
تركيا والإمارات.. تضارب حسابات أم صفقة مصالح!
وجاءت الزيارة بعد يوم من الاحتفالات الرسمية والشعبية في الذكرى التاسعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي قيل إن أتباع الداعية الإسلامي فتح الله جولان قد قاموا بها في 15 تموز يوليو 2016 واتهم وزير الداخلية سليمان صويلو آنذاك ابن زايد بتمويل هذا الانقلاب.
ودفع ذلك الإعلام الموالي للرئيس إردوغان إلى شن حملة عنيفة ضد أبو ظبي وناشد البعض من الإعلاميين الجيش التركي لقصفها والقضاء على نظام بن زايد.
كل ذلك مع استمرار تضارب المصالح بين الطرفين، حيث كانت تركيا والإمارات في خندقين معاديين في ليبيا والصومال والعراق وسوريا، عندما كانت أنقرة تدعم الإسلاميين، في الوقت الذي لم ولا تخفي فيه أبو ظبي قلقها من صعود التيار الإسلامي والإخوان المسلمين بالذات في المنطقة.
وأما الموضوع الأكثر إثارة في علاقات أنقرة مع أبو ظبي، فهو إقامة رئيس إحدى عصابات المافيا التركية ويدعى سادات باكار في الإمارات، حيث كان يتحدث عبر حسابه في اليوتيوب عن قضايا الفساد الخطيرة التي تورّط بها الرئيس إردوغان وأفراد عائلته ووزراؤه والمقربون منه.
ودفع ذلك أنقرة إلى عقد صفقة خفية لا يدري أحد تفاصيلها أسهمت في إقناع الإمارات بمنع باكار من بث فيديوهاته التي كانت تشاهد يومياً من قبل ما لا يقل عن 20 مليون مواطن اطلعوا على خفايا السياسة الداخلية والخارجية ولم يكذبها أي مسؤول رسمي.
وأما انضمام أبو ظبي إلى الاتفاقية الإبراهيمية وقبلها تحالفاتها الخفية والعلنية مع الكيان العبري، دفعا الرئيس إردوغان للمصالحة، لا فقط مع الرياض بل "تل أبيب" أيضاً والتي قام رئيسها هرتسرغ بزيارة تركيا في 9 آذار/مارس 2022 ولحق به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في 22 حزيران يونيو 2023 وذلك رداً على زيارة الرئيس إردوغان للرياض في نيسان أبريل 2022 بعد أن أغلقت تركيا رسمياً ملف مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول 2 أكتوبر تشرين الأول 2018 وحمّل الرئيس إردوغان آنذاك الأمير محمد بن سلمان مسؤوليتها.
وأما في سوريا فقد كان الطرفان التركي والإماراتي في خندقين معاديين بسبب التحالف التركي مع قطر المنافس، وأحياناً العدو التقليدي للإمارات والسعودية، وتصدّتا معاً للدور التركي في سوريا والمدعوم من الرئيس ترامب الذي عين صديقه الشخصي توم باراك سفيراً في أنقرة ومبعوثاً شخصياً له إلى سوريا ولبنان.
وسط المعلومات التي تتحدث عن صداقات سابقة بين باراك والرئيس إردوغان الأكثر حظاً من محمد بن زايد ويقال إن باراك يعاديه لأسباب شخصية. 19 تموز 13:07
18 تموز 09:04
وأما التنسيق والتعاون الإماراتي مع الكيان الصهيوني في المنطقة وبشكل خاص في سوريا و أخيراً في جنوبها حيث الدعم الإسرائيلي العلني للدروز، تتحدث المعلومات باستمرار عن دور إماراتي في مناطق الدروز، وذلك منذ الأيام الأولى لسقوط نظام الأسد ولعبت تركيا في ذلك الدور الرئيسي وفق كلام ترامب.
ويفسر كل ذلك الدعم التركي المطلق لحكام دمشق الجدد مع المعلومات التي تتحدث عن وجود الممثلين الأتراك في جميع مؤسسات وأجهزة الدولة السورية الجديدة، التي تريد لها أنقرة أن تكون بوابتها لمزيد من التمدد في المنطقة، كمنافس لتل أبيب، التي تستمر في قصفها لسوريا منذ اليوم الأول لسقوط نظام الـأسد.
وهو ما لم تبالِ به أنقرة طالما أن ذلك لا يعرقل مشاريعها ومخططاتها لإحكام سيطرتها على مجمل مجالات الحياة السياسية والعسكرية والاستخبارية والاقتصادية في سوريا التي تتعرض للعديد من التيارات الإقليمية والدولية.
ووضع كل ذلك سوريا في دوامة هذه التيارات التي تتطلب العديد من التحالفات وأهمها بين "إسرائيل" والإمارات وبدعم من واشنطن التي تتلاعب مع جميع الأطراف طالما أنها لا تتردد في تلبية كل الشروط والمطالب، بل التوجيهات والتعليمات الأميركية التي تهدف في نهاية المطاف لضمان المصالح الإسرائيلية إلى الأبد وأيّاُ كان ثمن ذلك بالنسبة للأطراف الأخرى.
ويشهد التاريخ أنها ومنذ سنوات طويلة تتنافس بل تتصارع فيما بينها تارة لأسباب سياسية وأخرى قومية ودينية وطائفية وتاريخية بل وحتى شخصية كما هي الحال بين حكام الخليج والبعض منهم مع الرئيس إردوغان الذي أثبت حتى الآن حنكته السياسية في التعامل مع قضايا المنطقة، وخاصة سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان ولبنان،ا وأحد أهم منافسيه هناك هو الشيخ محمد بن زايد حليف الرئيس المصري السيسي.
ويحظى بدوره بدعم ابن زايد وابن سلمان في مساعيه للتصدي للدور التركي في الدول المذكورة، وأهمها الآن سوريا، باعتبار أنها قفل ومفتاح كل قضايا المنطقة برمتها وترى فيها "تل أبيب" عمقاًً استراتيجياً لمجمل مخططاتها ومشاريعها الدينية والعقائدية.
وهذا هي الحال بالنسبة لأنقرة التي تنظر إلى المنطقة بعيون عثمانية مطعّمة قومياً ودينياً، أي إسلامياً إخوانياً سنياً. مع التذكير بأن هذا التاريخ العثماني لا يتضمن أي ذكريات سيئة مع اليهود، كما هي الحال بالنسبة للجمهورية التركية التي اعترفت بالكيان العبري بعد أقل من عام من قيامه على أرض فلسطين عام 1948.
وتحولت هذه القضية، أي فلسطين بعد ذلك التاريخ، إلى مادة دسمة في أحاديث أنقرة الحماسيّة منذ تسلّم العدالة والتنمية للسلطة في تركيا نهاية2002.
وشهدت علاقات تركيا بعد ذلك التاريخ مع الكيان الصهيوني العديد من فترات الفتور والتوتر، كما هي الحال في العلاقات مع العواصم العربية، التي أثبتت دائماً فشلها في معالجة أيٍ من قضايا المنطقة والسبب في ذلك هو تواطؤها جينياً مع المسبب الرئيسي لهذه القضايا ألا وهو الكيان العبري وداعمه المطلق النظام الامبريالي الاستعماري.
ويعرف الجميع أن عملائه كثيرون في المنطقة ويتنافسون فيما بينهم لإحكام سيطرتهم على دمشق في الوقت الذي يستغل فيه الكيان العبري هذا الغباء وأحياناً التواطؤ بانعكاساته على العداء القومي والديني والطائفي سورياً وإقليمياً، ومن أجله فقط تكاتف الأصدقاء والأعداء بكل عجائبهم وغرائبهم، فأوصلوا الجولاني وجماعته إلى السلطة في دمشق ليقوم بما هو مطلوب منه ليس فقط ضد العلويين والمسيحيين والدروز، بل ضد كل من يعرقل المشروع الصهيو-أميركي في لبنان والعراق وبعدهما اليمن ثم إيران والمنطقة برمتها!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 10 ساعات
- الميادين
المرصد السوري: وسط حصارٍ خانق.. منع فرق إعلامية أجنبية من دخول السويداء
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن حاجزاً تابعاً لـلأمن العام في منطقة بصرى الشام منع فرقاً إعلامية أجنبية من دخول محافظة السويداء، على الرغم من حصول بعضها على موافقات رسمية من وزارة الإعلام في دمشق. وأوضح المرصد أنه من بين الفرق التي تم منعها طاقم وكالة "أسوشيتد برس"، الذين قدموا من درعا حاملين التصاريح الرسمية، لكنهم أُبلغوا بالحاجة إلى موافقة إضافية من قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أحمد الدالاتي، الذي رفض السماح للفريق بالدخول، رغم النقاش المطول الذي دار بين الطرفين، ما اضطر الفريق الإعلامي إلى العودة إلى دمشق من دون تنفيذ مهمته. 26 تموز 26 تموز كما أشار المرصد إلى أن القوى الأمنية منعت، في وقتٍ سابق، دخول قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 14 شاحنة إلى السويداء، حيث سُمح فقط لشاحنة واحدة بالعبور، وتم منع وسائل الإعلام من الوصول إلى المنطقة، ما فاقم من حالة التعتيم حول ما يجري داخل المحافظة. وقال المرصد إن محافظة السويداء تخضع لحصار خانق منذ أكثر من أسبوع، ما تسبّب في نقص حاد في المواد الغذائية والتموينية، والمياه، والوقود، والخدمات الأساسية. كما أطلقت فعاليات مدنية ومنظمات محلية نداءات عاجلة إلى المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة، للمطالبة بفتح ممر إنساني آمن يسمح بوصول المساعدات. وفي السياق، حذّر العاملون في "الفرن الآلي" بالسويداء من قرب نفاد كميات الطحين والمحروقات اللازمة لتشغيل خطوط الإنتاج، بالإضافة إلى نقص المازوت والبنزين الذي أدى إلى تعطّل صهاريج نقل المياه، ما فاقم أزمة مياه الشرب. كما يعاني السكان أيضاً من شح حاد في الخضروات والمواد التموينية الأساسية، بسبب استمرار إغلاق طريق دمشق – السويداء، الذي تسيطر على محيطه مجموعات مسلحة تمنع حركة الإمدادات، بحسب المرصد السوري. وذكر المرصد أن فرق الهلال الأحمر السوري تواصل توزيع مساعدات إغاثية على بعض العائلات المتضررة أو الأشد فقراً، إلا أن حجم المساعدات لا يغطي سوى نسبة محدودة من السكان، ما يترك معظم الأهالي في مواجهة يومية مع أزمة معيشية متفاقمة. وحذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان من استمرار هذا الوضع من دون تدخل عاجل، مطالباً المنظمات الإنسانية الدولية بتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان، وفتح ممرات إنسانية نحو المحافظة، في ظل ما وصفه بانهيار متسارع للبنية المعيشية في السويداء.


الميادين
منذ 10 ساعات
- الميادين
لماذا نجحت الرياض في سوريا... وفشلت في غزة؟
من بين كثير من الأسئلة التي أثيرت في الأشهر الماضية على خلفية ما يتعرض له سكان قطاع غزة من عدوان عسكري واسع وسياسات تجويع ممنهجة، برز تساؤل يتعلق بالموقف العربي الرسمي، وتحديداً مواقف الدول التي تلعب أدواراً مركزية في المشهد السياسي الإقليمي، كالسعودية، الإمارات، قطر، ومصر. إذ يتساءل بعض المراقبين: كيف نجحت الرياض في إقناع واشنطن برفع أو تعليق عقوبات عمرها نصف قرن عن سوريا، بينما تعجز عن إدخال شاحنة مساعدات إنسانية واحدة باسمها إلى قطاع غزة؟ وكيف مُنحت القاهرة والدوحة دوراً محورياً في جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، في الوقت الذي تعجز فيه هاتان الدولتان عن إخراج طفل مريض أو إيصال مساعدات غذائية عاجلة؟ هذه الأسئلة ليست عابرة، بل تعبّر عن قلق متنام إزاء ما يبدو كعجز عربي مستمر أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة، يتعرض لها أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت حصار ممتد منذ أكثر من 18 عاماً، وتحوّل منذ عامين إلى حصار خانق وسبب مباشر للمجاعة. ليس من الصعب فهم الفارق في الاستجابة الأميركية بين الملفين السوري والغزّي. فواشنطن، ومعها حلفاؤها الغربيون، تُبدي مرونة واضحة إزاء أي مبادرة تصبّ في مصلحة مشروع "السلام الإبراهيمي"، بما يشمله من جهود لتأهيل أنظمة سياسية كانت خارج المنظومة الإقليمية أو الدولية سابقاً. رفع أو تعليق العقوبات المفروضة على سوريا – وهو تحرك دُفعت به السعودية ضمن مسار سياسي متدرج – لا يُفهم فقط كخطوة إنسانية أو دبلوماسية، بل أيضاً كجزء من ترتيبات إقليمية أشمل تهدف إلى استيعاب دمشق ضمن محور "الاعتدال" في المنطقة، ومنع عودتها إلى "حضن" المحور المعادي لـ"إسرائيل". 25 تموز 09:28 25 تموز 09:05 بالمقابل، يُنظر إلى تخفيف الحصار عن غزة كتهديد مباشر لمصالح "تل أبيب"، سواء لناحية توازن القوى داخل القطاع، أو في ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. ولهذا السبب، فإن جميع النداءات والمبادرات العربية، مهما بلغت قوتها أو رمزيتها، تصطدم بجدار التجاهل وعدم المبالاة الأميركي والدعم الغربي غير المشروط لـ"إسرائيل". فمثلاً الانخراط المصري والقطري في الوساطة السياسية يأتي في إطار حسابات تتعلق بعلاقات هاتين الدولتين مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وليس تعبيراً عن حرية حركة مطلقة أو تفويض دولي مفتوح أو الاعتراف بثقل دور هاتين الدولتين. هذا الدور محكوم بسقف أميركي–إسرائيلي واضح، يمنع تحوّله إلى تدخل إنساني حقيقي أو مبادرة لإدانة السياسات العقابية الجماعية المتبعة في القطاع. وحتى التصريحات الإعلامية الصادرة عن بعض القادة العرب لا تلامس جذور الأزمة، لا تحمل ملامح خريطة طريق لوقف العدوان الإسرائيلي، بل تكتفي بتعبيرات عامة عن "القلق" أو "الأسف" أو "الإدانة"، وهو ما يعكس حدود ما يُسمح به سياسياً. وما يفاقم من مأزق الموقف العربي أنه لم يتخذ حتى الحد الأدنى من الإجراءات الدبلوماسية الممكنة، كاستدعاء السفراء، أو تجميد العلاقات الاقتصادية، أو حتى تعليق الاتفاقيات السياسية والأمنية. غياب هذه الخطوات يوحي بأن الأمر لا يتعلق فقط بالعجز، بل أحياناً بغياب الإرادة السياسية، أو الخوف من تداعيات مواجهة محتملة مع واشنطن أو "تل أبيب". في هذا السياق، يمكن التذكير بأن التاريخ لم يشهد حالة يُترك فيها شعبٌ يموت جوعاً وتُدمر بنيته التحتية بالكامل، فيما تواصل الدول "الشقيقة" له تعميق علاقاتها مع الجهة أو الكيان الذي تسبب بتلك الكارثة، سواء عبر صفقات تجارية، أو تطبيع سياسي، أو تحالفات أمنية. كما أنه لا يمكن تجاهل أثر المتغيرات الإقليمية الكبرى التي حصلت مؤخراً – أو يُشاع حصولها – كالحرب على لبنان، وتصعيد التهديدات ضد إيران، وصولاً إلى ما يقال عن كيفية إسقاط النظام السوري. هذه التطورات، سواء كانت واقعية أو مضخمة إعلامياً، أسهمت في خلق مناخ من الخوف والحذر لدى كثير من الحكومات العربية، ما دفعها إلى تجنب اتخاذ مواقف قد تُفسر كتصعيد أو تمرد على الإرادة الأميركية. في ظل هذه المعادلة، فإن ما تحقق – أو قد يتحقق – من تهدئة أو اتفاقات لوقف إطلاق النار، يعود بدرجة أولى إلى صمود فصائل المقاومة الفلسطينية، وإلى تضحيات السكان المدنيين في غزة، الذين أبدوا قدرة غير مسبوقة على التحمّل والثبات. لا يُمكن الادعاء بأن هناك "فضلاً" عربياً رسمياً في هذا الصمود، بل العكس هو الصحيح في كثير من الحالات، حيث يُطرح بجدية سؤال حول تواطؤ بعض الأنظمة في حصار غزة، إما بالصمت، أو بالتنسيق الأمني والسياسي. إن الفرق بين "نجاح" السعودية في الملف السوري، و"فشلها" في الملف الغزّي، لا يرتبط فقط بقدرات الرياض الدبلوماسية، بل بحدود ما يُسمح به من قبل الحلفاء الغربيين، وبالاصطفاف الواضح في السياسات الدولية والإقليمية: كل ما يخدم مشروع الهيمنة الإسرائيلية يُفتح له الباب، وكل ما يهدد هذا المشروع – إنسانياً كان أم سياسياً – يُغلق عليه، ولو كان ذلك على حساب أرواح ملايين المحاصرين.


LBCI
منذ 14 ساعات
- LBCI
الأردن والإمارات يسقطان مساعدات جوية على غزة
أفاد مصدر رسمي أردني لرويترز بأن الأردن والإمارات أسقطا اليوم الأحد ما مجموعه 25 طنًا من المساعدات على قطاع غزة في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر. وأشار المسؤول إلى أن الإنزال الجوي ليس بديلًا عن تسليم المساعدات برًا.