
ما هي ضربة الشمس؟... علامات يجب الانتباه إليها خلال موجة الحر!
يمنح الصيف الفرصة الذهبية للعائلات لعقد اجتماعاتها السنوية، وقضاء وقت ممتع مع أحبائهم الذين يحول دون لقائهم طوال العام العمل والسفر والدراسة، ولا ينغص اجتماعات الصيف سوا ارتفاع درجات الحرارة وما يترتب عليها من مشكلات صحية قد تصيب الصغار والكبار جراء التعرض لأشعة الشمس.
كشف بريان بوساك أستاذ الصحة العامة في كلية تشارلستون في الولايات المتحدة عن بعض العلامات التحذيرية الرئيسية وطرق الحفاظ على البرودة عند ارتفاع الحرارة والرطوبة بشكل كبير لصحيفة الإندبندنت البريطانية، وقال: "أدرس المخاطر الصحية في ظل مناخ دافئ بصفتي أستاذا للصحة العامة، وقد لاحظت أن الحرارة أصبحت مصدر قلق متزايد".
علامات يجب الانتباه إليها
تنتشر الأمراض المرتبطة بالحرارة على نطاق واسع، ويمكن أن يتطور الإجهاد الحراري الخفيف بسرعة إلى ضربة شمس تهدد الحياة إذا تعرض الشخص لحرارة عالية مدة طويلة.
تشمل الأشكال الخفيفة من الأمراض المرتبطة بالحرارة تقلصات حرارية وطفحا جلديا، وكلاهما يمكن أن ينتج عن التعرق الشديد في الظروف الحارة، ويمكن أن يساعد تبريد الجسم وشرب السوائل الباردة في حله.
تتطور الأمراض المرتبطة بالحرارة إلى إجهاد حراري في بعض الأحيان، ويكون الوضع أكثر خطورة، وتشمل أعراض الإجهاد الحراري الدوار والغثيان والتعرق المفرط والشعور بالضعف والعطش والصداع.
ويشير الإجهاد الحراري إلى فقدان الجسم قدرته على الحفاظ على درجة حرارة داخلية ثابتة، ومن الخطوات الموصى بها لمنع تطور الإجهاد الحراري إلى أخطر أشكال الأمراض المرتبطة بالحرارة، وهي ضربة الشمس، اتخاذ إجراءات فورية، مثل الانتقال إلى مكان بارد ومكيف، وشرب السوائل، والتخفف من الملابس، واستخدام مناشف مبللة.
وضربة الشمس هي حالة طبية طارئة، في هذه المرحلة لا يستطيع الجسم الحفاظ على درجة حرارة داخلية ثابتة. يمكن أن تصل درجة حرارة الجسم المصابة بضربة الشمس إلى 41 درجة مئوية أو أعلى بسرعة، ويمكن أن تؤدي هذه الحرارة إلى تلف الدماغ والقلب والكلى في وقت قصير.
يستنفد الشخص المصاب بضربة الشمس احتياطياته من العرق والأملاح ليبقى الجسم باردا، لذلك يتوقف التعرق في النهاية أثناء ضربة الشمس، وتتدهور قدراته الإدراكية، ولا يستطيع تجنب الخطر.
يمكن أن تسبب ضربة الشمس نوبات صرع أو تدخل الشخص في غيبوبة مع ارتفاع درجة حرارته الداخلية. إذا لم تعالج الحالة فورا، واستمرت درجة حرارته الداخلية في الارتفاع، تصبح ضربة الشمس قاتلة.
كيف تحمي نفسك؟
يجب البدء بتجنب الأنشطة الخارجية الشاقة في درجات الحرارة المرتفعة إن أمكن، وشرب السوائل التي ترطب الجسم.
تعتبر المراوح مفيدة ما لم تكن دراجات الحرارة مرتفعة جدا، ولكن يجب توخي الحذر إذا وصلت درجات الحرارة الداخلية إلى 37 درجة مئوية أو أكثر، فقد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة.
يمكن اللجوء إلى أي مكتبة أو مركز تجاري مكيَّف للاستراحة في أكثر ساعات اليوم حرارة.
يمكن أن يحدث الجفاف المرتبط بالحرارة عندما يتعرق الإنسان بشكل مفرط، مما يؤدي إلى فقدان الماء والأملاح الضرورية من الجسم، لذا يجب الانتباه دوما لتعويض المياه والأملاح.
يواجه كبار السن وذوو الإعاقة مخاطر أكبر جراء موجات الحر، خاصة إذا لم يتمكنوا من الانتقال بسهولة إلى بيئة أكثر برودة، لذلك يجب الانتباه إليهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
وزيرة التربية أعلنت تأجيل موعد امتحانات الكولوكيوم لبعض الاختصاصات من الإثنين إلى الثلثاء
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعلنت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي في بيان انه" عطفاً على المذكرة الإدارية رقم 26/2025 تاريخ 3/7/2025 (إقفال الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات بمناسبة ذكرى عاشوراء)، وعطفاً على القرار رقم 171/م/2025 تاريخ 24/1/2025 (تحديد مواعيد امتحانات الكولوكيوم للعام 2025 - الدورة الأولى)، تم تأجيل امتحانات الكولوكيوم المقررة يوم الإثنين الواقع فيه 7/7/2025 إلى اليوم الذي يليه (الثلاثاء في 8/7/2025)، وفقاً لما يلي: اليوم التاريخ الساعة الاختصاص نوع الامتحان مركز إجراء الامتحانات الثلاثاء 8/7/2025 10:00 العلاج الفيزيائي خطي (خارج لبنان) مبنى كلية العلوم الطبية الجامعة اللبنانية - الحدت تحضير وتركيب الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية 8:30 العلاج الفيزيائي شفهي 1 (داخل لبنان) 11:00 العلاج الفيزيائي شفهي (خارج لبنان) تحضير وتركيب الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية 11:00 القبالة خطي (خارج لبنان) 12:00 القبالة شفهي (داخل وخارج لبنان) بدلاً من: الإثنين 7/7/2025 10:00 العلاج الفيزيائي خطي (خارج لبنان) مبنى كلية العلوم الطبية الجامعة اللبنانية - الحدت تحضير وتركيب الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية 8:30 العلاج الفيزيائي شفهي 1 (داخل لبنان) 11:00 العلاج الفيزيائي شفهي (خارج لبنان) تحضير وتركيب الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية 11:00 القبالة خطي (خارج لبنان)


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
سبب "صادم" أدى إلى وفاة النجمة الشهيرة.. هذا ما قامت به قبل ساعات من رحيلها
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب رجّحت تقارير أمنية في مومباي أن يكون سبب وفاة الفنانة وعارضة الأزياء الهندية شيفالي جاريوالا المفاجئة مرتبطاً بتلقيها إبرة طبية لمكافحة الشيخوخة، تسببت على الأرجح في إصابتها بسكتة قلبية أنهت حياتها، مساء يوم الجمعة الماضي. وبحسب تقارير إعلامية، فإن شيفالي، نُقلت على وجه السرعة إلى مستشفى كوبر في مومباي بعد إصابتها بأعراض حادة داخل منزلها، إلا أنّ الأطباء أعلنوا وفاتها فور وصولها. واعتادت شيفالي جاريوالا منذ قرابة 8 سنوات على حقن نفسها بجرعات طبية لمكافحة علامات التقدّم في السن، بمعدل حقنة شهرياً، تحت إشراف طبي. وأوضحت التقارير أنّ يوم الجمعة شهد إقامة طقس ديني داخل منزل الأسرة، التزمت خلاله شيفالي بالصيام التام طوال اليوم، ورغم حالتها الصحية وصيامها، قرّرت في فترة الظهيرة الحصول على الجرعة المعتادة من الحقنة المضادة للشيخوخة. وتشير التحقيقات إلى أنّ الجمع بين الصيام والحقنة قد يكون قد أثّر بشكل مباشر على توازن جسمها، ما أدى إلى توقف عضلة القلب عن العمل. وفي تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، بدأت شيفالي ترتعش بشكل غير معتاد قبل أن تسقط أرضاً وسط ذهول أفراد أسرتها، وكان برفقتها زوجها باراغ تاياغي ووالدتها وعدد من المقربين، بينما باءت محاولات إسعافها بالفشل. وعثرت فرق البحث الجنائي أثناء الفحص على كميات كبيرة من الأدوية داخل منزل شيفالي، شملت عقاقير تجميلية وزيوت عناية بالبشرة وأدوية للمعدة، وحتى الآن، سجّلت الشرطة إفادات 8 أشخاص بينهم أفراد الأسرة والطاقم المنزلي وبعض الأطباء الذين أشرفوا على حالتها. وأكدت الشرطة أنّه لا توجد دلائل على وجود خلافات عائلية أو شبهة جنائية واضحة في الوقت الحالي، إذ سُجّل محضر وفاة عرضية في انتظار التقرير الطبي الشرعي الذي سيحسم السبب المباشر للوفاة. وأُقيمت مراسم تشييع جثمان شيفالي جاريوالا يوم السبت الماضي، داخل محرقة أوشيوارا الهندوسية في مومباي، وسط حالة حزن واسعة بين محبيها الذين ما زالوا ينتظرون نتائج التحقيقات النهائية لمعرفة ملابسات رحيلها المفاجئ.


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
عندما يصبح الحلم حقيقة... لبنان يقود الشرق الأوسط إلى عصر الجراحة الروبوتية!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في سابقة طبية نوعية تُعدّ الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، أعلن الفريق الطبي في مستشفى المشرق – Hôpital Français du Levant، بالشراكة مع مركز IRCAD Liban، إطلاق برنامج الجراحة الروبوتية المتطوّرة لمعالجة أمراض الكبد والبنكرياس، خلال مؤتمر صحافي حاشد، حضره مدير العناية الصحية في وزارة الصحة العامة الدكتور جوزيف الحلو ممثلاً وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، مدير الطبابة العسكرية العميد الركن داني البشراوي ممثلاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل، نقيب الأطباء في بيروت البروفسور إلياس شلالا، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة البروفسور بيار يارد، نقيب الصحافة عوني الكعكي، رئيس مركز IRCAD Liban البروفسور أنطوان معلوف، إلى جانب حشد من الأطباء والمهتمين والمتخصصين في الشأن الصحي والطبي. وبعد النشيد الوطني، افتتحت الإعلامية ماغي عون المؤتمر بكلمة ترحيبية أشادت فيها بأهمية هذا الحدث، الذي يُشكّل محطة متقدّمة في المسيرة الطبية اللبنانية. تلاها البروفسور أنطوان معلوف بكلمة أكد فيها أن "هذا الإنجاز يأتي بعد شهر واحد فقط من البث المباشر الأول لجراحة روبوتية في المسالك البولية، نُقلت من لبنان عبر شبكة IRCAD العالمية، واليوم، يُطلق المركز عمليات الجراحة الروبوتية لمعالجة أمراض الكبد والبنكرياس، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها في الشرق الأوسط". وكشف معلوف عن "إجراء أربع عمليات جراحية روبوتية خلال يومين، على يد نخبة من أفضل الأخصائيين في الجراحة الهضمية، قدموا من الولايات المتحدة وفرنسا، وتُبث العمليات مباشرة إلى مركز IRCAD في فرنسا، ومنها إلى باقي مراكز الشبكة حول العالم"، مشيراً إلى اتفاقية التوأمة مع مركز مونبيلييه الطبي الفرنسي، التي ستتيح وصول الكادر الطبي الفرنسي إلى لبنان، لإجراء معاينات مجانية في مستشفى المشرق لكل مريض لبناني يعاني من أمراض الكبد والبنكرياس. وأكد معلوف أن "هذه المبادرة تُجسد رؤية مركز IRCAD Liban لتوفير تعليم جراحي على مستوى عالمي، بقيادة أطباء معتمدين دوليًا"، موضحًا أن الأكاديمية ليست "مجرد مركز تدريب بل منصة استراتيجية تُعيد للبنان مكانته التاريخية كمركز طبي للمنطقة، وتفتح أمام الأطباء المحليين فرصًا للوصول إلى الخبرات العالمية دون مغادرة البلاد". وختم معلوف كلمته معربًا عن فخره بوجود هذه النخبة من الأطباء والمسؤولين والنقابيين إلى جانبه في هذا الحدث الطبي البارز، داعيًا الكفاءات الطبية والأكاديمية والعلمية في لبنان إلى التعاون وتوحيد الجهود لكي يبقى لبنان مركز إشعاع طبي ومعرفي في الشرق. ثم كانت كلمة لرئيس قسم جراحة الكبد في مستشفى المشرق البروفسور علي شكر، الذي وصف البروفسور أنطوان معلوف بأنه "رائد من رواد القطاع الطبي في لبنان"، يعمل من أجل تحقيق أحلام علمية سريعة تتجاوز حدود البلد. وأضاف أن مشروع الجراحة الروبوتية للكبد والبنكرياس يُمثّل نقلة طبية وتدريبية نوعية تُعزّز فرص التعليم والتطوير. بدوره، تحدّث البروفسور أحمد أبو عباس، مدير قسم جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية في أحد أبرز مراكز كاليفورنيا الطبية، عن هذا الإنجاز، مشيرًا إلى أنه يشكّل "مصدر فخر للبنان وشعبه". وشرح التقنيات المعقّدة للجراحة الروبوتية، ودور الروبوت في الحد من التدخلات الجراحية التقليدية، وما لذلك من فوائد مباشرة على صحة المرضى وسرعة شفائهم. أما نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة البروفسور بيار يارد، فأكد أن "إدخال نظام "دافنشي XI" إلى لبنان يُعدّ تحولًا في نوعية العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها، بفضل جهود البروفسور أنطوان معلوف، الذي وفّر هذه التقنية للبنان". ولفت إلى أن "الروبوتات الجراحية مكّنت الجراحين اللبنانيين من إجراء عمليات دقيقة في مجالات مختلفة، من جراحة الأوعية إلى أمراض النساء، لكنّ الأهم يبقى العامل البشري، لأن التدريب والخبرة يبقيان أساس النجاح". وشدّد يارد على "ضرورة التعاون بين المستشفيات اللبنانية، خاصة أن كلفة هذه الأجهزة مرتفعة جدًا، ولا يمكن لمستشفى بمفرده أن يتحمل أعباءها، داعيًا إلى شراكة بين المؤسسات لتوسيع نطاق استخدامها وضمان استدامتها". من جهته، قال نقيب الأطباء البروفسور إلياس شلالا إن "هذا الحدث يُجسّد التقدّم العلمي في مجال الطب، ويُكرّس لبنان في موقع الريادة في الجراحة الحديثة". وأضاف أن الدورة التدريبية التي يُشرف عليها مركز IRCAD تُعدّ نموذجًا متقدّمًا في مجال التعليم الجراحي، وتشكل فرصة استثنائية للأطباء اللبنانيين. ونوّه بمشاركة البروفسور أحمد أبو عباس من الولايات المتحدة والبروفسور لوكاس تويل (Lucas Theuil) من فرنسا، معتبرًا حضورهما تأكيدًا على الثقة الدولية بالكفاءات اللبنانية. وأكد شلالا أن "هذا الحدث ما كان ليُبصر النور لولا الشراكة الفعلية بين القطاعين العام والخاص، وتضافر الجهود الرسمية والعلمية، مضيفًا أن النقابة تقف إلى جانب كل مبادرة تسهم في إعادة الاعتبار للعلم والمعرفة الطبية في لبنان". أما ممثل وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، الدكتور جوزيف الحلو، فثمّن باسم الوزارة هذا الإنجاز العلمي والطبي، وقال إنه "على مدى ثلاثين عامًا في القطاع الصحي، أنحني أمام الأطباء اللبنانيين لأنهم أثبتوا أنهم جنود الخط الأول، سواء في الأزمات أو في الإنجازات". وأضاف أن "القطاع الصحي اللبناني لطالما أظهر قدرة فائقة على الصمود والتطور، مشيرًا إلى أن لبنان احتل المرتبة 28 عالميًا في تصنيف بلومبرغ عام 2018، متقدمًا على الولايات المتحدة، وكان في حينها الأول على مستوى الشرق الأوسط". وأكد الحلو أن "وزارة الصحة، رغم الإمكانات المحدودة، تعمل على توسيع التغطية الصحية لتشمل أكبر عدد ممكن من العمليات"، مشددًا على أن لبنان، بمثل هذه المبادرات، يثبت أنه لا يزال مستشفى الشرق الأوسط الحقيقي. وختم بالإشادة بالدكتور أنطوان معلوف، معتبرًا إياه "بوابة لبنان إلى الطب الحديث". وتخلّل المؤتمر عرض توثيقي لحالات جراحية أُجريت باستخدام التكنولوجيا الروبوتية الحديثة، إضافة إلى شرح معمّق من الفريق الطبي حول فوائد هذه التقنية المتقدمة، التي توفر دقة فائقة، وتدخّلاً جراحيًا أقل، وفترة تعافٍ أسرع للمرضى. كما أعقبت الجلسة الافتتاحية ورشات عمل ومحاضرات علمية امتدت على مدى يومين، شملت عمليات جراحية مباشرة باستخدام الروبوت، نقلت عبر شاشات ضخمة إلى القاعة الكبرى في المستشفى، وسط مشاركة كثيفة من أطباء ومتدرّبين وطلاب طب من مختلف المناطق اللبنانية. وعقب انتهاء المؤتمر، عُقد لقاء إعلامي مع نقيب الصحافة عوني الكعكي، الذي عبّر عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مهنئًا البروفسور أنطوان معلوف ومركز IRCAD Liban على هذه المبادرة، التي تُشكّل نقلة نوعية للبنان والمنطقة. وأكد أن اللبنانيين في الخارج، الذين يبلغ عددهم نحو 16 مليونًا، نصفهم تقريبًا على تواصل دائم مع وطنهم الأم، وأن نسبة كبيرة منهم من الناجحين في مجالات متعددة، وهو ما يعكس الثروة الحقيقية للبنان. وقال الكعكي إنني "لم أتفاجأ من وجود هذا التقدم عند أبنائنا، فهم يحتلون مراكز متقدمة عالميًا، خصوصًا في الطب والعلوم"، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يعيد التأكيد على أن لبنان سيبقى مستشفى العالم العربي، رغم كل ما يمر به من أزمات. وفي حديثٍ خاص لـ"الديار" على هامش المؤتمر، كشف البروفسور أنطوان معلوف عن تفاصيل انطلاقة هذا البرنامج النوعي، الذي يُعدّ الأول من نوعه في مجال جراحة الكبد في لبنان. وأوضح أن "الروبوت في مستشفى المشرق، الذي يُعتبر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، وصل إلى لبنان في تموز 2019، أي قبل اندلاع الثورة بقليل، لكن الظروف المتقلبة حالت دون تحقيق التقدم المطلوب في حينه. أما اليوم، ومع تحسّن الأوضاع، نحن نسير على طريق التطور بخطى واثقة". وردًا على سؤال حول كيفية مواجهة التحديات المستقبلية، قال البروفسور معلوف "أنا أحب التحديات، وخصوصاً في المجال الطبي. في غير الطب، قد لا أكون بنفس الحماس، لكن في هذا المجال، التحدي يرافقني دائماً. وأنا مؤمن بالتطور، وخاصةً مع مؤسسة مثل IRCAD التي تجمع كبار الأسماء في الجراحة العالمية". وأضاف أننا "في لبنان أصغر أعضاء هذه المنظومة، بينما الدول الأخرى تتحدث عن ميزانيات بمليارات الدولارات – 150 مليار وما فوق. ومع ذلك، نحن موجودون وفاعلون من لبنان". وعن آفاق التعاون الإقليمي، أكد أن معلوف أن "العديد من الشركات والدول في المنطقة تهتم بالتعاون معنا. نحن في لبنان نهتم بإخواننا في الداخل كما في الدول العربية. وسيكون مركز IRCAD لبنان بمثابة قاعدة إقليمية لهذا التعاون، وهو ما نعمل عليه بالتوازي مع تطوير مهاراتنا المحلية". أما في ما يتعلق بإيصال الجراحة الروبوتية إلى أكبر شريحة من المرضى، فأكد معلوف إلى أن "هذا هو هدفي الأساسي، ولكن التحدي الأكبر هو التحدي المادي"، مشيرًا إلى أننا "نحاول معالجة هذه العقبة، ونتعاون مع الجهات الضامنة. بعض شركات التأمين بدأت تعترف بهذه العمليات، خصوصاً في حالات مثل جراحة البروستات، والتي أجرينا العديد منها. وقريبًا سنبدأ بجراحات جديدة على الروبوت. هذه التقنية ستصبح تدريجياً أسهل ومتاحة للجميع". وختم البروفسور معلوف بالتشديد على أهمية الدعم الدولي، قائلاً إننا "دعونا الفرنسيين لمساعدتنا بخبرتهم، سواء في المعاينات أو التشخيص (diagnostic)، وحتى في تعزيز التعاون مع باقي الدول". كما كان لـ"الديار" أيضاً حديث مع مدير العناية الصحية في وزارة الصحة العامة الدكتور جوزيف الحلو ممثلاً وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين أكد فيه أن "الوزارة تضع الجراحة الروبوتية في صميم رؤيتها المستقبلية لتطوير القطاع الطبي"، قائلاً إن "المستقبل كله يتجه نحو الروبوت، ونحن في لبنان نملك الكفاءات الطبية القادرة على مواكبة هذا التحوّل". وأوضح الحلو أن "التقنية الروبوتية تتيح للأطباء اللبنانيين تنفيذ عمليات دقيقة تصل إلى مناطق يصعب بلوغها عبر الجراحة التقليدية"، مشددًا على أن "الروبوت لا يُلغي دور الطبيب، بل يُعزّز إمكانياته، ويُشكّل أداة مساعدة تدخل في صلب مستقبل الطب العالمي". وأشار الحلو إلى أن "وزارة الصحة، وإن لم تكن الجهة المنظمة المباشرة للمؤتمرات الطبية، إلا أنها تدعم المستشفيات والنقابات والجهات الطبية التي تقوم بتنظيم ورش العمل والمؤتمرات العلمية، وتُشرف على تعزيز معايير التدريب والتأهيل في هذا المجال المتطور". وأكد أن "الهدف المستقبلي هو أن تتحوّل الوزارة من دور الصندوق الضامن فقط إلى جهة إشرافية وتنظيمية ذات قدرة تمويلية، تسهم في رفع مستوى الخدمات الطبية وتثبيت الأطباء اللبنانيين في وطنهم"، لافتًا إلى أهمية "جذب المؤتمرات الطبية الدولية إلى لبنان، واستقدام الأطباء والخبراء من الخارج لتبادل الخبرات، ما يرسّخ موقع لبنان على الخارطة الإقليمية في مجال الجراحة الروبوتية". ويُعدّ مركز IRCAD Liban الفرع الإقليمي للمركز الفرنسي الشهير IRCAD France، ويقع داخل حرم مستشفى المشرق، وهو المركز الوحيد في الشرق الأوسط المتخصص في التعليم الجراحي الروبوتي المعتمد دوليًا. وقد تأسس بهدف تطوير التعليم الطبي الجراحي في لبنان والمنطقة، عبر برامج تدريب احترافية تستوفي المعايير العالمية، في ظل غياب مراكز إقليمية مرخّصة وذات مستوى أكاديمي مماثل. هذا الإنجاز يعيد التأكيد على قدرة لبنان، رغم التحديات، على احتضان التكنولوجيا الطبية المتقدمة، وتعزيز مكانته كمركز ريادي في الرعاية الصحية والتعليم الجراحي في الشرق الأوسط، ويُثبت مرة جديدة أن الكفاءات اللبنانية قادرة على المنافسة والتميّز عالميًا، من قلب بيروت.