
المدن الذكية في مصر.. حين يصبح الذكاء الاصطناعي حجر الأساس لحياة حضرية مستدامة
مدن لا تُقاس بالبنايات.. بل بالبيانات
أكد الدكتور معتز حسونة، الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية بشركة «ميدار»، أن الذكاء الاصطناعي بات الركيزة الأساسية في تقييم مدى ذكاء المدن، وأوضح أن الحديث عن الجيل الرابع من المدن الذكية يتركز على رقمنة الخدمات، بينما الجيل الخامس يمثل قفزة نوعية نحو التكامل الشامل، بفضل توظيف الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحضرية.
وأضاف أن المدينة الذكية لا تعني فقط وجود إنترنت سريع أو مبانٍ ذكية، بل تُقاس بمدى قدرتها على تحليل البيانات الضخمة لاتخاذ قرارات فورية، بما يعزز رفاهية السكان ويحقق الكفاءة البيئية والاقتصادية.
من جانبه، استعرض ياسر حلمي، نائب رئيس شركة «إي آند» لإنترنت الأشياء، خريطة التقدم العالمي في مجال المدن الذكية، مشيرًا إلى أن نحو 70% من أهداف المدن الذكية على مستوى العالم تسير في الاتجاه الصحيح. إلا أن تحقيق التحول الكامل يتطلب استثمارات تتجاوز 4.5 مليار دولار، تُخصص لتطوير تكنولوجيا البنية التحتية والأنظمة الرقمية.
وأكد حلمي أن بناء مدينة ذكية حقيقية لا يتحقق من خلال جهود الحكومة وحدها، بل يقوم على تفاعل ثلاثي بين الحكومة، المواطن، والبيئة، لضمان التوازن بين الابتكار والمشاركة المجتمعية والاستدامة البيئية، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية نموذج حي للمدن الذكية المدارة بالذكاء الاصطناعي.
أوضح حلمي أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مركزية في تسريع وتبسيط الإجراءات الحكومية، ففي دول مثل سنغافورة، ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقليص زمن المعاملات الحكومية مثل دفع الضرائب والفواتير، مقارنة بأنظمة أكثر بطئًا في أوروبا، وهو ما يُترجم إلى تحسين تجربة المواطن، وزيادة كفاءة أداء الدولة.
الاقتصاد الرقمي والمدن الذكية.. علاقة تكاملية
بدوره، شدد عمر مندور، مدير التسويق بشركة «اورنج مصر»، على أن الاقتصاد الرقمي لا ينفصل عن مشروع المدن الذكية. فهذه المدن تمثل بيئة ديناميكية تتفاعل فيها البيانات مع الموارد الطبيعية والأنظمة البيئية. وأكد على ضرورة بناء نموذج متكامل يربط بين الحساسات الذكية، والمواطن، والبنية التحتية لتوليد قرارات لحظية تحسّن من تجربة العيش الحضري.
وأشار مندور إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد الطبيعية المحدودة مثل المياه والطاقة، بطريقة تضمن تلبية احتياجات السكان دون الإخلال بالتوازن البيئي. فالمدينة الذكية ليست مجرد نظام تقني، بل نموذج حضاري متكامل يتفاعل مع تحديات البيئة والطاقة بذكاء ومرونة.
في ختام المشهد، يؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يُنظر إليه كمجرد تكنولوجيا، بل كأداة لإعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والمكان. فكلما زادت قدرة المدن على جمع البيانات وتحليلها، زادت قدرتها على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة، وتقليص الفاقد، وتعزيز الاستدامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 37 دقائق
- العين الإخبارية
نقل 20 ألف بيتكوين بملياري دولار.. تحرك غامض لثروة مجمدة منذ 14 عامًا
في خطوة أثارت ضجّة واسعة في عالم العملات الرقمية، تم يوم الجمعة نقل 20 ألف بيتكوين من محفظة ظلّت نائمة منذ أكثر من 14 عامًا وسط تكهّنات حول هوية صاحبها وأسباب هذا التحرّك المفاجئ. وتعد المعاملة التي تتجاوز قيمتها 2.18 مليار دولار، من أضخم التحركات الفردية في تاريخ سوق العملات المشفّرة. ووفقًا لمنصة Lookonchain المتخصصة في تتبّع بيانات البلوكشين، تم تحويل هذه الكمية الضخمة على دفعتين، 10 آلاف بيتكوين في كل مرة، إلى محافظ جديدة تمامًا. وذلك عقب إعادة تنشيط محفظة تحتوي على 20 ألف وحدة من عملة البيتكوين، لم يطرأ عليها أي حركة منذ أبريل/ نيسان 2011. وما يجعل هذه الصفقة استثنائية هو أن هذه البيتكوينات تم شراؤها قبل 14 عامًا بسعر زهيد بلغ 0.78 دولار فقط للوحدة، بينما تجاوز سعر البيتكوين الواحد اليوم 108 آلاف دولار. وهذا يعني أن القيمة الإجمالية للتحويل قد تخطّت 2.18 مليار دولار، ما يمثّل زيادة بأكثر من 140 ألف مرة على الاستثمار الأصلي، وهو ربح مذهل يصعب تصوّره، بحسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية. هوية مجهولة وأثر ضخم في السوق حتى الآن، لا تزال هوية مالك هذه المحفظة مجهولة، كما لم يُعرف إن كان التحويل من قبل شخص واحد أو عدّة أطراف. وقالت منصة "The Block"، نقلًا عن قناة "بي إف.إم" التلفزيونية الفرنسية، إن "السؤال حول ما إذا كانت العناوين الجديدة تابعة لنفس الشخص لا يزال دون إجابة". وإذا قرّر المالك أو المالكون بيع هذه الكمية الضخمة من البيتكوين وتحويلها إلى عملة نقدية، فإن ذلك قد يؤدي إلى تأثير كبير في سوق العملات الرقمية، نظرًا لحجم السيولة التي قد تدخل السوق دفعة واحدة. ووفقًا لمصطلحات عالم الكريبتو، فإن هذه المحافظ الجديدة تُصنّف ضمن فئة ما يُعرف بـ"الحيتان" – أي المستخدمين الذين يمتلكون أكثر من ألف بيتكوين – وهم عادةً يتمتّعون بقدرة على تحريك الأسعار والتأثير على السوق بشكل واضح. البيتكوين: من حلم رقمي إلى ذهب حديث منذ إطلاقها عام 2009 على يد "ساتوشي ناكاموتو"، تعد البيتكوين أول عملة رقمية لا مركزية تعتمد على تقنية البلوكشين، وتحوّلت مع مرور السنوات من وسيلة دفع مباشرة بين الأفراد إلى أصل مالي استثماري يُقارن بالذهب. وقد شهدت العملة قفزة تاريخية في ديسمبر/ كانون الثاني 2024 عندما تخطّت لأول مرة حاجز 100 ألف دولار، مدفوعة جزئيًا بعوامل سياسية أبرزها فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. ورغم ذلك، يظل السوق متقلبًا، بعد فترات من التراجع الحاد في عامي 2022 و2023، ما يجعل الحذر واجبًا عند التعامل مع هذه الأصول. aXA6IDE1NC4yOS42OC43MSA= جزيرة ام اند امز US


عرب هاردوير
منذ ساعة واحدة
- عرب هاردوير
وعود ميتا المتكررة: هل الذكاء الاصطناعي فخ جديد؟
أعلن مارك زوكربيرغ هذا الأسبوع عن ولادة رؤية جديدة تقود مستقبل شركة ميتا، حيث عبر في مذكرة داخلية للموظفين عن حلمه بتوفير ذكاء اصطناعي خارق شخصي لكل فرد، معتبرا هذه الخطوة بداية لعصر جديد للبشرية. وقد أسست الشركة حديثا وحدة متخصصة بهذا المشروع تحت اسم مختبرات ميتا للذكاء الخارق، مدعومة بمجموعة من الكفاءات التي انضمت من شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI وغيرها. لكن هذه الرؤية الجديدة تثير الكثير من التساؤلات، ليس فقط لأنها طموحة للغاية، بل أيضا لأنها تشبه بشكل مريب رؤية زوكربيرغ السابقة التي قدمها قبل أربع سنوات عن الميتافيرس، والتي لم تحقق نجاحا يذكر حتى اليوم. وعد الميتافيرس الكبير والواقع المخيب في عام 2021، وخلال مؤتمر Facebook Connect، عرض زوكربيرغ رؤيته لعالم افتراضي شامل أطلق عليه اسم الميتافيرس ، وأعلن في حينها أن هذا المشروع سيكون الإصدار التالي من الإنترنت. تخلى زوكربيرغ عن اسم فيسبوك لصالح العلامة التجارية ميتا. وأكد أنه سيبذل كل جهده لتحقيق هذا المستقبل الافتراضي. وتوالت الوعود حينها بأن العالم سيتحول إلى تجربة رقمية غامرة، حيث يمكن للناس العمل واللعب والتفاعل بشكل طبيعي داخل بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. قدمت ميتا في تلك الفترة فيديوهات ترويجية تظهر أشخاصا يلعبون البوكر في محطة فضاء خالية من الجاذبية، وآخرين يتنقلون بين الحفلات الموسيقية والمناسبات الاجتماعية باستخدام صور رمزية واقعية. كما تحدث زوكربيرغ عن مستقبل تختفي فيه الشاشات لتحل محلها الهولوغرامات التي يمكن لأي مراهق في العالم إنتاجها وبيعها. لكن اليوم، وبعد إنفاق أكثر من ستين مليار دولار على هذا المشروع، لا يزال واقع الميتافيرس بعيدا عن تلك الوعود، بل يعاني من مشكلات تقنية وتجريبية، حتى أن بعض مهندسي ميتا أنفسهم عبروا عن عدم رغبتهم في استخدام أدوات الشركة الخاصة بالميتافيرس. وعود أكبر من الميتافيرس يبدو أن زوكربيرغ قد نقل حماسه من عالم الميتافيرس إلى عالم الذكاء الاصطناعي، وربما بشكل أكبر هذه المرة. فهو يتحدث الآن عن ذكاء خارق قادر على إعادة تشكيل الإنترنت بالكامل، حيث ستكون التجربة تفاعلية، مرئية، وشخصية. كما يتصور مستقبلا يتحدث فيه المستخدم مع المحتوى، ويتفاعل معه، بل يدخل إليه كما لو كان داخل لعبة. يمتد الحلم الجديد إلى إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي ترافق البشر على مدار اليوم، تستخدم تعبيرات الوجه وحركات الجسد، وتبني علاقة شخصية مع المستخدمين كلما زاد استخدامها. ويرى زوكربيرغ أن هذه الأدوات قد تساعد الأفراد في تعويض النقص الاجتماعي، مشيرا إلى أن الشخص العادي في أمريكا لديه ثلاثة أصدقاء فقط، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمنحه شعورا بامتلاك خمسة عشر صديقا. وفي رؤيته المستقبلية، يرى زوكربيرغ أن الذكاء الاصطناعي سيفتح أبوابا جديدة للإبداع والإنتاجية، حيث سيتمكن كل شخص من استخدام أدوات خارقة لإنجاز مهام برمجية، وتطوير تقنيات جديدة، والمساهمة في علاج الأمراض وتسريع الاكتشافات العلمية. كما توقع أن تؤدي هذه الأدوات إلى تقليص عدد الموظفين في بعض المجالات، مثل خدمة العملاء، حيث ستتكفل أنظمة الذكاء بمعالجة معظم المشكلات. هل تتكرر القصة من جديد؟ رغم الاختلافات بين المشروعين، هناك أوجه شبه واضحة بين الحماس الذي رافق إطلاق الميتافيرس، والحماس الحالي لمشروع الذكاء الخارق. كلا المشروعين يَعِدان بإحداث ثورة، وكلاهما يتطلب استثمارات ضخمة، ويعتمدان على تغيير طريقة تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا بشكل جذري. لكن في المقابل، هناك بعض الفوارق أيضا. يستخدم أكثر من مليار شخص خدمات ميتا القائمة على الذكاء الاصطناعي حاليا، مقارنة بعدد ضئيل جدا يستخدم منصات الميتافيرس بانتظام. كما أن المهندسين داخل ميتا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعلي في أعمالهم، عكس ما كان عليه الحال مع أدوات الميتافيرس. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة. فنماذج الذكاء الحالية تعاني من مشكلات في الاستدلال، وتفشل أحيانا في أداء مهام بسيطة، بل وتخترع معلومات غير صحيحة. لذلك، من الصعب التأكد إن كان ما يعد به زوكربيرغ حول ذكاء خارق سيتحقق خلال سنوات قليلة. الطموح مشروع ولكن الحذر واجب تستحق مشاريع مثل الذكاء الاصطناعي المتابعة والتطوير. لكن التاريخ القريب لميتا يجعل من الطبيعي أن يتعامل الجمهور والمستثمرون بحذر مع هذه الوعود المتكررة. فعندما تُقدم الرؤية على أنها بداية لعصر جديد للبشرية، فإن سقف التوقعات يرتفع، ومعه تزداد مخاطر الفشل. ويبقى السؤال: هل يستطيع زوكربيرغ تحقيق ثورة حقيقية هذه المرة، أم أن الذكاء الخارق سينضم إلى الميتافيرس في قائمة المشاريع الطموحة التي لم تجد طريقها إلى الواقع؟


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
1.9 % ارتفاعًا في سعر أونصة الذهب عالميًا خلال أسبوع
شهد سعر الذهب العالمي ارتفاعا خلال الأسبوع الماضي للمرة الأولى بعد أسبوعين من الهبوط، وجاء ذلك بدعم من انخفاض مستويات الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى عودة الطلب على الملاذ الآمن إلى التزايد بسبب المخاوف المتعلقة بأزمة الدين الأمريكي واتفاقيات التجارة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى. سعر أونصة الذهب العالمي سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% ليسجل أعلى مستوى عند 3365 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات هذا الأسبوع عند 3271 دولارا للأونصة وأغلق عند المستوى 3336 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون. ارتفاع الذهب العالمي بالرغم من ارتفاع الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي واستقرار السعر فوق المستوى 3300 دولار للأونصة، إلا أن الزخم الصاعد يظل ضعيف وقد اغلق مؤشر الزخم اليومي عند منطقة محايدة بعد أن فشل السعر في الإغلاق فوق مستوى المقاومة 3350 دولارا للأونصة. تجاوز تشريع خفض الضرائب الذي أقره ترامب عقبته الأخيرة في الكونجرس يوم الخميس الماضي، مما جعل تخفيضاته لعام 2017 دائمة إلى جانب تمويل حملته على الهجرة وأضاف إعفاءات ضريبية جديدة لحملة 2024. سيعمل هذا القانون على إضافة 3.4 تريليون دولار إلى الدين الأمريكي البالغ 36.2 تريليون دولار على مدى عقد من الزمن، وهو الأمر الذي سيدفع الدولار إلى المزيد من الهبوط كما سيكون له تأثير إيجابي على الذهب على المدى الطويل. سجل مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من العملات الرئيسية انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى منذ 3 سنوات ليحقق انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي. بيانات سوق العمل بالإضافة إلى هذا أظهرت بيانات سوق العمل أن الشركات الأمريكية أضافت 147 ألف وظيفة في يونيو، وهو رقم فاق التوقعات وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%، مما عزز موقف البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في إبقاء أسعار الفائدة ثابتة، ليؤثر ذلك بشكل سلبي على الذهب في يوم اصدار البيانات، حيث يؤدي بقاء أسعار الفائدة مرتفعة إلى انخفاض الطلب على الذهب من خلال زيادة جاذبية الأصول ذات الفائدة، ورفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب غير المدر للعائد. الطلب على الملاذ الآمن أما عن الزيادات الجمركية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى والتي قد تم تأجيلها حتى يوم 9 يوليو فمع اقتراب موعدها تزايدت المخاوف في الأسواق، وزاد الطلب على الملاذ الآمن من جديد خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس أن واشنطن ستبدأ في إرسال خطابات رسمية إلى الاقتصادات الكبرى تتضمن تفاصيل الرسوم الجمركية الجديدة على الصادرات وذلك اعتبارًا من يوم أمس الجمعة. وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة ستتخلى عن المفاوضات المطولة مع أكثر من 170 دولة، وستقوم بدلًا من ذلك بفرض رسوم جمركية ثابتة من جانب واحد تتراوح بين 20% و30%. وحتى الآن، لم توقع واشنطن اتفاقيات تجارية كاملة سوى مع كل من المملكة المتحدة وفيتنام بالإضافة إلى إطار عمل محدود مع الصين.