logo
"الزفاف الأحمر".. تفاصيل خطة إسرائيل لاغتيال علماء إيران النوويين وقياداتها العسكرية

"الزفاف الأحمر".. تفاصيل خطة إسرائيل لاغتيال علماء إيران النوويين وقياداتها العسكرية

صوت لبنانمنذ 20 ساعات

الشرق
استعرضت صحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل العملية الافتتاحية الإسرائيلية لحرب الـ12 يوماً ضد إيران، والتي أُطلق عليها اسم "الزفاف الأحمر"، والتي تم خلالها غتيال كبار القادة العسكريين الإيرانيين.
واستند التقرير إلى مقابلات أجريت مع 18 مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً وأميركياً حالياً وسابقاً، سردوا تفاصيل منتصف ليل 13 يونيو الجاري، حيث تجمع جنرالات إسرائيل في مخبأ تحت مقر سلاح الجو الإسرائيلي، لمراقبة وصول الطائرات الإسرائيلية إلى إيران في عملية أطلقوا عليها اسم "الزفاف الأحمر"، وبعد ساعات، وعلى بُعد 1000 ميل، لقي كبار القادة العسكريين الإيرانيين حتفهم في مذبحة جماعية تُشبه مشهد الزفاف الشهير في مسلسل "صراع العروش" Game of Thrones.
وكان جزءٌ أساسي من الخطة النهائية هو القضاء على قيادة القوات المسلحة الإيرانية دفعةً واحدة، إذ اعتقدت إسرائيل أن هذه الخطوة كانت كفيلة بأن تقطع أي ردٍّ فوري من إيران، مع منح الطائرات المقاتلة والطائرات المُسيّرة الإسرائيلية الوقت الكافي لتدمير منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، ما يُقلل من احتمالية رد إيراني فوري.
لكن مع اقتراب الطائرات الإسرائيلية، ظهرت مشكلة، إذ كانت قيادة سلاح الجو الإيراني تتحرك فجأةً، وكان من المُحتمل أن الخطة برمتها تنهار وأن الإيرانيين قد كشفوها، ولكن لدهشة القيادة العليا الإسرائيلية، بدلاً من التشتت، اجتمع قادة سلاح الجو الإيراني في مكان واحد.
وأسفرت الضربة عن تدمير منازل العلماء النوويين، ما أسفر عن اغتيال 9 منهم في هجمات شبه متزامنة لمنعهم من الاختباء.
ثم أصابت الصواريخ أيضاً محطات رادار وبطاريات مضادة للطائرات وصواريخ أرض-أرض إيرانية. وسرعان ما تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من تأكيد اغتيال جميع الأهداف البشرية التي جمعت أسماؤها في نوفمبر تقريباً.
وفي غضون أربع ساعات تقريباً، انتهت العملية الافتتاحية، وفي الأيام التالية، قصفت الطائرات الإسرائيلية مواقع ومنصات إنتاج الصواريخ النووية والباليستية الإيرانية، وطاردت قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، ليعلن بعد 12 يوماً من التصعيد التوصل إلى هدنة.
وكان جزء رئيسي آخر من الهجوم الأولي، الذي اعتبره حتى مخططوه خيالياً لدرجة أنه سُمي بـ"عملية نارنيا"، تيمناً بسلسلة روايات سي إس لويس الخيالية، هو النجاح في قتل 9 من كبار العلماء النوويين الإيرانيين في وقت واحد تقريباً في منازلهم بطهران.
وتعود أصول العملية إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما رصدت الاستخبارات الإسرائيلية لأول مرة ما اعتبرته محاولات إيرانية ناشئة لبناء برنامج أسلحة نووية.
وبدأت الاستخبارات الإسرائيلية ببناء شبكة واسعة من العملاء داخل إيران لتسهيل حملة تخريب، شملت إحداث انفجارين في أحد مواقع التخصيب الرئيسية في إيران واغتيال بعض العلماء، لكن المسؤولين الإسرائيليين قرروا في النهاية أن هذه الأنشطة لم تكن كافية، وأنهم سيحتاجون إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني والمركز النووي من الجو.
لكن تنفيذ هذه المهمة كان أمراً "بالغ الصعوبة"، وفق "وول ستريت جورنال"، فالمواقع التي ستحتاج إسرائيل إلى ضربها تبعد أكثر من 1000 ميل عنها، لذلك كان على الطيارين تعلم كيفية الطيران في تشكيلات من 6 إلى 10 طائرات حول طائرة تزود بالوقود، والتناوب على التزود بالوقود عدة مرات خلال الرحلة.
كما كان يتعين عليهم تعلم كيفية موضعة طائراتهم بشكل مثالي بحيث تهبط صواريخهم، عند إسقاطها، في غضون 15 إلى 20 ثانية من بعضها البعض لتحقيق أقصى قدر من الفعالية، ولم يكن هذا التدريب ممكناً في دولة صغيرة كإسرائيل، تمتد لمسافة 290 ميلاً فقط من الشمال إلى الجنوب.
وفي عام 2008، وفي ما سُمي "عملية سبارتان المجيدة"، حلقت أكثر من 100 طائرة إسرائيلية من طراز F-15 وF-16 لمسافة تزيد عن 1000 ميل إلى اليونان، لاختبار قدرتها على الطيران لمسافة كافية لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وأصبحت هذه التدريبات أكثر تواتراً، فعلى مدار السنوات القليلة التالية، كادت إسرائيل أن تشن هجوماً جوياً عدة مرات، وعارض مسؤولي الأمن في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك، خشية بدء حرب مع إيران أو إثارة غضب واشنطن، التي كانت تُفضل آنذاك "نهجاً دبلوماسياً".
وواصل المخططون العسكريون الإسرائيليون التخطيط لهجوم، بما في ذلك حرب متعددة الجبهات مع وكلاء إيران، مثل جماعة "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" في قطاع غزة، وكان هناك لغز التحليق فوق سوريا، التي كانت آنذاك "خاضعة للنفوذ الإيراني".
وبعد هجوم 7 أكتوبر 2023، أمضت إسرائيل العامين الماضيين في إضعاف "حماس"، كما أضعفت "حزب الله"، الذي ساهم دعمه لدمشق في ترسيخ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ثم أطاحت قوات المعارضة بالحكومة السورية في ديسمبر 2024، مما أتاح للطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي للبلاد دون عوائق.
وبحلول ذلك الوقت، كانت شبكات التجسس الإسرائيلية داخل إيران واسعة بما يكفي لتتبع حركة قادتها العسكريين، وإنشاء قواعد طائرات بدون طيار داخل البلاد، والتي لعبت دوراً حاسماً في تدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية خلال الهجوم.
وتمكنت إسرائيل من اختبار قدراتها في مجال الطائرات المقاتلة بعيدة المدى بشكل أكبر، عندما استهدفت الحوثيين في اليمن خلال العام الماضي، كما دمرت أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-300، الأكثر تطوراً لدى طهران، في هجمات في أبريل وأكتوبر 2024.
وجاءت تلك الهجمات الإسرائيلية، رداً على وابل صاروخي ضخم من إيران، والذي صدّته الدفاعات الجوية الإسرائيلية إلى حد كبير، إلى جانب مساعدة من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، حيث منحت هذه الهجمات المتبادلة مع إيران إسرائيل الثقة في قدرتها على مواجهة القوة العظمى الإقليمية الأخرى.
وخوفاً من خسارتها معركةَ تخصيب اليورانيوم الإيراني، شنّت إسرائيل عمليةً لاغتيال العلماء الإيرانيين الذين قد يساعدون بلادهم على استخدام تلك المادة في صنع سلاحٍ نووي، حتى لو ألحقت الهجمات الإسرائيلية الضررَ بمواقعها النووية أو دمّرتها، وهي المهمةُ بعيدةُ المنال "عملية نارنيا".
في نوفمبر 2024، جمع الجيش الإسرائيلي 120 مسؤولاً استخباراتياً ومن القوات الجوية لتحديد من وماذا سيكون في مرمى نيرانهم عند بدء القتال.
وفي النهاية، وضع الاجتماع قائمةً تضم أكثر من 250 هدفاً، بما في ذلك العلماء الذين أراد الإسرائيليون قتلهم، والمواقع النووية، ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، والمسؤولين العسكريين.
وكانت الأولويةُ الأخرى هي إيجادُ كيفيةِ تحقيقِ التفوق الجوي على إيران منذ البداية، وهذا من شأنه أن يُمهد الطريقَ للطائرات الإسرائيلية لمواصلة قصف قائمة الأهداف الطويلة على مدار الـ 12 يوماً القادمة.
وقام المسؤولون الإسرائيليون بمقارنة آلاف المصادر الاستخباراتية لرسم خريطة لأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، إذ تم الاستعانة بالموساد للمساعدة في هذا الجهد، حيث قضى عملاؤه أشهراً في تهريب قطع غيار لمئات الطائرات الرباعية المروحية المجهزة بالمتفجرات في حقائب وشاحنات وحاويات شحن، بالإضافة إلى ذخائر يمكن إطلاقها عن بُعد من منصات غير مأهولة.
وتم تشكيل فرق صغيرة مسلحة بهذه المعدات بالقرب من مواقع الدفاع الجوي الإيرانية ومواقع إطلاق الصواريخ، على أهبة الاستعداد لتدمير أنظمة الدفاع بمجرد أن تشن إسرائيل هجومها.
كما أطلقت إسرائيل طائرات مسيرة أكبر من أراضيها في الهجوم، وتم اختبار قدرات بعض الطائرات المسيرة بعيدة المدى لأول مرة في الليلة التي سبقت الهجوم.
واتخذ نتنياهو ومستشاروه العسكريون القرار النهائي في 9 يونيو، بشن هجوم بعد أربعة أيام، إذ كان فريق نتنياهو يعلم أنه سيتعين عليه إخفاء خططه لضمان عدم اتخاذ الإيرانيين إجراءات احترازية، مثل تفريق علمائهم وقادتهم العسكريين.
وأعلن مكتب نتنياهو أنه سيأخذ إجازة من العمل قريباً، لقضاء عطلة نهاية أسبوع، يليها حفل زفاف ابنه الأكبر، أفنير، الاثنين 16 يونيو.
وصرح رئيس الوزراء لاحقاً بأن أياً من الحاضرين، بمن فيهم أفنير أو زوجة نتنياهو، سارة، لم يكن على علم بأن رئيس الوزراء يخطط لتأجيل الزفاف، إذ تابع نتنياهو حياته كالمعتاد، حتى لا يُخبر الإيرانيين.
وفي غضون ذلك، سرّب مسؤولون إسرائيليون تقارير إلى وسائل الإعلام تشير إلى وجود خلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن شن هجوم.
وتضمنت التسريبات تفاصيل مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترمب قبل أربعة أيام من بدء العملية، حيث أبلغ ترمب الزعيم الإسرائيلي برغبته في أن تأخذ الدبلوماسية مجراها قبل اللجوء إلى الخيارات العسكرية.
وفي يوم الهجمات، صرّح ترمب للصحافيين بأن الولايات المتحدة وإيران "قريبتان نسبياً من التوصل إلى اتفاق، وأنه لا يريد تدخل الإسرائيليين".
كما صرّح مسؤولون إسرائيليون بوجود "هجوم وشيك"، لكنهم سينتظرون لمعرفة النتيجة النهائية للجولة السادسة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران (والتي تأجلت) بينما في الواقع، كان الجنرالات يُجرون استعدادات اللحظة الأخيرة للهجوم.
وقال مسؤول أمني مُطّلع على تخطيط العملية لـ "وول ستريت جورنال" إن سرّ الخداع يكمن في الفكرة التي رُسِمَت في أذهان الإيرانيين بأن إسرائيل لن تُهاجم دون إذن ومشاركة الولايات المتحدة.
وطالما أن الولايات المتحدة لم تُحشد قواتها وكانت مُنخرطة في مفاوضات، يُمكن لإسرائيل التهديد بالهجوم، بل وحتى حشد قواتها، على مرأى من إيران دون أن تُفقد عنصر المفاجأة.
وفي الواقع، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تُقلع، نشر ترمب على موقع "تروث سوشيال": "ما زلنا ملتزمين بالتوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية".
وتوقع المسؤولون أنه حال فشل هجوم إسرائيل، لكان رد إيران أشد وطأةً بكثير، ولظلت طموحاتها النووية قائمة، إذ تطلب تنفيذ الهجمات الإسرائيلية حيلاً مُعقدة.
ولا تزال هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت إسرائيل، التي تلقت لاحقاً مساعدة من ضربة جوية ضخمة على المواقع النووية الإيرانية من الولايات المتحدة، قد حققت أهدافها الحربية حقاً، إذ تضاربت تقارير بشأن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟
بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟

ذكر موقع 'سكاي نيوز عربية' أنه منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وإيران، تتوالى التصريحات والتقارير الاستخباراتية التي تحاول رسم صورة أوضح لحجم الضربة العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. وفيما يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن 'المنشآت دمرت بالكامل'، أقر وزير الخارجية الإيراني بوقوع أضرار جسيمة. وبين الروايتين، تظهر معلومات استخباراتية دقيقة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال عن كواليس الإعداد للعملية، ودور 'الموساد' في زرع ذخائر ذكية قرب منصات الصواريخ الإيرانية، وصولًا إلى ساعة الصفر في 13 حزيران، حين بدأت الغارات المشتركة الأميركية الإسرائيلية. وقال ترامب إن طائرات 'بي-2' انطلقت من سبيرنغفيلد – ميزوري وحلّقت 36 ساعة قبل أن تنفذ مهمتها بدقة، في واحدة من أطول المهام الجوية وأكثرها تعقيدًا. وأفادت تقارير استخباراتية بأن فرقًا خاصة إسرائيلية كانت قد جهزت الأرض قبل الضربة، لشل قدرة طهران على الرد السريع أو نقل المواد النووية من المواقع المستهدفة. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خليل الحلو إن الأضرار التي لحقت بمنشأتي أصفهان وفوردو 'كبيرة ومؤكدة'، لكن يصعب التحقق منها بشكل قاطع لعدم توفر وصول مباشر أو تقارير من داخل المنشآت. وأوضح أن إيران كانت تمتلك نحو 409 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، ويُعتقد أن الكمية 'إما دُفنت تحت الأنقاض بفعل الضربات، أو جرى نقلها إلى موقع سري غير معلن'. وأضاف الحلو أن منشأة أصفهان مسؤولة عن تحويل ملح اليورانيوم المخصب إلى معدن، وهي خطوة حاسمة في تصنيع السلاح النووي. واعتبر أن تدمير القدرة على تحويل المادة إلى معدن يعني تعطيل المسار النووي نحو التسليح، مؤقتًا على الأقل. وعن منشأة فوردو، أوضح الحلو أنها مدفونة بعمق يصل إلى 100 متر تحت الأرض، وتتضمن آلاف أجهزة الطرد المركزي من الجيل السادس، القادرة على التخصيب بسرعة وكفاءة عالية. وأشار إلى أن القنابل الأميركية 'جي بي يو 57″، المصممة خصيصًا لاختراق منشآت مثل فوردو، 'تسببت في شلل شامل'، بما في ذلك تدمير التهوية والكهرباء وتخريب مسارات الوصول. وقال الحلو: 'هذه الآلات شديدة الحساسية، وقد تتعطل بفعل الارتجاج أو الغبار. لذلك من المرجح أن فوردو تعطلت كليًا، لكن التفاصيل الدقيقة ما زالت محاطة بالغموض'. ورغم أن الاستخبارات الأميركية وصفت التعطيل بأنه 'جزئي'، فإن الحلو شكّك في قدرة الأقمار الاصطناعية على رصد ما يجري على عمق 100 متر. وأضاف أن التقارير الإعلامية الأميركية، ومنها 'سي إن إن' و'نيويورك تايمز'، 'تعتمد على صور الأقمار فقط'، وأن تقييمها 'له طابع سياسي أكثر منه ميداني'.

بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟
بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟

ذكر موقع " سكاي نيوز عربية" أنه منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وإيران، تتوالى التصريحات والتقارير الاستخباراتية التي تحاول رسم صورة أوضح لحجم الضربة العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. وفيما يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "المنشآت دمرت بالكامل"، أقر وزير الخارجية الإيراني بوقوع أضرار جسيمة. وبين الروايتين، تظهر معلومات استخباراتية دقيقة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال عن كواليس الإعداد للعملية، ودور "الموساد" في زرع ذخائر ذكية قرب منصات الصواريخ الإيرانية، وصولًا إلى ساعة الصفر في 13 حزيران، حين بدأت الغارات المشتركة الأميركية الإسرائيلية. وقال ترامب إن طائرات "بي-2" انطلقت من سبيرنغفيلد – ميزوري وحلّقت 36 ساعة قبل أن تنفذ مهمتها بدقة، في واحدة من أطول المهام الجوية وأكثرها تعقيدًا. وأفادت تقارير استخباراتية بأن فرقًا خاصة إسرائيلية كانت قد جهزت الأرض قبل الضربة، لشل قدرة طهران على الرد السريع أو نقل المواد النووية من المواقع المستهدفة. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خليل الحلو إن الأضرار التي لحقت بمنشأتي أصفهان وفوردو "كبيرة ومؤكدة"، لكن يصعب التحقق منها بشكل قاطع لعدم توفر وصول مباشر أو تقارير من داخل المنشآت. وأوضح أن إيران كانت تمتلك نحو 409 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، ويُعتقد أن الكمية "إما دُفنت تحت الأنقاض بفعل الضربات، أو جرى نقلها إلى موقع سري غير معلن". وأضاف الحلو أن منشأة أصفهان مسؤولة عن تحويل ملح اليورانيوم المخصب إلى معدن، وهي خطوة حاسمة في تصنيع السلاح النووي. واعتبر أن تدمير القدرة على تحويل المادة إلى معدن يعني تعطيل المسار النووي نحو التسليح، مؤقتًا على الأقل. وعن منشأة فوردو، أوضح الحلو أنها مدفونة بعمق يصل إلى 100 متر تحت الأرض، وتتضمن آلاف أجهزة الطرد المركزي من الجيل السادس، القادرة على التخصيب بسرعة وكفاءة عالية. وأشار إلى أن القنابل الأميركية "جي بي يو 57"، المصممة خصيصًا لاختراق منشآت مثل فوردو، "تسببت في شلل شامل"، بما في ذلك تدمير التهوية والكهرباء وتخريب مسارات الوصول. وقال الحلو: "هذه الآلات شديدة الحساسية، وقد تتعطل بفعل الارتجاج أو الغبار. لذلك من المرجح أن فوردو تعطلت كليًا، لكن التفاصيل الدقيقة ما زالت محاطة بالغموض". ورغم أن الاستخبارات الأميركية وصفت التعطيل بأنه "جزئي"، فإن الحلو شكّك في قدرة الأقمار الاصطناعية على رصد ما يجري على عمق 100 متر. وأضاف أن التقارير الإعلامية الأميركية، ومنها " سي إن إن" و" نيويورك تايمز"، "تعتمد على صور الأقمار فقط"، وأن تقييمها "له طابع سياسي أكثر منه ميداني".

عن الحرب الـ12 يوماً.. تقرير يكشف التحضيرات الاسرائيلية قبل 10 أعوام
عن الحرب الـ12 يوماً.. تقرير يكشف التحضيرات الاسرائيلية قبل 10 أعوام

بيروت نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • بيروت نيوز

عن الحرب الـ12 يوماً.. تقرير يكشف التحضيرات الاسرائيلية قبل 10 أعوام

كتب موقع 'العربية': كشف تقرير لصحيفة 'وول ستريت جورنال' Wall Street Journal، أمس الجمعة، تفاصيل العملية الإسرائيلية ضد إيران. ووفقاً للتقرير، فقد خططت إسرائيل للعملية 'قبل عقد من الزمن'، حيث دربت طياريها على الطيران لمسافات تساوي المسافة بينها وإيران. كذلك نشرت شبكة جواسيس داخل إيران، وهؤلاء أدخلوا مسيرات عبر عمليات الشحن وحقائب السفر، وعملوا على تحديد قائمة بكبار القادة الإيرانيين ومراقبتهم. بعد ذلك، وضعت إسرائيل قائمة من 250 هدفاً تضم كل القادة والعلماء النووين. وبحسب التقرير، وقبل الهجوم، خدع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيرانيين، من خلال التظاهر بوجود خلاف بينهما، حيث كتب ترامب تغريدة جاء فيها أنه 'ما زال الوقت يسمح بالوصول إلى اتفاق مع إيران'. وأمس الجمعة، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه دمر الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية خلال العملية العسكرية – المسماة 'الأسد الصاعد'- التي نفذها ضد إيران واستمرت 12 يوما. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان ختامي لعملياته في إيران، نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على 'إكس'، أن المنشآت النووية الثلاث الرئيسية في إيران لحقت بها أضرار جسيمة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر مراكز بحث وتطوير مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وقضى على 11 عالما نوويا بارزا مرتبطين ببرنامج طهران النووي. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه دمر نحو 50% من مخزون المنصات الصاروخية الإيرانية خلال العمليات، بالإضافة إلى تدمير 15 طائرة واستهداف ستة مطارات. كما شنت الولايات المتحدة هجمات على المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، فجر يوم الأحد الماضي، مستخدمة قاذفات تحمل أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات، لكن تقارير إعلامية أميركية نقلت عن تقييم مبدئي جرى تسريبه من وكالة استخبارات الدفاع أن الهجمات ربما عرقلت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، إلا أنها لم تدمّره بالكامل. وأكد البيت الأبيض أن الضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية كانت ناجحة، مهاجما وسائل الإعلام لتشكيكها في نتائج العملية. ووصف ترامب الضربات بأنها 'نجاح عسكري باهر'، وقال مرارا إنها 'دمرت' المواقع النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store