
نتائج شركات السوق السعودية تدفع المستثمرين نحو انتقائية التداولات
وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) مرتفعاً 92.76 نقطة ليقفل عند مستوى 26991.01 نقطة بتداولات بلغت قيمتها 31 مليون ريال (8.26 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر من 3 ملايين سهم.
ميل نحو الارتفاع
وأوضح المستشار المالي سالم الزهراني أن تداولات أسواق المال العالمية في نهاية الأسبوع عكست لحظة تهدئة أمام متغيرات كبرى في الجغرافيا السياسية والتجارية، مما وضع الأسعار عند مستويات محتملة لتصحيح مباشر، وأن الأسواق تبدو حذرة لكنها متحفزة، والأسئلة المالية مثل قرارات الفائدة الأميركية والتطورات في مفاوضات التجارة تستعد لتحديد مسار قريب.
وأبان أن الأسواق أغلقت على استقرار نسبي على رغم ملامح التراجع في بعض المناطق، فيما وضع التوتر التجاري حول اتفاق مع الاتحاد الأوروبي والقلق من تباطؤ الاستثمار توازناً حذراً على استثمارات نهاية الأسبوع، وظلت الأسواق الآسيوية والأوروبية ضمن نطاقات معتدلة، وسط ترقب لقرارات مرتقبة من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC والبنك المركزي الكندي، إضافة إلى موسم تقارير أرباح الشركات الكبرى.
وأضاف المتحدث أنه من المتوقع أن تفتح الأسواق في اتجاه متوازن مع ميل طفيف نحو الارتفاع، إذ يراقب المستثمرون عن كثب نتائج اقتصاديات كبرى ومسار التداولات السياسية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن البيانات المرتقبة حول الإنفاق الرأسمالي الأميركي التي ستصدر خلال الأيام المقبلة.
انتظار نتائج قوية
وحول التداول اليومي أشار الباحث في الشأن المالي عبدالعزيز الرشيد إلى أن المؤشر بدأ أولى تداولات الأسبوع على ارتفاع طفيف بـ 0.1 في المئة، وسط تداولات متدنية لم تتجاوز قيمتها الإجمالية مليار دولار، إذ يعكس الأداء حال الترقب والحذر في أوساط المستثمرين في ظل انتظار محفزات قوية وسط موسم نتائج الشركات للربع الثاني، مؤكداً أن توزيع الأداء اليومي يعكس حال الانتقائية والتركيز على نتائج الشركات، مع تحرك السوق بهوامش ضيقة في انتظار دفعات أقوى من الأرباح الفصلية، وسط مراقبة للمتغيرات العالمية وخصوصاً في أسعار النفط والسيولة العالمية.
ارتفاع طفيف لـ "أرامكو" فما الأسباب؟
وأضاف الرشيد أن سهم "أرامكو السعودية" سجل ارتفاعاً طفيفاً بأقل من واحد في المئة ليغلق عند 24.11 ريال (6.43 دولار)، مواصلاً تماسكه في نطاق مستقر على رغم غياب المحفزات المباشرة، وبعد أداء متوازن لأسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، في حين سجل سهم "سليمان الحبيب" صعوداً لافتاً بلغ أربعة في المئة ليغلق عند 261.40 ريال (69.74 دولار)، مستفيداً من إعلان نتائج مالية قوية وتوزيعات نقدية سخية، في حين ارتفع سهم "ينساب" ثلاثة في المئة إلى 30 ريالاً (8.01 دولار)، في استجابة إيجابية لتقارير الأداء والتوزيعات.
ما هي أبرز مكاسب الأسهم القيادية؟
وأوضح الرشيد أن المكاسب شملت أيضاً عدداً من الأسهم القيادية، فارتفعت أسهم "سابك" و"سابك للمغذيات" و "بي أس أف" و"بنك الجزيرة" و"المجموعة السعودية" و"بنك الرياض" و"جبل عمر" بنسب تراوحت ما بين واحد وثلاثة في المئة، مما دعم تماسك المؤشر في المنطقة الخضراء، وفي المقابل تعرض سهم "معادن" لضغوط بيعية أفقدته ثلاثة في المئة من قيمته ليغلق عند 52.30 ريال (13.96 دولار)، في حين سجل سهم "مجموعة تداول" تراجعاً بأكثر من واحد في المئة ليقفل عند 167.90 ريال (44.81 دولار) عقب إعلان الشركة انخفاض أرباحها للربع الثاني بـ41 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما أثر سلباً في ثقة المستثمرين.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتصدر سهما "بان" و"شمس" قائمة أكبر الرابحين فقفز كل منهما 10 في المئة، بينما واصل سهم "قو للاتصالات" أداءه الإيجابي بإغلاقه عند 99.85 ريال (26.64 دولار) بارتفاع أربعة في المئة، مما يعكس اهتمام المستثمرين بالأسهم ذات الطابع التقني في السوق.
"شمس" الأكثر ارتفاعاً
وكانت أسهم شركات "شمس" و"بان" و"ريدان" و"برغرايززر" و"أسمنت الشمالية" الأكثر ارتفاعاً، أما "بروج للتأمين" و"سينومي ريتيل" و"سدافكو" و"معادن" و"أسترا الصناعية" فالأكثر انخفاضاً خلال التعاملات، وتراوحت النسب ما بين 9.91 و4.11 في المئة، وبينما كانت شركات "شمس" و"الأندية الرياضية" و"بان" و"باتك" و"أمريكانا" الأكثر نشاطاً بالكمية، كانت "شمس" و"الأندية الرياضية" و"الراجحي" و"أرامكو السعودية" و"سابك للمغذيات الزراعية" الأكثر نشاطاً في القيمة.
بورصة الكويت تغلق على انخفاض
إلى ذلك أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها على انخفاض مؤشرها العام 19.23 نقطة بـ 0.22 في المئة ليبلغ 8573.03 نقطة، وسط تداول 421.3 مليون سهم عبر 23190 صفقة نقدية بقيمة 72.7 مليون دينار (237.8 مليون دولار)، وارتفع مؤشر السوق الرئيس 32.14 نقطة بـ 0.42 في المئة ليبلغ مستوى 7601.43 نقطة من خلال تداول 268.4 مليون سهم عبر 15993 صفقة نقدية بقيمة 33.4 مليون دينار (109.2 مليون دولار).
وانخفض مؤشر السوق الأول 33.00 نقطة بـ 0.36 في المئة ليبلغ مستوى 9239.07 نقطة من تداول 152.9 مليون سهم عبر 7197 صفقة بقيمة 39.3 مليون دينار (128.5 مليون دولار)، وفي موازاة ذلك زاد مؤشر "رئيسي 50" بواقع 80.09 نقطة بلغت 1.07 في المئة ليبلغ مستوى 7588.13 نقطة من خلال تداول 179.3 مليون سهم عبر 8946 صفقة نقدية بقيمة 22.9 مليون دينار (74.9 مليون دولار).
"الدوحة" يرتفع 0.25 في المئة
وفي الدوحة أغلق مؤشر بورصة قطر تداولاته مرتفعاً بواقع 28.47 نقطة، أي ما يعادل 0.25 في المئة، ليبلغ مستوى 11249.23 نقطة وسط تداول 119.928 مليون سهم بقيمة 277.687 مليون ريال (76.29 مليون دولار) نتيجة تنفيذ 12538 صفقة في جميع القطاعات.
وارتفعت خلال الجلسة أسهم 28 شركة بينما انخفضت أسهم 16 أخرى وحافظت ثمان شركات على سعر إغلاقها السابق، وبلغت رسملة السوق بنهاية جلسة التداول 663.722 مليار ريال (182.39 مليار دولار)، مقارنة بـ 663.804 مليار ريال (181.96 مليار دولار) خلال الجلسة السابقة.
انخفاض محدود في "المنامة"
وفي المنامة أقفل مؤشر البحرين العام عند مستوى 1948.10 بانخفاض خمس نقاط عن معدل الإقفال السابق نتيجة انخفاض مؤشر قطاعي السلع الاستهلاكية الكمالية والمال، وأغلق مؤشر البحرين الإسلامي عند مستوى 866.99 بانخفاض 11.78 نقطة عن معدل إقفاله السابق، وبلغت كمية الأسهم المتداولة 2.962 مليون سهم بقيمة إجمالية مقدارها 425 ألف دينار بحريني (1.13 مليون دولار) من خلال 90 صفقة، وتركز نشاط المستثمرين في التداول على أسهم قطاع المال فبلغت قيمة أسهمه المتداولة 50.66 في المئة من القيمة الإجمالية للأوراق المالية المتداولة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 26 دقائق
- سعورس
البيتكوين يتجه إلى التصحيح برغم محاولة البائعين استعادة الهيمنة
ووفق سامر حسن، محلل أسواق أول في فإن تراجع العملات المشفرة يأتي في إطار تصحيح فني يشهده السوق وسط محاولة البائعين استعادة السيطرة على المشترين، وذلك على الرغم من أساسيات السوق الأوسع المواتية. فعلى جانب أساسيات السوق، فقد توصلت الولايات المتحدة واليابان إلى اتفاق تجاري رئيس يخفض التعريفات الجمركية على السيارات اليابانية من 25% إلى 15% ويضمن استثمارًا يابانيًا بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة ، مع حصول الولايات المتحدة على 90% من الأرباح. كما يفتح الاتفاق أسواق اليابان أمام السلع الأمريكية ويتضمن مشروعًا مشتركًا للغاز الطبيعي المسال في ألاسكا. شكلت هذه الأخبار دفعة للأسهم والعقود الآجلة للمؤشرات في الجلسة الآسيوية. هذا التطور من شأنه أن يعزز من الأمل حول إمكانية التوصل إلى اتفاقات أوسع سواء مع الاتحاد الأوروبي والصين في الأيام المقبلة بما يبدد من المخاوف حول الحرب التجارية الشاملة. كما أن هذا يساهم في تغذية شهية المخاطر في السوق الأوسع بما يلزم لدفع الاتجاه الصاعد في سوق العملات المشفرة أيضاً. كما أن الاتجاه السائد لتسوية النزاع التجارية يتقاطع مع المزيد من التبني من المستثمرين المؤسسين للمعلات المشفرة. حيث سيتم اندماج شركة Dynamix لتكوين شركة Ether Machine، وهي شركة من المقرر أن تدير أكثر من 1.5 مليار دولار من الايثريوم وذلك بدعم من جهات فاعلة في السوق مثل Kraken و وذلك وفق وول ستريت جورنال. في حين تُشير هذه الصفقة إلى تنامي الثقة المؤسسية في الايثريوم، وتُمثل تحولًا نحو تبني العملات المشفرة على نطاقٍ أوسع في ظل إدارة ترمب المؤيدة لها وإن كان هذا التبني ذو طبيعة مضاربية بحتة في العديد من جوانبه. على من هذا، يجد المتداولون أن المستويات الحالية هي مستويات مواتية لجني الربح وفرصة لإعادة تشكيل الزخم الهبوطي. حيث تمكن البائعون من استعادة السيطرة على المشترين في سوق العقود الأجلة باستحواذهم على أكثر من 52% من أحجام التداول، وذلك وفق بيانات CoinGlass. كما أن معدل التمويل للعقود الآجلة للبيتكوين يتجه إلى التراجع منذ بداية تعاملات اليوم وذلك في إشارة إلى الضغط الذي يعاني منه الاتجاه الصاعد. لكن على الرغم من ذلك، فلا تظهر إشارة على تجدد موجات تصفية المراكز الشرائية على نطاق واسع وهذا ما يحول دون تصحيح أوسع للأسعار. في حين أن وجهة النظر الفنية تعرض إشارات متباينة. فعلى الرغم من بلوغ منطقة ذروة الشراء في مؤشر القوة النسبية، إلى أن البيتكوين تمكنت من الاختراق أغلى نموذج الوتد ولا تزال متماسكة أعلاه بما يعزز من فرضية إعادة اختبار مستوى 120 ألف دولار في الساعات المقبلة. كما أن مخطط Heiken-Ashi على الإطار الزمني اليومي يظهر إشارة على تماسك الاتجاه الصاعد إلى الأن.

سعورس
منذ 26 دقائق
- سعورس
أرامكو السعودية تستشرف المستقبل بتمكين شباب المملكة عالميًا
ولأنّ بلادنا زاخرة بالأبطال الذين نثق في قدرتهم على بلوغ منصات التتويج، فقد فتحت أرامكو السعودية أبواب المستقبل لهم من خلال شراكاتها الإستراتيجية المتنوعة مع عدد من الجهات، والتي تلتقي مع جهود الشركة في تنمية المهارات، وريادة الأعمال، ونقل المعرفة، والإسهام في بناء قطاع خاص متطور، ومن تلك، شراكتنا الإستراتيجية مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية (E-sports)، الذي تستضيف المملكة بطولته هذا العام 2025. ومنذ نشأة أرامكو السعودية وطوال تسعة عقود، ظلت الشركة من رواد التغيير الاقتصادي في المملكة، وأسهمت بفعالية في التحولات الاجتماعية، والطفرات التقنية البارزة التي شهدتها بلادنا، إيمانًا منها بأن مسؤوليتها وقيمها تُحتّم عليها أداء دورها في قيادة المجتمع نحو غدٍ مشرق أبطاله هذه الأجيال التي تملك الكثير مما يجعلها تُحدث الفَرق في مختلف المجالات، كما في القول المأثور "المستقبل هو ما نصنعه اليوم". وهذه البطولة فريدة في فكرتها ومواكبتها لروح التنافس في المستقبل حيث يصبح العالم أكثر رقمنة، وهي حدث عالمي تقصده أكثر من 100 دولة، وتلتقي فيه نخبة أندية الرياضات الإلكترونية العالمية، وتحظى بمشاركة 2000 لاعب ولاعبة من النخبة على مستوى العالم، و200 نادٍ يتنافسون على 25 بطولة للحصول على مجموع قياسي للجوائز يتجاوز 70 مليوندولار، كما أن هذه البطولة فرصة من شأنها تمكين أرامكو السعودية من القيام بمبادرات اجتماعية مؤثرة، وتحقيق مستويات مميزة من التواصل مع الشباب حول العالم. ويلتقي هذا الحدث التنافسي الفريد مع استثماراتنا في التقنيات المتقدمة ودعمنا لصناعة الرياضات الإلكترونية في المملكة، وتوفير التدريب الأساس في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) لخلق فرص جديدة للأفراد. فقطاع الألعاب الإلكترونية أصبح صناعة عالمية تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات. وتُعزّز بيئاتٍ افتراضية يتفاعل فيها اللاعبون، ويشكلون مجتمعات معتبرة ما يُحفّز نمو منظومات الأعمال الرقمية، ويُساعد على دفع عجلة الابتكار والتقنية. هذه الشراكة مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية امتداد لتاريخ حافل وطويل لأرامكو السعودية في برامج التدريب والتطوير لاستقطاب العقول الشابة إسهامًا من الشركة في دعم حقبة جديدة من النمو بالمملكة، وتعزيز المرونة لمستقبلٍ مُتغيّر، ومن تلك الشراكات شراكة طويلة الأمد مع برنامج"STEM Racing" المدعوم من قبل الفورمولا 1،لتصبح أرامكو السعودية الراعي الرسمي للنهائيات العالمية لهذا البرنامج، وستواصل الشركة وفريق "آستون مارتن أرامكو للفورمولا 1" العمل على مبادراتهما المشتركة في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات التي تهدف إلى إلهام جيل المستقبل من الفنيين والمهندسين والسائقين الشباب. وعلى هذا الصعيد، لأرامكو السعودية العديد من صور التعاون على المستوى الدولي فهي الشريك العالمي الرئيس للفيفا، وشريكها الحصري لفئة الطاقة، مع حقوق رعاية للعديد من الفعاليات، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 2026 وكأس العالم لكرة القدم للسيدات 2027، وتؤدي الشركة دورًا مهمًا في دعم وإبراز رياضة القولف من خلال رعاية البطولة السعودية الدولية ودوري "LIV Golf" . وقد أثبت شباب المملكة عبر مختلف المنافسات التي شاركوا فيها أنهم يمتلكون أدوات ومهارات التنافس وحصد ألقاب البطولات والتميّز، ما يجعل شركة رائدة وعريقة مثل أرامكو السعودية تواصل دورها وجهودها للإسهام في بناء قاعدة بشرية من الكفاءات السعودية الماهرة والقادرة على المنافسة عالميًا عبر برامج التدريب والتطوير الداخلي والخارجي، وكما انتظرنا الفِرق السعودية في منصة بطولة أرامكو فورمولا1 في المدارس فإننا ننتظر أبطالنا في حفل المتوّجين في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، بإذن الله. خالد الزامل

سعورس
منذ 26 دقائق
- سعورس
العلاقات السعودية السورية الاستثمار بوابة التعاون الجديد
شهدت العاصمة السورية دمشق في يوليو 2025 تحولًا استثنائيًا عندما استقبلت وفدًا سعوديًا رفيع المستوى برئاسة معالي وزير الاستثمار خالد الفالح، ضم أكثر من 130 شخصية من كبار المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين. ولأول مرة منذ أكثر من عقد، التقت السياسة بالفرصة الاقتصادية، لتترجم إلى خطوات ملموسة، ولم يكن لهذا الانفتاح أن يتحقق لولا التحول الواضح في الرؤية السعودية حيال سورية ما بعد 2024، في ضوء التغيرات السياسية التي أفضت إلى تشكيل إدارة انتقالية في دمشق ، وهذا التغير أتاح للمملكة العربية السعودية الفرصة لتفعيل أدواتها الاقتصادية في مسار يتماشى مع أولوياتها الاستراتيجية، وفي الوقت نفسه يسهم في إعادة إعمار دولة عربية محورية، وتعزيزًا لهذا التوجه، أمر ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بإنشاء "مجلس أعمال سعودي - سوري"، يعنى بتنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص، وتنظيم تدفقات الاستثمار، ومتابعة تنفيذ المشروعات على الأرض. كان هذا الحدث أكثر من مجرد منتدى اقتصادي، فقد مثل إعادة صياغة للعلاقة بين البلدين في إطار جديد، قوامه التفاهم التنموي والتكامل الإقليمي. وبحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، عقدت جلسات مكثفة أفضت إلى توقيع" 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم"، تجاوزت قيمتها 24 مليار ريال سعودي (6.4 مليارات دولار أميركي) تركزت في مجالات الصناعة والطاقة والبنية التحتية والتطوير والتقنيات المالية، لتصبح السعودية رسميًا أكبر شريك اقتصادي خارجي لسورية منذ عام 2011 امتدت الاتفاقيات لتغطي قطاعات حيوية تمثل العمود الفقري لأي نهضة اقتصادية مستدامة. فالبنية التحتية، التي دمرتها الحرب، استأثرت بنصيب كبير من الاستثمارات، مع إعلان السعودية عن مشروعات كبرى تشمل إنشاء مصانع إسمنت، مدن سكنية متكاملة، ومرافق سياحية في حمص ودمشق واللاذقية. وفي بُعد أكثر تقدمًا، وقّعت شركات سعودية اتفاقيات مع الحكومة السورية لتطوير البنية الرقمية والأمن السيبراني، في خطوة تهدف إلى تمكين الاقتصاد السوري من دخول عصر التحول الرقمي، بعد سنوات من العزلة التكنولوجية. كما لم تغب الخدمات المالية عن خارطة الاستثمارات. فقد أعلنت "مجموعة تداول السعودية" عن شراكة مع سوق دمشق للأوراق المالية لبحث إمكانية الإدراج المزدوج، وتطوير آليات التمويل البديل عبر صناديق الاستثمار، ما يُعد نقلة نوعية في بيئة الأعمال السورية. يتوقع أن تخلق هذه الاستثمارات أكثر من "50 ألف فرصة عمل مباشرة"، وإضافة إلى مئات آلاف الفرص غير المباشرة في سلاسل التوريد والخدمات المساندة. كما أنها تُسهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا، وتحفيز بيئة ريادة الأعمال السورية، التي عانت طويلًا من الشلل والجمود. إن ما يحدث اليوم بين المملكة العربية السعودية وسورية ليس مجرد تقارب اقتصادي، بل هو إعادة تعريف للعلاقة بين بلدين عربيين مؤثرين، يملكان من الإمكانات ما يؤهلهما لتشكيل محور استقرار وتنمية في المنطقة. وفي عالم تزداد فيه قيمة الشراكات الاقتصادية، تبقى "الاستثمارات السعودية في سورية " نموذجًا لتحوّل السياسة إلى تنمية، والخلاف إلى تعاون، والماضي إلى مستقبل مشترك.