوري تحديا كبيرا على صعيد شرعية القيادة، حيث تقترب الدوائر الحزبية من جلستين قضائيتين حاسمتين، فمن المقرر أن تنظر محكمة أنقرة، اليوم الاثنين، في الطعن القانوني المقدم ضد نتائج المؤتمر العام الـ38 للحزب، بعد شكوى من رئيس بلدية هاتاي السابق، لطفي سواش، عن وقوع تجاوزات في انتخابات المؤتمر. وتؤكد التقارير الصحفية، أن حكم المحكمة، إذا صدر لصالح الطاعنين، قد يعيد كمال كليجدار أوغلو لرئاسة الحزب تلقائيا باعتباره الرئيس القانوني الأسبق الذي أُقصي نتيجة المؤتمر. واجتمع وفد من كبار قيادات الحزب الاثنين الماضي، بمن فيهم عمدة أنقرة منصور يافاش، مع كليجدار أوغلو للتشاور في الأمر، حيث طلبوا منه إعلان معارضته لأي قرار يقضي بإلغاء نتائج المؤتمر أو فرض وصاية قضائية على الحزب. إلا أن كليجدار أوغلو اكتفى بالقول "نأمل ألا يكون البطلان كليا، لكن إذا كان الأمر كذلك فلا يمكنني ترك الحزب للوصاية، بعد القرار سنجلس مع أوزيل ونتحدث". من جانبه، شدد أوزغور أوزيل، رئيس الحزب الحالي، على ضرورة احترام الإجراءات الحزبية الداخلية، محذرا من أن "أي شخص لم ينتخب في المؤتمر لا يحق له حكم الحزب"، مشيرا إلى أن قبول أي تغيير خارجي سيكون "خطأ تاريخيا". وعن تلك التطورات، شنَّ نواب من الحزب هجوما مضادا للدفاع عن كليجدار أوغلو، وأصدر 10 منهم، الجمعة الماضية، بيانات عبر مواقع التواصل دفاعا عنه، معتبرين الهجوم عليه "غير مقبول" ومخالفا لـ "ثقافة الحزب وتقاليده". وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط السياسية، بدأت أوساط مقربة من كليجدار أوغلو بوضع خطط طوارئ لاحتمال عودته لقيادة الحزب، تشمل دراسة سيناريوهات لإبعاد أوزيل وإمام أوغلو من مناصبهم إذا استعاد السيطرة على الحزب. كما عقد رؤساء فروع الحزب في الولايات أخيرا اجتماعا في أنقرة، عبروا فيه عن دعمهم التام لأوزيل، مطالبين كليجدار أوغلو برفض أي عودة مفروضة قضائيا. تأجيج الخلاف وتجسد هذه التطورات المتشابكة اختبارا حقيقيا لوحدة حزب الشعب الجمهوري. وفي حين يرى بعض القادة أن عودة محرم إينجه، خصم الحزب السابق، قد تعزز كتلة المعارضة الانتخابية، يحذر آخرون من أن عودته ستفتح من جديد الخلافات الأيديولوجية العميقة التي لطالما كانت أحد أسباب انقسامات الحزب. من جهته، يرى بدري أغاج، الرئيس السابق لفرع حزب الشعب الجمهوري في ولاية غوموشهانة، أن التوترات الحالية في الحزب تشكل تحديا حقيقيا، ولكنها ليست نهاية الطريق. ويعتقد أن الطعن ضد نتائج المؤتمر العام يجب أن ينظر إليه بحذر، وتخوَّف من أن تكون المحكمة قد تأثرت بالضغوط السياسية، وهو ما قد يهدد نزاهة العملية القانونية. وقال للجزيرة نت، إن عودة محرم إينجه للحزب تُعد مسألة طبيعية، مؤكدا أن إينجه جزء من تاريخ الحزب وسيعود لمكانه الطبيعي، لكنه شدد على أن اللحظة الراهنة تتطلب من جميع أعضاء الحزب التكاتف وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
محللون: ترامب يستثمر ضربة إيران لإنقاذ نتنياهو من مستنقع غزة
يرى محللون سياسيون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لاستثمار الضربة العسكرية لإيران في تحقيق اختراق سياسي يعفي حليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المأزق المتفاقم في قطاع غزة ، ويهيئ الأرضية لصفقة توقف الحرب وتُستثمر انتخابيا. ووفق تقديرهم، فإن التحول في موقف ترامب يعكس رغبة واضحة في إنقاذ نتنياهو -المطلوب أيضا للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في القطاع- عبر تسوية إقليمية تفتح الباب لإنهاء الحرب وتعزيز مسار التطبيع في المنطقة، وترتيب المشهد الإقليمي بما يضمن مصالح واشنطن و تل أبيب. وفيما تحدث ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" عن "اتفاق وشيك" لإنهاء الحرب في غزة، قالت قناة "كان" الإسرائيلية إن منشورات ترامب ليست عفوية، بل هي جزء من خطة كبرى تستهدف إنهاء محاكمة نتنياهو، والتفرغ لإغلاق ملفات إقليمية كبرى تشمل غزة و إيران. وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن أداء الجيش الإسرائيلي في غزة يشير إلى مراوحة في الفشل، خاصة أن الوسائل العسكرية لم تحقق أي إنجاز فعلي في استعادة الأسرى أو كسر المقاومة، ما يفرض على صناع القرار التفكير في مخرج سياسي يحفظ ماء الوجه. ويتقاطع هذا التقدير مع مضمون تسريبات إعلامية تحدثت عن خلافات داخل القيادة الإسرائيلية بشأن جدوى استمرار الحرب، خصوصا بعد أن أوصت هيئة الأركان السياسية باستثمار "الإنجاز الإيراني" في إنتاج مكاسب سياسية عبر صفقة تبادل أسرى، عوضا عن التورط في حرب طويلة بلا أفق. واعتبر الحيلة، في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"، أن الحرب بين إسرائيل وإيران كانت مفصلية، وأن ترامب أدرك أن استمرار المواجهة في غزة قد يهدد الاستقرار الإقليمي، ولا سيما مصالح الطاقة الأميركية، ومن ثم بات يضغط باتجاه تسوية سياسية تشمل وقف الحرب. فرصة انتخابية كما أشار إلى أن نتنياهو يرى في "الإنجاز" الذي تحقق ضد إيران فرصة انتخابية، قد تمكّنه من الخروج من غزة دون أن يُحمَّل الفشل، وبالتالي الذهاب إلى انتخابات مبكرة مدعوما بانتصار خارجي وبتنازل داخلي عن الخيار العسكري الفاشل، تماشيا مع رأي عام إسرائيلي بات يفضل إنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة. في السياق ذاته، بدا أن توقيت الضربة على إيران منح نتنياهو فرصة ذهبية لترميم صورته المهتزة، والظهور بمظهر القائد المنتصر، ما يسمح له بإقناع جمهوره اليميني بضرورة إنهاء العمليات في غزة، دون أن يخسر شرعيته السياسية، أو يبدو متراجعا أمام ضغوط داخلية وخارجية. ويعتقد الدكتور مهند مصطفى، الأكاديمي المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الحرب على إيران مثّلت نقطة تحوّل في الحسابات الإسرائيلية، إذ كان نتنياهو قبل الضربة يتفادى إنهاء الحرب خشية سقوط حكومته، لكنه اليوم يتحرك بثقة أكبر، بعدما ثبت دعم اليمين له واستعداده لتبرير أي تسوية مقبلة. اللافت أن المجلس الوزاري المصغر أنهى اجتماعه الأمني دون اتخاذ قرار حاسم بشأن مواصلة الحرب أو القبول بصفقة، وهو ما قرأه محللون باعتباره مؤشرا على وجود تباين داخل المؤسسة الحاكمة، خاصة مع إصرار وزراء من أقصى اليمين مثل سموتريتش وبن غفير على رفض أي اتفاق، ولو كان جزئيا. ورغم هذه الاعتراضات، تشير المعطيات إلى أن نتنياهو لم يعد مكبلا بتحالفاته، وأنه مستعد للمضي نحو اتفاق يقضي بهدنة من 60 يوما، يتم خلالها التفاوض على وقف نهائي للقتال، بالتزامن مع استعادة الأسرى وعودة سكان المستوطنات المحاذية لغزة. وفي ترجمة مختلفة للمعطيات، يذهب الباحث في الدراسات الإستراتيجية كينيث كاتزمان إلى أن ترامب يرى في نتنياهو شريكا أساسيا يمكن الرهان عليه، خاصة بعد نجاحه في ضرب إيران، وهو ما جعله أكثر استعدادا لتقديم تنازلات في غزة، كجزء من تفاهمات إقليمية تضمن إخراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الحكم. حقائق صلبة لكن هذه التصورات الأميركية تصطدم -كما يوضح الحيلة- بحقائق ميدانية صلبة، أولها أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب، لا تهجير السكان، ولا تدمير المقاومة، ولا فرض وقائع جديدة في غزة، ما يجعل فكرة فرض ترتيبات فوقية بلا موافقة فلسطينية أمرا غير واقعي. الحديث عن ترحيل قادة حماس إلى 4 دول عربية -بحسب كاتزمان- لا يحظى بأي قبول على الأرض، لا من الحركة نفسها، ولا من الجهات الفلسطينية، التي أعلنت منذ البداية استعدادها للبحث في ترتيبات ما بعد الحرب دون إقصاء أو إملاء، على قاعدة أن حماس لن تحكم مستقبلا، لكنها لن تُلغى. وفي هذا الإطار، يرى الحيلة أن قبول حماس بوقف إطلاق النار لا يعني اعترافا بالهزيمة، بل استجابة لمنطق التوازنات، تماما كما أن تصريحات رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، نفتالي بينيت، التي دعا فيها إلى إطلاق سراح الأسرى أولا ثم النظر في مستقبل الحركة، تعكس تحوّلا في عقلية القيادة الإسرائيلية. وإذ يضغط ترامب باتجاه تسوية عاجلة، يعتقد مهند مصطفى أن نتنياهو ينظر الآن إلى إنهاء الحرب كفرصة لتعزيز فرصه الانتخابية المقبلة، مستندا إلى ما يسميه "الانتصار الإيراني"، ومراهنا على تحول إقليمي يتيح له دفع علاقات التطبيع إلى الأمام، بشرط ألا تتصدر حماس المشهد في اليوم التالي. ويشير مصطفى إلى أن حكومة نتنياهو قد تقبل بإخراج حماس من السلطة دون تفكيك جناحها العسكري، مقابل ضمان حرية إسرائيل في تنفيذ ضربات عسكرية متى رأت تهديدا، وهو ما يقترب من النموذج الذي تتعامل به تل أبيب مع الجنوب اللبناني منذ انتهاء العدوان الأخير على لبنان.