
الأمم المتحدة: الشريان الذي يبقي الغزيين على قيد الحياة ينهار
وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، اليوم الإثنين إن الأمين العام "يعبر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والكبار من سوء التغذية"، مضيفاً أن "على إسرائيل التزام السماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي توفرها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة لها".
مبادرة "غير مسؤولة"
واليوم وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو حملة الناشطين المتضامنين مع الفلسطينيين التي تنقل مساعدات إلى غزة، وبينهم نائبتان من حزب "فرنسا الأبية"، بأنها "غير مسؤولة ولا يمكن أن تساعد في حل الكارثة الإنسانية الحالية"، وقد أبحرت السفينة "حنظلة" من ميناء سرقوسة في صقلية متوجهة إلى غزة في الـ 13 من يوليو (تموز) الجاري بعد أكثر من شهر من اعتراض إسرائيل السفينة "مادلين" التي كانت تقل ناشطين بينهم غريتا ثونبرغ والنائبة الأوروبية عن حزب "فرنسا الأبية" ريما حسن.
وانضمت الى السفينة "حنظلة" التي تقل 18 ناشطاً وثلاثة صحافيين نائبتان من "فرنسا الأبية" هما غابرييل كاتالا وإيما فورو خلال توقفها في غاليبولي جنوب شرقي إيطاليا في الـ 18 من يوليو الجاري.
مطلب جماعي
طالبت بريطانيا و24 دولة من حلفائها الغربيين، بينهم فرنسا وإيطاليا وكندا وأستراليا، بإنهاء الحرب في غزة فوراً، معتبرة في بيان مشترك أن معاناة المدنيين الفلسطينيين بلغت مستويات غير مسبوقة.
وجاء في بيان مشترك أصدرته الدول الـ 25 اليوم الإثنين، "نحض الأطراف والمجتمع الدولي على التوحد في جهد مشترك لوضع حد لانهاء هذا النزاع المروع عبر وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار"، مؤكدة أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية "خطر ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية"، ومشيرة إلى أن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، ونددت هذه الدول بما وصفته بأنه "توزيع غير منظم للمساعدات وقتل وحشي للمدنيين".
وسقط معظم القتلى قرب مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية" التي أسندت إليها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة مهمة توزيع المساعدات في غزة عبر شبكة تقودها الأمم المتحدة، وقال وزراء خارجية الدول في بيان مشترك إن "النموذج الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية لإيصال المساعدات خطر ويؤجج عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية".
وتأتي الدعوة إلى إنهاء الحرب وانتقاد طريقة إيصال إسرائيل للمساعدات من دول عدة متحالفة مع إسرائيل وأهم داعميها الولايات المتحدة، وتستخدم "مؤسسة غزة الإنسانية" شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لإيصال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد كبير نظاماً تقوده الأمم المتحدة تزعم إسرائيل أنه سمح لمسلحي "حماس" بنهب شحنات المساعدات المخصصة للمدنيين، بينما تنفي الحركة هذا الاتهام.
ووصفت الأمم المتحدة نموذج "غزة الإنسانية" بأنه غير آمن ويشكل انتهاكاً لمعايير الحياد الإنساني، وهو ما تنفيه المؤسسة.
"عار على الإنسانية"
من جهته وصف ملك بلجيكا خلال كلمة ألقاها عشية اليوم الوطني اليوم الانتهاكات في غزة بأنها "عار على الإنسانية"، وهي تصريحات مباشرة غير معتادة في ما يتعلق بالشؤون الدولية من ملك عادة ما يتجنب الخوض في السياسة العامة.
وقال الملك فيليب من قصره في بروكسل، "أضم صوتي إلى صوت كل من يدين الانتهاكات الإنسانية الخطرة في غزة، حيث يموت الأبرياء من الجوع ويقتلون بالقنابل بينما هم محاصرون"، مضيفاً أن "أمد هذا الوضع طال أكثر مما ينبغي، إنه وصمة عار على جبين البشرية جمعاء، ونؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء هذه الأزمة المستعصية فوراً".
فلسطينيون على متن دراجة يسيرون على طريق صلاح الدين بدير البلح وسط قطاع غزة، الإثنين 21 يوليو الحالي (أ ف ب)
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الملك فيليب علناً بهذه النبرة الحادة والوضوح عن الصراع، أما الحكومة الاتحادية البلجيكية فقد كانت أكثر تحفظاً في انتقادها للصراع في غزة، إذ يقتصر دور الملك في بلجيكا على تقديم المشورة والدعم والتحذيرات للحكومة من دون اتخاذ أية قرارات سياسية.
رفض إسرائيلي
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم رفضها البيان المشترك الصادر عن أكثر من 20 دولة والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة ووصفته بأنه "منفصل عن الواقع ويوجه رسالة خاطئة لحماس".
توغل الدبابات
توغلت الدبابات الإسرائيلية في جنوب وشرق مدينة دير البلح بقطاع غزة للمرة الأولى اليوم الإثنين. وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن بعض الرهائن محتجزون هناك، بينما اعتقلت قوة إسرائيلية متخفية المسؤول الكبير في وزارة الصحة في غزة مروان الهمص.
ذكر مسعفون في غزة إن ثلاثة فلسطينيين في الأقل قتلوا وأصيب آخرون في قصف بالدبابات استهدف ثمانية منازل وثلاثة مساجد في المنطقة، وشنه الجيش الإسرائيلي بعدما أصدر أمس الأحد أوامر للسكان بالمغادرة قائلاً إنه يعتزم محاربة مسلحي حركة "حماس".
ودفع التوغل والقصف عشرات العائلات التي كانت لا تزال في المنطقة إلى الفرار والتوجه غرباً نحو منطقتي دير البلح الساحلية وخان يونس القريبة.
وقال مسعفون إن خمسة أشخاص في الأقل منهم أسرة من رجل وزوجته وطفليهما قُتلوا داخل خيمة في غارة جوية شنتها إسرائيل بخان يونس في وقت سابق من اليوم الإثنين.
ولم تعلق إسرائيل بعد على واقعتي دير البلح وخان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يدخل إلى أحياء دير البلح التي صدر لسكانها أوامر إخلاء وإنه يواصل "العمل بقوة كبيرة لتدمير قدرات العدو والبنية التحتية الإرهابية في المنطقة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاشتباه في وجود رهائن
ذكرت مصادر إسرائيلية أن سبب بقاء الجيش خارج المنطقة حتى الآن هو الاشتباه في أن "حماس" ربما تحتجز رهائن هناك. ويعتقد أن 20 رهينة في الأقل من 50 محتجزون في غزة ما زالوا أحياء.
وعبرت عائلات الرهائن عن قلقها على ذويها وطلبت توضيحاً من الجيش عن كيفية حمايتهم.
مروان الهمص خلال مؤتمر صحافي سابق عقده في 21 أكتوبر 2024 في مكتبه في مدينة غزة (رويترز)
اعتقال مسؤول صحي
في الموازاة قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن قوة إسرائيلية متخفية اعتقلت مروان الهمص المسؤول الكبير في الوزارة خارج المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب قطاع غزة اليوم الإثنين.
وبحسب الوزارة كان الهمص المكلف إدارة ملف المستشفيات الميدانية بالقطاع في طريقه لزيارة المستشفى الميداني التابع للصليب الأحمر في شمال رفح عندما أقدمت قوة إسرائيلية على "خطفه" بعد إطلاق النار، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة مدني آخر قربه. وقال مسعفون إن القتيل صحافي محلي كان يصور مقابلة مع الهمص عندما حدثت الواقعة.
يذكر أنه خلال الحرب المستمرة منذ 21 شهراً على غزة دهمت إسرائيل مستشفيات في أنحاء القطاع وهاجمتها، واتهمت "حماس" باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو اتهام تنفيه الحركة، إلا أن إرسال قوات متخفية لتنفيذ اعتقالات حدث نادر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
عودة السودانيين من مصر... إرادة اللاجئ تقهرها الظروف
بعد قرابة عامين من الإقامة في مصر، على خلفية الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل (نيسان) 2023، لم يجد أكرم الحاج سوداني في الخمسينيات من عمره، مقيم بمنطقة فيصل بالجيزة، سبيلاً أمامه سوى الاستعداد للعودة إلى الخرطوم برفقة أسرته، منتظراً دوره للالتحاق برحلات العودة الطوعية التي تنظمها جهات سودانية تابعة للجيش. وتتواصل رحلات العودة الطوعية بصفة أسبوعية من القاهرة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، التي تقل سودانيين راغبين في العودة إلى الخرطوم، وصولاً بانطلاق المرحلة الثانية من المشروع الإثنين الماضي، التي استبدلت فيها وسيلة النقل من الأتوبيسات إلى القطارات بالتنسيق مع الجهات المصرية. وثقت "اندبندنت عربية" شهادات سودانيين يرفضون العودة وسط استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، إلى جانب توثيق حالات فرار أشخاص من السودان إلى الحدود المصرية عبر طرق غير شرعية هرباً من مناطق النزاع، تزامناً مع انتظام الرحلات الطوعية التي تنطلق من القاهرة. نار الحرب أهون من لهيب الغلاء بينما يقول أكرم في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "أفضل العودة إلى السودان لأسباب اقتصادية، إذ باتت ظروف المعيشة في مصر صعبة بسبب الغلاء، وصعوبة إيجاد عمل بدخل مجز، إضافة إلى انقطاع الدعم من مفوضية الأمم المتحدة". ويعزو أكرم قراره بالعودة إلى عوامل عدة، قائلاً "لا أجد عملاً منتظماً، وأجد صعوبة في دفع إيجار السكن الذي لا يقل عن 5 آلاف جنيه شهرياً (102 دولار أميركي)، في حين يمكننا في السودان السكن في منزل نملكه دون كلفة إضافية. الوضع الأمني تحسن في الخرطوم العاصمة، لكننا نفضل العودة في الشتاء خشية انقطاع الكهرباء في الصيف". وتواصلت "اندبندنت عربية" مع رئيس لجنة العودة الطوعية للسودانيين أميمة عبدالله لمعرفة تفاصيل الرحلات من القاهرة إلى الخرطوم، وأفادت بأن عدد السودانيين الذين غادروا مصر منذ انطلاق المرحلة الأولى خلال أبريل (نيسان) الماضي بلغ 11100 سوداني، إذ جرى تنظيم 187 رحلة باستخدام الأوتوبيسات، قبل أن تبدأ اللجنة الإثنين الماضي المرحلة الثانية التي تعتمد على القطارات بالتنسيق مع الحكومة المصرية. وأوضحت رئيس اللجنة أن التحول إلى استخدام القطارات جاء بعدما لاحظت اللجنة الضغط من السودانيين في مصر على هذه الرحلات، ولتقليص عدد الرحلات الأسبوعية من يومين إلى يوم واحد، إذ تتيح القطارات نقل أعداد أكبر من الأتوبيسات. وأكدت أن اللجنة ستواصل تنفيذ هذه المرحلة حتى الوصول إلى العدد المستهدف من السودانيين الراغبين في العودة إلى ديارهم. وبينما تحتضن مصر أكثر من 1.5 مليون سوداني دخلوا أراضيها منذ اندلاع النزاع في السودان خلال أبريل (نيسان) 2023، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الخميس أن نحو 26965 سودانياً عادوا من مصر إلى بلادهم خلال يونيو (حزيران) الماضي، وبلغ إجمال السودانيين العائدين من مصر منذ مطلع يناير (كانون الثاني) 2025 حتى نهاية يونيو نحو 191075 شخصاً، أي ما يقارب خمسة أضعاف عدد العائدين خلال عام 2024، الذي لم يتجاوز 42418 فرداً. وبحسب المنظمة، يتحدر غالبية العائدين من ولايتي الخرطوم (65 في المئة) والجزيرة (23 في المئة)، وهما من أكثر المناطق تضرراً بالنزاع. وفي حين تؤكد المسؤولة السودانية تزايد أعداد المقبلين على هذه الرحلات، لا تزال الأربعينية تهاني عبدالمنعم تتمسك بالبقاء في مصر، انطلاقاً من أسباب تراها منطقية لعدم العودة، مشيرة إلى عودة نحو 20 فرداً من أصل نحو 50 فرداً من عائلتها. تقول تهاني لـ"اندبندنت عربية"، "الوقت غير مناسب للعودة، نظراً إلى أن الغلاء في السودان مضاعف، إذ ترتفع أسعار السلع الغذائية ويبلغ متوسط المصاريف اليومية للأسرة متوسطة الدخل من دون لحوم نحو 2000 جنيه مصري (41 دولاراً أميركياً)، ولا تتوافر جميع السلع مع نقص حاد في الأدوية وعدم استعادة الأمن بصورة كاملة، إلى جانب انتشار عصابات متخصصة في السرقة وظهور الأوبئة لوجود جثث في بعض الشوارع". وقبل أيام، حذرت الأمم المتحدة من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية داخل السودان، مشيرة إلى أن تفشي الكوليرا وموجات النزوح الناتجة من الفيضانات إلى جانب نقص المساعدات، باتت تهدد حياة السكان في مختلف أنحاء البلاد. وأكدت أن الشركاء المحليين والدوليين أنشأوا مراكز لمعالجة المصابين بالكوليرا، غير أن الإمكانات الحالية لا ترقى إلى مستوى الاستجابة المطلوبة في ظل تزايد الحالات المسجلة. وبحسب تهاني، فإن عدداً من الشباب السوداني غادر مصر لعجزه عن تحمل كلف المعيشة من دون دخل كاف، في ظل ارتفاع نفقات السكن والحاجات اليومية، بينما عادت بعض العائلات مجدداً إلى مصر بعد مغادرتها إلى السودان. مشددة على أن الأمان غير متوافر في السودان، خلافاً لما تروج له حملات تحث على العودة الطوعية. هل هي عودة طوعية أم قسرية؟ وحول تجربتها التي انتهت بها بالاستقرار في القاهرة، أوضحت أنها وصلت إلى مصر خلال نوفمبر 2024 عبر طرق التهريب، إذ لجأت العائلة إلى هذا المسار على فترات متقاربة. لكنها تجد صعوبة في إقناع شقيقها بعدم العودة، لإصراره على مغادرة مصر بسبب انخفاض دخله، وما تركه ذلك من أثر نفسي عليه. وتضيف أن شقيقها انتقل إلى أكثر من مكان للعمل ويوميته لا تزيد على 100 جنيه، وتنقل بين مطاعم ومخابز وكان يجبره أصحاب العمل على دوام طويل يصل إلى 12 ساعة، بينما أقصى دوام في السودان ثماني ساعات، ويضطر لمواصلة العمل طوال الأسبوع حتى يتمكن من تلبية المتطلبات الأساس. وفي ظل استمرار الدعوات التي تحث السودانيين المقيمين في مصر على العودة، تستشهد تهاني بقولها "اصطدمت بأن جميع أفراد الأسرة باتوا يبحثون عن العودة على رغم الأسباب المنطقية التي تجعلها صعبة، تحت ضغوط الإيجارات المرتفعة، إذ لا يحتمل أصحاب السكن أي تأخير في الدفع، وعدد من أفراد العائلة عادوا إلى الخرطوم أخيراً بكلفة تصل إلى 5000 جنيه، ولا صحة لوجود عودة طوعية مجانية كما يروج". حول ما يتردد في شأن دفع بعض السودانيين مبالغ مالية لوسطاء مقابل الانضمام إلى رحلات العودة الطوعية، شددت رئيس لجنة العودة الطوعية على أن المشروع مجاني بالكامل، ويتحمل نفقات القطارات ورسوم المعابر، إذ تسدد اللجنة 250 جنيهاً عن كل شخص. وأكدت أن أي مبالغ تطلب من وسطاء تمثل حالات احتيال لا علاقة للجنة بها. وتتخذ العودة الطوعية مساراً محدداً حتى الوصول إلى المناطق الآمنة في الخرطوم، إذ أوضحت أميمة عبدالله التي ترأس اللجنة المكلفة من منظومة الصناعات الدفاعية، وهي مؤسسة حكومية تابعة للجيش السوداني أن الرحلات مجانية بالكامل، إذ تنطلق القطارات إلى السد العالي ومن هناك تقلهم أتوبيسات إلى العبارة وفي السودان يكون في انتظارهم 20 أتوبيساً لنقلهم إلى وجهتهم النهائية في الخرطوم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبينما يرى خبراء أن المبادرة تحمل طابعاً دعائياً، مستندين إلى الأعداد الضئيلة للعائدين مقارنة بالمقيمين في مصر خصوصاً أن الرحلة لا تتجاوز 1000 شخص، ترد أميمة قائلة "لدينا 3000 سوداني على قوائم الانتظار، ونستهدف عودة مليون سوداني عبر هذه الرحلات الأسبوعية". وبحسب المتخصص القانوني المتخصص في قضايا اللاجئين الأفارقة، أشرف ميلاد فإن مشروع العودة الطوعية يحمل طابعاً رمزياً، إذ لا تمثل أعداد السودانيين الذين يستخدمون هذه الوسائل للعودة سوى نسبة محدودة من أصل أكثر من مليون سوداني دخلوا مصر منذ اندلاع الحرب الأخيرة منتصف أبريل (نيسان) 2023، معتبراً أن المنتمين إلى دارفور المناطق التي يشتد فيها الاقتتال لن يفكروا في العودة في هذا التوقيت. فيما أشار إلى أن عدد السودانيين ارتفع بصورة كبيرة في مصر خلال العامين الماضيين، مما أدى إلى فجوة تمويلية لدى مفوضية اللاجئين، انعكست على تقليل الدعم الشهري الذي كانت تقدمه لبعض الأسر، إلى جانب تعرض عدد منهم للتوقيف بسبب عدم امتلاكهم أوراق إقامة قانونية. تعود رئيسة اللجنة المشرفة على العودة الطوعية للسودانيين وتقول "أعداد من السودانيين عادوا على نفقتهم الخاصة، إذ استقبل المعبر نحو 50 ألف سوداني خلال الأشهر الماضية. ونحن نعتمد على نافذة تسجيل واحدة عبر رقم واتساب، وتتطلب تقديم وثائق تثبت الجنسية السودانية، مثل جواز السفر أو البطاقة القومية لجميع أفراد الأسرة، ولا يجري التعامل مع أية حالة لا تستوفي هذه الشروط". وبخصوص التعامل مع السودانيين الراغبين في العودة ممن ينتمون إلى مناطق لا تزال تشهد نزاعات، أوضحت أن هذه الحالات تتجه عادة إلى مناطق آمنة يوجد فيها أقارب لهم. وأشارت إلى أن محطات الوصول المعتمدة هي ولاية نهر النيل، ومدينة عطبرة والميناء البري في الخرطوم، مضيفة أن معظم المنتمين إلى ولاية الجزيرة انضموا إلى الرحلات في حين لم تسجل حالات انضمام من مناطق دارفور، وغالبية المسجلين من سكان الخرطوم، التي باتت شبه خالية من سكانها. في حين تعدد شريحة واسعة من السودانيين الأسباب التي تدفعها إلى مغادرة مصر والانجذاب إلى مشروع العودة الطوعية، يقول مدير مكتب "حق" للدعم القانوني والنفسي للاجئين ياسر فراج إن أعداداً كبيرة من السودانيين لا مفر أمامها سوى العودة إلى بلادها، بسبب عدم امتلاكهم مصادر دخل وعدم تأهيلهم للانخراط في سوق العمل المصري، مضيفاً أن غالبيتهم دخلوا مصر عبر طرق التهريب، مما يجعلهم يواجهون صعوبات في التنقل والحصول على إقامة قانونية. وأضاف أن عدداً منهم نفدت مصادر دخلهم ويعتمدون بصورة كاملة على تحويلات أبنائهم العاملين في الخارج لتحمل أعباء المعيشة المرتفعة، مشيراً إلى أن الصدمة الثقافية التي تعرض لها كثر دفعت شريحة واسعة للتفكير في العودة، مهما كان الوضع في السودان، لكن توجد أيضاً حالات "عودة عكسية" من السودان إلى مصر بكثافة ملحوظة، وتظل حركة التنقل نشطة في الاتجاهين. مصيران أحلاهما مر يقول محمد الشيخ سوداني وصل إلى مصر مع أسرته خلال الأسابيع الأولى من الحرب الأخيرة إن الخيارات المتاحة أمامهم محدودة، موضحاً "العملة السودانية باتت ضعيفة جداً أمام الجنيه المصري، بالتالي فإن ما يصلنا من دعم لا يكفي لتغطية الإيجارات أو نفقات المعيشة المرتفعة في مصر. لكن العودة إلى السودان أيضاً صعبة في ظل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وانتشار وباء الكوليرا في عدد من المناطق، مع نقص حاد في المرافق الصحية". ويتابع "نقيم في مصر في ظل تراجع دور مفوضية اللاجئين والاكتظاظ الكبير على خدماتها، إلى جانب غياب فاعلية المنظمات الشريكة في دعم اللاجئين، بالتالي فإن خيار العودة يبدو أحياناً الطريق الوحيد لكنه في الواقع غير مأمون العواقب، وعلى رغم كل شيء لا تزال أعداد من السودانيين تفر إلى مصر، بحثاً عن الرعاية الطبية أو هرباً من انعدام الأمان". ويضيف "من ضاقت بهم السبل، وتآكلت طاقتهم أمام الغلاء وتضخم العملة وكلف المعيشة، وبخاصة في دول الجوار مثل مصر بدؤوا يفكرون في العودة. لا لأن الوطن آمن أو مهيأ لاستقبالهم، بل لأن البقاء بات مستحيلاً، والمجهول أصبح أهون من الجحيم اليومي". بينما يكمل "أما من استطاعوا تثبيت أقدامهم ولو نسبياً، بفضل دعم خارجي أو روابط أسرية في المهجر، فهم يحاولون جاهدين بناء أوطان صغيرة في منافيهم، على رغم التحديات اليومية من التعليم الشحيح والرعاية الصحية المحدودة، وفرص العمل المسدودة والتمييز الثقافي والقانوني". ويختم محمد الشيخ حديثه "المفارقة أن كفتي البقاء والعودة، كلتاهما مرة. لا الأولى تضمن الكرامة، ولا الثانية تضمن النجاة. ومهما تنوعت الأسباب تبقى النتيجة واحدة وهي أن اللاجئ لا يختار بإرادته، بل تدفعه الظروف دفعاً إلى خيارات لا تشبه الحياة. لذا يجب أن نتوقف عن تصوير العودة الطوعية خياراً نابعاً من إرادة حرة، فهي في غالب الأحيان عودة اضطرارية بلا ضمانات ولا رؤية واضحة، سوى التعلق البائس بشيء من الحنين".


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
الصين عن انسحاب أميركا من "اليونيسكو": ليس تصرفا لدولة مسؤولة
أعربت الصين اليوم الأربعاء عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من منظمة "اليونيسكو". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون "هذا ليس تصرفاً تقوم به دولة كبيرة مسؤولة"، مضيفاً "لطالما دعمت الصين عمل 'اليونيسكو'". وأعلنت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، متهمة إياها بالتحيز ضد إسرائيل والترويج لقضايا مثيرة للانقسام. ورأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس أن "الاستمرار بالمشاركة في 'يونيسكو' لا يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة". من جانبها أعربت المديرة العامة للمنظمة الدولية أودري أزولاي عن أسفها للقرار الأميركي مع تأكيدها أنه كان متوقعاً، وقالت "يؤسفني جداً قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب الولايات المتحدة الأميركية من 'يونيسكو' وعلى رغم أن الأمر مؤسف فإنه كان متوقعاً واستعدت المنظمة له". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكان القرار بالفعل متوقعاً في عهد ترمب الذي سبق وأعلن قراره الانسحاب من المنظمة خلال ولايته الأولى عام 2017 قبل أن تعود لها واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن. من جهته رحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بقرار واشنطن وشكرها على "دعمها الأخلاقي وقيادتها"، وقال في منشور عبر "إكس" إن "هذه خطوة ضرورية تهدف إلى تعزيز العدالة وحق إسرائيل في المعاملة العادلة داخل منظومة الأمم المتحدة، وهو حق كثيراً ما جرى انتهاكه بسبب التسييس في هذا المجال". في سياق آخر قالت الصين اليوم إنها تسعى إلى "تعزيز التعاون" مع الولايات المتحدة خلال المفاوضات التجارية المقررة الأسبوع المقبل في ستوكهولم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون إن "الصين دائماً تدعو الأطراف إلى حل القضايا الاقتصادية والتجارية بالحوار والتشاور على قدم من المساواة، للحفاظ على بيئة جيدة من التعاون الدولي، الاقتصادي والتجاري". من جهته قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس والثلاثاء، إنه سيلتقي نظيره الصيني في ستوكهولم الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات في شأن الرسوم الجمركية، مشيراً إلى مناقشة تمديد الموعد النهائي المحدد في منتصف أغسطس (آب) المقبل لإعادة فرض مستويات أعلى من الرسم الجمركية. وقال بيسنت لشبكة "فوكس بيزنس" إنه سيتحدث مع مسؤولين صينيين في العاصمة السويدية الإثنين والثلاثاء لعقد جولة ثالثة من المفاوضات الرفيعة المستوى، بهدف التوصل إلى ما قال إنه تأجيل محتمل للموعد النهائي. من جهتها أكدت الصين اليوم الأربعاء، أن نائب رئيس وزرائها سيتوجه الأسبوع المقبل إلى ستوكهولم للمشاركة في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة. وفي وقت سابق هذا العام، تبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم جمركية متصاعدة على صادرات بعضهما البعض لتصل إلى مستويات عالية، ما أدى إلى توقف التجارة بين أكبر اقتصادين في العام بالتزامن مع تصاعد التوترات. ولكن بعدما التقى مسؤولون كبار في جنيف في مايو (أيار) الماضي، اتفق الطرفان على خفض مستويات التعرفات الجمركية على أمل خفض التوتر بينهما، بينما التقى مسؤولون من البلدين في لندن في يونيو (حزيران) الماضي. وقال بيسنت في مقابلة "ينتهي ذلك الاتفاق في 21 أغسطس، وسأتوجه إلى ستوكهولم الإثنين والثلاثاء لألتقي مع نظرائي الصينيين، وسنعمل على التوصل إلى تمديد محتمل". وأشار إلى أن واشنطن تريد أيضاً مناقشة مجموعة أوسع من المواضيع، بما في ذلك المشتريات الصينية من النفط الإيراني والروسي.


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
قرى شرق رام الله محط أطماع المستوطنين واعتداءاتهم
لم تمرّ سوى أشهر قليلة بين إجبار المستوطنين عمار أبو عليا على الرحيل عن تجمع "القبّون" البدوي في الأغوار الشمالية، وبين هدم الجيش الإسرائيلي خيمته قرب قرية المغيّر شمال شرقي رام الله صباح اليوم الأربعاء. ومن دون سابق إنذار، هدمت جرافات الجيش الإسرائيلي الخيمة التي يقيم فيها عمار مع عائلته إضافة إلى ثلاث خيم أخرى وثلاث بركسات للأغنام، تحت نظر مستوطنين يقيمون في بؤرة استيطانية قريبة. واضطرت تجمعات بدوية فلسطينية عدة إلى الإقامة حول قرية المغيّر بعد ترحيلها من المناطق التي كانت تعيش فيها خلال السنتين الماضيتين. تهديد بالترحيل الدائم وأشار رئيس المجلس البلدي لقرية المغيّر أمين أبو عليا "إلى أن عائلة عمار أبو عليا، مع العائلات الثلاث الأخرى، تحاول نصب خيامها على بعد 50 متراً من المكان الحالي، لكنها تبقى مهددة بالترحيل مرة أخرى"، وقال أبو عليا "إن المنطقة بين قرى أبو فلاح والمغيّر وكفر مالك استراتيجية، وتقع قرب آبار عين سامية التي يطمع المستوطنون للاستيلاء عليها". وخلال تلك الأشهر، أجبرت اعتداءات المستوطنين سكان 32 تجمعاً بدوياً يقيم فيها نحو ثلاثة آلاف فلسطيني على إخلائها، والانتقال إلى مناطق أخرى طلباً للأمان، والابتعاد عن هجمات المستوطنين. يأتي ذلك ضمن خطة منهجية لإسرائيل لإخلاء التجمعات البدوية والرعوية من السفوح الشرقية للضفة الغربية، وتخصيصها للمستوطنين. وخلال الأسابيع الماضية هاجم المستوطنون قرى عدة في شرق رام الله، وقتلوا أربعة فلسطينيين، وأحرقوا 10 مركبات، وممتلكات، وسرقوا المئات من رؤوس الماشية من الفلسطينيين. وتسببت الاعتداءات المتواصلة في جعل الفلسطينيين بحال تأهب وحذر شديدين خشية شنّ المستوطنين هجمات أخرى. بؤرة استيطانية وأقام المستوطنون قبل نحو سنة بؤرة استيطانية قرب آبار "عين سامية" الجوفية في المنطقة بين قرى كفر مالك والمغيّر وأبو فلاح في شمال شرقي رام الله. ومن تلك البؤرة التي يحميها الجيش الإسرائيلي يشنّ المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين في تلك المنطقة التي تطل على غور الأردن. وخلال الأيام الماضية تعرضت تلك الآبار التي تزوّد أكثر من 100 ألف فلسطيني بالمياه إلى هجمات متكررة من المستوطنين تسبب في توقفها عن ضخ المياه أياماً عدة قبل استئناف عملها. ضحايا وأضرار وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في فلسطين فإن "البيئة القسرية الناجمة عن تصاعد عنف المستوطنين أجبرت مئات الفلسطينيين على الرحيل عن مناطقهم، وأوضحت "أوتشا" أن 45 في المئة من العائلات المهجرة هي من محافظة رام الله، تلتها محافظات الخليل وبيت لحم ونابلس وطوباس وسلفيت والقدس وأريحا. ووثقت "أوتشا" ما لا يقل عن 30 هجوماً شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق الأضرار بالممتلكات أو كلا الأمرين بين يومي الثامن والـ 14 من الشهر الجاري فقط. وخلال النصف الأول من العام الحالي شن المستوطنون 2153 اعتداء على الفلسطينيين، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ما تسبب في مقتل أربعة مواطنين على يد المستوطنين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مخطط إسرائيلي قديم واعتبر مدير التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود أن استهداف قرى شرق رام الله يأتي بسبب أنها تطلّ على السفوح الشرقية للضفة الغربية، ووفق داوود فإن "الاحتلال الإسرائيلي يعتبر تلك المنطقة مدخلاً لتفريغ تلك السفوح كلها من الفلسطينيين في إطار مخطط إسرائيلي قديم"، وتابع أن إسرائيل "إما تمكّنت من تهجير الفلسطينيين في تلك المنطقة أو السيطرة على الأرض"، ورأى داوود أن السيطرة على تلك المنطقة "تقف وراءها أهداف استيطانية وأمنية لإسرائيل"، مضيفاً أن "الأغوار التي تقع أسفل السفوح الشرقية تعد سلّة الغذاء الاستراتيجية الفلسطينية، وتزخر بآبار المياه الجوفية وينابيع المياه". وبعد كل هجوم للمستوطنين على "عين سامية"، تضطر مصلحة مياه محافظة القدس إلى فحص مياه العين، للتأكد من عدم تسميمها من المستوطنين، قبل إعادة ضخ مياهها إلى أكثر من 19 تجمعاً سكانياً شرق رام الله وشمالها. اعتداءات على "عين سامية" وقبل ثلاثة أيام، وتحت جنح الظلام، جدد المستوطنون اعتداءاتهم على محطة وآبار المياه في منطقة "عين سامية"، وحطموا كاميرات المراقبة، وعبثوا بالمعدات الحيوية. وأكدت مصلحة مياه محافظة القدس فقدانها السيطرة على تشغيل الآبار في المحطة نتيجة انقطاع الاتصال والإنترنت، ما تسبب بتوقف ضخ المياه وتفاقم أزمة المياه في التجمعات المستفيدة. وتقدر الطاقة الإنتاجية الإجمالية لآبار "عين سامية" بنحو 12000 متر مكعب يومياً، وهي تمثل ما نسبته 17 في المئة من الكميات اليومية الموردة من مصلحة مياه محافظة القدس. ورأى رئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه القدس عيسى قسيس أن هجمات المستوطنين المتكررة على "عين سامية" تهدف إلى "دفع الأهالي إلى النزوح إلى مناطق أخرى وتهجيرهم من أراضيهم". وتحدث قسيس عن تقديم شكوى إلى السلطات الإسرائيلية ضدّ المستوطنين الذين هاجموا الموقع، مشيراً إلى أنه بعد تقديم الشكوى "حصل هجوم آخر وأوسع للمستوطنين"، ولفت إلى أن "الهجمات على محطة المياه كانت تتم عبر مستوطن واحد أو إثنين قبل أن تتوسع وتقوم به مجموعة من المستوطنين".