
منسقة الأزياء السعودية المنال لـ"هي": الأزياء سرد بصري وهوية ناطقة
في هذا الحوار، تصحب المنال "هي" داخل عالمها الإبداعي، نتعرّف على رؤيتها في تحويل القطعة إلى لوحة تعبّر عن التراث والهوية، ونغوص معها في كواليس جلسات تصوير استلهمتها من الفنون الشعبية، واللوحات العالمية، والموروث الثقافي السعودي. كما تكشف لنا خطواتها العملية لبناء هوية بصرية متفرّدة، وتشارك أسرار الوصول إلى التنسيق بوصفه حالة فنية، لا مهنة فقط.
استلهمتها من فن القط العسيري، وجعلت من حضور العارضة لوحةً قائمة بذاتها
من الجدران إلى الجسد... فن القط كرمز
في إحدى جلسات التصوير التي استلهمتها من فن القط العسيري، لم تقدّم المنال المرأة بصفتها فنانة ترسم على الجدران، بل جعلت من حضورها نفسه لوحةً قائمة بذاتها تقول:"جسّدت المرأة كأثر خالد، تقف بكبرياء وأناقة، تمثالاً حيًّا يروي عبقرية الفن الشعبي، وأناقة الأنثى السعودية على امتداد الأزمنة"، تصف رؤيتها التي تتجاوز السطح إلى ما هو رمزي وجوهري.
"سامرية"... رقصة التراث على إيقاع الخيال
في تجربة أخرى، مزجت المنال بين عبق السامري وأسلوب التنسيق، لتُقدّم جلسة عنوانها "سامرية" حيث الأزياء ترقص كأنها لوحة خارجة من الخيال، توضح: "استدعيت الحركة والرمزية، ونسجت من الأقمشة والظلال مشهدًا حيًّا يجمع بين أناقة الحاضر وسحر الماضي" مؤكدةً أن الأزياء ليست مجرد قطع جميلة، بل لغة تُترجم بها المشاعر والانتماء والذاكرة.
"أستلهم من الصور واللوحات وكل ما يحرّك بصريًا خيالي... لا أكتفي بالمألوف"
الزيّ كوسيلة للتعبير العميق
وعن علاقتها بالفن البصري، تستدعي المنال جلسة استلهمتها من لوحة "الساعات الذائبة" لسلفادور دالي، تقول لـ"هي": "في رؤيتي، لم تكن الساعات هي الذائبة، بل الإنسان هو من انصهر تحت ثقل الزمن وتسارع الحياة" ثم تذكر تجربة أخرى استلهمتها من لوحة "الطفل الراسب" للفنان الروسي فيودور ريشيتنيكوف، حيث دمجت رمزية الحزن بصورة المهرّج، ليخرج مشهدًا يمزج بين البراءة والوحدة، وتجسّد الأزياء فيه مشاعر صامتة لا تعبّر عنها الكلمات.
كيف يُبنى الإبداع؟
وترى المنال أن الوصول إلى هذه الحالة الفنية لا يأتي صدفة، بل هو نتاج شغف طويل وتجريب مستمر توضح: "التميّز في هذا المجال يحتاج إلى تجدد دائم، وفضول لا يهدأ."
وتؤمن بأن التغذية البصرية هي العمود الفقري لكل عمل إبداعي: "أستلهم من الصور واللوحات وكل ما يحرّك بصريًا خيالي... لا أكتفي بالمألوف، بل أبحث عن العمق." وتؤكد أن العمل في هذا المجال يتطلب تركيزًا عاطفيًا وفكريًا على الجمال، بوصفه حالة شعورية وليس مجرد خيار بصري.
وتضيف: "أتابع الصيحات العالمية لا لتقليدها، بل لفهم آليات الإبهار، وكيف يمكنني تحويلها إلى أدوات تعبير أصيلة." كما تعتبر أن التعلم المستمر من خلال الورش والدورات والوثائقيات المتخصصة جزء لا يتجزأ من بناء هويتها.
وتشير إلى أهمية التجريب كأداة لصناعة الثقة بالنفس، خاصة في البدايات: "شاركي، جرّبي، اصنعي مشهدًا ولو في نطاق ضيّق. الثقة تُبنى بالتجربة، لا بالانتظار."
وتختم هذه الرؤية بقولها: "العمل ضمن فريق مبدع من مصورين ومصممين وفنانين هو ما يمنح الفكرة أجنحتها. الإبداع الجماعي يُعيد تشكيل النتائج، ويمنحها نضجًا لا يتحقق بالعزلة."
"لم أكن أنسّق إطلالة، بل أكتب مشهدًا. الأزياء بالنسبة لي ليست قطعًا تُلبس، بل لغة تُنطق بها المشاعر"
خطوات نحو بناء الرؤية
تؤمن المنال أن الوصول إلى هذه الحالة الفنية يتطلّب مسارًا طويلًا من التراكم والتجريب توضح: "التميّز لا يحدث مصادفة، بل هو ثمرة الشغف والمعرفة والاستمرارية." وتشير إلى أن التغذية البصرية تمثّل عماد الإبداع، إذ ترى في الصور، واللوحات، والتفاصيل اليومية، منابع لا تنضب للإلهام. كما تؤكد أهمية متابعة الاتجاهات العالمية، حضور الورش والدورات، والتعمق في الوثائقيات التي تسرد تجارب رموز صناعة الأزياء.
وتضيف: "الثقة بالذات تنمو بالتجربة، والمشاركة ضمن فريق متنوّع من مصممين ومصورين وفنانين تضيف ثراءً لا يتحقق بالجهد الفردي وحده."
استلهمتها من لوحة "الطفل الراسب" للفنان الروسي فيودور ريشيتنيكوف
هوية تُنسج بالتجربة
في ختام حديثها مع "هي"، تؤكد المنال أن كل تجربة مرّت بها، وكل خطوة التزمت بها، ساهمت في بناء رؤيتها. "لم أكن أنسّق إطلالة، بل أكتب مشهدًا. الأزياء بالنسبة لي ليست قطعًا تُلبس، بل لغة تُنطق بها المشاعر، وتُستعاد بها الحكايات، وتُصاغ من خلالها هوية تنتمي إلى الأرض وتطمح إلى الخيال."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
صناع السينما والنقد في ليلة «السينمائيُّون الجدد»
تنطلق الجمعة المقبل «4 يوليو»، أولى فعاليات نادي السينمائيون الجدد «Neo-Cinéphiles Club»، في العاصمة الرياض بالتعاون مع الشريك الإستراتيجي «هنا المستقبل»، وذلك في خطوة تهدف إلى دعم الثقافة السينمائية وتعزيز التفاعل النقدي والمعرفي مع الفن السابع. وقالت مها السلطان الرئيس التنفيذي لـ»ميم»:» إن النادي يمثل إحدى المبادرات النوعية التي تسعى إلى خلقِ فضاءٍ تفاعليٍّ مباشرٍ مع الجمهور، حيث يجمعُ بين عشاق السينما وصنَّاعها والمهتمِّين بالتحليل والنقدِ السينمائي، وذلك عبر مجموعة من الأنشطة المتنوعة تشمل عروضا للأفلام، وجلسات حوارية، وورش عملٍ تدريبية، ودورات نقدية وفنية، ومحاضرات تثقيفية، إلى جانب لقاءات تجمع بين النقاد وصناع السينما المحليين والدوليين. كما ان النادي يهدف إلى بناء وعي سينمائي جديد لدى جيل الشباب من خلال ترسيخِ مفاهيم التذوق الفني والنقد الجمالي، وتشجيعِ القراءة العميقة للأفلام، مع فتح المجال أمام المساهمات الفرديَّة والجماعية في تطوير المشهد السينمائي المحلي. وتنطلق أولى فعاليات النادي رسميا مساء يوم الجمعة «4 يوليو 2025» في مقر «هنا المستقبل» في الرياض، بحفل تدشين يضم عددًا من المهتمين والمختصين بصناعة السينما والنقد الفني. يتضمن البرنامج جلسة حواريةً بعنوان «الجديدُ ليس صفة، إنه مفهوم». وتتناول الجلسة مفهوم التجديد في السينما السعودية بوصفه ركيزة أساسية لنهضتها وانطلاقتها المستقبلية. ويأتي تأسيسُ النادي لاثراء المحتوى السينمائي العربي عبر المنصات المقروءة والمسموعة والمرئية، وصولا إلى تأسيس بيئة حيوية تسهم في صقل أدوات النقد السينمائي وتعزيز التواصل المعرفي بين المهتمين بالسينما. وتأتي المبادرة انسجاما مع التحولات الثقافية التي تشهدها المملكة، وتعكس التزامنا بالمشاركة الفاعلة في دعم الحراك الفني والثقافي، وتقديم مبادرات مستدامة تهدف إلى صناعة جيل سينمائي نقدي قادر على التفاعل مع التجربة السينمائية المحلية والعالمية.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
انطلاق صيف المذنب في متنزه "خرطم"
أطلقت بلدية محافظة المذنب والتابعه لأمانة منطقة القصيم وبالتعاون مع القطاع الخاص فعاليات مهرجان صيف المذنب في متنزه «خرطم»، والذي يستمر 45 يوماً، وسط أجواء صيفية مميزة، ويضم المهرجان 18 فعالية متنوعة موزعة على مساحة إجمالية تبلغ 7000 متر مربع وتشمل أنشطة ترفيهية وثقافية واجتماعية من بينها عروض مسرحية وفعاليات تفاعلية وحرف يدوية ومشاركة واسعة من الأسر المنتجة إلى جانب الفنون الشعبية وفرق الإنشاد والاستعراض. من جهته أوضح رئيس بلدية محافظة المذنب م.نداء بن ماضي السالمي أن المهرجان يهدف إلى تنشيط الحركة السياحية وتحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز جودة الحياة عبر توفير وجهة ترفيهية آمنة تستقطب العائلات والزوار وتلبي تطلعات المجتمع، مثنياً على متابعة أمين منطقة القصيم م.محمد المجلي وتوجيهه لتقديم أفضل الخدمات لساكني محافظة المذنب ولزائري المهرجان ليستمتعوا بأفضل الأوقات بين فعالياته.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
جدة.. تجارب بحرية نابضة بالحياة
مع انطلاق برنامج "صيف السعودية 2025" تحت شعار "لوّن صيفك"، تتألق مدينة جدة كإحدى أبرز الوجهات السياحية التي تحتضن تجارب بحرية وترفيهية مميزة، تجعل من زيارتها تجربة لا تُنسى لكل أفراد العائلة. و"عروس البحر الأحمر" لا تقدِّم مجرد شواطئ، بل تقدم باقة متكاملة من الأنشطة البحرية، والفعاليات الصيفية، والمنتجعات الفاخرة، ضمن أجواء نابضة بالحياة تمتد حتى سبتمبر المقبل. ويُعد صيف هذا العام فرصة مثالية لاكتشاف جدة من زاوية مختلفة، خاصة مع تنوع الخيارات التي تناسب كافة الفئات، من الباحثين عن الاسترخاء، إلى مُحبي المغامرة والتشويق. وهناك تجارب بحرية فريدة، تجعل من جدة إحدى أهم محطات "صيف السعودية" كوجود شواطئ جميلة ومرافق راقية، من كوكبان بأجوائه العائلية ورماله البيضاء، إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ذات المياه الفيروزية والمرافق الحديثة، وصولاً إلى منتجعات خاصة مثل لا بونت وسيال، يجد الزائر أمامه خيارات متكاملة للاستجمام والسباحة، كذلك مغامرات بحرية لعشاق الإثارة، ففي نادي كونا للرياضات البحرية، يمكن تجربة التزلج على الماء، ركوب الجيت سكي، القوارب المطاطية، الفلاي بورد، وحتى ركوب الأمواج بالأجنحة الشراعية. تجارب حماسية تضيف إلى صيفك نكهة المغامرة، إضافةً إلى الرفاهية والاستجمام في نادي جدة لليخوت، فهو وجهة بحرية راقية تطل على المارينا، وتقدم تجربة فاخرة تشمل جلسات بحرية، مراسي لليخوت، مطاعم عالمية، وأنشطة حية، في بيئة تحاكي أرقى الوجهات العالمية. ويوجد ترفيه عائلي في سيان ووتر بارك لعشاق الألعاب المائية، خاصةً العائلات والأطفال، حيث توفر سيان ووتر بارك مساحة مثالية للمرح، مع ألعاب تناسب الجميع، وأجواء آمنة ومسلية، كذلك يوجد جولات بحرية على ضفاف البحر الأحمر من مرسى اللؤلؤة في أبحر الشمالية، وتنطلق رحلات بحرية تمنح الزوار فرصة استكشاف سواحل جدة من منظور مختلف، عبر القوارب السريعة أو الجولات الخاصة عند الغروب. وتشهد شواطئ جدة، هذه الأيام، زخمًا سياحيًا كبيرًا، يتزامن مع فصل الصيف، ومع انطلاق برنامج صيف السعودية الذي يأتي هذا العام تحت شعار "لوّن صيفك"، ويمتد حتى شهر سبتمبر المقبل، في ست وجهات سياحية متنوعة؛ منها الشواطئ والمنتجعات بجوها المعتدل في جدة والبحر الأحمر، والمرتفعات والطبيعة الساحرة والأجواء الباردة في كلٍّ من الطائف والباحة وعسير، كما يتضمّن أكثر من 600 منتج وتجربة سياحية، وعددًا من الفعاليات الكبرى منها كأس العالم للرياضات الإلكترونية -EWC-؛ الذي يُقام في مدينة الرياض خلال الفترة من يوليو حتى أغسطس المقبل، إضافة إلى "موسم جدة" و"موسم عسير" اللذين يضمّان العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات والعروض المميزة؛ التي يتم طرحها عبر منصة "روح السعودية".