
القيادة بلا وعي.. خطر خلف المقود!
لا شك أن الفوضى في الشوارع لا تقتصر على جنس بعينه، فالشباب -البعض منهم- يقود بتهور وعدم التزام وجسارة مخيفة، ولكن من غير الإنصاف أيضاً تجاهل الواقع المقلق في بعض جوانبه، كجهل بعض النساء بأساسيات ومعايير القيادة السليمة، ما جعل بعض التجارب المرورية معهن مصدر قلق وتوجس، فقيادة السيارة ليست مجرد جلوس خلف المقود وتحريك المركبة، بل هي وعي كامل بالنظام، والتزامات واضحة بالقوانين، وقدرة على التفاعل الآمن مع المحيط. وللأسف، فما زالت بعض السائقات -خاصة من اللاتي لم يتلقين تدريباً كافياً- يفتقدن لهذه المعايير من الارتباك والوقوف غير المنتظم، إلى التجاوزات غير النظامية، إلى فقر المعرفة في المواقف الطارئة، كلها مشاهد تتكرر، لا بفعل القصد غالباً، بل بفعل ضعف المعرفة أو ضعف الإعداد أو الخوف و(التردد)، والأخيرة في تقديري كارثة حقيقية.
المشكلة لا تكمن في «أنهن نساء»، بل في أن بعضهن -كما بعض الرجال- تلقين رخص القيادة دون تأهيل فعلي أو متابعة جدية أو تشجيع في غير محله. وهذا ما ينبغي أن نعترف به دون تحامل ولا مجاملة، فكيف تُمنح الرخصة لمن لا تُجيد قراءة اللوحات الإرشادية للطريق، وكيف تُجتاز اختبارات القيادة من لم تختبر نفسياً في قدرتها على اتخاذ القرار في وقت الأزمات؟ أقول ذلك بشواهد من أرض الواقع وتجارب شخصية مريرة!
الرياض، بتعقيدها المروري وكثافة طرقها، تتطلب مهارات استثنائية في القيادة، وهي ليست بيئة مثالية لتجارب القيادة الأولية، فتعقيدها وكثافتها المرورية يتطلبان تأهيلاً صارماً، لا مجاملة فيه ولا استعجالاً، وهنا لا يقع اللوم على السائق والسائقة وحدهما، بل على من سمح منح الرخص قبل التأكد من الجاهزية الكاملة. ومع ذلك تُلقى بعض النساء -وخاصة الفتيات- في هذا المضمار دون تهيئة، فينتهي الأمر أحياناً بحوادث وصدمات، لا مرورية فقط، بل نفسية أيضاً، وليس من العدل أن تُغطى هذه الأخطاء بدافع العاطفة أو التحيّز، فالتستر على الخطأ لا يصنع سائقاً أفضل ولا حياة آمنة، بل يخلق المزيد من الفوضى والمخاطر، ولاستدراك هذا الخلل المُتسرب إلى هذا المكسب الحضاري الجميل وبسبب جهل بعض السائقات العزيزات بأساسيات القيادة وقواعد المرور، ما جعل من بعض المشاهد اليومية تتطلب وقفة وضبطاً لعدة نقاط:
- تشديد اختبارات القيادة وإعادة النظر في منهجيات التدريب ومنح الرخص.
- دور الأسر في التشديد على التدريب الصحيح وأن الرخصة لا تعني الجدارة الكاملة.
- على السائقات أنفسهن أن يدركن أن الطريق ليس ساحة لإثبات الذات، بل ميدان للمسؤولية والالتزام.
القيادة حق، وقيادة المرأة مكسب وطني واجتماعي، لكن لا بد أن ترافقه ثقافة مرورية عالية، والأهم أن يكون هذا الحق مصحوباً بالوعي، والمهارة، والإلمام!
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
سكان حي طيبة عبر «عكاظ»: اضبطوا مخالفي آخر الليل
عن انتشار ظاهرة التفحيط والمخالفات المرورية وتجاوز السرعة وعكس السير، يطالب الأهالي في حي طيبة بالمدينة المنورة الجهات المعنية بتعقب المخالفين والمخالفات التي تشكل خطرا على مرتادي الطريق والسكان خصوصا بعد منتصف الليل. حسام حماد الأحمدي، أحد السكان يقول، إن الحي شهد كثيرا من المخالفات من صغار السن وقيادتهم المركبات برعونة دون اكتراث للمخاطر، والبعض للأسف يمارس التفحيط مساء على طريق الملك سعود الرابط بطريق تبوك، ويضيف عبدالله الأحمدي، شهد الحي أخيرا عددا من الحوادث على بعض التقاطعات بسبب عاكسي السير، مطالبا بوضع كاميرات للحد من المخالفات التي تشكل خطرا على السكان. ويتفق معه عدنان التميمي، ويقول إن الحي شهد كثافة سكانية لمجاورته جامعة طيبة، وهناك عدة طرق تربط مداخل الجامعة الرئيسية بالحي وتشهد الفترة الصباحية ازدحاما على الطرق الرئيسية، ويقول ناصر المرواني، الملاحظ وجود مجارٍ للسيول على الطريق ينتظر تحويلها إلى مسارات للاستفادة منها وما زال خطرها قائما لعدم وجود حماية ومصدات تحمي قائدي المركبات من خطر السقوط، وهناك صغار سن يقودون المركبات بتهور شديد، والمأمول أهمية ضبط الحركة المرورية في الحي، خصوصا بعد التحويلات التي أجريت أخيرا وأجبرت الكثير من السكان على ارتياد الطرق الداخلية في الحي بسبب عدم وجود مداخل للوصول إلى الطرق الرئيسية. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
سكان جنوب بيشة لـ«عكاظ»: «طلعة الجزيرة» تهدد حياة العابرين
لا تزال «طلعة الجزيرة» جنوب بيشة، تشكل منذ إنشائها على طريق بيشة خميس مشيط هاجساً لمرتاديها وعابريها، نظراً إلى مسارها الواحد وكثرة المنعطفات والمنحنيات الحادة والخطرة على الرغم من قصر مسافتها التي لا تزيد على 3 كيلومترات تقريباً. وشهدت الطلعة العديد من الحوادث المأساوية التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء. وطالب عدد من مرتادي الطريق وزارة النقل بسرعة تنفيذ ازدواجية الجزء الواقع في الجزيرة وتعديل مسار المنعطفات والمنحنيات على الطريق. وقال عبدالله الواهبي لـ«عكاظ»: «لم تكتمل فرحة أهالي مركزي صمخ وخيبر الجنوب، ومرتادي طريق بيشة خميس مشيط، باعتماد مشروع ازدواجية الطريق على عدة مراحل، إذ تم تنفيذ وتشغيل المراحل الثلاث الأولى بين محافظة بيشة ومركز صمخ إلا أن المرحلتين الأخيرتين بين صمخ وخيبر الجنوب يسير العمل فيهما ببطء، إضافة إلى عدم البدء في تنفيذ ازدواجية وتصحيح مسارات طلعة الجزيرة التي تعتبر من أخطر النقاط على الطريق وتشهد ازدحاماً يومياً بالشاحنات». وأكد عبدالله الشهراني، أن طلعة الجزيرة ومنحنياتها تعتبر من أخطر المواقع على الطريق الذي يشهد حركة مرورية كثيفة، بعد ربطه بطريق بيشة الرين الرياض. فيما أشار محمد الحلافي، إلى أنه يحمل هماً ثقيلاً حين يفكر في رحلته من بيشة إلى خميس مشيط خصوصاً عند اقترابه من منحنيات وطلعة الجزيرة بين مركزي صمخ وخيبر الجنوب، بسبب ازدحام الحركة ذات المسار الواحد، والتجاوز الخاطئ من بعض قائدي المركبات، مطالباً وزارة النقل بالتحرك سريعاً، وتزويد الطريق بما يحتاج من وسائل السلامة وإنهاء الأخطار عليه. وبين محمد الهاجري، أنه فقد اثنين من أصدقائه بسبب المنعطفات الخطرة في الجزيرة، نتيجة التجاوز الخاطئ من قائد شاحنة، مشيراً إلى أن بقاء المنعطفات على حالها يزيد من المخاطر على الحركة المرورية وعند هطول الأمطار وحدوث الانهيارات الصخرية. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
بين السطورالسعودية.. حرب مستمرة ضد المخدرات
في معركتها الشرسة لحماية المجتمع وصون أمنه، تتصدر المملكة العربية السعودية طليعة الدول المكافحة آفة المخدرات. فبقيادة حكيمة تدرك عمق الخطر الذي تمثله هذه الآفة، تشن المملكة حرباً شاملة على تجارة المخدرات بكل أشكالها، مستخدمة في ذلك أحدث الوسائل التقنية وأكثرها تطوراً، معتمدة في الوقت ذاته على كفاءة أبنائها المخلصين في الدفاع عن حدود الوطن وحماية شبابه. تشير الأرقام الصادرة عن الجهات المختصة إلى ضبط أكثر من 922 كيلو غراماً من المواد المخدرة، إضافة إلى أكثر من 20 مليون حبة مخدرة خلال عام واحد فقط، هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي شواهد حية على يقظة رجال الجمارك السعوديين الذين يقفون سداً منيعاً في وجه محاولات التهريب المبتكرة. لقد أظهر المهربون قدراً مذهلاً من المكر والخداع، حيث حاولوا إدخال هذه السموم القاتلة عبر طرق تثير الدهشة: داخل شحنات المواد الغذائية، مخبأة بين الأواني المنزلية، في باطن الأحذية، بل وحتى داخل أحشاء بعض الجناة. إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع، بفضل اليقظة الدائمة والكفاءة العالية التي يتمتع بها رجال الجمارك السعوديون. تعتمد المملكة في حربها ضد المخدرات على استراتيجية ثلاثية الأبعاد: التطوير التقني المستمر: من خلال تحديث أنظمة الفحص والكشف، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتتبع الشبكات الإجرامية. التدريب المكثف: حيث تخضع كوادر الجمارك لبرامج تدريبية متخصصة تمكنهم من مواكبة أحدث أساليب التهريب. التكامل المؤسسي: عبر تعاون وثيق بين هيئة الزكاة والضريبة والجمارك والمديرية العامة لمكافحة المخدرات والجهات الأمنية الأخرى. أكد معالي الفريق محمد بن عبدالله، مدير الأمن العام أن هذه المعركة ليست مسؤولية أجهزة الأمن وحدها، بل هي واجب وطني يشترك فيه الجميع. ودعا أفراد المجتمع إلى: الإبلاغ الفوري عن أي سلوك مشبوه. تعزيز الوعي بين أفراد الأسرة. المشاركة الفاعلة في برامج التوعية المجتمعية. لا تقتصر جهود المملكة على الجانب الأمني فقط، بل تمتد إلى: تعزيز برامج التأهيل والعلاج للمتعاطين، وتطوير التشريعات الرادعة، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التهريب العابر للحدود، وتثبت المملكة العربية السعودية يوماً بعد يوم أنها لا تدخر جهداً في حماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها من شرور المخدرات. هذه المعركة ليست مجرد مواجهة أمنية، بل هي معركة وجودية تحفظ كيان المجتمع وقيمه الأصيلة. بينما يواصل رجال الأمن والجمارك تضحياتهم الجليلة، يبقى التحدي الأكبر هو تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ ثقافة الرفض المطلق لهذه الآفة. فكما قال الفريق البسامي: "مكافحة المخدرات أمانة وطنية ومسؤولية جماعية". في هذا الصراع من أجل الحفاظ على نقاء المجتمع وسلامة أبنائه، تبقى المملكة العربية السعودية حصناً منيعاً وقلعةً صامدة في وجه كل محاولات النيل من أمنها واستقرارها.