
من حلم التسمير إلى عيادات الأورام.. الوجــــه القاتـــم لـ 'التــان'
وبينما تنتشر ثقافة 'التان' صيفًا على الشواطئ أو في أجهزة التسمير الصناعية، تظهر أصوات طبية متزايدة تحذّر من أن هذا السلوك الجمالي قد يكون بوابة لأمراض خطيرة، في مقدمتها سرطان الجلد.
تسمير محفوف بالمخاطر
يرى أطباء جلد في مؤسسات صحية عالمية، أن التعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB)، سواء من الشمس أو أجهزة التسمير، يُعد خطرًا صحيًا جديًا يهدد الجلد على المدى القصير والبعيد. ووفقًا لتقارير الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AAD)، فإن هذا التعرض يؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا الجلد (DNA damage)، ويضعف المناعة الموضعية، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد بجميع أنواعه، بما في ذلك سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، والميلانوما الخبيثة، الذي يُعد أخطرها وقد يكون مميتًا إن لم يُكتشف مبكرًا.
وتُشير منظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى أن ما يصل إلى 75 % من حالات الميلانوما مرتبطة بالتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، مشددة على أن الشيخوخة المبكرة للجلد، مثل البقع الداكنة والتجاعيد، ترتبط أيضًا بهذا التعرض المتكرر، حتى دون حدوث حروق ظاهرية.
أما إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فتؤكد أن استخدام أجهزة التسمير ليس آمنًا إطلاقًا، إذ يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة تصل إلى 59 %، كما تُحذّر من البدء باستخدامها في سن مبكرة؛ نظرًا لارتباطها بحالات متزايدة من الميلانوما بين الشباب.
أرقام تكشف عن الخطر
تشير إحصائية صادرة عن جمعية السرطان الأميركية، إلى أن ما يقارب 5.4 مليون حالة من سرطانات الجلد غير الميلانومية شُخّصت في الولايات المتحدة وحدها، منها نسبة كبيرة ناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس أو أجهزة التسمير. كما أفاد المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض (CDC)، بأن استخدام أجهزة التسمير يرفع خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 59 %، وتزداد النسبة مع ازدياد الاستخدام.
أنواع الحروق والتصبغات
وتشرح استشارية الأمراض الجلدية د. مريم الناجم، أن حروق الشمس الناتجة عن 'التان' تتراوح بين احمرار بسيط في الجلد، وصولًا إلى حروق من الدرجة الثانية تصاحبها فقاعات والتهاب شديد، أما التصبغات، فقد تكون مباشرة مثل النمش والبقع الشمسية، أو غير مباشرة كزيادة في تصبغات آثار حب الشباب والندوب. وتشير إلى أن هناك حالات كثيرة وصلت إلى العيادات وهي تعاني بقعا مستعصية أو ندوبا مزمنة جراء التعرض المفرط لأشعة الشمس أو استخدام أجهزة التسمير، مؤكدة أن الفتيات أكثر عرضة لهذه المشكلات نتيجة البشرة الحساسة واستخدام المستحضرات بشكل غير مدروس.
قصص من الواقع.. من التسمير إلى الندم
في أستراليا، تحوّلت تجربة الشابة كلير أوليفر (Clare Oliver) إلى حملة وطنية بعدما توفيت بسرطان الجلد في عمر 26 عامًا، إثر استخدامها المكثف لأجهزة التسمير. وقبل وفاتها بأيام، أطلقت حملة توعية بعنوان 'لا مزيد من أجهزة التان'؛ ما دفع إلى منع استخدام أجهزة التسمير التجارية بولايات عدة في أستراليا، بعد أن تسببت في حالات إصابة متعددة بسرطان الجلد لدى شباب لم يتجاوزوا الثلاثين. وأظهرت تقارير الصحة الأسترالية أن أجهزة التسمير تسببت في أكثر من 200 حالة إصابة بسرطان الميلانوما في عام واحد فقط.
الحرارة الخليجية وتفاقم الخطر
في منطقة الخليج، حيث ترتفع درجات الحرارة لتتجاوز أكثر من 45 درجة مئوية صيفًا، يصبح التعرض للشمس بهدف 'التان' أكثر خطورة مقارنة بمناطق أخرى في العالم. ففترات التعرض الطويلة تحت أشعة الشمس الحارقة قد تؤدي إلى جفاف الجلد بشكل حاد، وفقدان السوائل، وزيادة احتمال الإصابة بحروق من الدرجة الثانية، حتى في حال استخدام واقيات الشمس.
تفاوت المخاطر بين أنواع البشرة
وتوضح الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية أن طبيعة البشرة تلعب دورًا في مدى التأثر بأضرار الشمس، إذ إن البشرة الداكنة تحتوي على نسبة أعلى من 'الميلانين' الذي يوفر حماية جزئية ضد أشعة UV، لكنه لا يمنع تمامًا خطر الإصابة بسرطان الجلد، خصوصا الميلانوما التي قد تظهر في مناطق غير معرضة للشمس مثل راحة اليد أو باطن القدم. ولهذا توصي الأكاديمية باستخدام واقي شمس لجميع أنواع البشرة دون استثناء.
الهوس بـ 'التان'.. اضطراب أم موضة؟
لكن ماذا يدفع الأفراد إلى الإصرار على التسمير على الرغم من التحذيرات؟ تجيب استشارية الطب النفسي د. إيمان نور الدين، بأن المسألة تتجاوز حدود الجمال، وترتبط في بعض الحالات بما يُعرف باضطرابات صورة الجسد. وتقول 'الهوس بالتان ليس بالضرورة أن يكون اضطرابًا نفسيًا بحد ذاته، لكنه أحيانًا يرتبط بما يُعرف بـ Body Dysmorphic Disorder، حيث يرى الشخص عيوبًا في جسده لا يراها الآخرون، ويظن أنه بحاجة للتسمير كي يشعر بالقبول أو الثقة بنفسه'.
الضغوط النفسية ومعضلة القبول الاجتماعي
يشير مختصون في علم النفس إلى أن جزءًا من الدافع وراء الهوس بالتسمير يعود إلى ما يُعرف بـ 'القبول المشروط' في مجتمعات تُقَيِّم المظهر على حساب الجوهر. وتوضح د. نور الدين بأن الأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان في مظهرهم الجسدي، قد يلجؤون لـ 'التان' كوسيلة لحصد إعجاب الآخرين أو للتماهي مع الصورة المثالية التي تُروَّج على منصات التواصل. وتتابع 'البعض يربط اللون البرونزي بقوة الشخصية أو الجاذبية؛ ما يجعل الأمر أكثر من مجرد رغبة تجميلية، بل مدخلا لصراعات داخلية تؤثر على تقدير الذات'.
وتدعم هذه الرؤية دراسة نُشرت في دورية PubMed بالعام 2012 (Gillen & Markey)، تشير إلى وجود علاقة بين ضعف صورة الجسد والاكتئاب، والانجذاب إلى سلوك التسمير المتكررة. كما ربطت مراجعات علمية أخرى بين ما يُعرف بـ 'Tanorexia' واضطرابات تشويه صورة الجسد (Body Dysmorphic Disorder)، التي تجعل الشخص غير قادر على تقبّل شكله الطبيعي، ويرى في التسمير وسيلة للهروب من مشاعر الرفض أو القلق الاجتماعي.
دور 'وسائل التواصل' في تغذية الهوس
وتشير د. نور الدين إلى أن هذه الظاهرة تزداد بين المراهقين والشباب، الذين يواجهون ضغوطًا مستمرة من معايير الجمال المتغيرة، كما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا خطيرًا في ترسيخ هذه الصور النمطية. وتضيف 'السوشيال ميديا خلقت واقعًا مزيفًا، حيث يُقارن الناس أنفسهم بصور معدلة ومفلترة؛ ما يخلق شعورًا بالنقص. من لا يحقق اللون المطلوب قد يتعرض للتنمر، ويقع في دوامة من العزلة، الاكتئاب، وربما محاولات لتغيير شكله بطرق غير صحية'.
الوجه الآخر لصناعة التسمير
في السنوات الأخيرة، تحوّلت صناعة منتجات التسمير إلى سوق تقدر بمليارات الدولارات عالميًا، إذ تُباع آلاف المنتجات التي تعد بتسمير مثالي دون التعرض للشمس. وعلى رغم الفوائد النسبية لبعض هذه المنتجات، إلا أن بعضها الآخر يحتوي على مواد مهيجة للجلد أو تسبب انسداد المسام، خصوصا عند استخدامها دون استشارة طبية. وتشير تقارير من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، إلى رصد شكاوى من مستخدمين أبلغوا عن تهيّج، واحمرار، وردود فعل تحسسية بعد استخدام مستحضرات غير مرخصة أو مقلدة.
نصائح ذهبية لعشاق التسمير
في البحرين، ينصح الأطباء بعدم التعرض المباشر للشمس في ساعات الذروة بين 11 صباحًا و4 عصرًا، واستخدام واقي شمس بمعامل حماية لا يقل عن SPF 50، وتجديده كل ساعتين. كما يُفضل ارتداء قبعات ونظارات شمسية، وتجنب استخدام الزيوت التي تسرّع التسمير؛ لما لها من تأثير عكسي ضار على خلايا الجلد.
نقطة التوازن
في نهاية المطاف، يبدو أن الهوس بـ 'التان' يعكس صراعًا بين الرغبة في التجميل والبحث عن القبول، وبين متطلبات السلامة الصحية.
ويجمع الأطباء والمتخصصون الذين حاورتهم 'البلاد' على أن الطريق إلى الجمال لا يجب أن يكون مفروشًا بالحروق والتصبغات والمخاطر السرطانية، داعين إلى تعزيز الوعي المجتمعي، خصوصًا في الخليج، حيث الحرارة المرتفعة تزيد من فرص التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
ويبقى السؤال الذي يجب أن يطرحه كل من يسعى إلى اللون البرونزي: هل يستحق مظهر صيفي مؤقت أن نخاطر لأجله بصحتنا مدى الحياة؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ يوم واحد
- البلاد البحرينية
تزامنا مع اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي على الجميع المبادرة بأخذ تطعيمات التهاب الكبد
احتفل العالم في 28 من يوليو باليوم العالمي لمرض التهاب الكبد الوبائي تحت شعار 'خطوات يسيرة للقضاء عليه'، وهو عنوان يختزل الرغبة الجادة في القضاء على هذا المرض وإنقاذ حياة الملايين في هذا العالم من مرض يفتك بحياة الآلاف بصمت ودون إنذار. مرض ارتبط بوصمة العار ففرض العزلة على مرضاه مما أثر سلبًا على جهود مكافحته والوصول إلى المرضى. وفي هذا السياق أكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمجمع السلمانية الطبي الدكتور جواد خميس أن البحرين من الدول الرائدة في علاج التهاب الكبد الوبائي، وتخطو بخطى ثابتة ومدروسة نحو القضاء على هذا المرض، مشيرًا إلى انخفاض نسبة عمليات زراعة الكبد الناتجة عن التهاب الكبد الوبائي منذ عام 2016 بشكل ملحوظ جدًا. منوهاً أن التطعيمات ضد التهاب الكبد متوفرة وآمنة، وداعيا الجميع للمبادرة والإسراع في تلقيها ضمن الاستراتيجية لمكافحة المرض وتقليل الإصابات. واستجابة لمبادرة منظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروس بحلول عام 2030. وفي هذا الإطار 'صحتنا' التقت بالدكتور جواد خميس وكان هذا الحوار. ما التهاب الكبد الوبائي وما هي أنواعه؟ كلمة التهاب تعني وجود الالتهابات، التهاب الكبد الوبائي قد يكون ناتجًا عن أسباب متعددة وأحد أهم الأسباب هو التهابات الكبد الفيروسية. التهابات الكبد تنقسم إلى التهابات قد تسبب أمراض حادة فقط وهي A و E أو قد تسبب أمراض مزمنة وهي B و C و D ما الأعراض التي يجب على الشخص الانتباه لها كأحد دلائل الإصابة؟ هذا سؤالٌ مهمٌ جدًا، لأننا يجب أن نفرّق بين نوعين من الإصابات: الحادة، والتي قد تأتي بأعراض مثل ألم في البطن، والغثيان، والاصفرار أو اليرقان، بالإضافة إلى التقيؤ. هذه الأعراض الحادة قد تظهر على المرضى، لكنها في معظم الأحيان - إذا كانت الإصابة مثل A وE - لا تُمثل خطورة، إلا في نسبة بسيطة جدًا من المرضى. أما الالتهابات المزمنة، فهي التي يجب أن نهتم بها. ظهور الأعراض، للأسف، يعني تقدم المرحلة المرضية بالنسبة للشخص، لذلك يجب أن يكون الفحص مبكرًا لأي شخص يُعاني من ارتفاع في أنزيمات الكبد، لأن هذا الارتفاع يُعد أحد مؤشرات التهابات الكبد الوبائية. ما مدى خطورة عدم التشخيص المبكر؟ هذا سؤالٌ سليم ومحوري. فوجود التهاب الكبد الوبائي كأحد الأمراض، قد لا يكون مصحوبًا بأعراض في مراحله الأولى، لكنها تظهر لاحقًا. عدم وجود الأعراض لا يعني عدم وجود المرض، وظهور الأعراض غالبًا ما يعني أن الوقت قد أصبح متأخرًا جدًا. لذلك، فإن اكتشاف المرض في مراحله المبكرة يساعد على علاجه. فعلى سبيل المثال، في حالة التهاب الكبد من النوع B، يمكن تقليل نسبة الفيروس وتقليل خطر الإصابة بتليف الكبد من خلال استخدام الدواء على مدى طويل. وحتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ تمامًا لهذا النوع. أما التهاب الكبد من النوع C، فالعلاج متوفر، ويُعتبر شافيًا بنسبة كبيرة. ما أكثر أنواع التهاب الكبد انتشاراً في البحرين؟ وهل هناك نوع يُعتبر أكثر خطورة من غيره؟ لا توجد إحصائيات دقيقة، لكن الأكثر انتشارًا في البحرين هما فيروسات الكبد A وE، ويعود ذلك إلى قلة النظافة وقلة الاهتمام بالأمور الصحية، خصوصًا في فصل الصيف. هذه الالتهابات تزول عادةً بمرور الوقت، دون الحاجة إلى علاج. أما بالنسبة إلى النوعين B وC، فنحن ضمن الخارطة العالمية التي تُسجل نسب إصابة منخفضة بهما، لا تتجاوز الواحد إلى واحد ونصف بالمئة من السكان. ومن المهم الإشارة إلى أن إلزامية التطعيمات ستُسهم في الحد من الإصابات، خاصة تلك التي تنتقل من الأم إلى الابن. فالتهاب الكبد الوبائي ليس مرضًا وراثيًا، لكن انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل أثناء الولادة ممكن، وهو ما يتطلب الوقاية الطبية المناسبة. هل البحرين توفّر الفحوصات والعلاجات اللازمة لكل المرضى؟ وهل هناك برامج وطنية للفحص المبكر؟ البحرين من الدول الرائدة في علاج التهاب الكبد الوبائي، حيث توفّر العلاج والفحوصات والمتابعة بشكل مجاني، مع إلزامية التطعيم. فالتطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي A وB مُدرج ضمن جدول التطعيمات الإلزامية للأطفال، ولذلك من المتوقع أن تندثر هذه الأمراض مع مرور الوقت. ولابد من التنويه بدور الدولة، ممثلة في وزارة الصحة والمجلس الأعلى للصحة، حيث تم إنشاء لجنة تضم تقريبًا جميع مستشفيات البحرين، لوضع استراتيجيات والعمل على توفير العلاج بشكل سريع ومجاني لجميع المصابين. ومن ضمن أولويات هذه اللجنة القضاء على فيروس C، والحد من إصابات تليّف الكبد والتهاب الكبد الوبائي B. نحن دائمًا نضع في الاعتبار مبادرة منظمة الصحة العالمية التي تهدف إلى تقليل نسبة الإصابات الناتجة عن فيروسي B وC بحلول عام 2030. ونأمل القضاء على التهاب الكبد الوبائي من النوع C، أو تقليل إصاباته بنسبة تقارب 90 % في معظم دول العالم، والبحرين من بينها، والجهود مستمرة لتحقيق هذا الهدف. كما يجب أن نُنوّه بدور الدولة في توفير العلاج، وهو ما ساهم بشكل كبير في انخفاض نسبة عمليات زراعة الكبد الناتجة عن التهاب الكبد الوبائي منذ عام 2016 بشكل ملحوظ جدًا، ليس فقط في البحرين، بل على مستوى العالم، بعد ظهور الأدوية الجديدة وفعاليتها العالية جدًا. ما هي فعالية التطعيمات المتوفرة ضد التهاب الكبد ونصيحتك في هذا المجال؟ التطعيمات جزء مهم من الوقاية من المرض وجزء مهم من استراتيجيتنا في القضاء على هذا المرض والبحرين سباقة في هذا المجال من ضمن إلزامية التطعيمات الكبد الوظائف A و B ومن ضمن استراتيجية وزارة الصحة والجميع مشمول بهذه التطعيمات. وهو لا يقتصر على الأطفال، بل على الكبار أيضاً والتطعيمات آمنة، وعلى كل شخص لم يتلقََّ هذا التطعيم المسارعة والمبادرة بأخذ التطعيمات وخصوصاً كبار السن فالوقاية خير من العلاج. ما هي طرق العدوى وسبل الوقاية؟ بالنسبة لفئة الالتهابات الحادة مثل A وE، فإن طريقة انتقال العدوى تكون عن طريق الطعام الملوث أو من خلال ممارسات صحية غير سليمة. لذا فإن الأماكن الصحية، وتناول الطعام السليم والنظيف، كفيلان بعدم إصابة الشخص بهذه الأمراض. أما بالنسبة للنوعين B وC، فطريق العدوى يكون عن طريق الدم الملوث ومشتقاته، وهذه النسبة شبه معدومة في البحرين بفضل الفحوصات الدقيقة التي تُجرى في المملكة. كما يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق الإبر الملوثة، سواء تم استخدامها بين المرضى أو بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عبر الحقن. فاستخدام الإبر من شخص لآخر دائمًا ما يكون محفوفًا بالمخاطر، ويُعد وسيلة محتملة لانتقال هذه الأمراض. لذلك، من المهم تسليط الضوء على هذه الفئة من الناس أولًا لحمايتهم من آثار المخدرات، وثانيًا للوقاية من هذه الأمراض التي تُعد شائعة بينهم. أما النوع B، فيمكن أن ينتقل أيضًا من خلال العلاقات الجنسية أو من الأم إلى طفلها أثناء الولادة. لذا من الضروري مراعاة الأمور الصحية، وتجنّب العلاقات المتعددة، واستخدام الوسائل الوقائية مثل العوازل. هل هناك فئة أكثر عرض للإصابة؟ متعاطو المخدرات هم الفئة الأوسع والأعم من الناس المعرضون للإصابة، وننوه هنا إن التهاب الكبد الوبائي النوع C لا يوجد له تطعيم حتى الآن وهو أكثر الأنواع خطورة لذلك يجب على المريض أن يتعالج مع التنويه أنه حتى بعد العلاج إذا استمر في التعاطي ممكن أن يصاب مرة أخرى فالإصابة لا تمنح مناعة كافية. ما هو تأثير وصمة العار على واقع مرض التهاب الكبد؟ نحن دائمًا ننصح الناس بأن الإصابة لا تعني نهاية العالم، وأنه من الضروري تلقي العلاج، والتخلص من هذه الوصمة نهائيًا. يجب عدم عزل هذه الفئة من الناس، فطرق انتقال العدوى لا تتم عبر التلامس، أو التقبيل، أو المحادثة مع الشخص المصاب، فهم كباقي فئات المجتمع، ومرضهم كغيره من الأمراض، والعلاج متوفر. وتكون وصمة العار أكثر تأثيرًا على متعاطي المخدرات؛ فإذا لم يكن الشخص مقبولًا اجتماعيًا، فإنه يعيش في عزلة، وهذه العزلة قد تدفعه للاستمرار في الارتباط بأشخاص غير مرغوبين. ولو وُجدت منظومة اجتماعية وصحية داعمة، فإنها لن تساعده فقط في التخلص من الفيروس، بل في العودة إلى المجتمع من جديد. ما هي فلسفلة شعار اليوم العالمي لهذا العام؟ منظمة الصحة العالمية كل سنة يختارون شعار يناسب المرحلة. وشعار هذا العام هو خطوات يسيرة للقضاء عليه. ويعني دعونا نواصل العمل بجدية للقضاء على الفيروس من انطلاقة العلاج إلى الاستمرار في البحث عن المرضى وعلاجهم واستمرار تقليل الإصابات بتليف الكبد أو سرطان الكبد وخفض نسبة الناس الذين يحتاجون إلى زراعة الكبد ناتجة عن التهابات الكبد الفيروسية. سأتَبَنّى رسالة اليوم العالمي، وهي السير بخطى ثابتة نحو القضاء على الفيروس، وهي رسالة في غاية الأهمية. فقد قطعنا شوطًا مهمًا، وعلينا أن نواصل المسير نحو القضاء عليه، وذلك بتضافر الجهود بين وزارة الصحة والمنصات الإعلامية.


البلاد البحرينية
منذ 7 أيام
- البلاد البحرينية
نصائح للسيطرة على أعراض التهاب الكبد
القيادي: فهرس الصفحة ما هو التهاب الكبد الوبائي؟ نصائح للسيطرة على التهاب الكبد يمكن أن يكون التهاب الكبد مرضاً مزمناً. ولكن هناك بعض القواعد البسيطة، التي إذا اتبعها المُصاب بهذا المرض فسيمكنه التعامل بشكل جيد والسيطرة على أعراض التهاب الكبد، تعرّف خلال السطور التالية على بعض الطرق الفعّالة للتعامل مع التهاب الكبد. ما هو التهاب الكبد الوبائي؟ ينتشر التهاب الكبد الوبائي في العديد من المناطق حول العالم، وهو أحد الأمراض المُعدية التي تُسببها الفيروسات وتلحق الضرر بخلايا الكبد، ويؤدي إلى وفاة ما يزيد عن مليون شخص سنوياً. بحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية لعام 2019، يبلغ عدد المصابين بالتهاب الكبد نحو 325 مليون شخص في العالم، يحتفل العالم في يوم 28 يوليو من كل عام باليوم العالمي لالتهاب الكبد، بهدف تعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد، وتنمية الوعى لدى المواطنين تجاه الالتهاب الفيروسى الذى يُصيب الكبد، والمخاطر التى يُسببها. نصائح للسيطرة على التهاب الكبد هناك بعض الخطوات البسيطة التي يُمكنك فعلها للسيطرة على أعراض التهاب الكبد، منها: يقول راشمي غولاتي، المدير الطبي في نيويورك، إن الحقائق العلمية الحالية حول التهاب الكبد مشجعة، فأكثر من 99% من المصابين بالتهاب الكبد سي يعيشون الآن بشكل جيد، بفضل التعديلات في خيارات نمط الحياة والعلاجات المضادة للفيروسات. بالنظر إلى ذلك، سيكون من الهام أن يتم تثقيف مرضى التهاب الكبد المزمن بشأن حالتهم، تقول إيمي وود، أخصائية علم النفس التي تُقدّم المشورة بانتظام للأشخاص المُصابين بالتهاب الكبد المزمن: "يتم إجراء اكتشافات جديدة طوال الوقت، لا سيما في عصر الإنترنت الذي جعل الباحثين من محتلف أنحاء العالم قادرين على التعاون، لذلك سيكون من الهام بالنسبة للمرضى مواكبة ما يحدث". يجب على المريض أن يبقى على اطلاع بأحدث استراتيجيات العلاج وتوصيات النظام الغذائي لالتهاب الكبد. يمكن أن يساعده هذا في اتخاذ خطوات جديدة للتحكم في أعراض التهاب الكبد عند توفر علاجات جديدة. تناول نظام غذائي متوازن: تُضيف وود إن أحد العوامل التي تلعب دوراً في دعم التعامل الجيد مع مرض التهاب الكبد هو تناول النوع الصحيح من النظام الغذائي. نظراً لأن الإصابة بالتهاب الكبد تعني أن الكبد ملتهب، فإن اتباع نظام غذائي يُقلل من إجهاد الكبد هو أمر ضروري. هذا يعني تناول أطعمة صحية قليلة الدسم، والحصول على ما يكفي من البروتين، وشرب الكثير من الماء. الفكرة هنا هي تجنب زيادة الوزن أو السمنة، لأن الدهون الزائدة المُخزنة في الكبد، والتي يُشار إليها غالباً باسم الكبد الدهني، يمكن أن تتسبب في مزيد من الضرر للكبد. يجب أن يشمل هذا النظام الغذائي: الكثير من الفواكه والخضروات. الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني والشعير والكينوا. البروتينات الخالية من الدهون مثل السمك والدجاج منزوع الجلد وبياض البيض والفاصوليا. منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم. الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في المكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون. كما يجب أن تتجنب ما يلي: الدهون المشبعة الموجودة في الزبدة والقشدة الحامضة وغيرها من منتجات الألبان عالية الدسم واللحوم الدهنية والأطعمة المقلية. الأطعمة السكرية مثل البسكويت والكعك والصودا والمخبوزات المعبأة. الأطعمة الغنية بالملح. لمساعدة جسمك على معالجة الطعام بشكل أفضل، تحتاج أيضاً إلى التأكد من شرب الكثير من السوائل. الماء أفضل من المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والكولا. اهدف إلى شرب 1 أونصة من السائل لكل 2 رطل من وزن الجسم كل يوم؛ هذا يعني أنه إذا كان وزنك 180 رطلاً، يجب أن تشرب 90 أونصة من الماء، أو حوالي 11 كوباً سعة 8 أونصات. ممارسة التمارين الرياضية بحذر: تُعتبر التمارين الرياضية جزءاً هاماً عند التعامل الجيد مع مرض التهاب الكبد، ولكن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض التهاب الكبد يحتاجون إلى ممارسة التمارين بعناية. تقول وود: "نظراً لأن أعراض التهاب الكبد يمكن أن تختلف من حيث الشدة، فيجب على مرضى التهاب الكبد استشارة أطبائهم قبل البدء في برنامج التمارين الرياضية، بشكل عام، يمكن للمرضى ممارسة التمارين المعتدلة، مثل المشي أو السباحة عدّة مرات في الأسبوع أو أخذ دروس اليوجا، قد يُحسّن هذا من الصحة البدنية والعقلية". في الأوقات التي تشعر فيها بالتعب الشديد من ممارسة الرياضة، يُمكنك أن تكتفي بمجرد الخروج في الهواء النقي عادةً ما يساعد هذا على تعزيز الطاقة ومواجهة أعراض التهاب الكبد. تجنب التدخين والمخدرات والكحول: يجب أن يتجنب المرضى المُصابين بالتهاب الكبد بشكل تام التدخين والمخدرات والكحول، تقول وود: "نظراً لأن الضغط على الكبد سيزيد بسبب التهاب الكبد، فسيكون من الضروري أن يمتنع مرضى التهاب الكبد عن أي شيء سام للكبد، هذا لا يشمل فقط المخدرات والكحول، ولكن السجائر أيضاً، بالإضافة إلى العديد من الأدوية". عند الإصابة بأي حالة صحية تستدعي رؤية الطبيب، يجب أن يُخبر المريض المُصاب بالتهاب الكبد الطبيب الذي سيراه بالتهاب الكبد الذي لديه، قبل أن يصف الطبيب الأدوية، يجب على المريض أيضاً أن يتأكد من أن طبيبه الأساسي وأخصائي الجهاز الهضمي على دراية بجميع الأدوية التي يصفها الأطباء الآخرون. بناء نظام دعم عاطفي: الانضمام إلى مجموعة دعم أو طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء أمر في غاية الأهمية. تقول وود: "يجب على المرضى الذين ليس لديهم نظام دعم جاهز أن يجدوا مجموعة دعم للتعامل مع مرض التهاب الكبد، فإحدى الطرق المؤكدة للحدّ من إجهاد أعراض التهاب الكبد هي معرفة أنك لست وحدك، ويمكنك القيام بذلك من خلال التواصل مع مرضى التهاب الكبد الآخرين." حافظ على المواعيد مع الأطباء: لا يجب على أي شخص مُصاب بمرض مزمن، وخاصة التهاب الكبد، أن يُهمل مواعيده مع الأطباء، يجب التأكد من حضور المريض لمواعيد الطبيب بانتظام ومشاركة الطبيب في أي مُستجدات تحدث. تقول وود: "يمكن أن تتغير أعراض التهاب الكبد، ويمكن أن تتطور وتظهر مضاعفات جديدة، إذا لم تكن في حالة استشارة مستمرة مع المتخصصين الطبيين المناسبين وتجاهلت شيئاً ما فقد تتفاقم حالتك". التعامل مع الفيتامينات والمُكملات الغذائية: يجب على المريض المُصاب بالتهاب الكبد المزمن، استشارة الطبيب قبل إضافة أي فيتامينات أو مكملات غذائية إلى نظامه الغذائي، لأن بعضها قد يلزم تجنبه أو تناوله بكميات محدودة جداً. تقول كريستين جيربستادت، طبيبة وأخصائي تغذية مسجل في ساراسوتا، فلوريدا، وكذلك المتحدث باسم جمعية الحمية الأمريكية. يمكن أن تساعد فيتامينات ب على وجه الخصوص في تحفيز الشفاء. ومع ذلك، تحتاج أيضاً إلى التأكد من أنك لا تتناول الكثير من الفيتامينات والمعادن من خلال استخدام المكملات الغذائية، حيث يمكن أن يتسبب بعضها في تلف الكبد. احذر من: الحديد. فيتامين أ. فيتامين ب 3 (النياسين). فيتامين سي. فيتامين د. المزيد: التهاب الكبد ب: أبرز الأعراض وطرق العلاج وسُبل الوقاية منه التهاب الكبد: أفضل نظام غذائي يعزز صحتك مشروبات تصبح خطيرة إذا تناولتها على معدة فارغة نصائح ذهبية للتخلص من إدمان السكر تم نشر هذا المقال على موقع القيادي


البلاد البحرينية
منذ 7 أيام
- البلاد البحرينية
التهاب الكبد ب: أبرز الأعراض وطرق العلاج وسُبل الوقاية منه
فهرس الصفحة اليوم العالمي لالتهاب الكبد التهاب الكبد ب أعراض التهاب الكبد ب علاج التهاب الكبد ب الوقاية من التهاب الكبد ب يحتفل العالم في 28 يوليو من كل عام باليوم العالمي لالتهاب الكبد ، وهي يوم تم تخصيصه بهدف زيادة التوعية تجاه مرض التهاب الكبد الوبائي، بالإضافة إلى تشجيع ودعم عمليات الوقاية والتشخيص والعلاج منه. اليوم العالمي لالتهاب الكبد ووفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن اليوم العالمي لالتهاب الكبد يعد فرصة لتعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد، والتشجيع على العمل وعلى مشاركة الأفراد والشركاء والجمهور، وتسليط الضوء على ضرورة تعظيم الاستجابة العالمية لهذا المرض. وقد تم اختيار يوم 28 يوليو من أجل الاحتقال بهذه المناسبة لأنه يوافق ذكرى ميلاد العالم الدكتور باروك بولمبرغ، الحائز على جائزة نوبل، والذي يعود إليه الفضل في اكتشاف فيروس التهاب الكبد ب واستحداث اختبار لتشخيصه ولقاح مضاد له. التهاب الكبد ب بحسب ما جاء في تقارير طبية، فإن التهاب الكبد ب هو عدوى كبدية، من الممكن أن تهدد حياة المصاب بها، وهي تحدث نتيجة الإصابة بفيروس هذا الالتهاب، كما أنها قد تتسبب في حدوث عدوى مزمنة قد تعرض حياة المريض لخطر الوفاة بسبب سرطان الكبد وتليف الكبد. أعراض التهاب الكبد ب لا تظهر أعراض الإصابة بهذا المرض على أغلب الناس المُصابة به حديثاً، ولكن في بعض الحالات يعاني المرضى من اعتلال حاد في صحتهم، وتستمر أعراضه لعدة أسابيع، حيث تشمل: الغثيان، اصفرار البشرة والعيون، الإجهاد الشديد، البول الداكن، القيء، آلام البطن. كما أن هناك بعض الحالات التي قد يتطور لديهم المرض إلى الإصابة بفشل كبدي حاد، قد يؤدي بهم إلى الوفاة، فيما قد يتعرض البعض الآخر للإصابة بعدوى كبدية مزمنة، والتي قد تتطور لاحقاً إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد. علاج التهاب الكبد ب ذكرت مواقع طبية أنه لا يوجد حتى الآن علاج محدد لالتهاب الكبد ب، لافتة إلى أن الرعاية تهدف للمحافظة على راحة المريض، وتوفير توازن غذائي مناسب له، لتعويض السوائل المفقودة من جسمه بسبب القيء والإسهال. وفي حالات عدوى التهاب الكبد ب المزمن، يتم معالجتها عادة ببعض الأدوية الفموية المضادة للفيروسات، والتي تهدف إلى إبطاء تفاقم تليف الكبد، والحد من احتمالات الإصابة بسرطان الكبد، ومحاولة الإبقاء على حياة المريض لأطول فترة ممكنة. الوقاية من التهاب الكبد ب ولفتت التقارير إلى أن من أهم طرق الوقاية من التهاب الكبد ب هو تناول اللقاح المضاد له، حيث أنه يعتبر الركيزة الرئيسية للوقاية من هذا المرض. وتنصح الصحة العالمية بإعطاء هذا اللقاح للرضع في أقرب وقت بعد ولادتهم، حيث تشير إحصاءات نشرتها المنظمة إلى أن هذا اللقاح ساهم في انخفاض معدلات انتشار العدوى بفيروس التهاب الكبد ب المزمن في صفوف الأطفال دون سن الخامسة، والذين قُدرت نسبتهم بنحو 1.3%. ويؤدي تناول سلسلة اللقاحات، المؤلفة من 3 أو 4 جرعات، إلى إحداث مستويات أجسام مضادة واقية لدى أكثر من 95% من الرضع والأطفال وصغار البالغين، حيث تدوم الحماية لفترة لا تقل عن 20 عاماً، وربما تستمر طيلة العمر. المزيد: مشروب طبيعي لتنظيف الكلى والكبد من السموم طريقة لشواء اللحم تجنب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي فوائد المرة للبشرة والمعدة والكبد طريقة منزلية بسيطة لتخليص الكبد من السموم! تم نشر هذا المقال على موقع