logo
خبراء: حرب إيران وإسرائيل أكدت نهاية النفوذ الاستراتيجي الأوروبي

خبراء: حرب إيران وإسرائيل أكدت نهاية النفوذ الاستراتيجي الأوروبي

اعتبر خبراء سياسيون فرنسيون أن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل كشفت عن تراجع حاد في الدور الأوروبي، خاصة الفرنسي، في معالجة القضايا الكبرى في الشرق الأوسط.
وأكد الخبراء أن مكالمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون النادرة للرئيس الإيراني قد تكون محاولة متأخرة لإعادة التموضع في مشهد تزداد فيه واشنطن وتل أبيب هيمنة.
ورغم استبعادهما من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم تستغل فرنسا وأوروبا فرصة الحرب الأخيرة أو قمة الناتو لإبراز أي استقلالية استراتيجية.
وخلال 12يومًا من الحرب مع إيران، وعقد أول قمة لحلف شمال الأطلسي في ظل رئاسة ترامب الثانية، سنحت لأوروبا وفرنسا فرصتان لتأكيد صوتهما ومواقفهما المغايرة.
وكان بإمكانهما تحويل الشعارات إلى أفعال، وإثبات صعود أوروبا ذات قرار مستقل، لكن، لم تُستثمر أي من الفرصتين، فأوروبا عاجزة عن اتخاذ موقف موحد وقوي وواضح، وفق الخبراء.
وفي مواجهة الهجوم الإسرائيلي، لم تتمكن الدول الأوروبية الثلاث — فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة — التي تقود منذ 2003 جهود احتواء البرنامج النووي الإيراني، من التعبير عن موقف مشترك، فيما عبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس بوضوح عن موقف منسجم مع السياسات الأوروبية السابقة التي تهدف إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وقد صرّح قائلًا إن "إسرائيل تقوم بالعمل القذر بالنيابة عن الجميع"، كما أيّد الضربات الأمريكية، مضيفًا: "لا يوجد سبب لدينا، أو لديّ شخصيًا، لانتقاد ما بدأته إسرائيل منذ أسبوع".
الرهائن والنووي.. ماكرون يهاتف الرئيس الإيراني
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، مكالمة هاتفية جديدة مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، طالب فيها بإطلاق سراح الفرنسيين المحتجزين في طهران، والعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.
وقال ماكرون عبر منصة "إكس": "أجريت اليوم مكالمة جديدة مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان"، إذ كررت دعوته للإفراج عن الفرنسيين سيسيل كولير وجاك باريس، وضمان حماية المواطنين والمصالح الفرنسية في إيران، مؤكدًا أنها "يجب ألا تكون عرضة لأي تهديد".
كما شدد على "ضرورة احترام وقف إطلاق النار للمساهمة في استعادة السلام الإقليمي".
دعوة إلى استئناف المفاوضات النووية
وبعد 5 أيام من سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، دعا ماكرون نظيره الإيراني إلى "العودة لطاولة المفاوضات لمعالجة قضايا الأنشطة الصاروخية والنووية".
وقال أرنو لوفيفر، باحث في العلاقات الدولية بمركز الدراسات الأمنية الأوروبية (CESE)، "إن الأزمة الإيرانية-الإسرائيلية تظهر مدى فقدان فرنسا أدوات التأثير الحقيقي في الشرق الأوسط، سواء عبر الدبلوماسية أو النفوذ الاستراتيجي".
وأضاف لوفيفر لـ"إرم نيوز" أنه "بينما تحتكر واشنطن وتل أبيب مسار التصعيد والتسوية، يبدو الموقف الفرنسي متأخرًا وخافتًا".
وأوضح أنه حتى الاتصال الهاتفي بين ماكرون وبزشكيان، رغم أنه نادر، جاء كرد فعل أكثر منه مبادرة استراتيجية، ولم يعكس إرادة واضحة لقيادة وساطة أو إطلاق مقترح تفاوضي فعّال.
ورأى الباحث السياسي الفرنسي أن المشكلة الأكبر هي غياب رؤية أوروبية موحدة، مما يقوّض أي تأثير محتمل حتى لو كانت النوايا الفرنسية حسنة".
ووفقاً للباحث السياسي الفرنسي، فإن الأزمة الأخيرة بين طهران وتل أبيب تكشف فقدان باريس وأوروبا موقع المبادرة في الملفات الإقليمية، رغم تاريخ طويل من الوساطات والمفاوضات النووية.
وبينما تتسارع الأحداث، يكتفي القادة الأوروبيون بردود فعل غير موحدة، ما يضعف من فرصهم في التأثير.
وأوضح أنه في المقابل، تحاول باريس، من خلال مكالمة ماكرون النادرة، أن تستعيد بعض الزخم، لكن دون مسار واضح، تبقى الجهود حبيسة الشعارات، بانتظار تحول أوروبي أوسع نحو استراتيجية أكثر استقلالًا وفاعلية.
من جهتها، قالت كلير مارشان، خبيرة في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إنه "منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، تراجعت ثقة إيران بأوروبا بشكل كبير، رغم محاولات باريس وبرلين ولندن إنقاذ الاتفاق.
وأضافت مارشان لـ"إرم نيوز" أن ماكرون، وإن أبدى اهتمامًا بالملف، إلا أن تحركاته بقيت محصورة بين محاولات احتواء الأزمات وليس تشكيل مسارات بديلة.
وأشارت إلى أنه خلال مكالمته الأخيرة مع بزشكيان، عاد الرئيس الفرنسي إلى القضايا الكلاسيكية: الرهائن والملف النووي، لكنه لم يقدم تصورًا سياسيًا جديدًا.
وأوضحت أن "الدور الفرنسي بات رهين تقلبات واشنطن وأن أوروبا بحاجة إلى سياسة شرق أوسطية متماسكة تتجاوز ردود الفعل، تبدأ من تحديد أولوياتها الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين: تعليق أمريكا بعض صادرات الأسلحة لأوكرانيا خطوة مهمة لإنهاء الحرب
الكرملين: تعليق أمريكا بعض صادرات الأسلحة لأوكرانيا خطوة مهمة لإنهاء الحرب

صدى البلد

timeمنذ 28 دقائق

  • صدى البلد

الكرملين: تعليق أمريكا بعض صادرات الأسلحة لأوكرانيا خطوة مهمة لإنهاء الحرب

ثمن الكرملين اليوم الأربعاء، خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق صادرات بعض أنواع السلاح الأمريكي لأوكرانيا، واصفا تلك الخطوة بأنها ستؤدي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وقال الممثل الأمريكي بحلف الناتو العسكري ماثيو ويتيكر للتعليق حول إرسال السلاح الأمريكي لأوكرانيا إن أمريكا أولا. وكانت أوكرانيا تنتظر وصول شحنة عسكرية دفاعية جوية جديدة من منظومة الباتريوت الأمريكي التي يتخطى تكلفة الواحدة منها مليار دولار. واستمرت الحرب الروسية الأوكرانية لثلاث سنوات منذ اندلاعها في فبراير عام 2022 بسبب محاولة أوكرانيا الإنضمام لحلف الناتو العسكري، وأنفقت الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من 100 مليارات دولار في دعم أوكرانيا بحربها ضد روسيا مما أدى لتفاقم الصراع بأوروبا الشرقية.

إيلون ماسك يدعو لإنشاء حزب أمريكي جديد
إيلون ماسك يدعو لإنشاء حزب أمريكي جديد

صدى البلد

timeمنذ 30 دقائق

  • صدى البلد

إيلون ماسك يدعو لإنشاء حزب أمريكي جديد

دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى إنشاء حزب أمريكي جديد بعيدا عن الحزبين البارزين في الولايات المتحدة الأمريكية وهما الحزب الجمهوري والحزب الديمُقراطي، وأطلق ماسك على حزبه اسم 'حزب أمريكا' للاعتراض على إقرار الموازنة الأمريكية الجديدة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكونجرس، والتي تضمن تخفيضات كبيرة بالضرائب. ويعتقد ماسك أن ذلك سوف يضر بالاقتصاد الأمريكي ويزيد من الدين العام بالولايات المتحدة. وتابع ماسك في تغريدته على منصة إكس أنه يجب تطبيق صوت الشعب. ويشرع ماسك في تأسيس حزبه الجديد عقب مغادرة البيت الأبيض من منصب وزارة الكفاءة الأمريكية بسبب خلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أزمة جديدة بين ترامب وماسك: قد نعيده إلى جنوب إفريقيا
أزمة جديدة بين ترامب وماسك: قد نعيده إلى جنوب إفريقيا

صدى البلد

timeمنذ 43 دقائق

  • صدى البلد

أزمة جديدة بين ترامب وماسك: قد نعيده إلى جنوب إفريقيا

في أحدث فصول الخلاف المتصاعد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، علق الأخير على تهديد ترامب بترحيله إلى جنوب إفريقيا، قائلا إنه يشعر بـ"إغراء شديد للتصعيد" لكنه "سيمتنع في الوقت الحالي". وقال إيلون ماسك في منشور على منصة إكس: "من المغري جدا التصعيد، مغر للغاية، لكنني سأمتنع حاليا"، وذلك تعليقا على مقطع فيديو يظهر ترامب وهو يهدد بترحيله وسحب الدعم الفيدرالي من مشاريعه. خلفية الخلاف بين ترامب وماسك يذكر أن ماسك، الذي يعد أغنى رجل في العالم، كان من أبرز داعمي ترامب في انتخابات 2024، حيث تبرع بمئات الملايين لحملته الانتخابية. كما عمل إلى جانب ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض ضمن ما يعرف بـ"وزارة كفاءة الحكومة" DOGE، التي أسندت إلى ماسك بهدف تقليص الإنفاق الحكومي. لكن منذ استقالته من هذا المنصب في مايو الماضي، بدأت العلاقة بين الطرفين في التدهور، لا سيما مع تصاعد انتقادات ماسك لما يعرف بمشروع قانون الإنفاق "واحد كبير وجميل"، الذي أقره مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، والذي يرى ماسك أنه كارثي للاقتصاد ويقوض دعم قطاع السيارات الكهربائية. ترامب يرد بالتهديدات رد ترامب، البالغ من العمر 79 عاما، جاء حادا، إذ لوح خلال حديث مع الصحفيين بإمكانية ترحيل ماسك رغم كونه مواطنا أمريكيا منذ عام 2002. وقال: "سننظر في الأمر"، أثناء توجهه لافتتاح مركز جديد لاحتجاز المهاجرين في فلوريدا، أطلق عليه إعلاميا اسم "ألكاتراز التماسيح". كما أشار ترامب إلى أنه قد يعيد النظر في العقود والدعم الفيدرالي الذي تتلقاه شركات ماسك، مثل سبيس إكس وستارلينك، قائلا: "قد نضطر لإرسال DOGE إلى إيلون... أنتم تعرفون ما هي DOGE؟ إنها الوحش الذي قد يعود ليفترس إيلون." وأضاف: 'لا أعتقد أنه يجب أن يلعب هذه اللعبة معي'. وكان ترامب قد ألمح في وقت سابق إلى أن موقف ماسك المعارض لمشروع القانون يعود إلى استيائه من حذف البنود التي كانت تدعم قطاع السيارات الكهربائية. وقال عبر منصته "تروث سوشيال": 'لولا الدعم الحكومي، لربما اضطر إيلون لإغلاق شركاته والعودة إلى جنوب إفريقيا'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store