logo
كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى "ساحات للقتل"؟

كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى "ساحات للقتل"؟

مصراويمنذ 12 ساعات

كتبت- أسماء البتاكوشي:
"إنها ساحة للقتل: الجنود الإسرائيليون تلقوا أوامر بإطلاق النار عمدًا على غزيين عُزل ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، بهذا العنوان نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريرًا مطولًا تضمن شهادات جنود إسرائيليين حول أوامر بإطلاق النار على مدنيين قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة، خلال الشهر الماضي بهدف طردهم أو تفريقهم على الرغم من عدم تشكيلهم أي تهديد.
ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود وصفه للوضع بأنه "انهيار تام للقواعد الأخلاقية داخل الجيش الإسرائيلي"، موضحة أن إحصاءات السلطات الصحية في غزة أن 549 شخصًا استشهدوا قرب مراكز توزيع المساعدات، في المناطق التي كان ينتظر فيها السكان وصول شاحنات الأمم المتحدة المحمّلة بالغذاء منذ 27 مايو فيما تجاوز عدد المصابين أربعة آلاف. من جانبها، لم تُعلِن إسرائيل أي أرقام رسمية حول عدد الضحايا.
وقالت هآرتس إن المدّعي العام العسكري الإسرائيلي أصدر توجيهات لوحدة مختصة داخل الجيش بفتح تحقيق في شبهات ارتكاب جرائم حرب قرب مواقع توزيع المساعدات، مضيفة أن "منظمة غزة الإنسانية" تدير 4 مواقع لتوزيع الغذاء 3 في جنوب غزة ومركز واحد في وسطها يعمل بها عمال أمريكيون وفلسطينيون، بينما يقتصر دور الجيش الإسرائيلي على تأمين محيطها من مسافة بضعة مئات من الأمتار.
ووفقًا للصحيفة، يتردد على هذه المراكز آلافُ الغزيين يوميًا، وأحيانًا عشراتُ آلاف، للحصول على مساعدات غذائية، لكن الواقع يظهر فوضى عارمة في نقاط التوزيع، حيث يتدافع المتجمهرون نحو أكياس الغذاء، بعيدًا عن المنهج المنظم الذي وعدت به المنظمة.
قوات الاحتلال تطلق النار تجاه مدنيين أثناء توزيع مساعدات برفح #فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/PQIQkwy6I7
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 27, 2025
ورصدت هآرتس 19 حادثة إطلاق نار بالقرب من مراكز توزيع الغذاء التابعة للمنظمة، مشيرة إلى أن هوية مطلقي النار لم تكن دائمًا واضحة، لكنها شددت على أن الجيش الإسرائيلي لا يسمح بوجود عناصر مسلحة تابعة له في تلك المناطق دون تنسيق مسبق.
وتفتح المراكز أبوابها لساعات قليلة صباحًا فقط لمدة ساعة واحدة يوميًا، إذ قال ضباط وجنود خدموا في هذه المستويات إن الجيش يطلق الرصاص على من يقترب قبل أو بعد هذا الوقت لتفريقهم، وأضافوا أن بعض حوادث إطلاق النار وقعت خلال الليل، وهو ما قد يشير إلى عدم رؤية المدنيين الحدود المرسومة بوضوح جراء الظلام.
أحد الجنود روى: إنها ساحة للقتل.. لقد رأيت يوميًا ما بين شهيد إلى خمسة شهداء من الغزيين.. يتم التعامل معهم كقوة معادية، لا توجد وسائل تفريق مثل الغاز المسيل للدموع فقط الرصاص الحي والرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، ما إن يفتح المركز أبوابه حتى يتوقف إطلاق النار. وسيلتنا الوحيدة في التواصل هي الرصاص"
وأبلغ جنود لدى هآرتس أن الجيش يمنع عرض أي لقطات أو تسجيلات لما يحدث حول المراكز، سواء داخل إسرائيل أو خارجها، وأوضحوا أن تواجد منظمة غزة الإنسانية ساعد في منع انهيار الشرعية الدولية لاستمرار العمليات العسكرية داخل القطاع.
وقال جندي آخر إن الجيش الحوّل قطاع غزة إلى "فناء خلفي" منذ بدء المواجهة مع إيران، مضيفًا: لم تعُد غزة محل اهتمام أحد؛ فقد أصبحت مكانًا تُخسر فيه حياة الإنسان بلا اعتبار، ولا تُعدّ الحوادث موتًا يستدعي الالتفات.
في حادث منفصل شهد وسط القطاع، استشهاد عشرات الأشخاص خلال إطلاق نار بالقرب من مركز مساعدات تابع للمنظمة، ضمن سجل من الحوادث المماثلة.
أكدوا أن الأوامر بإطلاق النار جاءت من القادة العسكريين مباشرة، رغم أن المحتشدين كانوا بلا أسلحة ولا يشكلون تهديدًا.
جندي إسرائيلي وصف المكان بأنه "حقل قتل"، وقال: في موقعي، كان يُقتل من واحد إلى خمسة أشخاص يوميًا، ولا تُستخدم وسائل تفريق، فقط أسلحة ثقيلة، رشاشات، قاذفات قنابل، وقذائف هاون.
وأضاف ضابط أنه: لواء قتالي ليس مجهزًا للتعامل مع المدنيين في مناطق حرب.. استخدام قذائف هاون لإبعاد الجياع ليس احترافيًا ولا إنسانيًا.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق النار بكثافة على آلاف الفلسطينيين أثناء توجههم إلى نقطة توزيع مساعدات إنسانية. 📍 غزة pic.twitter.com/V0HLXNhay4
— الرادع التركي 🇹🇷 (@RD_turk) June 10, 2025
وأعلنت هآرتس أن المدعي العسكري العام كلف آلية تقييم الحقائق التابعة لهيئة الأركان بمراجعة الحوادث للتحقق من الانتهاكات المحتملة لقوانين الحرب.
من جانبه، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا ينفي فيه تلقي أي أوامر بإطلاق النار على المدنيين، موضحًا أن توجيهاته تحظر الهجمات المتعمدة على سكان غير مسلحين.
كما نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بيانًا وصف فيه التقارير بأنها "فرية دم" و"أكاذيب شريرة" تستهدف تشويه سمعة الجندي الأخلاقي، مؤكدَين أن الجيش يعمل في ظروف معقدة لمواجهة "عدو إرهابي" يختبئ خلف المدنيين.
وأشار البيان إلى أن الجيش قد حظر إيذاء المدنيين الأبرياء، وأنه يدعو دولًا ديمقراطية وواعية للوقوف إلى جانبه في مواجهة ما وصفه بالإرهاب.
وذكرت هآرتس أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على تمويل قدره 30 مليون دولار لمنظمة "غزة الإنسانية"، وهي المساهمة الحكومية الأمريكية الأولى المعلنة لها، وتستخدم المنظمة شركات أمريكية خاصة في عملياتها اللوجستية، بينما يكفل الجيش الإسرائيلي حماية محيط مواقع التوزيع.
عقب نشر التقرير، طالبت حركة حماس الأمم المتحدة بإنشاء لجنة دولية للتحقيق في "جريمة قتل المدنيين المنتظرين عند مراكز المساعدات"، مشيرة إلى سقوط حوالي 570 شهيدًا حتى تلك اللحظة.
ووصفها البيان بأنها "آلية إبادة" تُستخدم بعد تجويع السكان وطالت الترسانة الأسطورية للعدوان على المدنيين، حسب زعمهم.
منذ 7 أكتوبر 2023، ومنذ انطلاق ما يُعرف بـ "طوفان الأقصى"، تنفذ إسرائيل ما تصفه بحرب إبادة تجاه القطاع، تشمل القتل والتدمير والإجبار على التهجير، في ظل تجاهل دولي وأوامر أصدرتها المحكمة الدولية.
ووفق إحصاءات متداولة، خلف العدوان أكثر من 189 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 11 ألف مفقود، وملايين المشردين ونازحين، ومجاعة أودت بحياة المئات.
بالرغم من التوصل إلى وقف إطلاق نار في 15 يناير بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، عاودت إسرائيل الهجوم في مارس، وأعادت فرض حصار شامل منع دخول الأدوية والغذاء.
وفي أواخر مايو، بدأ برنامج توزيع مساعدات بقيادة "غزة الإنسانية"، مدعومًا من واشنطن وتل أبيب، لكن عمليات القتل أثناء محاولة السكان الوصول للمراكز استمرت، وأسفرت حتى الآن عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تؤكد تمسكها بحقها في إنتاج اليورانيوم محليًا
إيران تؤكد تمسكها بحقها في إنتاج اليورانيوم محليًا

خبر صح

timeمنذ 19 دقائق

  • خبر صح

إيران تؤكد تمسكها بحقها في إنتاج اليورانيوم محليًا

قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، اليوم السبت، إن بلاده قد تفكر في نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى، إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. إيران تؤكد تمسكها بحقها في إنتاج اليورانيوم محليًا شوف كمان: وزير الخارجية الإيراني يؤكد أن تخصيب اليورانيوم حق غير قابل للتفاوض وذكر موقع المونيتور نقلاً عن سعيد إيرواني، أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% ليس بمثابة خط أحمر بالنسبة لإيران، موضحًا أن الخيار البديل هو بقاء هذا المخزون داخل طهران تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن بلاده لن تتنازل عن حقها في إنتاج اليورانيوم محليًا، وهو مطلب تعتبره طهران غير قابل للتفاوض، بينما ترفضه واشنطن بشدة. استبعد إيرواني فرض أي قيود على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، مؤكدًا أن أي اتفاق جديد يجب أن يتضمن، إلى جانب شروط أخرى، رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. وجاءت تصريحات المندوب الإيراني بعد ساعات من منشور لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على موقع التواصل الاجتماعي 'إكس'، مساء الجمعة، أعلن فيه استعداد بلاده المبدئي لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. وأكد وزير الخارجية الإيراني، أنه إذا كان ترامب جادًا في سعيه للتوصل إلى اتفاق، فلا بد أن يتخلى عن أسلوبه المهين وغير المقبول ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، والتوقف عن الإساءة لملايين من أتباعه، متابعًا أن حسن النية يولد حسن النية والاحترام. مواضيع مشابهة: تايوان تطالب الصين بالاعتراف بمجزرة تيانانمن تقييمات إسرائيلية: المفاعلات النووية تعرضت لأضرار بالغة من جانب آخر، كشفت تقييمات إسرائيلية صادرة عن وزارة الأمن أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار بالغة من شأنها أن تؤثر عليه لسنوات قادمة. وأشارت التقديرات إلى أن أجهزة الطرد المركزي قد تم تدميرها بشكل فعال، بينما تم تسجيل أضرار جسيمة في منشأة 'فوردو'، بجانب تقارير عن انهيارات في أنفاق منشأة 'أصفهان'. وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداده للنظر في تنفيذ ضربات جديدة ضد المنشآت النووية الإيرانية، إذا ما أظهرت تقارير الاستخبارات المستقبلية وجود تهديدات متعلقة بتخصيب اليورانيوم. وأوضح ترامب أنه لا يعتقد أن إيران قامت بنقل مخزونها النووي قبل الضربات الأمريكية الأخيرة، مشيرًا إلى صعوبة وخطورة مثل هذه العملية. كما لفت إلى أن تلك الضربات استهدفت منشآت نووية حيوية، رغم عدم تقديم الإدارة الأمريكية أدلة علنية تؤكد القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني. وفي سياق متصل، أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن ترامب لم يبلغهم مسبقًا بأسباب قراره وقف إطلاق النار في غزة، في وقت يواصل فيه متابعة تطورات الأوضاع الإقليمية عن كثب، وسط تقارير عن مشاورات جارية بينه وبين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة وتوسيع مسار التطبيع مع دول المنطقة.

ترامب أنقذ إسرائيل من التصعيد مع إيران.. فهل يسدد نتنياهو الدين في غزة؟
ترامب أنقذ إسرائيل من التصعيد مع إيران.. فهل يسدد نتنياهو الدين في غزة؟

مصراوي

timeمنذ 27 دقائق

  • مصراوي

ترامب أنقذ إسرائيل من التصعيد مع إيران.. فهل يسدد نتنياهو الدين في غزة؟

مع طيّ صفحة الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، بوساطة أمريكية قادها الرئيس دونالد ترامب، تعود الأنظار مجددًا إلى غزة، حيث ما تزال آلة الحرب الإسرائيلية تفتك بالفلسطينيين منذ ما يقارب العامين، وسط دمار هائل ومعاناة إنسانية متواصلة. انتهاء التصعيد مع إيران قد يفتح نافذة جديدة على مسار التهدئة في غزة، خاصة في ظل مؤشرات سياسية متزايدة على رغبة واشنطن بإغلاق هذا الملف أيضًا، وفي هذا السياق، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، بأنه يرى أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قد يكون ممكنًا خلال الأسبوع المقبل، مؤكداً أنه كان على تواصل مباشر مع أطراف فاعلة في هذا الملف. وخلال فعالية في البيت الأبيض للاحتفال باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، قال ترامب إن وقف إطلاق النار في غزة "بات وشيكًا"، مشيرًا إلى جهود مستمرة لإقناع كل من إسرائيل وحركة "حماس" بالوصول إلى تهدئة شاملة. معروف ترامب ضغط على نتنياهو وفي سياق متصل، سلّط تقرير لصحيفة هآرتس العبرية الضوء على الدور المحوري الذي لعبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران، مشيرة إلى أن هذا "الجميل" الأمريكي قد يُترجم إلى ضغط مباشر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة مع حركة حماس. وبحسب الصحيفة، فإن ترامب لعب دور "الوسيط والمحكِّم والسلطة النهائية" في التوصل إلى تفاهم غير معلن لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران، دون أي اتفاق رسمي، بل عبر تغريدات علنية استخدمها كأداة ضغط علنية على الطرفين. مفاوضات مرتقبة بمشاركة قطر وبينما تشير الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار تم ضمن ما وصفته بـ"اتفاق أحادي منسق"، فإن المحادثات الجديدة حول اتفاق نووي دائم بين واشنطن وطهران قد تنطلق قريبًا، بمشاركة قطر كمفاوض رئيسي جديد. وترى هآرتس أن إيران خرجت من التصعيد الأخير متضررة استراتيجيًا، إذ تعطّل برنامجها النووي بشكل كبير، لكنها في المقابل قد تحقق مكاسب اقتصادية وسياسية، تشمل تخفيف العقوبات وعودة النشاط التجاري. ورغم ذلك، تبقى مسألة الصواريخ الباليستية عائقًا معقدًا، إذ ترفض طهران ربط ترسانتها الصاروخية بالملف النووي، فيما ترى إسرائيل أن هذه الصواريخ تُشكل تهديدًا مباشرًا، وربما أكبر من النووي نفسه، خاصة بعد أن أثبتت التجارب الأخيرة فاعليتها العالية وسهولة تطويرها. غزة على الطاولة.. وضغط أمريكي محتمل وفي ظل انتهاء الحرب مع إيران، توقعت الصحيفة العبرية أن تتجه الأنظار الآن نحو غزة، حيث تُكثّف الولايات المتحدة ودول الخليج ضغوطها من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى. ونقلت هآرتس عن دبلوماسي خليجي قوله إن الرسائل الأميركية باتت أكثر وضوحًا: "يجب إنهاء هذا الأمر، والتوقف عن تبادل الأوراق"، في إشارة إلى المماطلة السياسية، وتُعيد هذه التصريحات إلى الواجهة المبادرة التي سبق أن ناقشتها قطر وواشنطن بشأن اتفاق دائم يُفرض على الجانبين في غزة. وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو يدرك جيدًا أن الأولوية الإقليمية الآن، بعد إنهاء التصعيد مع إيران، هي إنهاء الحرب في غزة. انتخابات مبكرة ومجال جديد للمناورة من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو قد يستعد للتوجه نحو انتخابات مبكرة، رغم غياب المسار القانوني الواضح لذلك. ووفق استطلاعات الرأي، بدأ نتنياهو باستعادة شعبيته، خصوصًا على حساب شخصيات من أقصى اليمين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين تراجعت شعبيتهما بسبب فشل مشروع "الحفاظ على يمينية نتنياهو" خلال الحرب. وترى الصحيفة أن هذه التحولات تمنح نتنياهو مساحة سياسية أوسع للمناورة، قد تمكّنه من إنهاء الحرب في غزة وفق صفقة شاملة أو التوجه إلى صناديق الاقتراع وهو في موقع قوة، بعدما روّج لانتصاراته على إيران وخصومه الداخليين.

أسامة السعيد: ترامب مؤمن باستخدام القوة لفرض السلام
أسامة السعيد: ترامب مؤمن باستخدام القوة لفرض السلام

الدستور

timeمنذ 35 دقائق

  • الدستور

أسامة السعيد: ترامب مؤمن باستخدام القوة لفرض السلام

أكد الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، أن الولايات المتحدة تحاول استثمار الزخم الناتج عن تدخلها في وقف التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، لفتح قناة تفاوض جديدة مع طهران تستهدف الحد من برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن واشنطن ترى أنها نجحت في فرض معادلة جديدة بالقوة، وتعتقد أن إيران أصبحت أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات لم تكن ممكنة قبل الضربات. وأشار السعيد، في مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، إلى أن إيران في المقابل، لن تتخلى بسهولة عن حقها في تخصيب اليورانيوم، نظرًا لأنه يمثل مكسبًا سياسيًا واستراتيجيًا تمسكت به لسنوات، والتنازل عنه الآن سيُفسر داخليًا كنوع من الاستسلام، وقد يؤدي إلى اضطرابات سياسية داخلية. ونوه إلى أن تصريحات مندوب إيران لدى الأمم المتحدة حول إمكانية نقل مخزون اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة في حال التوصل لاتفاق، تعكس محاولة إيرانية لطرح حلول وسط، وتقديم إشارات طمأنة للغرب دون التنازل عن جوهر البرنامج النووي، مشيرًا إلى أن هذا الطرح كان مطروحًا سابقًا أثناء مفاوضات سابقة فشلت، ما أدى لاحقًا إلى التصعيد العسكري. وأردف، أن طهران تحاول من خلال هذا الاقتراح أن تثبت تمسكها باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مقابل الحصول على ضمانات أمريكية برفع العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهلها، وهو ما يُعد مخرجًا تفاوضيًا يحفظ ماء وجه الطرفين. وأوضح، أن إدارة ترامب تسير بسياسة "العصا والجزرة"، حيث عرض ترامب سابقًا تقديم تمويل لإيران للاستثمار في برنامج نووي سلمي مقابل ضمانات، ثم سحب العرض تحت ضغط الداخل الأمريكي، قبل أن يلوّح مجددًا بالخيار العسكري في حال استمرت طهران في تخصيب اليورانيوم دون تفاوض. وتابع، أن ترامب مؤمن بأن استخدام القوة وسيلة فعالة للضغط وفرض السلام بالقوة، لكن التجربة الأخيرة أثبتت أن الضربات العسكرية لم تحقق نتائج حاسمة على الأرض، وأن الاعتماد على القوة وحدها لا يصنع تسوية دائمة، بل يهدد بسلام هش قابل للانهيار في أي لحظة. وأكد السعيد أن فرص نجاح المحادثات المقبلة تعتمد على تغير النهج الأمريكي في التفاوض، محذرًا من أن فرض اتفاق نهائي دون إتاحة مساحة للتفاوض أو التعديل قد يؤدي إلى فشل الجولة المقبلة، كما حدث في الجولات السابقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store