
العجز يهدد بابتلاع مليارات الدولارات من عوائد رسوم ترمب الجمركية
منذ أن أطلق الرئيس ترمب الحرب التجارية مع شركاء بلاده حول العالم خلال فبراير (شباط) الماضي، والأسواق تتعامل مع تهديدات فرض التعريفة الجمركية بنسب عالية على أنها "مناورات" من الإدارة الأميركية للوصول إلى اتفاقات تجارية تقلل العجز التجاري الأميركي.
وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، تقول المحللة في بنك "باركليز" إيميلي فيلد إن المستثمرين تعاملوا مع التهديد بفرض تعريفة جمركية على واردات الأدوية على أنه "مجرد لغو"، وتضيف "لا أحد يأخذها على محمل الجد".
ترمب قال إن فرض التعريفة الجمركية على الأدوية سيحدث في غضون عام أو عام ونصف العام، مما يمنح الشركات الموردة فرصة لتعديل سياساتها أو نقل أعمالها إلى أميركا، وهو ما قد تكون الأسواق فهمته كورقة ضغط تفاوضية.
لكن تهديدات الرئيس ترمب تحولت إلى واقع بالفعل في ما يتعلق بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية خلال الأشهر الأخيرة، وهذا ما جعل مجلة "إيكونوميست" تنشر افتتاحية تحليلية تخلص إلى أن فرض التعريفات الجمركية أصبح أمراً واقعاً، وأن تأثيره السلبي على الاقتصاد الأميركي قادم لا محالة، حتى لو تأخر ظهوره.
زيادة التعريفة عملياً
كان رد الفعل القوي من الأسواق خلال الأسبوع الأول من أبريل (نيسان) الماضي، عندما أعلن ترمب عن فرض تعريفة جمركية متبادلة مع كل شركاء بلاده التجاريين. وبعد أسبوع، ولوقف اضطراب الأسواق، أعلن الرئيس تأجيل تنفيذ القرار 90 يوماً انتهت الأسبوع الماضي، لذا ساد الاعتقاد أن إدارة ترمب تستخدم هذه التهديدات كورقة ضغط.
لم يتوصل لاتفاقات جزئية سوى مع بريطانيا وفيتنام، وحتى تلك الاتفاقات لم تلغ الرسوم الجمركية، وضمن حوار مع صحيفة "صنداي تايمز" قال السفير البريطاني لدى واشنطن بيتر ماندلسون إن "التعريفة الجمركية على الصادرات البريطانية بنسبة 10 في المئة باقية" على رغم الاتفاق، وإن الاتفاق خفض فقط رسوم السيارات، بينما ظلت صادرات الصلب البريطانية خاضعة لتعريفة بنسبة 25 في المئة أعلنها ترمب في مارس (آذار) الماضي.
وبحسب تحليل "إيكونوميست"، ستظل التعريفة الجمركية على واردات الولايات المتحدة مرتفعة، ربما ليس بالنسبة العالية التي يهدد بها ترمب، لكنها تبقى أضعاف ما كانت عليه قبل هذا العام.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تصل التعريفة الجمركية على الواردات الأميركية حالياً في المتوسط إلى 10 في المئة، أي أربعة أضعاف ما كانت عليه العام الماضي عند 2.5 في المئة، ومع بدء تنفيذ التعريفة المتبادلة خلال أغسطس (آب) 2024، وإضافة القطاعات التي فرضت عليها الرسوم مثل الصلب والألمنيوم والسيارات، ستصل التعريفة الجمركية في المتوسط إلى 17 في المئة، أي ما يقارب النسبة التي هدد بها ترمب في البداية.
العائد والضرر
بدأت آثار الحرب التجارية التي أعلنها الرئيس ترمب منذ دخوله البيت الأبيض بالظهور بالفعل، فحسب الأرقام الرسمية، ارتفعت حصيلة العائد من الرسوم الجمركية خلال مايو (أيار) الماضي أربعة أضعاف مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي لتصل إلى 24.2 مليار دولار، وتراجعت الواردات الأميركية من الصين بنسبة 43 في المئة للشهر ذاته مقارنة بعام 2024.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت في اجتماع الحكومة الأميركية الثلاثاء الماضي إن فرض التعريفة الجمركية يمكن أن يوفر عائدات للخزانة بنحو 300 مليار دولار بنهاية العام، موضحاً أن حصيلة الرسوم حتى الآن بلغت نحو 100 مليار دولار، مع زيادات كبيرة في الربع الثاني.
لكن كل هذه العائدات لن تمثل سوى جزء ضئيل من التمويل المطلوب لتغطية العجز في الموازنة الأميركية، الذي يزيد على 4 تريليونات دولار، ومع حجم الدين العام الذي يفوق الناتج المحلي الإجمالي، سيكون اقتراض الحكومة عالي الكلفة.
الضرر الحقيقي المتوقع على المدى المتوسط أن هذا التذبذب في فرض التعريفة وتغيير نسبها، ثم التراجع أو الاتفاقات الجزئية، يصعب على الشركات وضع خطط طويلة الأجل، لذا، يفضل المستثمرون الانتظار حتى تتضح الصورة، مما يجمد قراراتهم الاستثمارية.
حسب تحليل "إيكونوميست"، تجاهل الأسواق لبيانات مثل هذه ليس مؤشراً إيجابياً، بل قد يغري الرئيس ترمب بالمضي قدماً في سياساته، ومع تراجع الرئيس أحياناً، يكون رد فعل السوق بطيئاً. لكن تباطؤ النمو الاقتصادي في أميركا يبدو قادماً لا محالة.
من المتوقع ألا يزيد معدل نمو الاقتصاد الأميركي هذا العام على نصف ما كان عليه عام 2024، وأن ينتهي معدل التضخم فوق ثلاثة في المئة، متجاوزاً الهدف المحدد من "الاحتياط الفيدرالي" عند اثنين في المئة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 7 دقائق
- الوطن
6 أسهم سعودية ضمن أعلى الأسهم الخليجية
صنفت 6 أسهم سعودية ضمن أعلى 10 أسهم خليجية من حيث قيمة التداولات في الربع الثاني من العام 2025. وبلغ إجمالي قيمة تداولات أعلى عشرة أسهم خليجية 34.7 مليار دولار أمريكي، مما يمثل نسبة 36.6% من إجمالي قيمة تداولات الأسهم الخليجية خلال هذا الربع. وجاء سهم مصرف الراجحي في صدارة القائمة بوصول قيمة التداولات على سهم البنك إلى 5.8 مليارات دولار أمريكي، وتبعه سهم شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) بتداولات بلغت قيمتها 5.1 مليارات دولار أمريكي، ثم سهم الشركة الدولية القابضة بتداولات بلغت قيمتها 4.0 مليارات دولار أمريكي. وإلى جانب الأسهم السعودية، شملت الأسهم الأكثر تداولًا خلال هذا الربع أدنوك للغاز، وشركة إعمار العقارية، وبيت التمويل الكويتي.


الوطن
منذ 7 دقائق
- الوطن
إصدارات أدوات الدين العالمية تسجل 6.4 تريليونات دولار
سجلت إصدارات أدوات الدين العالمية مستويات قياسية خلال النصف الأول من عام 2025، بإجمالي بلغ 6.4 تريليونات دولار أمريكي، وفق بيانات مجموعة بورصات لندن، في وقت استمر فيه الزخم القوي للربع الأول في تعويض التباطؤ الذي شهدته الأسواق خلال الربع الثاني. ورغم تراجع الإصدارات بنسبة 8% على أساس ربع سنوي خلال الربع الثاني من العام، فإن الأداء الاستثنائي المسجل في الربع الأول مكّن السوق من الحفاظ على نمو تراكمي قوي منذ بداية العام. ويُعزى هذا النمو بالدرجة الأولى إلى ارتفاع إصدارات أدوات الدخل الثابت من الدرجة الاستثمارية، في حين بقيت إصدارات الأدوات ذات العائد المرتفع دون تغيير يُذكر على أساس سنوي. وحافظت الجهات الحكومية والمؤسسات المالية على هيمنتها في سوق أدوات الدين، مستحوذة على نحو 75% من إجمالي الإصدارات خلال النصف الأول من العام. أما في الأسواق الناشئة، فقد شكّلت الشركات المصدر الرئيسي بنسبة 26% من إجمالي الإصدارات، وسط صدارة واضحة لجهات الإصدار من الهند والسعودية والبرازيل والإمارات، التي استحوذت مجتمعة على 52% من إجمالي نشاط إصدار أدوات الدين في تلك الأسواق. في المقابل، تراجعت إصدارات السندات الخضراء إلى أدنى مستوياتها المسجلة في ثلاثة أعوام، بانخفاض نسبته 2% لتصل إلى 267.7 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025، في ظل تباطؤ ملحوظ في حجم الإصدارات، الذي انكمش بدوره إلى أدنى مستوى له منذ عامين. وفي أسواق السندات الأمريكية، شهدت عائدات السندات السيادية تقلبات لافتة، حيث انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من ذروته البالغة 4.6% في الأسبوع الثالث من مايو، ليستقر عند 4.3% في الوقت الحالي. وسجلت الأسواق الأمريكية أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ خمسة أسابيع، خلال الأسبوع الأول من يوليو، مدفوعة بتقرير قوي لسوق العمل، إلى جانب توقيع الرئيس الأمريكي على مشروع قانون جديد يُتوقع أن يضيف نحو 3.4 تريليونات دولار إلى العجز المالي خلال العقد المقبل. إلا أن العائدات عاودت التراجع في جلسات التداول الأخيرة، وسط تصاعد التوقعات بقرب خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مدعومة بطلب قوي في مزاد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات. كما أظهر البيان الأخير للمجلس ميلاً متزايدًا نحو سياسة تيسير نقدي خلال ما تبقى من العام، مع الإشارة إلى أن وتيرة التخفيضات ستُحدَّد بناءً على تطورات المشهد الاقتصادي، ومدى التأثير الفعلي للرسوم الجمركية الأخيرة على التضخم.


الشرق للأعمال
منذ 34 دقائق
- الشرق للأعمال
أسعار النفط ترتفع وسط ترقب لتطورات المخزونات الأميركية
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف بعد ثلاثة أيام من الخسائر، مع متابعة المتداولين لمستويات المخزونات الأميركية، وآخر مستجدات الحروب التجارية التي تقودها واشنطن. وصعد خام "برنت" باتجاه 69 دولاراً للبرميل بعد أن خسر أكثر من 2% خلال الجلسات الثلاث السابقة، بينما استقر خام "غرب تكساس" الوسيط قرب 67 دولاراً. أظهرت بيانات حكومية أميركية نُشرت الأربعاء نتائج متباينة، إذ زادت مخزونات نواتج التقطير، في حين انخفضت مخزونات الخام على المستوى الوطني. ترمب يصعد السياسة التجارية قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيرسل رسائل إلى أكثر من 150 دولة لإبلاغها بمعدلات التعرفة الجمركية، مشيراً إلى أن الرسوم المفروضة قد تبلغ 10% أو 15%. ويتابع المستثمرون أيضاً موقفه من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعد أن نفى الرئيس الأميركي وجود خطة لعزله من منصبه. وعلى الرغم من المخاوف من أن تؤدي حملة ترمب الجمركية إلى تقليص الطلب، فقد ارتفعت أسعار النفط هذا الشهر، مواصلة بذلك اتجاهاً صعودياً بدأ منذ مايو. ويظل القلق مسيطراً في السوق بشأن احتمال حدوث تخمة في المعروض في وقت لاحق من هذا العام، مع تراجع الطلب الصيفي وعودة "أوبك+" لتوريد كميات كانت مقيدة، إلا أن مؤشرات المدى القريب، وخصوصاً في سوق الديزل، لا تزال داعمة للأسعار. مستويات منخفضة من مخزونات الخام والديزل قال تشو مي، المحلل في معهد أبحاث تابع لشركة "تشاوس تيرناري فيوتشرز"، إن "السوق في الوقت الراهن تتعامل مع مستويات منخفضة نسبياً من مخزونات الخام والديزل في أوروبا والولايات المتحدة، فيما يدعم النقص في الديزل الأسعار على المدى القريب". لكنه أضاف أن "النفط قد يعاود الاتجاه النزولي عندما يؤدي نمو إمدادات أوبك+ إلى تراكم المخزونات". وفي الولايات المتحدة، لا تزال مخزونات نواتج التقطير عند أدنى مستوى موسمي لها منذ عام 1996، رغم الزيادة المسجلة الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه، ارتفع الفارق بين عقود زيت الغاز منخفض الكبريت وخام "برنت" لشهر سبتمبر، وهو مقياس لربحية إنتاج الديزل، بنحو 7% هذا الشهر. وفي الشرق الأوسط، تعرّضت عدة حقول نفطية في إقليم كردستان شمال العراق لهجمات بطائرات مسيّرة يوم الأربعاء، في حلقة جديدة من الاستهداف المتكرر للمنشآت النفطية في المنطقة. ومع ذلك، فإن الإقليم لا يصدّر أي كميات من النفط إلى الأسواق العالمية منذ إغلاق خط أنابيب التصدير قبل أكثر من عامين.